[
img] http://i1061.photobucket.com/albums/t46 ... 0_2904.jpg[/img]




[align=center]
إبن عطاء الله السكندرى
************
***********
هو الشيخ الإمام تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء السكندرى الجذامى نسبا المالكى مذهبا الشاذلى طريقة ، وهو من أصل عربى فأجداده من الجذاميين من قبيلة كهلان التى ينتهى نسبها إلى بنى يعرب بن قحطان من العرب.
ولد بن عطاء بمدينة الأسكندرية حيث كانت تقيم أسرته وكان جده يشتغل بالتدريس .
ويقول الدكتور التفتازانى إن مولده بين سنتى 658هـ - 679هـ وقد تتلمذ ابن عطاء على يد أشهر فقهاء الأسكندرية فى ذلك العصر وهو الفقيه ناصر الدين الدين المنبر الجذامى الاسكندرى إذ كانت الاسكندرية فى ذلك العصر مركزا هاما من المراكز العلمية بمصر وكان والده معاصرا للشيخ أبى الحسن الشاذلى مؤسس الطريقة الشاذلية .
وفى كتب التراجم قسم حياة بن عطاء الله إلى ثلاثة أقسام أولها: أمضاه مدينة الاسكندرية طالبا لعلوم عصره الدينية من تفسير وحديث وفقه وأصول ونحو
والثانى : من حياته سنة 674هـ عند التقائه بأبى العباس المرسى واصطحابه له وينتهى بحضوره إلى القاهرة ومما هو جدير بالذكر أن أبن عظاء الله لم ينقطع عن طلب العلم بسلوكه كريق الصوفية .
والثالث : من حياته يبدأ من وقت أرتحاله من الأسكندرية ليقيم بالقاهرة وينتهى بوفاته سنة 709 هـ .
يقول الإمام الغزالى فى كتابه أحياء علوم الدين :
=========================
والذين يستندون فى هذا المسلك إلى أساس من اعتزال النبى صلى الله عليه وسلم وتعبده بغار حراء قبل نزول الوحى حتى صفت نفسه وتهيأ لنور النبوة والعزل عند ابن عطاء الله تعنى الأنقطاع المعنوى لا الحقيقى عن الخلق بحيث يكون السالك مراقب نفسه على الدوام ومحازرا أن يشغل ذهنه بالعالم فإذا أحكم الصوفى عزلته وألفت نفسه الوحدة دخل الخلوة ويعرف الخلوة بأنها وسيلة للوصول إلى سر الخلق فهى تبتل إلى الله وانقطاع عن غيره تعالى .
لقد أصبح ابن عطاء الله بعد وفاة شيخه أبى العباس المرسى سنة 686هـ هو القائم على طريقته والداعى لها هذا بالاضافة إلى قيامه بالتدريس بمدينة الأسكندرية فلما رحل للقاهرة اشتغل بالتدريس واعظ
من كراماته رضى الله عنه :
==============
ولكى ولى كرامة تسنت له فقد ذكره الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى طبقاته الكبرى بعض الكرامات التى تنسب إلى ابن عطاء وعددها دال على منزلته كصوفى كامل واصل إلى الله .
فيروى بن حجر العسقلانى :
==============
إن ثلاثة قصدوا محله فقال أحدهم لو سلمت من العائلة لتجردت ، وقال الآخر أنا أصلى واصوم ولا أجد من الصلاح ذرة ، فقال الثالث أن صلاتى ما ترضينى فكيف ترضى ربى . فلما حضروا مجلسه قال فى غثناء كلامه ومن الناس من يقول كذا وكذا وأعاد كلامهم بعينه .
وبقول المناوى فى الكواكب الدرية :
===================
واقعتين أخرتيين خارقتيين للعادة وعدهما من قبيل الكرامات ،
الأولـــى : أن الشيخ الكمال الهمام زار قبره فقرأعنده سورة هود حتى وصل إلى قوله تعالى ( فمنهم شقى وسعيد ) فأجابه ابن عطاء الله من القبر بصوت عال يا كمال ليس فينا شقى ، فاوصى أن يدفن بجواره .
والثانية : ان رجلا من تلاميذ ابن عطاء الله حج فرأى الشيخ ابن عطاء الله فى المطاف وخلف المقام وفى السعى وفى عرفة فلما رجع سأل عن الشيخ هل خرج من البلد فى غيبته فى البلاد الحجازية قالوا: لا فدخل إليه وسلم عليه فقال له من رأيت فى سفرك من الرجال ؟ قال يا سيدى رأيتك ، فتبسم وقال الرجل الكبير يملأ الكون لودعى القطب من حجر الأحباب
ويقول السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب :
======================
العالم القطب عطاء الله السكندرى : هو الشيخ الإمام العالم القطب الارف بالله تعالى الشيخ تاج الدين أبو الفضل أحمد بن عطاء الله السكندرى المالكى الشاذلى وهو تلميد أبى العباس المرسى وتلميذ الشيخ أبى الحسن الشاذلى وتلميذ عبد السلام مشيش وتلميذ الشيخ عبد الرحمن العطار رضى الله تعالى عنهم أجمعين وهو من كبار مشايخ الشاذلية وله كتب ومصنفات وله الديوان المشهور وله ذرية لاقية ومسجده معروف بالقاهرة بخط الجامع الأزهر ومناقبه مشهور ويضيق الوقت من وصفها .



ويقول بعض الكتاب والمعاصرين عنه الأتى :
========================
سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه
نسبه
هو تاج الدين سيدي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي نسباً المالكي مذهباً الاسكندري داراً القرافي مزاراً الصوفي حقيقة الشاذلي طريقة أعجوبة زمانه ونخبة عصره وأوانه الجامع لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وتصوف ونحو وأصول وغير ذلك قطب العارفين وترجمان الواصلين ومرشد السالكين رضي الله عنه وأرضاه .
سلوكه طريق أهل الله
كان رضي الله عنه في أول حاله منكراً على أهل التصوف حتى أنه كان يقول : من قال أن هنالك علماً غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل ولكن بعد أن سلك على يد أهل الصوفية وعرف مقامهم قال : كنت أضحك على نفسي في هذا الكلام .
قال رضي الله عنه في كتابه لطائف المنن : جرت بيني وبين أحد أصحاب سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه قبل صحبتي له وقلت لذلك الرجل : ليس إلا أهل العلم الظاهر وهؤلاء القوم يدّعون أموراً عظيمة وظاهر الشرع يأباها ، قال رحمه الله وسبب اجتماعي به أن قلت في نفسي بعد أن جرت تلك الخصومة : دعني أذهب أنظر إلى هذ الرجل فصاحب الحق له أمارات . قال فأتيته فوجدته يتكلم في الأنفاس التي أمر الشارع بها فأذهب الله ما كان عندي وصار رحمه الله من خواص أصحابه ولازمه اثني عشر عاماً حتى أشرقت أنواره عليه وصار من صدور المقربين .
كان رحمه الله ونفعنا بأسراره متكلماً على طريق أهل التصوف واعظاً انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه قال له مرة شيخه سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه إلزم فوالله لئن لزمت لتكونن مفتياً في المذهبين - يريد مذهب أهل الشريعة ومذهب أهل الحقيقة – ثم قال والله لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعياً إلى الله وموصلاً إلى الله والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك كذا وكذا فكان كما أخبر
من كراماته رضي الله عنه أن رجلاً من تلامذته حج فرأى الشيخ في المطاف وخلف المقام وفي المسعى وفي عرفة . فلما رجع سأل عن الشيخ هل خرج من البلد في غيبته في الحج فقالوا لا ، فدخل وسلم على الشيخ فقال له سيدي بن عطاء الله رضي الله عنه من رأيت في الحج في سفرتك هذه من الرجال فقال الرجل يا سيدي رأيتك . فتبسم وقال : الرجل الكبير يملأ الكون ومن كراماته رضي الله عنه أن الكمال بن الهمام رضي الله عنه الفقيه المحدث زار قبره فقرأ عنده سورة هود حتى وصل إلى قوله تعالى ( فمنهم شقي وسعيد ) فأجابه من القبر سيدي ابن عطاء الله بصوت عال : يا كمال ليس فينا شقي . فأوصى الكمال بن الهمام رضي الله عنه أن يدفن هناك .
مؤلفاته
وله مؤلفات كثيرة رحمه الله تعالى ومتداولة سارت بذكرها الركبان منها الحكم العطائية التي أفرد كثير من العلماء كتبهم في تفسير تلك الحكم ذات العبارات الرائقة والمعاني الحسنة الفائقة قصد فيها إيضاح طريق العارفين والموحدين وتبيين مناهج السالكين حتى قالوا في حق الحكم العطائية كادت أن تكون الحكم قرآناً يتلى ، ومن كتبه رضي الله عنه التنوير ومفتاح الفلاح وتاج العروس وعنوان التوفيق في آداب الطريق – شرح بها قصيدة الغوث أبو مدين – ومن كتبه القول المجرد في الاسم الفرد
توفي رضي الله عنه بالمدرسة المنصورية بمصر سنة /709/هجرية ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التي كان يتعبد فيها ومقامه يزار يتوسل به الصالحون ويتبرك فيه الصغير والكبير


قال رحمه الله:
- تشَوُّفُك إلى ما بَطُنَ فيك من العيوب خيرٌ مِن تشوُّفِك إلى ما حُجِبَ عنك من الغيوب.
- الحقُّ ليسَ بمحجوب,وإنما المحجوب أنتَ عن النظرِ إليه,إذ لو حَجبهُ شيءٌ لستره ما يحجبه,ولو كان له ساترٌ لكان لوجوده حاصر,وكلُّ حاصرٍ لشيءٍ فهو له قاهرٌ, "وهوَ القَاهِرُُ فَوْقَ عِبَادِه".
- إذا لم تُحْسِن ظنَّكَ به-أي:بالله-لأجل حُسنِ وصْفِه,فَحَسِّن ظنَّك بهِ لأجل معاملته معك , فهل عَوَّدَكَ إلاَّ حسنًا؟ وهل أسدى إليك إلاَّ مِنَنًا؟.
- خَفْ من وجودِ احسانهِ إليك ودوامِ إساءتِك معهُ أنْ يكون ذلك استدراجًا لك," سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيثُ لاَ يَعْلَمُون".
- من علامات موت القلب:عدمُ الحزنِ على ما فاتك من الموافقات,وترك الندم على ما فعلتَهُ من وجود الزلاَّت.
- لا يعظُمُ الذنبُ عندك عظمة ًتصدُّك عن حسنِ الظنِّ بالله تعالى, فإنَّ مَن عرفَ ربَّهُ استصغرَ في جنبِ كرمِهِ ذنبَه.
- اجتهادُك فيما ضُمِنَ لك وتقصيرُك فيما طُلِبَ منك دليلٌ على انطِماسِ البصيرةِ منك.
- ما نفَعَ القلبَ شيءٌ مثل عُزلةٍ,يدخلُ بها ميدان فكرة.
- ما بَسَقتْ أغصانُ ذلٍّ إلاَّ على بذرِ طمَع.
- مَن لم يشكر النِعمَ فقد تعرَّضَ لزوالها, ومن شكرها فقد قيَّدها بعِقالها.
- مَن رأيتَهُ مُجيبًا عن كلِّ ما سُئلَ, ومُعبِّرًا عن كلِّ ما شهِد,وذاكِرًا كلَّ ما علِم, فاستدل بذلك على وجودِ جهلِه.




نبذة وتنبيه
======
ولد ابن عطاء الله(واسمه:أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله) بمدينة الإسكندرية بمصر حيث كانت تقيم أسرته,وحيث كان جده مشتغلاً بتدريس الفقه على المذهب المالكي,فنشأ ابن عطاء الله كجده فقيهاً مشغلاً بالعلوم الشرعية وكان يطمح إلى بلوغ منزلة جده,كما لازم بعد ذلك أبا العباس المرسي ملازمة تامة وأخذ عنه التصوف,ولما رحل إلى القاهرة كان يدرس في الأزهر العلوم الشرعية من فقهٍ وحديثٍ وغيرها إلى جانب تدريسه للتصوف ووعظه لعامة الناس,ويمكن القول بأنَّ تصوفه تصوفٌ إسلامي سُنِّي بعيدٌ عن الشطحات الصوفية والتخبطات التي يبرأ منها الدين,وذلك لأنه لم يتأثر بالآراء والمعتقدات والفلسفات الأجنبية التي ذهبت بكثير من المتصوفين كل مذهب حتى أتوا بأفكارٍ وأقوالٍ يبرأ منها الإسلام,وذلك لأنه عاش في مصر حيث كانت السيادة لمذهب أهل السنة. قال عنه تاج الدين السبكي في كتابه (طبقات الشافعية):"إنه كان إمامًا عارفًا صاحب إشارات وكرامات وإن له قدمًا راسخًا في التصوف". وقال عنه صاحب الديباج المذهب:"كان جامعًا لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه ونحو وأصول وغير ذلك,وكان رحمه الله متكلماً على طريق التصوف,واعظًا انتفع به خلقٌ كثير" وذكر السيوطي أن طريقته لم يكن بها أدنى عوج.
تنبيه:لا يظن أحدٌ أنني بإيرادي هذه الحِكم أميل إلى التصوف, كلاَّ, فوالله ما نرضي بكتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم والأئمة المعتبرين كالشافعي وأحمد أبو حنيفة ومالك وعلماء الحديث بديلاً, ولكنَّ الإسلام علمنا الإنصاف والعدل في كل شيءٍ, فلا مانع من أن نأخذ من حسنات الناس-أيًا كانوا- ونترك سيئاتهم فالرسول-صلى الله عليه وسلم – يقول:"الحكمة ُضالةُ المؤمن, أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها" بل في صحيح البخاري أن أبا هريرة قد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم على صدقة الفطر فجاءه شيطان في صورة رجل وسرق من تمر الصدقة,ثلاثة أيام, وفي اليوم الأخير قال لأبى هريرة:أتركني وسأعلمك كلمات ينفعك الله بها,فعلَّمه(إذا أويت إلى فراشك فاقرأ:الله لا إله إلا هو الحي القيوم-آية الكرسي-فإنه لا يزال عليك من الله حافظ حتى تُصبح) فأقرَّه الرسول على ذلك القول فقال(صدقك وهو كذوب) فهذا الحديث يعلمنا قبول الحق من قائله وإن كان شيطانًا(جنيًّا).
1. بسم الله الرحمن الرحيم
الحكمة رقم 6 :


لا يَكُن تأخُّرُ أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك ؛ فهو ضَمِنَ لك الإجابة فيما يختاره لك ، لا فيما تختاره لِنَفسك ، وفي الوقت الذي يُريد ، لا في الوقت الذي تُريد .
شرح الحكمة رقم 6 :
أي : لايكُن تأخر وقت العطاء المطلوب مع الإلحاح ، أي : المُداومة في الدعاء موجباً ليأسك من إجابة الدعاء ، فهو سبحانه ضَمِنَ لك الإجابة بقوله : { ادعوني أستجب لكم } فيما يختاره لك ، لا فيما تختاره لنفسك ، فإنه أعلم بما يَصْلُحُ لك منك ، فربما طلبت شيئاً كان الأولى لك منعه عنك ، فيكون المنع عين العطاء ، كما قال المصنف فيما يأتي : ربما منعك فأعطاك ، وربما أعطاك فمنعك . يشهد ذلك من تَحَقَّقَّ بمقام : { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلمُ و أنتم لا تعلمون } ، ولذا قال بعض العارفين : ومَنعُكَ في االتحقيق ذا عينُ إعطائي .
وكذلك ضَمِن لك الإجابة في الوقت الذي يُريد ، لا في الوقت الذي تريد ، فَكُن مُوسَويَّ الصبر ، فإن الصبر وعدم الاستعجال أولى بالعبيد . ألا ترى أن موسى كان يدعو على فرعون وقومه ، وهارون يُؤَمِّن على قوله : { ربنا اطمس على أموالهم } إلى آخر ما قص الله في كتابه المكنون ، وبعد أربعين سنة حصل المدعوُّ به ، وقال : { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما و لاتَتَّبعَانِّ سبيل الذين لا يعلمون } . وفي الحديث : (( إنَّ الله يُحبُّ الملحين في الدعاء )) .
وورد : أن العبد الصالح إذا دعا الله تعالى قال جبريل : يا رب عبدك فلان اقض حاجته ، فيقول : (( دَعُوا عَبْدِي فإني أحب أن أسمعَ صوته )) . فَقُم بما أمركَ الله به من الدعاء ، وسَلِّم له مراده فربما أجابك ، وادَّخر لك بدل مطلوبك ما تنال به الحسنى و زيادة .
ترجمة سيدي بن عطاء الله السكندري :
هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عيسي بن عطاء الله السكندري، أحد أركَان الطريقة الطريقة الشاذلية الصوفية التي أسسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي 1248 وخَلِيفتُه أبو العبَاس المرسي 1287
وَفد أجداده المَنسوبون إلى قَبيلةِ جذَام، إلى مصر بعد الْفتح الإسلامي واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطَاء الله حَوالي سنة 1260 ونَشأ كجدهِ لوَالده الّشيخ أبى مُحمد عبد الْكريم بن عطَاء الله، فَقيهاً يَشتغلُ بالعُلومِ الشَرعية حيث تلقي منذ صباه العَلوم الدينية والشرعية واللغوية، وكان في هذا الطَور الأول من حيَاتِه ينُكر على الصوفية إنكارا شَديداً تعصباً منه لعلومِ الفقهَاءِ. فما أن صحب شيخه أبو العباس المرسي 1286 واستمع إليه بالإسكندرية حتى أعجب به إعجَأباً شديداً وأخذ عنه طريق الصوفية وأصبح من أوَائل مُريديه. حيث تَدرج ابن عطَاء في منَازلِ الْعلم والمَعرفةِ حتى تَنبأ له الشيخ أبو العبَاس يوماً فقَال له: (الزم، فو الله لئن لزمت لتكونن مُفتياً في الْمذهبين) يَقصدُ مَذهب أهل الحَقيقة وأهل العلم البَاطن.
أخذ عن ابن عطاء الله بعد ذلك الكثير من التلامذةِ منهم ابن المبلق السكندري، و تَقي الدين السبكى شيخ الشَافعية، وتوفي ابن عطاء ودفن بالقَاهرةِ عَام 1309. ولا يزال قَبره مَوجوداً إلى الآن بجبَانة سيدي على أبو الوفاء تحت جبل المُقطمِمن الجهةِ الْشرقية لجبَانة الإمام الليث. ترك ابن عطَاء الكثير من المُصَنفات و الكُتب منها ما نسيه الزمن وغمرته ريَاح السَنون، لكن أبرز ما بقي له:
لطَائف المنن، في منَاقبِ الشيخ أبى العباس وشيخه أبى الحسن
القصد المُجرد في مَعرفةِ الاسم المُفرد
عنوانُ التوفيقُ
تَاجُ العروسُ الحاوى لتهذيب النفوس
مفتاحُ الفلاحُ، ومصبَاحُ الأرواح
الحَكم العطَائية، وهي أهم ما كتبه وقد حظيت بقبول وانتشَار كبير ولا يزال بعضها يُدرس في بعض كُليات جامعة الأزهر، كما تَرجم المُستشرق الانجليزى آرثر اربري الكثير منها إلى الانجليزيه، وترجم الأسبانى ميجيل بلاسيوس فَقرات كثيرة منها مع شرح الرندى عليها.
"ملاحظة "
إبن عطاء الله هو أحد شيوخ الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد ، وفقا لسلسلة الطريقة الشيخية ، حيث يقول في قصيدته الياقوت :
عـــن ابـــن عـطــاء الله بــحــر عـلـومـنـا *** عــن المـرتـضـى الـمـرسـي أحـمــد حـلــة
مــعـــارف مــنـــه لــلـــورى ومـــواهـــب *** فــحــاز بــهــا مــجــد الــعــلى والـجـلالــة
إلـى الشاذلـي السامـي أبـي الحسـن iالـذي *** بحـوز الكمـال أضحـى بحـر الحقيقـة
إلى آخر القصيدة________________

الشريف على محمود محمد على



