يحكي أن رجلا من المنهمكين في الفساد مات في بعض نواحي البصرة ,فلم تجد امرأته من يعينها علي حمل جنازته اذ لم يدر به أحد من جيرانه لكثره فسقه . فاستأجرت حمالين وحملنها إلى المصلي فلم يصلي عليه أحد , فحملتها إلى الصحراء للدفن ,! فكان علي جبل قريب من الموضع زاهد من الزهاد الكبار , فرأته كالمنتظر للجنازة ثم قصد أن يصلي عليها . فانتشر الخبر في البلد بأن الزاهد نزل ليصلي علي فلان , فخرج أهل البلد فصلي الزاهد وصلوا عليه , وتعجب الناس من صلاه الزاهد عليه فقال : قيل لي في المنام انزل إلى موضع فلان تري فيه جنازة ليس معها أحد إلا امرأة فصل عليه فانه مغفور له , فزاد تعجب الناس !! فاستدعي الزاهد امرأته وسألها عن حاله وأنه كيف كانت سيرته ؟ قالت : كما عرف كان طول نهاره في الماخور مشغولا بشرب الخمر !! فقال الزاهد : انظري هل تعرفين منه شيئا من أعمال الخير ؟ قالت نعم : ثلاثة أشياء : كان كل يوم يفيق من سكره وقت الصبح يبدل ثيابه ويتوضأ ويصلي الصبح في جماعه ثم يعود إلى الماخور ويشتغل بالفسق . ( والثاني ) وأنه كان أبدا لا يخلوا بيته من يتيم أو يتيمين وكان إحسانه إليهم اكثر من إحسانه إلى أولاده , وكان شديد التفقد لهم , ( والثالث ) انه كان يفيق في أثناء سكره في ظلام الليل فيبكي ويقول : يارب أي زاوية من زوايا جهنم تريد أن تملأها بهذا الخبيث ؟ يعني نفسه . فانصرف الزاهد وقد ارتفع إشكاله من أمره واما الرابعه فمن عندنا : فمن المؤكد انه كان غايه الأحسان لزوجته . من احياء علوم الدين..للامام ابي حامد الغزالي .. أقوال العارفين
|