عبد الله المحض (70ـ145هـ( عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب, ولد عبد الله بن الحسن في بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في المسجد سنة 70هـ تقريبا وقتل سنة 145هـ بسجن المنصور. كان عبد الله شيخ بني هاشم، والمقدم فيهم، وذا الكثير منهم فضلاً، وعلماً وكرماً, وكان شديد الشبه بعبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم . وهو أول حسني اجتمعت له ولادة الحسن والحسين فأبيه الحسن بن الحسن بن على وأمه فاطمة بنت الحسين بن على, حفيـد السبطين؛ لـذلك يطلق عليه لقب " عبد الله المحض " و" عبد الله الكامل "، وأول حسيني اجتمعت له هذه النسبة (محمد الباقر بن على زين العابدين وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن على رضوان الله عليهم أجمعين( . اسمع ما قالته أمه فاطمة بنت الحسين: " أما عبد الله فسيدنا وشريفنا والمطاع فينا ". قال محمد بن عمر: وكان عبد الله بن حسن من العباد وكان له شرف وعارضة وهيبة ولسان شديد, سيدنا عبد الله المحض كانت فيه صفات " عبد الله المحض " وقد تكلمنا عن ذلك فى معنى المحض أول الكتاب. عبد الله المحض هو من أراد عبد الرحمن بن الضحاك أن يجلده ظلما وعدوانا باتهامه بشرب الخمر لما رفضت أمه فاطمة بنت الحسين أن تتزوجه وقال لها: والله لئن لم تفعلي لأجلدن أكبر ولدك في الخمر. وقد سبق ذكر هذه الحادثة. روى له الأربعة وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان والذهبى وابن حجر. وكان المغيرة إذا ذكر له الحديث عن عبد الله بن الحسن قال: هذه الرواية الصادقة عن يحيى بن معين أنه قال: عبد الله بن الحسن الذي يروى عن أمه ثقة مأمون. حدثني مصعب بن عثمان حدثني مالك بن أنس، وسئل عن السدل فقال: لا بأس به قد رأيت من يوثق به يفعل ذلك، فلما قام الناس قلت: مـن هو؟ قال: عبد الله بن الحسن. قال حماد بن زيد قال: كنا مع أيوب بمكة جلوسا فسلم عليه رجل من خلفه فالتفت إليه بجسده كله فسلم عليه تسليما خفيا، ثم التفت إلينا وقد دمعت عيناه فلم يزل منكسا حتى قام، فلما قام قلت له:يا أبا بكر مَنْ الرجل الذي سلمت عليه قال: ابن النبي ابن النبي عبد الله بن حسن. قلت: هذا الأثر يعكس خوف الناس حتى العلماء من مصاحبة أهل البيت ومجالستهم. قال الأصمعي: عزم عبد الله بن علي على أن يقتل بني أمية بالحجاز، فقال له عبد الله بن الحسن بن الحسن: يا ابن عم إذا أسرعت بالقتل في أكفائك فمن تباهي بسلطانك؟ فاعف يعف الله عنك ففعل. قال سفيان بن عيينة: قال عبد الله بن الحسن بن الحسن: إياك ومعاداة الرجال فإنك لن تعدم مكر حليم أومفاجأة لئيم. عن العتبي قال: وصف عبد الله بن حسن بن حسن رجلا فقال: كان كثير الصواب, قليل الإحالة, يحدثك بالحديث على مدارجه, ويخبرك بالخبر على مطاويه. يا بني كف الأذى، واستعن على السلامة بطول الصمت في المواطن التي تدعوك نفسك إلى الكلام فيها، فإن الصمت خير على كل حال إذا لم يكن للكلام موضع، وللمرء أوقات يضر فيها خطؤه ولا ينفع صوابه، واعلم أن من أعظم الخطأ العجلة قبل الإمكان والأناة بعد الفرصة، واحذر الجاهل وإن كان ناصحاً، كما تحذر العاقل إذا كان لك عدواً. وكان يقول لمحمد وإبراهيم: إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين "
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|