خلف الظلال كتب:
في مثل هذه الظروف تتبدى للمؤمن حقيقة لم يفطن إليها من قبل... أنه لا يخشى في الحقيقة إلا على الحضرة الشريفة ولسان حاله يقول فداك نفسي...فهو المطلوب من المحب والعدو
لا يشغله بقاؤه...فبقاؤه هو عين بقائه...
"مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {الأحزاب:23}"
لا يعلمون أننا نتشبث بقبضة الحضرة الشريفة ما تركناها منذ العهد القديم....
ونسأل الله التوفيق حتى لقاءه ألا نتركها أبدا ما حيينا...مهما أخطأنا مهما كنا مهما كانت الفتن....
هم لا يريدون هذا التشبث...ريدون قطعها...
يعدون عليك أنفاسك وكلماتك وكل حرف تنطق به...
لا يعلمون أن أمة الحروف امة طائعة تعلم معنى الفناء...عندما يأتي الأمر تنسحب طائعة لتترك للمعاني أن تشرق وتنتقل فلا يرصدها راصد ولا يرقبها رقيب...
اللهم اجعل أرواحنا تسارع اليه فهو مستقر الأرواح وروح الأرواح وأصلها...
اللهم اجعلنا رهن اشارته...
نستشعر وجوده على الدوام وإن احتجب بجماله وجلاله وعز مقامه...
......
.......