اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1437
|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
هذه مشاركة دعت الحاجة إلى كتابتها .. للتنبيه والنصح .. وأخذ الحذر ... فليس الزمان كما كان .. وينبغى للعاقل أن يكون مدركا لزمانه ... قائما مقبلا على شانه .
ووالله .. كلما مشيت فى الشوارع .. أو نظرت فى وجوه كثير من الناس .. ازددت وحشة .. وشعرت بانقباض .. وزاد هذا الشعور بقوة فى زمن نعيشه .. يموج بالفتن والتقلبات .. والقبض .
الحمد لله والشكر له .. أننا لا نعرف اليأس .. أو الاكتئاب .. فليست هذه الخصال من أخلاق من رأت عينه واحدا من أكرم .. وأزكى .. وأشرف .. وأعقل .. وأعلم بحضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... من سيدنا ومولانا المبارك الفاضل .. الدكتور محمود .
ولكنى أردت أن أحذر نفسى .. وأحبابى .. من شر فتنة العوام ... ومعرفة واجب الوقت .. وآدابه .. ومدد يا سيدى يار سول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وأنبه على أمر هام .. وهو أنه ليس المراد – فى زماننا هذا – من تقليل المخالطة .. والعزلة ... أن نترك أشغالنا وأرزاقنا ... ولكن ترك مخالطة الأخلاق .. والأقوال .. والجدال ... والله أعلم
روى الإمام أحمد .. عَنِ أبى موسى الْأَشْعَرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ ) قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ ( الْقَتْلُ ) قَالُوا : أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ !!! إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا قَالَ ( إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْمُشْرِكِينَ ... وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ) قَالُوا : وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ ؟!! قَالَ ( إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ... وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنْ النَّاسِ .. يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ .. وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ )
قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ أَبُو مُوسَى :وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا - إِنْ أَدْرَكَتْنِي وَإِيَّاكُمْ - إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا ... لَمْ نُصِبْ مِنْهَا دَمًا وَلَا مَالًا .
وأخرج أبو داود فى الزهد (1 / 306) .. والبيهقي فى الزهد الكبير (1 / 233) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « ذهب الناس وبقي النسناس ؟ » قيل له : وما النسناس ؟ قال : « الذين يشبهون الناس ، وليسوا بالناس »
وعَنْ مُطَرِّف قَالَ : عُقُولُ النَّاسِ علَى قَدْرِ زَمَانِهِمْ. أخرجه ابن أبي شيبة (13 / 478)
يقول الفقير مريد الحق :
فإذا كانت تلك عقول هذا الزمان الذى نعيشه .. ونراهم .. ونسمعهم .. فيا ترى ماحال زماننا الذى ترونه ... ؟!!!
قال الله تعالى ذكره حكاية عن إبراهيم عليه السلام :
( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ) اعتصم خليل الله سبحانه بالعزلة .. واستظهر بها على قومه عند جفائهم إياه وخذلانهم له في عبادة الأصنام ومعاندة الحق .. وكفاه الله تعالى أمرهم وعصمه من شرهم وأثابه على ذلك بالموهبة الجزيلة وعوضه النصرة بالذرية الطيبة . قال الله ، وهو أجل قائل ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ) .
وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام :
( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون * وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ) فزع نبي الله تعالى إلى العزلة حين ظهر له عنادهم في قبول الدعوة وإصرارهم على منابذة الحق
وقال تعالى ذكره في قصة أصحاب الكهف :
( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ) وكانوا قوما كرهوا المقام بين ظهراني أهل الباطل .. ففروا من فتنة الكفر وعبادة الأوثان .. فصرف الله تعالى عنهم شرهم ودفع عنهم بأسهم ... ورفع في الصالحين ذكرهم .
يتبع بمشيئة الله تعالى .
|
|