موقع د. محمود صبيح

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

يقول الشيخ الجفري في هذا الفيديو :

[لا ينبغي الإضغاء إلى المتعصبين المتنطعين الذين يكفرونه - أي ابن تيمية - والعياذ بالله أو يسبونه] اهـ

أقول وبالله التوفيق :

كلام غير صحيح مجانب للصواب ، لأن من كفر أو سب ابن تيمية أئمة أعلام من أئمة الشرع الشريف المعتبرين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :

الإمام الجليل المفسر الكبير أبو حيان الأندلسي الذي ظل يلعن ابن تيمية حت مات ، والإمام شيخ الإسلام المجتهد تقي الدين السبكي ، وإمام عصره الإمام صفي الدين الهندي ، والإمام الحافظ العلامة ابن حجر الهيتمي من أعمدة المذهب الشافعي ، والإمام الحجة نقيب السادة الأشراف بالشام تقي الدين الحصني صاحب كتاب كفاية الأخيار في الفقه الشافعي وما أدراك ما كتاب كفاية الأخيار وطلاب العلم يعرفونه جيداً ، والإمام الكبير المشتهر بمالك الصغير سيدي أحمد الدردير ، والإمام العلامة مفتي الديار المصرية محمد بخيت المطيعي ودونك ما كتبه عنه في تقديمه لشفاء السقام في زيارة خير الأنام الذي ألفه الإمام التقي السبكي في الرد على ابن تيمية ، والإمام العلامة يوسف الدجوي عضو هيئة كبار العلماء ، والإمام الجليل العربي التباني ، والأستاذ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي رئيس جامعة الأزهر الأسبق وووو القائمة تطول.

فكل هؤلاء وغيرهم كثير ما بين مكفر أو مبدع أو لاعن ساب لابن تيمية.

فهل هؤلاء من المتعصبين المتنطعين ؟!!!!!!!

اللهم لا اللهم لا اللهم لا .

بل أئمة أعلام لا يجوز أن نرميهم بهذا من أجل سواد عيون ابن تيمية.

والموقع المبارك بفضل الله أقسامه عامرة بتقريرات هؤلاء الأئمة الأعلام وكلامهم في ابن تيمية فليرجع إليها من شاء.

بل وأزيدكم من الشعر بيتاً وأقول :

هل مؤسسة الأزهر الشريف هي الأخرى داخلة في طابور المتعصبين المتنطعين الذين يكفرون ابن تيمية ويسبونه؟!!

إذ أن الأزهر الشريف كان يمنع تدريس كتب ابن تيمية ويحشره في زمرة المجسمة.

- قال الإخواني الخوارجي يوسف القرضاوي في مذكراته:

[بداية الدراسة بالكلية.. والإفراج عن ابن تيمية]: بدأت الدراسة بالكلية مع بداية العام الدراسي، وانتظمت صفوف الدراسة من أول يوم، وأقبلت على الدراسة بشغف وحرص وعزم، بعد أن سلمونا عددًا من الكتب، واشترينا عددًا منها، وكانت سُنَّة حميدة من الكلية أن تسلم الطلاب معظم الكتب المقررة، وكتبًا أخرى للمطالعة والاستزادة.

وكان من هذه الكتب الإضافية كتاب (زاد المعاد) للإمام ابن القيم (طبعة صبيح) وهي طبعة غير محققة، ولكنها أفادتني كثيرًا.

وكان هذا من التطور الذي حدث في عهد الإمام المراغي: أن تُقبل كتب ابن تيمية وابن القيم وتوزع على طلاب الأزهر، فقد كان الأزهر قبل ذلك يقاوم فكر هؤلاء، ويحشرهم في زمرة (المجسِّمين).]اهـ

- وكان الأزهر الشريف يعلم طلابه بأن ابن تيمية ضال مضل.

قال سيدي الإمام الجليل أحمد الدردير الملقب بمالك الصغير عن ابن تيمية.

[فصل : في بيان أحكام الطلاق ، وأركانه ، وما يتعلق بذلك. ....... ونقل بعضهم عن بعض المبتدعة أنه يلزمه طلقة واحدة ، واشتهر ذلك عن ابن تيمية ، قال بعض أئمة الشافعية ابن تيمية ضال مضل ،أي لأنه خرق الإجماع : وسلك مسلك الابتداع.]اهـ

نقلاً عن كتاب الشرح الصغير (صـ 77) تأليف الإمام العلامة ولي الله تعالى سيدي أحمد الدردير الملقب بمالك الصغير رضي الله تعالى عنه على مختصره المسمى أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك - طبعة قطااع المعاهد الأزهرية - 1420هـ - 1421هـ / 2000 م - 2001م.

جدير بالذكر أن هذا الشرح كان مقرر على طلاب الثانوية الأزهرية أصحاب المذهب المالكي.

يعني هذا ما كان يعلمه ويؤصله الأزهر الشريف في أبنائه عن ابن تيمية.

وللاستزادة عن نظرة الأزهر الشريف لابن تيمية يرجى الاطلاع على الرابط التالي :

viewtopic.php?f=2&t=22114

وهذا الرابط أيضاً :

viewtopic.php?f=3&t=2520

وأقول وبالله التوفيق :

بأن في كلام الشيخ الجفري السابق مصوغ لجهات عدة ترمي الأزهر الشريف بالتنطع والتشدد والتعصب ، ولا أستبعد أن نجد أي من هذه الاتجاهات سواء دينية أو لا دينية تستخدم هذا الكلام السابق للشيخ الجفري كوثيقة إدانة للأزهر الشريف على تعصبه وتنطعه.

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقال أيضاً الشيخ الجفري في التسجيل السابق :

[غير أن أقرانه من العلماء الذين عاصروه وطبقة أشياخه أخذوا عليه أنه مع كثرة مطالعته لم يحقق كثرة ما طالع فاختلطت عليه بعض المسائل.] اهـ

أقول وبالله التوفيق :

كلام غير صحيح بالمرة وعلى عكس وقائع التاريخ.

فما قام عليه أقرانه وطبقة أشياخه إلا بعد أن أتى بما لم يُسبق به من بدع وخرقه للإجماع في 70 مسألة كما قيل.

فمحاكمات ابن تيمية من قبل قضاة الشرع الشريف غير مرة تقول بخلاف ذلك.

وملابسات ووقائع تلك المحاكمات تدل على أنه كان لا يقول بتلك الأقاويل عن جهل أو قلة تحقيق ، بل عن كامل اقتناع وإيمان بما يقول.

وحسبنا ما سجله عن ذلك كل من :

الإمام التاج السبكي في طبقاته ، والإمام تقي الدين الحصني في دفع شبه من شبه وتمرد وابن المعلم القرشي في نجم المهتدي ورجم المعتدي.

والكلام عن ذلك يطول فلا حول ولاقوة إلا بالله العليّ العظيم.