وروى البخاري عن عروة والحاكم عنه عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم ثيابا بيضا. وروى البيهقي عن موسى بن عقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دنا من المدينة هو وأبو بكر وقدم طلحة بن عبيد الله من الشام خرج عامدا إلى مكة لما ذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، خرج إما متلقيا لهما وإما عامدا عمرة بمكة ومعه ثياب أهداها لابي بكر من ثياب الشام، فلما لقيه أعطاه الثياب، فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأبو بكر. وروى أبو نعيم عن أنس بن مالك عن...الاوسي الاسلمي عن أبيه قال: (لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لمن هذه الابل) ؟ فقالوا: لرجل من أسلم فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: (سلمنا إن شاء الله). فأتاه أبي وحمله على فحل من إبله وبعث معه غلامه مسعود). وروى أبو يعلى والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم عن قيس بن النعمان قال: (لما انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مستخفين مروا بعبد يرعى غنما فاستسقياه اللبن فقال: ما عندي شاة تحلب، غير أن ههنا عناقا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها من لبن فقال: (ادع بها)، فدعا بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها حتى أنزلت. ودعا أبو بكر بمجن، فحلب وسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب، فقال الراعي: من أنت ؟ فوالله ما رأيت مثلك قط. قال: (أوتراك تكتم علي حتى أخبرك ؟ قال: نعم. قال: (فإني محمد رسول الله). قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ ؟ قال: (إنهم ليقولون ذلك). قال: فأشهد أنك نبي الله وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي). وروى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر مدخله المدينة: (أله عني الناس فإنه لا ينبغي لنبي أن يكذب). فكان أبو بكر إذا سئل: من أنت ؟ قال: باغ، وإذا قيل: من الذي معك ؟ قال: هاد يهديني). وروى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ، والنبي صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا بين يديك ؟ فيقول: هذا الذي يهديني السبيل فيحسب الحاسب إنما يعني الطريق وإنما يعني سبيل الخير). وروى الزبير بن بكار في الموفقيات، وأبو نعيم عن طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس عن سعد بن عبادة قال: (لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، خرجت إلى حضرموت لبعض الحاجة فقضيت حاجتي ثم رجعت حتى إذا كنت ببعض الارض نمت ففزعت من الليل فإذا بصائح يقول: أبا عمرو تأوبني السهود * وراح النوم وانقطع الهجود ثم صاح آخر: (يا خرعب، ذهب بك اللعب، إن أعجب العجب بين مكة ويثرب). قال: وما ذاك يا شاهب ؟ قال: (نبي السلام، بعث خير الكلام، إلى جميع الانام، فأخرج من البلد الحرام، إلى نخيل وآطام) ثم طلع الفجر فذهبت أتفكر فإذا عظاية (1) وثعبان ميتان، فما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إلا بهذا الحديث). ولما شارف رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لقيه أبو عبد الله بريدة بن الحصيب الاسلمي في سبعين من قومه من بني سهم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (من أنت) ؟ قال: بريدة، فقال لابي بكر: (برد أمرنا وصلح). ثم قال: (ممن) ؟ قال: من أسلم. فقال لابي بكر: (سلمنا). ثم قال: (من بني من) ؟ قال: من بني سهم. قال: (خرج سهمك (يا أبا بكر)). فقال بريدة للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنت ؟ قال: (أنا محمد بن عبد الله رسول الله). فقال بريدة: أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فأسلم بريدة وأسلم من كان معه جميعا. قال بريدة: الحمد لله الذي أسلم بنو سهم طائعين غير مكرهين، فلما أصبح قال بريدة للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء). فحل عمامته ثم شدها في رمح ثم مشى بين يديه حتى دخلوا المدينة)
_________________ اللهم صل على سيدنا محمد باب الاستجابة نبي التوبة و الإنابة صاحب طيبة المستطابة والرفعة المهابة وعلى آله وسلم
|