موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مالك بن نبي المفكر الكبير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 30, 2013 1:53 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت نوفمبر 24, 2007 6:28 pm
مشاركات: 23
يعتبر مالك بن نبي مفكرا من هذا الطراز الذين تنجبهم الأمم و هي تجتاز مرحلة التحول الحضاري و التي تتسم في أغلب الأحيان بأنها مرحلة صراع بين القديم و الحديث .
و كان مالك بن نبي مفكرا إسلاميا مشبعا بكل القيم الإسلامية التي صاغت يوما ما على هدى القرآن الكريم و عطاء السنة و سلوكيات المسلمين المجسدة لهذه القيم حضارة تعتبر من أرقى حضارات الدنيا عبر تاريخها .
و هذا المقال يخص الجانب الجمالي في فكر الرجل و طبقا لتصور مالك بن نبي فالجمال يعتبر عاملا حيويا في البناء الحضاري و أيضا في الانتكاس و لا سيم عندما يهمل دوره و يرى الباحث عند محاولته معالجة الجانب الجمالي ، و بلورة ملامحه العامة و الخاصة في فكر مالك بن نبي - الذي يمكن لنا أن نضفي عليه سمة الشمولية - أن الجمال كان له وضعية متميزة على خارطة هذا الفكر الحضاري و هذا لأنه فكر يعتمد على التحليل التاريخي من خلال معادلات رياضية مستفيدا في ذلك من دراساته الهندسية ، في محاولاته لشرح تكوين الحضارة بأسلوب رياضي يعتمد على استخدام المعادلات كما قال عنه الدكتور محمّد فتحي عثمان في مقال له بعنوان " كيف تتحقق لنا حضارة إسلامية معاصرة "؟ .
و لقد جاء هذا المنهج في كتب مالك بن نبي مثل كتاب شروط النهضة و " مشكلة الثقافة " و كذلك في بحث له نشر على صفحات مجلة " الثقافة العربية التي تصدر في ليبيا "
و بالتالي انعكس هذا المنهج على دراسته لدور الجمال في عملية التكوين العام للمجتمع من خلال رؤيته الرياضية هذا الدور عن طريق تلك المعادلة .
مبدأ أخلاقي + ذوق جمالي = اتجاه حضاري .
إذن في هذه المعادلة أوضح لنا مفكرنا ذلك الدور الحيوي الذي يلعبه الذوق الجمالي في عملية التشكيل الحضاري و هذا راجع إلى أن أية أمة عندما تفتقد الحس الجمالي الذي يغمر حياتها بالدفء ، و يجعلها تميزا حيا بين الجوانب المسهمة في بناء الأمة و الجوانب المؤدية إلى هدمها و أفولها تصل و لا شك في هذا إلى حالة سيئة . و لا نعدو الحقيقة إذا قلنا أنه عند غياب الرؤية الصادقة تسقط الأمة في مرتع و خيم .
و مالك بن نبي يعتبر الجمال أحد العناصر الحيوية التي تتكون منها الثقافة فالثقافة - في تصوره - تتكون من :
1- الدستور الخلقي .
2- الذوق الجمالي .
3- المنطق العملي .
4- الصناعة بتعبير ابن خلدون
و يرى مالك بن نبي أن الجمال الموجود في الإطار الذي يشتمل على ألوان و أصوات و روائح و حركات و أشكال يوحي للإنسان بأفكاره و يطبعها بطابعه الخاص من الذوق الجميل أو السماحة القبيحة فالذوق الجميل الذي ينطبع فيه فكر الفرد يجد الإنسان في نفسه نزوعا إلى الإحسان في العمل و توخيا للكريم من العادات .
و فضلا عن ذلك فإن مالك بن نبي بعد الجمال عاملا فعالا في بناء الحضارة و إضفاء الحيوية عليها .. و مفكرنا و هو بصدد تدعيم هذا المبدأ يسوق مثل هذا الحوار الذي يحدث دائما بين الرجل و المرأة فيقول " ما من حوار شجر بين الرجل و المرأة منذ آدم و حوّاء .. سواء أ كان ذلك في صورة رمزية إليها بعض الإشارات أم كان صورة لغوية تنطق بها بعض الكلمات إلا و المرأة تحاول أن تظهر من خلال هذا الحوار في مظهر الجمال بينما الرجل يحاول أن يتخذ له مظهر القوة ".
و هذا يدعم المبدأ الحيوي الذي أقره مالك بن نبي و الجمال في مفهوم مالك بن نبي هو الذي يحدد اتجاه الثقافة لأنه يؤدي فيها دورا رئيسا إذ أن المقدرة الخلاقة مرتبطة دائما بالانفعال الجمالي ، بل أن مقدرة الفرد على التأثير مرتبطة أيضا ببعض مقاييس جمالية .
و من المعلوم مثلا في ميدان التجارة و الصناعة أن الصنف الرديء لا يباع و القيمة الجمالية يجب أن ينظر إليها خاصة من الوجهة التربوية فهي تسهم في خلق نموذج إنشائي متميز يهب الحياة نسقا معينا , و اتجاها ثابتا في التاريخ بفضل ما وهب من أذواق و تناسب جمالي .
و من خلال نظرة فاحصة لفكر الرجل يجب علينا أن نحاول معرفة وضعية المجال الجمالي في البناء الحضاري و سوف نراه يحدد ملامح هذا المجال فيجعل له ميزة شكلية أو بعبارة أخرى جمالية بحيث يتبادر لنا أن المبدأ الثقافي في المجال الجمالي يعنى به الميزة الوظيفية و هذا ليس فحسب من الناحية الشكلية بل من الناحية الوظيفية لأن قيام مجتمع على صورة معينة يضع على كاهل أفراده و على مسئوليته التمسك بذوق جمالي معين يطبع أسلوب حياة المجتمع و سلوك الأفراد بصفة متبادلة حتى إذا حدث في أسلوب الحياة نشوز ما يعدله سلوك الأفراد ، و إذا حدث في سلوك الأفراد انحراف ما يقف أمام أسلوبه الحياة في المجتمع ليعدله طبقا لهدف المجتمع و لغاياته الثقافية .
إن علينا أن نعرف ز نحن نحاول استقراء الجانب الجمالي عند مالك بن نبي أن نحيط برؤيته الصائبة حول دور الجمال في الأزمة الحضارية ، فهو يقول أن هناك أسبابا للأزمة الحضارية و هي أسباب ذات منبع اقتصادي أو عوامل اجتماعية تأتي على رأسها الأخلاق و يقرن معها الجمال و ذلك لأن الحياة في مجتمع معين قبل أن تتأثر بالفنون و الصناعات أي الجانب المادي الاقتصادي من الحضارة تتخذ لها اتجاها عاما و لونا شاملا يجعل تفاصيلها مرتبطة بالمبدأ الأخلاقي ، و بذوق الجمال الشائعين في هذا المجتمع و يعني هذا أن التحديد الحقيقي لدور الجمال في نظر مفكرنا يؤكد أن تذوق الجمال عامل أساسي في سلامة التوجه الحضاري أو عدمه .
و هو عامل يمكن أن يساهم مع عوامل أخرى في بعث الأمة الإسلامية بعثا حضاريا ..

_________________
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مالك بن نبي المفكر الكبير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 30, 2013 10:01 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24613

فيه وحوله كلام كثير

والله أعلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 20 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط