[font=Tahoma] [align=justify]بعد أن برزت على السطح منذ فترة أصوات تهنيء وتترضى على يزيد لعنه الله أحببت أن أجمع من نصوص العلماء أئمة الأمة ما يوضح حقيقة موقف جمهور ساداتنا أئمة أهل السنة والجماعة من هذا الشخص ، فوجدت أحد الأحباب قد جمع ثلة قيمة من نصوص العلماء التي تقول بجواز لعن يزيد ، فأحببت أحبتي في الله أن أنقلها ههنا مع بعض الزيادات ، يعقب ذلك إن شاء الله استكمال الموضوع من جوانب أخرى .
- فقد سأل مهنّا بن يحيى الشامي الإمام أحمد بن حنبل عن يزيد فقال: " هو فعل بالمدينة ما فعل قلت: وما فعل ؟ قال : قتل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفعل . قلت : وما فعل ؟ قال : نهبها " وإسنادها صحيح
- وقال السفاريني الحنبلي في كتابه غذاء الألباب 1/119: [أكثر المتأخرين من الحفاظ والمتكلمين يجيزون لعنة يزيد اللعين.]اهـ
- وفي حاشية البجيرمي على الخطيب: نقل الحلبي في سيرته عن ابن الجوزي قوله: أجاز العلماء الورعون لعن يزيد وصنف في إباحة لعنه مصنفاً.اهـ
- وقال - أي الحلبي - : وعلى هذا يكون مستثنى من عدم جواز لعن الكافر المعين بالشخص كما صرح به السعد التفتزاني بعد أن قال : إني لا أشك في عدم إسلامه بل ولا في عدم إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .ا هـ كلام السعد
وعبارة الحلبي في سيرته أن للإمام أحمد قولاً بلعن يزيد تلويحاً وتصريحاً وكذا للإمام مالك وكذا لأبي حنيفة ولنا قول بذلك في مذهب إمامنا الشافعي وكان يقول بذلك الأستاذ البكري ومن كلام بعض أتباعه في حق يزيد ما لفظه زاده الله خزياً ومنعه وفي أسفل سجين وضعه وفي شرح عقائد السعد يجوز لعن يزيد اهـ .
- وكتب ابن الجوزي في ذلك الباب اسمه ( الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد ) وقال فيه ": سألني سائل عن يزيد بن معاوية فقلت له يكفيه ما به فقال أيجوز لعنه فقلت قد أجازه العلماء الورعون منهم أحمد بن حنبل فإنه ذكر في حق يزيد ما يزيد على اللعنة ثم روى ابن الجوزي عن أبي يعلى أنه روى في كتبه المعتمدة الأصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي إن قوماً ينسبوننا إلى تولي يزيد قال يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ولم لا يلعن من لعنه الله في كتابه فقلت فأين لعن الله يزيد في كتابه فقال في قوله تعالى { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } وهل يكون فساد أعظم من القتل وفي رواية فقال يا بني ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه وذكره ؟ قال ابن الجوزي وصنف القاضي أبو يعلى كتابا ذكر فيه من يستحق اللعنة وذكر منهم يزيد ثم ذكر حديث { من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } ولا خلاف أن يزيد غزا المدينة بجيش وأخاف أهلهااهـ.
- وقال أيضاً الحافظ ابن الجوزي في كتابه : [ دفع شبهة التشبيه ] صـ 9[فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي - يقصد الإمام أحمد بن حنبل - ما ليس منه فلقد كسيتم هذا المذهب شيناً قبيحاً , حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم ، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية ،وقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته .] اهـ
- وسئل الإمام الكيا الهراسي - وهو من كبار أئمة الشافعية -عن يزيد بن معاوية فقال: إنه لم يكن من الصحابة لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأما قول السلف ففيه لأحمد قولان تلويح وتصريح، ولمالك قولان تلويح وتصريح، ولأبي حنيفة قولان تلويح وتصريح، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد والمتصيد بالفهود ومدمن الخمر، وشعره في الخمر معلوم وكتب فصلاً طويلاً، ثم قلب الورقة وكتب: لو مددت ببياضٍ لمددت العنان في مخازي هذا الرجل اهـ
- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الأربعين المتباينة السماع ( 1/96):[ وأما المحبة فيه والرفع من شأنه - أي هذا الملعون يزيد - فلا تقع إلا من مبتدع فاسد الاعتقاد فإنه كان فيه من الصفات ما يقتضي سلب الإيمان عمن يحبه لأن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان والله المستعان- وأما حديث : (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم) فقد قال الحافظ المناوي في التيسر:"لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفوراً له لكونه منهم لأن الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص ويلزم من الحمل على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمعٌ محققون حل لعن يزيد " اهـ
كما أن الروايات التاريخية لم تتواتر على إثبات أن يزيد كان في طليعة هذا الجيش وفي كامل ابن الأثير عند ذكره غزوة القسطنطينية : في هذه السنة، وقيل: سنة خمسين، سير معاوية جيشاً كثيفاً إلى بلاد الروم للغزاة وجعل عليهم سفيان بن عوف وأمر ابنه يزيد بالغزاة معهم، فتثاقل واعتل، فأمسك عنه أبوه، فأصاب الناس في غزاتهم جوع ومرض شديد، فأنشأ يزيد يقول:[/align]
[align=center]ما إن أبالي بما لاقت جموعهم بالفرقدونة من حمى ومن موم إذا اتكأت على الأنماط مرتفقاً بدير مروان عندي أم كلثوم[/align]
[align=justify]وأم كلثوم امرأته، وهي ابنة عبد الله بن عامر.
فبلغ معاوية شعره فأقسم عليه ليلحقن بسفيان في أرض الروم ليصيبه ما أصاب الناس، فسار ومعه جمع كثير أضافهم إليه أبوه .اهـ
- وقال الإمام المناوي في فيض القدير : [وفي فتاوى حافظ الدين الكردي الحنفي لعن يزيد يجوز وقال ابن الكمال وحكى عن الإمام قوام الدين الصفاري ولا بأس بلعن يزيد .ثم قال المولى ابن الكمال والحق أن لعن يزيد على اشتهار كفره وتواتر فظاعته وشره على ما عرف بتفاصيله جائز .
وقال في موضغ آخر - في الفيض - : قال التفتازاني : الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحادا فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.قال الزين العراقي : وقوله بل في إيمانه أي بل لا يتوقف في عدم إيمانه بقرينة ما قبله وما بعده] اهـ
- وكان أمير المؤمنين الخليفة الراشد السادس عمر بن عبد العزيز يجلد من وصف يزيد بأمير المؤمنين عشر جلدات كما في ميزان الإعتدال للحافظ الذهبي
- وذكر الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه الصواعق المحرقة: واعلم أن اهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد بن معاوية وولي عهده من بعده فقالت طائفة إنه كافر لقول سبط ابن الجوزي وغيره المشهور أنه لماجاء رأس الحسين رضي الله عنه جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد ابيات ابن الزبعرى : ليت أشياخي ببدر شهدوا ... الأبيات المعروفة وزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر وقال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين وإنما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثنايا الحسين وحمله آل رسول الله سبايا على أقتاب الجمال. وذكر أشياء من قبيح ما اشتهر عنه ورده الرأس إلى المدينة وقد تغيرت ريحه ثم قال وما كان مقصوده إلا الفضيحة وإظهار الرأس أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج ليس بإجماع المسلمين أن الخوارج والبغاة يكفنون ويصلى عليهم ويدفنون ولو لم يكن في قلبه أحقاد جاهلية وأضغان بدرية لاحترم الرأس لما وصل إليه وكفنه ودفنه وأحسن إلى آل رسول الله .انتهى وقالت طائفة ليس بكافر فإن الأسباب الموجبة للكفر لم يثبت عندنا منها شيء والأصل بقاؤه على إسلامه حتى يعلم ما يخرجه عنه وما سبق أنه المشهور يعارضه ما حكي أن يزيد لما وصل إليه رأس الحسين قال رحمك الله يا حسين لقد قتلك رجل لم يعرف حق الأرحام وتنكر لابن زياد وقال قد زرع لي العداوة في قلب البر والفاجر ورد نساء الحسين ومن بقي من بنيه مع رأسه إلى المدينة ليدفن الرأس بها وأنت خبير بأنه لم يثبت موجب واحدة من المقالتين والأصل أنه مسلم فنأخذ بذلك الأصل حتى يثبت عندنا ما يوجب الإخراج عنه.ومن ثم قال جماعة من المحققين إن الطريقة الثابتة القويمة في شأنه التوقف فيه وتفويض أمره إلى الله سبحانه وتعالى لأنه العالم بالخفيات والمطلع على مكنونات السرائر وهواجس الضمائر فلا نتعرض لتكفيره أصلا لأن هذا هو الأحرى والأسلم. وعلى القول بأنه مسلم فهو فاسق شرير سكير جائر كما أخبر به النبي فقد أخرج أبو يعلى في مسنده بسند لكنه ضعيف عن أبي عبيدة قال قال رسول الله لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد وأخرج الروياني في مسنده عن أبي ذر قال سمعت النبي يقول أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد. وفي هذين الحديثين دليل أي دليل لما قدمته أن معاوية كانت خلافته ليست كخلافة من بعده من بني أمية فإنه أخبر أن أول من يثلم أمر أمته ويبدل سنته يزيد فافهم أن معاوية لم يثلم ولم يبدل وهو كذلك لما مر أنه مجتهد ويؤيد ذلك ما فعله الإمام المهدي كما عبر به ابن سيرين وغيره عن عمر بن عبد العزيز بأن رجلاً نال من معاوية بحضرته فضربه ثلاثة أسواط مع ضربه لمن سمى ابنه يزيد أمير المؤمنين عشرين سوطاً كما سيأتي فتأمل فرقان ما بينهما. وكان مع أبي هريرة رضي الله عنه علم من النبي بما مر عنه في يزيد فإنه كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من رأس الستين وإمارة الصبيان ،فاستجاب الله له وتوفاه سنة تسع وخمسين وكان وفاة معاوية وولاية ابنه سنة ستين فعلم أبو هريرة بولاية يزيد في هذه السنة فاستعاذ منها لما علمه من قبيح أحواله بواسطة إعلام الصادق المصدوق بذلك. وقال نوفل بن أبي الفرات كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر رجل يزيد فقال قال أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ، فقال : تقول أمير المؤمنين فأمر به فضرب عشرين سوطاً. ولإسرافه في المعاصي خلعه أهل المدينة فقد أخرج الواقدي من طرق أن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل قال والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمي بالحجارة من السماء أن كان رجلاً ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة. وقال الذهبي ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات اشتد عليه الناس وخرج عليه غير واحد ولم يبارك الله في عمره. وأشار بقوله ما فعل إلى ما وقع منه سنة ثلاث وستين فإنه بلغه أن أهل المدينة خرجوا عليه وخلعوه فأرسل لهم جيشاً عظيماً وأمرهم بقتالهم فجاؤا إليهم وكانت وقعة الحرة على باب طيبة وما أدراك ما وقعة الحرة ، ذكرها الحسن مرة فقال لله ما كاد ينجو منهم واحد قتل فيها خلق كثير من الصحابة ومن غيرهم فإنا لله وإنا إليه راجعون. وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه فأجازه قوم منهم ابن الجوزي ونقله عن أحمد وغيره فإنه قال في كتابه المسمى بالرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد سألني سائل عن يزيد بن معاوية فقال له يكفي ما به فقال أيجوز لعنه فقلت قد أجازه العلماء الورعون منهم أحمد ابن حنبل فإنه ذكر في حق يزيد ما يزيد على اللعنة ثم روى ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى الفراء أنه روى في كتابه المعتمد في الأصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد: فقال يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ولم لا يلعن من لعنه الله في كتابه فقلت وأين لعن الله يزيد في كتابه فقال في قوله تعالى {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} محمد {23:22} فهل يكون فساد أعظم من القتل وفي رواية فقال يا بني ما أقول في رجل لعنه الله في كتابه فذكره. قال ابن الجوزي وصنف القاضي أبو يعلى كتابا ذكر فيه بيان من يستحق اللعن وذكر منهم يزيد ثم ذكر حديث من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا خلاف أن يزيد غزا المدينة بجيش وأخاف أهلها.اهـ
- وقال ابن الآلوسي في (صب العذاب على من سب الأصحاب) صـ 453 :[إتفق الأجلة على جواز لعنه ، لأفعاله القبيحة ، وتطاوله على العترة الطاهرة . انتهى]اهـ
- وقال المسعودي في : مروج الذهب (3/82) :[كان يزيد يضمر الإلحاد ولا يعتقد بالمعاد، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب. ولما شمل الناس جور يزيد وعماله وعمهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله إبن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر ، سيره سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في رعيته]اهـ
- وقال الشوكاني في : نيل الأوطار (7/ 147):[ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط رضي الله عنه وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنه الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود.]اهـ . [/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|