موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: يأهل العلم حديث سماهم التحليق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 08, 2011 11:44 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4137
مكان: الديار المحروسة
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين و صحبه المنتجبين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


قرأت حديث في كتاب الغنية لسيدي عبد القادر الجيلاني ص 36 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهماقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من حلق الشارب" فلم يبق شك أن الحديث المذكور أعلاه يشير إلى الذين يحلقون الشارب ولا الرؤوس.
والله ورسوله أعلم.
ثم قرات حديث الفطرة خمس منها حلق الشارب وقد ضعفة ابن حجر

فاذا قلنا بحديث ليس منا من حلق الشارب واريد الافاده في صحته فاغلب الوهابيه محلقين الشارب وهي سمة لديهم فاما حلق الراس فهي صفه عامه لاغلب المسلمين خاصة من يحج بيت الله الحرام او يعتمر فارجو من اهل العلم ان يشرحوا لي الحديث الاول ومدي قوته و هل المقصود بالحديث الشريف سيماهم التحليق

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 17, 2011 6:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
الأخ الفاضل / ابن الزهراء

أولا .. أخى الحبيب .. كتاب الغنية لسيدي عبد القادر الجيلاني قد قام البعض بتخريج أحاديثه فى أكثر من طبعة ... لكنى لم أقف على من حقق النص .. لأن النسخة قديمة وتحتاج لضبط النص أولا .. وذلك بمقابلته على عدة نسخ خطية .

ثانيا .. نظرت فى إحدى تلك الطبعات .. فلم أقف على النص الذى أتيت به .. وخاصة حديث سيدنا عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من حلق الشارب" ..

ولكن الموجود هو قول الشيخ رضى الله عنه
( فأما حلقه بالموسى فمكروه لما روى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من حلق " ) انتهى كلام الشيخ .. فقط قال (حلق) .. ولم يقل " الشارب " .. لأن هذا الحديث الذى ساقه الشيخ قطعة من حديث طويل ..

وهو مارواه أَبِو مُوسَى قال : قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ ، وَسَلَقَ ، وَخَرَقَ ) .
أخرجه مسلم والنسائي والإمام أحمد .. وهو يتكلم عن حلق المرأة شعرها عند وفاة زوجها .. وكانت تلك عادة جاهلية .. فنهى عنها حضرة النبى صلى الله عليه وسلم .

بل تكلم الشيخ القطب رضى الله عنه عن المسألة بشمولية وعرض المذاهب والآراء كلها .

وسأذكر لك مانقله العلماء وقالوه فى مسألة حلق .. أو إحفاء .. أو قص الشارب .


قال العلامة الحافظ ابن حجر فى فتح الباري (16/477) :

وَأَصْل الْقَصّ تَتَبُّع الْأَثَر ، وَقَيَّدَهُ اِبْن سِيدَه فِي " الْمُحْكَم " بِاللَّيْلِ ، وَالْقَصّ أَيْضًا إِيرَاد الْخَبَر تَامًّا عَلَى مَنْ لَمْ يَحْضُرهُ ، وَيُطْلَق أَيْضًا عَلَى قَطْع شَيْء مِنْ شَيْء بِآلَةٍ مَخْصُوصَة ، وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا الشَّعْر النَّابِت عَلَى الشَّفَة الْعُلْيَا مِنْ غَيْر اِسْتِئْصَال ، وَكَذَا قَصّ الظُّفْر أَخْذ أَعْلَاهُ مِنْ غَيْر اِسْتِئْصَال

قَوْله : ( وَكَانَ اِبْن عُمَر ) كَذَا لِأَبِي ذَرّ وَالنَّسَفِيّ وَهُوَ الْمُعْتَمَد ، وَوَقَعَ لِلْبَاقِينَ " وَكَانَ عُمَر " - قُلْت : وَهُوَ خَطَأ فَإِنَّ الْمَعْرُوف عَنْ عُمَر أَنَّهُ كَانَ يُوَفِّر شَارِبه .

قَوْله : ( يُحْفِي شَارِبه ) بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة وَالْفَاء ثُلَاثِيًّا وَرُبَاعِيًّا مِنْ الْإِحْفَاء أَوْ الْحَفْو وَالْمُرَاد الْإِزَالَة

قَوْله : ( حَتَّى يَرَى بَيَاض الْجِلْد ) وَصَلَهُ أَبُو بَكْر الْأَثْرَم مِنْ طَرِيق عُمَر بْن أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ " رَأَيْت اِبْن عُمَر يُحْفِي شَارِبه حَتَّى لَا يَتْرُك مِنْهُ شَيْئًا " .

وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن أَبِي عُثْمَان " رَأَيْت اِبْن عُمَر يَأْخُذ مِنْ شَارِبه أَعْلَاهُ وَأَسْفَله " وَهَذَا يَرُدّ تَأْوِيل مَنْ تَأَوَّلَ فِي أَثَر اِبْن عُمَر أَنَّ الْمُرَاد بِهِ إِزَالَة مَا عَلَى طَرَف الشَّفَة فَقَطْ .

وقال أيضا فى نفس المرجع (16/479)

قَوْله : ( وَقَصّ الشَّارِب ) تَقَدَّمَ الْقَوْل فِي الْقَصّ أَوَّل الْبَاب ، وَأَمَّا الشَّارِب فَهُوَ الشَّعْر النَّابِت عَلَى الشَّفَة الْعُلْيَا . وَاخْتُلِفَ فِي جَانِبَيْهِ وَهُمَا السِّبَالَانِ فَقِيلَ . هُمَا مِنْ الشَّارِب وَيُشْرَع قَصّهمَا مَعَهُ ، وَقِيلَ هُمَا مِنْ جُمْلَة شَعْر اللِّحْيَة وَأَمَّا الْقَصّ فَهُوَ الَّذِي فِي أَكْثَر الْأَحَادِيث كَمَا هُنَا ، وَفِي حَدِيث عَائِشَة وَحَدِيث أَنَس كَذَلِكَ كِلَاهُمَا عِنْد مُسْلِم ، وَكَذَا حَدِيث حَنْظَلَة عَنْ اِبْن عُمَر فِي أَوَّل الْبَاب ،

وَوَرَدَ الْخَبَر بِلَفْظِ " الْحَلْق " وَهِيَ رِوَايَة النَّسَائِيِّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يَزِيد عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ بِسَنَدِ هَذَا الْبَاب ، وَرَوَاهُ جُمْهُور أَصْحَاب اِبْن عُيَيْنَةَ بِلَفْظِ " الْقَصّ " وَكَذَا سَائِر الرِّوَايَات عَنْ شَيْخه الزُّهْرِيِّ .

وَوَقَعَ عِنْد النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيق سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " تَقْصِير الشَّارِب "
نَعَمْ وَقَعَ الْأَمْر بِمَا يُشْعِر بِأَنَّ رِوَايَة الْحَلْق مَحْفُوظ كَحَدِيثِ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عِنْد مُسْلِم بِلَفْظِ " جُزُّوا الشَّوَارِب " وَحَدِيث اِبْن عُمَر الْمَذْكُور فِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه بِلَفْظِ " أَحْفُوا الشَّوَارِب " وَفِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه بِلَفْظِ " اِنْهَكُوا الشَّوَارِب "

فَكُلّ هَذِهِ الْأَلْفَاظ تَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمَطْلُوب الْمُبَالَغَة فِي الْإِزَالَة ، لِأَنَّ الْجَزّ وَهُوَ بِالْجِيمِ وَالزَّاي الثَّقِيلَة قَصّ الشَّعْر وَالصُّوف إِلَى أَنْ يَبْلُغ الْجِلْد ،

وَالْإِحْفَاء بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاء الِاسْتِقْصَاء وَمِنْهُ " حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ "

قَالَ أَبُو عُبَيْد الْهَرَوِيُّ مَعْنَاهُ أَلْزَقُوا الْجَزّ بِالْبَشَرَةِ .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ بِمَعْنَى الِاسْتِقْصَاء ، وَالنَّهْك بِالنُّونِ وَالْكَاف الْمُبَالَغَة فِي الْإِزَالَة ، وَمِنْهُ مَا تَقَدَّمَ فِي الْكَلَام عَلَى الْخِتَان قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْخَافِضَةِ " أَشِمِّي وَلَا تُنْهِكِي " أَيْ لَا تُبَالِغِي فِي خِتَان الْمَرْأَة وَجَرَى عَلَى ذَلِكَ أَهْل اللُّغَة .

وَقَالَ اِبْن بَطَّال : النَّهْك التَّأْثِير فِي الشَّيْء وَهُوَ غَيْر الِاسْتِئْصَال ،

قَالَ النَّوَوِيّ : الْمُخْتَار فِي قَصّ الشَّارِب أَنَّهُ يَقُصّهُ حَتَّى يَبْدُو طَرَف الشَّفَة وَلَا يَحُفّهُ مِنْ أَصْله ، وَأَمَّا رِوَايَة " أَحْفُوا " فَمَعْنَاهَا أَزِيلُوا مَا طَالَ عَلَى الشَّفَتَيْنِ ،

قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : مَا أَدْرِي هَلْ نَقَلَهُ عَنْ الْمَذْهَب أَوْ قَالَهُ اِخْتِيَارًا مِنْهُ لِمَذْهَبِ مَالِك .

قُلْت : صَرَّحَ " فِي شَرْح الْمُهَذِّب " بِأَنَّ هَذَا مَذْهَبنَا .

وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ لَمْ أَرَ عَنْ الشَّافِعِيّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا مَنْصُوصًا ، وَأَصْحَابه الَّذِينَ رَأَيْنَاهُمْ كَالْمُزَنِيّ وَالرَّبِيع كَانُوا يَحُفُّونَ ، وَمَا أَظُنّهُمْ أَخَذُوا ذَلِكَ إِلَّا عَنْهُ

وَكَانَ أَبُو حَنِيفَة وَأَصْحَابه يَقُولُونَ : الْإِحْفَاء أَفْضَل مِنْ التَّقْصِير .

وَقَالَ اِبْن الْقَاسِم عَنْ مَالِك : إِحْفَاء الشَّارِب عِنْدِي مُثْلَة ، وَالْمُرَاد بِالْحَدِيثِ الْمُبَالَغَة فِي أَخْذ الشَّارِب حَتَّى يَبْدُو حَرْف الشَّفَتَيْنِ

وَقَالَ أَشْهَب سَأَلْت مَالِكًا عَمَّنْ يُحْفِي شَارِبه فَقَالَ : أَرَى أَنْ يُوجَع ضَرْبًا . وَقَالَ لِمَنْ يَحْلِق شَارِبه : هَذِهِ بِدْعَة ظَهَرَتْ فِي النَّاس ا ه .

وَأَغْرَبَ اِبْن الْعَرَبِيّ فَنَقَلَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّهُ يُسْتَحَبّ حَلْق الشَّارِب ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَعْرُوفًا عِنْد أَصْحَابه ،

قَالَ الطَّحَاوِيُّ : الْحَلْق هُوَ مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة وَأَبِي يُوسُف وَمُحَمَّد ا ه .

وَقَالَ الْأَثْرَم : كَانَ أَحْمَد يُحْفِي شَارِبه إِحْفَاء شَدِيدًا ، وَنَصَّ عَلَى أَنَّهُ أَوْلَى مِنْ الْقَصّ .

وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَقَصّ الشَّارِب أَنْ يَأْخُذ مَا طَالَ عَلَى الشَّفَة بِحَيْثُ لَا يُؤْذِي الْأَكْل وَلَا يَجْتَمِع فِيهِ الْوَسَخ . قَالَ : وَالْجَزّ وَالْإِحْفَاء هُوَ الْقَصّ الْمَذْكُور ، وَلَيْسَ بِالِاسْتِئْصَالِ عِنْد مَالِك .

قَالَ : وَذَهَبَ الْكُوفِيُّونَ إِلَى أَنَّهُ الِاسْتِئْصَال ، وَبَعْض الْعُلَمَاء إِلَى التَّخْيِير فِي ذَلِكَ .

قُلْت : هُوَ الطَّبَرِيُّ ، فَإِنَّهُ حَكَى قَوْل مَالِك وَقَوْل الْكُوفِيِّينَ وَنُقِلَ عَنْ أَهْل اللُّغَة أَنَّ الْإِحْفَاء الِاسْتِئْصَال

ثُمَّ قَالَ : دَلَّتْ السُّنَّة عَلَى الْأَمْرَيْنِ ، وَلَا تَعَارُض ، فَإِنَّ الْقَصّ يَدُلّ عَلَى أَخْذ الْبَعْض وَالْإِحْفَاء يَدُلّ عَلَى أَخْذ الْكُلّ وَكِلَاهُمَا ثَابِت فَيَتَخَيَّر فِيمَا شَاءَ .

ويتبع خشية الإطالة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 18, 2011 4:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين

أتابع معك أخى ابن الزهراء ... ياريتك ماتروحش بعيد

َقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : الْإِحْفَاء مُحْتَمَل لِأَخْذِ الْكُلّ ، وَالْقَصّ مُفَسِّر لِلْمُرَادِ ، وَالْمُفَسِّر مُقَدَّم عَلَى الْمُجْمَل ا هـ .

وَيُرَجَّح قَوْل الطَّبَرِيّ ثُبُوت الْأَمْرَيْنِ مَعًا فِي الْأَحَادِيث الْمَرْفُوعَة ، فَأَمَّا الِاقْتِصَار عَلَى الْقَصّ فَفِي حَدِيث الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة " ضِفْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ شَارِبِي وَفَّى فَقَصَّهُ عَلَى سِوَاك " أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ .

وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " عَلَى سِوَاك " فَالرَّاجِح أَنَّهُ وَضَعَ سِوَاكًا عِنْد الشَّفَة تَحْت الشَّعْر وَأَخَذَ الشَّعْر بِالْمِقَصِّ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى قَصّه عَلَى أَثَر سِوَاك ، أَيْ بَعْدَمَا تَسَوَّكَ .

وَيُؤَيِّد الْأَوَّل مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيث قَالَ فِيهِ " فَوَضَعَ السِّوَاك تَحْت الشَّارِب وَقَصَّ عَلَيْهِ "

وَأَخْرَجَ الْبَزَّار مِنْ حَدِيث عَائِشَة " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ رَجُلًا وَشَارِبه طَوِيل فَقَالَ : اِئْتُونِي بِمِقَصٍّ وَسِوَاك ، فَجَعَلَ السِّوَاك عَلَى طَرَفه ثُمَّ أَخَذَ مَا جَاوَزَهُ "

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس وَحَسَّنَهُ " كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصّ شَارِبه " وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيق شُرَحْبِيل بْن مُسْلِم الْخَوْلَانِيُّ قَالَ " رَأَيْت خَمْسَة مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّونَ شَوَارِبهمْ : أَبُو أُمَامَةُ الْبَاهِلِيّ ، وَالْمِقْدَام بْن مَعْدِي كَرِب الْكِنْدِيّ ، وَعُتْبَة بْن عَوْف السُّلَمِيّ وَالْحَجَّاج بْن عَامِر الثُّمَالِيّ ، وَعَبْد اللَّه بْن بُسْر

" وَأَمَّا الْإِحْفَاء فَفِي رِوَايَة مَيْمُون بْن مَهْرَان عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَالَ " ذَكَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَجُوس فَقَالَ : إِنَّهُمْ يُوفُونَ سِبَالهمْ ، وَيَحْلِقُونَ لِحَاهُمْ فَخَالَفُوهُمْ قَالَ : فَكَانَ اِبْن عُمَر يَسْتَقْرِض سَبَلَته فَيَجُزّهَا كَمَا يَجُزّ الشَّاة أَوْ الْبَعِير " أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ ،

وَأَخْرَجَا مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن رَافِع قَالَ " رَأَيْت أَبَا سَعِيد الْخُدْرِيَّ وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه وَابْن عُمَر وَرَافِع بْن خَدِيج وَأَبَا أُسَيْد الْأَنْصَارِيّ وَسَلَمَة بْن الْأَكْوَع وَأَبَا رَافِع يُنْهِكُونَ شَوَارِبهمْ كَالْحَلْقِ " لَفْظ الطَّبَرَيَّ ، وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيِّ " يَقُصُّونَ شَوَارِبهمْ مَعَ طَرَف الشَّفَة "

وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طُرُق عَنْ عُرْوَة وَسَالِم وَالْقَاسِم وَأَبِي سَلَمَة أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْلِقُونَ شَوَارِبهمْ .

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّل الْبَاب أَثَر اِبْن عُمَر أَنَّهُ كَانَ يُحْفِي شَارِبه حَتَّى يَنْظُر إِلَى بَيَاض الْجِلْد ، لَكِنْ كُلّ ذَلِكَ مُحْتَمَل لِأَنْ يُرَاد اِسْتِئْصَال جَمِيع الشَّعْر النَّابِت عَلَى الشَّفَة الْعُلْيَا ، وَمُحْتَمَل لِأَنْ يُرَاد اِسْتِئْصَال مَا يُلَاقِي حُمْرَة الشَّفَة مِنْ أَعْلَاهَا وَلَا يَسْتَوْعِب بَقِيَّتهَا ، نَظَرًا إِلَى الْمَعْنَى فِي مَشْرُوعِيَّة ذَلِكَ وَهُوَ مُخَالَفَة الْمَجُوس وَالْأَمْن مِنْ التَّشْوِيش عَلَى الْأَكْل وَبَقَاء زُهُومَة الْمَأْكُول فِيهِ ، وَكُلّ ذَلِكَ يَحْصُل بِمَا ذَكَرْنَا ، وَهُوَ الَّذِي يَجْمَع مُفْتَرَق الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ ، وَبِذَلِكَ جَزَمَ الدَّاوُدِيُّ فِي شَرْح أَثَر اِبْن عُمَر الْمَذْكُور ،

وَهُوَ مُقْتَضَى تَصَرُّف الْبُخَارِيّ لِأَنَّهُ أَوْرَدَ أَثَر اِبْن عُمَر وَأَوْرَدَ بَعْده حَدِيثه وَحَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي قَصّ الشَّارِب ، فَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُرَاد مِنْ الْحَدِيث .

وَعَنْ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ كَانَ يَقُصّ شَارِبه حَتَّى يُظْهِر حَرْف الشَّفَة الْعَلْيَاء وَمَا قَارَبَهُ مِنْ أَعْلَاهُ وَيَأْخُذ مَا يَزِيد مِمَّا فَوْق ذَلِكَ وَيَنْزِع مَا قَارَبَ الشَّفَة مِنْ جَانِبَيْ الْفَم وَلَا يَزِيد عَلَى ذَلِكَ ،

وَهَذَا أَعْدَل مَا وَقَفْت عَلَيْهِ مِنْ الْآثَار .

وَقَدْ أَبْدَى اِبْن الْعَرَبِيّ لِتَخْفِيفِ شَعْر الشَّارِب مَعْنًى لَطِيفًا فَقَالَ : إِنَّ الْمَاء النَّازِل مِنْ الْأَنْف يَتَلَبَّد بِهِ الشَّعْر لِمَا فِيهِ مِنْ اللُّزُوجَة وَيَعْسُر تَنْقِيَته عِنْد غَسْله ، وَهُوَ بِإِزَاءِ حَاسَّة شَرِيفَة وَهِيَ الشَّمّ ، فَشَرَعَ تَخْفِيفه لِيَتِمّ الْجَمَال وَالْمَنْفَعَة بِهِ .

قُلْت : وَذَلِكَ يَحْصُل بِتَخْفِيفِهِ وَلَا يَسْتَلْزِم إِحْفَافه وَإِنْ كَانَ أَبْلَغ ،

وَقَدْ رَجَّحَ الطَّحَاوِيُّ الْحَلْق عَلَى الْقَصّ بِتَفْضِيلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَلْق عَلَى التَّقْصِير فِي النُّسُك ،

وَوَهَّى اِبْن التِّين الْحَلْق بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ " وَكِلَاهُمَا اِحْتِجَاج بِالْخَبَرِ فِي غَيْر مَا وَرَدَ فِيهِ وَلَا سِيَّمَا الثَّانِي ،

وَيُؤْخَذ مِمَّا أَشَارَ إِلَيْهِ اِبْن الْعَرَبِيّ مَشْرُوعِيَّة تَنْظِيف دَاخِل الْأَنْف وَأَخْذ شَعْره إِذَا طَالَ ، وَاَللَّه أَعْلَم

وَقَدْ رَوَى مَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ " أَنَّ عُمَر كَانَ إِذَا غَضِبَ فَتَلَ شَارِبه " فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُوَفِّرهُ .

وَحَكَى اِبْن دَقِيق الْعِيد عَنْ بَعْض الْحَنَفِيَّة أَنَّهُ قَالَ : لَا بَأْس بِإِبْقَاءِ الشَّوَارِب فِي الْحَرْب إِرْهَابًا لِلْعَدُوِّ ، وَزَيَّفَهُ . انتهى النقل من فتح البارى .

وسأكمل معك فى جزئية أخرى ... وهى قولك (ثم قرات حديث الفطرة خمس منها حلق الشارب وقد ضعفة ابن حجر)

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 07, 2011 5:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين

الأخ الفاضل / ابن الزهراء

أولا .. آسف على تأخرى فى المتابعة معك .. لظروف خاصة بالشغل .

ثانيا .. قولك (ثم قرات حديث الفطرة خمس منها حلق الشارب وقد ضعفة ابن حجر)

فأقول لك يا أخى الحبيب .. هذا الحديث مروى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ (الْفِطْرَةُ خَمْسٌ ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : الْخِتَانُ ، وَالاِسْتِحْدَادُ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ ).

- وفي رواية ( خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : الْخِتَانُ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَأَخْذُ الشَّارِبِ ) .

وقد أخرجه كل من البُخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة والتِّرمِذي والنَّسائي

وأبو يَعْلَى وابن حِبَّان وعَبْد الرَّزَّاق والحميدي وابن أبي شَيْبَة وأحمد .


فهلا علمتنى – مشكورا – وذكرت لى .. أين هذه الرواية التى ضعفها الحافظ ابن حجر ؟!!

أما مسألة ( سيماهم التحليق ) فسأتابع معك بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 15, 2011 3:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين

الأخ الفاضل / ابن الزهراء ... ليه ما ردتش على مشاركتى السابقة .. وفين كلام ابن حجر اللى ضعف فيه حديث سنن الفطرة !!!! ربنا يسهل لك

على كل حال .. فيما يختص بمسألة التحليق .. فأقول : عندنا مسألتان ..

الأولى : حكم حلق جميع الرأس

والثانية : صفة الخوارج .. التحليق أو التسبيد وهو بمعنى استئصال الشعر .. وهل الذى يحلق جميع رأسه يكون متشبها بالخوارج ؟

أما المسألة الأولى ... فقد أخرج النسائي فى الكبرى (5/407) عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى صبيا حلق بعض شعره وترك بعضه فنهى عن ذلك وقال (احلقوه كله أو اتركوه كله) ورواه أَبُو داود بإسناد صحيح عَلَى شرط البخاري ومسلم .

قال شمس الحق فى عون المعبود (9/238) :

قَالَ الْقَارِي : فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَلْق فِي غَيْر الْحَجّ وَالْعُمْرَة جَائِز ، وَأَنَّ الرَّجُل مُخَيَّر بَيْن الْحَلْق وَتَرْكه لَكِنْ الْأَفْضَل أَنْ لَا يَحْلِق إِلَّا فِي أَحَد النُّسُكَيْنِ كَمَا كَانَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَصْحَابه رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، وَانْفَرَدَ مِنْهُمْ عَلِيّ كَرَّمَ اللَّه وَجْهه .

وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل : فِي الْحَدِيث رَدّ عَلَى مَنْ كَرِهَ حَلْق الرَّأْس لِمَا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَاد عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَا تُوضَع النَّوَاصِي إِلَّا فِي حَجّ أَوْ عُمْرَة ، وَلِقَوْلِ عُمَر لِصُبَيْغ : لَوْ وَجَدْتُك مَحْلُوقًا لَضَرَبْت الَّذِي فِيهِ عَيْنَاك بِالسَّيْفِ ، وَلِحَدِيثِ الْخَوَارِج أَنَّ سِيمَاهُمْ التَّحْلِيق .

أما المسألة الثانية .. فهذا هو الحديث الوارد فى هيئة الخوارج وصفتهم

عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ » . قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ . قَالَ « سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ » . أَوْ قَالَ « التَّسْبِيدُ » .
أخرجه البخارى وأبو داود والنسائى وأحمد وغيرهم .

قال الحافظ فى فتح الباري (12/162) :
قَوْله ( مَحْلُوق ) سَيَأْتِي فِي أَوَاخِر التَّوْحِيد مِنْ وَجْه آخَر أَنَّ الْخَوَارِج سِيمَاهُمْ التَّحْلِيق ، وَكَانَ السَّلَف يُوَفِّرُونَ شُعُورهمْ لَا يَحْلِقُونَهَا ، وَكَانَتْ طَرِيقَة الْخَوَارِج حَلْق جَمِيع رُءُوسِهِمْ .

وقال شمس الحق فى عون المعبود (9/238) :

وَأَجَابَ النَّوَوِيّ عَنْهُ – يقصد حديث "سيماهم التحليق" - بِأَنَّهُ لَا دَلَالَة فِيهِ عَلَى كَرَاهَة حَلْق الرَّأْس .. وَإِنَّمَا هُوَ عَلَامَة لَهُمْ .

وَالْعَلَامَة قَدْ تَكُون بِحَرَامٍ وَقَدْ تَكُون بِمُبَاحٍ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (آيَتهمْ رَجُل أَسْوَد إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْل ثَدْي الْمَرْأَة) . وَمَعْلُوم أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِحَرَامٍ .


وَقَدْ ثَبَتَ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْط الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْض رَأْسه وَذَكَرَ الْحَدِيث ، قَالَ : وَهَذَا صَرِيح فِي إِبَاحَة حَلْق الرَّأْس لَا يَحْتَمِل تَأْوِيلًا اِنْتَهَى .

وقال البدر العينى فى عمدة القاري شرح صحيح البخاري (36/261) :
قوله (التحليق) هو إزالة الشعر
قوله (أو التسبيد) بالمهملة والباء الموحدة وهو استئصال الشعر

فإن قلت : يلزم من وجود العلامة وجود ذي العلامة .. فكل محلوق الرأس منهم .. لكنه خلاف الإجماع .
قلت : كان في عهد الصحابة لا يحلقون رؤوسهم إلا في النسك أو الحاجة .. وأما هؤلاء فقد جعلوا الحلق شعارهم .
ويحتمل أن يراد به حلق الرأس واللحية وجميع شعورهم . انتهى النقل


يقول العبد الفقير :

فحلق الرأس كله كان شعار الخوارج فى زمان سيدنا على بن أبى طالب بشكل واضح .
أما الآن فلا نستطيع أن نحكم على كل إنسان حلق جميع رأسه بأنه من الخوارج لأمرين :

1- ورود حديث أبى داود الذى فيه جواز حلق جميع الرأس

2- أننا لسنا فى الفترة الزمنية التى كان فيها سيدنا على .. لأن حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم ذكر تلك الصفات عن الخوارج لسيدنا على تثبيتا له .. وإعلاما لأصحاب سيدنا على الذين كانوا يحاربون فى صفه أنهم على الحق .


والله أعلى وأعلم وأحكم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط