بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
الحديث الخامس :
5- عن شراحيل بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( أبشر يا علي , حياتك
وموتك معي ) . --------------------------------- يقول الفقير مريد الحق : أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير (6/469) عن أَبى حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بن الْحُسَيْنِ الْوَادِعِيُّ الْقَاضِي ، وَمُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن أَبِي شَيْبَةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بن زِيَادٍ الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بن الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ حُجَر بن عَدِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَرَاحِيلَ بن مُرَّةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْه ( أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، حَيَاتُكَ وَمَوْتُكَ مَعِي ) .
وأبو نعيم فى معرفة الصحابة (10/341) وابن عساكر فى تاريخ دمشق (12/208) وابن عدى فى الكامل (4/349) جميعا من طريق عبادة بن زياد الأسدى عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق السبيعى عن أبي البختري عن حجر بن عدي عن شراحيل بن مرة .. به .
فمدار الرواية على هذا الإسناد .
فأما عبادة بن زياد الأسدى .. فوثقه أبو حاتم وقال : محله الصدق . وقال موسى بن إسحاق الانصاري : صدوق . وقال أبو داود : صدوق أراه كان يتهم بالقدر. وضعفه غيرهم .. فقال ابن عدى : شيعي غال . وقال موسى بن هارون : تركت حديثه . وقال محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري الحافظ : عبادة بن زياد مجمع على كذبه . قال الذهبى – ووافق عليه ابن حجر - : قلت : هذا قول مردود ، وعبادة لا بأس به , غير التشيع . وقال الحافظ فى التقريب : صدوق رمي بالقدر وبالتشيع . انظر : ميزان الاعتدال (2/381) ولسان الميزان (2/16) وتهذيب التهذيب (5/82) والتقريب (1/466) .
وأما قيس بن الربيع .. فكان يوثقه الثوري ، وشعبة . وقال أبو الوليد الطياليسي : كان قيس بن الربيع ثقة ، حسن الحديث . وكان معاذ بن معاذ يحسن الثناء عليه . ولينه أحمد بن حنبل وابن معين ووكيع والنسائي وأبو زرعة . وقال محمد بن عبدالله بن عمار : كان قيس بن الربيع عالما بالحديث ، ولكنه ولي المدائن فعلق رجالا فيما بلغني فنفر الناس منه . وقال أبو أحمد بن عدي : وعامة رواياته مستقيمة ، والقول فيه ما قال شعبة وإنه لا بأس به . وقال الحافظ : صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه . انظر : تهذيب الكمال (24/29-36) وتقريب التهذيب (2/33) .
وأما أبو إسحاق السبيعي .. فهو ثقة مكثر عابد . تقريب التهذيب (1/739) . وأما أبو البختري سعيد بن فيروز . ثقة ثبت . انظر : تقريب التهذيب (1/362) .
وأما حجر بضم أوله وسكون الجيم - بن عدي بن معاوية الكندي المعروف بحجر الخير.قال الحافظ فى الإصابة في معرفة الصحابة (1/213) : ذكر ابن سعد ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه أنه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأخوه هانئ بن عدي . وأن حجر بن عدي شهد القادسية , وأنه شهد بعد ذلك الجمل وصفين وصحب عليا فكان من شيعته . وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية , وكان حجر هو الذي افتتحها فقدر أن قتل بها . وقد ذكر ابن الكلبي جميع ذلك وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء علي يوم صفين .
وله قصة مع بنى أمية .. فقال الحافظ فى الإصابة (1/214) : روى أحمد في الزهد والحاكم في المستدرك من طريق ابن سيرين قال : أطال زياد الخطبة , فقال حجر : الصلاة , فمضى في خطبته فحصبه حجر والناس , فنزل زياد فكتب إلى معاوية فكتب إليه أن سرح به إلي , فلما قدم قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين , فقال : أو أمير المؤمنين أنا ؟ قال : نعم , فأمر بقتله , فقال : لا تطلقوا عني حديداً ولا تغسلوا عني دماً , فإني لاق معاوية بالجادة , وإني مخاصم . وروى الروياني والطبراني والحاكم من طريق أبي إسحاق قال : رأيت حجر بن عدي وهو يقول : ألا إني على بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها.
وروى ابن أبي الدنيا والحاكم وعمر بن شبة من طريق ابن عون عن نافع قال : لما انطلق بحجر بن عدي كان ابن عمر يتخبر عنه فأخبر بقتله وهو بالسوق , فأطلق حبوته وولى وهو يبكي . وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه عن أبي الأسود قال : دخل معاوية على عائشة فعاتبته في قتل حجر وأصحابه وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " يقتل بعدي أناس يغضب الله لهم وأهل السماء " في سنده انقطاع .
وروى إبراهيم بن الجنيد في كتاب الأولياء بسند منقطع : أن حجر بن عدي أصابته جنابة فقال للموكل به : أعطني شرابي أتطهر به ولا تعطني غدا شيئاً , فقال : أخاف أن تموت عطشا فيقتلني معاوية , قال : فدعا الله فانسكبت له سحابة بالماء فأخذ منها الذي احتاج إليه , فقال له أصحابه : ادع الله أن يخلصنا , فقال : اللهم خر لنا , قال : فقتل هو وطائفة منهم .
يقول الفقير مريد الحق : فهذا الإسناد .. ليس فيه وضاع ولاكذاب ولله الحمد .. وعلى ذلك فالأقرب أنه لابأس به فى الفضائل ... والله أعلم .
وقد روى من طريق آخر ... أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق (42/367) عن خيثمة بن سليمان نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة نا مخول بن إبراهيم عن عمرو بن شمر عن أبي طوق عن جابر الجعفي وذكر عن محمد بن بشر قال قام حجر بن عدي يخطب على شاطئ الفرات فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أشهد أني سمعت شرحبيل بن مرة يزعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أبشر يا علي حياتك وموتك معي ) .
وهذا إسناد واه ... فيه عمرو بن شمر الجعفي أبو عبد الله , قال ابن أبى حاتم : منكر الحديث جدا , ضعيف الحديث , لا يشتغل به , تركوه . وقال ابن حبان : رافضي يشتم الصحابة ، ويروى الموضوعات عن الثقات . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي والدارقطني وغيرهما : متروك . انظر : الجرح والتعديل (6/239) , وميزان الاعتدال (3/268) واللسان (2/262-263) .
فالعمدة على حديث عبادة بن زياد الأسدى عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق السبيعى عن أبي البختري عن حجر بن عدي عن شراحيل بن مرة ... به . وقد تقدم أن إسناده لابأس به ... وإن كنت لم أجد له متابعا جيدا قدر بحثى الضعيف .
تنبيه : قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ، حَيَاتُكَ وَمَوْتُكَ مَعِي ) يراد به – والله أعلم - أن حياة سيدنا على .. من حيث التربية والرعاية والكفالة .. هى مع حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .... وكذلك حدث .. فقد تكلفه حضرة النبى من الصغر . وأما موته رضى الله عنه .. فالمراد به .. محشره .. ودرجة الرفقة فى الجنة .
وأستغفر الله من الخطأ .. وهو أعلى وأعلم .
وصل اللهم وسلم .. على سيدنا ومولانا رسول الله وآله الطيبين ... وعظم وشرف وكرم
|