بشارة المحبوب بتكفير الذنوب
المؤلف : عبد الرحمن بن خليل القابوني (المتوفى : 869هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الحمد لله غافر الذنوب، وكاشف الكروب، وساتر العيوب، وقابل التوب، أحمده وأشكره وأستغفره، وإليه من كل حوب أتوب، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علام الغيوب، وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، السيد الكامل الفاتح الخاتم في الخلاق، أو اشتدت الأهوال والخطوب، وصلى الله عليه وعلى آله وأزد ذريته وصحبه الصابرين الصادقين، القانتين الذاكرين الله قياما وقعودا وعلى الجنوب، صلاة دائمة عدد ما خلق الله، وعدد ما هو خالقه، تنجي قالها من كل مرهوب، وتنيله بها كل محبوب، ومرغوب، وسلم تسليما وكرم وزاده شرفا، وتعظيما أبدا دائما سرمدا.
الباب الأول فيما ورد من الأحاديث التي وعد النبي النجاة من النار لمن قال ذلك أو فعله أو أعتقه الله من النار أو باعده الله منها
في الأفعال والأقوال المحصلة للمغفرة
أعمال موصلة إلى رحمة الله
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من زار قبر أبويه، أو أحدهما كل جمعة، غفر له، وكتب بارا) . رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قاد أعمى حتى يبلغ مأمنه، غفرت له أربعون كبيرة، وأربع كبائر توجب النار) رواه الطبراني في الكبير، ورواه المنذري من حديث ابن عمر: (من قاد مكفوفا أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: غفر لرجل أخذ غصن شوك من طريق الناس ذنبه ما تقدم وما تأخر) . رواه ابن حبان.
وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدخل عليه أخوه المسلم فيلقى له وسادة إكراما له، وإعظاما له إلا غفر له) . رواه الطبراني في الصغير. وفي رواية عنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا زار أحدكم أخاه فألقى إليه شيئا يقيه من التراب، وقاه الله من النار) . وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من وافق من أخيه شهوة غفر له) . رواه الطبراني والبزار.
وعن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - أنه دخل المتوضأ، فأصاب لقمة، أو كسرة في مجرى الغائط، والبول، فأخذها فأماط عنها الأذى، وغسلها غسلا نعما، ثم رفعها إلى غلامه، فقال: يا غلام ذكرني بها إذا توضأت، فلما توضأ، قال للغلام: يا غلام ناولني اللقمة، أو قال: الكسرة، فقال: يا مولاي أكلتها. فقال: اذهب، فقال: أنت حر لوجه الله، فقال الغلام: لأي شيء اعتقتني؟ فقال: لأني سمعت من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها تذكر عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ لقمة من مجرى الغائط والبول، فأماط عنها الأذى وغاسلها غسلا نعما، ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة) . رواه أبو يعلى ورواته ثقات - وعن عبد الله بن أم حرام قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين، وسمعته يقول: (أكرموا الخبز، فإن الله تبارك وتعالى أنزل له من بركات السماء، وسخر له من بركات الأرض، ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له) . رواه البزار والطبراني. يتبع
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|