اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm مشاركات: 14431 مكان: مصر
|
#ليلة_النصف_من_شعبان (7)
https://www.facebook.com/drmahmoudsobie ... 1895868605
وللعلماء أقوال كثيرة فى معنى " كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به " قال القرطبى معناه أن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام فإنه مناسب لصفة من صفات الحق كأنه يقول إن الصائم يتقرب الى بأمر هو متعلق بصفة من صفاتي. وهذا والله أعلم من أقرب الأقوال ويؤيده حديث أبى أمامة . عن أبى أمامة قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : مرنى بأمر آخذه عنك , قال: "عليك بالصوم فإنه لا مثل له " . قال الإمام السيوطى فى شرح سنن ابن ماجه (1/271) قال الامام أبو الخير الطالقانى فى إضافة هذه العبادة إليه تعالى خمسة وخمسون قولا منها: 1ـ إنما إضافه اليه لأنه إذا كان يوم القيامة تعلق خصماؤه فيأخذ زكوته وآخر حجه وآخر جهاده وآخر صلاته وآخر تسبيحه ويبقى على العبد مظالم فيريدون ان يأخذوا صومه فيقول لهم الرب تعالى الصوم لى وليس له حتى تأخذوا ولا سبيل لكم على شىء هو لى. 2ـ ومنها أن جميع الطاعات يقع عليها حواس الخلق إلا الصوم فإنه سر بين الله وبين عبده لا يطلع عليه إلا الله تعالى. 3ـ ومنها أن هذه إضافة الحماية حتى لا يطمع الشيطان فى افساده ولا يتجاسر على إبطاله. 4ـ ومنها أنه ما من طاعة يفعلها العباد إلى الله إلا وتأتى الكفار بصورتها لاصنامهم الا الصوم. 5ـ ومنها أن فيه الإمساك عن محبوب الطباع من الأكل والشرب والجماع والشهوات ففيه مخالفة النفس ومخالفة النفس موافقة الحق. 6ـ ومنها أن فيه الإمساك عن قول الزور وسائر المخالفات . 7ـ ومنها أنه عبادة استوى فى أحكامها الأحرار والعبيد . 8ـ ومنها أنه عبادة تشاكل طباع الملائكة المقربين لأنهم لا يأكلون ولا يشربون . 9ـ ومنها أنه عبادة خالية عن سعى العبد لأنه إمساك عن السعى فهو لله حيث خلا من سعى العبد فيه 10ـ ومنها أن المقصود إظهار فضله على سائر العبادات كما أضاف المساجد الى نفسه وإن كانت بقاع الأرض كلها له إظهارا لفضل تلك البقاع على غيرها . 11ـ ومنها أن الصائم يتشبه فى صومه بصفة الله ويتخلق بخلقه وإن كانت صفاته عالية عن أن يتشبه بها قال تعالى وهو يطعم ولا نطعم . وانظر أيضا شرح الإمام السيوطى لسنن النسائى (4/158 ـ 161).
قال بعض أهل الله فى حديث أبى هريرة السابق وفيه " للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقى ربه فرح بصومه " أن الفرح عند الفطر راجع إلى: الرجوع إلى ما فيه الغذاء والقوت وفى ذلك قوام البدن فيتقلب بين تجليات أسماء الله عليه ما بين حظ بدنه وحظ نفسه ( إذا أفطر ) وهذا حظ العوام , أما حظ الخواص وخواص الخواص ففى الفرح بتوفيق الله لإتمام هذا التلبس والاستغراق بهذا الحال حتى أذن المؤذن برجوعك إلى عبوديتك ، كما سمح لك بتلاوة قوله تعالى:" إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي" (طه 14) ، ولم يخسف بك الأرض فإنه سمح لك أن تتلوها حكاية عنه لا عنك ، وأما الآخر ففى رجوعه لسر عبوديته ( وعدم مشابهة السيد ) دون نقض الأمر، مع تلذذه بقهر مولاه له بأمره بالاتيان بصفة من صفاته ، أما "وإذا لقى ربه فرح بصومه" فللكل فيه نصيب ، فصومه " لا مثيل له " والكلام فيه تضيق عنه العبارة ولا تكفيه الإشارة. على حسب أين ومتى لقى ربه وكيف لقيه حيث لا أين ولا كيف ولا زمان ولا مكان. الصائم الذى ترك شهوته وإرادته وحاله وصف النبى صلى الله عليه و سلم صومه بقوله :" الصوم نصف الصبر " . الصبر وصفه النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : " والصبر ضياء ". الصائم بصبره وبحرمانه من مطلوباته يصبح عنده نوع من أنواع انكشاف البصيرة. فشمس المعارف تشرق فى باطنه. ما من عابد إلا وله خلوة فيها التقلل من متاع الحياة الدنيا وأولها الطعام. بالحال الربانى وبالضياء الذى يبدد ظلمات الأغيار - كل ما هو غير الله -كانت تربية الله عز وجل للأمة المحمدية بالصيام الذى فرض فى شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة والتى كان فيها تحويل القبلة ، فصام المسلمون رمضان بعد خمسة عشر يوم من تحويل القبلة إلى مكة. ما من حجب ولا منع ولا حظر يأتى بعده رفع هذا الحكم إلا وأتى فرج وإجابة دعاء. ألم تر أن الصلاة مكروهة قبل الزوال ثم كان النبى صلى الله عليه و سلم يصلى أربع ركعات بدون تسليم قبل صلاة الظهر ويقول إن أبواب السماء تفتح. لاحظ هذا أيضا عند سقوط المطر. كذلك عند فطر الصائم له دعوة مستجابة. هل عرفت قدر الصيام ؟ وعلى حسب اليوم الذى يقع فيه الصيام يكن جزيل الثواب , فشتان بين صيام يوم عرفة , الذى يقبل الله فيه على خلقه فيغفر لهم , وبين صيام يوم نجى الله فيه سيدنا موسى.
_________________ "يس" يا روح الفؤاد
|
|