أول ما نجح الرئيس السيسى فى انتخابات الرئاسة بعدة شهور
صاحبى اتصل بى ارجوك عايز اقابلك ضرورى
اعتذرت له انى مش فاضى وانه عارفنى انى فى عزلة وما عنديش استعداد انى اقابل حد
ألح على وقالى ارجوك انا مخنوق وداخل فى مرحلة اكتئاب وعايزك ضرورى ..
صاحبى دا بتاع الاكتئاب غير صاحبى الأول اللى حكيت عنه بتاع الفكر .. سماح بقى الطيور على أشكالها تقع
..
صاحبى دا صحفى وله مؤلفات ويعمل فى صحيفة تتبع مؤسسة قومية .. مع الحاحه اتفقت على مقابله عند زيارة لى للسيدة زينب رضى الله عنها .. واتقابلنا فى احد المقاهى هناك..
حكى لى صديقى عن ان الرئيس السيسى طلب من الدكتور جابر عصفور باعتبار انه من ابرز مثقفى مصر ووزير الثقافة يومها فى وضع استراتيجية للنهضة الثقافية فى البلاد .. فقام الدكتور جابر عصفور بترشيح الدكتور السيد يس الباحث الشهير والمهم بمركز الأهرام للدراسات لهذه المهمة ..
ومما قاله الدكتور السيد يس للرئيس السيسى أن دور المثقف انتهى فى مصر لصالح الناشط السياسى ..
فقلت لصاحبى الكلام دا صحيح .. وقد صدق له القول .. فاعترض صديقى وقال لى هل دا كلام يقوله مثقف لرئيس الجمهورية اللى عايز ينهض بالثقافة .. دا معناه الوحيد ان رئيس الجمهورية ما يشغلش نفسه بالثقافة .. الكلام دا حتى لو صحيح فهو خطر على الثقافة والمفروض لا يقال وتناقشنا فى ذلك ..
ثم عرج بالحديث عن الجديد فى كواليس الصحافة .
وكانت الحالة النفسية المسيطرة على الصديق أن مصر خلاص طلعت من الحكم الدينى وقعت فى الحكم العسكرى .. وحكى لى عن بعض القيود والاجراءات التى اتخذها بعض رؤساء الاقسام والتحرير عنده فى الشغل .. فهونت عليه اجراءات رؤساؤه واعتبرت ان بعضها منطقى (وهو تبنى وجهة نظلر الدولة وعرضها ) لأنها مؤسسة صحفية قومية .. وأن بعضها خيبة مهنية من رؤسائه لأن الرئيس السيسى لم يطلب من أحد ان ينافقه أو يخدع الناس .. هو طلب من الاعلام ابراز النشاطات الايجابية التى تتم .. فأن يقوم بعض الصحفيين بتزوير احداث فهذه خيبة مهنية منهم .. وهونت عليه الأمر ..
وبدأت فى النقاش الجدى فى رفض فكرة اننا دخلنا فى الدولة العسكرية .. ببساطة لأن الرئيس السيسى رئيس منتخب وناجح بصناديق الاقتراع باكتساح فى انتخابات نزيهة امام مرشح حقيقى ودستورنا جيد جدا .. ولا داعى لهذه الهواجس بتاعة المثقفين ..
ودخلت فى حوار طويل مع صديقى فى العقول المسيطرة على مصر .. وهو العقل الدينى والعقل الثقافى والعقل العسكرى والعقل النفعى (بتاع اللى تغلب بيه العب بيه) .. وكانت جلستى فى 75 % منها نقد العقل الثقافى وبيان عيوبه والدفاع عن العقل العسكرى وبيان مميزاته والتقليل من مخاوف عيوبه التى تسيطر على المثقفين برغم تسليمى بوجودها .. وكان دوافعى لذلك عديدة أولها ايجاد صورة متوازنة لصديقى احتراما للحقيقة وحتى يخرج من حالة الفزع التى سوف تودى به الى الاكتاب .. خاصة وان كل المصريين عندهم حالة التخندق فى ايديولوجيتهم ولا يرون اى ميزة للطرف الآخر .. فأنا دائما باتعمد اظهار الايجابى للطرف الآخر بدرجة ما احتراما للحقيقة وللتوازن فى علاقتنا مع بعض ..
النقاش والحوار دا استمر من بعد العصر حتى قبيل العشاء .. لحد ما استوينا وصدعنا احنا الاثنين وانصرفنا .. أنا وباسلم على صديقى للوداع أردت أن أطيب خاطره .. لأنى قسوت معه على المثقفين .. فقلت له هذه العبارة ..
ابن أميرة كتب:
..........................................
مصر حاليا فى عدة عقول بتحكمها
اولا ........................................
.. العقل الثانى ........................
.. والعقل الثالث ......................
... العقل الرابع العسكريين ....... .. بس هوه عيبه يقدر يبنى الدولة ويحافظ عليها ما توقعش بالقهر.. بس مايعرفش يبنى الحضارة ..لو كان يقدر كان حسنى مبارك نجح .. ومايقدرش يمنع الفتنة .. صنع الحضارة مهمة المثقفين ..
....................................
.. وكأن صاحبى ميت أحياه الله .. أفاق بعد ارهاق .. هو دا اللى عايزين نتكلم فيه .. قلت له احنا خلصنا كلام واتهد حيلنا وخلصنا .. قال لى معلش .. دا ما تكلمناش فيه .. نتكلم فى الحضارة .. قلت له مش وقته ومش وقتها .. مش وقته لأنى مرهق .. ومش وقتها لأن الدولة المصرية الآن تكاد ان تقع .. توقع البلد يبعنى فتنة أهلية .. يعنى سلاحين فى البلد .. دا ضياع للبلد ولكل شئ .. مهمة الرئيس السيسى فقط يوقف البلد كبلد ودولة فقط على رجليها.. ويبقى فيها سلاح واحد وقوة قاهرة واحدة سواء عادلة ولا ظالمة .. وبعدين نتخانق ونقول العدل والحرية .. والدستور المصرى محترم .. وطالما فيه اشراف قضائى على كل صندوق .. لا تقلق .. الرئيس السيسى امامه 4 سنوات ومش حيلحق يعمل حاجة كبيرة يا دوبه حيوقف البلد .. وبعدين الناس تفوق على الحقيقة المرة .. مبارك ترك ديون مرعبة ديوننا بالتريليون .. يعنى بألف مليار جنيه .. وطموحات الناس فى السما
شوف يا صديقى الشعب المصرى زمان كان المثقفين ينبهوه على مفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة وكان رد الشعب المصرى الحرامى اللى نعرفه أحسن من الحرامى اللى ما نعرفوش .. أو حرامى شبعان أحسن من شريف لسه جوعان .. واختار الشعب المصرى كل الحلول السهلة والهرب من المسؤلية .. وكان المثقفين بيتسجنوا ويعتقلوا ويحاربوا فى أرزاقهم ولا ينالهم من الشعب المصرى الا السخرية واتهامهم بالهبل والعبط والجنون .. لأنهم واقفين ضد الدولة .. بعد ما الشعب المصرى فشلت جميع حلوله الفردية ودفع الثمن فادح من عمره حتى مشى وراء المثقفين وقامت ثورة 25 يناير ..
بعد 25 يناير رجع الشعب المصرى لنفس طريقة الاستسهال عايز حد يشيل له شيلته .. اختاروا الدكتور محمد مرسى على اعتبار انه بتاع ربنا وما حيسرقش .. ناس كتيرة كانت مؤمنة ان شفيق هو الأصلح .. لكن انحازت لمرسى كرها فى شفيق علشان محسوب على الرئيس مبارك ..
وفشل الدكتور محمد مرسى .. الناس اختاروا السيسى علشان يلم الليلة اللى شايفينها مش عايزة تتلم ..
أوعى تفتكر ان الشوية اللى بيحبوا مبارك أو مرسى أو السيسى قادرون على إنجاح أى واحد فيهم .. دا مش حقيقة .. كل واحد فيهم بينجح عن طريق كتلة من المصريين متأرجحة هنا أو هناك .. حسب الاحوال والظروف .. ودا كويس جدا طالما فيه انتخابات ديمقراطية .. لأنه كده الرئيس لازم يعمل حاجة علشان ينجح .. والا مفيش رئيس من هؤلاء حينجح بالناس اللى بتحبه .. حجم مصر أكبر منهم كلهم .. ولكن المقادير بتطلع دا أو دا ..
قال لى يعنى فيه أمل .. قلت له لو فيه انتخابات نزيهة .. ووعى فيه أمل .. وحتتحسن الأوضاع .. بالرئيس السيسى أو باللى بعده .. يا اما هو ينجح فى اقناع الناس خلال ال 4 سنوات القادمة بتجديد انتخابه يا اما غيره يتقدم يكمل ما بدأ .. المهم تكون فيه دولة قائمة وحرية تصويت انتخابى ووعى .. وانصرفنا ..
***
عندما حكمت المحكمة بمصرية تيران وصنافير .. اتصلت بصديقى .. قلت له فاكر الحوار اللى دار بيننا لما الرئيس السيسى نجح .. قال لى فاكر كل كلمة فيه .. وانك ظللت طوال الوقت تدافع عن العسكريين وعن الرئيس السيسى .. قلت له دا صحيح وأنا بعد 3 سنوات لا زلت مقتنع بكل كلمة قلتها .. لكن انا قلت لك عبارة نقدية لهم فاكرها ايه هيا .. قال لى ايوة يبنون الدولة ولا يصنعون الحضارة ..
قلت له تمام .. بغض النظر عن مصرية او عدم مصرية تيران وصنافير .. أنا واثق فى الرئيس السيسى وفى كل الجيش انه عمرهم ما حيبيعوا ولا حيفرطوا فى أرض مصرية .. لكن إيه رأيك فى تألق الاستاذ خالد على المحامى .. أخرس الجميع ووضع الجميع فى وضع غاية فى الحرج والتعقيد .. دا العقل المصرى الثقافى المدنى .. هزم جميع أجهزة الدولة ببساطة شديدة ولصالح الدولة المصرية ..
***
ومع ذلك لا زالت بعض اجهزة الدولة المصرية تكره العقل المصرى حتى لو كان مقربا أو صديقا ..