اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am مشاركات: 14708 مكان: مصـــــر المحروسة
|
[font=Tahoma] [align=justify] محمد رشيد رضا ، اسم طالما لهج الوهابية به ، وطالما وضعوه في مصاف المجددين ، لا لشيء إلا لمدحه لدعوتهم ولرموزهم ، وإجمالا موافقته لهم في بدعهم ودعوتهم الضالة .
ولكن الوجه الآخر لرشيد رضا والذي يأبى إلا الظهور مهما حاول الوهابية واجتهدوا لإخفائه يحمل الكثير والكثير من العوار والسقطات .
وإليكم أحبتي في الله هذا الجزء من مقدمة مقدم مجلدات [مجلة المنار] – التي أنشأها رشيد رضا وكان مشرفا عليها ومحررا لأغلب أبوابها – والذي يظهر جزءا من الوجه الآخر لرشيد رضا حاول الوهابية مرارا تجنب الإشارة إليه ولكنهم لم يفلحوا لشدة ظهوره للجميع .
مع ملاحظة أن هذا المقدم ليس ببعيد عن الفكر الوهابي ، بل هو ممن يكيلون المديح لهذا الفكر ورموزه ، بل ويتحدث عن هذا الفكر الخارجي وكأنه هو دين الله في الأرض . يقول المقدم :
بعض المآخذ العقدية على ما ورد في مجلة المنار
1- تأويل بعض الغيبيات :
ومن أمثلة ذلك مقالة نشرها الشيخ يذهب كاتبها إلى تأويل الميزان ، وأن المراد بالوزن هو القضاء العادل ، وأن الكرسي له معنى مجازي كالعظمة والسلطة ، وأن النفخ في الصور كناية عن إعلان الأمر وإشهاره ، ونحو ذلك من التأويلات البعيدة للأمور المغيبة ، والتي يتلخص موقف المسلم منها في الإيمان والإقرار بها وإمرارها من غير تعرض لها بتأويل معتسف أو صرف للمعنى عن ظاهره المراد. [1]
2- إنكار المهدي :
يقول الشيخ/ رشيد : " وجملة القول أننا لا نعتقد بهذا المهدي المنتظر ، ونقول بضرر الاعتقاد به "[2] . ويعلل هذا الحكم بأن الصحيحين ليس فيهما ذكر له ، وأن ابن خلدون أعل الأحاديث التي فيها ذكره ، وأن هذا المعتقد كان سببًا في نكبات تقع من أدعياء المهدية وما يتبع ذلك من سفك للدماء ، وإزهاق للأرواح[3] . ومما لاشك فيه عند أهل السنة أن أحاديث المهدي كثيرة مشتهرة بل بلغت مبلغ التواتر عند بعض أهل العلم [4] فلا مجال إذن لإنكارها أو إبطال دلالتها.
3- التشكيك في الدجال :
يرى الشيخ/ رشيد أن عقيدة الدجال منافية لحكمة إنذار الناس بقرب قيام الساعة وإثباتها بغتة ، وأن ما أُعطي الدجال من الفتن والخوارق يفوق أكبر الآيات التي أُيد بها المرسلون ، وأن أحاديث الدجال متعارضة ومضطربة ، وأنها مصنوعة ومدسوسة ، من عمل اليهود[5] . ومعلوم أن الإيمان بدجال آخر الزمان هو جزء من الإيمان بأمارات الساعة التي ثبتت بالصحيح المسند من الأحاديث النبوية ،وعليها انعقد إجماع أهل السنة والجماعة ،وقد نقل تواتر أحاديثه الحافظ ابن كثير [6] والنووي [7] عليهما رحمة الله .
4- إنكار كثير من المعجزات وتأويلها :
يذهب بعيدًا الشيخ/ رشيد في إنكار المعجزات ، ويَعُدُّ مجرد رواية القرآن لمعجزات الأنبياء السابقين سببًا لإعراض العلماء والعقلاء عن الدين الإسلامي ، ولولا رواية القرآن لتلك المعجزات لكان إقبال " أحرار الإفرنج " عليه أكثر ، وأن تلك المعجزات مثار شبهات ، وتأويلات في روايتها وصحتها ودلالتها[8] .
ثم نرى الشيخ يدافع عن كتاب (حياة محمد) لمحمد حسين هيكل الذي جرد النبي صلى الله عليه وسلم من جميع المعجزات إلا القرآن الكريم وينتصر له انتصاراً عظيمًا[9]. وتارة أخرى يُسْأَل في المجلة عن معراجه صلى الله عليه وسلم فيذهب: إلى أنه رؤية منامية فحسب[10] .
وأما معراجه صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة ، قال الطحاوي: والمعراج حق ، وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا ، وأكرمه الله بما شاء ، ... " . وقد أكد هذا المعتقد الحافظ ابن حجر في الفتح عن جماهير أهل السنة [11].
وعلى نفس المنوال نسج الشيخ/ رشيد في معجزة انشقاق القمر الثابتة بالقرآن وأحاديث الصحيحين وغيرهما [12] .
وقد قال ابن كثير في تفسيره : وقد كان هذا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة[13] . وقال الشوكاني : " ومع هذا فقد نُقِل إلينا بطريق التواتر ، وهذا بمجرده يدفع الاستبعاد ، ويُضرَب به في وجه قائله " [14] .
5- الانحراف في الإيمان بالملائكة والجن :
نقل الشيخ رضا كلام أستاذه الشيخ عبده في هذا الصدد واستحسنه ودافع عنه ، وسوّى بين الملائكة والجن والميكروبات المسببة للأمراض والعلل واعتبرها جميعًا من جنس واحد ، وأن الجن ورؤيته هو أمر تخييلي ليس بحقيقي، أقرب لخرافات وأوهام العرب وليس في الإمكان رؤيتهم إلا على اعتبار أنهم من الميكروبات الدقيقة [15] . وكيف تصح التسوية بين حيوانات غير مكلَّفة ولا محاسبة في الآخرة ، وبين الجن المكلفين بالأمر والنهي والمحاسبين في الآخرة وبين الملائكة الذين هم لله طائعون وبأمره يعملون !!
وولمزيد من المعلومات عن رشيد رضا يرجى الرجوع لمحتوى الرابط التالي :
viewtopic.php?t=3737&highlight=%D5%E6%C7%DA%DE+++%E4%C7%D1
هوامش
(1) المنار (27/1/55) . (2) المنار (7/4/138) . (3) المنار (24/8/578) ، (3/27/660) . (4) الحاوي للفتاوى للسيوطي (2/165-166) ، المنار المنيف لابن القيم ص 142 . (5) تفسير المنار (9/451) . (6) الفتن والملاحم لابن كثير (1/106) . (7) صحيح مسلم بشرح النووي (18/58) . (8) تفسير المنار (11/155) ، الوحي المحمدي : ص 62 . (9) مجلة المنار (34/793) . (10) مجلة المنار (1/771) ، (32/10/735) ، (6/13/5506) . (11) فتح الباري لابن حجر (7/197) . (12) مجلة المنار (30/363) ، (30/267-268) . (13) تفسير ابن كثير (4/279) . (14) فتح القدير (5/120) . (15) تفسير المنار (7/526) ، (7/319) .[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|
|