اشترك في: الاثنين سبتمبر 05, 2011 4:21 pm مشاركات: 13
|
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
قصيدة البردة للبوصيري في مدح النبي عليه السلام
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــى ::: أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى ::: تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم وراودته الجبال الشم من ذهـــبٍ ::: عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــه ::: إن الضرورة لا تعدو على العصــــم وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مــن ::: لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ محمد ســــيد الكونين والثقليـن ::: والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــد ٌ :::أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم هو الحبيب الذي ترجى شــــفاعته ::: لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم دعا إلى الله فالمستمسكون بــــــــــــه ::: مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ:::ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم وكلهم من رسول الله ملتمــــــسٌ ::: غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ وواقفون لديه عند حدهـــــــــــم ::: من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم فهو الذي تـــم معناه وصورتـــــــه ::: ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــنه ::: فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم دع ما ادعته النصارى في نبيهـــــم ::: واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكــــــم وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف ::: وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه ::: حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفـــــــــــــم لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً ::: أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه :::حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى ::: في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ ::: صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه ::: قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــم ِ فمبلغ العلم فيه أنه بشــــــــــــــــــ ـرٌ ::: وأنه خير خلق الله كلهـــــــــــــــــ ـمِ وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا ::: فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا ::: يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــق ::: بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ ::: والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم كانه وهو فردٌ من جلالتــــــــــــه ::: في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ ::: من معدني منطق منه ومبتســــــــم لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ ::: طوبى لمتنشق منه و ملتثـــــــــــم
|
|