حتى لا أحرم كتب:
نكمل بمشيئة الله تعالى..
هذا الطريق لا يصلح إلا لأقوام كنست بأرواحهم مزابل
هكذا قال القوم..
قالوا بأرواحهم ولم يقولوا بأجسادهم ولا بأنفسهم
لأن عالم الأرواح الأمر فيه أشد وأصعب..
نضرب مثال: لأن فيه واحد ماشي في الشارع وحد معدي جنبه والاتنين خبطوا في بعض .. هل أجسادهم تتأذى؟
في الغالب لا
طيب لو أن هذا الأمر حدث في عالم الأرواح.. الإنسان يتأذى أذى بالغ وكبير .. ويتألم ألم لا يعلمه إلا الله
فالروح لطيفة جدا تتأثر بأبسط شئ..
عشان كده اللي روحه بيتكنس بيها مزابل.. يرى هذه الدنيا على حقيقتها
فتصبح الدنيا لا تساوي عنده شيئا.. من شدة ما رآه من أهوال وآلام ومتاعب
وحينها يصبح صالح للطريق ولأسراره وأماناته.. والله أعلم
إن ألم الجسد
أهون بكثييير
من ألم القلب و الروح
لقد كتب على القلب الإحتراق
لأنه يتعلق بالأشياء الفانية
ويغفل عن أصله
يغفل عن كيانه
لقد مُنح الإنسان كل شيء
وذلك بفضل أصله
وهذا الأصل هو الحب الذي يربطه بمحبوبه
لقد مُنح الإنسان بالحب كل شيء
لقد منحه الله بالحب
الجنة وأسجد له جميع الخلائق
فقبل من قبل
ورضي من رضي
وعاتب من عاتب
وتسائل من تسائل
من المخلوقات
فأما إبليس أبى وتوعد
لكن الإنسان
يغفل وينسى
لأن الأشياء تأخذنا
إلى طريق
تشبه الطريق التى تأخذك إلى المتاهة
حيث أنها طريق الخروج
ولا خروج من المتاهة
إلا بالدوس على أثرك
على نفسك
لتعود من حيث بدأت الرؤية
وتعطي تلك المتاهة ظهرك
وتعود إلى أصلك
بلا رجوع
لأنك على معرفة
بما فعلت الغفلة
بهذا الإنسان
لقد كُتب عليه الإحتراق
حتى يُصقل
ويعود إلى أصله
بمتانة وقوة وطاعة
لا يهزها شيء
هذه الروح منه
من أمره سبحانه وتعالى
اذا عادت إلى أصلها
جاء الحق بقوله تعالى
إني جاعلا في الأرض خليفة
لا يطفئ نور الروح
والأنس بأصلها
بالقرب من محبوبها
إلا الأشياء وتعلق الأنفس بها
لذلك كُتب على هذه القلوب الإحتراق
لأن تلك الأشياء تفصل الروح او تطفأها
وما الأشياء إلا هو ما كل سوى الله
هو المصور لكل شيء سبحانه
هو الأصل وكل شيء مما سواه صورة
صورها كيفما شاء
هو الباقي يُبقى معه من ما يشاء
من خلقه
لذلك يقول فضيلة مولانا عيد ابو جرير
رضي الله عنه (كل شيء ما سوى الله باطلٌ ووهمي ) لأن كل شيء الله خلقه هي صور
تدل على الله تعالى هو المصور
وكل صورة تدل عليه وحده
حتى تفنى الصور ويبقى هو
الباقي
سبحانه وتعالى
وإن البطلان والوهم هنا
ليس النكران بالصور
وإنما هو التوحيد
توحيد الروح بمولاها
هكذا تعود لأمره
لأن الروح من أمر ربي
وكل شيء هو من دون الله سبحانه وتعالى