ومن روائع الحاج أحمد أبو الحسن : 
صلاة من الرحمن ما المسك أطيب 
على خير خلق الله طه المقرب
 
وآل وأصحاب وتابع تابع 
متى ما الخويدم في مديحك يطنب
 
***
 
غياث الورى مأمن إلى كل مؤمن 
فلولاه ما كنا وما بلغ المنا
 
بنور رسول الله أشرقت الدنا 
وفي نوره كل يجيء ويذهب
***
 
وأهدانا رب الناس أكمل نعمة 
هو المصطفى للناس فضلاً ومنة
 
براه جلال الحق للخلق رحمة 
فكل الورى في نوره يتقلب
***
وأنباء كل الرسل أنه قادم 
ويدعوا إلى التوحيد للكفر هادم
بدا مجده من قبل نشأة آدم 
وأسماؤه في العرش من قبل تكتب
***
وأسراره في كل مرسل قد سرت 
وسحب الندا منه عليهم أمطرت
بمبعثه كل النبيين بشرت 
ولا مرسل إلا له كان يخطب
***
علت فوق كل الأنبياء سماته 
وكل تمنى يكون خادم ذاته
بتوراة موسى نعته وصفاته 
وإنجيل عيسى بالمدائح يطنب
***
نبي ذكي للهداية يعرف 
شفوق رؤوف بالورى يتلطف
بشير نذير مشفق متعطف 
رؤوف رحيم للإله يقرب
***
إلى قاب قوسين الإله له دعا 
وقال له أدن ومني تمتعا
بأقدامه في حضرة القدس قد سعا 
ورسول له فوق المناصب منصب
***
وفي ليلة كان الحبيب وحبه
وما زاغ طرف وهو في قرب قربه
بأعلى السما أمسى يكلم ربه 
وجبريل ناء والحبيب مقرب
***
وحفظتنا به من شر كل ملمة 
وجعلتنا بالدين في أسمى قمة
بعزته سدنا على كل أمة 
وملتنا فيها النبيون ترغب
***
 
شفانا بنور الدين من كل علة 
وقانا من الأعداء من كل ذلة
به مكة تحمى به البيت قبلة 
به عرفات نحوها النجب تجذب
 
***
 
شمائله الندمان وهو نديمها 
وقد شربوها من لدن رحيمها
برياه طابت طيبة ونسيمها 
فما المسك ما الكافور رياه أطيب
***
 
ولولا جمالك بالجلال ملثم 
لكان جميع الخلق فيك تتيموا
بهي جميل الوجه بدر متمم 
صباح رشاد للضلالة مذهب
***
 
ألا يا حداة العيس نحوها يمموا 
وأحدوا لنا باسم الحبيب وهمهموا
بمن أنت يا حادي النياق مزمزم 
أرى القوم سكرى والغياهب تلهب
***
ولما دنونا قد رأينا المشهدا 
وسار لشوق الاشتياق مجددا
بدور بدت أم لاح وجه محمدا 
وصهباء دارت أم حديثك مطرب
***
ركبنا مطايا الشوق وهي تقلنا 
وفي البيد أنوار الحبيب تدلنا
بأرواحنا راح الحجيج وكلنا 
نشاوى كأن الراح في الركب تشرب
***
أتيناك نطوي البيد يا محبوبنا 
وكل المنى رؤياك يا مقصودنا
بأوصافه الحسنى تطيب قلوبنا 
وتهتز شوقاً والركائب تطرب
***
 
أتوها وقد بلغوا بها آمالهم 
وقد شهدوا فيها لبدر جمالهم
 
بطيبة حط الصالحون رحالهم 
وأصبحت عن تلك الأماكن أحجب
 
***
وأشكو إليك سيد الخلق حالتي 
وأنت عليم في غنى مقالتي
بذنبي وأوزاري حجبت بذلتي 
متى يطلق العاني وطيبة تقرب
 
***
سواك رسول الله من أرجو نجدتي 
وأنت أماني يوم حشري وحجتي
بذلي بإفلاسي بفقري بفاقتي 
إليك رسول الله أصبحت أهرب
***
أيضام عبد قد تمسك بالعرى 
وأنت لها يوم القيامة بلا مرى
بجاهك أدركني إذا حوسب الورى 
فإني عليكم ذلك اليوم أحسب
***
إذا جاء يوم الحشر ساءت حالتي 
نجاتي تفضل إن قبلت لمدحتي
بمدحك أرجو الله يغفر زلتي 
ولو كنت عبداً طول عمري أذنب
***