اصطلح العارفون على أن القلب وديعة إلهية فى جسم الإنسان ومن ثم كان قطب الأعمال والأركان .- وإلى ذلك كانت الإشارة النبوية فى قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع فى الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ،ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله فى أرضه محارمه ، ألآ وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) - ومن هنا يشير الإمام الرفاعى إلى ما يعترى هذا القلب من حالات متغايرة وأوصاف متباينة فيقول ( جعل الله القلب أميرا فقال : 0 إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) ثم جعله أسيرا فقال ( يا أيها الذين آمنوااستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ) .
فليجتهد المسلم فى إصلاح قلبه ليفوز برضوان الله ، ثم ليحذر فساده حتى لا يحرم من أنواره .
يقول الإمام الرفاعى رضى الله عنه ( إذا صلح القلب صار مهبط الوحى والأسرار والأنوار والملائكة ، وإذا فسد صار مهبط الظلم والشياطين ، وإذا صلح أخبرك بما وراءك وأمامك ونبهك على أمور لم تكن تعلمها بشئ دونه ، وإذا فسد حدثك بباطلات يغيب معها الرشد ، وينتفى معها السعد ) - وحرصا على أن يظل القلب على حال رضى ، تضرع إلى الله بهذا الدعاء النبوى ( يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك )
أشهر كرامات الإمام الرفاعى رضى الله عنه
========================= ذكر أصحاب التراجم والسير جملة وفيرة من كرامات الإمام الرفاعى رضى الله عنه أكتفى بطرح أشهرها لثرائها وتنوعها فى بابها وهى على النحو التالى

1) أنه رصى الله عنه إذا صعد الكرسى للقراءة سمع كلامه البعيد كالقريب، وكانت حلقة مريدية ستة عشر ألفا (2) أنه رضى الله عنه كان إذا سأله إنسان أن يكتب له عوذة -يعنى رقية - كتب على الورقة من غير مداد وقد حدث ذلك ، فكتب عوذة لمريض ، ثم عاد بعد فترة بالورقة ليكتب له فيها مرة ثانية ، فلما نظرها الإمام قال ( هذه مكتوبة يا ولدى )
(3) أن رجلين من أصحابه خرجا يوما إلى الصحراء فتذاكرا حبهما فى الله وتمنيا أن يعتقها الله من النار فسقطت عليهما ورقة بيضاء فأتيا بها الإمام فنظر إليها ثم خر ساجدا لله تعالى ثم ثام من سجوده وقال ( الحمد لله الذى أرانى عتق أصحابى من النار ) فسقالوا له : إنها بيضاء ، فقال : يا أولادى : يد القدرة لا تكتب بسواد ... هذه مكتوبة بالنور . (4) أن أحد أصحابه رآه فى مقعد صدق ، فذهب إليه يخبره فوجد امرأته تسئ إليه ، وهو فى رضا لما يحدث ، فتعجب من صنيعها بالإمام ، وذهب غلى إخوانه فى الطريق فقال لهم : كيف ذلك وأنتم سكوت ؟ ! ، قالوا : إن مهرها خمسمائة دينار ، والشيخ فقير فجاء بقدر المهر إلى الشيخ ووضعه بين يدية ، فسأله الإمام : ما هذا ؟ قال : مهر هذه الشفية ، فتبسم قائلا : ( لولا صبرى عليها ما رايتنى فى مقعد صدق )
(5) يقصى الشيخ عمر الفاروقى كرامة تقبيل اليد النبوية فيقول : بينما نحن فى مجلس الشيخ الكبير السيد أحمد بن أبى الحسن الرفاعى رضى الله عنه إذ قام فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، ظهر الحق وبان الصدق ، ونوديت من الحضرة العلية : أن قم يا أحمد ، وزر البيت الحرام ، وزر النبى عليه الصلاة والسلام فتأهب الإمام للسفر وخرج فى جمع غفير ومحفل كبير ، وساروا طالبين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، فلما كان على باب الحجرة النبوية ، نادى السلام عليك يا جدى ، فسمع من داخل القبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعليك السلام يا ولدى )
وهنا تواجد الإمام فأنشد
فى حال’ البعد روحى كنت أرسلهـــــــا تقبل الأرض عنى وهى نائبتى
وهذه دولة الأشباح قد حضــــــــــــــرت فأمدد يمينك كــــى تحظى بها شفتى
وهنا مد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة من دال المقصورة ليقبلها الإمام أحمد الرفاعى رضى الله تعالى عنه على ملىء من جموع غفيرة من الناس