موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 47 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 18, 2024 8:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الذى اختص حبيبه الأسنى ، بمقام قوسين أو أدنى ، وقرن اسمه الشريف بأعظم أسمائه الحسنى . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ولى عباده وحبيب عباده ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،وصفيه وخليله ، صلى الله عليه وآله الشرفاء ،واصحابه الخلفاء والحلفاء ، وعلى إخوانه من الأنبياء ، ومن أتبعه من الأولياء ،صلاة تنشر نفحاتها على أرواحهم الطاهرة وتسبغ نعمها عليهم باطنه وظاهرة ، وسلم تسليما تحمله الملائكة وتبلغه الى روضاتهم الطاهرة المباركة .

( قال الشيخ ) الامام العالم العلامة العمدة السخاوى المعترف بذنبه المغترف من نهر عظاء ربه ، عفا الله عن خطئه وعمده ، وتدراكه برحمة من عنده : نظرت فى بعض نسخ شيخنا قدس الله سره (1) وشرح صدره ، بالنظر اليه وسره ، فرأيت النساخ جهلوا بعض كلامه واذا عرفوه واشتبه عليهم بشىء من كلامه صحفوه وأخرجوه بذلك عن أصله ، فاستخرت الله تعالى واستعنت به فى تحرير هذه النسخة ،معتمدا فى ذلك على نسخة كانت عندة له من أثره محررة ( وها ) أنا أشرع فى بيان ذلك ،مفوضا لربى المالك ، على عادة المصنفين على حسن ما أقتضت اليه همتهم من التأليف على طريق شتى بحسب الاطلاع والمقاصد ( فمنهم ) من اعتنى بذكر الصحابة والقرابة والتابعين وتابعيهم _(ومنهم ) من اعتنى بذكر الشهداء والمجاهدين فى سبيل الله تعالى ( ومنهم ) من ذكر العلماء والفقهاء ( ومنهم ) من ذكر الحفاظ من المحدثين ومشايخ القراء ( ومنهم ) من ذكر الخطباء والمتصدرين ( ومنهم ) من ذكر الفصحاء واصحاب المعروف من الوزراء والكتاب وذوى الموال ( ومنهم ) من اختص بذرك المزارات ومعرفة الآثارات ( ومنهم ) من شرح الصدور بذكر فضل زيارة القبور ( ومنهم ) من نبه قلوب الغافلين بذكر البعث والنشور ، إلى غير ذلك مما لم يحضرنى ذكره ( فرأيتها ) على غير منوال بل شوارد أقول ، فأحببت أن أجمع بين هذه المقاصد راجيا من الله تعالى ان يكون كتابى هذا عونا وعمدة لكل قاصد ، لعل به أن أنال من مقاصد الخير بعض الذى نالهم ، وأن أعد من الذين قد اقتفوا آثارهم ، وأطلب من الله المعونة علىجمع هذا الكتاب ( وسميته تحفة الأحباب وبغية الطلاب والله سبحانه وتعالى أسأل أن يوفقنى لاختتامه ( وإنى ) وضعت كتابى هذا على ترتيب الكتاب المعروف ( بالكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ) فأنه ذكر فيه بيان الخطط والاثار القديمة بالقرافتين الصغرى والكبرى ومزارات البقاع التى عندهم الدعاء مستجاب ، وذكر وذكر المساجد ، وفضل الجبل المقطم ، وفضل أوديته المباركة : ومن نزل به ، ومكن اقام فيه إلى غير ذلك وهو أكمل كتاب فى هذه الطريقة ( وكان ) مؤلفه رحمه الله تبارك وتعالى فرغ من جمعه وتأليفه فى سنة أربع وثمانمائة لكنه مع هذا الجمع المفيد دخل عليه السهو فى مواضع منه ولعل ذلك من سبق القلم أو من اشتغال الخاطر ، أو بحسب اطلاعه لكن الفضل للمتقدم ( فمن ) أجل ذلك أحببت أن أجمع من الشوارد مافته مع ذكر التراجم المفيدة ، والمناقب الحميدة ، والاقوال الغريبة ، والافعال المرضية ، ومعرفة أهل مصر ، ومن دخل اليها منغير اهلها ، وأن أسرد بعض من ألف وقال ، وأبين كل فن فى مكانهالذى هو فيه الآن ، وأذكر صفة ما عليه ان كان موجودا أو معروفا ،واذكر الخطة التى هو فيها ،والتربة التى دفن بها ،واشير اليها بالايماء ، حتى يكون الزائر على بصيرة ويقين ، وذلك نقل خلف عن سلف على سبيل الاختصار مع بيان النصيحة فى الأوقوال والافعال إن شاء الله سبحانه وتعالى لينتفع به الزائر ، ويهتدى به الحائر ، ويتصح ذلك للطالب ، وينال به المطالب ، ويكتفى به المشتاق الراغب والى الله تعالى ارغب فى تمام ما قصدت ، وتيسير أسباب ما اعتمدت ، إليه أكرم مسئول ، وأسمح مأمول ، وأن ينفع به قارئه وصامعه وناقله والناظر فيه بمنه وكرمه آمين .

( حسن محمد قاسم )



العلماء الذين أعتنوا بتديون التواريخ والمزارات
========================

1 - الإمام الحافظ شمس الدين السخاوي المتوفى 902هـ


اسمه:
شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي –نسبة إلى سخا شمال مصر– الشافعي (831 هـ الموافق 1428 - 902 هـ) هو مؤرخ كبير وعالم حديث وتفسير وأدب شهير من أعلام مؤرخي عصر المماليك. ولد وعاش في القاهرة، ومات بالمدينة المنورة سافر في البلدان سفراً طويلاً وصنف أكثر من مائتي كتاب أشهرها: (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) ترجم نفسه فيه بثلاثين صفحة.

مولده:
ولد شمس الدين السخاوي في ربيع الأول سنة 831 هـ، الموافق 1428م، في حارة بهاء الدين – في تلك الفترة – قريبا من مدرسة شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني بالقرب من باب الفتوح – حاليا - بالقاهرة، وبعدها انتقل إلى ملك لأبيه مجاور لمسكن ابن حجر العسقلاني.

نشأته العلمية:
بدايةً؛ أرسله أبوه إلى المؤَدِّب الشَّرف عيسي بن أحمد المقسي الناسخ فأقام عنده فترة قصيرة، ثم نقله أبوه إلى زوج أخته الفقيه الصالح البدر حسين بن أحمد الأزهري أحد أصحاب الشيخ يوسف الصَّفِّي المالكي فقرأ عنده القرآن.
بعدها بفترة، توجه به أبوه إلى الفقيه الشيخ الشمس محمد بن أحمد النحريري السعودي الضرير – مؤدب البرهان بن خَضِر والجلال بن الملقِّن وابن أسد وغيرهم من العلماء الكبار في هذا العصر لاستكمال تعلم القرآن وعلوم تجويده، وحفظ منه فوائد ونوادر في الأدب، وقرأ عليه بعض الحديث ، وبعدها انتقل بأمر من السعودي الضرير إلى الشيخ الشهاب بن أسد فحفظ عنده كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، وكتاب التنبيه – ألفه عم السخاوي -، وكتاب المنهاج الأصلي وألفية بن مالك وكتاب النخبة، وكذلك قرأ عليه القرآن بقراءة أبو عمرو وابن كثير المقرئ، وكذلك تدرب على القراءة والمطالعة، حتى صار يشارك غالب من يتردد عليه في فهم القرآن والفقه وغيره.

كانت من عادة السخاوي أنه كلما حفظ كتابا عرضه على شيوخ عصره لكن لم يأخذ عنهم؛ ومنهم:

المحب بن نصر الله البغدادي الحنبلي
الشمس بن عمَّار المالكي
الشيخ النور التلواني – نسبة لتلوانة
الجمال عبد الله الزيتوني – نسبة لمنية الزيتون
الشيخ الزين عُبادة ، ومعه الشمس البِسَاطِي، وجده
بعدها حفظ ألفية العراقي وكتاب شرح النخبة وغالب كتاب الشاطبية وبعض كتاب جامع المختصرات، ومقدمة الساوي في العروض وكتب أخرى كثيرة لم يكمل حفظها.

بعد ذلك قرأ بعض القرآن علي الشيخ النور البلبيسي – نسبة لبلبيس - إمام الأزهر، وقرأ على الشيخ الزين عبد الغني الهيثمي على رواية بن كثير، وسمع كثيرا من الروايات السبعة والعشرة على الشيخ الزين رضوان العُقْبِي، والشيخ الشهاب السكندري وغيره من مشايخ هذا العصر. بل يقول السخاوي أنه سمع الفاتحة وبداية سورة البقرة على شيخه بقراءة بن أسد وجعفر السنهوري وغيرهما من مشايخ القراءات في هذا العصر.

حفظ القرآن وهو صغير، ثم حج في سنة خمس وثمانين، وجاور سنة ست وسبع وأقام منهما ثلاثة أشهر بالمدينة المنورة. ثم حج سنة اثنين وتسعين وجاور سنة ثلاث وأربع ثم حج سنة ست وتسعين وجاور إلى أثناء سنة ثمان وتوجه إلى المدينة فأقام بها أشهر أو صام رمضان بها ثم عاد في شوال إلى مكة وأقام بها مدة ثم رجع إلى المدينة وجاور بها حتى مات سنة اثنتين وتسعمائة يوم الأحد الثامن والعشرين من شعبان ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام مالك.

سمع السخاوي الكثير عن أستاذه وشيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 هـ. وقد لازمه أشد الملازمة وحمل عنه ما لم يشاركه فيه غيره، وأخذ عنه أكثر تصانيفه وقال عنه هو أمثل جماعتي.


(في التاريخ)
الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع
التبر المسبوك في ذيل السلوك


وفاته:
توفي شمس الدين السخاوي سنة 902 هـ / 1497م.

****************

2 - السخاوي نسبة إلى السخا ، قد تشير إلى:

• علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن جبارة الكندي التجيبي السخاوي، أبو الحسن، شرف الدين (ت. 632 هـ)
• علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري السخاوي الشافعي، أبو الحسن، علم الدين (ت. 643 هـ)
• محمد بن الحسن بن علي السخاوي الشافعي (ت. بعد 846 هـ)
• علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود، أبو الحسن نور الدين السخاوي (ت. بعد 889 هـ)
• شمس الدين السخاوي (ت. 902 هـ)
• عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن زين الدين ابن مسك السخاوي (ت. 1123 هـ)

*********************
السخاوي (... - بعد 889 ه‍ =... - بعد 1484 م) علي بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود، أبو الحسن نور الدين السخاوي:
باحث حنفي. صنف " تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات - خ " في دار الكتب. فرغ منه جمعا وتأليفا في المحرم 889
**************************

3 - ابن الزيات (.. - 814 ه‍ =.. - 1412 م) محمد بن محمد بن عبد الله شمس الدين المعروف بابن الزيات: صوفي أزهري مصري. له (الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة - ط) يعرف بكتاب الزيارات. توفي بخانقاه سرياقوس (من قرى القليوبية بمصر

*******************************

4 - الآثار الاسلامية والمزارات المصرية لـ حسن محمد قاسم

وهذه الموسوعة طبعت بمكتبة الأسكندرية فى ثمانية مجلدات وشملت المساجد والأضرحة والمزارات بمصر المحروسة وقد اشتملت هذه الموسوعة عن مدينة القاهرة وجزء من مدينة أسوان فقط ولم يتعرض المؤلف إلى محافظات مصر
كما قام المؤلف ( جدى حسن قاسم ) بالتعليق والتصحيح على كتاب تحفة الأحباب للسخاوى والذى كبع بالقاهرة عام 1936
كما ترجم فى أعلام التاريخ المصرى تكملة تاريخ الجبرتى وهى الحلقة المفقودة منه

***************************
5 - مساجد مصر وأولياؤها الصالحين للدكتورة سعاد ماهر والذى ذكرت فيه مساجد مصر وآثارها وتاريخها وهى مكونة من خمس مجلدات فاخرة
******************

6 - بدائع الزهور فى وقائع الدهور لـ هو محمد بن شهاب الدين بن أحمد بن إياس أبو البركات الحنفي من أشهر شراكسة مصر في أواخر دولة السلطنة الشركسية وينتمي إلى قبيلة «أباظة» الشركسية. وُلد في القاهرة سنة 852 هـ / 1448م توفي في القاهرة سنة 930 هـ / 1523م).[2]

• عالم ومؤرخ مصري من المماليك، كان أبوه متصلاً بالأمراء وأرباب الدولة، وجده الأمير إياس الفخر الظاهري من مماليك الظاهر سيف الدين برقوق وعمل دواداراً في عهد الناصر فرج بن برقوق. عاصر السيوطي الذي كان أحد شيوخه. ألّف في التاريخ والجغرافيا ونظم الشعر. ، وعاصر حكم السلطان الغوري لمصر وهو حفيد الأمير إياس الفخري الظاهري الذي كان يعمل لدى السلطان برقوق الشركسي وأبوه شهاب الدين أحمد من مشاهير أولاد الناس (أي الأبناء من سلالة المماليك المولودين في مصر)).
ألف بدائع الزهور فى وقائع الدهور موسوعة ضخمة فىتاريخ مصر الاسلامية تقع فى احد عشر مجلدا كبرى والتىتعرف أحيانا بتاريخ ابن إياس

*****************************
7 - الأعلام لخير الدين الزركلى
خير الدين الزِّرِكْلي (بكسر الزاي والراء) (من مواليد بيروت في 9 من ذي الحجة 1310 هـ /25 حزيران 1893م - توفي في 3 من ذي الحجة 1396 هـ / 25 نوفمبر 1976) كاتب ومؤرخ وشاعر وقومي سوري. كان والده تاجرًا دمشقيًا معروفًا. تنقل الزِّرِكْلي في عدد من البلاد العربية بين دمشق ومكة المكرّمة والرياض والمدينة المنورة وعمّان وبيروت والقاهرة، وغيرها. لقد كان شاعراً يهاجم الاستعمار الفرنسي بشعره البديع، ويتعاون مع المجاهدين في مقاومة الفرنسيين، فما كان من الفرنسيين المستعمرين إلا أن يحكموا عليهِ بالإعدام أكثر من مرّة، وكان يفلت من أيديهم في كل مرة، ويهجوهم هجاءً مرّاً في شعره.[2]
عمل في السلك الدبلوماسي السعودي، وشغل منصب وزير مفوض ومندوب للسعودية في جامعة الدول العربية، وفي عام 1957م عُيّن سفيراً للسعودية في المملكة المغربية، وكان هذا آخر ما شغل من المناصب.
أصدر للصحافة كلاً من صحيفة الحياة في القدس، صحيفة لسان العرب، مجلة الأصمعي، وصحيفة المُفيد في دمشق. وله في الطباعة والنشر المطبعة العربية التي أسسها في القاهرة، ومن أشهر مؤلفاته كتاب (الأعلام) وهو من أكبر كتب التراجم العربية في العصر الحديث، قضى في تأليفه وتجديده نحو 60 عاماً، إضافة إلى نحو 10 مؤلفات أخرى، منها (ديوان الزركلي) الذي جُمعت فيه قصائده ونُشرت بعد وفاته عام 1980م.
توفى بالقاهرة فى 25 نوفمبر سنة 1976 عن 83 سنة وهو سورى الجنسية من أصل كردى ونشأ بدمشق
*******************
8 - الوافى بالوفيات
صلاح الدين الصَّفديّ هو صلاح الدين أبو الصَّفاء خليل بن أيبك بن عبد الله الألبَكِي الفاري الصَّفديّ الدِّمشقيّ الشَّافعيّ.[5][6][7] (صفد، 696 هـ - دمشق، 10 شوَّال 764 هـ) وُلِدَ لواحدٍ من أمراء المماليك، في صفد سنة ستٍّ وتسعين وست مئة، ونشأ في أُسرة ثريَّة نشأةً مرفَّهة، فحفظ القرآن العزيز في صغره، ثُمَّ طلب العلم، وبرع في النَّحو واللُّغة والأدب والإنشاء، وكتب الخطّ المنسوب، وقرأ الحديث وكتبه. وتعانى صناعة الرَّسم على القماش، ثُمَّ حُبِّب إليه الأدب فولِعَ به، وذكر عن نفسه أنَّ أباه لم يمكِّنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة، فطلب بنفسه وقال الشعر الحسن ثُمَّ أكثر جداً من النَّظم والتَّرسل والتَّواقيع مات بدمشق بالطاعون فى 23 يوليو سنة 1363
*************************
9 - وفيات الاعيان
قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خَلِّكان البرمكي الأربلي الشافعي، ولد بإربل سنة 608, وكان فاضلًا بارعًا متفننًا كريمًا جوادًا ممدوحًا فيه ستر وحِلمٌ وعفو، وعارفًا بالمذهب حسن الفتاوى جيد القريحة بصيرًا بالعربية علَّامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كثيرَ الاطلاع حلو المذاكرة وافِرَ الحرمة، فيه رياسة كبيرة، قدم الشام في شبيبته, ودخل مصرَ وسكنها مدَّةً وتأهل بها وناب بها في القضاءِ عن القاضي بدر الدين السنجاري، ثم قدم الشام على القضاء في ذي الحجة سنة تسع وخمسين منفردًا بالأمر ثم أقيم معه في القضاء ثلاثة قضاة, ثم عزل عن القضاء سنة تسع وستين بالقاضي عز الدين بن الصائغ، ثم عزل ابن الصائغ بعد سبع سنين به، وقد كان المنصب بينه وبين ابن الصائغ دولًا يُعزل هذا تارة ويولى هذا، ويُعزَلُ هذا ويولى هذا، وابن خلكان هو أوَّلُ من جدد في أيامه قضاءَ القضاة من سائر المذاهب، فاشتغلوا بالأحكامِ بعد ما كانوا نوابًا له، وقد درَّس ابن خلكان في عدة مدارس لم تجتمع لغيره، ولم يبقَ معه في آخر وقت سوى الأمينية، وبيَدِ ابنه كمال الدين موسى النجيبية، توفي ابن خلكان بالمدرسة النجيبية في إيوانها يوم السبت آخر النهار، في السادس والعشرين من رجب، ودفن من الغد بسفح قاسيون عن ثلاث وسبعين سنة، له مصنفات أشهرها وفيات الأعيان وقد اشتهر كثيرًا وأنباء أبناء الزمان فيه أكثر من ثمانمائة ترجمة, وله مجاميع أدبية
***************************
10 - تاريخ ابن يونس الصدفى الإمام المؤرخ المحدث أبى سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدقى المصرى المولود سنة 281هـ - 894م والمتوفى بالقاهرة سنة 347هـ /958م
جمع لمصر تاريخين: أحدهما وهو الأكبر يختص بالمصريين واسمه «أخبار مصر ورجالها»، والآخر وهو صغير يشتمل على ذكر الغرباء الواردين على مصر واسمه «ذكر الغرباء الواردين على مصر»، وما أقصر فيهما، وقد ذيلهما أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي وبنى عليهما
*************************************
11 - الحقيقة والمجاز فى الرحلة الى بلاد الشام ومصر والحجاز لـ عبد الغنى بن اسماعيل النابلسى المتوفى سنة 1143هـ
عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم النابلسي الدمشقي العمري الحنفي النقشبندي القادري(1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م)[1][2] شاعر شامي وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات «التجارب الروحيّة» لِفُقهاء الصوفية. وقد تعدّدت رحلاته عبر العالم الإسلامي، إلى إسطنبول ولبنان والقدس وفلسطين ومصر والجزيرة العربية وطرابلس وباقي البلاد السورية. استقر في مدينته دمشق وتوفي فيها....
يؤكد الشيخ عبد الغنى النابلسى بأن نسبه يرتفع إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه
********************
12 - سيدى الحسين بن محمد الورثيلانى فى تأليفه الرحلة الورثيلانية الموسومة بنزهة الأنظار فى فضل علم التاريخ والأخبار
هو الحسين بن محمد السعيد الورثيلانى المولود فى بنى ورثيلان سنة 1125هـ وتوفى سنة 1193 ه من أسرة جزائرية شريفة معروفة بالعلم ، فأبوه وجده كانا عالمين كبيرين فى المنطقة حفظ القرآن والكريم وهو صغير السن وكان يتردد على المدرسة القرآنية التىيشرف عليها والده وعلى الزوايا ، درس اللغة العربية والتبحر فى أدابها والنحو ودراسة التاريخ حيث أكد الورثلانى على فضل التاريخ ومكانته
***********************
13 - الرحالة العثمانى أوليا جلبى فى الرحلة الى مصر والسودان وبلاد الحبش سنة 1082-1091 هـ
1672م – 1680 م فى كنور مصر ومآثرها وعمائرها واحتفالاتها وقد ترجمه وعلق عليه الصفصافى احمد القطورى
********************
14 - الإشارات إلى معرفة الزيارات تأليف أبى الحسن على بن ابى بكر الهروى المتوفى سنة
ابو الحسن الهروى المولود سنة 542هـ / 1147م والمتوفى سنة 611هـ / 1215م هو رحالة عربى ومؤرخ أصله من هراة ومولده بالموصل طاف الكثير من البلدان وتوفى بحلب قال عنهابن خلكان فى الوفيات ( إنه لم يترك برا ولا بحرا ولا سهلا ولا جبلا من الأماكن التىيمكن قصدها ورؤيها إلا رآه ، ولم يصل غلى موضع إلا كتب خطه فى حائطه ولقد شاهدت ذلك فى البلاد التى رأيتها مع كثرتها ولما سار ذكره بذلك واشتهر به ضرب به المثل فيه
*************************
15 - الروضة البهية الزاهرة فى خطط المعزية القاهرة لابن عبد الظاهر ( محيى الدين أبوالفضل عبد الله بن عبد الظاهر المصرى المولود سنة 620هـ /1223م والمتوفى سنة 692هـ / 1293م بالقاهرة
*************************
16 - الفضائل الباهرة فى محاسن مصر والقاهرة لابن عبد الظاهر
ابن ظهيرة ، علم على أسرة مكية من بين مخزوم ، عرف فيها عبر واحد من الحفاظ والفقهاء والقضاة والمحدثين فى الرنين التاسع والعاشر الهجرى وقد اختلف فى اسمه الأول ، ويرجح أن يكون من علماء القرن التاسه الهجرى فهو إما أن يكون أباالطيب محمد الدين أحمد بن محمد بن الحسين المولود سنة 825هـ - والمتوفى سنة 885هـ ( 1422م – 1380 م ) أو أبا إسحاق برهان الدين إبراهيم بن على بن محمد بن على بن عطية بن ظهيرة المولود سنة 825 هـ والمتوفى سنة 885هـ ( 1422م / 1487م ) وأما تاريخ تأليف كتابه الأشهر يرحج أني كون وضع سن 871هـ
*****************
17 - فضائل مصر وأخبارها وخواصها لابن زولاق ، وابن زولاق هو : الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن على بن خالد بن راشد بن عبد الله بن سليمان بن زولاق أبو محمد الفقيه الليثى المصرى ولد بفسطاط مصر سنة 306هـ وتوفى سنة 387هـ ودفن فى حوطة آل طباطبا بعين الصيرة ، نشأ فىمهد العلم والدرس فكان جده الحسين بن الحسن من مشاهير العلماء ودرس الرواية التاريخية على ابى عمر الكندرى ثم خص كأستاذه تاريخ مصر بدرسه وبحثه وبلغ منمحبته للتواريخ والحرص على جمعها وكتبها أنه كثيرا ما كان ينشد
مازلت تكتب فى التاريخ مجتهدا حتى رأيتك فى التاريخ مكتوبا
************************
18 - مرشد الزوار لقبور الابرار لـ موفق الدين أبوالقاسم عبد الرحمن بن أبى الحرم مكى بن عثمان بن إسماعيل السعدى المصرى الشارعى الفقيه الشافعى اممؤرخ
نشبته إلى الشاع الذى بظاهر القاهرة الواقع تجاه من خرج بن باب زويلة ويمتد فيما بين الطريق السالك ذات اليمين إلى الخليج وبين الطريق المسلوك فيه ذات اليسار إلى قلعة الجبل
توفى شابا قبل أن يتكهل فى الرابع والعشرين من رجب سنة 615هـ / 1218 م ودفن من الغد بتربتهم بسفح المقطم
********************
19 - شذرات الذهب لأبن العماد ( هو ) عبد الحى بن أحمد بن محمد ابن العماد العكرى الحنبلى ، أبوالفلاح ، مؤرخ ، فقيه ، عالم بالأدب ولد فى صالحية دمشق وأقام فى القاهرة مدة طويلة ومات بمكة حاجا له كثير من المؤلفات منها شذرات الذهب فى أخبار من ذهب طبع فى ثمانية أجزاء ، ولد سنة 1032هـ -1623م وتوفى سنة 1089 هـ - 1679م
***************
20 - النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة للمؤرخ ابن تغرى بردى المولود سنة 813هـ والمتوفى سنة 874هـ وهذا الموسوعة تاريخ مصر ونيلها
كتاب النجوم الزاهرة ليس فقط تاريخا لمص لكن أيضا للنيل حيث اختم ابن تغرى فيه با؛والالنيل وتقلباته ووفاءه .
*******************
21 - المواعظ والاعتبار لـ تقى الدين المقريزى المتوفى سنة 845هـ وقد كتب فيه المقريزى آثار مصر ومساجدها وديارها ومعابدها وكنائسها ويتألف هذه الكتاب من أربع أجزاء

( هذا بعض ما ذكر فى كتب التواريخ وإذا أردنا أن نحصر ما كتب فى التاريخ فلا يسعنا الوقت لذكرهم )

( يتبع فصل فى زيارة القبور )
( على محمود محمد على )






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 19, 2024 9:37 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24096

الفاضل على محمود ( حفيد النسابة حسن قاسم)

جهد مشكور

بارك الله فيكم

وتسجيل حضور ومتابعة.

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 19, 2024 9:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35527
msobieh كتب:

الفاضل على محمود ( حفيد النسابة حسن قاسم)

جهد مشكور

بارك الله فيكم

وتسجيل حضور ومتابعة.

جزاكم الله خيرا كثيرا
تسجيل متابعة

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 19, 2024 9:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 8962
[السيدة quote="molhma"]
msobieh كتب:

الفاضل على محمود ( حفيد النسابة حسن قاسم)

جهد مشكور

بارك الله فيكم

وتسجيل حضور ومتابعة.

جزاكم الله خيرا كثيرا
تسجيل متابعة[/quote]

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 19, 2024 9:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 8962
[السيدة quote="molhma"]
msobieh كتب:

الفاضل على محمود ( حفيد النسابة حسن قاسم)

جهد مشكور

بارك الله فيكم

وتسجيل حضور ومتابعة.

جزاكم الله خيرا كثيرا
تسجيل متابعة[/quote]

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 21, 2024 11:29 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268



فصل فى زيارة القبور



اعلم أيدك الله سبحانه وتعالى : أن حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله زار القبور وأذن فى زيارتها بعد نهيه عن ذلك ، وقال : ( زوروا القبور فانها تذكر الآخرة ) ( وزيارة ) القبور سنة يثاب فاعلها بقصده الجميل ( وينبغى ) لزائرها أن لا يقول إلا خيرا ، ولا يجلس على القبور ولا يمتهنها ، ولا يجعلها صفة القبلة ولا يتملس بها الى غير ذلك من الأمور المنكرة فى الشرع ( وجاء فى بعض الأخبار ) أن حضرة سيدنا النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله زار قبر أمه ، وزار قبر عثمان بن مظعون ، وعلمه بحجر ليعرفه من بين القبور ( وقال ) عليه أفضل الصلاة والسلام ( نهيتكم عن زيارة القبور ولكن زوروها )(1) وهذا عام فى الاشخاص فيكون عاما فى الاحوال .

(( ذكر ما ورد فى استحباب زيارة القبور من حديث منقول وأثر مأثور ))



( أعلم ) أن من الدليل على استحباب زيارة القبور الاجماع فى حق الرجال كذا نقل العبدرى ( وقال ) النووى هو قول العلماء كافة ( وقال ) الحافظ أبو عمر بن عبد البر فى الاستذكار عند تكلمه على حديث ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه خرج إلى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية )) الحديث قال فيه إباحة الخروج الى المقابر وزيارتها وهذا مجمع عليه فى الرجال ( وعن ابن عبدالبر أيضا بسند صحيح ( ما من أحديرم بقبر أخيه المؤمن كل يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه إلا رد السلام عليه ) ( وعن ) ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : ( مر النبى صلى الله عليه وسلم بالقبور بالمدينة (2) فأقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا أهل القبور ويغفر الله لنا ولكم ، أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع (3) نسأل الله لنا ولكم العافية ، إنهم لنا سلف ونحن بالاثر ) والاحاديث فى ذلك كثيرة ( وأما ) فى حق النساء فيدل عليه ما جاء فى صحيح البخارى ( أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تبكى عند قبر فقال : ( اتقى الله يا أمة الله واصبرى ) ولم ينكر عليها ، ولو كان بكاء النساء عند القبور وزيارتهن لها حراما انهاها النبى صلى الله عليه وسلم عن زيارتها وزجرها ( وأما ) ماروى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه نهى عن زيارة القبور للنساء فغير صحيح إلا أنه لا يجوز لهن التبرج والكلام مع الأجانب وإسفار وجوههن وغير ذلك من المنيهات ( وأعلم ) أن قبور الصالحين لا تخلو من بركة ، وأن زائرها والمسلم على أهلها والقارىء عندها والداعى لمن فيها لا ينقلب إلا بخير ولا يرجع إلا باجر وقد يجد لذكل أمارة تبدو له ، أو بشارة تنكشف له ( فمما ) روى عن يحيى ابن سعيد عن شعبة بن الحجاج قال : ( فتن الناس بقبر عبدالله بن غالب رضى الله تبارك وتعالىعنه فأخذت من ترابه فاذا هو مسك أو تحته مسك ، وقصة هذا القبر مشهورة ولما خيف على الناس منه التفنة سوى ) ( وذكر ) ابن اسحق قال حدثنى يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تبارك وتعالى عنها أنها قالت : ( لما مات النجاشى كان يتحدث أنه لا يزال على قبره نور ) ( ويستحب ) أن يقصد الانسان بميته قبور الصالحين ومدافن اهل الخير ويدفنه بالقرب منهم ، وينزله بازائهم ، ويسكنه فى جوارهم ، تبركا بهم وأن يتجنب به قبور من سواهم ممن يخاف التأذى بمجاورته ، والتألم بمشاهدة حاله ( وقد ) روى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( أن الميت ليتأذى بالجار السوء كما يتأذى به الحى ) ( ولما حضرت ) أبا على الروذبارى الوفاة كان رأسه فىحجر ابنته فاطمة ففتح عينه ثم قال : ( هذه أبواب السماء قد فتحت وهذه الجنان قد زخرفت ، وهذا قائل يقول يا أبا على قد بلغناك المرتبة القصوى وإن لم تردها ، ثم قال :

وحفك لا نظرت الى سواكا
بعين سودت حتى أراكا
ومما وجد على قبره مكتوبا :
إن الحبيب من الاحباب مختلس
لا يمنع المتوت حجاب ولا حرس
ويكف تفرح بالدنيا ولذتها
يا من يعد عليه اللقظ والنفس
أصبحت يا غافلا النقص متغمسا
وانت درهك فى اللذات تنغمس
لا يرحم الموت ذا مال لعزته
ولا الذى كان منه العلم يقتبس
كم أخرس الموت فى قبر وقفت به
عن الجواب لسانا ما به خرس
قد كان قصرك مغموا به شرف
وقبرك اليوم فى الاجداث مندرس



( وقد ) كتب الناس على القبور مواعظ لا تحص
---------------------------------------------


1 –لم نجد هذا اللفظ فى كتب السنة وفى تيسير الوصول ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكركم بالآخرة ( اخرجة الخمسة إلا البخارى
2 – فىتيسير الوصول بقبور أهل المدينة
3 – فى التيسير بالاثر بدل تبع ثم لا توجد زيادة نسأل الخ رواه الترمذى وقال غريب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 21, 2024 1:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268



[باب زيارة القبور]



قال البخاري رحمه الله: [باب: زيارة القبور].

بعد أن بين الحداد وهو يتعلق بالمرأة بين زيارة القبور بالنسبة للنساء أيضاً، ولم يصح عند البخاري حكمٌ فيها بالمنع أو بالإيجاب، فمن فقه البخاري أنه إن لم يجد حكماً شرعياً عنده يترك الباب دون حرمة أو جواز.

يقول: زيارة القبور، فلم يقل: باب: جواز زيارة القبور، ولم يقل: باب: حرمة زيارة القبور، إنما وضع الباب دون أن ينتهي إلى حكمه.
قال البخاري رحمه الله: [باب: زيارة القبور.

حديث أنس بن مالك: (مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر)].

فجمهور العلماء أنه يجوز للمرأة أن تزور القبور؛ لأن المرأة كانت على القبر فلم ينهها النبي صلى اللهعليه وسلم إلا عن النياحة ورفع الصوت ولطم الخد وشق الجيب، أو أن تأتي بفعل من أفعال الجاهلية.

الأحاديث الأخرى تقول: (تبكي على ولدها) وفي رواية أخرى: (صبيها) أي: ولدها، ولم ينهها عن البكاء؛ لأن البكاء مشروع: (إن العين لتدمع)، ولكن البكاء المقصود في الحديث هو: النياحة، أي: كانت تنوح.

قال: [قال: (اتق الله واصبري)].

وفي الحديث جواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الرجل إلى المرأة التي لا يعرفها ولا تعرفه.

وفي الحديث جواز مخاطبة المرأة طالما أنه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولضرورة شرعية مع غض الطرف وأمن الفتنة، فلا يجوز مخاطبة النساء إذا لم تأمن الفتنة، ويجوز إلقاء السلام على المرأة عند المالكية إذا أمن الفتنة، وهذا هو الصحيح.

رجل وجد امرأة في طريق عام فقال: السلام عليكم.

قالت: وعليكم السلام ورحمة الله، فإن أمنت الفتنة فلا بأس وإن لم تأمن الفتنة فلا يجوز، فالمرأة تلقي السلام إذا أمنت الفتنة، والرجل يلقي السلام إذا أمن الفتنة.

قال: [(قال: اتق الله واصبري)].

أمرها بتقوى الله عز وجل وأمرها بالصبر.

قال: [(قالت المرأة: إليك عني -يعني: انصرف عني- فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها رجل: إنه النبي عليه الصلاة والسلام، فأتت المرأة النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين)].

أي: لا يوجد عنده حرس، دخلت إليه مباشرة صلى الله عليه وسلم.

قال: [قال: (لم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك يا رسول الله! فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى)].

والصدمة تطلق حينما يصطدم شيء صلب بآخر، ولذلك سميت المصيبة صدمة؛ لأن المصيبة تأتي فتصدم القلب، وإذا مر على المصيبة أيام يهون الأمر، فحقيقة الصبر عند وصول الخبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) فأول ما يأتيك الخبر تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، رضيت بأمر الله، فالصبر الحقيقي عند الصدمة الأولى، عندما يأتي الخبر وتتلقاه؛ لأنه يكون عسيراً قوياً شديداً على القلب، أما إذا مر عليه أيام فإنه يهون؛ لأن الأيام ينسي بعضها بعضاً.

من فوائد الحديث: مشروعية زيارة القبور للرجال والنساء.

قالت أمنا عائشة: (إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور، ثم قال: ألا إني نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزورها) فالأمر للرجال والنساء على السواء، لكن لا ينبغي للمرأة أن تتعود الزيارة؛ لأن ذلك يفضي إلى النياحة: (لعن الله زوارات القبور) يعني: المكثرات من الزيارة، أما إذا زارت بغير تعطر، وزارت بحجاب شرعي وبغير اختلاط؛ للعبرة والعظة والدعاء فلا يمنعها أحد البتة، وهذا هو رأي جمهور العلماء.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وفي السر والعلن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه

فضل فيه ما ورد فى زيارة القبور من الاثار



روى ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها .. ونهيتكم عن لحوم الأضاحى فوق ثلاث ، فأمسكوا ما بدا لكم .. ونهيتكم عن التنبذ إلا فى سقاء ، فاشربوا من الأسقية كلها ، ولا تشربوا مسكرا )

---------------------------------------------------
رواه مسلم فى صحيحه فىكتاب الجنائز ج7 ص 46 ، وفىكتاب الأضاحى ج13 ص 134و135 بشرح النووى .. ورواه الترمذى فى أبواب الجنائز ج4 ص 274 بشرح بن العربى ، ورواهالنسائى فى سننه ، فى زيارة القبور ج4 ص 89 بشرح السيوطى .. ورواه ابن ماجة فى سننه فىكتاب الجنائر باب ما جاء فى زيارة القبور ج1 ص 500و 501
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
-
وروى أبو هريرة رضى الله عنه ، قال : ( زار النبى صلى الله عليه وسلم قبر أمه ، فبكى وابكى من حوله ) قال البغوى فى شرح السنة : ( كان قبر أمه بالأيواء ، فمر به عام الحديبية ، فزارها ) وروى أنه زار قبر أمه فى ألف مقنع ، أى : فارس مغطى بالسلاح (1) .. وقال صلى الله عليه وسلم ( أستأذنت ربى فى أن استغفر لها فلم يأذن لى ، واستأذنته أن أزروها فأذن لى ، فزوروا القبور ، فإنها تذكر الموت ) (2)

--------------------------------------
1 – من قول ( قال البغوى ... )
2 – رواه مسلم فى صحيحه فى كتاب الجنائز ، فى استئذان حضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم ربه فى زيارة قبر أمه ج7 ص 45 و 46 بشرح النووى .. ورواه الترمذى فى الجنائز – باختلاف يسير فى لفظه ج4 ص 274 بشرح ابن العربى .. ورواه أبو داود فى سننه فى كتاب الجنائز باب فى زيارة القبور ج3 ص 215
----------------------------------------------------

وعن سليمان بن بريدة عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فقد أذن لمحمد فى زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة )

وروى عن فاطمة رضى الله عنها ، أنها كانت تزور قبر عمها حمزة فى الأيام ، وتبكى عنده وقال عبد الله بن أبى مليكة (1) توفى عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما بالحبشة ، فحمل إلى مكة ودفن بها ، فلما قدمت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ، أتت إلى قبره فقالت (2)

وكنا كندمانى جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا (3)
وعشنا بخير فى الحياة وقبلنا أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
فلما تفرقنا كأنى ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا


-------------------------------------------
1 – هو أبو بكر ، وابو محمد ، عبدالله بن عبيد الله بن أبى مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان القرشى ، قاضى مكة زمن ابن الزبير ، ومؤذن الحرم ، روى عن جده وعائشة وأم سلمة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وطائفة ، وكان إماما فقيها وحجة فصيحا ، مثقفا على ثقة توفى سنة 117هـ ( تذكرة الحفاظ ج1 ص 101، 102 – مرشد الزوار لقبور الأبرار ص 26
2 – أى : قالت متمثلة بشعر متمم بن نويرة اليربوعى التميمى المتاوفى سنة 30 هـ والذى قال فى رثاء أخيه مالك بن نويره ، وكان شديدالحزن عليه
3 – كندمانى خزيمة والخيرة تحريف والصواب ما أثبتناه وهو جذيمة ابن البرش ، سمى بذلك لبرص كان به ، وكا ن لا ينادم أحدا ذهابا بنفسه ، فلما أتاه مالك وعقيل بابن اخته الذى استهوته الشياطين ، قال لهما : احتكما ، فقالا له : منادمتك ، فنادماه أربعين سنة يحادثانه فيها ، ما أعاد عليه حديثا ، وهما المعنيان بقوله : كندمانى جذيمة ، وفى عيون الأخبار : حتى قيل لن نتدعا – بالنون .
( مرشد الزوار لقبور الأبرار – االأعلام ج5ص 274 ، وعيون الأخبار ج1ص 387 والعقد الفريد ج7 ص 75 – الكواكب السيارة ، الفصل الرابع ص 14 وما بعدها
------------------------------------------------------------------------------------

فصل فى استماع الميت للحى إذا تولى عنه



روى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا وضع فى قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم ، قال : فيأتيه ملكان فيقعدان ، فيقولان له : ما كنت تقول فى هذاالرجل ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال له : أنظر مقعدك من النار ، قد أبدلك الله مقعدا من الجنة .. قال النبى صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعا ) (1)
---------------------------------------------
1 – رواه البخارى فىصحيحه فى كتاب الجنائز باب الميت يسمع خفق النعال ، ج2 ص 12 ط : الشعب وج3 ص 205 من فتح البارى بشرح صحيح البخارى لابن حجر – ورواه مسلم فى صحيحه فىكتاب الجنة ، باب عرض مقعد الميت عليه ، وإثبات عذاب القبروالتعوذ منه ، ج17 ص 203 بشرحالنووى – رواه النسائى فى كتاب الجنائز ، فى المسالة فى القبر ج 4 ص 97
--------------------------------------------------

(( يتبع ))


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 21, 2024 4:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268



( فصل )



القبر مدفن الانسان وجمعه قبور والمنقبرة بفتحالميموضم الباء ، وحكى جمال الدين بن مالك رحمه الله تعالى كسر الباء قاله الجوهرى ( وقال ) صاحب المحكم المقبرة موضع القبور ( وقال ) ابن السكيت أقبرته أى صيرت له قبرا يدفن فيه ( وقوله ) تبارك وتعالى ( ثم أماته فأقبره ) أى فجعله ممن يقبر ولم يجعله ممن يلقى للكلاب والقبر مما أكرم به بنو آدم ( ومما ) روى البخارى ( أن ملك الموت أرسل إلى موسى عليه الصلاة والسلام فلما جاءه صكة فرجع الى ربه عز وجل فقال أرسلتنى إلى عبد لا يريد الموت فرد الله عليه وقال أربجع فقله له يضع يده على متن ثور وله كل ما غطته يده بكل شعرة سنة ، قال اى رب ثم ماذا ؛ قال ثم الموت , قال فالآن فسأل الله سبحانه وتعلى أن يدنيه من الارض المقدسة رمية الحجر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كنت ثم لاريتكم قبره جانب الطريق عند الكثيب الاحمر ( وقال ) ابن زولاق إنه لما مات يوسف عليه الصلاة والسلام بمصر . ودفن بها فى قبر فى صندوق رخام فى وسط نهر النيل حتى تعم بركته على الجانبين من أرض مصر فأقام فى القبر بمصر إلى أن حمله معه موسى عليه الصلاة والسلام حين خرج من مصر وذلك أن موسى عليه الصلاة والسلام لما خرج هو وبنو إسرائيل من مصر ضلوا الطريق وأظلم عليهم فقال ما هذا فقال علماؤهم ان يوسف عليه الصلاة والسلام لما حضرته الوفاة أخذ علينا موثقا من الله سبحانه وتعالى أن لا تخرج حتى تنقل عظامه معنا وقال فمن يعرف موضع قبره ، قالوا عجوز لبنى إسرائيل فبعث اليها فأتته فقال دلينى على قبر يوسف ، قالت العجوز لموسى وكانت مقعدة عمياء لا أخبرك بموضع قبر يوسف حتى تعطينى أربع خصال تطلق رجلى وترد على بصرى وشبابى وأكون معك فى الجنة فكبر ذلك على نبى الله موسى فأوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى أن أعطها ما سألت ، ففعل موسى ذلك , فانطلقت بهم الى موضع قبر يوسف عليه الصلاة والسلام وهو بالنيل فاستخرج من الصندوق المذكور ، ولما فكوا التابوت طلع القمر وأضاءت الطريق مثل النهار فاهتدوا وحملوه معهم ودفن فى قبر مع أبيه بالارض المقدسة ( وكان ) الامر معجزة لموسى عليه الصلاة والسلام ، والقبور وأن تساوت فى الظاهر فهى مختلفة الاحوال فى الباطن ( وقد ورد ) أيضا : ( القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ) فهو للمؤمنين الذين سبقت لهم من الله الحسنى نعم وراحة ولمن ختم له بالشقاوة عذاب ومحنة ( والقبر ) له أسماء ( احدها ) الرمس ( والثانى ) الجدث ( والثالث ) الجدف ( والرابع ) البيت ( والخامس ) الضريح ( والسادس ) الرمم ( والسابع ( الرجمة ) والثامن البلد ( والتاسع ) الجبان ( والعاشر ) الحاموصد ( الحادى عشر ) الدمس بالدال المهملة ( الثانى عشر ) المهاد

(( يتبع ))


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 22, 2024 4:44 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268


( أعلم ) أن الموت من أعظم المصائب وسماه المولى عز وجل مصيبة فى قوله تبارك وتعالى ( فأصابتكم مصيبة الموت ) فالموت هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى ، وأعظم منه الغفلة عنه والاعراض عن ذكره وقلة التفكير فيه وترك العمل له ( واعلم ) أن العبد اذا كان الغالب عليه الخوف فىحال الصحة والرجاء فى حال المرض كان ملطوفا به وأنالحب فى الله وصحة الصحبة فى الله يرجى لصاحبهما الخير فى الدينا والآخرة
( وقد حكى ) فى المعنى الشيخ الصالح العارف عز الدين بن غانم المقدسى (1) فى كتابه المسمى ( بأفراد الاحد عن أفراد الصمد ) أن صبيين اصطحبا فى مكتب الحساب أحدهما مسلم والاخر نصرانى وصحت بينهما الصحبة وصفت لهما المحبة الى أن كبرا وخرجا من المكتب ، وكل واحد منهما علىدينة ن ثم إن المسلم مرضى واشتد عليه المرض فعاده النصرانى فرآه يجود بنفسه فجلس عند رأسه ينظر اليه ويبكى أسفا عليه فلما رآه المسلم يبكى رق قلبه اليه وبكى وقال يا فلان : ادع الله تعلى أن يغفر لى فقال له النصرانى : وكيف يسمعدعائى وأنا على غير دينك فقال المسلم ؛ بلى فانه قد رق لى قلبك وصفى سرك ، وجرى دمعك والدمعة تطفىء غضب الرب عز وجل وتممحو عظائم الذنوب ، قال فرفع النصرانى يده يدعو له بالمغفرة ثم انصرف من عنده فمات المسلم من يومه فرآه والده فى تلك الليلة فى المنام ن فقال يا بنى ما فعل الله بك ؟ قال : يا ابت غفر الله سبحانه وتعالى لى بدعوة صاحبى النصرانى ، قال : فلما أصبح أبوه انطلق الى النصرانى وتشكر له وأخبره بما رآه فى نومه وحدثه بحديث ولده له وأنه قد رأى قصرا عظيما لا توصف حيطانه الىجانب قصر ولده ، فقال له لمن هذا ؟ قال له : لصاحبى النصرانى قال فلما حدثه تبسم وقال له امسك عليك فانى الليلة كنت عنده وتسلمت مفاتيح القصر ، قال له بماذا قال بشهادة ان لا الع الا الله وان محمدا رسول الله ، قال ثم إنه دخل إلىمنزله وتشهد ومات فغسلناه وكفناه ودفنا الىجانب صاحبه فلما جاء الناس فى اليوم الثانى لزيارتهمااذا هم بشجرة قد نبتت من قبرهما ومكتوب على اوراقها بقلم القدرة ( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) جعلنا الله سبحانه وتعالى منهم بمنه وكرمه آمين ( وقالت ) أم يونس القطان رأيت الحسن البصرى (2) رحمه الله تعالى فى جنازة ( نوار ) امرأة الفرزدق (3) قد اعتام بعمامة سوداء وقد اسد لها بين كتفيه واجتمع الناس ينظرون اليه فجاء الفرزدق يمشى حتى قام بين يديه فقال : يا أبا سعيد يزعم الناس انه قد اجتمع فى هذه الجنازة خير الناس وشر الناس فقال الحسن : من خير الناس وشر الناس ؟ قال : يزعمون أنك خيرهم وأنى شرهم ، فقال الحسن : ما أنا بخير الناس ولا أنت بشرهم ، ولكن ما اعددت لهذا اليوم ؟ فقال : شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله سبعين سنة ، قال : فقال الحسن : نعم والله العدة ، ثم قال الفرزدق :
أخاف وراء القبر إن لم يعافني ... أشد من القبر إلتهاباً وأضيقا
إذا قادني يوم القيامة قائدٌ ... عنيف، وسواق يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولادي آدم من مشى ... إلى النار مغلول القلادة أزرقا١
إذا شربوا فيها الحميم رأيتهم ... يذوبون من حر الحميم تمزقا

--------------------------
1 - عز الدين المقدسي (٠٠٠ - ٦٧٨ هـ = ٠٠٠ - ١٢٨٠ م)

عبد السلام بن أحمد بن غانم المقدسي، عز الدين: واعظ، له نظم ونثر. توفي بالقاهرة.

من كتبه (تفليس إبليس - ط) مناظرات له مع الشيطان!، و (حل الرموز - ط) تصوف، و (الروض الأنيق) مواعظ، و (كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار - ط) و (إفراد الأحد عن أفراد العدد - خ) في جزء لطيف اقتنيت نسخة منه كتبت سنة ٧٧٨ هـ واسمه عليها (عز الدين عبد السلام المقدسي) وهذا يدفع رواية من سماه (محمد بن عبد السلام) و (ديوان شعر - خ) في ٦٢ ورقة (كما في النشرة ) نقلا عن الأعلام للزركلى)
2 – الحسن بن يسار البصرى (21- 110 هـ ) إمام وقاضى ومجدث من علماء التابعين ومن اكثر الشخصيات البارزة فى عصر صدر الإسلام ، سكن البصرة وعظمت هيبته فى القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم ، تنقل الحسن البصرى بين مدن عدة اولاها المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام مسقط رأسه ومكان نشأتهالأولى ، ثم سافر غلىكابل مع فاتحيها كما عمل كاتباللربيع بن زياد الحارثى فى خراسان علىعهد معاوية بن أبى سفيان ثم استقر بالبصرة فنسب اليها فاشتهر بالحسن البصرى
3 – الفرزدق هو أبو فراس همان بن غالب بن صعصعة المجاشعى التميمى البصرى المعروف بالفرزدق ولد بالسيدان من بادية البصرة بالقرب من كاظمية سنة 20هـ /641م وتوفى بالبصرة سنة 110هـ / 728 م وهو شاعر عربى من النبلاء الأشراف من أهلالبصرة ولد ونشأ فى دولة الخلافة الراشدة فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عام 20هـ
-----------------------------------------------------------------------------------

فصل فى آداب الزيارة
ينبغى لمن عزم على زيارة القبور أن يتأدب بآدابها ، ويحضر قلبه فى إعمال الفكر فيمن نزل بها ، وكيف حالهم بعد السابغة (1) والنعيم ، والحشم والمراكب الفاخرة ، والخدم بالأساندة العبيد ، ولا يكون خظه الطواف (3) على الأجداث والجدران ، بل لها آداب وهى أخلاص النية ، فييقصد بزيارته وجه الله تعالى ، وإصلاح فساد قلبه ، ونفع الميت بما يتلوه عنده من القرآن الكريم ، والدعاء له ولا يتجدد قصده للحضور عند الميت فى محفل من الناس ، ليحكى أهل الميبت وأقاربه بحضورة ، على وجه المباهاة ، لستدعى بذلك حضورهم لزيارة من يموت من أقاربه ليكثر الجمع بهم ،وهذا هو الغالب على الناس للحضور فى صحبته
----------------------------
1 – السابغة : كمال النعمة وتمامها
--------------------------


*(( يتبع ))* باب أبتداء ذكر الزيارة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 22, 2024 10:21 am 
متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7824
السيد / حسن :
عمل مبرور وسعي مشكور وحهد مبرور
جزاكم الله خيرا
اللهم توفنا على ملة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 22, 2024 11:12 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268


باب فى ابتداء ذكر الزيارة



أبتداء الشيخ شمس الدين الازهرى الزيارة من مشهد السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها وأبتداء جماعة ممن كان قبله من طريق درب (1) الصفا وأبتداء صاحب كتاب المصباح (2)من مشهد الإمام الحسين رضى الله عنه من داخل القاهرة وأبتداء الشيخ أبوالفتح محمد بن خليل المعروف بأبن الغير من عند مسجد خارج القاهرة يعرف بمسجد تبر بالمطرية ( وتبر3 ) بأنى هذا المسجد كان من أكابر الأمراء فى أيام كافور الاخشدي وهذاالمسجد مدفون به رأس السيد إبراهيم المفرس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الامام على بن أبى طالب رضى الله تبارك عنهم جميعا ( وكان ) أرسلها الخليفة المنصور الى مصر فنصبت فى المسجد الجامع العتيق بمصر فى ذى الحجة سنة خمس وأربعين ومائة ( وهذه ) الخطة التى دفن بها الرأس الشريف خطة قديمة البركة والآثار ، بها المطرية وهى قرية فيها البستان الذى يزرع فيه البلسان وييستخرج منه دهن ( خاصيته ) عظيمة لجبر الكسر وغيره ( وخاصيته ) فى ماء البئر التى بالبستان يقال : إن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام اغتسل منها ( وهناك ) أيضا ( عين شمس ) قريبة منها ، بها آثار عجيبة وصور السباع وبهاعمد يقال لها مسلة فرعون من الحجر الماتع ( قال ) ابن زولاق الليثى فى تاريخة عن مدينة عين شمس وهى هيكل الشمس وعجائبها وملاعبها وأبنيتها ( وفيها ) العمودان اللذان لم ير اعدب منهما ولا من شأنهما، وأنهمامحمولان على وجه الارض ليس لهما أساس ( وطولهما) فى السماء خمسون ذراعا فيهما صورة انسان علىدابة وعلى رأسهما صومعتان من نحاس ،واذاجرى النيل قطر من رأسهماماء ( وقال ) الواقدى ان المقوفس (4) بن راعيل صاحب مصر كان تلميذ الحكم اعتامود وكان فى زمتهحكيم اسمه عظلوس وهوالذىعممل دواليب الريح وغير ذلك وكان قد اطلع علىحكم وأسرار منها أن الله سبحانه وتعالى يبعث نبيا من أرض تهامة من ولد اسماعيل بن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام وتطيعه العباد ، فعمل فى ايام راعيل رصدا على جسر عظيم من الرخام متوج بالنحاس بقرية تعرف بعين شمس وجعل فيه بأعلى الاعمدة التىهناك أشخاصا مجوفة ، وجعل وجوهها مما يلى مصر وكتب عليها اذا دارت هذه الاشخاص وجوهها مما يلى الحجاز فقد قرب ملك العرب فبينما المقوقس راكبا فى بعض الايام لصيده وقنصه وذلك فى وقت خجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انتهى به مسيره الىعين شمس واذابالاصواتقد علت من تلك الاشخاص وقد حولت وجوهها إلى نحو الحجاز فأيقن المقوقس بهلاك ملكه فعاد وهو قلق لذلك ودخل قصر الشمع ، وجمع قسوس النصرانية وبنى المعمودية وقال : ( اعلموا أن ملككم قد مصى ، وزمانكم قد انقضى ، وهذا النبى المبعوث لا شك فيه ، وهو آخر الآنبياء لا نبى بعده وقد بعث بالرعب ولا بد لهذا الرجل ان يملك ما تحت سريرى هذا فانظروا فى ملككم وأصحلوا ذات بينكم ولا تجوروا فى الاحكام ، وواسوا ضعفائكم وإياكم وأتباع الظلم فان الظلم وبيل ، وموقعه وخيم فأعطوا الحق على أنفسكم ولايستطل قويكم علىضعيفكم ، فما دامت الدنيالاحد قبلكم كذلك يأخدها منكم من يأتى بعدكم
-------------------------------------------------------
1 – درب الصفا : هو الذى يعرف الآن بشارع الأشرف والسيدة نفيسة

2 – صاحب كتاب المصباح هو المعروف بابن عين الفضلاء وكتابه مصباح الدياجى وغوث الراجى واسمه هو مجد الدين بن الناسخ ويعزى لابن عين ذكره للمزارات المصرية الى القرن التاسع الهجرى

3 – تبر احد كبار الامراء فى حكومة كافور الاخشيدى
وهو الذى بنى المسجد الذى سمى باسمه وكان قبل هذا ضاحية تسمى منية مطر ، وسبب بنائه المسجد هو وجود الرأس الشريفة لابراهيم الجواد بن عبدالله الملقب بالكامل وبالمحض ابن الحسن المثنى بن الامام الحسن السبط الذى استشهد فىعام 145هـ وماذكر على انه ابرهيم المفرس او بأبراهيم الغمر كما يوجد فى بعض النسخ غير صحيح وما ذكرناه آنفا هو الصحيح ، وقد وجدنا فى بحثنا فى الخطط المقريزية ج4/271 ذكر لخبر دفن الرأس الكريمة لابراهيمالجواد ولكن قد جانب الصواب المقريزى لأنه أخطأ فى نسبه ونجد كذلك فى النجوم الزاهرة لأبى المحاسن ذكر ابراهيم بن عبدالله الذى قدم البريد برأسه فنصب فى المسجد أياما ، وقد ذكر فى عمدة الطالب لابن الحسنى ، أن لأبراهيم هذا ولد يقال له عبد الله

وهذا المسحد قد زرته وهو فى شارع البرنس بالمطرية بعد سيدى المطراوى وعو عبارة عن زاوية تحولت الى تربة ثم دثرت ثم أعيد بناء هذاالمسجد بفضل تعاون أهل الحى وقد أطقلوا عليه أسماء كثيرة

4 – المقوقس بن راعيل : تضاربت الأقوال والاجتهادات فىمعرفته ولكننامن واقع بحثنا واجتهاتنانقول انه ليس المقوقس جريج بن ميتا الذى عاصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن القريب الى العلم هو المقوقس قبرص الملكانى الذىكان مديرا لدارة الاموال ثم أصبح بطريقا للاسكندرية ثم اصبح حاكما لمصر فىعهد دولة الروم الشرقية وهو الذى عاصر الفتوحات الاسلامية لمصر

----------------------------------------------------------------------------------

(( يتبع ))




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 24, 2024 12:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268


فقد ظهر ان هذه الخطة قديمة ( وقيل ) تعرف هذه الخطة طولا وعرضا بخندق الموالىظاهر الحسينية (1) وقال الحافظ أبوالحسن أحمد بن الحسن الخوارزمى فى كتاب الجفر : إن عين شمس ومنف هما قريتان قد خربتا كل واحدة منهما من الفسطاط على غربية فعين شمس من شمال الفسطاط ومنف من جنوب الفسطاط ( ويقال ) انهماكانا مسلتين لفرعون وعلى رأس الجبل المقطم فى قبلته مكان يعرف بتنور فرعون ( ويقال ) انه كان اذا خرج أحد من هذين الموضعين يوقد فيقف فى المكان الآخر ما بعد له على مسيره وذكر العمودين اللذين بهما وانه يرشح من رأسهما ماء يجرى الى أسفلهما فينبت منه الموسج وغيره ( وقد ) أختصرنا من أخبار هذه الخطة اكثر مما ذكرنا خشية الاطالة ( وامر ) هذين العمودين من عجائب الدنيا بمصر واعجب منهما بناء الاهرام ( وقال ) الحافظ شهاب الدين بن أبى حجلة فى كتاب السكردان عن الحافظ الشريشى فى شرح المقامات ان بين الجيزة والاهرام سبعة أميال والميل الف باع والباع أربعة أذرع والذراع أربعة وعشرون اصبعا والاصبع ست شعيرات توضع بطن هذه لظهر هذه والشعيرة ست شعرات من ذنب بغل والفرسخ ثلاثة أميال والبريد أربع فراسخ ( قال ) المسعودى: كول كل واحد من الهرمين وعرضه أربعمائة ذراع وأساسهما فى الارض مثل طولهما فى العلو وكل هرم منهما سبع بيوت على عدد الكواكب السيارة كل كوكب له بيت باسمه ( وقال ) الحافظ أبو الحسن أحمد الخوارزمى فى الجفر : أنشد أبوالبركات ابن ظافر بن عساكر الانصارى فى الاهرام لنفسه فقال :

نظرت أهرام مصر من جوانبها بأرض رمل على نشز من الكثب
أنكرت فيها وفى مقصود منشئها إذ صاغها صيغة من أعجب العجب
أجابنى حالهاعنها مخاطبة أمالكى مصر من عجم ومن عرب
عجزتمو عن بنا مثلى بأجمعكم ولو بذلتم قناطيرا من الذهب



ثم تقصد بعد هذه الخطة الى الريداينة (2) وخارج باب الزعفران (3) الخطة فيها جماعة كثيرة من الصالحين والشهداء والغرباء من دفنى البيمارستان ( ومن جملة ) المعروفين هناك الشيخ طلحة والشيخ أبو النور والشيخ عرفات الانصارى كان من العارفين ( وقبر ) الشيخ الصالح العارف محمد بن الحسن الاوسى مشهور صلامه والريدانية منسوبة الى ريدانالصقلى احد خدام الخليفة العزيز بالله ومن هذه الخطة تدخل الحسينية وهىحارة طبيرة عرف بطائة الأشراف يقال لهم الحسينيين قدموامنالحجاز ( ليس المقصود ذكرها ) وإنما المقوصد ذكر الأوياء ( ففى تلك الحومة زاوية الشيخ الصالح العارف ( أبى الحسن على التركمانى وغيره وبها قبر الشيخ الصالح المجذوب عبد الغنى بن بدر القبانى ببولاق كان توفى يوم الاثنين حاجى عشرى جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ويمانمائة وكان معتقدا

------------------------------------------------------------------------------------------
1 – الحسينية : هى حارة كبيرة جدا عرفت بطائفة من الغشراف يقال لهم ( الحسينيون ) قدموامن الحجاز فىأيام الكاملية فنزلواخارج باب النصر واستوطنوها وبنوا بها مدابغ صنعوا بها الأديم المشبه بالطائفى ثم كانت بعد ذلك سكنا لأرباب الدولة وأعيان الأمراء والجند وهى الآن سوق كبير ومبانى وبها بعض الأولياء مثل سيدى على الخواص وسيدى البيومى وسيدى الانصارى
2 - الريدانية : المذكورة هنا هى منطقة العباسية التىعرفت بذلك نسبة للخديوى عباس باشا الأول اذ كانت دار سكناه بها والخليج المذكور هو خليج الزعفرانى لا الزعفران وهو من حقوق سكة الفجالة – وكان لريدان هذا بساتين بهذه المنطفة ويشبه أن يكون موضعها الآن شارع بين الجناين ، والمزارات التى يذكرها هنا طلحة وغيره – كانت موجودة فى ملح قبة الأمير يشبط بن مهدى المنشأة فى أواخر القرن التاسع الهجرى وهى المعروفة بقبة الفدائية – وكان فىمحلها قديما جامع آل ملك الذىترجم له المقريزى فى الخطط المواعظ والاعتبار وقال انه فى الحسينية خارج باب النصر انشأه الأمير سيف الدين الحاج آل ملك وكمل واقيمت فيه الخطبة يوم الجمعة تاسع جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة ( وقال ) وهو من الجوامع المليحة وكانت خطته عامرة بالسكان وقد خربت ، ثم ترجم لمنشئه المذكور – وذكر من آثاره فى المدرسة الملكية بخط المشهدالحسينى وهى باقية إلى الآن بشارع أم الغلام مكتوب على بابها مذكرة تاريخية بإنشائها وتعرف بزاوية حلومة وبمسجد الشيخ موسى اليمنى وهو موسى بن سعيد المصرى لا اليمنى ويوجد ترجمة له فى الضوء اللامع ج10/182 ، وهذاا لجامع لم يذكره على مبارك باشاكما ذكرناه هنا ، بل أتى بنص المقريزى وزاد عليه عبارة منقولة عن الشعرانى وفيها اضطراب كثير وقد ذكره حسن قاسم فى المزارات والتى صدرت تحت أشراف مكتبة الأسكندرية .

أما إن هذا الجامع بقيت على انقاضه قبة يشبك هذه فذلك ما يبدوا ظاهرا جليا فى ترجمة يشبك للسخاوى حيث يقول : وجرف من جامع ىل ملك الى الريدانية طولا وعرضا وأزال ما هناك من القبور فضلا عن غيرها وجعل ذلك ساياطا يعلوه مكعبا وعمل مزدرعات هناك وحفر بئرا عظيما يعلوه اربع سواق إلى غيرها من بحرة هائلة للتفرج وحوض كبير ثم يخرج من الساياط من باب عظيم الى قبة عظيمة وتجاهها غيظ حسن يصل للسميساطية فيه اشتال كثيرة وأنشأ قبلى هذه القبة تربة عظيمة جدا فيها شيخ وصوفية وتجاهها مدرسة وسبيل للشرب وحوض للبهائم وبحرة عيظمة يجرى الماء منها الى مزدرعات وبالقرب من المطرية قبة هائلة وبجانبها مدرسة فيها خطبة وأماكن تفوق الوصف الى غيرها مما لا ينحصر وصار ذلك من أبهج المتنزهات بحيث يتكرر نزول السلطان للقبة الثانية

وهذا النص الذى يذكره السخاوى فى الضؤ اللامع ج10ص 273 يثبت ما ذكرناه آنفا كما انه يؤيد أن هذه القبة والقبة الأخرى الكائنة بسراى القبة ليستا إلا بقية من عمارة يشبك وهذا بخلاف ما يظنه بعض علماء الآثر فى مصر ونقول أيضا أن وزارة الزراعة حينما ارادت أنتوجد تلك المزروعات بالقبة لم تأت بفكرة جديدة فأنك تراها فى هذا النص هى فكرة المنشىء نفسه وحسبنا هذا دليلا على هذه النظرية(انتهى)
- ويشبك هذا من مهدى الظاهرى جقمق ويعرف بالصغير ، كما ممن حج فى سنة احدى وخمسين هو وجماعة من اخوته كتغرى بردى القادرى صحبة أمير الاول الكواشى عبد اللطيف مقدم المماليك واغاه طبقتهم واتفق فى تلك السنة تناوش بعرفة بين جماعة الشريف والعرب الجالبين للغنم فكان فيما قاله لى ممن من حجز بينهما بعد قتل جماعة من الطائفتين أكثرهم من العرب (أنتهى)

الكلام على جامع الدمرداش



- - ومما يذكر فى هذه المنطقة من الآثار والمزارات التى لم يذكرها السخاوى – مسجد الدمرداش الذى كان فى بادىء أمره زاوية بناها الشيخ الدمرداش فى حياته والشيخ الدمرداش هذا كما ذكرناه فى موسوعتنا مقامات أهل البيت وأولياء الله الصالحين منطقة العباسية و( قد ) ذكرناه فى المستفاد من العلماء والأولياء فى المائتى سنة الأخيرة نقلا عن ( جدى حسن قاسم فى كتابه أعلام التاريخ المصرى الموسوم بذيل الجبرتى ) فـ ( هو ) الشيخ محمد بن الأمير دمرداش المحمدى ، كان أبوه منكبار موظفى الحكومة المصرية فى القرن التاسع والتحق ابنه هذا فى بادىء أمره بالخدمة العسكرية فىعهد السلطان قايتباى ومازال يترقى من وظيفة الىأكبر منها حتى بلغ كبي رالياوران فى القصر الملكى ثم عين إماما وخطيبا لقبة مهدى يشبك بالمطرية ( جامع القبة بسراى القبة ) ولما أراد السلطان قايتباى الحج نزل بهذه القبة يوما ما وكان يوم جمعة فصلى به إماما الشيخ محمد المذكور وخطب خطبه بليغة فأعجب بها السلطان فأنعم عليه بهبة ملكية من دنانير وخلافها ، ومنها هذه الرض المذكورة فزرعها وبنى بها زاوية له ولفقرائه واستقال من وظيفته وانقطع بها مسلكا مذكرا إلى أن توفى يوم السبت واسست بعده الطريقة الدمرداشية وهى فرع من الخلوتية والشاذلية والقادرية ومنشيوخه الشيخ أحمد بن عقبة الخضرمى المدفون بالبرقوقية وقد ذكرناه فى موسوعاتنا فيمن قبر بالبرقوقية بالصحراء

الشيخ بن احمد عقبة اليمانى الحضرمى



ثم المكى نزيل القاهرة أحد من يعتقده الكثير من الناس دام بالاقهرة مدة توفى ليلة الجمعة 27 شوال ودفن بالقبة البحرية فى قبر بالجانب الغربى فى 885 هـ / 1451 م وقد ذكرناه فى كتابنا مقامات آل البيت وأولياء الله الصالحية كما ذكره حسن قاسم فى الطبقات الشاذلية
فى صحراء العباسية ومقابر المماليك وداخل مسجد وخانقاه ومدرسة السلطان برقوق يوجد حجرة عليه قبة عظيمة بها رفات ثلاث رجال وهو السلطان برقوق وأولاده ثم على يسار المدخل يوجد قبر صغير وهو قبر سيدى أبو العباس الحضرمى رضى الله تعالى عنه .
حجة العارفين ، وشيخ الواصلين ، إمام الإرشاد ، وشيخ العباد ، والزهاد
و القطب الغوث ، المتصوف صاحب الدائرة
الكبرى ، إمام الأئمة وغوث الأمة ، الولى الكبير ، والعلم الشهير ، سيدى تاج الدين أبو العباس أحمد بن عقبة الحضرمى اليمنى
الشاذلى الوفائى قدس الله سره العالى .كان رضى الله عنه جامعا بين الشريعة والحقيقة وكان من اهل الكشف الكبير ، وله وقائع عظيمة ، وخوارق عادات جسيمة
، وكان من أهل السر المصون وكان فى زمنه غوثا متصوفا فى جميع الموجودات .
مولده : رضى الله عنه ببلاد حضرموت ، وقدم مصر ، فاستوطنها ، وأخذ الطريقة ، وتلقى أنوار الحقيقة عن شيخه ومربيه سيدى ومولاى الشريف أبو السيادات يحيى القادرى بن وفا بن سيدى شهاب الدين أحمد بن وفا بن القطب الكبير سيدى أبى التدانى محمد وفا رضى الله عنهم وكان الشريف سيدى يحيى من ذوى الفضل الكبير ، وكان له القبول الحسن عند الخاص والعام ، معربا عما فى الافهام ، محمدى المقام .
توفى رضى الله عنه وارضاه يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وخمسين
وثمان مئة ودفن بمشهد أسلافه ساداتنا بنى الوفا بجانب أخيه ، اللم انفعنا بهم وحققنا بالتبعية لهم .
وبعد أخذ سيدى أبوالعباس رضى الله عنه الطريقة على شيخه المذكور فتح عليه ، فأقبلت الناس إليه ، وتبركوا بالجلوس بين يدية ، وكثرت أتباعه وعم انتفاعه .
وكان يحضر مجالس العلماء ، وتحضر العلماء مجلسه حتى صار أوحد زمانه علما وعملا وحالا ومقالا . ومن وقائعه العظيمة واقعته وكشفه فى الواقعة التى حصلت لتلميذه سيدنا أحمد زروق رضى الله عنه وذلك أن سيدنا أحمد زروق لما قدم من المغرب الأقصى ، قال سيدنا ابو العباس لتلاميذته : أنزلوا بنا إلى بولاق ، لملاقاة أخيكم المغربى ، فنزلوا إلى بولاق ، فأتوا إلى موضع مرسى المراكب ، وإذا بسيدنا الأستاذ أحمد زروق نازل من المركب ، فاجتمع بمولانا أبى العباس وأخبره بما وقع له مع مولانا عبد الله المكى ، ما جرى له معه ، فقال له سيدنا أبو العباس ك لا بأس عليك منه ، واخذه معه إلى القاهرة ، ولقنه العهود والأوراد ، وأدخله الخلوة فمكث أياما فى الخلوة وإذا بسيدنا أبو العباس كان جالسا فى حلقة من أصحابه فمد يده ، وصاح ، وقال لتلامذته : أمشوا لأخيكم المغربى ، فإن الحية العمياء قد هدت عليه الخلوة ، وقد كان مولانا عبد الله ا لمالكى هذا ضريرا ، فمشوا الى الخلوة التى كان فيها مولانا زروق ، فوجدوها مطبوقة عليه ، فأخرجوه من تحت البناء ، سالما ما أصابه شىء بإذن الله تعالى ، ويد مولانا أبى العباس قد انكسرت ، فقال له : قد نجاك الله من هذه الآفة العمياء ، ولم يبق له عليك تسلط وقد كان مولانا أبو عبد الله المكى مد يده لتصبرف فى مولانا زروق من مدينة فاس غيرة منه ، فهدم عليه الخلوة ، فنجاه الله ببركة سيدنا أبو العباس وحفظه الله .وله كرامات رضى الله عنه كثيرة ومكاشفات عديبة - توفى رضى الله عنه مولانا أبو العباس الحضرمى بمصر بعد الثمان مئة ودفن بالقرافة الشاذلية الكبرى ، الله أمدنا وأحبنا بمدده ، وانفعنال به وبأسراره ، آمين يارب العالمين
---------------------------------------------

(( يتبع ))





أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 24, 2024 1:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268

وبهذا المنطقة قبر الشيخ المعمر ( على أبو الحسن الحداد ) وبها جماعة أخر ، ثم تقصد السوق ونجد به دربا بداخله قبر الشيخ الصالح ناصر الدين صدقة عرف بسواد العين أشيع عنه أن كان يصلى الخمس صوات بمكة المكرمة شرفها الله تعالى وممن أخبر عنه بذلك أمير مكة المشرفة الشريف رميثة ومات حين أخب رعنه بذلك رحمه الله تبارك وتعالى ، وهناك تربة بها قبر الشيخ أبى عبد الله محمد بن الأنجبى وتربة بها قبر شيخ المشايخ صاحب القدر والمحل سلطان طريق الفتوة علا الدين على بن الامير ناصر الدين المؤنسى كان له أصحاب كثيرة وكلمة نافذة فى سائر البلاد الاسلامية وكان كتابه حيث حل مقبولا معمولا به ، وكان له رفعة عظيمة عن الخاص والعام حتى عند أمي رالمؤمنين ، وكان ابتداء هذا الامر ، أعنى الفتوة فى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ( وذلك ) ان ندماء الخليفة الناصر لدين الله ابى العباس أحمد بن المستضىء بأمر الله ابى محمد بن الحسن بن الامام المستنجد بالله العباسى ببغداد ، حسنوا له أن يكون فتى وأحضروا له رجلا يعرف بعبد الجبار ابن يوسف بن صالح له أتباع كثيرة ومعه ولده شمس الدين فقرر الاجتماع ببستان مقابل التارج ( ثم ) حضر عبد الجبار وابنه على ، وصهره يوسف العقاب وندمان الخليفة وألبس عبد الجبار الخليفة سراويل الفتوة وأخبره أنه لبسها من شيخ ثم وثم الى على بن أبى طالب رضى الله تبارك وتعالى عنه ، وقد توفى الأمير علاس الدين المؤنسى فى يوم السبت سلخ ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تبارك وتعالى وخلف درب الشيخ صدقة سواد العين وأنت طالب ترب ةسيدى حسين الجاكى تجد حوش به قبر عليه عمود كذا به قبر الشيخ الصالح الورع الزاهد ومعدن الحقيقة الشيخ فخر الدين عثمان بن سعد العدوى الاربلى الكردى توفى يوم الخميس عاشر ذى الحجة سنة سبع وثمانين وستمائة ، وتحت رجليه قبر ولده الشيخ سعد الدين سعيد وفخر الدين هكذا هو ابن سعد وسعد ابن الشيخ الصالح العارف بالله نور الدين أبى القاسم ويقال إن أبا القاسم المشار اليه هو أبو الحسن على بن الشيخ الصالح العارف القدوة المحقق سعد الدين الابلى الكردى العدوى رحمه الله عليه ويقال أنه رزق من الاولاد عثمان ومحمدا ، ومحمد المذكور ولد له الشيخ الصالح العارف أبو اسحاق شرف الدين إبراهيم المعتقد المشهور : كان من أعيان أهل زمانه وكانت غيبته أكثر من حضورة مع أنه كان جيد السيرة حسن العقيدة ، نافذ البصيرة ، مشكور الفعال ظاره الكرامات كثير الاصحاب وكان الشيخ العارف بالله تعالى إبراهيم الجعبرى يعظمه ويجلسه ( والشيخ إبراهيم الجعبرى هذا المدفون بباب النصر على يسار الداخل من هذا الشارع قاصدا تربة الشيبانى وقد ذكرناه فى موسوعاتنا فى منطقة باب النصر )

(( يتبع ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 25, 2024 6:15 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268


الشيخ غنائم أبى السعود
وكذلك الشيخ أبو الغنائم المشهور بغنائم أبى السعود ، قدم القاهرة مع أبيه وهو شاب فاجتمع هو ووالده بالشيخ العارف بالله أبى السعود ابن أبى العشائر الواسطى وصحبوه واقتدوا به وبأقواله وطريقته وما كان عليه من الطريقة الجيدة وملازمته الذكر سرا وجهرا فى اليقظة والنوم والاشتغال بالعلم والعمل به مع قضاء حوائج الناس وتحمل البلاء عن أهله والصبر عليه ( ولم يزل ) على ذلك حتى عرف به وشارع بين أصحابه وأعدائه من كراماته ثم توفى ودفن فى زاوية أبيه إلى جانبه بالقرن من خان السبيل الىجانب درب الجميزة فى ليلة السبت تاسع عشر ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وستمائة ( وكان ) له حال مع ربه عز وجل وهو آخر من مات من ذرية الشيخ المعمر شرين الدين موسى بن سعد الدين سعيد بن الشيخ فخر الدين عثمان بن سعد ( وأما الزاوية ) المذكورة قان بها جماعة من المعتقدين منهم الشيخ الصالح المعتقد زين الدين أبو بكر الخطاط توفى يوم الاربعاء سابع عشرى جمادى الاول سنة ثلاثين وثمانمائة وبها قبر الشيخ الصالح الزاهد المجذوب شرف الدين ريحان الاسود توفى يوم الخميس رابع جمادى الآخر سنة ست وعشرين وثمانمائة وبها قبر السيد الشريف المعتقد المجذوب شمس الدين ( محمد بن السيد الشريف زين الدين أبى بكر القبانى العريان ) توفى يوم الاربعاء تاسع عشرى جمادى الآخر سنة سبع واربعين وثمانمائة وبها قبر الشيخ المعمر ( بدر الدين حسن بن على المسعودى ) عرف بابن شهيبة أحد مشايخ هذه الزاوية والذى جدد بها قراءة القرآن الكريم واستمر ( وكان جلوسه بعد موت الشيخ الصالح عمر الغمرى السعودى ) وذكل فى سنة عش وثمانمائة فلم يزل به االى ان توفى يوم الاثنين رابع صفر سنة سبع وأربعين وثمنمائة ( وبالقرب ) من ضريح الشيخ فخر الدين عثمان تربة بها قبر مكتوب عليه وعلى باب التربة ( هذه تربة الشيخ الصالح قدوة العارفين مربى المريدين العالم العامل علم الدين ابى الربيع سليمان بن الشيخ الصالح القدوة العارف عامر بن الشيخ الصالح القدوة يحيى بن الشيخ الصالح شيخ الشيوخ عامر ابن سيدنا وقدوتنا شيخ المشايخ وقدوة العارفين الحديدى توفى ليلة الاربعاء قبل نصف الليل التاسع والعشرين من جمادى الآخر سنة سبع عشرة وسبعمائة وبالقرب من هذه التربة تربة الشيخ الصالح العارف الواعظ الخطيب بدر الدين بن حسن ابراهيم بن حسين الجاكى الكردى نزيل القاهرة كان نازلا فى زاوية كان يعمل فيها الميعاد عند سويقة الدريس ظاهر القاهرة وقد عرفت هذه الخطة به ثم أن أخاه بدر الدين محمد بن ابراهيم بن حسين الجاكى المهمندار اخذ مسجدا من مساجدالحكر يصلون فيه وقرر أخاه الشيخ حسينا يخطب فيه وذلك فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة ولم يزل الشيخ يخطب فيه ويعمل الميعاد حتى توفى يوم الخميس العشرين من شوال سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ودفن من يومه الى جانب شيخه الصالح العارف نجم الدين أيوب بن موسى بن أيوب الكردى ، توفى الشيخ نجم الدين الكردى فى ربيع الاول سنة (1) ثمان وسبعمائة وكان الشيخ أيوب من أصحاب الشيخ العارف بالله إبراهيم الجعبرى والى جانبه قبر خادمه الشيخ الصالح محمد الكباس الاثم صاحب الكرامات ومن كلام الشيخ حسين الكردى
---------------------------------
(1) التاريخ الوارد فى وفاة نجم الدين أيوب خطأ وصوابه سنة 568 كما فى المقريزى وما ورد من لفظ الكباس بالباء صوابه الكناس بالنون كما فى الطبقات للشعرانى
وبالنسبة لنجم الدين أيوب كما ذكر فى شذرات الذهب لأبن العماد فقال : مات فى هذه السنة الأمير نجم الدين أيوب بن شادى الديونى بصم الدال المهملة وكسر الواو التحتية ونون ، نسبة إلىمدينة بأذربيجان وهو والد الملوك صلاح الدين وسيف الدين وشمس الدين وسيف الإسلام وشاه شاه وتاج الملوك بوري وست الشام وربيعة خاتون وأخو الملك أسد الدين . شب به فرسه ، فحمل إلىداره ومات بعد أيام فى ذى الحجة وكان يلقب بالأجل الأفضل ، وكان أول ولاية تولاها قلم تكريت بتولية عتاب بن مسعود السلجوقى ، فقتل اخوه اسد الدين رجلا فأخرجا منها ، فخرجا إلى الموصل ، فأحسن إليهما عماد الدين بن زنكى الأتابك ، والأتابك اسم لمن يربى الملك – وهو والد نور الدين ، وهو يومئذ متحكم السلجوقية ، فولى ندم الدين قلعة بعلبك ، فبنى بها نجم الدين خانقاه لصوفية وهى المعروفة اليوم بالمنجمية ، وكان نجم الدين صالحا ، حسن السيرة كريم السريرة ولما تولى ولده صلاح الدين مصر استدعى أباه وكان بدمشق فى خدمة نور الدين محمود بن زنكى ، فاستأذنه فأذن له ، فلما قدم على ولده صلاح الدين أراد أن يخلع الأمر إليه فكره ، ولما مات نجم الدين دفن عن أخيه بالقاهرة ، ثم نقلا سنة تسع وسبعين إلى المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ( هاكذا ذكر ابن العماد فى وفيات سنة 568 ) والنجوم الزاهرة ج6/67 و العبر ج3/54

------------------------------------------

خير الفصاحة كامن فى المعدن
والسر فى الارواح لا فى الألسن
والجوهر الشفاف خير قنية
فلمقتنى الأصداف أن لا يقتنى
ماذا يفيد أخا لسان معرب
إن يلف ذا ذلق بقلب ألكن
فاذا نطقت بسر م أضمرته
فقل الصحيح ولو يكن بالأرمنى



وبالتربة أيضا المذكورة قبر أخيه بدر الدين محمد توفى يوم الاحد ثالث شوال سنة اثنتين وسبعمائة وهناك على الطريق الشيخ الصالح طه بن عبد الله الحمصانى ظهر له كرامات وكان يبيع الحمص فى خط بين القرين توفى يوم الخميس رابع عشرى شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة . ثم نقصد سوق الاسماعيلية ( وسوق الإسماعيلية هو ) السوق الذى يعبر عنه هنا هو مكان جامع الكردى المعروف الآن والتربة الى يذكرها هنا ويعرف صاحبها بان الانجبى – صوابه الايجبى لا الانجبى كما فى المخطوط ، وفاته أن يذكر مزار الشيخ أيوب الانصارى وهو من أهل القرن التاسع الهجرى وقد تكلمت عنه فى موسوعاتنا المقامات منطقة الحسينية بالقاهرة ، وهناك بهذه المنطقة مزارات بعضها مستجد وهىعبارة عن أضرحة صغيرة داخل بيوت أوعطف الى غير ذلك ، اما هذا الجامع الذى يذكره فقد دفن فيه غير من ذكر جماعة منهم حسن درويش (1) الموصلى المترجم فى تاريج الجبرتى ومنهم الشيخ ناصر الدين الطويل ومنهمالجد الأعلى للفرقة الوفائية الناصرية احدى فرق الاشراف المصرية التى هاجرت من الهند إلى مصر ولبعض أفراد هذهالاسرة أثر بشارع الباطلية بالقاهرة وترجم الجبرتى لبعض أفرادها وهو السيد احمد سبط ابن الوفا الذى صاهر الاسرة الوفائية الأخرى الذين يقال فيهم أنهم من أدارسة المغرب
----------------------------
حسن أفندي المعروف بالدرويش الموصلي كما اخبر عن نفسه الذكي الألمعي والسميذع اللوذعي كان وانسانا عجيبا في نفسه مميزا شهيرا في مصر طاف البلاد والنواحي وجال في الممالك والضواحي واطلع على عجائب المخلوقات وعرف الكثير من الألسن واللغات ويتعزى لكل قبيل ويخالط كل جيل فمرة ينتسب إلى فارس وأخرى إلى بني مكانس فكأنه المعنى بما قيل طور ايمان إذا لاقيت ذا يمن وان رايت معديا فعدناني هذا مع فصاحة لسان وقوة جنان والمشاركة في كل فن من الرياضيات والأدبيات حتى يظن سامعه انه مجيد في ذلك الفن منفرد به وليس الامر كذلك وانما ذلك بقوة الفهم والحفظ وما فيه من القابلية فيستغنى بذلك عن التلقي من الأشياخ وأيضا فقد انقرض أهل الفنون فيحفظ اصطلاحات الفن وأوضاع أهله ويرزه في ألفاظ ينمقها ويحسنها ويذكر اسماءكتب مؤلفه واشياخا وحكما يقل الاطلاع عليها والوصول إليها ولمعرفته باللغات خالط كل ملة حتى يظن كل أهل ملة انه واحد منهم ويحفظ كثيرا من الشبه والمدركات العقلية والبراهين الفلسفية واهمل الواجبات الشرعية والفرائض القطعية وربما قلد كلام الملحدين وشكوك المارقين ويزلق لسانه في بعض المجالس بغلطات من ذلك ووساوس فلذلك طعن الناس عليه في الدين واخرجوه عن اعتقاد المسلمين وساءت فيه الظنون وكثر عليه الطاعنون وصرحوا بعد موته بما كانوا يخفونه في حياته لاتقاء شره وسطواته وكان له تداخل عجيب في الأعيان ومع كل أهل دولة وزمان ورؤساء الكتبة والمباشرين من الأقباط والمسلمين بالمعزة الزائدة واستجلاب الفائدة لا تمل مجالسته ولا معاشرته وباخره لما رغب الباشا في انشاء محل لمعرفة علم الحساب والهندسة والمساحة تعين المترجم رئيسا ومعلما لمن يكون متعلما بذلك المكتب وذلك أنه تداخل بتحيلاته لتعليم مماليك الباشا الكتابة والحساب ونحو ذلك ورتب له خروجا وشهرية ونجب تحت يده بعض المماليك في معرفة الحسابيات ونحوها واعجب الباشا ذلك فذاكره وحسن له بأن يفرد مكانا للتعليم ويضم إلى مماليكه من يريد التعليم من أولاد الناس فأمر بإنشاء ذلك المكتب وحضر اليه أشياء من الات الهندسة والمساحة والهيئة الفلكية من بلاد الانكليز وغيرهم واستجلب من أولاد البلد ما ينيف على الثمانين شخصا من الشبان الذين فيهم قابلية للتعليم ورتبوا لكل شخص شهرية وكسوة في اخر السنة فكان يسعى في تعجيل كسوة الفقير منهم ليتجمل بها بين اقرانه ويواسي من يستحق المواساة ويشتري لهم الحمير مساعدة لطلوعهم ونزولهم إلى القلعة فيجتمعون للتعليم في كل يوم من الصباح إلى بعد الظهر وأضيف اليه اخر حضر من إسلامبول له معرفة بالحسابيات والهندسيات لتعليم من يكون أعجميا لا يعرف العربية مساعدا للمترجم في التعليم يسمى روح الدين أفندي فاستمرا نحوا من تسعة اشهر ومات المترجم وذلك أنه اقتصد وطلع إلى القلعة فحنق على بعض المتعلمين وضربه فانحلت الرفادة فسال منه دم كثير فحم حمى مختلطة واستمر أياما وتوفي ودفن بجامع السراج البلقيني بين السيارج وعند ذلك زاد قول الشامتين وصرحوا بما كانوا يخفونه في حياته فيقول البعض مات رئيس الملحدين واخر يقول انهدم ركن الزندقة ونسبوا اليه ان عنده الكتاب الذي الفه ابن الرواني لبعض اليهود وسماه دافع القرآن وانه كان يقرؤه ويعتقد به وأخبروا بذلك كتخدا بك فطلب كتبه وتصفحوها فلم يجدوا بها ذلك الكتاب وما كفى مبغضه وحاسده من الشناعات حتى رأوا له منامات شنيعة تدل على أنه من أهل النار والله أعلم بخلقة وبالجملة فكان غريبا في بابه وكانت وفاته يوم الخميس سابع عشري جمادي الثانية من السنة وانفرد برياسة المكتب روح الدين أفندي المذكور ومات الاجل المكرم الشريف غالب بسلانيك وهو المنفصل عن امارة مكة وجدة والمدينة وما انضاف إلى ذلك من بلاد الحجاز فكانت امارته نحوا من سبع وعشرين سنة فإنه تولى بعد موت الشريف سرور في سنة ثلاث ( الجبرتى ج4/262) فى وفيات سنة 1231
-----------------------------

(( يتبع ))




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تحفة الأحباب للسخاوى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 26, 2024 6:00 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6268
وفى سوق الاسماعيلية (1) قبور جماعة من الصالحين كثيرة منهم قبر الشيخ حمزة فى حوش على الطريق مقابل مصلى الاموات أنشأه الامير بلبان المنصورى فى ربيع الاول سنة احدى وثمانين وستمائة وفى حومة هذا المصلى جماعة من الصالحين لم أطلع على أسمائهم وقد دثرت هذه المقابر فى أفتتاح الشارع الجديد وهو شارع البنهاوى كما يوجد مسجد على الطريق بالقرب من زقاق المرأة به قبور السادة الأشراف الحسينيين التى عرفت بهم الحارة ( وخلف الجامع الأنور ) أى ( جامع الحاكم بأمر الله ) قبور يقال لهم انهم الانور والازهر والاقمر ولعل هذا ضعيف

ويوجد قبر الفقيه الصالح شرف الدين المحدث ابن خليفة بن عبد الرحمن المليجى الشافعى بالمدرسة الفخرية توفى ليلة السادس عشر من جمادى الآخر سنة أربع وعشرين وسبعمائة وقبر الشيخ عيسى وقبر الشيخ محمد الرستانى ومنه الى خان السبيل بناه الامير بها الدين قراقوش الرومى فى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ومنه الى خط بستان ابن صيرم (2) انشاء محتار الصقلى زمام القصر وكان به منظرة عظيمة فلما زالت الدولة الفاطمية استولىعليه الامير جمال الدين سوع بن صيرم أحد أمراء الملك الكامل فعرف به وكان فى ظاهر باب الفتوح منظرة من مناظر الخلافة تجاه البستاتين الكبيرين أولهما من زقاق الكحل وآخرهما منية مطر المعروفة الآن بالمطرية ومن غربى هذه المنظرة بجانب الخليج الغربى منظرة البعل فيما بين أرض الطبالة والخندق الذى كان خارج الحسينية


-------------------------------------------------------------------
1 – السوق الذى يعبر عنه هنا هو مكان جامع الكردى المعروف الآن والتربة يذكرها هنا ويعرف صاحبها بابن الانجبى – وصوابه الايجبى لا الانجبى كما فى المخطوط ، وفاته ان يذكر مزار الشيخ أيوب الانصارى وهو من أهل اقرن التاسع الهجرى ، وهناك بهذه المنطقة مزارات بعها مستجد وهى عبارة عن أضرحة صغيرة داخل بيوت او عطف الى غير ذلك وقد محيت آثار هذه المقابر إلا القليل منها ونذكر القليل منها مثل جامع الشيخ على البيومى المترجم له فى تاريخ الجبرتى ومعه فى قبره وجامعه أناس آخرون منهم الشيخ حسن القويسنى شيخ الجامع الأزهر وقد ذكرناه فى مقامات منطقة باب الشعرية ومعه ولده المدعو الشيخ حسن الصغير وهناك بشارع الصوابى جامع جمال الدين الصوابى وبحوض الصارم حارة الخواص وبه سيدى على الخواص البرلسى شيخ العارف بالله تعالى الشيخ عبد الوهاب الشعرانى ومعه جماعة من علماء القرن العاشر ترجم له الشعرانى فى الطبقات وقبور جماعة من الحسينين ذكرناهم فى موسوعاتنا المقامات

2 – خط بستان ابن صيرم هذا ، هو الآن من حدود شارع المنسى وفيه ضريح سيدى محمد شمس الدين بن محمد بن حجازى الذى ينتهى نسبه الى مولانا الامام الحسين عليه السلام والشهير بسيدى المنسى وقد ذكرناه فى مقامات باب الشعرية تحت رقم (20) ص 40
والعبارة الواردة هنا محرفة ففيها ( زمام القصير ) وصوابها زمام القصر – اى ممسك القصر لانه كان يشتغل وظيفة احد الأمناء فى القصر الملكى الكاملى وورد فى اسمه خطأ فى خطط المقريزى من شويخ الى سويح وزقاق الكحل المذكور بعده هو شارع سيدى الدشطوتى الآن وسيدى الدشطوتى هذه مذكور كذا فى مقامات هذه المنطقة للكاتب – والبستان الذىيشير إليه هنا هو البستان الكافورى إنشاء الامير محمد الاخشيد فى سنة 325هـ وآل فيما بعد الى كافور الاخشيدى واشتهر به والمناظر التى يذكها هنا هى من مناظر الفاطميين وقد دثرت وتفصيل مواضعها تماما مسطر ف المذكرة المشار اليها


-----------------------------------------------------------------------------------------------

مناظر الخمس وجوه التارج الذى ذكرهم المقريزى رحمة الله عليه وهى ذات البساتين المتصلة من زقاق الكحل الى المطرية


ذكر المناظر التي كانت للخلفاء الفاطميين، ومواضع نزههم ما كان لهم فيها من أمور جميلة
وكان للخلفاء الفاطميين: مناظر كثيرة بالقاهرة ومصر، والروضة، والقرافة، وبركة الحبش، وظواهر القاهرة، وكانت لهم عدّة منتزهات أيضا فمن مناظرهم التي بالقاهرة:

منظرة الجامع الأزهر،ومنظرة اللؤلؤة على الخليج، ومنظرة الدكة، ومنظرة المقس، ومنظرة باب الفتوح، ومنظرة البعل، ومنظرة التاج، والخمس وجوه، ومنظرة الصناعة بمصر، ودار الملك، ومنازل العز، والهودج بالروضة، ومنظرة بركة الحبش، والأندلس بالقرافة وقبة الهواء، ومنظرة السكرة، وكان من منتزهاتهم كسر خليج أبي المنجا، وقصر الورد بالخرقانية، وبركة الجب.

- منظرة الجامع الأزهر: وكان بجوار الجامع الأزهر من قبليه: منظرة تشرف على الجامع الأزهر يجلس الخليفة فيها لمشاهدة ليالي الوقود.
ذكر ليالي الوقود «١» : قال المسبحيّ في حوادث شهر رجب من سنة ثمانين وثلثمائة:
وفيه خرج الناس في لياليه على رسمهم في ليالي الجمع، وليلة النصف إلى جامع القاهرة يعني الجامع الأزهر عوضا عن القرافة، وزيد فيه في الوقيد على حافات الجامع، وحول صحنه التنانير، والقناديل، والشمع على الرسم في كل سنة، والأطعمة، والحلوى والبخور في مجامر الذهب والفضة، وطيف بها، وحضر القاضي محمد بن النعمان في ليلة النصف بالمقصورة، ومعه شهوده ووجوه البلد، وقدّمت إليه سلال الحلوى والطعام، وجلس بين يديه القرّاء، وغيرهم والمنشدون، والناحة وأقام إلى نصف الليل، وانصرف إلى داره بعد أن قدّم إلى من معه أطعمة من عنده وبخرهم.
وقال في شعبان وكان الناس في كل ليلة جمعة، وليلة النصف على مثل ما كانوا عليه في رجب، وأزيد، وفي ليلة النصف من شعبان: كان الناس جمع عظيم بجامع القاهرة من الفقهاء، والقرّاء، والمنشدين، وحضر القاضي محمد بن النعمان في جميع شهوده، ووجوه البلد، ووقدت التنانير والمصابيح على سطح الجامع، ودور صحنه، ووضع الشمع على المقصورة وفي مجالس العلماء، وحمل إليهم العزيز بالله بالأطعمة، والحلوى والبخور، فكان جمعا عظيما.
قال: وفي شهر رجب سنة اثنتين وأربعمائة: قطع الرسم الجاري من الخبز، والحلوى الذي يقام في هذه الثلاثة الأشهر لمن يبيت بجامع القاهرة في ليالي الجمع، والأنصاف وحضر قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقيّ «١» إلى جامع القاهرة ليلة النصف من رجب، واجتمع الناس بالقرافة على ما جرت به رسومهم من كثرة اللعب والمزاح.

- منظرة للؤلؤة: وكان للخلفاء الفاطميين، منظرة تعرف: بقصر اللؤلؤة، وبمنظرة اللؤلؤة على الخليج بالقرب من باب القنطرة، وكان قصرا من أحسن القصور، وأعظمها زخرفة، وهو أحد منتزهات الدنيا المذكورة، فإنه كان يشرف من شرقيه على البستان الكافوريّ، ويطل من غربيه على الخليج، وكان غربيّ الخليج، إذ ذاك ليس فيه من المباني شيء، وإنما كان فيه بساتين عظيمة، وبركة تعرف ببطن البقرة، فيرى الجالس في قصر اللؤلؤة جميع أرض الطبالة «١» ، وسائر أرض اللوق «٢» ، وما هو من قبليها، ويرى بحر النيل من وراء البساتين.
قال ابن ميسر: هذه المنظرة بناها العزيز بالله، ولما ولي برجوان الحاكم بأمر الله بعد أمين الدولة بن عمار الكتاميّ: سكن بمنظرة اللؤلؤة في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وثلثمائة، إلى أن قتل، وفي السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة: أمر الحاكم بأمر الله بهدم اللؤلؤة، ونهبها، فهدمت، ونهبت وبيع ما فيها.

- منظرة السكرة: وكان من جملة مناظر الخلفاء، منظرة تعرف بمنظرة السكرة في برّ الخليج الغربيّ يجلس فيها الخليفة يوم فتح الخليج، وكان لها بستان عظيم بناها العزيز بالله بن المعز، وقد دثرت هذه المنظرة، ويشبه أن يكون موضعها في المكان الذي يقال له اليوم:
المريس قريبا من قنطرة السدّ، وكانت السكرة من جنات الدنيا المزخرفة، وفيها عدّة أماكن معدّة لنزول الوزير، وغيره من الأستاذين.
ذكر ما كان يعمل يوم فتح الخليج
قال ابن زولاق في كتاب سيرة المعز لدين الله: وفي ذي القعدة، يعني من سنة اثنتين وستين وثلثمائة، وهي السنة التي قدم فيها الخليفة المعز لدين الله إلى القاهرة من بلاد المغرب، ركب المعز لدين الله عليه السلام، لكسر خليج القنطرة، فكسر بين يديه، ثم سار على شاطىء النيل، حتى بلغ إلى بني وائل، ومرّ على سطح الجرف في موكب عظيم وخلفه وجوه أهل الدولة، ومعه أبو جعفر أحمد بن نصر يسير معه، ويعرّفه بالمواضع التي يجتاز عليها، ونجعت له الرعية بالدعاء، ثم عطف على بركة الحبش، ثم على الصحراء على الخندق الذي حفره القائد جوهر، ومرّ على قبر كافور وعلى قبر عبد الله بن أحمد بن طباطبا الحسنيّ وعرّفه، ثم عاد إلى قصره.
وذكر الأمير المسبحيّ في تاريخه الكبير: ركوب العزيز بالله بن المعز، وركوب الحاكم بأمر الله بن العزيز، وركوب الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم في كل سنة لفتح الخليج.

- منظرة الغزالة : وكان بجوار منظرة اللؤلؤة منظرة تعرف: بالغزالة على شاطىء الخليج تقابل حمام ابن قرقة وقد خربت هذه المنظرة أيضا، وموضعها الآن تجاه باب جامع ابن المغربيّ الذي من ناحية الخليج، وقد خربت أيضا حمام ابن قرقة، وصار موضعها فندقا بجوار حمام السلطان التي هناك يعرف بفندق عماد، وموضع منظرة الغزالة اليوم ربع يعرف بربع غزالة إلى جانب قنطرة الموسكيّ في الحدّ الشرقيّ، وكان يسكن بهذه المنظرة الأمير أبو القاسم بن المستنصر والد الحافظ لدين الله، ثم سكنها أبو الحسن بن أبي أسامة كاتب الدست، وكان بعد ذلك ينزلها من يتولى الخدمة في الطراز أيام الخلفاء.
قال ابن المأمون: لما ذكر تحوّل الخليفة الأمر بأحكام الله إلى اللؤلؤة: وأسكن الشيخ أبا الحسن بن أبي أسامة كاتب الدست الغزالة التي على شاطىء الخليج، ولم يسكن أحد فيها قبله ممن يجري مجراه ولا كانت إلّا سكن الأمير أبي القاسم ولد المستنصر، ولد الإمام الحافظ.
قال: وأما ما يذكره الطرّاز، فالحكم فيه مثل الاستيمار والشائع فيها أنها كانت تشتمل في الأيام الأفضلية على أحد وثلاثين ألف دينار، فمن ذلك السلف خاصة خمسة عشر ألف دينار قيمة الذهب العراقيّ، والمصريّ ستة عشر ألف دينار، ثم اشتملت في الأيام المأمونية على ثلاثة وأربعين ألف دينار، وتضاعفت في الأيام الآمرية.
وهذه المناظر ذكرها المقريزى فى ج2 من المواعظ والاعتبار

وهناك جامع الظاهر بيبرس
وبه قبة تقرب من قبة الامام الشافعى رضى الله تبارك عنه وكان ابتداء هذاالجامع فى سنةخمس وستين وستمائة وفرغ من عمارته فى سنة خمس وستين وستمائة وموضع هذا الجامع كان ميدانا لقراقوش برسم سباق الخيل ، فأشار عليه الشيخ الصالح المعتقد خضر بن أبىبكر بن موسى بن عبد الله المهرانىالعدوى أن يبنى هناك جامع فأجابه لذة وكان الشيخ له أحوال وتصرف وكشف وكلمة عالية ومدد ، بحيث انه بشر الظاهر أنه يملك السلطنة قبل ان يليها وكان السلطان ينزل اليه لزيارته فى الشهر مرات ويحادثه ويصحبه معه فى السفر وكان يسألهمتى الفتحفيعين له اليوم فيوافق وكذا وقع له فى فتح الكرك وهاه عن التوجه الكرك فخالفه فوقع انكسرت رجله وبشره ايضا بفتح حصن الاكراد فى أربعين يوما فكان كما قال وكان كثير الشطح والأحوال وكان السلطان أنعم عليه بما لونسب اليه أمور كثيرة فصاح يوما وقال : يا سلطان ألجلى قريب من أجلك ، فوج به السلطان فحبسه وكان يتحفه بالاطعمة وبقى بالحبس اربع سنين ، واخبرهم بنو يبة البلستين وهو محبوس وأن السلطان يظفر ويموت بعدى بأيام وتوفى الشيخ خطر فى شهر الله المحرم سنة ست وسبعين وستمائه بالقلعة ودفن فى زاويته التى عمرها له الملك الظاهر هناك وعاش الملك الظاهر بعده نحو العشرين يوما ومات ودفن فى دمشق .
----------------------------------
جامع الظاهر بيبرس ( والمشور بمذبحة الأنجليز )
(( يتبع ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 47 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط