بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين
بارك الله فيك أخى الفاضل / محب آل طه .. فلم أفطن إلى كونك محرر هذه المقالة الرائعة .. وهى فعلا موافقة للواقع تماما .
أما التعليقات التى وردت فى اليوم السابع .. فلا تحزن عليها .. فهى تعكس صحة ما كتبت .. فهؤلاء الناس عندهم مجموعة قواعد ثابتة فى عقولهم – إن كانوا يعقلون – يرون الخروج عنها .. خروجا عن الدين .. منها :
- الالتزام الصارم بالظواهر الشرعية .. دون التفريق بين معنى الواجب والمستحب والجائز والمباح .. وبين الحرام والمكروه تنزيها أو تحريما أو تأدبا .. فليست عندهم هذه التقسيمات .. فكل نهى عندهم أقرب للتحريم .. وكل أمر أقرب للواجب .
- ممنوع منعا باتا إعمال الفكر والعقل فى النصوص الشرعية المحتملة .. أو رد النصوص الظنية .. سواء فى الثبوت .. أو الدلالة .. ويرون ذلك مذهبا اعتزاليا تأويليا ضالا .
- نقد أى اتجاه دينى .. أو جماعة دينية – حتى مع ثبوت أخطائهم وضلالهم – يعد فكرا علمانيا .. لأن التيار الدينى عندهم – أيا كان – هو ممثل للجناب الإلهى فى الأرض .
- اتباع سياسة ( لا تسمعوا ... والغوا فيه) ضد أى مخالف .. فتجد الصياح .. والسب .. والتكفير .
فحسبنا الله ونعم الوكيل .. واسمح لى أن استكمل الفائدة المتواضعة لمعنى البرجماتية .
البرجماتية
يترجم مصطلح البراغماتية إلى العربية بمصطلح الذرائعية .. ولكن هذه الترجمة غير دقيقة , لأنها لاتعكس جوهر الكلمة الأجنبية , بل تقدم جزءاً من معناها فقط .
أما المصطلح العربي الأقرب إليها فهو "النفعية "
تعرف البراغماتية بأنها طريقة حل المشكلات والقضايا بواسطة وسائل عملية . وهذا التعريف وسيلة براغماتية بحد ذاته , لأنه محاولة لإخفاء جوهرها, القائم على قياس كل عمل أو شيء, أو حالة, بما تحققه من فائدة أو ضرر, فالشيء جيد وصالح إذاكان نافعاً, وهو سيىء إذا كان ضاراً. والسؤال هنا هو من يقرر الفائدة والضرر?
إنه الشخص المعني معتمداً على معاييره الخاصة كأداة لتقييم الأعمال والأشياء, ومن ثم يفقد الشيء خصائصه الموضوعية .
مثلاً الحق يصبح نسبياً, حسب الشخص المتعامل معه, وليس حالة تحددها عوامل موضوعية", ويصبح عرضة لثقافة ومزاج ومصالح ونوعية قيم الشخص ذاته .
أصل البراغماتية
يمكن رصد المعاني المختلفة السائدة للبراغماتية في المجالين الاجتماعي والسياسي . ففي الغرب بشكل عام , يضعون البراغماتي مقابل الإيديولوجي وكنقيض له .
فحينما تقول "هذا الإنسان إيديولوجي", فإنك تقصد أنه يتقيد بمنظومة أفكار وأهداف ثابتة تحدد مواقفه العامة سلفاً, كالوطنية والقومية والدين
مقابل هذا النمط يقال "هذا الرجل براغماتي", ويقصد بذلك أنه متحرر من كل إيديولوجيا, أو موقف مسبق, ويتصرف وفق اللحظة أو الظرف, مستهدياً بما ينفعه ويضره هو شخصياً.
لذلك فالبراغماتية أساساً, هي منطلق فردي, وتجمع هذه المنطلقات عددياً أي دون أن تصبح ذات مصدر جمعي واحد, لتعبر عن " مصالح مشتركة" بين أفراد توجد بينهم اختلافات وتناقضات جوهرية وثانوية كثيرة.
انتهى النقل
|