موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 15, 16, 17, 18, 19, 20, 21  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 6:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى محمد بن أحمد النبهان الحلبي رضي الله تعالى عنه

هو السيد الشيخ محمّد بن أحمد بن نبهان ومنه عرف بالنّبهان والنّبهاني ونبهان بن خضر، وَبـهِ يدعى قومه بالخضيرات ويرجع نسبهم إلى القبائل الزبيدية. أما نسبه من جهة أمّه فوالدته فاطمة بنت محمود بن عبد العزيز بن خشمان، من ذرّية الإمام إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم إلى الإمام علي زين العابدين بن سيّدنا الإمام الحسين . ولد غصن الكمال يوم الخميس في الثامن من ربيع الأول سنة 1318 هـ الموافق للخامس من تموز سنة 1900م.

أقوال العلماء فيه:

• كتب الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي رئيس ندوة علماء الهند الذي له سبعمائة مؤلف في كتابه: مذكّرات سائح في الشرق الأوسط الطبعة الثالثة فقط: ص/337:

غرة ذي القعدة 1370 هــ 4/8/1951م يوم السبت، كان مما يستحق التسجيل هذا اليوم زيارة الشيخ محمّد النّبهان في بيته، وهو رجل يمتاز بقوّة إيمانه، وتأمله في القرآن، ويظهر أنّه من طراز خاص، يفتح عليه في الدين ويتكلّم فيه عن يقين.

• قال الفيلسوف الإسلامي مالك بن نبي المفكر الجزائري فيما حدثنا به السيد النبهان: يا أستاذ، أرجعتني لحقيقتي! يا أستاذ، أرجعتني لنفسي. (و ذلك بعد استماعة في درس السيد البنهان بيّن فيه كيف أن النبي محمد لم يأتي لقتل الكافر وإنما أتى لقتل كفر الكافر).

• قال علاّمة العراق الشيخ فؤاد أحمد شاكر آل أبي الثناء الآلوسي العراقي / بغداد فيما حدثنا به الشيخ خليل محمّد الفياض الكبيسي من الفلوجة لما قدم سيّدنا إلى العراق أول مرة قال الشيخ الآلوسي:

يا حضرة الشيخ، مجيئك هذا إلى العراق سَيُسَجَّلُ في التأريخ

• قال الشيخ العلامة نجم الدين الواعظ/ مفتي بغداد فيما رواه الحاج عثمان بن عبد الله الفياض الكبيسي بالفلوجة وسمعها مشافهة ًمن الشيخ الواعظ:

هذا الرجل نحن نتبارك به.

• حدث الشيخ حسن حبنكة الميداني / دمشق فيما رواه الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين فقال: سمعت من الشيخ حسن حبنكة أثناء زيارتي له في بيته بدمشق فقال:

نحن علماء ورق، والشيخ النّبهاني عالم رباني قلـت للشيـخ محمّد النّبهان: إن الله وضع لك القبول في القلوب.

• حدث الأديب الشيخ علي الطنطاوي / نـزيل مكة المكرمة لما زار سيّدنا النبهان في الكلتاوية، فبادره بسؤال على غير عادته: كيف قلبك مع الله؟ ! فأخذت العبارة مأخذها منه، وطار بها إلى إذاعة دمشق، وألقى بها موعظة ذكر فيها: لم تعجبني كلمة من أحد، مثل كلمة الشيـخ محمّد النّبهان، بعد أن رمى علي السلام سألني: كيف قلبك مع الله؟ الشيخ محمّد النّبهان إحسان يمشي على الأرض.

• الفقيه الحجة في الفقه الإسلامي والموسوعة العلمية الشيخ الدكتور مصطفى الزرقا وزير العدل السوري السابق. زار الشيخ فأستقبله قائلا أهلا بالشيخ مصطفى أفندي فقال له الشيخ مصطفى:

يا سيّدي أنا مصطفى أفندي برّه (أي في خارج مجلسك) اما هنا بين يديك فلا وجود لي.

• قال الشيخ أمجد الزهاوي، أول رئيس لرابطة علماء العراق فيما كتبه رسالة من الشيخ أمجد الزهاوي تعالى بخط يده إلى الشيخ محمّد محمود الصواف تعالى حيث قال:

المرشد الكبير العارف بالله الشيخ النّبهاني هو نور تلك البلاد.

• يقول العالم الرباني الشيخ محمد بن زكريا، المَرْغِلاني البخاري/ المدينة المنورة:

أطعمت الشيخ محمّداً النّبهان حبحب (وهو البطيخ الأحمر) ثمّ صببت على يديه، ومن غير شعور منّي أخذت غسول يديه وشربته، الشيخ من الواصلين، الشيخ من الواصلين.

وكان من صغره يحب الرسول ويحبُّ الأولياء، [قال : ((أنا رأس مالي من صغري محبة الرسول ومحبّة الأولياء))..كما يحبّ المنسوبين لآل البيت النبوي، فإذا رأى متوّجا بعمامة خضراء اعتقده وليّا لله تعالى، يجذب قلبه ولا يحطُّ نظره حتى تغيب عنه رؤيته وأصحابه قلةٌ قال :

((أصحابي قليلون، وأكثر أيامي أمشي وحدي، وإذا مشيت مع أحد فمع الأكبر مني، وما خطر لي يوماً أن أمشي مع أصغر مني، وأنا أصلي من صغري، وما حكم عليّ رفاقي أبداً بل أنا حاكم عليهم))..كما أنه شجاع لا يخاف يراهن على وصوله وحيداً في العتمة والبرد والمطر إلى البستان الفلاني ليضع فيه علامةً..فإن اختلف مع صديق في مسألة أخذ بيده إلى شيخ علم ليحكم بينهما، معتقداً ــ بنقاء فطرته أن شيخ العلم لا يتكلم إلا الحق والصدق، قال : ((كنت أعتقد العالم عبارة عن ملَك يمشي على وجه الأرض)).. تلك هي أيام الصبا.ثم دخل المدرسة الابتدائية، وتلقى بعض دروسه فيها باللغة التركية على زمن العثمانيين.

ومنذ حداثة سنه يتعشق الكمالات الإنسانية، ويتلذذ بمكارم الأخلاق المحمّدية، صادق، عفيف أديب، شديد الحياء، جدّه جدٌّ، وهزله جدٌّ، لم تنخدش فطرته بعيب، ولم تتغبــّر جوهرته بصبوة، قال : ((كان عندي إيمان فطري، فطرتي ما انخدشت)). لسان حاله : ومذ كنت طفلا فالمعالي تطلُّبي وتأنف نفسي كل ما هو واضع

وعُرِف الفتى بشجاعة نادرة، طويت على قوّة في الجسم، وسرعة في الجري، ومهارة في المصارعة، ودقّةٍ في الرماية، وفروسية عجيبة، وتفوق في ترويض الخيل وتطبيعها، قال : ((وكنت لا يسبقني أحد بسرعة الجري، ولا يرميني أحد في المصارعة إلاّ نادراً، وفي ركوب الخيل قليل من هو مثلي، وفي ضرب النيشان أرمي إبرة)). وألزم نفسه بتدريب عنيف يشبه لعب الحبشة أو كمن يتهيأ لقتال في سوح الجهاد.

معالمه البشرية:

مظهر محمّديٌّ، وشخصيّة فذَّة، تنجذب إليها الشخصيات، وطلعة لا تحتوى تمتلك المهج، من رآه على بعد فقد هابه، ومن نظر إليه ذكرَ الله واطمأنَّ وانتهضتْ همته. فهو خلق في أحسن تقويم، قامة ربعة، وللطول أبين، بارع الحسن أزهر، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، أكحل العين أحور، خفيف الحاجبين، كأن حدقتي عينيه مَبسمان، له لحية بيضاء منوّرة، لا كثّة ولا مفرّقة، شاخص الرأس والصدر، رقيق الأَدَم قليل شعر الجلد، في كتفه الأيسر شامة لا يفارق وجهه السرور وإشراق النور، إذا أقبل فكأنه كوكب درّيٌّ، وإذا مشى فكأنه يتحدر من صبب

نسـبه:

هو سيّدنا الشيخ محمّد بن أحمد بن نبهان ومنه عرف بالنّبهان والنّبهاني ونبهان ــ بن خضر، وَبــهِ يدعى قومه بالخضيرات ويرجع نسبهم إلى القبائل الزبيدية، وهم أربع شعب: أكبرهم: حسين الملقب بــ (الحوت) والثاني: حسن، والثالث: أحمد الملقـب ب (غانم) لكرمه، ورابعهم: نبهان.

أما من جهة أمّه فوالدته فاطمة بنت محمود بن عبد العزيز بن خشمان بن أحمد بن محمود بن أحمد الطحان بن عبد الله الفارماني بن عبد الرحمن بن محمد السائح بن رمضان بن عبد الهادي بن خليل بن نوح بن خضر الصياري اليمني بن أحمد العواكلي بن شكري الغنام بن محمود بن مصطفى بن يونس بن أحمد الركاني بن إسماعيل بن محمد الوالي بن محمود الحجازي بن مهدي الواعظ بن محمد شمس الدين بن عز الدين القاضي بن محمد بن الإمام موسى بن الإمام إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه، وأمه سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء البتول بنت رسول الله . وكان يعتز بانتسابه ويقول: ((سيدتنا فاطمة أمي، وآل البيت أخوالي)).

منازل عشيرته في شرق مدينة حلب باتجاه الرقة وجده " نبهان " يسكن قرية تسمى "الصفة"، أما منازل أخواله ففي جنوب شرقي حلب.

من كتاب الشيخ محمد النبهان للدكتور محمد فاروق النبهان وكتاب السيد النبهان ط2 للشيخ هشام الألوسي
مؤشرات طريقته:

• إنهّا دعوة بالإسلام وللإسلام دون تسمية ثانية تهدف إلى صحوة إسلامية عامّة ووعي صحيح موصول بالله ورسوله، بعيدة عن المداخل الطائفية والحزبية والإثارات الخِلافية، وهي مظهر كمال للصوفية الصادقة السائرة على خطى سلفنا الصالح أهل القرون الثلاثة الأولى المفضلة.

• كما إنّها امتداد للخط الوسط العام غير المتطرف أو المتعصب أو المتحزب من أهل السنّة والجماعة، تنشد دستورية هذا الدين في جميع نُظُم الحياة وميادينها، وهي بهذا المعنى تغيير في النفس والأسرة والمجتمع والأمة.

• اعتمادها على كتاب الله وسنّة نبيه وفقــه المذاهب المعتبرة، دون تمييز لمذهب على آخر.

• حُبٌّ لآل بيت رسول الله والصحابة والأولياء أجمعين، وتتبع لسِيَرهم وآثارهم.

• تأسيس المساجد ومعاهد العلوم الشرعية والجمعيات الخيرية، للنهوض بالمسلمين وخدمتهم، وتحقيق آمالهم.

• تصحيح عادات الناس وتقاليدهم المخالفة للشرع الحنيف.

• اهتمام بالفرد المسلم وبيته، ضمن تربية صوفية محمّدية، تجمع كل المشارب والطرق، وفق مفاهيم العبدية لله تعالى، والاتباع لرسوله ، وتزكية النفس.

• العناية بكل شرائح المجتمع وأطيافه، والعمل على بناء أسر شرعية، مجتنبة مزالق الجهل والجاهلية ونـزوات المدنية الماجنة التي لا ترتدع بعيب أو حرام.

• وأمّهات الفضائل من شرف وشجاعة، وكرم ونـزاهة، وصدق وأدب وإخلاص من أهمّ الأسس التي تقوم عليها، مع تعميق في معاني الغيرة على الدين والعِرض.

• التودد للمسلمين ومعاونتهم.

• إخماد الفتن.

• إبداء النصح للحكّام.

• إحياء المناسبات الإسلامية، كالمولد النبوي الشريف، والإسراء والمعراج، والهجرة، اعتزازاً بصاحب الذكرى واعتباراً بمآثره

• قال أنس : خدمتُ النبيّ عشر سنين، فما قال لي أفّ قطّ، ولا قال لشي صنعتُه لمَِ صنعتَه (12).. من تحقيقات السيد النبهان بأن هذا مدح لسيّدنا أنس، هذا ليس مدحاً لسيّدنا محمّد ، سيّدنا محمّد معلِّم مشرِّع مهذِّب مؤدِّب، لا يمكن أن يرى شيئاً مخالفاً ويسكت عنه أبداً أبداً، كل أهل الكمال هكذا. إذا عمل مخالفة فهل يسكت؟ لا, عن شيء من المباحات؟ اللهم صحيح، ذاتيته شخصيته غير فظّ { ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك} (آل عمران 159). لكن سيّدنا أنس ليس خادماً مثل الخدّام، وإنما مريد للرسول وأي مريد. مريد عند رسول الله ، لا تخمنوا بأنه خادم مثل الخدّام، مريد، لأنّه ما عمل مخالفة، والمريد الصادق يدخل في قلب الشيخ ويأخذ من قلب الشيخ كل ما بقلبه.

• يقول السيد النبهان في حديث تسبيح الحصى بين يديه بأن المعجزة ليست التسبيح وإنما هي سماع التسبيح لأن كل شيء يسبح بحمده. يقول السيد النبهان كل شيء يسبح بحمده ولكن الله حجب سماع التسبيح رحمة بنا وكل مخلوق له تسبيح غير الآخر

سيدي العارفُ بالله تعالى محمد بن أحمد النبهان الحلبي رضي الله تعالى عنه
نفحةٌ حسينيةٌ


كلُّ آتٍ في الحياة وغادي
أمرُ قَدَرٍ من عظيمٍ هادي
يسلمُ الكون والوجود ويصدَعُ
لمرادِ الحقِّ طوعًا في انقياد
***
قمرٌ بالليل يبدو ويسطع
ونجومٌ تبزغُ وفق ميعاد
وضياء بالفجر والإصباح يمحو
غَسَقًا عَمَّ في سهل ووادي
وشعاع شمس أنار فكشفَ
بدائعَ كون عجيب بادي
***
أنسامٌ وزهرٌ وشجرٌ ونهرٌ
وأطيار تغني بلحن شادي
وخلائقُ تسعى لرزق وكسب
والرزقُ مكفول وقوت العباد
وحَقود يَنْعِي شقاءَ حظٍّ
وقَنوعٌ مشغولٌ بشُكرِ جوادِ
***
ما شاء ربُّنا يعطي ويمنع
قدرٌ مقسومٌ من قَبلِ ميلاد
إليه التفويضُ في حُكمٍ وأمرٍ
ورضاء يُعلي حسن اعتقاد
***
وربيبٌ للمال في المُتع يمرح
وحسابٌ يلقاه في حشر التنادي
ولبيبٌ يترك الدنيا ويزهد
بعد رؤياها زوالا في نفاد
***
كل مفتون بالحياة سجين
لهوى النفس وحب ازدياد
تسرحُ الأبل بالكلأ ترعى
أملها سقيا وإدراك زاد
وشبيهٌ بها ضالٌّ تردى
في هوان النفس وزيغ افتقاد
***
أودعَ اللهُ العبدَ رُوحًا
منذ بدء الخلق والإيجاد
فيض أسرار ومشكاة نور
قد تعالت على طين أجساد
***
هي فخرٌ لعبدٍ قد تحلَّى
بضياء الحق أبدًا في اعتياد
وأدام الذكرَ نطقًا وأخلى
كثائفَ رانٍ سَرَتْ بالفؤاد
أيقظ روحا وأنقذ قلبا
وأرضى لطيفا موفور الوداد
***
يسهر الليلَ يدعو بسحر
ويجافي النومَ وخمولَ الرقاد
في بكاءٍ يناجي الربَّ ويخشع
يصعد الدرج لمقام وإسعاد
يرى الحبَّ أعظم وصلا
في اشتياق وتناجٍ وسهاد
ليت للغافل المخدوع قلبًا
كفؤاد الطيرِ يذكر من مهادِ
***
باذلُ الخير للمحروم يسعد
يبلغُ إنعاما ما له من نفاد
ويبيتُ راحمُ الأيتام يحظى
بدعاء يَرفع كُرَبَ الميعاد
ويُلاقى جاعلُ العفو نهجًا
رضا الحق وتحقيق المراد
ومقيمُ الشَّرع في قول وعملٍ
في حِمَى الله محفوظٌ بزاد
***
كلُّ من عاينَ الخلصاءَ يشرب
من مَعينِ الصَّفو لمريدٍ وغادي
يملأ القلبَ للمعبود عشقًا
واشتياقا للنبي بمدح الشادي
يجعلُ صمتَهُ أدبًا ومنجى
من بلاءِ العُجْبِ وذميمِ العنادِ
يجمعُ الخيرَ والطاعاتِ عملًا
فيهِ صدقٌ وتسليمُ اعتمادِ
***
صلِّ ربي دائما أبدا
على المبعوثِ رحمةً للعباد
وآل لهم هَدْيٌ وطهرٌ
وضياء في المواطن والبلاد
ما رحل ليل وأشرق فجر
وسبح طير على الأعواد
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رمضان 1433 هـ
يوليو 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: السبت نوفمبر 03, 2012 7:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سَيِّدِي العارفُ بالله تعالى السري السَّقَطِي رضي الله تعالى عنه

هو خال سيدي أبو القاسم الجنيد وأستاذه إمام علا صيته واشتهرت أخبار تربيته ورياسته حتى انتهت إليه مشيخة الصوفية وتفجرت عيون موارده في المعارف الإلهية ، أخذ عن سيدي معروف الكرخي رضي الله تعالى عنه وسمع الحديث من الفضيل وهشيم وأبي بكر عياش وغيرهم.

وقال السلمي : هو أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد وتكلم في الحقائق والإشارات ، وكان أوحد أهل زمانه ورعاً وزهداً ذا أحوال ومقامات ، وقيل أن سبب توبته أنه مر بجارية سقط منها شيء فانكسر فارتابت فأعطاها بدلاً منه ، والكرخي ماراً فنظر إليه فأعجبه صنعه فقال الكرخي داعياً له : بغض الله إليك الدنيا وأراحك مما أنت فيه فترك حانوته وقام وهام.

 ومن كلامه : عجبت لمن ينشد ضالته وقد أضل نفسه.

 ودخل عليه الجنيد فقال له : يا جنيد عصفور يجيء كل يوم أفت له الخبز في يدي فيأكله ، فنزل الساعة ولم يسقط على يدي فتذكرت أني أكلت ملحاً بأبزار فآليت أن لا أكله بعدها فعاد العصفور كما كان.

 القلوب ثلاثة : قلب كالجبل لا يزعزعه شيء، وقلب كالنخلة أصلها ثابت والريح يميلها وقلب كالريشة يميلها الريح يميناً وشمالاً.
 من أحب أن يسلم له دينه ويقل همه وغمه فليعتزل عن الناس.

 أقوى القوة أن يغلب النفس على شهواتها .

 من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله سبحانه.

 آه على لقمة ليس لله على فيها تبعة ولا لمخلوق فيها منة.

 عجباً لضعيف كيف يعصي قوياً.

 المغبون من فنيت أيامه بالتسويف والمغبوط من تمنى الصالحون مقامه.

 احذر أن تكون ثناء منشوراً وعيباً مستوراً .

 ثلاثة من علامة سخط الله على العبد : كثرة الغفلة والاستهزاء بالناس والغيبة.

 وقيل له : كيف الطريق إلى الله تعالى ؟ قال : إن أردت العبادة فعليك بالصيام والقيام وإن أردت الله تعالى فاترك كل ما سواه تصل إليه وليس إلا المساجد والخراب.

 من قام بين يدي الله تعالى في الظلام نشرت له يوم القيامة الأعلام.

 قلوب العارفين معلقة بالسوابق وقلوب الأبرار بالخواتيم.

 من اشتغل بمناجاة الله تعالى أورثه حلاوة ذكره.

 من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة.

 التوكل الانخلاع عن القوة والحول.

 رأس الأعمال الرضى عن الله تعالى وعمود الدين الورع ومخ العبادة الجوع وضبط اللسان حصن حصين.

 اطلب حياة قلبك بمجالسة أهل الفكر واستجلب نور القلب بدوام الحزن.

مات ببغداد سنة 253 هجرية ، وقال له الجنيد حال النزع : أوصي بوصية انتفع بها بعدك ، قال : إياك ومصاحبة الأشرار وأن تنقطع عن الله تعالى بصحبة الأخيار.



نفحة حسينية



يُميتُ النفسَ من عاش خاليًا

وبات بسحر في الليل باكيًا


وباع دنياه وأقبل في وفا

لمرضاة ربٍّ للخلائق كافيًا


وهجر الورى والنومَ واختلى

ليسمُوَ بالذكر والوجد مراقيا


***


يهيم بالحب صبًّا ويرتوي

من الورد المنقى مساقيا


لا كدر يُشقيه ولا غوى

ولا طمع في مُتع فانيا


***


بنورِ الحق يُكسى وضاءة

يحلِّق نجمًا بالمدارج ساريًا


يراه الخلق بدرًا في سما

وهديًا يسيرُ في الكون باديا


***


يقيمُ الصفحَ والعفو منهجًا

ويسعى لأرباب الكروبِ مواسيا


ينقذ مظلومًا ويهدي عاصيًا

يلبي كغوث نداء مناديا


***


طعامُ الزهد يُبرِي جسدَه

ويحيا بروح لها مراعيا


ومن لا يعرف السر والجوى

تغيب عنه أسمى المعاليا


يرتع في تيه وغي ونوى

ببحر ٍكئيبٍ وموج عاتيا


***


حياةُ المرء تدوم بوصله

برب رحيم للخلق راعيا


وفي القطع بُعْدٌ يميتُ قلبَه

فلا خير فيمن تولى مجافيا


***


عجيبٌ عصيانٌ الضعيفِ بربه

وكان ترابًا في الأصل واهيا


وللأرض يعود ويرقد في الثرى

ويغدو عظامًا لجسد فانيا


وما تأكل الأرض جسدًا خاشعًا

بقلبه عاش بالله راضيا


***


أينشُدُ الضالَّةَ مَنْ ضلَّ سعيَه

ويغفل عن ذنب وجرم ساريا


ويهزأ بالخلق ويتبع الهوى

إلى الشيطان يمضي بالضلال غاويا


ثناء الخلق حجاب لفتى

يصير بالمدح والعجب مرائيا


مديم التسويف يلقى حسرة

إذا نادى في الحشر عليه مناديا


وخير النجاة اعتزال الورى

وأمن يعلو بالقلب واقيا


ربيب التوكل يترك حوله

إلى حول رب بذل الأعاديا


ويبقى التجريد سر لمن خلا

ونور يضيء رحب النواصيا


***


وصلِّ إلهي دواماً سرمداً

على مرسل للخلق هاديا


وآل وصحب دعاة سعت

إلى دين حق وخير مفضيا


ما رحل ليل وأقبل ضحى

وغرد طير بالأفق شاديا


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى محمد محمد بيومي
ذو القعدة 1433 هـ أكتوبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الاثنين نوفمبر 05, 2012 8:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى خَيْرُ النُسَّاج رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

هو أبو الحسن محمد بن إسماعيل المسمى بخير النساج كان أصله من سامرا وأقام ببغداد
سمى بهذا الاسم لأنه خرج إلى الحج فأخذه رجل على باب الكوفة فقال أنت عبدى واسمك خير
وكان أسودا فلم يخالفه، وأخذه الرجل واستعمله فى نسج الخز سنين وكان يقول له يا خير فيقول لبيك
ثم قال له الرجل بعد سنين انا غلطت لا انت عبدى ولا اسمك خير فلذلك سمى خير النساج
وكان يقول لا أغير اسما سمانى به رجل مسلم
عاش مائة وعشرين عاما

من أقواله

*من عرف الدنيا قدرها وجد من الآخرة حقها ومن جهل من الآخرة حقها قتله من الدنيا نزرها
*الصبر من اخلاق الرجال والرضا من اخلاق الكرام
* شرح صدور المتقين وكشف بصائر المهتدين بنور حقائق الايمان
* العمل الذى يبلغ الغايات هو رؤية التقصير والعجز والضعف
* الخوف سوط الله فى الارض يقوم به أنفسا تعودت سوء الأدب
*ومتى أساءت الجوارح الادب فهو من غفلة القلب وظلمة السر

خير بن عبد الله النساج، أبو الحسن. من "سر من رأى"، ونزل بغداد، وصحب أبا حمزة البغدادى، ولقى سريا السقطي. وكان من أقران النوري. وعمر طويلا، وصحب الجنيد، وابن عطاء. وتاب في مجلسه ابرهيم الخواص والشبلي، وكان أستاذ الجماعة.

مات سنة اثنتين وعشرين مثلثمائة، عن مائة وعشرين سنة.

من كلامه: الخوف سوط الله، يقوم به أنفسا قد تعلمت سوء الأدب؛ فمتى أساءت الجوارح الأدب فهو من غفلة القلب وظلمة السر " .
قال جعفر الخلدي: سألت خيرا النساج: " أكان النسج حرفتك؟ " قال: " لا! " قلت: " فمن اين سميت به؟! " قال: " عاهدت الله ألا آكل الرطب أبدا، فغلبتني نفسي يوما، فأخذت نصف رطل، فلما أكلت واحدة، إذا رجل نظر إلى وقال: "يا خير! يا آبق! هربت منى؟!". وكان له غلام اسمه خير، قد هرب منه، فوقع على شبهه. فاجتمع الناس فقالوا: " والله! هذا غلامك خير! " . فبقيت متحيرا، وعلمت بما أخذت، وعرفت جنايتي. فحملني إلى حانوته، الذي كان ينسج فيه غلمانه، فقالوا: "يا عبد السوء! تهرب من مولاك!. ادخل واعمل عملك الذي كنت تعمل" . وأمرني بنسج الكرباس. فدليت رجلي على أن أعمل، فكأني كنت أعمل من سنين. فبقيت معه أربعة أشهر أنسج له، فقمت ليلة فتوضأت وقمت إلى صلاة الغداة، فسجدت وقلت في سجودي: " إلهي! لا أعود إلى ما فعلت!". فأصبحت فإذا الشبه قد ذهب عنى، وعدت إلى صورتي التي كنت عليها، فأطلقت، فثبت على هذا الاسم " .
وكان يقول: " لا أغير اسما سماني به رجل مسلم " .
وقال عيسى بن محمد؛ سمعت أبا الحسن خيرا النساج يقول: " تقدم إلى شاب من البغاددة، وقد انطبقت يده، فقلت له:" مالك؟! " فقال:" جلست اليك، فحللت عقدة من طرف إزارك، فأخذت منه درهما، فجفت يدي" . فقلت: " كيف فعلت به؟ " ، قال خير: - وكنت قد بعت به لأهلى غزلا - فمسحت يده بيدي، فردها الله عليه، وناولته الدرهم، قلت: "اشتر به شيئا ولا تعد " .
وقال أبو الحسين المالكي: " كنت أصحب خيرا النساج عدة سنين، فقال لي، قبل موته بثمانية أيام: " أنا أموت يوم الخميس، وقت المغرب، وأدفن يوم الجمعة، قبل الصلاة، وستنسى هذا، فلا تنسى! " ، قال أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة، فلقيني من أخبرني بموته، فخرجت لأحضر الجنازة قبل الصلاة كما قال " .
وحكى غيره أنه غشى عليه عند المغرب، ثم أفاق ونظر إلى ناحية من باب البيت، فقال: " قف! عافاك الله! فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتنى، فدعنى أمضى لما أمرت به " . ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه، وتشهد ومات".

نفحة حسينية

رعايةُ ربِّي مِنْ قَبْلِ الْمِهَادِ
بها غَدَوْتُ مُقبِلًا وغادِي
وعَهْدِي به كرمًا وحلمًا
وحفظاً مِنْ مَهَاوٍ وافتقادِ
***
وأنَّى يبلغُ الموهوبُ شُكرًا
لِرَبِّ العرشِ كافي العِبادِ
هو الرَّزَّاقُ للخلقِ قَادِرٌ
يَدْفَعُ بالحَقِّ ظُلْمَ الْأَعَادِي
الرَّافِعُ الخَافِضُ الْمُعِزُّ الْمُقَدِّرُ
مُرْسِلُ الرُّسُلِ بِالدِّينِ الهادِي
***
لَهُ الأفلاكُ والأملاكُ تَخْضَعُ
وَيَخْشَعُ لَهُ جَبَلٌ وَوَادِي
يُسَبِّحُ لهُ في الجوِّ طيرٌ
وتحمدُهُ الخلائقُ في البوادي
***
علا النَسَّاجُ بأمدادٍ وسِرٍّ
وفيضٍ غدا للناسِ بادِي
يُرَى في الكونِ سِرَاجًا وهَدْيًا
وَقَمَرًا يُضِيءُ ليلَ سُهادِ
***
إليهِ ركائبُ العِبادِ تسعى
تودُّ عَطَاءً وَوَصْلَ وِدَادِ
بذِكْرِ القلبِ والرُّوحِ يحيا
على نهجِ قومٍ كِرامٍ زُهَّادِ
يَرى الدنيا إضلالًا وافتتانًا
وشيطانا يُحرك هوى إفسادِ
نجاةُ العبدِ في هجرٍ وتركٍ
لحبِّ دنيا وطولِ رُقادِ
***
بنُورِ الحَقِّ والشرعِ أَدْرَك
دقائقَ السرِّ بوهبِ انفرادِ
أشاعَ حِكَمًا وأَسْدَى نُصْحًا
وأَهْدَى رُشْدًا لآتٍ وغادِي
***
رجالٌ علتْ بالصبر خُلُقًا
سما بالنفس لخير مُرادِ
بنورِ البصائرِ ينشرحُ صدرٌ
ويعلو يقينٌ راسخٌ بازديادِ
***
وسَوطُ الخوفِ لنفسٍ أساءتْ
وجوارحَ بائتْ بسوءِ اعتيادِ
ورؤيةُ التقصيرِ والعجزِ مسعى
لتسليمٍ وتفويضٍ لربٍّ هادِي
وما يُعلي مالٌ قَدْرَ عبدٍ
ولا يسمو جاهٌ بأهلِ فسادِ
***
وحبُّ المختارِ والآلِ مرقى
يطهرُ قلبًا من ران أحقادِ
ويهدي النفسَ إزكاءً وخفضًا
ولطفًا بالضعيفِ من العبادِ
***
صلاةُ الله والتسليمُ دومًا
على مَنْ نورهُ في الكون بادي
وآلٍ وصحبٍ أعلامِ شرعٍ
أضاؤُوا النورَ برحبِ البلادِ
ما رحلَ ليلٌ وأقبل فجرٌ
وهطلَ غيثٌ بسفحِ الوادِي
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى محمد محمد بيومي
شوال 1433 هـ سبتمبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الاثنين نوفمبر 05, 2012 8:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى خَيْرُ النُسَّاج رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

هو أبو الحسن محمد بن إسماعيل المسمى بخير النساج كان أصله من سامرا وأقام ببغداد
سمى بهذا الاسم لأنه خرج إلى الحج فأخذه رجل على باب الكوفة فقال أنت عبدى واسمك خير
وكان أسودا فلم يخالفه، وأخذه الرجل واستعمله فى نسج الخز سنين وكان يقول له يا خير فيقول لبيك
ثم قال له الرجل بعد سنين انا غلطت لا انت عبدى ولا اسمك خير فلذلك سمى خير النساج

وكان يقول لا أغير اسما سمانى به رجل مسلم
عاش مائة وعشرين عاما

من أقواله

*من عرف الدنيا قدرها وجد من الآخرة حقها ومن جهل من الآخرة حقها قتله من الدنيا نزرها
*الصبر من اخلاق الرجال والرضا من اخلاق الكرام
* شرح صدور المتقين وكشف بصائر المهتدين بنور حقائق الايمان
* العمل الذى يبلغ الغايات هو رؤية التقصير والعجز والضعف
* الخوف سوط الله فى الارض يقوم به أنفسا تعودت سوء الأدب
*ومتى أساءت الجوارح الادب فهو من غفلة القلب وظلمة السر

خير بن عبد الله النساج، أبو الحسن. من "سر من رأى"، ونزل بغداد، وصحب أبا حمزة البغدادى، ولقى سريا السقطي. وكان من أقران النوري. وعمر طويلا، وصحب الجنيد، وابن عطاء. وتاب في مجلسه ابرهيم الخواص والشبلي، وكان أستاذ الجماعة.
مات سنة اثنتين وعشرين مثلثمائة، عن مائة وعشرين سنة.
من كلامه: الخوف سوط الله، يقوم به أنفسا قد تعلمت سوء الأدب؛ فمتى أساءت الجوارح الأدب فهو من غفلة القلب وظلمة السر " .
قال جعفر الخلدي: سألت خيرا النساج: " أكان النسج حرفتك؟ " قال: " لا! " قلت: " فمن اين سميت به؟! " قال: " عاهدت الله ألا آكل الرطب أبدا، فغلبتني نفسي يوما، فأخذت نصف رطل، فلما أكلت واحدة، إذا رجل نظر إلى وقال: "يا خير! يا آبق! هربت منى؟!". وكان له غلام اسمه خير، قد هرب منه، فوقع على شبهه. فاجتمع الناس فقالوا: " والله! هذا غلامك خير! " . فبقيت متحيرا، وعلمت بما أخذت، وعرفت جنايتي. فحملني إلى حانوته، الذي كان ينسج فيه غلمانه، فقالوا: "يا عبد السوء! تهرب من مولاك!. ادخل واعمل عملك الذي كنت تعمل" . وأمرني بنسج الكرباس. فدليت رجلي على أن أعمل، فكأني كنت أعمل من سنين. فبقيت معه أربعة أشهر أنسج له، فقمت ليلة فتوضأت وقمت إلى صلاة الغداة، فسجدت وقلت في سجودي: " إلهي! لا أعود إلى ما فعلت!". فأصبحت فإذا الشبه قد ذهب عنى، وعدت إلى صورتي التي كنت عليها، فأطلقت، فثبت على هذا الاسم " .
وكان يقول: " لا أغير اسما سماني به رجل مسلم " .
وقال عيسى بن محمد؛ سمعت أبا الحسن خيرا النساج يقول: " تقدم إلى شاب من البغاددة، وقد انطبقت يده، فقلت له:" مالك؟! " فقال:" جلست اليك، فحللت عقدة من طرف إزارك، فأخذت منه درهما، فجفت يدي" . فقلت: " كيف فعلت به؟ " ، قال خير: - وكنت قد بعت به لأهلى غزلا - فمسحت يده بيدي، فردها الله عليه، وناولته الدرهم، قلت: "اشتر به شيئا ولا تعد " .
وقال أبو الحسين المالكي: " كنت أصحب خيرا النساج عدة سنين، فقال لي، قبل موته بثمانية أيام: " أنا أموت يوم الخميس، وقت المغرب، وأدفن يوم الجمعة، قبل الصلاة، وستنسى هذا، فلا تنسى! " ، قال أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة، فلقيني من أخبرني بموته، فخرجت لأحضر الجنازة قبل الصلاة كما قال " .
وحكى غيره أنه غشى عليه عند المغرب، ثم أفاق ونظر إلى ناحية من باب البيت، فقال: " قف! عافاك الله! فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتنى، فدعنى أمضى لما أمرت به " . ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه، وتشهد ومات".

نفحة حسينية

رعايةُ ربِّي مِنْ قَبْلِ الْمِهَادِ
بها غَدَوْتُ مُقبِلًا وغادِي
وعَهْدِي به كرمًا وحلمًا
وحفظاً مِنْ مَهَاوٍ وافتقادِ
***
وأنَّى يبلغُ الموهوبُ شُكرًا
لِرَبِّ العرشِ كافي العِبادِ
هو الرَّزَّاقُ للخلقِ قَادِرٌ
يَدْفَعُ بالحَقِّ ظُلْمَ الْأَعَادِي
الرَّافِعُ الخَافِضُ الْمُعِزُّ الْمُقَدِّرُ
مُرْسِلُ الرُّسُلِ بِالدِّينِ الهادِي
***
لَهُ الأفلاكُ والأملاكُ تَخْضَعُ
وَيَخْشَعُ لَهُ جَبَلٌ وَوَادِي
يُسَبِّحُ لهُ في الجوِّ طيرٌ
وتحمدُهُ الخلائقُ في البوادي
***
علا النَسَّاجُ بأمدادٍ وسِرٍّ
وفيضٍ غدا للناسِ بادِي
يُرَى في الكونِ سِرَاجًا وهَدْيًا
وَقَمَرًا يُضِيءُ ليلَ سُهادِ
***
إليهِ ركائبُ العِبادِ تسعى
تودُّ عَطَاءً وَوَصْلَ وِدَادِ
بذِكْرِ القلبِ والرُّوحِ يحيا
على نهجِ قومٍ كِرامٍ زُهَّادِ
يَرى الدنيا إضلالًا وافتتانًا
وشيطانا يُحرك هوى إفسادِ
نجاةُ العبدِ في هجرٍ وتركٍ
لحبِّ دنيا وطولِ رُقادِ
***
بنُورِ الحَقِّ والشرعِ أَدْرَك
دقائقَ السرِّ بوهبِ انفرادِ
أشاعَ حِكَمًا وأَسْدَى نُصْحًا
وأَهْدَى رُشْدًا لآتٍ وغادِي
***
رجالٌ علتْ بالصبر خُلُقًا
سما بالنفس لخير مُرادِ
بنورِ البصائرِ ينشرحُ صدرٌ
ويعلو يقينٌ راسخٌ بازديادِ
***
وسَوطُ الخوفِ لنفسٍ أساءتْ
وجوارحَ بائتْ بسوءِ اعتيادِ
ورؤيةُ التقصيرِ والعجزِ مسعى
لتسليمٍ وتفويضٍ لربٍّ هادِي
وما يُعلي مالٌ قَدْرَ عبدٍ
ولا يسمو جاهٌ بأهلِ فسادِ
***
وحبُّ المختارِ والآلِ مرقى
يطهرُ قلبًا من ران أحقادِ
ويهدي النفسَ إزكاءً وخفضًا
ولطفًا بالضعيفِ من العبادِ
***
صلاةُ الله والتسليمُ دومًا
على مَنْ نورهُ في الكون بادي
وآلٍ وصحبٍ أعلامِ شرعٍ
أضاؤُوا النورَ برحبِ البلادِ
ما رحلَ ليلٌ وأقبل فجرٌ
وهطلَ غيثٌ بسفحِ الوادِي
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى محمد محمد بيومي
شوال 1433 هـ سبتمبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الاثنين نوفمبر 05, 2012 9:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أغسطس 21, 2012 8:40 pm
مشاركات: 6500
كلام جميل جدا و شعر جيد يستحق الاهتمام بارك الله فيك يا محب الدين الصوفي و حفظ الله السيد محمد بيومي

_________________
صورة
ياباب المدينه ياصهر المختار
فارسنا المظفر حيدر الكرار
تخشاك الفوارس انت ذوالفقار
هادم حصن خيبر فيها الباب طار
سلام يا جدي حيدر الكرار


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الخميس نوفمبر 08, 2012 7:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى معروف الكرخي (رضي الله عنه)



علم الزهاد ، بركة العصر، أبو محفوظ البغدادي ، واسم أبيه فيروز ، وقيل : فيرزان ، من الصابئة .

وقيل : كان أبواه نصرانيين ، فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له قل :ثالث ثلاثة ، فيقول معروف : بل هو الواحد ، فيضربه ، فيهرب ، فكان والداه يقولان : ليته رجع ، ثم إن أبويه أسلما .

وذكر السلمي أنه صحب داود الطامي ، ولم يصح .

روى عن : الربيع بن صبيح ، وبكر بن خنيس ، وابن السماك وغيرهم شيئا قليلا .

وعنه : خلف بن هشام ، وزكريا بن يحيى بن أسد ، ويحيى بن أبي طالب .

ذكر معروف عند الإمام أحمد ، فقيل : قصير العلم ، فقال : أمسك ، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف .

قال إسماعيل بن شداد : قال لنا سفيان بن عيينة : ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد ؟ قلنا : من هو ؟ قال : أبو محفوظ معروف . قلنا :بخير ، قال : لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم .

قال السراج : حدثنا أبو بكر بن أبي طالب قال : دخلت مسجد معروف ، فخرج ، وقال : حياكم الله بالسلام ، ونعمنا وإياكم بالأحزان ، ثم أذن ، فارتعد ، وقف شعره ، وانحنى حتى كاد يسقط .

عن معروف قال : إذا أراد الله بعبد شرا ، أغلق عنه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل .

وقال جشم بن عيسى : سمعت عمي معروف -ابن الفيرزان- يقول :سمعت بكر بن خنيس يقول : كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي ؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف . قال : ثم يقول معروف : إذا كنت لا تحسن تتقي ، أكلت الربا ، ولقيت المرأة ، فلم تغض عنها ، ووضعت سيفك على عاتقك ، إلى أن قال : ومجلسي هذا ينبغي لنا أن نتقيه ، فتنة للمتبوع ، وذلة للتابع .

قيل : أتى رجل بعشرة دنانير إلى معروف ، فمر سائل ، فناوله إياها ، وكان يبكي ، ثم يقول : يا نفس كم تبكين ؟ أخلصي تخلصي .
وسئل : كيف تصوم ؟ فغالط السائل ، وقال : صوم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان كذا وكذا ، وصوم داود كذا وكذا ، فألح عليه ، فقال : أصبح دهري صائما ، فمن دعاني ، أكلت ، ولم أقل : إني صائم .

وقص إنسان شارب معروف ، فلم يفتر من الذكر ، فقال : كيف أقص ؟ فقال: أنت تعمل ، وأنا أعمل .

وقيل : اغتاب رجل عند معروف ، فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك وعنه قال : ما أكثر الصالحين ، وما أقل الصادقين .

وعنه : من كابر الله ، صرعه ، ومن نازعه ، قمعه ، ومن ماكره ، خدعه ، ومن توكل عليه ، منعه ، ومن تواضع له ، رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله .

وقيل : أتاه ملهوف سرق منه ألف دينار ليدعو له ، فقال : ما أدعو أما زَوَيْتَهُ عن أنبيائك وأوليائك ، فرده عليه .

قيل أنشد مرة في السحر :

ما تضر الذنـوب لو أعتقْتَنـي

رحمـة لي فقد علاني المشيب



وعنه : من لعن إمامه ، حرم عدله .

وعن محمد بن منصور الطوسي ، قال : قعدت مرة إلى معروف ، فلعله قال : واغوثاه يا الله ، عشرة آلاف مرة ، وتلا : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ وعن ابن شيرويه : قلت لمعروف : بلغني أنك تمشي على الماء .

قال : ما وقع هذا ، ولكن إذا هممت بالعبور ، جمع لي طرفا النهر ، فأتخطاه .

أبو العباس بن مسروق : حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال : كنت عند معروف ، ثم جئت ، وفي وجهه أثر ، فسئل عنه ، فقال للسائل : سل عما يعنيك عافاك الله ، فأقسم عليه ، فتغير وجهه ، ثم قال : صليت البارحة ، ومضيت ، فطفت بالبيت ، وجئت لأشرب من زمزم ، فزلقت ، فأصاب وجهي هذا .

ابن مسروق : حدثنا يعقوب ابن أخي معروف ، أن معروفا استسقى لهم في يوم حار ، فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا .

وقد استجيب دعاء معروف في غير قضية ، وأفرد الإمام أبو الفرج بن الجوزي مناقب معروف في أربع كراريس.

قال عبيد بن محمد الوراق : مر معروف ، وهو صائم بسقاء يقول :رحم الله من شرب ، فشرب رجاء الرحمة .

وقد حكى أبو عبد الرحمن السلمي شيئا غير صحيح ، وهو أن معروفا الكرخي كان يحجب علي بن موسى الرضى ، قال : فكسروا ضلع معروف ، فمات فلعل الرضى ، كان له حاجب اسمه معروف ، فوافق اسمه اسم زاهد العراق .

وعن إبراهيم الحربي قال : قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده؛ لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاة ، كما أن الدعاء في السحر مرجو ، ودبر المكتوبات ، وفي المساجد ، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ، اللهم إني مضطر إلى العفو ، فاعف عني .

قال أبو جعفر بن المنادي وثعلب : مات معروف سنة مائتين.قال الخطيب : هذا هو الصحيح . وقال يحيى بن أبي طالب : مات سنة أربع ومائتين.-رحمة الله عليه-.

أخبرنا محمد بن علي السلمي ، أخبرنا البهاء عبد الرحمن المقدسي ، أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان ، أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا زكريا بن يحيى المروزي ، حدثنا معروف الكرخي قال : قال بكر بن خنيس : إن في جهنم لواديا تتعوذ جهم منه كل يوم سبع مرات ، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم منها كل يوم سبع مرات ، يبدأ بفسقة حملة القرآن ، فيقولون : أي رب ، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من يعلم كمن لا يعلم .

أنبأنا مؤمل بن محمد ، أخبرنا الكندي ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا ابن رزق ، حدثنا عثمان بن أحمد ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا معروف الكرخى ، حدثني الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن عائشة ، قالت : لو أدركت ليلة القدر ، ما سألت الله إلا العفو والعافية.


نفحة حسينية



تَبَدَّى الْكَرْخِي نِبْرَاسًا وَذُخْرًا

وَعَلَمًا عَلَا سَمَا الزُّهَّادِ


لَهُ الْبَرَكَاتُ فِي حِلٍّ وَرَحْلٍ

تَعُمُّ عَلَى الْخَلَائِقِ فِي الْبِلَادِ


***


يَصُومُ الدَّهْرَ مَرْضَاةً وَقُرْبًا

إِلَى الْمَعْبُودِ يَرْحَلُ فِي انْقِيَادِ


وَيُفْطِرُ مَا دَعَاهُ لِطِيبِ طُعَمٍ

تَقِيّ فِي الْمَرَاشِدِ فِي ازْدِيَادِ


يُنَاجِي الرَّبَّ أَنْ يُعْتِقَهُ عَفْوًا

وَقَدْ أَضْحَى مَشِيبُ الرَّأْسِ بَادِي


وَيَمْضِي طَالِبًا غَوْثًا وَمَدَدًا

مِنَ اللهِ فِي لَيْلِ السُّهَادِ


كَرِيمٌ رَبُّنَا بِالْعَبْدِ يَرْحَمُ

يُفَرِّجُ عَنْهُ كُرُبَاتٍ شِدَادِ


***


لَهُ الْإِرْشَادُ يُبْدِيهِ نُصْحٌ

لِمَنْ يَرْجُو سَبِيلَ رَبٍّ هَادِي


سَمِعْتُ فِي الصِّبَا صَوْتًا يُنَادِي

دَعِ الدُّنيَا لِتَظْفَرَ فِي الْمِيعَادِ


وَكُنْ فِيهَا غَرِيبًا مُسْتَجِيرًا

مِنَ الْأَهْوَاءِ دَرْءًا وَالْفَسَادِ


***


وَدَاوِ النَّفْسَ مِنْ فِتَنٍ وَزَيْغٍ

وَحَاذِرْ مِنْ رُكُونٍ أَوْ رُقَادِ


وَطَهِّرْ قَلْبَكَ مِنْ كَدَرٍ وَرَانِ

وَعِشْ بِالْحُبِّ صَفْوًا فِي وِدَادِ


فَنَهْجُ الْحُبِّ لِلْمَوْعُودِ شِرْبٌ

وَسُقْيَا لِلصَّلَاحِ وَطُعَمِ زَادِ


***


وَأَعْلِ الرُّوحَ بِالْأَذْكَارِ تَسْمُو

إِلَى الْمَلَكُوتِ تَسْبَحُ فِي ارْتِيَادِ


وَعِشْ فِي الدنيا بِكَفَافٍ وَسَتْرٍ

وَنَهْجٍ رَاعَهُ خَيْرُ الْعِبَادِ


رَبِيبُ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ يَسْعَدُ

بِطِيبِ الْعَيْشِ يَهْنَأُ وَالسَّدَادِ


***


يُمِيزُ الصَّالِحِينَ كَثِيرُ عَدَدٍ

وَيَبْقَى الصِّدْقُ تَاجَ الرُّوَّادِ


وَلَا خَيْرَ فِي دُنْيَا تَرُوجُ

لِأَهْلِ الْفِتَنِ وَدُعَاةِ الْفَسَادِ


وَعَقْلَكَ بالعلمِ وَالنّورِ وَالِ

فَجَهْلُ المرءِ خُسرانُ افتقادِ


وكُنْ للحقِّ موصولًا بشرعٍ

وقولٍ لا يَحِيدُ عَنِ السَّدادِ


وتركُ الجَدَلِ منجاةٌ وأدبٌ

وبابٌ فيهِ مرقَى للْجِهَادِ


***


كراماتُ الوَلِيِّ دَلِيلُ صِدْقٍ

وتأييدٌ يدومُ بِلَا نَفَادِ


دُعاءٌ بضَرِيحِ الشَّيْخِ يُقْبَلُ

وَذَاكَ مُجَرَّبٌ عند الشِّدَادِ


ومَا ماتَ قلبٌ عاشَ يَنْبِضُ

بِذِكْرِ اللهِ فِي آتٍ وَغَادِ


***


وصلِّ ربَّنا دومًا وأبدًا

على هادٍ ومهدٍ للرَّشَادِ


وآلٍ وصحبٍ عاشوا نجمًا

تُضيءُ النُّورَ في سهلٍ ووَادِ


مَا رحلَ ليلٌ وأقبلَ فجرٌ

وسبَّحَ طيرٌ بحمدِ الْهَادِي


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
شوال 1433 هـ
أغسطس 2012 م



الفاضل الكرار / بارك الله فيك ، ولا حرمنا من مرورك الكريم على هذه النفحات الحسينية ..


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الخميس نوفمبر 08, 2012 7:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى معروف الكرخي (رضي الله عنه)



علم الزهاد ، بركة العصر، أبو محفوظ البغدادي ، واسم أبيه فيروز ، وقيل : فيرزان ، من الصابئة .

وقيل : كان أبواه نصرانيين ، فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له قل :ثالث ثلاثة ، فيقول معروف : بل هو الواحد ، فيضربه ، فيهرب ، فكان والداه يقولان : ليته رجع ، ثم إن أبويه أسلما .

وذكر السلمي أنه صحب داود الطامي ، ولم يصح .

روى عن : الربيع بن صبيح ، وبكر بن خنيس ، وابن السماك وغيرهم شيئا قليلا .

وعنه : خلف بن هشام ، وزكريا بن يحيى بن أسد ، ويحيى بن أبي طالب .

ذكر معروف عند الإمام أحمد ، فقيل : قصير العلم ، فقال : أمسك ، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف .

قال إسماعيل بن شداد : قال لنا سفيان بن عيينة : ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد ؟ قلنا : من هو ؟ قال : أبو محفوظ معروف . قلنا :بخير ، قال : لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم .

قال السراج : حدثنا أبو بكر بن أبي طالب قال : دخلت مسجد معروف ، فخرج ، وقال : حياكم الله بالسلام ، ونعمنا وإياكم بالأحزان ، ثم أذن ، فارتعد ، وقف شعره ، وانحنى حتى كاد يسقط .

عن معروف قال : إذا أراد الله بعبد شرا ، أغلق عنه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل .

وقال جشم بن عيسى : سمعت عمي معروف -ابن الفيرزان- يقول :سمعت بكر بن خنيس يقول : كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي ؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف . قال : ثم يقول معروف : إذا كنت لا تحسن تتقي ، أكلت الربا ، ولقيت المرأة ، فلم تغض عنها ، ووضعت سيفك على عاتقك ، إلى أن قال : ومجلسي هذا ينبغي لنا أن نتقيه ، فتنة للمتبوع ، وذلة للتابع .

قيل : أتى رجل بعشرة دنانير إلى معروف ، فمر سائل ، فناوله إياها ، وكان يبكي ، ثم يقول : يا نفس كم تبكين ؟ أخلصي تخلصي .
وسئل : كيف تصوم ؟ فغالط السائل ، وقال : صوم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان كذا وكذا ، وصوم داود كذا وكذا ، فألح عليه ، فقال : أصبح دهري صائما ، فمن دعاني ، أكلت ، ولم أقل : إني صائم .

وقص إنسان شارب معروف ، فلم يفتر من الذكر ، فقال : كيف أقص ؟ فقال: أنت تعمل ، وأنا أعمل .

وقيل : اغتاب رجل عند معروف ، فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك وعنه قال : ما أكثر الصالحين ، وما أقل الصادقين .

وعنه : من كابر الله ، صرعه ، ومن نازعه ، قمعه ، ومن ماكره ، خدعه ، ومن توكل عليه ، منعه ، ومن تواضع له ، رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله .

وقيل : أتاه ملهوف سرق منه ألف دينار ليدعو له ، فقال : ما أدعو أما زَوَيْتَهُ عن أنبيائك وأوليائك ، فرده عليه .

قيل أنشد مرة في السحر :

ما تضر الذنـوب لو أعتقْتَنـي

رحمـة لي فقد علاني المشيب



وعنه : من لعن إمامه ، حرم عدله .

وعن محمد بن منصور الطوسي ، قال : قعدت مرة إلى معروف ، فلعله قال : واغوثاه يا الله ، عشرة آلاف مرة ، وتلا : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ وعن ابن شيرويه : قلت لمعروف : بلغني أنك تمشي على الماء .

قال : ما وقع هذا ، ولكن إذا هممت بالعبور ، جمع لي طرفا النهر ، فأتخطاه .

أبو العباس بن مسروق : حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال : كنت عند معروف ، ثم جئت ، وفي وجهه أثر ، فسئل عنه ، فقال للسائل : سل عما يعنيك عافاك الله ، فأقسم عليه ، فتغير وجهه ، ثم قال : صليت البارحة ، ومضيت ، فطفت بالبيت ، وجئت لأشرب من زمزم ، فزلقت ، فأصاب وجهي هذا .

ابن مسروق : حدثنا يعقوب ابن أخي معروف ، أن معروفا استسقى لهم في يوم حار ، فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا .

وقد استجيب دعاء معروف في غير قضية ، وأفرد الإمام أبو الفرج بن الجوزي مناقب معروف في أربع كراريس.

قال عبيد بن محمد الوراق : مر معروف ، وهو صائم بسقاء يقول :رحم الله من شرب ، فشرب رجاء الرحمة .

وقد حكى أبو عبد الرحمن السلمي شيئا غير صحيح ، وهو أن معروفا الكرخي كان يحجب علي بن موسى الرضى ، قال : فكسروا ضلع معروف ، فمات فلعل الرضى ، كان له حاجب اسمه معروف ، فوافق اسمه اسم زاهد العراق .

وعن إبراهيم الحربي قال : قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده؛ لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاة ، كما أن الدعاء في السحر مرجو ، ودبر المكتوبات ، وفي المساجد ، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ، اللهم إني مضطر إلى العفو ، فاعف عني .

قال أبو جعفر بن المنادي وثعلب : مات معروف سنة مائتين.قال الخطيب : هذا هو الصحيح . وقال يحيى بن أبي طالب : مات سنة أربع ومائتين.-رحمة الله عليه-.

أخبرنا محمد بن علي السلمي ، أخبرنا البهاء عبد الرحمن المقدسي ، أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان ، أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا زكريا بن يحيى المروزي ، حدثنا معروف الكرخي قال : قال بكر بن خنيس : إن في جهنم لواديا تتعوذ جهم منه كل يوم سبع مرات ، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم منها كل يوم سبع مرات ، يبدأ بفسقة حملة القرآن ، فيقولون : أي رب ، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من يعلم كمن لا يعلم .

أنبأنا مؤمل بن محمد ، أخبرنا الكندي ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا ابن رزق ، حدثنا عثمان بن أحمد ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا معروف الكرخى ، حدثني الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن عائشة ، قالت : لو أدركت ليلة القدر ، ما سألت الله إلا العفو والعافية.


نفحة حسينية



تَبَدَّى الْكَرْخِي نِبْرَاسًا وَذُخْرًا

وَعَلَمًا عَلَا سَمَا الزُّهَّادِ


لَهُ الْبَرَكَاتُ فِي حِلٍّ وَرَحْلٍ

تَعُمُّ عَلَى الْخَلَائِقِ فِي الْبِلَادِ


***


يَصُومُ الدَّهْرَ مَرْضَاةً وَقُرْبًا

إِلَى الْمَعْبُودِ يَرْحَلُ فِي انْقِيَادِ


وَيُفْطِرُ مَا دَعَاهُ لِطِيبِ طُعَمٍ

تَقِيّ فِي الْمَرَاشِدِ فِي ازْدِيَادِ


يُنَاجِي الرَّبَّ أَنْ يُعْتِقَهُ عَفْوًا

وَقَدْ أَضْحَى مَشِيبُ الرَّأْسِ بَادِي


وَيَمْضِي طَالِبًا غَوْثًا وَمَدَدًا

مِنَ اللهِ فِي لَيْلِ السُّهَادِ


كَرِيمٌ رَبُّنَا بِالْعَبْدِ يَرْحَمُ

يُفَرِّجُ عَنْهُ كُرُبَاتٍ شِدَادِ


***


لَهُ الْإِرْشَادُ يُبْدِيهِ نُصْحٌ

لِمَنْ يَرْجُو سَبِيلَ رَبٍّ هَادِي


سَمِعْتُ فِي الصِّبَا صَوْتًا يُنَادِي

دَعِ الدُّنيَا لِتَظْفَرَ فِي الْمِيعَادِ


وَكُنْ فِيهَا غَرِيبًا مُسْتَجِيرًا

مِنَ الْأَهْوَاءِ دَرْءًا وَالْفَسَادِ


***


وَدَاوِ النَّفْسَ مِنْ فِتَنٍ وَزَيْغٍ

وَحَاذِرْ مِنْ رُكُونٍ أَوْ رُقَادِ


وَطَهِّرْ قَلْبَكَ مِنْ كَدَرٍ وَرَانِ

وَعِشْ بِالْحُبِّ صَفْوًا فِي وِدَادِ


فَنَهْجُ الْحُبِّ لِلْمَوْعُودِ شِرْبٌ

وَسُقْيَا لِلصَّلَاحِ وَطُعَمِ زَادِ


***


وَأَعْلِ الرُّوحَ بِالْأَذْكَارِ تَسْمُو

إِلَى الْمَلَكُوتِ تَسْبَحُ فِي ارْتِيَادِ


وَعِشْ فِي الدنيا بِكَفَافٍ وَسَتْرٍ

وَنَهْجٍ رَاعَهُ خَيْرُ الْعِبَادِ


رَبِيبُ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ يَسْعَدُ

بِطِيبِ الْعَيْشِ يَهْنَأُ وَالسَّدَادِ


***


يُمِيزُ الصَّالِحِينَ كَثِيرُ عَدَدٍ

وَيَبْقَى الصِّدْقُ تَاجَ الرُّوَّادِ


وَلَا خَيْرَ فِي دُنْيَا تَرُوجُ

لِأَهْلِ الْفِتَنِ وَدُعَاةِ الْفَسَادِ


وَعَقْلَكَ بالعلمِ وَالنّورِ وَالِ

فَجَهْلُ المرءِ خُسرانُ افتقادِ


وكُنْ للحقِّ موصولًا بشرعٍ

وقولٍ لا يَحِيدُ عَنِ السَّدادِ


وتركُ الجَدَلِ منجاةٌ وأدبٌ

وبابٌ فيهِ مرقَى للْجِهَادِ


***


كراماتُ الوَلِيِّ دَلِيلُ صِدْقٍ

وتأييدٌ يدومُ بِلَا نَفَادِ


دُعاءٌ بضَرِيحِ الشَّيْخِ يُقْبَلُ

وَذَاكَ مُجَرَّبٌ عند الشِّدَادِ


ومَا ماتَ قلبٌ عاشَ يَنْبِضُ

بِذِكْرِ اللهِ فِي آتٍ وَغَادِ


***


وصلِّ ربَّنا دومًا وأبدًا

على هادٍ ومهدٍ للرَّشَادِ


وآلٍ وصحبٍ عاشوا نجمًا

تُضيءُ النُّورَ في سهلٍ ووَادِ


مَا رحلَ ليلٌ وأقبلَ فجرٌ

وسبَّحَ طيرٌ بحمدِ الْهَادِي


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
شوال 1433 هـ
أغسطس 2012 م



الفاضل الكرار / بارك الله فيك ، ولا حرمنا من مرورك الكريم على هذه النفحات الحسينية ..


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الجمعة نوفمبر 09, 2012 8:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى الإمام الشبلي
تاج الصوفية الامام الشبلي

قطب حلقت روحه بالافق الاعلى وارتفعت الى منازل الصديقين, وولي اسكرته انوار التجريد فنطق عن حقائق التوحيد بما يقطع اوهام الحائرين وينير دروب السالكين . فنلتمس زادا من النور المشع من قبس عرفانه لعل جذبة من اشراق فيضه تستل من اعماقنا استار الحجب , وتصل بنا الى ساحل الحقيقة والى افق النور .

ولنأخذ اولا فيما لا بد منه من ترجمته الشخصية بالقدر الموصل لمدخل شخصيته : في تحقيق تسميته ذكر كثير من مؤرخي الصوفية ان اسمه دلف بن جحدر الشبلي بينما ذهب آخرون الى ان اسمه جعفر بن يونس , وقد روى السلمي هذه التسمية الاخيرة في طبقاته عن احد معاصريه , ورأى ذلك مكتوبا على قبر الامام الشبلي ببغداد .

وأيا كان فالكل متفق على الكنية واللقب اللذين اشتهر بهما سيدي ابو بكر الشبلي . وقد ولد ببغداد سنة 247 ولحق بربه سنة 324 عن سبع وثمانين سنة , وهو خراساني الاصل , وقد نشأ في بغداد وكان والده حاجب الحجاب للخليفة الموفق , فتربى الشبلي في ظلال النعمة والمكرمة أخذا بنصيبه من الدين والدنيا , حيث تفقه على مذهب الامام مالك واشتغل بعلم الحديث وروى منه الكثير .

ومع روايته للحديث واشتغاله بالعلم فقد ترقى في مناصب الدولة حتى صار واليا بنهاوند والبصرة واصبح مقربا من الخليفة واتسع مجده وشهرته ولكن المقادير كانت تدخر له من العناية ما لم يدر بخلده . فكان بدء عهده بطريق القوم حينما هيأت له الاقدار ان يحضر الى مجلس الصوفي بالعارف سيدي خير النساج . فاستمع الى حديثه في علوم القوم ورأى ما ابداه الشيخ من عجائب احواله وخوارقه , واحس الشبلي بوقع كلمات الشيخ في اعماق نفسه ووجدانه تكشف له عن مدى تفريطه في حق مولاه واعراضه عن طاعة سيده , فانهمرت دموع ندمه وتوبته وقام من مجلس الشيخ وقد تفجرت في اعماقه ذرات الخشية والانابة , وعزم على المضي في طريق مولاه فترك مركزه ورمى بجاهه وشهرته حتى لقد ذهب الى مقاطعة ( ودماوند ) التي اقطعها اياه الخليفة , وقال لاهلها : كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل , وبدأ التحول الخطير في حياة العارف الشبلي , لقد صار يحس بتيار جارف من التعلق بالله يهز في اركان نفسه , وماذا يساوي ملك الدنيا باسرها بجانب نعيم لحظة يتصل فيها العبد بخالقه , اليس منه البدء واليه المنتهى ( فإلام الفرار من الله ومتى الفرار اليه ؟ )واسرع الشبلي للقاء الامام الجنيد سيد الطائفة الصوفية ليتلقى عنه اصول الطريق الصوفي ولينخرط في سلك اكرم طائفة , انها طائفة الربانيين من عباد الله .

وعلى اهمية الاستمداد من محيط امدادات القوم جرى بينه وبين الامام الجنيد هذا الحوار الحافل بدرر المعاني , وهو كما يذكره صاحب التبر المسبوك : ان الشبلي قال للجنيد : ( لقد حدثوني عنك ان عندك جوهرة العلم الرباني الذي لا يضل صاحبه ولا يشقى , فاما ان تمنح واما ان تبيع.

فقال الجنيد : لا استطيع ان ابيعها لك فما عندك ثمنها , وان منحتها لك اخذتها رخيصة فلا تعرف قدرها , ولكن وقد رزقت هذا العزم فهو علامة الاذن , وبشير التوفيق , فالق بنفسك غير هياب في عباب هذا المحيط مثلما فعلت انا , ولعلك ان صبرت وصاحبك التوفيق ان تظفر بها , واعلم ان طريقنا طريق المجاهدين الاخذين بقوله تعالى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا فاجعل هذه الاية نصب عينك فهي معراجك الى ما تريد ) .

ووضع الامام الشبلي قدمه على اول الطريق حيث تلقى نسبته الصوفية عن الامام الجنيد عن سيدي السري السقطي عن سيدي معروف الكرخي الذي نهل من نبع آل البيت . حيث اخذ عن سيدي علي الرضا من جهة كما اخذ عن سيدي داود الطائي عن التابعين من جهة اخرى , وكان الارتباط بين سيدي ابي بكر الشبلي وسيدي ابي القاسم الجنيد يفوق في مدلوله حد التصور , وانها صحبة لولاية في طريق الحق وانها خلة الروح على صراط المحبة , ولقد كان كل منهما كبيرا في عين الاخر شامخا في منزلته سامقا في رفعته , ولقد بلغ من تقدير الامام الجنيد لمكانة العارف الشبلي بين اقطاب الصوفية انه قال ( لكل قوم تاج وتاج قومنا الشبلي ) انها كلمة حق من سيد الطائفة , الامام الشبلي خليق بها واهل لها لاننا حينما نقلب صفحات الجهاد الروحي , ونستطلع الجانب العلمي عن العارف الشبلي سنجد – ولا شك – سطور من النور تشير الى سمو هذه الشخصية وعظم منزلها , فمن الناحية العلمية – وقد اشرنا اليها بصدد الحديث عن نشأته – يروي صاحب كتاب تاريخ بغداد بسنده عن الشبلي انه قال ( كتبت الحديث عشرين سنة وجالست الفقهاء عشرين سنة ) ومرة اخرى يقول الشبلي مشيرا الى نفسه ( اعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة التي يرون سبعين قمطرا مكتوبا بخطه وحفظ الموطأ وقرأ بكذا وكذا قراءة ) .

يروي صاحب الرسالة القشيرية ان فقيها من اكابر الفقهاء كانت حلقته بجانب حلقة الشبلي في جامع المنصور : وكان يقال لذلك الفقيه ( ابو عمران ) وكانت تتعطل عليهم حلقاتهم لكلام الشبلي فسال اصحاب ابي عمران يوما الشبلي عن مسالة في الحيض – وقصدوا اخجاله – فذكر مقالات الناس في تلك المسالة والخلاف فيها , فقام ابو عمران وقبل راس الشبلي وقال : يا ابا بكر : استفدت في هذه المسالة عشر مقالات لم اسمعها , وكان عندي من جملة ما قلت ثلاثة اقاويل . أهـ .

وكان للشبلي لسان عال في الطريق ومحجة قوية في الشريعة يشهد بها كل من تصدى لجداله من الفقهاء , ان الشبلي منذ عرف طريق القوم قد قطع على نفسه عهدا بالتجرد لمولاه فالحب الذي غمر قلبه لله يأبى ادنى مشاركة فاختط لنفسه طريق الجهاد الاكبر مع نفسه وهواه , وبلغ به الحد في مجاهدته نفسه انه كان يكتحل بالملح حتى لا ينام ويعتاد السهر , وحينما لامه اصحابه في قلة النوم قال لهم ( سمعت الحق يقول لي : من نام غفل ومن غفل حجب , وكان هذا سبب اكتحالي بالملح حتى لا انام ) لقد كان يبيت الليل ساهرا يقطع انفاس السحر في قيام لربه وليسكب في دياجي الليل أنات الخشية والانابة انه الحب الالهي الذي لا يقاس به حب في الوجود , واذا كان عشق المخلوق قد افضى بقيس بن عامر الى الجنون بليلاه فكيف بعشق الخالق ؟

والمحبة الالهية لها وصف لا يعرفه الا من ارتوى من سلافها , وقد وصف الشبلي المحب قائلا : ( المحبة كأس لها وهج ان استقرت في الحواس قتلت , وان سكنت في النفوس اسكرت , فهي سكر في الظاهر ومحبة في الباطن ) .

ومرة اخرى يقول ( المحبة بحار بلا شاطئ وليل بلا آخر وهم بلا فرح وعلة بلا طبيب وبلاء بلا صبر ويأس بلا رجاء ) انها قمة المحبة التي تفنى المحب وتأخذه عن نفسه لمحبوبه , وان الولي لا يصل الا باشراق شمسها في قلبه , فهي دليله ومنهاجه لذا يقول الشبلي ( صراط الاولياء المحبة ) .

وللامام الشبلي معراج في الحقيقة يسمو الى مراقي يضيق عنها حد العبارة , ولقد عبر عن تلك المراقي السامية في مقام يسميه الصوفية مقام الاستطالة , حيث يؤذن للولي ان يتحدث بما انعم الله به عليه , فلقد سئل مرة من انت ؟ فقال : ( النقطة التي تحت الباء ) .
وهذه العبارة رمز لفنائه في حقيقة الحقائق التي قامت بها العوالم كلها , ولقد حدث ان العارف الحلاج – وهو من اقرب اصحاب الشبلي واحبهم اليه – قد صرح في هذا المقام بما لا تطيقه عقول العامة واشباههم . فكان من امره ما كان , واذ قال العارف الشبلي ( كنت انا والحسين بن منصور شيئا واحدا الا انه ظهر وكتمت ) . ولقد تحدث الشبلي عن مفهوم التصوف والصوفية فاعطى لهذا المفهوم روحا جيدة من نفس مشرعة في الحب والتحقق فهو يعرف التصوف قائلا : ( هو العصمة عن رؤية الاكوان ) اي عن الرؤية القلبية التي يحتجب فيها الانسان بالكون عن الكون . ثم يقول عن الصوفي : ( الصوفي منقطع عن الخلق متصل بالحق ) .

وقيل له : لم سميت الصوفية بهذا الاسم ؟

فقال : لبقية بقيت عليهم , ولولا ذلك ما تعلقت بهم تسمية , ومرمى عبارته : ان الصوفي حين ينقطع عن نفسه لمولاه لا يتم له هذا الانقطاع تماما اذ يتبقى له جزء من انيته وحقيقته , وهذا هو الجزء هو متعلق التسمية ولولاه لكان عدما محضا والعدم لا تلحقه التسمية .
اما عن المنهج الذي سار عليه الامام الشبلي في تربية المريدين فهو ينحصر في التعلق التام والدائم بالله تعالى . فان صفاء القلب يتعكر بادنى شاغل عن الله .

وقال في حقيقة الذكر : ليس من استانس بالذكر كمن استانس بالمذكور وانشد قائلا :



ذكرتك لا اني نسيتك لمحة

وايسر ما في الذكر ذكر لساني


وكدت بلا وجد اموت من الهوى

وهام على القلب بالخفقان


فلما اراني الوجد انك حاضري

شهدتك موجودا بكل مكان


فخاطبت موجودا بغير تكلم

ولاحظت معلوما بغير عيان



وبعد : فلماذا نقول عن امام في المعرفة ارتفعت فوق المحبة الالهية اعلامه , وسرت عبر آماد الدهر اقباس انواره لتوقد مصابيح القلوب , وتحدو ركب السائرين الى نهاية المطاف , فمهما يخط القلم فلن يجف النبع ولن تتطاول الاعين لكي تحدق في عين الشمس لتحيط بجوهرها , وانما هو شعاع من الضوء اقتبسناه لنتطلع الى افق مليء بالنور, فرضي الله عن الامام الشبلي في الخالدين , وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر .



سيدي العارفُ باللهِ تعالى الإمامُ الشبلِيّ
نفحةٌ حسينيةٌ



فرحتُ بمُتعٍ في الحياةِ وزادِ

وعِلْمٍ نلتُ بكسبِ اعتيادِ


وجاهٍ بسَبْقٍ وصلتُ إليهِ

وقربٍ من خليفةٍ في ودادِ


***


كأنِّي فاقدٌ للوعي يخطو

إلى دنيا المفاتنِ في انقياد


ومن ذا يعرف للدنيا بلاء

ويدرك ما يكاد من أعادي


سِوى منْ حاز بالله عونًا

وسيق لهادٍ سُبُلَ الرَّشاد


***


إلى النساج الموصولِ سِرْتُ

لأمضِي في طريقِ الحقِّ غادِي


وعشتُ التوب إخباتاً ودمعاً

وندماً وَقَرَ في عُمقِ فؤادي


***


تركتُ الجاهَ والأمتاعَ طوعًا

وصارَ الزهدُ مقصودَ المرادِ


لبستُ ثيابَ الصفو طُهرًا

وعُدتُ للبدايةِ من ميلادِ


***


وأنَّى يُقاسُ نعيمُ دنيا

بِقُربٍ في وصالٍ وودادِ


إليه الأمرُ في بَدءٍ وختمٍ

وحشرٍ في القيامةِ والميعادِ


***


قدمتُ إلى الجنيدِ بعزمِ قلبي

وأملٍ في التَّلقي والاستفادِ


فلم أرَ جوهرَ العلمِ يُمنع

لآتٍ راغبٍ للشيخِ غادِي


بمسعَى العبدِ المسعودِ يرقى

إلى المعبودِ فارًا في اجتهاد


بترك الدنيا بالتجرد يسمو

ويعلو بهجران وجفو ٍللرقاد


فنومُ السالك للطريق غفل

وحَجْبٌ عن تَرَقٍّ في إمدادِ


***


جعلتُ المِلحَ للعينين كُحلاً

بليلِ الشوق أشدو في سُهادِ


وعشتُ الحُبَّ والوجدَ طمعًا

في إحياءِ البصيرة في فؤادي


***


تمامُ الحب للمحب فناءٌ

وطمس النفس أبداً والمراد


مسيرُ العبد موكول إليه

وتفويض الأمور أصلُ اعتقاد


***


وعندي الزهد تحويلٌ لقلب

من الأكوان إلى رب وهادي


فما احتجب عن خلقٍ تدنى

وهم حُجبوا بأطماع افتقاد


***


ولست في الحقيقة تاج قوم

أشاعوا النورَ بقلوب العباد


ولكنِّي أبيتُ الليل أبكي

لتقصير جنيتُ بلا نفاد


ولست بكاشفٍ حالي وسرِّي

ونيلي الذي أُخفي وزادي


***


وصلِّ ربنا دوماً وأبداً

على من بهِ فرجُ الميعاد


وآل وصحب عاشوا نجمًا

تضيءُ الرحبَ في سهل ووادي


ما رحل ليل وأقبل فجر

وسبح طير بحمدِ الهادي


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رمضان 1433 هـ
أغسطس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الجمعة نوفمبر 09, 2012 8:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى الإمام الشبلي
تاج الصوفية الامام الشبلي

قطب حلقت روحه بالافق الاعلى وارتفعت الى منازل الصديقين, وولي اسكرته انوار التجريد فنطق عن حقائق التوحيد بما يقطع اوهام الحائرين وينير دروب السالكين . فنلتمس زادا من النور المشع من قبس عرفانه لعل جذبة من اشراق فيضه تستل من اعماقنا استار الحجب , وتصل بنا الى ساحل الحقيقة والى افق النور .

ولنأخذ اولا فيما لا بد منه من ترجمته الشخصية بالقدر الموصل لمدخل شخصيته : في تحقيق تسميته ذكر كثير من مؤرخي الصوفية ان اسمه دلف بن جحدر الشبلي بينما ذهب آخرون الى ان اسمه جعفر بن يونس , وقد روى السلمي هذه التسمية الاخيرة في طبقاته عن احد معاصريه , ورأى ذلك مكتوبا على قبر الامام الشبلي ببغداد .

وأيا كان فالكل متفق على الكنية واللقب اللذين اشتهر بهما سيدي ابو بكر الشبلي . وقد ولد ببغداد سنة 247 ولحق بربه سنة 324 عن سبع وثمانين سنة , وهو خراساني الاصل , وقد نشأ في بغداد وكان والده حاجب الحجاب للخليفة الموفق , فتربى الشبلي في ظلال النعمة والمكرمة أخذا بنصيبه من الدين والدنيا , حيث تفقه على مذهب الامام مالك واشتغل بعلم الحديث وروى منه الكثير .

ومع روايته للحديث واشتغاله بالعلم فقد ترقى في مناصب الدولة حتى صار واليا بنهاوند والبصرة واصبح مقربا من الخليفة واتسع مجده وشهرته ولكن المقادير كانت تدخر له من العناية ما لم يدر بخلده . فكان بدء عهده بطريق القوم حينما هيأت له الاقدار ان يحضر الى مجلس الصوفي بالعارف سيدي خير النساج . فاستمع الى حديثه في علوم القوم ورأى ما ابداه الشيخ من عجائب احواله وخوارقه , واحس الشبلي بوقع كلمات الشيخ في اعماق نفسه ووجدانه تكشف له عن مدى تفريطه في حق مولاه واعراضه عن طاعة سيده , فانهمرت دموع ندمه وتوبته وقام من مجلس الشيخ وقد تفجرت في اعماقه ذرات الخشية والانابة , وعزم على المضي في طريق مولاه فترك مركزه ورمى بجاهه وشهرته حتى لقد ذهب الى مقاطعة ( ودماوند ) التي اقطعها اياه الخليفة , وقال لاهلها : كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل , وبدأ التحول الخطير في حياة العارف الشبلي , لقد صار يحس بتيار جارف من التعلق بالله يهز في اركان نفسه , وماذا يساوي ملك الدنيا باسرها بجانب نعيم لحظة يتصل فيها العبد بخالقه , اليس منه البدء واليه المنتهى ( فإلام الفرار من الله ومتى الفرار اليه ؟ )واسرع الشبلي للقاء الامام الجنيد سيد الطائفة الصوفية ليتلقى عنه اصول الطريق الصوفي ولينخرط في سلك اكرم طائفة , انها طائفة الربانيين من عباد الله .

وعلى اهمية الاستمداد من محيط امدادات القوم جرى بينه وبين الامام الجنيد هذا الحوار الحافل بدرر المعاني , وهو كما يذكره صاحب التبر المسبوك : ان الشبلي قال للجنيد : ( لقد حدثوني عنك ان عندك جوهرة العلم الرباني الذي لا يضل صاحبه ولا يشقى , فاما ان تمنح واما ان تبيع.

فقال الجنيد : لا استطيع ان ابيعها لك فما عندك ثمنها , وان منحتها لك اخذتها رخيصة فلا تعرف قدرها , ولكن وقد رزقت هذا العزم فهو علامة الاذن , وبشير التوفيق , فالق بنفسك غير هياب في عباب هذا المحيط مثلما فعلت انا , ولعلك ان صبرت وصاحبك التوفيق ان تظفر بها , واعلم ان طريقنا طريق المجاهدين الاخذين بقوله تعالى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا فاجعل هذه الاية نصب عينك فهي معراجك الى ما تريد ) .

ووضع الامام الشبلي قدمه على اول الطريق حيث تلقى نسبته الصوفية عن الامام الجنيد عن سيدي السري السقطي عن سيدي معروف الكرخي الذي نهل من نبع آل البيت . حيث اخذ عن سيدي علي الرضا من جهة كما اخذ عن سيدي داود الطائي عن التابعين من جهة اخرى , وكان الارتباط بين سيدي ابي بكر الشبلي وسيدي ابي القاسم الجنيد يفوق في مدلوله حد التصور , وانها صحبة لولاية في طريق الحق وانها خلة الروح على صراط المحبة , ولقد كان كل منهما كبيرا في عين الاخر شامخا في منزلته سامقا في رفعته , ولقد بلغ من تقدير الامام الجنيد لمكانة العارف الشبلي بين اقطاب الصوفية انه قال ( لكل قوم تاج وتاج قومنا الشبلي ) انها كلمة حق من سيد الطائفة , الامام الشبلي خليق بها واهل لها لاننا حينما نقلب صفحات الجهاد الروحي , ونستطلع الجانب العلمي عن العارف الشبلي سنجد – ولا شك – سطور من النور تشير الى سمو هذه الشخصية وعظم منزلها , فمن الناحية العلمية – وقد اشرنا اليها بصدد الحديث عن نشأته – يروي صاحب كتاب تاريخ بغداد بسنده عن الشبلي انه قال ( كتبت الحديث عشرين سنة وجالست الفقهاء عشرين سنة ) ومرة اخرى يقول الشبلي مشيرا الى نفسه ( اعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة التي يرون سبعين قمطرا مكتوبا بخطه وحفظ الموطأ وقرأ بكذا وكذا قراءة ) .

يروي صاحب الرسالة القشيرية ان فقيها من اكابر الفقهاء كانت حلقته بجانب حلقة الشبلي في جامع المنصور : وكان يقال لذلك الفقيه ( ابو عمران ) وكانت تتعطل عليهم حلقاتهم لكلام الشبلي فسال اصحاب ابي عمران يوما الشبلي عن مسالة في الحيض – وقصدوا اخجاله – فذكر مقالات الناس في تلك المسالة والخلاف فيها , فقام ابو عمران وقبل راس الشبلي وقال : يا ابا بكر : استفدت في هذه المسالة عشر مقالات لم اسمعها , وكان عندي من جملة ما قلت ثلاثة اقاويل . أهـ .

وكان للشبلي لسان عال في الطريق ومحجة قوية في الشريعة يشهد بها كل من تصدى لجداله من الفقهاء , ان الشبلي منذ عرف طريق القوم قد قطع على نفسه عهدا بالتجرد لمولاه فالحب الذي غمر قلبه لله يأبى ادنى مشاركة فاختط لنفسه طريق الجهاد الاكبر مع نفسه وهواه , وبلغ به الحد في مجاهدته نفسه انه كان يكتحل بالملح حتى لا ينام ويعتاد السهر , وحينما لامه اصحابه في قلة النوم قال لهم ( سمعت الحق يقول لي : من نام غفل ومن غفل حجب , وكان هذا سبب اكتحالي بالملح حتى لا انام ) لقد كان يبيت الليل ساهرا يقطع انفاس السحر في قيام لربه وليسكب في دياجي الليل أنات الخشية والانابة انه الحب الالهي الذي لا يقاس به حب في الوجود , واذا كان عشق المخلوق قد افضى بقيس بن عامر الى الجنون بليلاه فكيف بعشق الخالق ؟

والمحبة الالهية لها وصف لا يعرفه الا من ارتوى من سلافها , وقد وصف الشبلي المحب قائلا : ( المحبة كأس لها وهج ان استقرت في الحواس قتلت , وان سكنت في النفوس اسكرت , فهي سكر في الظاهر ومحبة في الباطن ) .

ومرة اخرى يقول ( المحبة بحار بلا شاطئ وليل بلا آخر وهم بلا فرح وعلة بلا طبيب وبلاء بلا صبر ويأس بلا رجاء ) انها قمة المحبة التي تفنى المحب وتأخذه عن نفسه لمحبوبه , وان الولي لا يصل الا باشراق شمسها في قلبه , فهي دليله ومنهاجه لذا يقول الشبلي ( صراط الاولياء المحبة ) .

وللامام الشبلي معراج في الحقيقة يسمو الى مراقي يضيق عنها حد العبارة , ولقد عبر عن تلك المراقي السامية في مقام يسميه الصوفية مقام الاستطالة , حيث يؤذن للولي ان يتحدث بما انعم الله به عليه , فلقد سئل مرة من انت ؟ فقال : ( النقطة التي تحت الباء ) .
وهذه العبارة رمز لفنائه في حقيقة الحقائق التي قامت بها العوالم كلها , ولقد حدث ان العارف الحلاج – وهو من اقرب اصحاب الشبلي واحبهم اليه – قد صرح في هذا المقام بما لا تطيقه عقول العامة واشباههم . فكان من امره ما كان , واذ قال العارف الشبلي ( كنت انا والحسين بن منصور شيئا واحدا الا انه ظهر وكتمت ) . ولقد تحدث الشبلي عن مفهوم التصوف والصوفية فاعطى لهذا المفهوم روحا جيدة من نفس مشرعة في الحب والتحقق فهو يعرف التصوف قائلا : ( هو العصمة عن رؤية الاكوان ) اي عن الرؤية القلبية التي يحتجب فيها الانسان بالكون عن الكون . ثم يقول عن الصوفي : ( الصوفي منقطع عن الخلق متصل بالحق ) .

وقيل له : لم سميت الصوفية بهذا الاسم ؟

فقال : لبقية بقيت عليهم , ولولا ذلك ما تعلقت بهم تسمية , ومرمى عبارته : ان الصوفي حين ينقطع عن نفسه لمولاه لا يتم له هذا الانقطاع تماما اذ يتبقى له جزء من انيته وحقيقته , وهذا هو الجزء هو متعلق التسمية ولولاه لكان عدما محضا والعدم لا تلحقه التسمية .
اما عن المنهج الذي سار عليه الامام الشبلي في تربية المريدين فهو ينحصر في التعلق التام والدائم بالله تعالى . فان صفاء القلب يتعكر بادنى شاغل عن الله .

وقال في حقيقة الذكر : ليس من استانس بالذكر كمن استانس بالمذكور وانشد قائلا :



ذكرتك لا اني نسيتك لمحة

وايسر ما في الذكر ذكر لساني


وكدت بلا وجد اموت من الهوى

وهام على القلب بالخفقان


فلما اراني الوجد انك حاضري

شهدتك موجودا بكل مكان


فخاطبت موجودا بغير تكلم

ولاحظت معلوما بغير عيان



وبعد : فلماذا نقول عن امام في المعرفة ارتفعت فوق المحبة الالهية اعلامه , وسرت عبر آماد الدهر اقباس انواره لتوقد مصابيح القلوب , وتحدو ركب السائرين الى نهاية المطاف , فمهما يخط القلم فلن يجف النبع ولن تتطاول الاعين لكي تحدق في عين الشمس لتحيط بجوهرها , وانما هو شعاع من الضوء اقتبسناه لنتطلع الى افق مليء بالنور, فرضي الله عن الامام الشبلي في الخالدين , وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر .



سيدي العارفُ باللهِ تعالى الإمامُ الشبلِيّ
نفحةٌ حسينيةٌ



فرحتُ بمُتعٍ في الحياةِ وزادِ

وعِلْمٍ نلتُ بكسبِ اعتيادِ


وجاهٍ بسَبْقٍ وصلتُ إليهِ

وقربٍ من خليفةٍ في ودادِ


***


كأنِّي فاقدٌ للوعي يخطو

إلى دنيا المفاتنِ في انقياد


ومن ذا يعرف للدنيا بلاء

ويدرك ما يكاد من أعادي


سِوى منْ حاز بالله عونًا

وسيق لهادٍ سُبُلَ الرَّشاد


***


إلى النساج الموصولِ سِرْتُ

لأمضِي في طريقِ الحقِّ غادِي


وعشتُ التوب إخباتاً ودمعاً

وندماً وَقَرَ في عُمقِ فؤادي


***


تركتُ الجاهَ والأمتاعَ طوعًا

وصارَ الزهدُ مقصودَ المرادِ


لبستُ ثيابَ الصفو طُهرًا

وعُدتُ للبدايةِ من ميلادِ


***


وأنَّى يُقاسُ نعيمُ دنيا

بِقُربٍ في وصالٍ وودادِ


إليه الأمرُ في بَدءٍ وختمٍ

وحشرٍ في القيامةِ والميعادِ


***


قدمتُ إلى الجنيدِ بعزمِ قلبي

وأملٍ في التَّلقي والاستفادِ


فلم أرَ جوهرَ العلمِ يُمنع

لآتٍ راغبٍ للشيخِ غادِي


بمسعَى العبدِ المسعودِ يرقى

إلى المعبودِ فارًا في اجتهاد


بترك الدنيا بالتجرد يسمو

ويعلو بهجران وجفو ٍللرقاد


فنومُ السالك للطريق غفل

وحَجْبٌ عن تَرَقٍّ في إمدادِ


***


جعلتُ المِلحَ للعينين كُحلاً

بليلِ الشوق أشدو في سُهادِ


وعشتُ الحُبَّ والوجدَ طمعًا

في إحياءِ البصيرة في فؤادي


***


تمامُ الحب للمحب فناءٌ

وطمس النفس أبداً والمراد


مسيرُ العبد موكول إليه

وتفويض الأمور أصلُ اعتقاد


***


وعندي الزهد تحويلٌ لقلب

من الأكوان إلى رب وهادي


فما احتجب عن خلقٍ تدنى

وهم حُجبوا بأطماع افتقاد


***


ولست في الحقيقة تاج قوم

أشاعوا النورَ بقلوب العباد


ولكنِّي أبيتُ الليل أبكي

لتقصير جنيتُ بلا نفاد


ولست بكاشفٍ حالي وسرِّي

ونيلي الذي أُخفي وزادي


***


وصلِّ ربنا دوماً وأبداً

على من بهِ فرجُ الميعاد


وآل وصحب عاشوا نجمًا

تضيءُ الرحبَ في سهل ووادي


ما رحل ليل وأقبل فجر

وسبح طير بحمدِ الهادي


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رمضان 1433 هـ
أغسطس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: السبت نوفمبر 10, 2012 7:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارفُ بالله تعالى محمدٌ بنُ سعدِ الوراق
(رضي الله تعالى عنه)

هو من أكابر مشايخ بلخ (بلد سيدي شقيق البلخي رضي الله تعالى عنه)، وقد صحب سيدي أبو عثمان الحريري رضي الله تعالى عنه وأهل الطبقة الفاضلة، وكان عالمًا بعلوم النقل والمعاملة، جميل التربية والإرشاد، يربي المريدين ويرقيهم إلى أعلى المراتب ويدفع عنهم كل عذاب واصب.

ومن كلامه :

• من تمام العفو ألا تذكر جناية صاحبك بعد العفو عنه.

• حقيقة التقوى التخلي عن كل شيء إلا ممن إليه تقواك.

• الصدق استقامة الطريق في الدين واتباع السنة في الشرع.

• أهنأ العيش المعيشة مع شهود الحق.

• أنفع العلوم العلم بأحكام الشرع وأعلاها العلم بالله وبأسمائه وصفاته وآداب حضرته.

• خوف القطيعة أحرق أكباد العارفين.

• شكر النعمة مشاهدة المنة وحفظ الحرمة.

• وقال أيضًا: الأنس بالخلق وحشة، والطمأنينة لهم حمق، والسكون إليهم عجز، والاعتماد عليهم ضعف، والثقة بهم ضياع.

هكذا سقي الوراق من أعذب مشرب سقي به سواه.

وانتقل إلى رحمة الله تعالى عام 320 هجرية.

المصدر: (الكواكب الدرية) للإمام عبد الرؤوف المناوي رضي الله تعالى عنه.

نفحة حسينية



سليمُ القلبِ يعفو في سماحْ

ويمضي في طريقٍ في صلاحْ


يُشرقُ في الوجودِ بنورِ هديٍ

ورُشدٍ يُسدي للمرءِ رَجَاحْ


***


يراعي ضعيفًا باتَ يشكو

كروبَ الهَمِّ وسِقَامَ الجِرَاحْ


له إنفاقٌ في يُسرٍ وعُسرٍ

عطاء للورى أبدًا متاح


***


يهيمُ الخلقُ إقبالًا عليه

لعطرٍ منه في الأرجاءِ فاح


وعلمٍ صار إرشادًا وهديًا

لكلِّ الخلقِ باللهِ مباحْ


***


كلامُ القُطبِ في الأمجادِ حِكَمٌ

أنارَ بَيانَها للمَلا شُرَّاحْ


وسيرتُهُ في الأرجاءِ تَسرِي

كلَحْنٍ عَلَا بشَدْوِهِ مَدَّاحْ


***


يواري الوجدَ والوصلَ ويبغي

مقامَ السرِّ معراجَ النَّجَاح


تقاةُ الخلقِ تُبْصِرُهُ ضِيَاءً

ونورًا بَدَا بالصدرِ وِشَاحْ


***


فطُوبى لِمَنْ أدَّى وأوفى

ونال بدنيا ختام فلاحْ


نعيمُها متاعٌ يزولُ ويفنى

وحبُّها بلاءٌ في الحشرِ نُواحْ


***


وعقل المرء إن يعليهِ فهمًا

فصفو القلب للعلا مفتاح


ونورُ الله للموصولِ رُشدٌ

يَمُدُّ القلبَ طُهرًا والأرواح


وما يرتقي مسلوبُ وجدٍ

يعاني السَّقمَ بالقلبِ أطراحْ


***


وصلِّ ربنا دومًا وأبدًا

على فجرٍ للعالمينَ لاحْ


وآلٍ وصحبٍ عاشوا دهرًا

لربٍّ كريمٍ للورى فتَّاحْ


ما رحل ليل وغاب قمرٌ

وأشرق ضوءٌ لشمسٍ صَبَاحْ


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو القعدة 1433 هـ
أكتوبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الاثنين نوفمبر 12, 2012 9:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سيدي العارف بالله تعالى عبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه

هو فخر المجاهدين قدوة الزاهدين السخي الجواد أليف القرآن والحج والجهاد وقد قيل إن التصوف اعتداد لازدياد، وقد أجمعوا على تقدمه في كل شيء وأنه ممن تستنزل الرحمة بذكره وترجى المغفرة بحبه وسمع سفيان الثوري رجلاً يقول: ابن المبارك عالم المشرق فقال: عالم المشرق والمغرب وما بينهما وقال الفراء : ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين وقال ابن عياش : ما على وجه الأرض مثله ما خلق الله تعالى خصلة من خصال الخير إلا وجعلها فيه وهو من أتباع التابعين.

وكتب الحديث عن مائة وألف شيخ وكان كثير الذكر شديد الورع.

قال الذهبي رحمه الله تعالى: كان يتجر وينفق على الفقراء في العام مائة ألف درهم.

• ومن كلامه:

 لا تسمى عالماً حتى لا يخطر حب الدنيا بقلبك.

 من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.

 وقال: أحب الصالحين ولست منهم وأكره الطالحين وأنا شر منهم.

 وقال: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرون ما يصنع به الرب وعمر قد بقي لا يدرون ما فيه من مهلكات وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج وضلالة قد زينت له فيراها هدى.

 وقال: من بخل بالعلم إما أن يموت أو ينسى أو يلحق بالسلطان.

 وقال: أربع كلمات انتخبت من أربعة آلاف حديث : لا تثق بإمرأة ولا تحمل معدتك ما لا تطيق ولا تغتر بمال ولا تتعلم من العلم إلا ما تعلم أنك تعمل به.

 وقال: كن محباً للخمول كارهاً للشهرة وقال : سلطان الزهد أعظم من سلطان الرهبة وقال : كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين.

 سئل من الناس؟ قال: العلماء، قيل فمن؟ الملوك ؟ قال: الزهاد، قيل فمن السفلة؟ قال: الذي يأكل الدنيا بدينه.

 لما احتضر فتح عينيه وضحك وقال: لمثل هذا فليعمل العاملون.

مات قافلاً من الغزو عام 181هـ عن ثلاثة وستين عاماً ودفن بهيت (على نهر الفرات بالعراق).

المصدر الكواكب الدرية لسيدي عبد الرؤوف المناوي رضي الله تعالى عنه

نفحة حسينية



دموعُ القلبِ تحكِي عنْ رجالٍ

أشاعُوا النُّورَ في شتَّى المجالِ


وعَرفُوا الدينَ منهاجًا ورشدًا

وباتوا في قيامٍ في الليالي


***


وزهدوا الدنيا عن رغبٍ ورهبٍ

وإرضاء لرب ذي جلال


وراعوا الصدق في قول وعمل

وفي حل وسعي وارتحال


***


لهم عفو وغفران وحلم

وصبر في رسوخ كالجبال


وإيثار رأوه بَذْلُ مال

وإطعام وسقيا من حلال


أماتوا النفسَ أهواء وطمعًا

وأحيُوا القلبَ بدوام اتكال


***


عاشوا القرآن ترتيلاً ومعنى

وخلقاتها حسنُ الخلال


وشادُوا للحديثِ عظيمَ صرحٍ

تعالى في الورى نورُ الهلال


***


وساحوا في البلاد لنشر علم

لدين الرشد هدمًا للضلال


وما وَهَنُوا ولا ضَعُفُوا وأعلَوْا

جهادَ الحق مرقى للمعالي


لهم تمكينٌ من اللهِ فضلٌ

تبدَّى في الحياةِ وفي المآلِ


بِهِمْ رَفْعُ البلاءِ بكلِّ أرضٍ

وإبراءٌ لسقم في اعتلال


***


يموت الناس بالآجال قهرًا

ويبقى ظاهرًا أهلُ الوصال


بأرواحٍ لهم تسمو وتغدو

إلى خلدٍ ورَغَد في توالِ


لهم بالله ما شاؤوا ورغبوا

مشيئةُ ربِّنا فوقَ المحال


***


وصلِّ ربنا كرمًا وفضلًا

على المبعوثِ لتمامِ الكمالِ


وآلٍ وصحبٍ باتوا نجمًا

تراءت للخلائق في جمالِ


ما رحل ليل وانشقَّ فجرٌ

وهطلَ غيثٌ بسفحِ الجبالِ


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو الحجة 1433 هـ
أكتوبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الخميس نوفمبر 15, 2012 12:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سيدي العارف بالله تعالى عبد الجواد الدومي رضي الله تعالى عنه

مؤسس الطريقة الدومية هو العارف بالله الشيخ عبد الجواد بن محمد حسين الدومي هو أحد مشايخ الصوفية ومؤسس الطريقة الدومية الخلوتيه، ولد الشيخ عبد الجواد الدومى في شهر شعبان من عام 1300 هجريا في قرية "أم دومة" التابعة لمركز "طما" بمحافظة سوهاج وتوفى عام 1362 هجريا.

تنحدر أسرته من قرية "بناويط" مركز "المراغة" بمحافظة سوهاج، ورحل جده الحاج حسين الدومي إلى قرية أم الدومة وهو شاب وما زالت اسرته في تلك القرية حتى وقتنا هذا، وأسرته متوسطة الحال يغلب عليها التمسك الدينى والبساطة في المعيشة.

يروي والده الحاج محمد الدومى أنه رأى في منامه فقصها على الشيخ عبد الجواد المنسيفسي الذي كان يزور القرية في هذا الوقت والذي أكد له أن الله سيرزقه بمولود ذكر فقيه وعالما ينفع دينه ودنياه بعلمه وأخلاقه، وبالفعل بعدها بقليل من الوقت رزقه الله بولد فأسماه "عبدالجواد" تيمنا بالشيخ عبد الجواد المنسيفسي.

نشأته وتعليمه

اهتم والده من صغره بتحفيظه القرآن الكريم فبدأ الحفظ في كتاب القرية وعمره "خمس سنوات" وأتم الحفظ قبل أن يتم العشر سنوات. عندما أتم العشر سنوات قدم وتتلمذ على يد الشيخ "عبد الجواد المنسيفسي" والذي أخذ منه الصوفية وتعلم مباديء الطريقة الخلوتية "وتعلم منه الآداب والتربية وطريقة السير والسلوك والآداب القويمة، ووقتها أوصاه الشيخ عبد الجواد المنسيفسي وصية طلب منه ان تكون لزاما عليه مادام حيا حيث قال له "أن قراءة القرآن هي وردك في الطريق الآن"
عندما بلغ سن الثالثة عشر وفى شهر ربيع الثاني عام 1313 هجريا رحل إلى الأزهر الشريف ليتعلم هناك علوم الفقه والشريعة وهناك تتلمذ على يد كل من: الشيخ سليم البشرى والشيخ محمد السمالوطي والشيخ يوسف الدجوي والشيخ عنتر المطيعي. عرف عن الشيخ عبد الجواد الدومى شغفه الشديد لتحصيل العلم ومداومة المذاكرة.

حياته العلمية

بدأ الشيخ عبد الجواد الدومى محاضرا وإماما للناس وهو في سن السابعة عشر من عمره بعدما أدى شعائر الحج ويقال في تلك النقطة خاصة وهى توجهه للحج حيث ذكر أن الشيخ عبد الجواد الدومى "وهو جالس لمطالعة الدرس وقد أخذته سنة من النوم أن شخصًا أسمر اللون نحيف البدن طويل القامة حمل إليه بطاقة على صورة برقية من حضرة النبى صلى الله عليه وسلم، كتب فيها: عبد الجواد محمد. احضر حالاً. فقال له: ومن أنت، قال: بلال، فانتبه من سنته فرحًا مسرورًا، وقام لوقته يشدُّ الرحلة لتلبية هذه الدعوة "وبعدها أذن له مشايخه في الانطلاق لهداية الناس وتعليمهم أمور دينهم.

تزوج الشيخ عبد الجواد الدومى وأقام في القاهرة وأنجب ولدا ذكرا وهو الشيخ "محمد عبد الجواد الدومي". أشاد به علماء عصره وأكدوا أنه عالم ومحدث وإمام وفقيه ومدرس ومفسر أحب الناس وأحبوه. عمل في عدد من مساجد ومنها مسجد السليمانية ببولاق الدكرور وانتقل بعدها إلى مسجد العدوية في نفس المنطقة.

عندما بلغ عمره الثلاثين انتقل إلى مسجد "الزينى" بالسبتيه ببولاق أبو العلا حيث استقر فيه ما يقرب من 25 عاما يعلم الناس ويؤمهم ويخاطبهم. حاضر كثيرا من الناس في كل البلدان تقريبا وأصبح له تلاميذ من كل مكان .

تفسير القرآن

كان الشيخ يعتزم تفسير القرآن كاملا إلا أن المرض حجب عنه أن يتم ما اعتزمه. وفى تفسيره للقرآن اعتمد على أساسين هما: " النبويات والتفسيرات عامة". النبويات ويقصد بها الآيات الواردة في حق الانبياء والرسل عليهم السلام. التفسيرات العامة وتعنى الآيات التي تثبت البعث والحضر بعد الموت وآيات تدل على مظاهر القدرة الإلهية وخلق الإنسان وأطواره وغير ذلك. كان الشيخ عبد الجواد الدومى قبل أن يخوض في التفسير ينظر إلى ركنين أساسين هما حق الألفاظ وحق العصمة
أشار إلى أن حق الألفاظ ويعنى بها حق مراعاة معانيها اللغوية التي وضعت لها، وحق العصمة ويعنى بها وضع سياج من الحيطة والحصانة للأنبياء والرسل والذين حفظهم الله من الوقوع في المنهيات والأخطاء ولذلك فهم قدوة للبشر ونور للهداية.

التصوف

يقول الشيخ عبد الجواد الدومى عن التصوف: "التصوف هو العمل بالعلم" كما أكد ان التصوف هو "الصراط المستقيم وصراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين". وكان يرى أن غاية التصوف هو "يقظة القلوب" وجعل موضوع التصوف هو الإنسان نفسه، إشارة إلى التصوف مقتضى الفطرة الإنسانية وثمرة العقل الذي يميز الإنسان به عن سائر الموجودات. كان الدومى يظهر أنيقًا متسقًا يرتدى أحسن ما يمكن من الثياب لأنه هكذا فهم التصوف على أنه لا يتنافى مع الزينة والجمال.

مؤلفاته
ألف عبد الجواد الدومى كتابين وهما :

1. تفسيرات الدومى
2. نفحات الدومى
له كتابات عدة في الآداب والأحكام والفضائل

أقواله

1. الطاعة تجمعنا والمعصية تفرقنا.

2. اجعل رأس مالك مسامحة إخوانك.

3. دستور الصداقة يقوم على حسن الأدب ورقة الإحساس.

4. الحياة ميدان يوم لك ويوم عليك والعاقبة للمتقين.

5. وكان يوصى أتباعه ومريديه بحسن العشرة مع الناس عامة، ومراعاة حقوق الأهل والعيال، وقيام كل منهم بحق وظيفته أو صنعته، ويخبرهم بأن ذلك كله من دواعى ترقيهم في الطريق وقبولهم عند الله.

وفاته

كما ذكر من قبل فقد عزم الشيخ عبد الجواد الدومى على تفسير القرآن كاملا وبدأ في تفسير النصف الآخير منه حتى أنهاه وبدأ في تفسير النصف الأول حتى وصل إلى الآية " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " سورة النساء إلا أن المرض حجب عنه إكمال التفسير ولازمه المرض أربع سنوات متتاليات حتى لقى ربه في نهاية عام 1362 هجريا ودفن بالضريح الكائن بالطحاوية في الجهة الشرقية من ضريح الإمام الشافعى رضى الله عنه.
من تلاميذه الشيخ محمد سليمان سليمان الشيخ محمد احمد الرملي الشيخ محمد احمد الطاهر الحامدى الشيخ محمد مرسى الطنطاوى الشيخ عامر عبد الرحيم سعيد الشيخ على عثمان عزوز وغير هؤلاء

المصادر

1. كتاب السلسة الذهبية في تراجم مشايخ الخلوتية بقلم السيد بن إبراهيم الغريزي
2. سيدى عبد الجود الدومى بقلم محمد المنطاوي


نفحة حسينية
بوهبِ الكريمِ وفيضِ المنَّةِ
بلغتُ منالَ رجالِ الهمةِ
وجاءَ ميلادي تحقيقًا لرؤى
وبُشرى فقيهٍ مرَّ ببلدتي
***
حفظتُ القرآنَ بِرَيْعَانِ الصِّبَا
وسلكتُ طريقًا للزهدِ خلوتي
بنهجٍ قويمٍ وأدبٍ وتقى
تعالى صِبَاي لخيرِ مسيرةِ
***
طلبتُ العلمَ نورًا وهُدى
وربِّي رِضاه أسمى غايتي
للأزهرِ المنشود أُسْرِعُ الخطى
لِأنهلَ وِرْدَ تقاةٍ صفوةِ
وأسمو بقلبي ورُوحي للعُلا
بصحبةِ أشياخٍ كرامٍ أحبةِ
***
إجازاتُ أشياخي دِلالاتٌ تُرى
وحُبُّ الخلقِ ضاعفَ هِمَّتي
وصِرْتُ إمامًا وشيخًا للورى
أَنْهَضُ بالتدريسِ رغم حداثتي
***
رأيت منامًا بِلالًا أتى
بأمرِ النَّبيِّ بسفرِ زيارتي
فكانَ الحجُّ بدعوةِ مَنْ عَلَا
سِراجًا منيرًا لخيرِ أمَّةِ
***
بحبي القرآن سعيتُ عازمًا
لتفسيرِ لفظٍ وإظهارِ عصمةِ
فحجبني مرضٌ وقَدَرٌ وعنا
ولستُ بمحرومٍ ثوابَ النِّيَّةِ
عِشْتُ التَّصوفَ علما وعملا
وإعلاءَ دينٍ ونهجِ شريعة
رأيتُ العفوَ خيرَ بضاعةٍ
لِأَعْظَمِ رِبْحٍ يُرَى بالقيامةِ
وخيرُ الناسِ من يرعى غيره
ويبدو جديرًا بحسن عِشرةِ
وأنَّ اللطفَ والرفقَ معًا
سبيلُ النجاة بزمن الفتنة
وما يُجدى مالٌ وعزٌ وغنى
إذا جُمع خلق بحشر الساحة
***
وورثني ولدي علومًا ونقى
وحالاً وسرًا ومدد طريقة
وعاش منارًا لرشد وصفا
إليه يحن جموع الفتية
***
صلاتك ربي على من وفا
وأحيا نفوسًا بهدي شريعة
وآل وصحب نجوم تُرى
تُشيعُ النورَ بليل الظلمة
ما رحل ليل وأقبل ضحى
وغرد طير بشجر الدوحة
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو الحجة 1433 هـ
أكتوبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 10:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى سهل التستري (رضي الله تعالى عنه)



• هو إمام عصره في العلوم والمعاملات وأوحد أهل زمانه في الورع والمجاهدات، لقي الصوفي العارف سيدي ذا النون المصري وتربى على يديه نخبة من السالكين والأقطاب.

• ولد على رأس القرن الثالث الهجري عام 201هـ ببلدة تستر إحدى مدن خراسان التي إليها ينسب.

• عرف الطريق إلى مولاه منذ طفولته ونشأته في بيت التقوى والورع، فخاله سيدي محمد بن سوار أحد الزهاد العاكفين على طاعة مولاهم، لقد لاحظ سهل وهو في الثالثة من عمره خاله يقوم الليل حتى الفجر، فاستغرق سهل في هذا المشهد، فلما رأى منه خاله ميلاً قوياً للعبادة، فقال له: قل بقلبك عند النوم ثلاث مرات (الله شاهدي)، ثم زاد في العدد إلى إحدى عشرة مرة، وقال سهل لما حافظت عليها وقع في قلبي حلاوة وكانت بداية الفتح الإلهي.

• واكتمل ورد التستري الذي تلقاه من خاله (الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهد علي)، وقال الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه في الفتوحات: (دخلت بهذا الورد الخلوة ففتح لي به في ليلة واحدة، وفيه أسرار عجيبة، ومن ذكره حببت إليه الطاعات وبغضت إليه المنكرات).

• حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين.

• ذكر أحمد بن سالم في كتاب صفة الأولياء: (ذكر سهل التستري وهو ابن ثلاث سنين، وصام وهو ابن خمس سنين، وترك الشهوات وهو ابن سبع سنين، وساح في طلب العلم وهو ابن تسع سنين، وكانت تعرض على العلماء المسائل ثم لا يوجد جوابها إلا عنده وهو ابن إحدى عشرة سنة، وحينئذ ظهرت عليه الكرامات).

• وصل في سيره إلى الله تعالى إلى مقام لم يظفر به في ديوان الولاية إلا بنص خواص الخواص إنه مقام سجود القلب لله تعالى، فكم ولي كبير الشأن مات وما حصل له سجود القلب، وقد سأل سهل عارفاً في عبدان وهو الشيخ حمزة بن عبد الله رضي الله عنه فقال: يسجد القلب إلى الأبد، بشراك يا سهل وطوبى لك، لقد بلغت الذروة العليا والمقام الأسمى.

• إن هذا العارف لم يترك سبيلاً للطاعة والعبادة إلا تمسك به، وكان يقول:

"ما من قلب ولا نفس إلا والله تعالى مطلع عليه في ساعات الليل والنهار، فأيما قلب أو نفس رأى فيه حاجة لسواه سلط عليه إبليس"،
"اعلموا أن هذا زمان لا ينال أحد فيه النجاة إلا بذبح نفسه بالجوع والصبر؛ لفساد ما عليه أهل الزمان".

• لقد بلغ الذروة في تحري الحلال في دقة خارقة تعجب منها الجميع، ومن كلامه في هذا:

"إنما حجب الخلق عن مشاهدة الملكوت وعن الوصول بسبب سوء المطعم وأذى الخلق"،
"الدنيا حرام على صفوة خلق الله لا يتناولون منها إلا بقدر الضرورة".

• يحدد أصول الطريق الصوفي قائلاً:

"أصولنا سبعة: التمسك بكتاب الله، والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب المعاصي، والتوبة، وأداء الحقوق".

• وكان يقول: "إياكم ومعاداة من أشهره الله تعالى بالولاية؛ فإنه كان بالبصرة ولي فعاداه أهلها وآذوه، فغضب الله عليهم فهلكوا أجمعين في ليلة"، وفي المقابل يقول: "طوبى لمن تعرف بالأولياء؛ فإنه ربما استدرك ما فاته، وإن لم يستدرك شفعوا فيه لأنهم أهل فتوة".

• كان رضي الله تعالى عنه مع الله تعالى بقلبه، ومع الخلق بجسده وعقله، وعبر عن ذلك بقوله: "لي أربعون سنة أكلم الله تعالى، والناس يظنون أني أكلمهم"، إنه لم يخاطب في الخلق إلا تجليات الحق.

• لقد وقف على أسرار الفهم اللدني للقرآن، وألف تفسيراً موجزاً سمي باسم تفسير التستري، ومن روائع أقواله: "لو أعطي العبد لكل حرف من القرآن ألْفُ فَهْمٍ، لما بلغ نهاية ما جعل الله تعالى في آية من كتاب الله من الفهم؛ لأنه كلام الله تعالى وكلامه صفته".
• ومن كراماته أنه حصل له فالج آخِر عمره، فكان إذا حضرت الصلاة زال عنه، فإذا فرغ منها عاد إليه، وكراماته لا تقع تحت حصر، ذلك عطاء الله تعالى الذي منحه لخواصه الذين هداهم واجتباهم، نفعنا الله تعالى بهم في الدنيا والآخرة.

المصدر: أعلام الصوفية للدكتور/ جودة محمد أبو اليزيد المهدي.

نفحة حسينية

مَتَاعُ الدُّنْيَا لِلْوَلِيِّ يَهُونُ

وَمَا تُغْمَضُ لِعَيْنَيْهِ جُفُونُ


بِوَجْدِ الْقَلْبِ لِلْمَعْبُودِ يَبْكِي

ظَلَامَ اللَّيْلِ يَشْهَدُ وَالسُّكُونُ


***


هُيَامٌ بَعْدَهُ أَلَمٌ وَوَلَهٌ

غَرَامٌ بَاتَ لِلْعَبْدِ شُجُونُ


وَكَيْفَ يُوَارِي أَشْوَاقًا وَشَجَنًا

وَشَغَفًا بَعْدَهُ يَعْلُو فُتُونُ


***


بَعِيدًا عَنْ عُيُونِ الْخَلْقِ يَخْلُو

وَيَبْقَى السِّرُّ بِالْقَلْبِ مَصُونُ


يَفِيضُ الْقَلْبُ أَنْوَارًا وَمُهَجًا

بَصِيرَةُ قَلْبِ الصَّبِّ عُيُونُ


سُجُودُ الْقَلْبِ مَا يُدْرِكُهُ رَغبٌ

وَإِنْ تَمْضِي فِي طَاعَتِهِ قُرُونُ


مَقَامُ رُسُوخٍ وَتَمْكِينٍ وَمَرْقَى

يَدُومُ بِإِخْلَاصٍ لَهُ يَصُونُ


***


وَمَنْ يُدْرِكْ بَدَائِعَ عِظَمِ كَوْنٍ

يَرُدّ يَقِينُهُ عَنْهُ ظُنُونُ


فَلَا يَفْتَرُ عَنِ الذِّكْرِ يَوْمًا

يُجَافِيهِ مَنَامٌ وَكَذَا رُكُونُ


***


وَسَاعٍ فِي الطَّرِيقِ بِغَيْرِ نَهْجٍ

يُكَابِدُهُ ضَيَاعٌ يَسْبِقُهُ رُعُونُ


وَتَهْوَى النَّفْسُ لِغِيَابِ هَدْيٍ

وَلَا يُجْدِي مَتَاعٌ وَلَا بَنُونُ


***


طُفُولَتُهُ أَبَانَتْ خَيْرَ نَشْءٍ

رِعَايَةُ خَالِهِ أَدَبٌ حَنُونُ


بِحِفْظٍ لِلْكِتَابِ حَازَ هَدْيًا

وَأَضْحَى الْفِقْهُ الْمُرَادُ مَسْنُونُ


سِيَاجُ الْعِبَادِ شَرْعٌ وَعِلْمٌ

أَنْعِمْ بِهَا لِلْوَلِيِّ حُصُونُ


***


وَللهِ عِلْمٌ للخَوَاصِ يَأتِي

بِقَلْبِ الْوَلِيِّ التَّقِيِّ مَكْنُونُ


تَرَاءَى الْوَلِيُّ رُوحًا وسبحاً

وَجسدًا يَبْقَى بِالْقَبْرِ مَدْفُونُ


يُدِيمُ التَّسْلِيمَ فِي قِسَمٍ وَقَدَرٍ

وَأَمْرٍ يَكُونُ أَوْ لَا يَكُونُ


***


وَإِنْ لَبِسَ الْوَلِيُّ رِدَاءَ زُهْدٍ

تَسَاوَى الْعَيْشُ عِنْدَهُ وَالمَنُونُ


يَجُوعُ الْعَبْدُ كَيْ يَصْفُو وَيَسْمُو

وَيَعْلُو الْفِكْرُ مَا خَلَتِ الْبُطُونُ


يَبِيعُ الدُّنْيَا إِبرَاءً وَفَوْزًا

وَمَنْ يُفْتَنْ بِدُنْيَاهُ يَخُونُ


يُمِيتُ الطَّمَعَ تَزْكِيَةً وَمَرْقَى

وَعِرْضُ الْمَرْءِ بِالْوَرَعِ مَصُونُ


وَخَيْرُ رِجَالِ اللهِ قَوْمٌ

بِهِمْ تُقْضَى الْحَوَائِجُ وَالشُّئُونُ


***


وَهَجْرُ الذِّكْرِ وَالْإِخْبَاتِ خَفْضٌ

وَتَرْكُ الْوَصْلِ لِلصَّبِّ مُجُونُ


وَمَا عَلَى الْوَاجِدِ الْمَأْخُوذِ حَرَجٌ

وَإِنْ قَالُوا مُصِيبَتُهُ جُنُونُ


***


يَعِيشُ الْعَبْدُ فِي رَغَبٍ وَرَهَبٍ

وَيَجْرِي الْقَدَرُ وَتَمْضِي السّنُونُ


وَلَيْسَ الْأَمْرُ إِخْبَاتًا وَمَبْكَى

بِفَضْلِ اللهِ بِالْوَهْبِ نَكُونُ


كَرَامَاتُ الْوَلِيِّ بِالْحَقِّ نَصْرٌ

وَنَزْغُ الشَّيْطَانِ لِلْوَرَى مَلْعُونُ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَسَلِّمْ

عَلَى مَنْ عَلَا بِالْحَقِّ مَأْمُونُ


وَآلٍ وَصَحْبٍ نُجُومٍ وَهِمَمٍ

بِسَهَرِ اللَّيْلِ تَتَجَافَى الْعُيُونُ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَعَمَّ ضِيَاءٌ وَحَلَّ سُكُونُ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
محرم 1434 هـ
نوفمبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 7:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى الإمام يحيى بن معاذ (رضي الله تعالى عنه)



• هو سيدي أبو زكريا يحيى بن معاذ بن جعفر الراضي (رضى الله تعالى عنه) أحد الدعاة إلى الله تعالى العاكفين على طاعته والمتفانين في مرضاته، والذين رسموا للسالكين مناهج سيرهم إلى الجناب الأعلى مستهلمين الإلهام والمعرفة، فهو بحق أحد الصوفية الراسخين والعارفين والمحققين الذين أضاءوا الدنيا نوراً وهداية في القرن الثالث الهجري.

• عاصر جمهرة التصوف الذين قام بهم صرح التصوف، وكان من جملة من صحبهم وانتفع بصحبتهم سيد الطائفة الصوفية الإمام الجنيد رضي الله تعالى عنه، وسيدي أبو يزيد البسطامي، وأبو عثمان الحريري أحد أقطاب نيسابور رضي الله عنهم، وكثير غيرهم.


• وقد روى سيدي يحيى الحديث كما روي عنه، ويذكر الخطيب البغدادي في تاريخه ويقول: روى عنه أهل الري وهمذان وخراسان أحاديث مسندة قليلة، وأنه قدم بغداد واجتمع بمشايخ الصوفية بها، وروى الحافظ أبو نعيم في الحلية عدة أحاديث من مسانيد الإمام يحيى بن معاذ، ومنها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يخلص العبادة لله أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه".

• وكان إيمانه برسالة العلم عميقاً وفيراً، وكان يقول: "العلماء العاملون أرأف بأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم"، وكان يقول: "لو أن رجلاً في علم ابن عباس وهو راغب في الدنيا، لنهيت الناس عن مجالسه؛ فإنه لا ينصحك من خان نفسه، وكان هذا هو الميزان الدقيق لقياس مدى صدق العلماء"، وكان يحذر أصحابه من أولئك المحسوبين زوراً على العلم بل وعلى القرآن والتصوف، فيقول: "اجتنبوا محبة ثلاثة أصناف من الناس: العلماء الغافلون، والقراء المداهنون، والمتصوفة الجاهلون الذين يتعبدون قبل تعلمهم فروض دينهم.

• بيَّن الدرجات التي يسعى إليها أبناء الآخرة في سبع: التوبة ثم الزهد ثم الرضا ثم الخوف ثم الشوق ثم المحبة ثم المعرفة.

• عقد العزم على الوصال لأنه فيه الحياة كل الحياة، وكان يقول: "القطيعة أشد من الموت؛ لأنها انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق"، فكانت الخلوة والمحراب والأنين والشكوى والحنين والمناجاة.

• وكان يحذر من الدنيا ويقول: "إياكم والركون إلى دار الدنيا؛ فإنها دار ممر لا دار مقر، الزاد منها والمقيل بغيرها"، "الدنيا لا قدر لها عند ربها وهي له، فما ينبغي أن يكون قدرها عندك وهي ليست لك"، ويقول: "لا تجعل الزهد حرفتك لتكتسب بها الدنيا، ولكن اجعلها عبادتك لتنال بها الآخرة"، وأما سمات الزهد عنده فهي: "الزهد ثلاثة أشياء: القلة، والخلوة، والجوع".

• كانت مناجاته وتضرعاته مبعثها الخوف والرجاء، وقد ذكر عنه الإمام السلمي في طبقاته: "أنه تكلم في علم الرجاء وأحسن الكلام فيه، ومن كلامه رضي الله تعالى عنه: (كيف أمتنع بالذنب من رجائك، ولا أراك تمتنع للذنب من عطائك)، (يكاد رجائي لك مع الذنوب يغلب رجائي لك من الأعمال؛ لأني أجدني في الأعمال أعتمد على الإخلاص وهو صعب المنال، وأجدني في الذنوب أعتمد على عفوك وكيف لا تغفرها وأنت بالجود موصوف).

• وفي مقام الشوق والمحبة ومجاهدة النفس يقول: "علامة الشوق فطام الجوارح عن الشهوات".

• ولما نهل من كاسات المحبة المترعة حتى الثمالة غدا يقول:


نَفْسُ الْمُحِبِّ إِلَى الْحَبِيبِ تَطَلَّعُ

وَفُؤَادُهُ مِنْ حُبِّهِ يَتَقَطَّعُ


عزّ الْحَبِيب إِذَا خَلَا فِي لَيْلِهِ

بِحَبِيبِهِ يَشْكُو إِلَيْهِ وَيَضْرَعُ


وَيَقُومُ فِي الْمِحْرَابِ يَشْكُو بَثَّهُ

وَالْقَلْبُ مِنْهُ إِلَى الْمَحَبَّةِ يُنْزَعُ



• وآية المحبة عنده حفظ حدود الله تعالى فيقول عليه الرضوان: "ليس بصادق من ادعى حبه ولم يحفظ حده".

• وعندما تمكنت المحبة من قلب سيدي يحيى استحالت إلى داء عظيم هو ذات النعيم.



أَمُوتُ بِدَاءٍ لَا يُصَابُ دَوَائِيَا

وَلَا فرج مِمَّا أَرَى فِي بَلَائِيَا


يَقُولُونَ يَحْيَى جُنَّ مِنْ بَعْدِ صِحَّةٍ

وَلَا يَعْلَمُ الْعُزَّالُ مَا فِي حَشَائِيَا



• وارتقى إلى معراج العارفين المقربين فكان مع الله على الدوام، ولما سئل عن العارف قال: "رجل كائن بائن"؛ أي كائن مع الله تعالى، بائن عن الخلق، ويبين عبادة العارف قائلاً: "عبادة العارف في ثلاثة أشياء: معاشرة الخلق بالجميل، وإدامة الذكر للجليل، وصحة جسمه بين جنبيه قلب عليل"، وكان يقول: "الولي ريحان الله تعالى في الأرض، يشمه الصديقون فتصل رائحته إلى قلوبهم، فيشتاقون به إلى مولاهم ويزدادون عبادة على تفاوت أخلاقهم".

• وقال عنه الإمام الشعرني رضي الله عنه: "كان أوحد وقته في زمانه" كان ترجماناً للصوفية وأحد الأوتاد في زمانه ولسان الرجاء في عصره فهو القائل: "أوثق الرجاء رجاء العبد بربه، وأصدق الظنون حسن الظن بالله تعالى".

• وكان يحيى وإخوته ثلاثة: يحيى وإسماعيل وإبراهيم، أكبرهم سناً إسماعيل، ويحيى أوسطهم، وأصغرهم إبراهيم، وكانوا كلهم زهاداً، وخرج إبراهيم مع يحيى إلى خراسان وتوفي في نيسابور وبلخ، وخرج يحيى إلى بلخ وأقام بها مدة ثم رجع إلى نيسابور ومات بها عام 258هـ.

• المصدر: أعلام الصوفية للدكتور/ جودة محمد أبو اليزيد المهدي.


نفحة حسينية

ذَكَرْتُ اللهَ فِي سِرِّي وَجَهْرِي

وَصَارَ تَهَجُّدُ الْإِخْبَاتِ عَهْدِي


نَفَضْتُ ثِيَابَ النَّوْمِ عَنِّي

وَأَسْلَمْتُ الْمَوَاجِدَ طَوْعَ سُهْدِي


شَرِبْتُ دُمُوعَ أَنَّاتِي وَعِشْقِي

وَعِشْتُ الْجُوعَ إِحْيَاءً لِزُهْدِي


***


رَأَيْتُ اللهَ مَالِكَ كُلِّ أَمْرِي

وَمَانِحَ نُورِ هَدْيِي وَرُشْدِي


وَعَايَنْتُ الْوُجُودَ بِبَصَرِ قَلْبِي

فَلَمْ أَرَ غَيْرَ تَسْلِيمِي وَنَشْدِي


***


لَزِمْتُ رِجَالَ اللهِ أَمَلِي

وَجَاءَ الْفَتْحُ إِشْرَاقًا لِخُلْدِي


رَوَيْتُ الْحَدِيثَ وَرُوِيَ عَنِّي

وَأَوْلَيْتُ الْعُلُومَ أَعْظَمَ جَهْدِي


وَكَيْفَ أَقُولُ مَعْرِفَتِي وَعِلْمِي

وَمَيْلُ الْهَوَى إِنْ حَلَّ يُرْدِي


رَبِيبُ الْعِلْمِ بِالتَّجْرِيدِ يَجْنِي

وَيُحْفَظُ مِنْ ضَلَالَاتِ التَّرَدِّي


***


وَجَهْلُ الْمَرْءِ الْمُتَصَوِّفِ يُزْرِي

يُسِيءُ إِلَى الطَّرِيقِ بِغَيْرِ قَصْدِ


كَذَا الْعُلَمَاءُ مَا غَفَلُوا وَشَرَدُوا

بَاتُوا فِي رَفْضٍ مِنَ الْخَلْقِ وَصَدِّ


***


حَيَاتِي بَقَاؤُهَا إِعْلَاءُ وَصْلٍ

وَمَوْتُ النَّفْسِ فِي قَطْعٍ وَفَقْدِ


يَرُومُ الزُّهْدَ مَنْ يَسْعَى لِكَسْبٍ

يَخُونُ مَسْلَكًا لِطَرِيقِ عَهْدِ


***


وَمَنْ يَكْثُرُ ذَنْبُهُ بِاللَّيْلِ يَبْكِي

وَعَفْوُ اللهِ إِحْسَانٌ لِعَبْدِ


وَأَنَّى تَدُومُ مَحَبَّتِي وَشَوْقِي

وَزَيْغُ الْهَوَى وَالنَّفْسِ نِدِّي


وَقَتْلُ النَّفْسِ إِحْيَاءٌ لِقَلْبِي

وَطُهْرٌ مِنْ ذُنُوبِي كَيَوْمِ مَهْدِي


***


مَدَارِجُ تَعْلُو بِتوب وَزُهْدٍ

وَرِضَا وَخَوْفٍ مِنَ الْحَقِّ يَهْدِي


وَأَشْوَاقُ الْقُلُوبِ وَالْوَجْدُ يَسْرِي

بِفَيْضٍ فِي الْمَعَارِفِ خَيْرِ مَدَدِ


***


يُثِيرُ الْحُبُّ وَالْمُعَانَاةُ مُهَجِي

كَأَنَّهُ مِنْ مَعِينِ الصَّبِّ وِرْدِي


أَهِيمُ وَالِهًا صُبْحِي وَلَيْلِي

وَلَسْتُ بِمُدْرِكٍ هَزْلِي وَجَدِّي


***


وَأَسْجُدُ خَاشِعًا للهِ رَبِّي

بِلَيْلِ الدُّجَى وَالسّهْدِ وَحْدِي


كَأَنِّي فِي سَمَاءِ الْكَوْنِ أَسْرِي

أُسَبِّحُ فِي الْوُجُودِ بِغَيْرِ عَدَدِ


وَلَسْتُ بِكَاشِفٍ حَالِي وَسِرِّي

سِوَى مَا ظَهَرَ بِهُيَامِ وَجْدِي


***


وَسَلِّمْ رَبَّنَا دَوْمًا وَصَلِّ

عَلَى رَافِعٍ لِلِوَاءِ حَمْدِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ دُعَاةِ حَقٍّ

بِنُورِ الشَّرْعِ لِلرُّشْدِ تَهْدِي


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَابْتَهَلَ عَبْدٌ بِمَدْحٍ وَنَشْدِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو الحجة 1433 هـ
نوفمبر 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركةمرسل: الأربعاء ديسمبر 19, 2012 5:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى محمد الرواس (رضي الله تعالى عنه)



اسمه: محمد بن مهدي آل خزام علي بن نور الدين بن أحمد بن محمد بن بدر الدين بن علي الرديني بن محمود الصوفي، ويرجع نسبه إلى حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم.

لقبه: بهاء الدين , الرواس ، الرفاعي الثاني ، غريب الغرباء.

ولادته: في سوق الشيوخ سنة 1220هـ.

مسكنه: أصله من العراق ثم رحل المدينة ثم الشام ثم دمشق ثم مصر ثم بغداد .

معاصروه: ملا أحمد وخاله عبد الله بن السيد يوسف .

طريقته: الطريقة الرفاعية.

أخباره: درس القرآن والفقه والنحو، وهاجر إلى المدينة المنورة وبقي في الجامع الأزهر 13 سنة، رأى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم في الرؤيا وهو يقول له: أهلاً وسهلاً بك أني أحبك لقيامك بتأييد سنتي أراك كمن يذود الناس عن النار وهم يتهاجمون عليها ويخاصمون لذلك .

كراماته: كان يرى حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم يقظة والأولياء الصالحين .

كتبه: ديوان شعر سماه مشكاة اليقين ومحجة المتقين، الدرة البيضاء، بوارق الحقائق، رفرف العناية، معراج القلوب إلى حضرة علام الغيوب، مراحل السالكين، فصل الخطاب وغيرها .

وفاته: توفي في بغداد سنة 1287هـ وضريحه الآن في جامع السيد السلطان علي والد السيد أحمد الرفاعي الكبير قدس الله سره .

ـ ولد السيد الرواس في بلدة سوق الشيوخ في جنوب العراق سنة 1220هـ ونشأ يتيما فكفله خاله، وحفظ القرءان الكريم في بلدته .

ولما صار عمره تسع سنوات أخذه خاله معه إلى الحجاز الشريف لأداء الحج فحج وجاور في الحرم الشريف سنة يتردد على العلماء والفقهاء وينهل منهم، ثم توجه إلى المدينة المنورة لزيارة جده صلى الله عليه وآله وسلم فزار وجاور سنتين. وفي هذه المدة تلقى الكثير من العلوم عن علماء الحرمين مما أهّله للتوجه إلى الأزهر فقصده وبقي فيه ثلاث عشرة سنة يحضر فيه على العلماء، حتى حاز الإجازة في علوم مشايخ الأزهر .

ثم خرج من مصر يريد العودة إلى بلاده، لكنه مر بفلسطين وبلاد الشام أولاً لزيارة مراقد الأنبياء والصالحين، ودخل بلاد الترك ثم هبط إلى العراق، وهناك التقى بشيخه السيد عبد الله الراوي الرفاعي فتلقى منه الطريقة الرفاعية وأجازه بها .

ـ كان السيد المترجَم من أكمل أولياء الله وكان من أهل الخفاء، فكان يلبس قميصاً أبيض وفوقه دراعة زرقاء وعباءة بغير أكمام، وطاقية من الصوف الأبيض عليها عقال أسود عملاً بالأثر الرفاعي، ويشد على وسطه حزاماً من الصوف. وذلك ابتعاداً منه عن هيئة المشيخة مع أنه كان من العلماء المحدثين الفقهاء، ومن الصوفية الصادقين أصحاب الخوارق والكرامات .

وكان زاهداً متعففاً يأكل من كسب يده، واختار بيع رؤوس الغنم المشوية بُعداً عن المشيخة وتستراً عن الناس لينفرد قلبه لربه سبحانه، ولذلك سمي بـالرواس (نسبة إلى مهنته).

وكان لا يبقى في بلد أكثر من ستة أشهر، وأكثر إقامته في قرية أو مدينة ثلاثة أشهر، وذلك خوفاً من الشهرة .

وكان لا يمشي أمام مريديه بل يتأخر في مشيه عنهم حتى لا يشير إليه الناس بالمشيخة، فكان لسان حاله :

تسترتُ من زماني بظل جناحه

فصرت أرى زماني ولا يراني



كان عظيم التواضع والخلق، ووارثاً لأسرار جده الرفاعي رضي الله عنه حتى سمي ( الرفاعي الثاني).


جال في البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً وساح في بلاد الشام والحجاز والجزيرة العربية والعراق وبلاد الترك وبلاد العجم والهند، ثم عاد إلى بغداد فتوفي فيها سنة 1286 هـ ودفن فيها بحضور العلماء والمشايخ .

ثم نقل جثمانه إلى مقبرة جده السلطان علي بن يحيى الرفاعي رضي الله عنه (والد الإمام أحمد الرفاعي) بحضور خليفته ونائبه شيخ الإسلام السيد محمد أبي الهدى الصيادي الرفاعي .

ولا زال قبره قبلة الزوار والمتبركين بأهل البيت والصالحين، عليه مهابة ونور يكاد المحجوب يراه .

مؤلفاته كثيرة منها :

ـ بوارق الحقائق
ـ طي السجل
ـ فصل الخطاب
ـ برقمة البلبل
ـ الدرة البيضاء
ـ الحكم المهدوية
ـ مشكاة اليقين ( ديوان) .
ـ معراج القلوب ( ديوان).

وغيرها الكثير الكثير، وكان شاعراً فريداً بلغ نظمُه حوالي مائة ألف بيت .

وكان مجدد الطريقة الرفاعية بعد أن كادت تندثر .

رحمه الله رحمة واسعة، ورضي عنه وأمدنا بمدده وجمعنا الله به في الدنيا والآخرة.

نفحة حسينية



عَلَمٌ تَبَدَّى وَهَلَّتِ الْأَنْوَارُ

تَاجُ الْوِلَايَةِ لِلْعَارِفِينَ فَخَارُ


شَرِيفُ نَسَبٍ وَكَرِيمُ خُلُقٍ

قَبَسٌ يُنِيرُ بِالطَّرِيقِ مَنَارُ


مِنْ بَعْدِ حِفْظٍ لِلْكِتَابِ فِي وَفَا

تَوَالَى فَتْحٌ وَتَكَشَّفَتْ أَسْرَارُ


***


بِرَحْبِ مَكَّةَ وَالْحِجَازِ وَالْحَرَم

تَسْمُو نُفُوسٌ وَيَلْتَقِي أَخْيَارُ


عُلَمَاءُ فِقْهٍ وَحَدِيثٍ شَيَّدُوا

دِينًا وَشَرْعًا وَانْجَلَتْ أَسْتَارُ


***


نُورُ الْمَدِينَةِ طَيْبَةٍ قَدْ عَلَا

لِفَتًى نَجِيبٍ وَأَشْرَقَتْ أَقْمَارُ


خَيْرُ الْجِوَارِ جِوَارُ طَهَ الْمُصْطَفَى

بَابِ الْكَرِيمِ رَسُولِهِ الْمُخْتَارُ


***


لِلْأَزْهَرِ الْمرشود شَدَّ رِحَالَهُ

أَرْضُ الْكِنَانَةِ لِلْعَابِدِينَ دِيَارُ


نَالَ الْإِجَازَةَ فِي الْعُلُومِ وَارْتَقَى

بِرِجَالِ عِلْمٍ تَسْعَدُ الْأَقْطَارُ


الْعِلْمُ أَصْلٌ لِلْهِدَايَةِ وَالْعُلَا

يَزُولُ جَهْلٌ بِهِ وَبَوَارُ


وَيَعْلُو فَهْمٌ لِلْحَيَاةِ وَالْوَرَى

مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ عُقُولُنَا تَحْتَارُ


***


سَلَكَ طَرِيقًا لِلرِّفَاعِيِّ رَاسِخًا

النَّهْجُ ذِكْرٌ وَالصَّوَابُ مَسَارُ


وَالنَّفْسُ مَا لَمْ تَبْتَغِ رُشْدًا لَهَا

يَسْعَى إِلَيْهَا بِالْغَوَى أَشْرَارُ


***


وَالزُّهْدُ ثَوْبٌ يَرْتَدِيهِ فِي رِضَا

لِلْوَرَع يَمْضِي وَوِرْدُهُ اسْتِغْفَارُ


وَاللّيْلُ مَوْطِنٌ لِلتَّجَافِي وَالنَّقَا

وَصْلٌ يَدُومُ وَيَنْعَمُ الْأَطْهَارُ


فَيْضٌ وَمَدَدٌ وَمَعِينُ سقا

مِنْ خَيْرِ شِرْبٍ يَهْنَأُ الْأَبْرَارُ


***


إِنْ يُخْفِي كَوْنٌ سرَّهِ لِلْوَرَى

فَالْقُطْبُ تَجْلُو لِأَجْلِهِ أَبْصَارُ


وَالْعَفْوُ عِنْدَ الْمُحْسِنِينَ رَغِيبَةٌ

وَالْغَيْظُ يَكْتُمُهُ إِنْ بَدَا أَخْيَارُ


***


خَفَضَ الْجَنَاحَ تَوَاضعًا وَاحْتَمَى

وَكَبَحَ نَفْسًا شَابَهَا أَطْوَارُ


إِرْثُ الرِّفَاعِيِّ بَذْلٌ وَعَطَا

خَيْرُ الرَّعِيلِ بِالنَّهْجِ سَارُوا


بِالسَّيْرِ ظَلَّ يُوَارِي نَوَالَهُ

عِطْرُ الْعَبِيقِ تَكْتُمُهُ أَزْهَارُ


***


النَّاسُ تَغْدُو فِي الْحَيَاةِ وَتُقْبِلُ

وَالدَّهْرُ يَمْضِي وَتَنْقَضِي أَعْمَارُ


وَرِجَالُ رَبِّي بِالْمَحَبَّةِ غُيِّبُوا

إِلَى الْحَبِيبِ لِلْمَعَالِي سَارُوا


بِالسّهدِ قَامُوا بالليالي وأخبتُوا

والدَّمْعُ مِنْ فَرْطِ الجَوَى مِدْرَارُ


هُمُ النُجُومُ مَا حَلَّ الدُّجَى

بِشُمُوسِ هّدْيٍ يُضاءُ نَهَارُ


***


اللهُ مَقْصِدُهُمْ وَخَيْرُ الْوَرَى

مَا خَابَ قَوْمٌ نَشْدُهُمْ أَذْكَارُ


طُوبَى لِسَاعٍ وَاصِلٍ لِدِيَارِهِمْ

أَنَّى يُلَامُ بِحُبِّهِمْ زُوَّارُ


***


لَقِيَ الإلهَ عابدًا مُسْتَبْشِرًا

الْعَفْوَ يَرْجُو وَرَبُّنَا غَفَّارُ


يَبْغِي لُحُوقًا بِالرَّسُولِ وَآلِهِ

حَاشَا يُضَامُ بِرَكْبِهِمْ أَنْصَارُ


***


يَا َرَبِّ صَلِّ وَالْمَلَائِكُ سَرْمَدًا

عَلَى حَبِيبٍ زَانَهُ وَقَارُ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا حَقًّا

سُفُنَ النجاةِ وَلِلْحَيَارَى مَنَارُ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ ضُحًى

وَفَاحَ بِدَوْحِ الرَّوْضِ أَعْطَارُ


***
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو الحجة 1433 هـ
نوفمبر 2012


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 15, 16, 17, 18, 19, 20, 21  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط