موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 12 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 13, 2016 1:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قبل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)

العشق عرفه أرسطو بأنه جهل عارض صادف قلباﹰ فارغاﹰ دق عن الأفهام مسلكه وخفي عن الأبصار موضعه وحارت العقول في كيفية تمكنه غير ابتداء حركته وعظم سلطانه من القلب ثم يتغشى على سائر الأعضاء فيبدي الرعدة في الأطراف والصفرة في الأبدان واللجلجة في الكلام والضعف في الرأي والزلل والعثار حتى ينسب صاحبه إلى الجنون زادت إعرابية يذهب العقل وينحل الجسم ويهمل الدمع بحدوده مرور الأيام ولا تفسده بل لا تغيره إساءة المحبوب على الدوام ومن ثم قال الأصمعي وقد سأله الرشيد ما حقيقة العشق فقال أنه شيء يستغرق القلب في محاسن المحبوب ويذهله عن مساويه فيجد رائحة البصل من المحبوب أعظم من المسك والعنبر

سأكتم ما ألقاه يا نور ناظري ... من الأجر كيلا يذهب الأجر باطلا
فقد جاءنا عن سيد الخلق أحمد ... ومن كان براً بالعباد وواصلا
بأن الذي في الحب يكتم وجده ... يموت شهيداً في الفراديس نازلا



قيل أن بهرام جور لم يرزق سوى ولد فأخذ في ترشيحه للملك وهو ساقط الهمة إلى أن اتفق المعلمون من الحكماء وغيره على أن لا نافع له غير العشق فسلط عليه الجواري ي إلى أن علق بواحدة منهن فأمرها الملك بالتجني عليه وإنها لا تطلب إلا رفيع الهمة ذا رغبة في العلم والملك فكان بسبب ذلك من أجل ملوك الفرس وأعلمها وفي المعنى قال ابن الأحنف:
وما الناس إلا العاشقون ذوو الهوى ... ولا خير فيمن لا يحب ويعشق
وقال بعضهم:
وما سرني إني خليّ من الهوى ... ولو أن لي ما بين شرق إلى غرب
وقال ابن أبي كثير لابن أبي الزرقاء هل عشقت حتى تكاتب وتراسل فقال لا قال لن تفلح والله أبداً وأنشد الشعبي:
إذا أنت لم تعشق ولم تدري ما الهوى ... فأنت وعير في الفلاة سواء
وعجزه غيره فقال:
فكن حجراً من يابس الصخر جلدا
وأنشد ابن معاذ:
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر ... خليلاً ولم ينظر إليك حبيب
وقالت امرأة فيه أيضاً:
رأيت الهوي حلواً إذا اجتمع الشمل ... ومرا على الهجران لا بل هو القتل
ومن لم يذق للهجر طعماً فإنه ... إذا ذاق طعم الحب لم يدر ما الوصل
وقد ذقت طعميه على القرب والنوي ... فأبعده قتل وأقربه خبل
فصل في رسومه وحدوده
وما جاء عن الحكماء وغيرهم في ذلك
قال بعضهم العشق مجهول لا يعرف ومعروف لا يجهل هزله جد وجده هزل وهذا في الحقيقة تعريف بالعوارض غير اللازمة واشارات إلى اختلاف الحالات الكائنة عنه فإن الجهل يعتري العشاق عند تزايد الحب فيوجب الحيرة في الأمر وعكسه عند انفصاله عن المخيلة والهزل مباديه والجد تمكنه ونحوه ما أجاب ابن أكتم به وقد سأله المأمون ما العشق فقال سوانح للمرء تؤثرها النفس ويهيم بها القلب فقال له ثمامة إنما شأنك أن تفتي في مسئلة طلاق أو محرم فقال المأمون قل يا ثمامة فقال العشق جليس ممتع وأليف مؤنس وصاحب مالك وملك قاهر مسالكه لطيفة ومذاهبه غامضة وأحكامه جائرة ملك الأبدان وأرواحها والقلوب وخواطرها والعيون ونواظرها والعقول وآراءها وأعطى عنان طاعتها وقياد ملكها وقوى تصرفها توارى على الأبصار مدخله وغمض في القلوب ملكه فقال له المأمون أحسنت يا ثمامة وأمر له بألف دينار.


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 15, 2016 9:19 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قبل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحسن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



الباب الأول
فيمن استشهد من المحبين شوقاً إلى حضرة رب العالمين


قسمت المحبة قسمين أشرفها متعلقاً الثوابي وهو الحب في الله لأنه لا يفني متعلقه ولا تكيف غايته ولا يفضله شيء في الحقيقة إذ ما سواه وهام وتضمحل وتزول وأعراض تفني وتحول ولا شبهة في أن إدخار ما لا يتطرق إليه تغير ولا فناء أولى في الحكمة عند العقلاء فلذلك صدرت به الأبواب ومدار ما يذكر هنا في الأصل على ذكر من أنفى نفسه في طاعة ربه وأكثر اغترافه من الحلية لأبي نعيم إذا تقرر هذا فحد المحبة كما قال الحصري وصول إلى مقام الأنس والنعمة باطناً والوحشة والبلاء ظاهراً بشرط الإشراف على الغيوب وفناء الكل في بقاء المحبوب وهذا تعريف لها بحسب الغاية الخاصة وكان عليه أن يورد التعريف التام العام أولاً ثم يفصل وقال الاستاذ أبو يزيد البسطامي هي استهلاك النفسانية مع بقاء الروحانية وهذا عندي قريب من الأول غير أن بعض شراح النصوص قال أن فيه تعريفاً بالمادة وأظنه أخذ ذلك من قوله استهلاك وفيه تكلف ونقل الحدين البحراني في شرح التائية على قول الاستاذ فقالت هوى غيري قصدت وأقرهما وأحسن منهما ما نقل عن شيخ الطريقة الجنيد رضي الله عنه وقد سئل ما المحبة فقال هي الصفاء في الباطن مع حقائق الحق والوفاء في الظاهر مع استعمال دقائق الشرع فهذا والله هو الحد التام وإن كان إلى الخاص أميل فإن قوله الصفاء في الباطن يريد به الخلوة الحقيقية التي هي قفل أبواب الحواس عن ممارسة الخلق ونشر القلب بالاستكانة والخضوع على أعتاب الحق ونفي الكدورات الحسية عن الحواس النفسية لإلحاقها بالحضرة القدسية وذلك غير تام قبل نفي العوائق وقطع العلائق والخروج من شوائب الخلائق ليتحقق الصفاء والتخلق بتلك الحقائق
هناك وجدت الكائنات تحالفت ... على أنها والعون مني معينتي
حيث انتفت معاندات الأغيار وتحققت ممازجات الأخيار حتى انتقشت المطلوبات الحقية في مرآت الصورة الخلقية وانبسطت أشعة الأحوال البسطية حيث انتفت الكدورات الوحشية.
فلم تهوني ما لم تكن في فانياً ... لم تفن ما لم تجتلي فيك صورتي
وقوله والوفاء في الظاهر يعني لكل معاهد بعهده وموعود بوعده وضال برده ومتغفل بتنبيهه وتقوية جده لأن العارض المتصف بما ذكر خليفة الله على خلقه ينفذ فيهم أوامره ويقيم شرائعه فإن فعل ذلك ظاهراً وباطناً فهو النبي وخلفاؤه ومن فعله على الأول فهم السلاطين أو على الثاني فهم الأفراد الأقطاب جوامع الأسرار ومعادن الحقائق والاستبصار علماء أمتى كأنبياء بني إسرائيل وورثة الأنبياء
فعالمنا منهم نبى ومن دعا ... إلى الحق منا قام بالرسلية
وأما قوله استعمال دقائق الشرع فإشارة إلى معنى لا يدركه إلا الخواص وإن غاص عليه من غاص فإن فيه إشارة إلى حفظ الكليات التي عليها مدار النظام واستقصاء الجزئيات التي قصر عنها الكلام واجتهاد النفس في جمع ما تفرقت فيه الآراء وتشعبت إليه الأهواء بيد أن ذلك قباء لم يخط على كل ذي قد وأشكال أقيسة فكر لم يستخلصها كل ذي جد اللهم حققنا بحقائق معارفك وأرفعنا من حضيض زوايا الخمول إلى أوج استقامة لطائفك وأنقل أنفسنا من مراكز عكس الصعود إلى أشرف منازل السعود وأما قول بعضهم وينسب إلى ذي النون المصري المحبة أرق بلا رقاد وجسم بلا فؤاد وتهتك في العباد وتشتت عن البلاد فتعريف بصورة الحالة الراهنة من المحبة بعد قطع الطرق فإن الأرق الذي هو السهر من الفكر في الأمور الطارئة على النفس لا يكون إلا بعد تمكن تلك الأمور في الذهن وإن الجسم لا يكون بلا فؤاد إلا إذا فني فهي كناية عن عدم الالتفات إلى ما من شأنه أن يدرك القلب مما سوى الموجود المطلق بقرينة المقام وفيه تكلف وخلط لحالة المجانين بأحوال المحبين وباقي الكلام ظاهر وعندي أن المحبة ميل نفساني إلى المراد يعضده الجزم بالاعتقاد ورؤية ما سوي المطلوب من الفساد وفي الدين ارتداد وإليه أشار عارف الوقت والحقيقة وسلطان عشاق الخليقة بقوله:
ولو خطرت لي في سواك إرادة ... على خاطري سهواً قضيت بردتي

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 16, 2016 6:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قبل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحسن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



الباب الأول
فيمن استشهد من المحبين شوقاً إلى حضرة رب العالمين

فللحب أقوام كرام نفوسهم ... منزهة عما سوى الحب يا خلي

روي عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول في مناجاته إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكني وجدتك أهلاً للعبادة ومن ثم قيل أفضل الحمد ما وقع دالاً على استحقاق الله له بلا شرط نحو نحمدك يا من جلت صفاته عن الاحصاء بخلاف ما وقع في مقابلة شيء كالحمد لله على ما أنعم وأخبر السراج عن أبي بكر الازدستاني بسنده إلى ابن كثر قال لما تاب داو عليه السلام كان له يوم نوح تجتمع إليه فيه الناس حتى الوحوش والطيور فينوح ويعظ مذكراً بالجنة ثم النار ثم الأهوال ثم الخوف من الله وفي كل واحدة يموت من كل طائفة خلق وولده قائم على رأسه فيقول حسبك يا أبت قد مات الناس ثم يقول له العباد لا تعجل بطلب الجزاء فيخر ساجداً مغشياً عليه فتأخذ كل طائفة من مات منها وتذهب ثم يدخل بيت عبادته وهو يقول يا إله داود غضبان أنت عليه أم راض إلى أن يخر مغشياً عليه وأخرج عبد العزيز بن علي الطحان عن ابن عطاء في معنى قوله عز وجل إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين أن أيوب لم يزل يأكله الدود حتى لم يبقى غير قلبه ولسانه فأكل بعضه بعضاً حتى بقيت واحدة فدبت إلى قلبه فقال ذلك لأنه قال أي رب لم أخف من بلاء ما دام قلبي عارفاً بحلاوة ذكرك فأوحى الله إليه بم تنظر إلي غداً قال بهاتين العينين قال لا ولكن أخلق لك عينين يسميان البقاء لتنظر إلى البقاء بالبقاء وقيل خرج عيسى عليه السلام في سياحته ليلة برد وريح ومطر فعاج إلى كهف ليستظل فخرج إليه أسد فقال أنت أحق بمكانك وعاد وهو يقول رب لكل ذي روح ملجأ إلا عيسى فأوحى إليه كأنك استبطأتني فوعزتي وجلالي لأزوجنك بجواري ولأولمن عليك أربعة آلاف سنة وحكى المنذري عن ابن سعد يرفعه أن أنصارياً بكي من خشية الله خوفاً من النار حتى حبسه البكاء في بيته فحكى ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فلما اعتنقه خر ميتاً فقال جهزوا صاحبكم فإن الفرق بتحريك الراء يعني الخوف فلذ بالمعجمة يعني قطع كبده وحكى أبو نعيم في الحلية في ترجمة عبد الواحد بن زيد عن الفضيل بن عياض أن ابن زيد سأل ربه ثلاث ليال أن يريه رفيقه في الجنة فإذا بقائل يقول له هي ميمونة السوداء قال فقلت وأين هي قال بالكوفة فخرجت في طلبها فلما سألت عنها قالوا هي مجنونة وأنها بموضع كذا ترعى غنيمات لنا فجئتها فرأيتها قد غرست عكازاً وعليها جبة صوف مكتوب عليها لا تباع ولا تشرى والغنم ترعى مع الذئاب بلا ضرر وهي تصلي فلما رأتني أوجزت في صلاتها ثم قالت يا ابن زيد ليس هذا موضع الموعد فقلت ومن أين عرفتيني فقالت الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وفي رواية أخرى قالت جالت روحي وروحك في عالم الملكوت فتعارفنا فقلت لها عظيني فقالت واعجبا من واعظ يوعظ ثم قالت يا ابن زيد لو وضعت معيار القسط على جوارحك لخبرتك بمكنون ما فيها يا ابن زيد ما من عبد أعطاه الله شيئاً من الدنيا فأبتغى إليه ثانياً إلا سلبه الله حب الخلوة معه وبدله بعد القرب البعد وبعد الأنس الوحشة وأنشدت: مات لنا فجئتها فرأيتها قد غرست عكازاً وعليها جبة صوف مكتوب عليها لا تباع ولا تشرى والغنم ترعى مع الذئاب بلا ضرر وهي تصلي فلما رأتني أوجزت في صلاتها ثم قالت يا ابن زيد ليس هذا موضع الموعد فقلت ومن أين عرفتيني فقالت الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وفي رواية أخرى قالت جالت روحي وروحك في عالم الملكوت فتعارفنا فقلت لها عظيني فقالت واعجبا من واعظ يوعظ ثم قالت يا ابن زيد لو وضعت معيار القسط على جوارحك لخبرتك بمكنون ما فيها يا ابن زيد ما من عبد أعطاه الله شيئاً من الدنيا فأبتغى إليه ثانياً إلا سلبه الله حب الخلوة معه وبدله بعد القرب البعد وبعد الأنس الوحشة وأنشدت:
يا واعظاً قام لاحتساب ... يزجر قوماً عن الذنوب
تنهى وأنت السقيم حقاً ... هذا من المنكر العجيب
لو كنت أصلحت قبل هذا ... غيك أو تبت من قريب
كان لما قلت يا حبيبي ... موقع صدق من القلوب
تنهي عن الغيّ والتمادي ... وأنت في النهي كالمريب
قال ثم سألتها ما بال الذئاب التي مع الغنم لا تضرها فقالت أصلحت ما بيني وبينه فأصلح ما بين الذئاب والغنم وفي الكتاب المذكور عن ابن المبارك قال بينما أطوف في الجبال إذا أنا بشخص فلما دنا مني إذا هو امرأة عليها ثياب من صوف فلما دنت سلمت ثم قالت من أين قلت غريب قالت وهل تجد مع سيدك وحشة الغربة وهو مؤنس الضعفاء ومحدث الفقراء فبكيت فقالت ما بكاؤك ما أسرع ما وجدت طعم الدواء قلت هكذا العليل ثم قلت عظيني يرحمك الله فأنشدت:
دنياك غرارة فذرها ... فإنها مركب جموح
دون بلوغ الجهول منها ... منيته نفسه تطوح
لا تركب الشرّ فاجتنبه ... فإنه فاحش قبيح
والخير فاقدم عليه جهراً ... فإنه واسع فسيح
فقلت زيديني قالت سبحان الله أو ما في هذا الموقف من الفوائد ما أغنى عن الزائد قلت لا غنى لي عنه فقالت أحبب ربك شوقاً إلى لقائه فإن له يوماً يتجلى فيه لأوليائه.
وفيه عن أبي الفيض ذي النون المصري رضي الله عنه قال بينما أنا في السياحة إذا لقيتني امرأة فقالت من أين قلت غريب فقالت كما قيل لابن المبارك إلا أنها زادت حيث نهت عن البكاء بأن قالت البكاء راحة القلب فما كتم شيء أحق من الشهيق والزفير فإذا أسبلت الدمعة استرحت وهذا ضعف عند العقلاء فتعجبت من ذلك وقال وصف لي رجل فقصدته فأقمت على بابه أربعين يوماً فلما رآني بعدها هرب مني فقلت له سألتك بالله إلا ما وقفت فقال ما تريد فقلت تعرفني بما عرفته فقال إن لي حبيباً إذا قربت منه قربني وأدناني وإذا بعدت صوب بي وناداني وإذا قمت باليسير رغبني ومناني وإذا عملت بالطاعة زادني وأعطاني وإذا عملت بالمعصية صبر علي وتأناني فهل رأيت مثله انصرف عني ولا تشغلني ثم ولى يقول:
حسب المحبين في الدنيا بأنّ لهم ... من ربهم سبباً يدني إلى سبب
قوم جسومهم في الأرض سائرة ... وإن أرواحهم تختال في الحجب
لهفي على خلوة منه تسدّدني ... إذا تضرّعت بالاشفاق والرغب
يا رب يا رب أنت الله معتمدي ... متى أراك جهاراً غير محتجب


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 24, 2016 10:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قبل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحسن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



الباب الأول
فيمن استشهد من المحبين شوقاً إلى حضرة رب العالمين

وعن أبي الفتح بن سحنون قال كان سعدون صاحب محبة الله لهجاً بالقول صام ستين سنة حتى خف دماغه فسماه الناس مجنوناً لتردد قوله في المحبة فغاب عنا زماناً وكنت مشتاقاً إلى لقائه فبينما أنا بفسطاط مصر على حلقة ذي النون وإذا به وعليه جبة من صوف فنادى يا ذا النون متى يكون القلب أميراً بعدما كان أسيراً فقال إذا اطلع الخبير على الضمير فلم ير فيه إلا هو قال فخر مغشياً عليه ثم أفاق وهو يقول:
ولا خير في شكوى إلى غير مشتكي ... ولا بدّ من شكوى إذا لم يكن صبر
ثم قال يا أبا الفيض إن من القلوب قلوباً تستغفر الله قبل أن تذنب قال نعم تلك قلوب تثاب قبل أن تطيع قال يا أبا الفيض اشرح لي ذلك قال يا سعدون أولئك أقوام أشرقت قلوبهم بضياء روح اليقين فهم قد فطموا النفوس عن روح الشهوات فهم رهبان من الراهبين وملوك العباد وأمراء في الزاد للغيث الذي أمطر في قلوبهم المولهة بالقدوم إلى الله تعالى شوقاً فليس فيهم من آنس بمخلوق ولا مسترزق من مرزوق فهو في الملأ حقير وعند الله خطير ثم ولى.
وعن أبي سليمان قال مررت ليلة فسمعت في جبل اللكام رجلاً يقول في دعائه سيدي وأملي وموئلي ومن به تم عملي أعوذ بك من بدن لا ينتصب بين يديك وقلب لا يشتاق إليك ودعاء لا يصل إليك وعين لا تبكي عليك فعلمت أنه عارف ثم صعق فتركته وانصرفت وإذا أنا برجل نائم فركضته وقلت قم فإن الموت لم يمت فرفع رأسه وقال ما بعد الموت أشد منه.
وعن عبد الله بن المبارك قال مررت في سياحتي بالشام بطبيب يصف لكل ما يحب فقلت له يا طبيب أعندك دواء المذنوب فقال نعم فلما تفترق الناس قال لي يا هذا عليك بورق الفقر وعروق الصبر واهليلج الصاف وبليلج الرضا وغارقون في الكتمان وسقمونا الأحزان فأمر سهم بماء الأجفان ودعهم في طاجن القلق وأوقد تحتهم نار الفرق وصفهم بمنخل الأرق واشربهم على الحرق فإنه شفاؤك وأنشد:
يا طبيباً بذكره يتداوى ... وصفوه لكل داء غريب
ليس حزني عليك شيء عجيب ... إنما الصبر عنك شيء عجيب
وسئل أبو بكر الشبلي ما علامات العارف قال صدره مشروح وقلبه مجروح وجسمه مطروح قيل من العالم قال من عرف الله وعمل بما علمه الله وأعرض عما نهاه الله قيل فما الصوفي قال من صفا قلبه ورمى الدنيا وجفا الهوى واتبع المصطفى قيل فما التصوف قال التألف والأعراض عن التكلف وأحسن منه تصفية القلوب لعلام الغيوب وأحسن منه التعظيم لأمر الله والشفقة على عباد الله وأحسن منه من صفا من الكدر وخلص من العكر، وامتلأ من الفكر وتساوى عنده الذهب والمدر.
وعن إبراهيم بن أدم رضي الله عنه قال كنت يوماً من الأيام ماراً بقبر فترحمت عليه وبكيت عليه فسألني من معي عنه فقلت قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن غرق في الدنيا ثم استنقذه الله بلغني أنه سر يوماً من الأيام بما هو فيه ثم نام مع بعض محاظيه فرأى رجلاً واقفاً على رأسه وفي يده كتاب فناوله إياه ففتحه فإذا هو مكتوب بالذهب لا تؤثر فانيا على باق ولا تغتر بملكك وسلطانك وخدمك ولذاتك فإن الذي أنت فيه جسيم لولا أنه عديم وملك لولا أن بعده هلك وفرح وسرور لولا أن بعده غرور فسارع إلى أمر الله فإنه يقول وسارعوا إلى مغفرة من ربكم فانتبه مرعوباً وخرج إلى هذا الجبل فما زلت أتعهده حتى مات ودفن ههنا.
وحكي أن ملكاً أراد الركوب يوماً فدعا بثياب الزينة فجيء بها فردها وقال أريد ثياب كذا فجيء بها فردها حتى جيء بأصناف كثيرة ثم اختار ما أراد وفعل كذلك بالدواب فلما ركب نفخ إبليس في أنفه فعلاه من التكبر ما لا يوصف حتى أنه لم يخاطب أحداً فبينما هو في موكبه إذا برجل رث الهيئة قد قبض على لجام دابته وهو يقول لي إليك حاجة قال حتى أرجع قال لا بل مكانك قال اذكرها فقال أدن مني فطأطأ فقال له أنا ملك الموت فتغير واضطرب وسأله أن يعود فيودع أهله فأبى وقبضه مكانه.
وحكى أنه عارض في ذلك الوقت رجلاً زاهداً فقال له كما قال للملك فقال حباً وكرامة فقال له ملك الموت هل لك حاجة تمضي إليها فقال لا حاجة أحب إلي من لقاء الله فقال اختر على أي حالة أقبضك فقال ألك ذلك قال نعم فتوضأ وصلى فلما سجد قبضه.
وعن عتبة المعروف بالغلام وسمي بذلك لكثرة خدمته أنه كان مقيماً بالجبانة فبلغ خبره علي بن سلمان أمير العراق فخرج حتى وقف عليه فسلم فرفع رأسه فرد عليه فقال له الأمير كيف أصبحت قال متفكراً في القدوم على الله بخير أم بشر ثم بكى وأطرق رأسه منكساً إلى الأرض فقال الأمير قد أمرت لك بألف درهم فقال قبلتها على أن تقضيني معها حاجة فقال وقد سر بذلك وما هي قال تقبل مني ما وهبتني فقال قد فعلت وانصرف ولقد كان عتبة هذا لا ينام إلا أول الليل ثم يستيقظ فزعاً مرعوباً ينادي النار النار قد شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ثم يتوضأ ويقف للخدمة وإن البكاء ليمنعه القراءة وكثيراً ما يقول اللهم يا عالماً بحاجتي غير معلم بما أطلب وما أطلب إلا فكاكي من النار اللهم إن الجزع قد أرقني من الخوف فلم يؤمني وكل هذا من نعمتك السابقة علي وكذلك فعلت بأوليائك وأهل طاعتك إلهي قد علمت لو كان لي عذر في التخلي ما أقمت مع الناس طرفة عين.
وعن سهل ابن عبد الله التستري رضي الله عنه الناس ثلاثة أصناف صنف مضروب بسوط المحبة مقتول بسيف الشوق مضطجع على بابه ينتظر الكرامة وصنف مضروب بسوط التوبة مقتول بسيف الندامة مضطجع على بابه ينتظر العفو وصنف مضروب بسوط الغفلة مقتول بسيف الشهوة مضطجع على بابه ينتظر العقوبة.
وعن حيان القيسي العباد مع الله على ثلاث طبقات قوم ظعن بهم عن البلاء لئلا يسترق الجزع سرهم فيكون هذا حكمة أو يكون في صدورهم حرج من قضائه وقوم ظعن بهم عن مساكنة أهل المعاصي لئلا تغتم قلوبهم فمن أجل ذلك سلمت صدورهم للعالم وقوم صب عليهم العذاب صباً فما ازدادوا بذلك إلا حباً.
أقول والتقسيم الأول شامل لطبقات العالم السعيد منهم والشقي إلا أن القسم الأول أسعد السعداء وأما هذا التقسيم فهو تقسيم لأهل الله فقط على أن لنا أن نتكلف للأول أن يكون مثله وفي هذا تلميح إلى التسليم البحت في القضاء والقدر والأول إلى الاختيار.
وعن سحنون بن حمزة الخواص أن أبا بكر البصري وكان رجلاً من أكابر الأولياء مات قبل الجنيد بيسير وكان قد سمي نفسه بالكذب لبيت قاله وهو:
فليس لي في سواك حظ ... فكيفما شئت فامتحني
فحصر بوله أثر قوله هذا فتضجر فسمي نفسه الكذاب في المحبة غيره:
ولو قيل طأفي النار أعلم أنه ... رضا لك أو مد لنا من وصالك
لقدّمت رجلي نحوها فوطئتها ... سرور الآتي قد خطرت ببالك
وله أيضاً:
وكان فؤادي خالياً قبل حبكم ... وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح
فلما دعا قلبي هواك أجابه ... فلست أراه عن فنائك يبرح
رميت ببين منك إن كنت كاذباً ... وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها ... إذا غبت عن عيني بعيشي يملح
فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل ... فلست أرى قلبي بغيرك يصلح
وله أيضاً:
يا من فؤادي عليه موقوف ... وكل همي إليه مصروف
يا حسرتي حسرة أموت بها ... إن لم يكن لي إليك معروف
وعن الجنيد رضي الله عنه قال أنفذ في السري في حاجة فلما قضيتها دفع إلي رقعة وقال قد أجزتك هذه الرقعة ففتحتها فإذا فيها:
ولما شكوت الحب قالت كذبتني ... ألست أرى منك العظام كواسيا
وما الحب حتى يلصق بالجلد بالحشا ... وتخرس حتى لا تجيب المناديا
وتضعف حتى لا يبقى لك الهوى ... سوى مقلة تبكي بها وتناجيا
ودخل أبو بكر الشبلي يوماً المارستان فوجد غلاماً أسود قد غل إلى سارية فلما رآه قال يا أبا بكر قل لربك ما كفاه أن تيمنى بحبه حتى قيدني وأنشد يقول:
على بعدك لا يصبر من عادته القرب
وعن قربك لا يصبر من تيمه الحب
فإن لم ترك العين فقد أبصرك القلب


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 25, 2016 9:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قيل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



الباب الأول
فيمن استشهد من المحبين شوقاً إلى حضرة رب العالمين


فصعق الشبلي وخر مغشياً عليه فلما أفاق وجد القيود مطروحة ولم ير الأسود. وعن علي ابن سعيد العطار قل مررت بعبادان بمكفوف مجذوم فإذا الزنبور يقع عليه فيقطع لحمه فقلت الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه وفتح من عيني ما أغلق من عينيه قال فبينما أنا أردد الحمد إذ صرع فبينما هو يتخبط نظرت إليه فإذا هو مقعد فقلت مكفوف يصرع مقعد مجذوم قال فما استتممت كلامي حتى صاح بي فقال ما دخولك فيما بيني وبين ربي دعه يفعل بي ما يشاء ثم قال وعزتك وجلالك لو قطعتني إرباً إرباً أو صببت علي العذاب صباً ما ازددت لك إلا حباً وللشبلي رضي الله عنه.
إن المحبين أحياء ولو دفنوا ... في الترب أو غرقوا في الماء أو حرقوا
أو يقتلوا بسيوف وسط معركة ... أو حتف أنف وإن أضناهم الغرق
لو يسمعون منادي الحب صاح بهم ... يوماً للباه من بالحب يحترق
وعن أحمد بن عيسى الجزار قال دعتني امرأة إلى غسل ولدها فلما جردته قبض علي يدي فقلت سبحان الله أحياه بعد موت فقال إن المحبين لله أحياء وإن ماتوا. ودعا عبد الواحد يوماً جماعة من الصوفية فأولمهم وكان فيهم عتبة الغلام فقام لخدمتهم ولم يأكل فلما انصرفوا قال له عبد الواحد لم لا تأكل قال ذكرت أهل الجنة واجتماعهم على الموائد وقيام الخدم على رؤوسهم فاشتقت إلى ذلك فأبت نفسي الطعام فبكى عبد الواحد وتفرقا متعاهدين على أن لا يولما ولا يشبعا من نوم ولا طعام. وقيل إن عتبة عاهد الله على أن لا ينام إلا مغلوباً وقرأ غلام يوماً بين يدي صالح المزي بالمعجمة نسبه إلى قرية بدمشق وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع فقال كيف يكون لهم حميم وشفيع مطاع والمطالب لهم رب العالمين والملائكة تسوقهم بمقامع الحديد يسحبون تارة على الوجوه ويمشون أخرى ما بين باك ومناد بالويل ثم صاح يا ويلتاه ويا سوء منظراه. وبكى وبكت الناس فقام فيه تأنث فقال أوكل ذلك في القيامة يا أبا بشر فقال وأكثر من ذلك لقد بلغني أنهم يصرخون إلى أن تنقطع أصواتهم فقال الشاب إنا لله وإنا إليه راجعون ثم بكى وخر ميتاً بعد أن استقبل ودعا بالتوبة فرؤي بعد قليل في النوم فقيل له ما فعل الله بك فقال أدخلني الجنة ببركة مجلس صالح ودعا صالح يوماً فمر به مخنث وهو يقول في دعائه اللهم أغفر لأقسانا قلباً واجمدنا عيناً واقربنا بالذنوب عهداً، فسمع المخنث فمات فرؤي في المنام فقال كما قال الشاب.
وقال عبد الوارث نظرت إلى رباح القيسي يقبل غلاماً من أهله فقلت تحبه قال نعم قلت ما كنت أظن أن في قلبك بقية لأحد فخر مغشياً عليه فلما أفاق مسح وجهه وقال إنما هي رحمة منه ألقاها في قلوب العباد.
وحكى ابن سعيد التيمي قال نظرت إلى جارية سوداء تسف الخوص وهي تقول:
لك علم بما يجنّ فؤادي ... فارحمن ذل ذلتي وانفرادي
فقلت لها ما علامة الحب وكان إلى جانبها يصرع فقال يا بطال الحب أن تقول لهذا المجنون قم فيقوم ورمقته فقام والجني يقول ويحك لا عدت إليه أبداً فهذا ملخص ما ناسب ترجمة الباب وقد ذكر في الأصل ما لا علاقة له إذا أمعن النظر بهذا المحل وربما يأتي بعضه حيث نجد له محلاً.
فصل من الباب
في ذكر من فارقت روحه من الأحباب
قال عبد الرحمن الصوفي مررت في أسواق بغداد بسوق النخاسين فرأيت جمعاً كبيراً على شاب مطروح فقلت ما باله قالوا سمع قارئاً يقرأ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله فسقط مغشياً عليه قال فلما سمع الكلام انتبه وهو يقول:
ألم يأن للهجران أن يتصرما ... وللغصن غصن البان أن يتبسما
وللعاشق الصب الذي مات وانحنى ... أما آن أن يبكي عليه ويرحما
كتبت بماء الشوق بين جوانحي ... كتاباً على نقش الوشاة منمنما
ثم صاح وخر مغشياً عليه.
وروى عن الحواري مثل ذلك إلا أنه زاد. وللغصن غصن البان أن يتكلما. وفي البيت الأخير كتاباً حكى نقش الوشاة. وقام أبو زهير في مجلس المزي فقال له اقرأ فقرأ صالح وقدمنا إلى ما عملوا من عمل إلى قوله وأحسن مقيلاً فقال له أعدها فلم يزل يكررها حتى سقط ميتاً.
وفي رواية الحافظ مغلطاي عن أبي القاسم في الأمالي وابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين عن صالح ومحمد بن واسع وحبيب وثابت البنالي ومالك بن دينار أنهم قالوا أتينا أبا زهير الضرير المذكور وقت الظهيرة للزيارة فخرج إلينا وكأنه نشر من قبر فصلى وجلس كالمهموم فسلمنا عليه فقال لصالح اقرأ فقرأ الآية المذكورة فخر ميتاً فقلنا هل له من أحد فقال الحاضرون نعرف امرأة تأتيه من هنا ببعض حاجاته فاستحضرناها بالقصة فقالت لعل فيكم صالحاً قلنا وما يدريك به قالت كثيراً ما كان يقول لي أن أقرأ علي صالح قتلني فجهزناه رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الطيب وكان صوفياً من أهل سر من رأى مدينة بالعراق قال حضرنا يوماً في مجلس ومعنا رجل صوفي يقال له أبو الفتح فقرأ قارىء ولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر فقال الرجل بلى وخر مغشياً عليه فلم يفق إلى أن ذهب النهار ثم مضى فبلغني بعد أيام أنه حضر بالكرخ مجلساً فأنشدت فيه جارية الأبيات المنسوبة إلى عبد الصمد المغربي الاشبيلي المعروف بالمعدل:
يا بديع الدل والغنج ... لك سلطان على المهج
إن بيتاً أنت ساكنه ... غير محتاج إلى السرج
وجهك المعشوق حجتنا ... يوم تأتي الناس بالحجج
فاعتراه اضراب شديد وأقبل يقول للصبية كيف قلت فلما بلغت البيت خر ميتاً وأخرج في الأمالي عن عبد المؤمن القصة إلا أن البيت الأخير. وجهك المأمول حجتنا. قلت ولعل الذي مات من سماعه الرجل هو هذا لأن العارفين إذا سمعوا ما يدل على صاحب البقاء كان أكثر أخذاً من نفوسهم ولا شبهة في أن المأمول أبلغ.
وحكى أبو الفرج الصوفي قال كنا نجتمع للخدمة وكان بالقرب منا رجل اسمه القاسم الشركي يرعى عنيزات وكلما دعوناه إلى السماع أبى فمر به صبي يوماً يغني:
إنّ هواك الذي بقلبي ... صيرني سامعاً مطيعاً
أخذت قلبي وغمض عيني ... سلبتني العقل والهجوعا
فدع فؤادي وخذ رقادي ... فقال لابل هما جميعا
فراح مني بحاجتيه ... وبت تحت الهوى صريعا
فاعتراه اضطراب شديد وأقبل يقول للصبي كيف قلت فخاف الصبي منه ومضى فجعل يقول له لا بأس عليك كيف قلت فلم يجبه وانصرف فرجع هائماً إلى رجل هناك بطبرية يقال لها حامد الفاخوري وكان عارفاً بالأشعار فجعل يردد الأبيات عليه ثلاثة أيام وهو يضطرب حتى مات.
وأخرج مغلطاي عن ابن أبي الدنيا والمنذري آخر الترغيب في فضل الخوف عن ابن عمر وصححه الحاكم أن رجلاً حبشياً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بما عملت أكون معك في الجنة قال نعم ثم قال صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ومن قال سبحانا لله كتب له بها مائة ألف حسنة فقال رجل يا رسول الله كيف يهلك بعد هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده أن الرجل ليجيء يوم القيامة بعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفد ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته ثم نزلت هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً إلى قوله وملكاً كبيراً فقال الحبشي يا رسول الله وهل ترى عيني في الجنة مثل ما ترى عينك فقال نعم فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه رضي الله عنه.

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 26, 2016 11:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قيل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



الباب الأول
فيمن استشهد من المحبين شوقاً إلى حضرة رب العالمين

وعن ذي النون المصري قال بينما أنا أسير على جانب البحر في الليل وإذا أنا بجارية عليها أطمار شعر وهي ناحلة ذابلة فدنوت منها لسماع ما تقول وإذا هي متصلة الأحزان بالأشجان وقد عصفت الرياح واضطربت الأمواج وظهرت الحيتان فصرخت وسقطت إلى الأرض فأفاقت وهي تقول سيدي لك تقترب المتقربون في الخلوات ولعظمتك سبحت الحيتان في البحار الزاخرات ولجلال قدسك تصافقت الأمواج المتلاطمات أنت الذي سجد لك سواد الليل وضوء النهار والفلك الدوار والبحر الزخار والقمر النوار والنجم الزهار وكل شيء عندك بمقدار لأنك العلي القهار وأنشدت:
أحبك حبين حب الوداد ... وحباً لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى ... فحب شغلت به عن سواك
وأما الذي أنت أهل له ... فكشفك للحجب حتى أراك
فما الحمد في ذا ولا ذاك لي ... ولكن لك الحمد في ذا وذاك
ثم شهقت شهقة فارقت الدنيا فوقفت متعجباً وإذا بنسوة على أحسن ما يكون من الحالات قد أقبلن فاحتملنها ثم غبن وأقبلن بها قد جهزت فقدمنني للصلاة وهن ورائي فلما فرغت مضين بها.

الباب الثالث
في ذكر ما سوى البشر وما القوا من العبر


العشق سر يودعه الله في الأرواح عند صفائها وسهولة انقيادها، ثم يختلف باختلاف البواعث والدواعي وميل النفوس بحسب مرادها فعلى هذا لا يخص نوعاً دون نوع من أحد الأجناس كما ترشد إليه أدلة التجربة والقياس، غير أنه مختلف الرتب كما لا يخفى على ذوي الأدب، وقد صح كما سبق أن الإنسان أفضل الموجودات لعلمه بأحكام الأحوال المختلفات فلذلك كان واسطة نظام هذا الشأن ثم ما يليه الأقرب فالأقرب من أنواع الحيوان حتى ينتهي القول إلى الأجرام العنصرية وما بينهما وبين الطبقات السماوية وحيث أنهينا الكلام في هذا المقام على ما يتعلق بالانسان فلنبين كيفية دخول العشق في باقي أنواع الأعيان فنظم هذا النوع في خمسة أصناف.
الصنف الأول في الطيور هي ألطف الحيوان مزاجاً لانحلال كثيفها بخرق الهوا وذهاب فضلاتها في نحو الريش، فلذلك داخلها التألم بالنوى. حكى الحافظ عن بعض الثقات أنه تفرد في معبد منقطع فوجد فيه حمامتين يبيتان فإذا برق الفجر ذهبتا فلا يأتيان إلى الليل، قال وكنت أشهد إحداهما تتخلف فتأتيها الأخرى بقوتها وداما على ذلك مدة.
فلما كان يوم من الأيام خرجتا فإذا بباشق انقض فأخذ الواحدة، فرأيت الأخرى تتبعه حتى غاب وأيست فعادت إلى المبيت وفي ريش فلقد رأيتها تتميز ريش المخطوفة حتى جمعته وجعلت تضرب بجناحها الأرض وتتمرغ على الريش وتضرب نفسها حتى نتفت ما أمكنها من ريش نفسها فقدمت لها أكلاً وماء، فلم تلتفت لشيء. فلما طلع الصبح رأيتها ميتة والريش في فمها.
ورأيت في كتاب لا أعلم مؤلفه سماه لطائف الأسرار وكيفية جريان الأقدار، طالعته في سنة تسع وخمسين ولم يكن لي إذ ذاك اعتناء بهذه الأشياء، أن غراباً كان يأوي إلى حائط فيقيم به فجاء يوماً فوجد حية قد استولت على محله فذهب فجاء بحجر صغير فرماه عليها فماتت، فقال من رآه أنه رمى به، وأخذ الحجر فتبعته فمضى حتى ألقاه في عش خطاف ثم صار يأخذ الماء والأكل فيمضي بهما إلى أفراخ الخطاف مدة طويلة ولم أشعر يوماً إلا وقد أقبل ومعه اثنان من الخطاطيف فباتا معه ودام على ذلك أياماً فبينا أنا يوماً إذا بالواحد منهما سقط فنزل الغراب فحمله فسقط فحمله عشر مرات فلم يستقر ساعة حتى رأيت الغراب يمزق نفسه حتى مات فقمت إلى العش فرأيت الخطاف ميتاً والآخر إلى جانبه يضطرب فمات وأنا أنظره قلت ولم أزل أفكر في هذا الحجر حتى وقفت على خواص الأحجار فرأيت أن داخل الصين أغواراً يسيل الماء فيها فينعقد حجراً إذا ترك مد وغزل وخيوطاً كالحرير تنسج منه أهل تلك البقعة ثياباً إذا اتسخت القيت في النار فيذهب ما فيها وأنه قبل أن ينغزل إذا أخذ نفع من اليرقان والحصى وسائر السموم وأنه يقتل الحيات بمجرد الرؤية وحذاق الحكماء تعمد إلى أعشاش الخطاطيف فتدهن فراخها بالزعفران فتظن أمهاتها أن اليرقان اعتراها فتمضي إلى أماكن هذه الأحجار فتأتي بها فتأخذه الحكماء فسبحان من ألهم كل شيء رشده.
وفي الكتاب المذكور أن رجلاً اشترى زوج بط، فلما ذبح الواحد جعل الآخر يضطرب تحت المكبة حتى رفعت عنه فجاء إلى الدم فلم يزل يتمرغ فيه حتى مات.
وقالوا أن أوفى الطيور في المحبة القمري والشفني أعني الفاخت وأنه إذا مات أحد الزوجين تعذب الآخر فلم يأنس حتى يموت، وكثيراً ما سمعنا عن البلبل والشحرور الحنين إلى الغناء والملاهي والأصوات الحسنة وأن بعض الطيور نزل على يد بعض الوعاظ حتى مات.
وحكى عن سفيان أن بلبلاً كان لولده وأنه أقام يرعى ويأتي البيت حتى قيل أنه مضى مع الناس يوم موته إلى القبر ورجع فاضطرب حتى مات.

الصنف الثاني في ذكر بعض ما وقع للحيوان من أمور العشق في اختلاف الأزمان


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 31, 2016 11:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قيل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



الباب الثالث
في ذكر ما سوى البشر وما القوا من العبر



الصنف الثاني في ذكر بعض ما وقع للحيوان من أمور العشق في اختلاف الأزمان

حكى الشيخ قدس الله سره أن أعظم الحيوان إدراكاً من ذوات الأربع الخيل وأنها أقرب من غيرها إلى مزاج الانسان وقد بسطنا أحوال الحيوانات وما بينها من الاختلاف والاتفاق والقرب والبعد في كتب الزردقة.
والخيل أحسن الحيوانات مزاجاً وإدراكاً حتى أنها لا تنزو على محرم أبداً، قال الشيخ جيء لحصان بأخته مبرقعة فلما نزل عنها انكشف الثوب فعرفها فجعل يجري حتى ألقى نفسه من جبل شاهق فتقطع.
وفي لطالف الأسرار أن رجلاً من أصفهان ولدت عنده فرس حصاناً وأخرى أنثى فأتلفا فكان إذا فرق بين واحدة وأخرى لا تمشي كل منهما ولا تأكل ولا تشرب وتصيح حتى تجتمعا، قال وربما كان يطرح الأكل للواحدة قبل الأخرى فلم تذقه حتى يطرح للأخرى، قال وشاهدت إحداهما تدفع بيدها حشيشاً إلى الأخرى، وأن إحداهما مغلت فقصدها البيطار، فلما رأت الأخرى الدم قطعت الرباط فجاءت فمرغت نفسها فيه حتى سقطت ميتة، فلما رأتها المقصودة طرحت نفسها عليها فإذا هي ميتة.
وحكى فيه أيضاً أن ملك الهند بعث إلى صاحب بخاري بفيل فأحسن خدمته، فلما كان يوم حرب بينه وبين قندهار وهم يركبون الأفيال يقاتلون على ظهورها. خرج به فحين اصطفوا نظر الفيل إلى فيل آخر في ذلك العسكر فغلم حتى طرح ما عليه واخترق الصفوف حتى جاءه فانطرحا إلى الأرض وجعل كل منهما فنطيسته على الآخر وجاء الناس ليفرقوا بينهما فإذا هما ميتان.
وفي اللطائف أيضاً أن غزالاً كان يأوي إلى محل في جبل وأن شخصاً رآه يتردد إلى ذلك المحل فتبعه فرأى وعلاً في غار وبيده ألم لا يمكنه المشي ورأى مع الغزال قطفاً من عنب وهو يلقيه في فم الوعل فانصرف عنهما.
وحكى فيه أيضاً عن شخص بغدادي خرج في بعض أسفاره فبينما هو جالس في القيلولة وقد بسط سفرة ليأكل وإذا بكلب أقبل فأخذ رغيفاً فقام وتبعه حتى انتهى إلى غار فإذا فيه كلبة قد عطلت عن الحركة فجعل يكسر الرغيف ويضع في فمها ويترضاها فتعجب التاجر وانصرف.
وحكى الجاحظ أن ملكاً من أقيال اليمن اعتنى بكلب فكان يلبسه الحرير ويطوقه الذهب ويجعله معه حيث كان فألفه الكلب حتى كان إذا غاب لا يستقر فاعتراه يوماً ضعف فخرج الملك إلى الصيد وتركه في المطبخ وكان قد أوصى أن يطبخ له أرز بلبن، فجعل الطباخ اللبن في القدر وخرج ليأتي بالأرز فخرجت حية من السقف فسقطت في اللبن والكلب ينظر وجاء الطباخ فرمى الأرز ولم يشعر حتى تهرت وخشي الطباخ سطوة الملك وقد فاجأه بطلب الأرز ونذل وطلب أن يأكل في المطبخ فحين شرعوا في وضع الطعام جعل الكلب يصرخ ويضطرب، فقال الملك ما له؟ فقالوا لا نعلم فقدم له طعام فامتنع وجيء بالأرز إلى الملك فصاح الكلب واشتد وجده حتى قطع السلسلة، وعاجل الملك قبل أن يأكل فوضع فمه في الطعام وأكل فتفزر جلده لوقته ومات، فضرب الملك الطباخين واستنهرهم فأقروا فعلم أن الكلب فداه بنفسه فكفنه في حرير وبنى عليه قبة.
قال الجاحظ وهي الآن باليمن تسمى قبة الكلب.


يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 01, 2016 10:04 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8042
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 02, 2016 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084
جزاكم الله خيرا كثيرا و أكرمكم و أعزكم دنيا و دين شيخنا الجليل الفاضل الشيخ فراج يعقوب ويسعدنى و يشرفنى متابعتكم الكريمة و مروركم العطر


صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قيل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



الباب الثالث
في ذكر ما سوى البشر وما القوا من العبر



الصنف الثاني في ذكر بعض ما وقع للحيوان من أمور العشق في اختلاف الأزمان

وحكى عن أبي العيرانه، كان عنده حمار فمات فرآه في النوم ينشده شعراً يقول فيه أنه مات عاشقاً فسأله المتوكل ما الذي كان من شأنه، قل يا أمير المؤمنين كان أعقل من القضاة ليس له هفوة ولا زلة فاعتل على حين غفلة فمات فرأيته في النوم فقلت له ألم أنق لك الشعير وأبرد لك الماء فما سبب موتك فقال أتذكر إذ وقفت بي على الصيدلاني يعني العطار قلت نعم قال مرت إذ ذاك أتان فافتتنت بها ومت، فقلت وهل قلت في ذلك شيئاً قال نعم وأنشد:
هام قلبي بأتان ... عند باب الصيدلاني
تيمتني يوم رحنا ... بثناياها الحسان
وبخد ذي دلال ... مثل خد الشيقران
فيها مت ولو عشت ... إذا طال هواني

فقلت له يا أبا معاذ وما الشيقران فقال أنا مشغول بما أنا فيه وهذا كلام تعرفه الحمير فإذا رأيتم حماراً ومن كان أولاً فسألوه فضحك المتوكل حتى سقط وأمر له بعشرة آلاف درهم وتنسب القصة فيما حكاه صاحب نديم المسامرة إلى بشار فهذا ما أردنا تلخيصه من أمور الحيوانات.


الصنف الثالث في ذكر ما جرى من القوة العاشقية والمعشوقية بين الأنفس النباتية



نقل في لطائف الأسرار وبه جزمت الحكماء إن أصح النبات وأعدله وأكمله خلقاً جمع أمور تسعة الورق والعود والثمر والنوى والصمغ والدهن والليف والقشر والأصول، وقد كمل في النخل ذلك، فهذا أعدل النبات وفي الأخبار أنه من طينة آدم وورد أكرموا عماتكم النخل، وفي الصحيحين أتعرفون شجرة هي كالرجل المسلم الحديث، وفي الفلاحة النبطية أن النخلة تخاف وتفرح وتعشق نخلة أخرى، فقد صح أن النخلة إذا لم تحمل ضرب في أصلها بفاس، ويقول شخص آخر لأي شيء هذا فيقول الضارب دعني أقطعها فإنها لم تحمل فيقول دعها في ضماني العام فإن لم تحمل فاقطعها، فإنها تحمل وقد جرب ذلك.
وحكى في النفائس، قال زرع شخص أربع نخلات متقابلات فحسن ثمرهن سنين ثم أصيبت واحدة فيبست فلم تحمل التي في مقابلتها.
وحكى أيضاً أن شخصاً كان له نخل وكانت واحدة منهن تزهر وتسقط قبل الانعقاد وربما تثمر ويسقط قبل البلوغ فشكا ذلك إلى حاذق فجاء حتى نظرها فقال إنها عاشقة، ثم دعا برصاص فصنع شريطاً وربطه منها إلى نخلة أخرى هناك فحسن ثمرها تلك السنة، ودامت كذلك وإن صاحب البستان قطع الشريط لينظر فأسقطت الزهر فأعاده فصلحت.
وحكى بعض ذلك في الخريدة وأما ما بين الفلفل والكافور والتين والنفط والزنجبيل والازدارخت فأشهر من أن يحكى وغايه الأمر أن يدعى الخواص، فيقال إن شدة الائتلاف بين العاشق والمعشوق، من قبيل الخواص.


الصنف الرابع فيما بث من الأسرار بين أصناف الأحجار



اعتلاق المغناطيس والحديد مما لا يشك في وجوده، وهذا لكثرة وجود المغناطيس وإلا فسائر المتطرقات أحجار من الجمادات تجذبها المشاكلة بينهما في الزئبقية والكبريتية وهذا ظاهر التعليل.
وأغرب منه ما حكي في اختصار الكائنات للمعلم أن بالبحر دابة كالأرنب يتولد في رأسها حجر إذا أخذ وأشير به إلى اللحم أو الحيوان انجذب حتى يلصق بالحجر وفيه أيضاً أن شخصاً نزل بأرض اللؤلؤ مما يلي جزيرة رامهرام فوجد الشمس إذا أشرقت على أرضها ترتفع منها أشعة، ثم تتراقص أحجارها وتضطرب حتى تجتمع فإذا غربت الشمس افترقت الأحجار.


الصنف الخامس فيما بث من الأسرار الملكية بين الأجسام والأجرام الفلكية وهذا منتهى الكائنات وسر الموجودات ومن حيث بدىء الشيء عاد عند مفارقة الفساد



أعلم أن الأيام والأجرام والبروج والكواكب والأجسام والدوائر متطابقة التأليف متوافقة التكييف قد تربعت جهة وريحاً وأقطاباً وطبعاً، وتشعبت قوى وجوانب ونقصاً وزيادة إلى غير ذلك فمثالها في الانسان اثنا عشر مخرجاً عينان وأذنان وقم ومنخران وسرة وثديان وسبيلان قد قيست بالبروج ونفس بالشمس إذ لا تزيد ولا تنقص وعقل بالقمر في قبول الحالتين والخمس الحواس بالخمس البواقي وهكذا إلى درج في العروق ومفاصل بالجو زهرات والكلم خدمة بلسان الشرع ملائكة ولسان الحكمة نفوس وعقول مجردة، وفرع أهل الرياضة والروحانيات والارصاد على ذلك الاستخدام واستنزال الكواكب وتكليمها والطيران إليها وتحريك الجمادات إلى غير ذلك مما بسطناه في كتبنا الحكمية وجارينا فيه أهل كل فن على مقتضى قواعدهم مما لا يليق بهذا المحل وهل ذلك إلا قوة عاشقية فليعتبر أولوا الأبصار وليتذكر أولو الألباب فسبحان من أوجد ذلك واستغنى عنه واتر فيه ومنه لا تغيره الأزمان ولا تفنيه الأوقات ولا يعجزه اختلاف الأكوان.


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 04, 2016 10:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قيل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب


في مراتب الغيرة وما توقعه بالمحب من الحيرة


وهي باعثة نفسية مادتها المروأة والمحبة ثم تزيد وتختلف بحسب الدواعي والأشخاص والمحمود منها ما كان واقعاً عند مشاهدة نقص في ناموس الهي وحكم ديني ونمط شرعي فتبعث المتانة في الدين والمروأة على اصلاح ما نقص باليدان ما أمكن ثم اللسان ثم القلب وهذا هو الذي ترجمه الشاعر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


بعضهم يغار من السواك والشربة والثوب وأمثال ذلك غير أني لم أر من غاص على لطائف هذا المعنى وتظرف في هذا المبنى ألطف من بهاء الدين زهير حيث غار من التلفظ بالحروف التي في اسم محبوبه فالله دره من غائص على نفائس الجواهر الفكرية ومستخرج لها من بحور الأذهان إلى بحور الألفاظ الرسمية.
وذلك قوله:
وأنزه اسمك أن تمر حروفه ... من غيرتي بمسامع الجلاس
فأقول بعض الناس عنك كناية ... خوف الوشاة وأنت كل الناس


إلا أن فيه بحسب ما يظهر مناقشة فإن ظهر كلامه أنه يجوز التلفظ بأسمها من فم نفسه بمسامع الجلاس

ومما ينسب إلى قيس

أرى الازار على اليلى فأحسده ... إن الازار على ما ضم محسود
وقال أبو تمام
بنفسي من أغار عليها منى ... وتحسد مقلتي نظري إليه
ولو أني قدرت طمست عنه ... عيون الناس من حذري عليه
حبيب بث في قلبي هواء ... وامسك مهجي رهناً لديه
فروحي عنده الحسم خال ... بلا روح وقلبي في يديه

ومما سنج لي في ذلك قولي
نظرت إليها والسواك قد ارتوى ... بريق عليه الطرف مني باكي
تردده من فوق در منضده ... سناه لأنوار البروق يحاكي
فقلت وقلبي قد تفطر غيره ... أيا ليتني قد كنت عود أراك
فقالت أما ترضى السواك أجبتها ... وحقك مالي حاجة بسواك
فصل
في أحكام أسرار المحبة وما فيها من اختلاف آراء الأحبة

قد اختلفت آراء الحذاق وتشعب مرادات العشاق فمن ذاهب إلى أن الأفضل خزن الأسرار وإن ذلك من فعل الأحرار ومن قائل أن إفشاءها يسر القلب ويسري الكرب ومن قائل بالتفصيل وإن الاذاعة إلى المحبوب مطلوبة إذ هو الطبيب وكتم العلة عنه تعذيب وأما الاباحة لغيره فغير جائزة في مذهب المحبين وفاعلها ممقوت ومن أكبر المذنبين وهذا الطريق قد ادعى في ديوان الصبابة أنه الكاشف عن وجهه نقابة ولا والله ماله فيه ذرة ولم يكن ارتضع من هذا اللقح دره وأنا أنبه على من استنتج هذه الآراء المحررة ودون هذه المذاهب المحبرة فأقول أعلم أن الطرق الثلاث موجودة في كلام صاحب النفحات القدسية والألطاف الربانية المعطر بنفثات فيه الأقطار القائم بأعباء المحبة والأسرار قطب دائرة الوجود على رغم كل معاض سيدي عمر بن القارض أفاض الله علينا من امداداته وشملنا بألطاف عناياته فمن كلامه في المذهب الأول وهو الحقيق بالنصرة وعليه المعول.
وللحب أقوام كرام نفوسهم ... منزهة عما سوى الحب يا خلي
إذا أودعوا سراً رأيت صدورهم ... قبور الأسرار تنزه عن نقل
ومن قوله في المذهب الثاني وهو صريح في استيفاء الشروط المذكورة.
وابثثتها ما بي ولم يك حاضري ... رقيب بغى سري بخلوة جلوتي
ومن قوله في المذهب الثالث بل هو أعم من هذا المشرب وقابل لكل مطلب.
ويحسن إظهار التجلد للعدا ... ويقبح غير العجز عند الأحبة
ثم لهج الناس بهذه الطرق فمن قول بعضهم في المذهب الأول.
باح مجنون عامر بهواه ... وكتمت الهوى فمت بوجدي
فإذا كان في القيامة نودي ... من قتيل الهوى تقدمت وحدي
وأما كلام السهروردي فكأنه وقف عن كلا الطرائق وتردد وحيرة للعاشق وهو:
وارحمة للعاشقين تحملوا ... سر المحبة والهوى فضاح
بالمر إن باحوا تباح دماؤهم ... وكذا دماء العاشقين تباح
وإذا هم كتموا تحدث عنهم ... عند الوشاة المدمع السفاح
وللوثائق في المذهب الثاني
ظهر الهوى وتهتكت أستاره ... والحب خير سبيله إظهاره
فاعص العواذل في هواك مجاهراً ... فألذ عيش المستهام جهاره
ولبعضهم فيه
فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى ... فلا خير في اللذات من دونها ستر
ولبعضهم في المذهب الثالث
يا موقد النار إلهاباً على كبدي ... إليك أشكو الذي بي لا إلى أحد
إليك أشكو الذي بي من هواك فقد ... طلبت غيرك للشكوى فلم أجد
ومن ظريف قول بعضهم
وقائلة ما بال جسمك لا يرى ... سقيماً وأجسام المحبين تسقم
فقلت لها قلبي بحبك لم يبح ... لجسمي فجسمي بالهوى ليس يعلم

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 07, 2016 2:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قيل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب



فصل
في أحكام أسرار المحبة وما فيها من اختلاف آراء الأحبة

وللمعري في نصرة الأول
فظنّ بسائر الاخوان شراً ... ولا تأمن على سر فؤادا
وألطف منه قول أبي جعفر الشطرنجي
فلا تخبر بسرك بل أمته ... وصير من حشاك له حجابا
فما أودعت مثل النفس سراً ... ولا أغلقت مثل الصدر بابا
ولقد أحسن بعضهم وتلطف وأبدى ما هو أدق وألطف حيث قال:
ومستودعي سراً تقصيت سره ... فأودعته من مستفرّ الحشا قبرا
وما السر في قلبي كميت بحفرة ... لأني أرى المدفون ينتظر الحشرا
ولكنني كنت أخفيه حتى كأنه ... من الدهر يوماً ما أحطت به خبرا
ولبعضهم
يا ذا الذي أودعتني سره ... لا ترج أن تسمعه مني
لم أجره بعدك في خاطري ... كأنه ما مرّ في ذهني
فهذا وأمثاله من أكبر الدوال على أن المذهب الأول هو الصحيح المعتبر وما اتهم به بعض الشراح عارف الزمان ولسان الحضرة الالهية وموضع الأسرار الربانية سيدي عمر ابن الفارض من أنه نصر المذهب الثاني بقوله.
وليسوا بقومي ما استعابوا تهتكي ... فأبدوا قلي واستحسنوا فيك جفوتي
وأهلي في دين الهوى أهله وقد ... رضوا فيك عاري واستباحوا فضيحتي
فممنوع لأن التهتك الذي أراده هو الاشتهار بالعشق لا إذاعة الأسرار بدليل قوله رضوا فيك عاري يعني أن أهل الهوى عندهم هم الراضون بعشقه العادون وعاره في ذلك خصلة حميدة فأين هذا مما نحن فه وقد أسلفت في المقدمة أن دقائق هذا الاستاذ ليس في طوق البشر من حيث هو بشر الاحاطة بها فإذا استدلينا بشيء منه فهو استئناس لأهل الترسم في مشربهم وفيما ذكرت من قصة المنام كفاية للمتأمل وبالجملة فإفشاء السر بلاء عظيم ومذلة لا يرتضيها عاقل وأغرب بعضهم ففسر قول بعضهم وكل حديث جاوز اثنين شائع بأن المراد بالاثنين الشفتان وقلت من الأول.
لقد أودعتني سرها فكتمته ... ولا والهوى ما غير البعد خاطري
ولكن جوي الكتمان صعد مهجتي ... وقطرها دمعاً جرى من محاجري
فشف لطول السقم جسمي من الذي ... كتمت فأبدته هناك سرائري
فنم به الواشون بيني وبينها ... فصدّت وقالت لا وفاء لغادري
فقلت وقد ضاقت هناك مذاهبي ... ومن كان قد ماعا ذلي صار عاذري
فمن شافعي يوماً إليها ومالكي ... هواها وعن سرّي يحدث ظاهري
ومن الثالث
يا معشر العشاق أوصيكم ... بكتم أسرار الهوى والغرام
إلا مع المحبوب في خلوة ... فثم كتم السر عندي حرام
ومنه أيضاً
بوصلك والودّ الذي كان بيننا ... حلفت ولا والله ما أنا غادر
لأنت أعز الناس عندي وسرك ... بقلبي باق يوم تبلى السرائر
فإن لم يجد لي الدهر منك بخلوة ... ففي الحشر تشكوه إليك الضمائر
فصل
في ذكر المغالطة والاستعطاف
واستدراك ما صدر عن المحبوب من الانحراف
وهو عبارة عن احتيال بلطافة على المحبوب يبلغ من الحكمة غاية المطلوب وموضوعه عود الالفة بعد النفور ومادته قيسة شعرية غالبها الزور وغايته الوصول إلى المطلوب واستمالة قلب المحبوب وألطف ما قيل فيه لابن الأحنف.
كان لم يكن بيني وبينكم هوى ... ولم يك موصولاً بحبلكم حبلى
وإني لاستحي لكم من محدثي ... يحدّث عنكم بالملالة والمطل
وقال آخر:
أتنسب لي ذنباً ولم أك مذنباً ... وحملتني في الحب مالي أطيقه
وما طلبي للوصل حرص على البقاء ... ولكنه أجر إليك أسوقه
وقال ابن أبي حجلة:
لم أطلب الوصل من أجلي فديتك يا ... من زاد قثبي سواداً منه شامات
لكن خشيت بأن تبلى بحب رشا ... يقتص لي منك والدنيا مكافأة
وقال جميل:
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا أنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت حبيبة ... إليّ وإن لم تصف منك الخلائق
فصل
في ذكر الرسل والرسائل وتلطف الأحباب بالوسائل

وهو باب قد لهج به لسان كل عاشق وترجمه كل رائق وموضوعه الاستعطاف بالانصاف ومادته زخرفة القول وغايته طلب الائتلاف ومن ألطف ما وقع فيه كلام الواوي الدمشقي.
بالله ربكما عوجا على سكني ... وعاتباه لعل العتب يعطفه
وحدّثاه وقولا في حديثكما ... ما بال عبدك بالهجران تتلفه
فإن تبسم قولاً في ملاطفة ... ما ضر لو بوصال منك تسعفه
وإن بدا لكما في وجهه غضب ... فغالطاه وقولا ليس نعرفه
وقال آخر:
ألا يا نسيم الريح بلغ رسالتي ... سليمى وعرض بي كأنك مازح
فإن أعرضت عني فموّه مغالطاً ... بغيري وقل ناحت بذاك النوائح
وقال القاضي مجد الدين:
شكراً لنسمة أرضكم ... كم بلغت عني تحية
كم قد أطالت بل أطابت ... في رسائلها الذكية
لا غرو أن حفظت أحاديث ... الهوى فهي الذكية
وهو مأخوذ من كلام الصلاح الصفدي
يا طيب نشر هب لي من أرضكم ... فأثار كامن لوعتي وتهتكي
أهدي تحيتكم وأشبه لطفكم ... وروى شذاكم إن ذا ريح ذكي
ويجب اختيار الرسول وأن يكون ذا عفة وصيانة ومروأة وديانة لئلا ينقلب عند مشاهدة المحبوب عاشقاً ويخلص من سلطان المحبة والمطلوب أن يكون بالحجة ناطقاً وللعشاق في هذا المساق كلام لا تحصره الأوراق قال ابن سنا الملك.
راح رسولاً فجاءني عاشقاً ... وعاقه عن رسالتي عائق
وعادلاً بالجواب بل بجوى ... أخرسه والهوى به ناطق

وما ألطف قول الأرجاني في هذا المعنى.
قسماً لقد رجع النسيم عليلاً ... لما سرى مني إليك رسولا
ودرى بحبك أنه قد خانني ... فغداً يجر من الحياء ذيولا

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تزيين الأسواق في أخبار العشاق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 10, 2016 6:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36084

صورة
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قيل في العشق و ما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (1008هـ)


أنشد بعضهم:
ومن عجب إني أحن إليهم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وألطف منه قوله:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... ومثواك في قلبي فأين تغيب

في أحكام الزيارة
وما جاء في فضلها من البراعة والعبارة وتفنن العشاق في فضل زيارة الحبيب وايثار أنفاسه على نفائس الطيب


قيل كان الشافعي رضي الله عنه يكثر من زيارة أحمد وكان أحمد يقل من زيارته هيبة له فقيل للشافعي أنك لتزوره أكثر وهو المحتاج إليك فأنشد:
قالوا يزورك أحمد وتزوره ... قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته ... فلفضله فالفضل في الحالين له
وقد أبدع لسان الحقيقة وواسطة عقد الطريقة سيدي عمر بن الفارض أفاض الله علينا من مدده في هذا الباب حيث يقول:
ولما توافينا عشاء وضمنا ... سواء سبيلي دارها وخيامي فرشت لها خدي وطاء على الثرى ... فقالت لك البشرى بلثم لثامي
جعل الزيارة تفضلاً منها ثم أشار إلى أخذه في إسباب السعي إليها بل شروعه في ذلك رفعاً لجانبها عن التكليف الكلي كأنه يقول أنه ليس أهلاً لها ثم فرش خده في مقابلة السعي ولم يقل لها فقط بل أطلق في جعله على الثرى المحتمل أنها وطئته وأنها لم تطأه وفي ذلك غاية رفع شأنها لمن يتأمل فلذلك عقبه أيضاً بغاية رفع شأنه منها بأكثر مما كان يؤمله ولذلك لم تسمح نفسه بما سمحت له به غيرة كما صرح به هضماً لجانبه عن هذا المقام كما أشار إليه ولما أعطى المقام حقه ونقلته العنايات إلى محل الكرامات والحظوة بنيل المرادات أشار إلى ذلك بقوله بعد البيت الذي تضمن ما ذكرنا.
عتبت ولم تعتب كأن لم يكن قلى ... وما كان إلا أن أشرت وأومت
فانظر إلى هذا الانتقال وصريح هذا المقال بعد ما قال:
ومنت وما ضنت عليّ بوقفة ... تعادل عندي بالمعرّف وقفتي
حيث عد زيارتها منة عليه لئلا يتوهم مما يأتي هضم جانبها ثم نفى عنها البخل ثم عتب بعد ذلك فأين هذا مما سبق فسبحان واهب الفضل لمن أحسن في خدمته وقام بحقوق محبته ومن ألطف ما قيل في الزيارة والعجلة قول العكوك.
بأبي من زارني مكتتما ... خائفاً من كل شيء فزعا
زائر نمّ عليه عرفه ... كيف يخفى الليل بدراً طلعا
رصد الغفلة حتى أمكنت ... ورعى الساهر حتى هجعا
ركب الأخطار في زورته ... ثم ما سلم حتى ودّعا
وقال ابن المعتز
زارني والدجى أحم الحواشي ... والثريا في الغرب كالعنقود
وكان الهلال طوق عروس ... بات يجلى عن غلائل سود
ليلة الوصل ساعدينا بطول ... طوّل الله فيك غيظ الحسود
وقال آخر
زارت على غفلة الرقيب ... كظبية روّعت بطيب
وكان وقت الوصال منها ... أقصر من جلسة الخطيب
وقال عبد العزيز ويقال أنه أصدق ما قالت الأواخر.
يقولون لي بالله ما أنت فاعل ... إذا زارك المحبوب قلت أنيكه
وقال ابن النبيه
قلت لليل إذ حباني حبيبي ... بعتاب يسبي النهي وعقارا
أنت يا ليل حاجبي فامنع الص ... بح وكن أنت يا دجى برد دارا
وقال أن العفيف
ومليح كالبدر زار بليل ... فجلى حسنه الدجى إذ تجلى
ما درى منزلي ولكن قلبي ... بلهيب الجرى هواء ودلا
وعجيب منه فقيه ذكي ... بمحل النزاع كيف استدلا
وقال بشار
يا أطيب الناس ريقاً غير مختبر ... ألا شهادة أطراف المساويك
قد زرتنا زورة في الدهر واحدة ... عودي ولا تجعليها بيضة الديك
إنما قال ذلك لأنه قد اشتهر أن الديك يبيض في عمره مرة ولم يذكر الطبيعيون ذلك وأقول أن القياس لا يأباه لما تقرر في الطبيعة من أن البيض الربحي فضلات غليضة هيأتها الحرارة والذكور يتوفر فيها ذلك على نحو المني الفاضل ولولا الحرارة الحلالة لكثر ذلك فيهم والممنوع بيض يولد النوع لعدم الزرع النامي ومن له يد في الفلسفة سهل عليه علم هذا وقال ابن أبي حجلة.
زار الحبيب ووجه الورد خجلان ... فأصفرّ حين تثنى قدّه البان
قد كان ما كان من هجرانه زمناً ... وقد وفى الآن فالعذال لا كانوا
ما ضرني ضيق عيشي حين واصلني ... سم الخياط مع الأحباب ميدان
وقال ابن سكرة
أهلاً وسهلاً بمن زارت بلا عدة ... تحت الظلام ولم تحذر من الحرس
تسترت بالدجى عمداً فما استترت ... وناب إشراقها ليلاً عن القبس
ولو طواها الدجى عنا لأظهرها ... برق الثنايا وضوء البرق في الغلس




_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 12 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط