اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1435
|
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين . وبعد
هذه مشاركة لطيفة .. فيها حكاية رجل من مكة .. قرأ .. ومشى مع ناس علماء .. لغاية ما ظن إن النبوة جايه له .. جايه له .. هنشوف ايه اللى حصل
لكن أحب أن أقدم قبل حكاية قصته .. مقدمة سريعة فى شرف النبوة والرسالة .. وهل هى بالاجتهاد والعمل الصالح ... ولا بالاصطفاء والاختيار الإلهى من الأزل .
قال الله تعالى
( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) سورة الحج
( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) سورة آل عمران
( وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) سورة الأنعام
وقال الإمام النووى فى روضة الطالبين وعمدة المفتين 10/ 70
وَأَنَّ مَنِ ادَّعَى أَنَّ النُّبُوَّةَ مُكْتَسَبَةٌ .... أَوْ أَنَّهُ يَبْلُغُ بِصَفَاءِ الْقَلْبِ إِلَى مَرْتَبَتِهَا ... أَوِ ادَّعَى أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَدَّعِ النُّبُوَّةَ ... أَوِ ادَّعَى أَنَّهُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَيُعَانِقُ الْحُورَ
فَهُوَ كَافِرٌ بِالْإِجْمَاعِ قَطْعًا
وقال الإمام الغزالى فى معارج القدس فى مدارج معرفة النفس (ص 130)
اعْلَم أَن الرسَالَة أَثَرَة علوِيَّة وخطوة ربانية وعطية آلهية لَا تكتسب بِجهْد .. وَلَا تنَال بكسب
{الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} {وَكَذَلِكَ أَوْحَينَا إِلَيْك روحا من أمرنَا مَا كنت تَدْرِي مَا الْكتاب وَلَا الْإِيمَان}
لَكِن الْجهد وَالْكَسْب فِي إعداد النَّفس لقبُول آثَار الْوَحْي بالعبادات المشفوعة بالفكر والمعاملات الْخَالِصَة عَن الرُّؤْيَا والسمعة ... من لوازمها
فَلَيْسَ الْأَمر فِيهَا اتفاقيا جغرافيا حَتَّى ينالها كل من دب ودرج أَو مُرَتبا على جهد وَكسب حَتَّى يُصِيبهَا كل من فكر وأدلج
وكما إن الإنسانية لنَوْع الإنسان والملكية لنَوْع الْمَلَائِكَة لَيست مكتسبة لأشخاص النَّوْع .. وان الْعَمَل بِمُوجب النوعية لَيْسَ يَخْلُو عَن اكْتِسَاب وَاخْتِيَار لإعداد واستعداد ... كَذَلِك النُّبُوَّة لنَوْع
الأنبياء لَيست مكتسبة لأشخاص النَّوْع .
وقال ابن حجر الهيتمي فى الفتاوى الحديثية ( ص 93) .. وقد سئل نفع الله به ، عن شخص قال : يمكن أن يوجد من هو أفضل من كذا فهل يكفر بذلك ؟
فأجاب بقوله : إن أراد إمكان ذلك شرعاً أو أن النبوّة مكتسبة فهو كافر أو أنه يمكن من حيث العقل لا بالنظر للشرع فلا يكفر .
يتبع بمشيئة الله
-----------------------------------------------
|
|