من جميل الاستنباطات ما قاله الإمام البيهقي في كتابه " الاعتقاد " :
( وقد دل كتاب الله عز وجل على إمامة أبي بكر ومن بعده من الخلفاء ، وقال الله عز وجل : ( .. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ .. )(النور: من الآية55) .
وقال : ( .. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ .. ) (الحج: من الآية41)
فلما وجدت هذه الصفة من الاستخلاف والتمكين في أمر أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنهم دل على أن خلافتهم حق )
ثم ذكر كلاماً نفيساً يدل على قدرة فائقة على الاستنباط من القرآن بجمع الآيات التي ترتبط ببعضها ، فقال :
(( ودل أيضاً على إمامة الصديق قول الله عز وجل في سورة براءة للقاعدين عن نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم والمتخلفين عن الخروج معه في غزوة الحديبية :
فمنعهم الخروج مع نبيه صلى الله عليه وسلم ، وجعل خروجهم معه تبديلاً لكلامه ، فوجب بذلك أن الداعي الذي يدعوهم إلى القتال داع يدعوهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم
وقد قال مجاهد في قوله : ( .. أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ .. ) هم فارس والروم .
وكذلك قال الحسن البصري ، وقال عطاء : هم فارس .
وفي رواية علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : فارس ، وفي رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : هم بنو حنيفة يوم اليمامة .
فإن كانوا أهل اليمامة فقد قوتلوا في أيام أبي بكر الصديق ، وهو الداعي إلى قتال مسيلمة وبني حنيفة من أهل اليمامة .
وإن كانوا أهل فارس فقد قوتلوا في أيام عمر ، وهو الداعي إلى قتال كسرى وأهل فارس .
وإن كانوا أهل فارس والروم ...وقد قوتلوا في أيام أبي بكر ، ثم تم قتالهم وتنحيتهم عن الشام في أيام عمر مع قتال فارس ؛ فوجب بذلك إمامة أبي بكر وعمر ، وفي وجوب إمامة أحدهما وجوب إمامة الآخر .
وقد احتج بما ذكرنا من الآيات علي بن إسماعيل رحمه الله ، وغيره من علمائنا في إثبات إمامة الصديق رضي الله عنه
_________________
إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...