بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
والله الذى لا إله غيره ... لنحن فى نعمة وعافية وستر لا يعلم قدرها إلا الله .. وذلك ببركة تواضع ورحمة سيدى وحبيبى الشريف المبارك الدكتور محمود أدام الله عليه عافيته ونواله .. وأبقى على مدى الأيام والليالى أياديه وأفضاله ... لأنه أذن للفقراء أمثالنا أن نكون فى صحبته ...
فاللهم أعنا على شكر هذه النعمة .. بحسن الأدب مع حضرته .. وتصديقه .. ونعوذ بك أن نكون من الكافرين بتلك النعمة ... بسوء الأدب معه .
فوالله العظيم .. إنى لأعلم أن سيدى وحبيبى الشريف المبارك الدكتور محمود أرحم وأكرم من رأت عينى .. حتى مع من أساؤا ... ولكن المسئ الغافل لا يعلم أن الله يغضب لغضب أهل وخاصته وأوليائه .. ويغار عليهم .. فهم جواهره وحرمه .
وأذكر الأحباب ببعض الآداب المفروض أن يسير عليها المريد السالك مع أهل الله .. وأنقل لكم ذلك من كلام العالم الربانى ابن عجيبة فى شرحه على الحكم العطائية المسمى ( إيقاظ الهمم شرح متن الحكم 1/80) .. قال رحمه الله :
( وأما الآداب التي تكون مع الشيخ فمرجعها إلى ثمانية أمور , أربعة ظاهرة وأربعة باطنة :
فأما الظاهرة :
فأولها ... أمتثال أمره وإن ظهر له خلافه واجتناب نهيه وأن كان فيه حتفه , فخطأ الشيخ أحسن من صواب المريد .
وثانيها ... السكينة والوقار في الجلوس بين يديه , فلا يضحك بين يديه ولا يرفع صوته عليه , ولا يتكلم حتى يستدعيه للكلام أو يفهم عنه بقرائن الأحوال كحال المذاكرة بخفض صوت ورفق ولين , ولا يأكل معه ولا بين يديه , ولا ينام معه أو قريباً منه .
قال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي الله عنه في كتابه : ومن آداب المريد مع الشيخ أن لا يأكل معه ولا ينام معه ولا يضحك بين يديه ولا ينام في فراشه ولا يجلس في موضع جلوسه ولا يتكلم في مجلس الشيخ ولو كلمة واحدة والكلام فيه سوء الأدب أكثر من كل شيء وكل ما يشبه هذه الأوصاف يؤدي لعدم التعظيم والأزدراء بجانب الشيخ وذلك هو الخسران المبين والعياذ بالله من السلب بعد العطاء والطرد بعد الأقبال قالوا أجعل عملك ملحاً وأدبك دقيقاً
وقال الشاعر: أدب العبد تذلل والعبد لا يدع الأدب فإذا تكامل ذله نال المودة وأقترب
وثالثها ... المبادرة إلى خدمته بقدر الأمكان بنفسه أو بماله أو بقوله ، فخدمة الرجال سبب الوصال لمولي الموالي .
ورابعها ... دوام حضور مجلسه فإن لم يكن فتكرير الوصول إليه , إذ بقدر تكرير الوصال إليه يقرب الوصال . فمدد الشيخ جار كالساقية أو القادوس فإذا غفل عن الساقية أو القادوس تحزم وأنقطع الماء إلى غيره وأيضاً تكرير الوصول يدل على شدة المحبة وبقدر المحبة تكون الشربة .
وأما الآداب الباطنية :
فأولها ... اعتقاد كماله , وأنه أهل للشيخوخة والتربية , لجمعه بين شريعة وحقيقة , وبين جذب وسلوك , وأنه على قدم النبي صلى الله عليه وسلم .
وثانيها ... تعظيمه وحفظ حرمته غائباً وحاضراً , وتربية محبته في قلبه وهو دليل صدقه , وبقدر التصديق يكون السير , فمن لا صدق له لا سير له ولو بقي مع الشيخ ألف سنة .
وثالثها ... انعزاله عن عقله ورياسته وعلمه وعمله إلا ما يرد عليه من قبل شيخه , كما فعل شيخ طريقتنا الشاذلي رضي الله عنه عند ملاقاته بشيخه .
فهي سنة في طريقه , فكل من أتى شيخه في هذه الطريقة الشاذلية فلا بد أن يغتسل من عمله وعمله قبل أن يصل إلى شيخه لينال الشراب الصافي من بحر مدده الوافي .
ورابعها ... عدم الانتقال عنه إلى غيره , وهذا عندهم من أقبح كل قبيح وأشنع كل شنيع , وهو سبب تسويس بذرة الإرادة , فتفسد شجرة الإرادة لفساد أصلها .
وهذا كله مع شيوخ التربية كما تقدم , وأما شيوخ أهل الظاهر فلا بأس أن ينتقل عنهم إلى أهل الباطن إن وجدهم ولا يحتاج إلى إذن , والله تعالى أعلم ) انتهى
اللهم ارزقنا الأدب وطهر اللهم ظواهرنا وبواطننا عن الإساءة للسيد الحبيب المبارك الدكتور محمود .. وأهل بيت سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
إخوتى الأحباب .. والله لا أقصد التضييق عليكم فى ذكر هذه الآداب ... ولكن ذكرتها لأمرين :
الأول .... لنرى عظيم ورفيع ورقى أخلاق سيدى وحبيبى الشريف المبارك الدكتور محمود .. إذ لا يعامل الناس بموجب هذه الحقوق المطلوبة فى حق الشيخ .
والثانى .... لنحاول جميعا تعلم بعض الآداب , حتى لايقع الحرمان – والعياذ بالله – من حيث يظن الإنسان أنه على خير .
وأعلم أن الزمان خلا تقريبا – إلا ماشاء الله – من المريدين .. وآداب الطريق ... ولعل ذلك رحمة بنا .. وبالخلق جميعا .. وماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
أما بالنسبة للأخ / يونس العامرى ... فأقول كما قال سيدنا ومولانا الشريف المبارك الدكتور محمود : (( وأنت برضه فى بيتك ومنتداك ))
عذرا للإطالة .... وكل عام أنتم بخير
وصل اللهم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وسلم , وعظم وشرف وكرم .
|