حروب الجيل السابع ورقاقات السيطرة على البشر
بقلم : د. فتحي شمس الدين
لم يستقر في الأوساط الأكاديمية على مفهوم الجيل السابع من الحروب حتى الآن, وذلك لأن التطبيقات الفعلية لهذا الجيل لم تتضح بعد على أرض الواقع بأبعادها الكاملة, على الرغم من تواجدها بالفعل,
ومن المعروف أن أجيال الحروب هو مصطلح يشير إلى مراحل تطور الحروب وتطبيقاتها واستخداماتها فالجيل الأول للحروب هو الحروب التقليدية بين جيوش نظامية تعتمد على المواجهة المباشرة بأسلحتها التقليدية ( جنود -صواريخ - دبابات - طائرات ... الخ), علي أرض محددة للمعركة,
وقد استمر هذا الجيل من الحروب إلى نهاية الحرب العالمية الأولى 1918, والجيل الثاني للحروب بدأ في أعقاب تغير النظام الدولي إلي الثنائية القطبية ليأخذ شكل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق, والجيل الثالث للحروب هو الحرب الاستباقية أو الوقائية فأخذ شكل الحرب الأمريكية علي الإرهاب في أكثر من دولة لتحقيق مصالح مقصوده بمعاونة مجموعه من الحلفاء,
والجيل الرابع من الحروب هو ـ"الحرب اللا متماثلة وهي حرب اخُترعت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية, حيث أنه وبعد الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدها الاقتصاد الأمريكي نتيجة الحرب على ما سمي بالإرهاب في العالم وغزو العراق وأفغانستان, بدأ التفكير في حرب أقل تكلفة لكن تعطي تأثيرا قويا لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الأمريكية, فطور الجيش الأمريكي هذا الجيل من الحروب بحيث يتم تدمير البلاد من الداخل من خلال مجموعه من المنتمين للبلد من خلال إثارة وتقليب الشعوب ضد مؤسسات الدول المستهدفة و ثارة حالة من الفوضى العارمة بحيث تدمر الدولة نفسها من خلال إنهاك مؤسساتها وإرباكها والسعي لتحطيم اقتصادياتها مستغلين بذلك الانفلات الأمني الحادث ثم سقوطها لإعادة البناء بما يلاءم المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة,
أما حروب الجيل الخامس هي "حرب هجينة" تدمج مجموعة من أنماط القتال المختلفة، بما في ذلك: القدرات التقليدية، والتكتيكات والتشكيلات غير المنظمة والأعمال الإرهابية, بحيث يستفيد العدو من كل أشكال القتال, فهي باختصار نموذج عصري لحرب العصابات, حيث تعتمد المواجهات على كيانات صغيرة تم تدريبها كل في حدود أهدافه التي سيقوم بها, حيث يستخدم فيها من تم تجنيدهم التكنولوجية المتقدمة لحشد الدعم المعنوي, ويتمثل تطبيقها في الجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها, وحروب الجيل السادس هي الحروب التي لا يعتمد العمل فيها على الاتصال المباشر بين الأفراد الفاعلين, بمعنى آخر تدار كاملة عن بعد, ويشمل ذلك كل ما هو معني بالحرب سواء أكان أسلحة أو إمكانيات أو أفراد, بداية من الأسلحة النووية التكتيكية مرورا بإدارة الصراع الاقتصادي والمعلوماتي وصولا إلى استهداف الدول والأفراد أنفسهم عن بعد سواء من خلال الأقمار الصناعية أو عبر شبكة الانترنت, أما حروب الجيل السابع فهي حروب السيطرة على البشر.
ولحروب الجيل السابع مجموعه من الملامح يمكن الإشارة لواحدة منها وهو شرائح التحكم في البشر, فنرى أن حروب الجيل السادس انتهت عند القدرة على إحداث تغيرات في المناخ وإحداث كوارث طبيعيه من خلال أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية وغيرها, إلا أن حروب الجيل السابع تعتمد على التحكم في البشر والسيطرة عليهم,
ويتم ذلك التحكم من خلال رقاقات يتم إدخالها لجسم الإنسان من خلال صورة مقصوده مباشرة أو من خلال مقذوفات تخترق الجسد دون الشعور بألم يذكر لا يتعدى ألم قرصه بعوضه, ومن ثم التحكم في الشخص الذي دخلت لجسده هذه الرقاقة.
وتعتمد أليه عمل هذه الرقاقات على النانو تكنولوجي حيث تحتوي كل رقاقة على مكثفات كيميائية وبلاستيكية مهجنه تشبه الموصل وتدخل جسم الإنسان لتستهدف المكان المخصص لها بحسب ما تم برمجتها, ونجد أن تلك الشرائح أو الرقاقات يمكن تفجيرها من خلال جهاز توقيت داخلي أو بأمر خارجي,
كما يمكن إرسال نوع من الأوامر الصوتية لها عبر ترددات معينه, وزرع هذه الرقاقات في المخ من شأنه أن يسيطر على الشخص بصورة كاملة ولا تكون لديه أي أدراده تذكر , ويتم العبث في عقل الشخص والتحكم في الذاكرة طويلة المدى وقصيرة المدى للسيطرة على الشخص واستخدامه لتحقيق أي أهداف يتم التخطيط لها .
التطور الكبير في أجيال الحروب هو تطور شرس ومتسارع بصورة كبيرة فعلى الرغم أن غالبية الأوساط العربية تتحدث عن الجيل الرابع من الحروب - بحكم أنها كانت المستهدف الأول لها- إلا أنه يجب النظر إلى الأجيال الجديدة نظرة الدارس والفاعل بحيث يتم الاستعداد لها وإيجاد القدرة والبدائل على مواجهتها, فالحروب الجديدة لن ترى عدوك أمامك لكن تأكد أنه يتربص بك.
المصدر :
https://www.rosaelyoussef.com/-22019/%D ... 8%B4%D8%B1