وفق منهجية هدم ثوابت دينية وتاريخية نشأت عليها أجيال الأمة ، ووفق منهجية تخلية الأمة من قواعد وأسس أثمرت يوماً ما عزاً ومجداً ، أتى كلام لـ "يوسف زيدان" عن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله ورضي عنه - وموقفه من الدولة العبيدية المشتهرة باسم "الدولة الفاطمية".
ومسألة حلحلة وخلخلة القواعد البنيوية للأمة ليست بالمسألة الطارئة حالاً على الساحة ، ولكنها في وقتنا هذا قد وصلت لذروتها وأوجها لاعتبارات عدة لعل أبرزها فشو الجهل وقبض العلم مع اجتهاد وإخلاص العالم الموحد وحكومته الخفية في إنفاذ مخططاتهم.
والبناء الماسودجالي المعد منذ قرون لتشكيل العقل المسلم وصياغته وفق أطر ومحددات تنقله تدريجياً إلى معسكر بناء الخطل تتضافر وتتوافر به كافة أدوات وعوامل الهدم والتدمير والسيطرة لضرب الحصار حول العقل الجمعي للأمة ومن ثم امتلاك قياده لتوجيهه نحو الخيار الأسوأ في كل أمر من أموره سواء لدينه أو لدنياه.
ولأن أسهل وأيسر وأقصر وأنجح الطرق لتدمير الأمم هو سلخها عن ثوابتها وإظهارها بلا تاريخ مشرف أو ماض يُستمد منه قيم تبعث في أوصال الأمة القوة والصلابة والثقة بالنفس ، بل والأنكى من ذلك أن يصل النجاح لذروته لدى بناء الخطل فَتُجعل الأمة المراد نخرها في موقف المدان الخجل من ماضيه والذي عليه أن ينسلخ منه بإرادته ويعلن بينونته عنه مطلقاً ، ثم تكفيراً عن ذلك يرتدي ثوب البراءة المعد له وفق قيم الخير والحق والجمال المزعومة والمتوهمة.
والأمم المنسلخة عن أصلها وثوابتها والتي تسقط في هذه المهاوي وتسير نحو ثوبها الجديد على وقع تصفيق أذناب مسيح الضلالة الأعور الدجال تحيةً وعرفاناً منهم ظاهراً على شجاعة الانسلاخ وباطناً على نجاحهم في عملية السلخ والإحلال والتجديد لا ولن تكون بفضل الله الأمة المحمدية من بينها ، فهي الأمة الموعودة يوماً ما وإن طال بالنصر المؤزر إن شاء الله.
وأعتقد أن ما يقوم به الكثير حالياً سواء من جهات أو شخوص وواجهات لجهات ما سواء أفراداً كانوا أو جماعات هو مجرد خطوات في سلسلة سلخ وإحلال وتجديد الأمة وبعثها وفق آخر صيحة دجالية نسأل الله العفو والعافية.
ومسيح الضلالة الأعور الدجال وحكومته الخفية يبدو أنهم لم ينسوا ثأرهم بعد مع السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي وبالذات ما فعله مع طائفة فرسان المعبد خُلصّ خدم مسيح الضلالة الأعور الدجال معبود اليهود المنتظر.
فكان ولابد من أن نجد من يخرج علينا بعد قرون يحدثنا بما لم نسمع نحن ولا آباؤنا من قبل عن الجرم العظيم الذي فعله صلاح الدين الأيوبي مع العبيديين !!!!!!!!
وحاصل هذا الفعل وجامع أمره أن فيه إمرار مرحلة من مراحل سلخ الأمة من تاريخها وذلك بالمرور على رمز من رموزها وهدمه بمعاول الجهل والفهم المعوج السقيم ، ومنه أيضاً إحراز جزء ولو يسير من الثأر القديم لمخططات مسيح الضلالة الأعور الدجال وخلص خدمه على حد سواء.
ولولا وجود المحل القابل للتهويمات والتخليطات التاريخية التي يأتي بها زيدان وأمثاله ، من عقول أفسدها التجهيل المستمر من عقود أو قل قرون إن شئت فما أبعدت أو جانبك الصواب ، وقلوب تشبعت بفقه وفهم الخوارج ، لما كان لكلام زيدان وزمرته وزن مثقال ذرة ، ولكن بُعد العهد وطال الأمد فنسأل الله العفو والعافية ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
فهل وقعَ ما وقعَ وكان ما كان من صلاح الدين حسب تصورات وأوهام وتخليطات مدرسة سلخ الأمة وتدمير ثوابتها ؟
أعتقد بل أجزم بأن للأمر أبعاد وعمق ومدلول آخر.
ولكن ما يعنيني ههنا إن شاء الله هو نقل ما كان وما وقع بصورته التي فهمتها جماهير الأمة وجعلت من صلاح الدين الأيوبي رحمه الله بطل ورمز أو قل شعار للنجاة والاتحاد في كل زمن مرّ على الأمة من بعده حمل ملمحاً من ضياع الهوية وندرة وغياب القدوة.
ولله درّ من قال : وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
ما يعنيني إن شاء الله أن أقول ههنا وبكل فخر : إرفع رأسك أخي المسلم فقد كان منا ذات يوم بطل اسمه صلاح الدين الأيوبي.
فلا نامت أعين الجبناء والجهلاء وهادمي الأمم.
يتبع إن شاء الله.