أيمن الجندي يكتب: أمنيتى أن يعود التصوف إلى مصر، بمعناه الصحيح الخالى من البدع والخرافاتكلنا بحاجة إلى الصوفية الحقةأمنيتى أن يعود التصوف إلى مصر، بمعناه الصحيح الخالى من البدع والخرافات. وقتها ستكون التزكية لا المظهر هى أساس التدين. فالصوفى الحق، إنسان خفيض الرأس، ملتاع القلب، مشغول بنفسه، عازف عن الانشغال بأحوال غيره، لأنه مرعوب أن يهلك. لو قيل له إن كل الناس فى الجنة باستثناء واحد، لخاف أن يكون هذا الواحد! وبالتالى ليس عنده فراغ بال، كى يحكم على غيره، أو ينشغل بأحوال غيره.
والتصوف- كمصطلح- هو التعمق فى الجانب الروحى. وهو ليس خاصاً بالمسلمين فقط، بل هو تراث إنسانى فى جميع الحضارات والديانات. إنه رغبة الإنسان فى البحث عما وراء هذا العالم المادى، والاتصال بالقوى الخفية المهيمنة على هذا الكون الشاسع العجيب. ومحاولة استنطاق هذا الكون عن طريق المجاهدات الروحية والحدّ من طغيان المادة والجسد. لا يهم المصطلح وإنما المعنى الكامن وراء المصطلح، سمّها (صوفية)، سمّها (تزكية)، سمّها (رياضة روحية). تتعدد الأسماء والمعنى واحد.
فى حياة كل إنسان محطات، يشعر فيها أن دوامة الحياة أخذته، وأذهلته عن ذاته الحقيقية. أرجوحة الحياة التى نركبها منذ طفولتنا وتصعد بنا وتهبط، لا ندرى لماذا صعدت ولا نعلم لماذا هبطت، ولماذا تتوالى تقلبات الحياة علينا!. نستفيق فى لحظة معينة، فنفطن إلى مرور العمر، ونقول حتى متى تأخذنا دوامات الحياة؟. وقتها نشعر بالحيرة والارتباك، ونتلفت حولنا باحثين عن علامات، عن مرشد، عن نصيحة، عن دليل يأخذنا إلى بر السلامة، عن حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح، عن قصاص أثر يبحث فى فلوات الروح عن نقوش العهد القديم، عن آثار أجنحة جبريل، عليه السلام.
وقتها تبدأ النفس الإنسانية رحلتها الكبرى، بالحب والجوع والعطش، إلى مقام خالقها المجيد.
http://www.almasryalyoum.com/node/943456