النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 49 - 51).
الإعداد للثورة:
استعدت مجموعة الضباط من بينهم ((جمال عبد الناصر)) و((أنور السادات)) لإنهاء حكم أسرة ((محمد علي)) بانقلاب عسكري أطاح بآخر ملوك الأسرة.. الملك فاروق)).
وكان لابد للقيام بهذا الانقلاب أن يقوم هؤلاء الضباط بتهيئة الظروف في مصر لاستقبال هذه الحركة الخطيرة..وتصادف أن الملك ((فاروق)) كان قد خرج إلي فرنسا ليقضي شهر العسل مع زوجته ((ناريمان)) في شهر رمضان المبارك... وفي هذه الفترة حدث أمر غريب, حيث هربت أمه مع أخته الأميرة ((فادية)) مع شاب قبطي مصري متجهين إلي أمريكا حيث تزوجت ((فادية)) من الشاب القبطي.
واستغل الضباط تلك الاحداث واثاروا الطلبة اتباعهم المنتمين إلي التنظيمات السرية في يناير 1952 للقيام بمظاهرات في الجامعات المصرية وفجأة تمزقت صور الملك ((فاروق)) وتلقي علي الأرض ليدوسها الطلبة بأقدامهم. وهتف الطلبة هتافات معادية للملك ((فارق)) لأول مرة منذ أن اعتلي عرش مصر ووصفوا بيته بالدعارة وطالبوه بالعوده إلي أنقره. علماً بأن الشعب المصري كان متعاطفاً مع الملك ((فاروق))
أما ((جمال عبد الناصر)) فكان منهمكاً في تدبير مؤامرة أخري لم يحدث لها مثيل من قبل ولا من بعد... وهي حرق مدينة القاهرة, بمعاونة واحد من رجال المخابرات المركزية الأمريكية في مصر ويدعي (( كيرميت روزفلت))(1). تمهيداً لقيام الثورة ولإقناع الجميع بأن الأمن غير مستتب في مصر.(قلت: وهذا لا ينافي أن الإخوان اشتركوا في حريق القاهرة فعبد الناصر في الاساس كان منهم.)
وخرجت جموع الشباب الموالي لعبد الناصر وتجمعوا بنظام في ميدان عابدين منذ التاسعة صباحاً, وتقابلوا مع بعض رجال بلوكات النظام الذين خرجوا هم أيضاً متظاهرين ومعهم أسلحتهم احتجاجاً علي ما أصاب زملاءهم في الاسماعيلية من المعارك الضارية مع القوات البريطانية في القنال.
وفي ظهر يوم 26 يناير 1952 هاجم فريق من المتظاهرين كازينو الأوبرا, وبطريقة منظمة أشعلوا فيه النيران, فقد كان مع الطلبة كميات من البترول والبنزين والكحول ... وكل طالب يعرف دوره والمحل الذي سيشعل فيه النيران... واشتعلت النيران فجأة في ذلك اليوم في 300 محل تجاري و13 فندقاً و40 داراً للسينما و73 مقهي ومطعماً وصالات عرض منها محلات جروبي والأمريكين و16 نادياً و...(2).
والواضح جداً أن هذه الجريمة التي ظهرت فجأة أنها مفتعلة ومدبرة لإيهام الشعب أن الحكومات الحالية ليست علي مستوي المسئولية لحماية الأمن والنظام مع إثارة الروح الوطنية في ذلك الوقت بسبب معارك قناة السويس العنيفة مع الانجليز. وهكذا بدأ عبد الناصر التمهيد للثورة بتنفيذ جريمة لم يحدث لها مثيل من قبل ولامن بعد في مصر أو في غير مصر.
ويقول الدكتور ((إبراهيم عبده)) إن جمال عبد الناصر تلقي مبلغ 3 ملايين جنيها من الرئيس امريكي ايزنهاور عداً ونقداً (3).
ويؤكد((أحمد حمروش)) من رجال الثورة بأن ((محمد حسنين هيكل)) كان حلقة الاتصال بين جمال عبد الناصر وأمريكا (4).
أما الرئيس ((محمد نجيب)) فيذكر في كتابه ((كلمتي للتاريخ)) لقد فوجئت بعد الثورة برجل أمريكي يدعي ((كيرمت)) في مكتب ((جمال عبد الناصر)) ويقول السيد ((خالد محي الدين)) كان ((عبد الناصر)) علي علاقة سرية بالمخابرات الأمريكية,
والمعروف أن النظام العلماني العالمي الجديد لن يسمح لأي فرد بأن يتولي السلطة في بلد إلا ويكون تابعاً أو عضواً في التنظيمات السرية كالماسونية أو الروتاري أو الليونز .. وبذلك يصدق القول بأن أمريكا كانت علي علم بالثورة المصرية منذ البداية, وأنها هي التي تعهدت بحماية ربيبها الملك فاروق الماسوني أيضاً, كما أنها هي التي منعت الانجليز من التحرك إلي القاهرة حفاظاً علي الثورة, ولأنها هي التي ساعدت رجال الثورة علي حرق القاهرة, وأنها أمدت جمال عبد الناصر بالمال سراً, وأن ثورة يوليو 1952 هي ثورة ماسونية علمانية أمريكية مائة في المائة.
الهامش:
(1)(مقدمات ثورة 23 يوليو- عبد الرحمن الرافعي).
(2)المرجع السابق.
(3)(تاريخ بلا وثائق).
(4)( قصة ثورة 23 يوليو-صفحة 180).
يتبع بمشيئة الله ..................