اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6390
|
شيخ الأربعين
هو الشيخ محمود علم الدين ، كان شيخا لقبيلة بني عدي ، ولما قاد الأهالي للثورة على الأمير يشبك الداويدار ، نائب السلطان قايتباي ، قام الأمير يشبك بحرقه في النار حيا ، ثم اختار أربعين رجلا عالما وصالحا من أهالي بني عدي وخوزقهم أحياء ، فماتوا شهداء ، ودعوا على الأمير ، فقتله عبد أسود ومثل بجثته على القلعة ٠وكانت ثورة بني عدي على المماليك عام ١٤٧٠ م
وقد خلدت بني عدي ذكرى هؤلاء الصالحين فأقامت لهم زاوية تسمى بزاوية الأربعين ببني عدي الوسطى ، أما شيخ الأربيعين الشيخ محمود فضريحه موجود ببني عدي القبيل
سيدى أحمد العياط ببنى عديات البحرية
سيدى أحمد العياط دفين بنى عدى البحرية - مركز منفلوط محافظة أسيوط وسيدى ) عليان ) المشهور ( بعلى ) دفين ميت حمل شرقية سابرنا على حفظ نسبهما الشريف ) أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )) وهذه النسبة منقولة من النسبة العتيقة بمكتبة الأستاذ ( أحمد العياط ) ببنى عدى البحرية - مركز منفلوط - محافظة أسيوط .
مبتدأة بسيدى أحمد العياط بن السيد على الأول بن السيدأحمد المعروف بعلى الفقير بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد موسى العياط بن السيد قرشلة بن السيد تركى بن السيد عبدالرحيم الصنهاجى بن أبى الخير بن السيد عمر بن السيد حريفيشى بن السيد على بن السيد علم الدين بن السيد حماد ابن السيد على بن السيد عثمان بن السيد عطية أبى الريش بن السيد عبد الله المدعو معبد بن السيد عيسى بن السيد حماد بن السيد داود المكنى بأبى يعقوب المنصور بن السيد تركى بن السيد قرشلة بن السيد أحمد ابن السيد على بن السيد موسى بن السيد يونس بن السيد عبد الله الأصغر ابن السيد إدريس الأصغر بن السيد إدريس الأكبر بن السيد عبد الله المحض ابن السيد الحسن المثنى بن السيد الحسن السبط ريحانة هذه الأمة بن مولانا الإمام على ابن أبى طالب - رضى الله عنه وكرم الله وجهه - وأمه السيدة فاطمة الزهراء بنت مولانا وسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين - .
كان سيدى أحمد العياط من العلماء الصالحين يستر حاله, ويخفى حقيقة أمره , ولم يعرف عنه العلم إلا وقت بناء المسجد الذى قام بإنشائه والده , إذ كان يقوم بإعداد الطين للبنائين فجاء جماعة من بعض القرى المجاورة لبنى عدى لأخذ فتوى شرعية فى مسألة من والده سيدى أحمد أبى لبدة العياط أمين الفتوى فى الصعيد , فوجدوا الشيخ مهتماً بأمر المسجد منصرفا إلى مراقبة العمال والإشراف على عملية البناء , فأرادوا الرحيل على أن يعودوا فى وقت آخر , وأخذوا يتحدثون فى ذلك فيما بينهم , فسمعهم سيدى أحمد العياط الملقب بالكبير ابن الشيخ أحمد أبى لبدة العياط فطلب إليهم الانتظار قليلا , وتسلم منهم صورة المسألة , وتوارى عن أنظارهم , ثم حرر لهم الفتوى الشرعية المطلوبة , ثم دفعها إليهم , فأخذوها شاكرين , وهم يعتقدون أنها من والده الشيخ " أحمد أبى لبدة العياط " أمين الفتوى فى الصعيد , فذهبوا إليه ليستأذنوه فى الارتحال إلى بلدهم فقال لهم : هل جئتم للزيارة فقط أو كانت لكم حاجة أخرى ؟ فقالوا : كانت حاجتنا الفتوى التى كتبتموها لنا , فطلبها منهم , ونظر فيها مليا , فإذا هى مدعمة بالنصوص الصحيحة , والأدلة الشرعية , ومطابقة للحكم الشرعى , وعرف أن الذى كتبها هو ولده الشيخ " أحمد الكبير " فسلمهم الفتوى , وودعهم ثم سأل ولده : أنى لك هذا وأنت لم تتردد على مجالس العلم وحلقات الدرس ؟ فقال له : هذه النصوص مسطورة فى كتاب كذا , وهذه الأدلة مأخوذة من كتاب كذا , فتحقق والده أن هذا من باب الكشف , وأن ولده من أهل المعرفة مصداقا لقول الله تعالى : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة البقرة م ) الآية (282) فأساس العلم التقوى
فبالتقوى يصل الإنسان إلى مرتبة العلم الربانى , مصداقا لقوله تعالى : { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا } سورة الكهف من الآية (65) فلقد تعلم سيدى الشيخ أحمد العياط الكبير من عند ربه – سبحانه وتعالى – لما كان يتخلق به من الصفات التى توصل إلى هذا العلم , ولذلك يسر الله له إصدار هذه الفتوى , وهداه إلى المراجع والنصوص التى استند إليها فى فتواه .. وبعد ذلك أمر له والده بأن تحضر له ملابس نظيفة , وطلب منه الانقطاع لنفع المسلمين , وظهر أمره من ذلك الوقت , وتحققت فراسة والده فيه , إذ كان من أهل الكشف المستورين المنكسرين يخفى حاله ويكتم أمره , وقد أجازه الشيخ ( على أحمد مكرم الله العدوى الشهير بالشيخ على الصعيدى ) بالطريقة الشناوية الأحمدية وكان سيدى أحمد العياط الكبير يسير على نهج أبيه فى إحياء معالم الطريق الصوفية, ونشر العلم , وكانت جولاته فى البلاد كثيرة , وربى جماعة كبيرة فى ( أبى صير الملق ) عرفت ( بمدينة العياط ) نسـبة إلى والده حيث كان يقيم حلقات الأذكار هناك هو وأتباعه , وكانت المدينة كفرا قديما فى أول عمرانها , ثم اتسعت بعد ذلك إلى أن صارت مدينة كبيرة
وقال العلامة اللغوى الكبير السيد محمد مرتضى الزبيدى فى كتابه ( تاج العروس شرح القاموس ) للإمام المجد الفيروز بادى عند الكلام عن مادة ( عَيَط ) " شهاب الدين أحمد العياط العدوى " واليه نسبت البلدة المشهورة بالقرب من ( مصر المحروسة ) ، وقال أوحد العلماء وأشعر الشعراء بهجة العصر السيد / على أبو النصر صاحب ديوان الهمام الألمعى الفاضل اللوذعى صـ 34 وله - رحمه الله - يؤرخ بناء دار للشيخ / أحمد العياط ببنى عدى,
وذكر المؤرخ فضيلة الشيخ / محمد على مخلوف " العدوي" فى كتابه ( تاريخ بنى عدى ) كرامة من كرامات سيدى أحمد العياط وهى كرامة مشهورة يتناقل الحديث عنها أهل ( أبى صير الملق – العياط ) بسبب بناءها رحبة واسعة هناك , وكان العرب يحضرون له الأحجار لإقامة السور الذى يحيط بتلك الرحبة , وكان يصرف لهم نقودا جديدة فعمدوا إلى المغالطة فى عدد الحمول ليأخذوا أجرة زائدة , فلما رجعوا إلى منازلهم , وجدوا النقود مساوية لمقدار ما حملوه فقط فجاءوا الى الشيخ واعتذروا له .
وكرامة أخرى من كراماته , وهى أنه دخل مسيحى وزوجته تلك الرحبة وجعل له فيها سكنا أشبه بالكوخ , ثم تجرأ وصار يأخذ منها ترابا يصلح به زراعته كسماد , فأصيبت امرأته برمد فى عينيها , وشلل فى نصفها الأسفل , فعرضها زوجها المسيحى على الأطباء , وأنفق فى علاجها أموالا كثيرة دون أن يعود إليها البصر , أو يذهب الشلل الذى نزل بها , وفى إحدى الليالى تذكرت المرأة بالشيخ العياط صاحب الرحبة , فاستغاثت به كما تفعل جارتها المسلمة , فلما أدركها النوم رأت الشيخ جالسا بجوارها فعرفته , وتوسلت إليه أن يخلصها فيما هى فيه من الرمد والشلل ، فقال لها : رضينا أن نضيفكم , وطابت نفسنا بأن تأخذوا التراب لصالح زراعتكم , ولكن تغلقوا بابنا , وتفتحوا بابا لكم لتضعوا يدكم على ملك غيركم , فهذا لا يجوز , فكررت المرأة الاستغاثة , وطلبت منه السماح , فوضع يده على عينيها , وهو يقرأ شيئا من القرآن الكريم , ويدعو لها بالشفاء , وفى هذه اللحظة استيقظ زوجها الذى كان نائما خارج الكوخ , وقد سمعها تتحدث وهى نائمة فسألها عن ذلك ؟ فقصت عليه الرؤيا التى رأتها , فقام وفتح باب الرحبة الأصلى وسد الباب الجديد الذى استحدثه , ولم تلبث المرأة أكثر من دقائق معدودة بعد إصلاح ما أفسدته هى وزوجها حتى عاد إليها نور عينيها , وذهب الشلل الذى أصابـها , وكان ذلك قرب الفجر فزغردت ورآها زوجها وهى مبصرة وكأنها نشطت من عقال فأسلم الرجل وزوجته , واحتفل بإسلامهما أهل الجهة احتفالا عظيما , وانتشرت هذه القصة , وعدت كرامة للشيخ / أحمد العياط .
وسيدى أحمد العياط الشهير بالكبير دفن فى قبر بجوار قبر والده سيدى أحمد العياط الملقب بأبى لبدة بالمقبرة أمام المسجد , وظل على هذا الحال ثم قام ذريته ومحبوه ببناء مقام له من الطوب اللبن , وظل على هذا الحال حتى جدد المقام على نفقة الحاج عبد المجيد عبد الباقى العياط تحت إشراف الحاج محمد عبد الحميد العياط فى جماد الأولى سنة 1392 هـ الموافق شهر يولية سنة 1972 م بعد مضى 630 عاما من إنشاء المقام الأول طيب الله ثراه , واسكنه أعلى الجنان آمين يارب العالمين .
تحوي مكتبة الشيخ أحمد العياط، ببني عدي البحرية، إحدى قري مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، بين جنباتها الآلاف من المخطوطات والكتب الدينية النادرة في شتى العلوم المعرفية في الفقه والشريعة والنحو والأدب، والتي حرص الشيخ أحمد العياط، رحمه الله، على وجود نُسَخْ منها بمكتبته، لخدمة طلاب العلم من أهل بلدته والبلاد المجاورة
بعـــــــــــده
|
|