صلاة الأخـيـار
بـســمِ الـكــريـــمِ الـواهــِــبِ .. الــعـاطــى لــكــلِّ مـــوَاهـــــبِ
فَــــرْدٌ .. عَــــلا فــى كــبــريــــاءِ الــقــدْسِ .. بـعــد تـَـحـَــجُّـــبِ
إنــِّـى .. شَــــهِــــدتُ بــــأنــــك الأعـلــى .. إلــيـــك تــقـــرُّبــى
و الــنــورُ .. نــــُـورُكِ ســيـــدى مــهــمــا تـــلــــوَّنَ مـــشـــربــــى
فى بـحـر نـورِ"الـمـصـطـفى".. الـعـدنـــانِ .. أَبـْــحَـــرَ قـــاربـى
قـلتُ : احـتـمِلْنى .. يـا رسولَ اللــهِ .. قـــال : عــلــيــك بــــىِ
*******
أنـــــا جــئـــتـُـــكــمْ مــــولاى .. بالـعـقـلِ الكـلـيـلِ الـمُــذْنـِـــبِ
لأُصَـــلِـــيَـــنَّ عــلـــيـــــك مِــــنْ ذاتِ الـــــودودِ الــــواهـــــــبِ
مِــنْ نـــورِ ذاتٍ .. قــد عَــلَــتْ فــــوق الــعـُـــلا بــِـتـَـحـَــجُّــــبِ
تُهْدَىَ إلى"طه".. الحبـيبِ .. مِــــنْ الــعَــلِــىِّ .. بــِـمَـوْكِــــبِ
مِـــــنْ سِــــــرِّ عِــــلْـــمِ اللـــــهِ .. تــَـزْهُــو .. بالـمـقـامِ الأنـجــبِ
فيـهـا مـن الأنـوارِ .. أعـلاهـا .. بـأخـتــامِ الــنــبــىِّ الــعــاقِــــبِ
فـتـكــون للـتــوحــيــد رَمْـــزًا .. يـُـنـــــالُ بــِـــمَـــطْـــــلَــــــبِ
لـكـــنْ .. بــِــفَـــتـْـــحِ اللــــــهِ .. نـــوارُ .. وَهْــبُ الـواهـبِ
تــعــلـــو .. بــنــــــورِ اللـــــــــهِ .. فوق مُــقَـــرَّبٍ .. و مُـــجَـــرِّبِ
و الكـونُ .. جَـمْـعـًا يـرتـجى ..ـ منـهـا الـقَــبــولَ .. كـخـاطـــبِ
فَـتـُـحـِــيــلُ أقــفـــالَ الـقــلـوبِ إلــــى فـــــتــــوحِ مُـــــقــــــرَّبِ
مـنـهـا .. المـلائـِكُ تـَــغـْــتـَـذِى و "الــروحُ ".. فـــاز بـمـكـسـبِ
و يـقـول: أَظْـهَـرْتَ الحقـيـقةَ .. بالحـقـيـقةِ والحقـيـقةُ مـذهـبى
مــا طــالـهــا عـــبـــدٌ سِــــواكَ .. فَــنِـــعـْـــمَ فَــــــوْزِ الــكـــاتــــــبِ
فى حُبِّ "طـه".. المـسـتـقـرُّ .. و روحُــــه .. فــى الــمَــشـْـــرَبِ
*******
كـــــــلُّ الــصــــلاةِ عـــلــــيــــك مِــــنْ ربٍّ كـــريـــمٍ .. واهــــبِ
مِـــــــنْ نــــــــورِ ذاتٍ .. قـــــــد تـَـجَــلَّــتْ للـبــصــيــرِ الطـيِّـــبِ
فـيــهــا .. الــصــفــاتُ تــــدورُ ..بـالأنــوارِ .. فـى رَوْض الـنـبـى
فــى كــــلِّ حــَـــرفٍ نـــــورُه .. يـبـــدو كــنــجـــمِ الـكــوكــــبِ
فَـتـَـبَــارَكَــتْ كـــلُّ الــصــلاةِ .. بــنــــــورِ ســِـــــــرِّ الـمُــوهِـــــبِ
فـيها .. المـهـيـمـونَ الـكِـرامُ .. لـهــمْ جــمـــيــــلُ الــمَــشـْـــرَبِ
و "الـروحُ".. تُسْكـِرُه الصلاةُ .. فَـيَـنـْــتـَــشـى .. كـالـــشـــاربِ !!
أما الملائـكُ .. فهى سَكْرَى .. مِـــــنْ عَــــلِــــىِّ الــمَـــشــْــرَبِ
و الـعـرشُ.. و الكــرسىُّ ..و الأ لواحُ..والميـزانُ..بعد الكاتبِ
و السـدرةُ الأعـلى .. و جـنـاتُ السلامِ .. مـع النـعـيـمِ الأطيبِ
و الكعبةُ الـغَـرَّا..مع المعمور .. بـيـــن مــشـــارقٍ .. و مــغـــاربِ
و الـــكــــــلُّ .. فـــى فــَـــــرحٍ يُـرَدِّدُهـا .. كَـعَــزْفِ الـمُـطْـرِبِ
و تـصــيـــرُ أرواحُ الــخــلائـِـــقِ مـــــثــــل نـــــــــورٍ ذائـــــــــبِ
فــى نـــورِ ذاتِ " مـحـمـدٍ " .. و تــقــول : نِـــعـْـمَ تــَــقَـــلُّـــبــى
و الكونُ..كـلُّ الكونِ يُـنـْشِـدُ.. يَــقْــــدُمُ الــكــونَ .. الــنـــبـــى
*******
هى .. رحمةُ الـرحمن .. فوق الـخَـلْــقِ ..حـــتـى الـمُـذْنِــبِ
و بـهـا الـذنـوبُ تــذوبُ .. فـى الأنـوارِ .. بـلْ هـى تـُـقْــلَـبِ !!
فَـيُـــبَــدِّلُ اللـــــهُ الــذنـــوبَ .. بــخــــيــــرِ فـــعـــــلٍ طـــــيـــــبِ
فـهـو الـعـظــيـمُ .. فـأىُّ ذنـــبٍ فــى الــجــلالـــةِ .. يُـحْـسَـبِ !!
حــتــى مــــن الأمـــــواتِ .. أو مَنْ فى"برزخٍ".. هو يَطْلُبِ !!
فيـهـا .. السـلامُ على الـورَى .. مِــنْ كـلِّ خَــطْـــبٍ مُــــرْعِـــبِ
من شعر عبد الله / صلاح الدين القوصى
مقتطفة من ديوانه " العريق "
من قصيدة (لمن الخيار )
المدينة المنورة تمام بدر شوال 1428 هــ - أكتوبر 2007 م