اشترك في: الاثنين ديسمبر 07, 2009 12:22 am مشاركات: 1890 مكان: سيدنا الحسين وسيدتنا زينب
|
بسم الله الرحمن الرحيم
دعاء ختم القرآن الكريم المأثور عن الإمام زين العابدين عليه السلام
وهو الإمام الجليل العابد السجاد علي زين العابدين ابن الإمام أبي عبد الله الحسين السبط رضي الله عنهما. ولد بالمدينة يوم الخميس خامس شعبان سنة ٢٧ هجرية، ولقب زين العابدين لكثرة عبادته؛ فقد كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، وكان طويل السجود ولذا لقب "بالسجاد". وكان عظيم الهدى والسمت، شديد التواضع، كثير الخوف من الله، جوادًا شجاعًا، فصيحًا بليغًا، وتوفي بالمدينة سنة ٩٢ هجرية. ودفن بالبقيع رضي الله عنه.
================
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ اجْعَلْنا، وَوالِدِينا، ومَشائِخَنا، ومُعَلِّمينا، ووالِديهِمْ، والحاضِرِينَ، وجَميعَ المُسْلِمينَ،
مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحينَ، المُفْلِحينَ، المنْجِحِين [المنجحين: أي الصائرين ذوي نجح وظفر]
الفائِزِينَ، البارِّينَ، النَّعِمِينَ [النعمين: أي النضرين، يقال: نعم العود - كفرح - أخضر ونضر]،
الَفرِحينَ، المَسْرُورينَ، المُسْتَبْشِرينَ، المُطْمَئِنينَ، الآمِنينَ
الَّذينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنونَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظيمُ، وبَلَّغَ رَسُولُهُ النَّبِيُّ الوَفي الكَريمُ،
ونَحْنُ عَلَى ما قالَ رَبُّنَا، وَسَيِّدُنا، ومَوْلانا، وخالِقُنا، ورازِقُنا، وباعِثُنا، ووارِثُنا، وَنصيرُنا، ومَنْ إليهِ مَصيرُنا، ووَلِيُّ النِّعْمَةِ عَلَيْنا،
مِنَ الشَّاهِدينَ، ولَهُ مِنَ الذَّاكِرينَ، والحَمْدُ للهِ رَبِّ العاَلمينَ،
والعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، ولا عُدْوان إلاَّ عَلَى الظَّالِمينَ.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاَتمِ النَّبِيينَ،
وعَلَى آلهِ الطَّيِبينَ الطاهِرينَ وعَلَى أصْحابِهِ المُنْتَخَبِينَ،
وعَلَى جَميعِ المَلائِكَةِ والنَّبِيينَ والمُرْسَلينَ، إنَّ رَبَّنا حَميدٌ مَجيدٌ.
* * *
الحَمْدُ للهِ الَّذي حَمِدَ في الكِتابِ َنْفسَهُ، واسْتَفْتَحَ بالحَمْدِ كِتابَه،
واسْتَخْلَصَ الحَمْدَ لِنَفْسِهِ، وجَعَلَ الحَمْدَ دَلِيلًا عَلَى طاعَتِهِ، ورَضِيَ بالحَمْدِ شُكْرًا لَهُ مِنْ خَلْقِهِ.
الحَمْدُ لله بِجَميعِ مَحامِدِهِ، الموجِبَةِ لمزيدِهِ، المُؤَدِّيَةِ لِحَقِّهِ، المُقَدِّمَةِ عِنْدَهُ، المَرْضِيَّةِ لَهُ، الشَّافِعَة لأمْثالِها [أي: التي تصير أمثالها شفعًا لها]،
وَنسْأَلُهُ أنْ يُصَلِّيَ ويُسَلِّم عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ بأفْضَلِ الصَّلَواتِ كُلِّها،
وأَنْ يَحْبُوَهُ بأَشْرَفِ مَنازِلِ الجِنانِ وَنعِيمِها وشَرِيفِ المَنْزِلَةِ فيها [المنازل: الأمكنة. والمنزلة: الرتبة والدرجة] - يا كريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ إنَّكَ أحْضَرْتَنا َختْمَ كِتابِكَ الَّذي عَظَّمْتَ حُرْمَتَهُ، وجَعَلْتَهُ مُهَيْمِنًا عَلَى ُ كلِّ كِتابٍ أَنْزَلْتَهُ،
وُقرآنًا أعْرَبْتَ فيهِ عَنْ شَرائِعِ أحْكَامِكَ، وُفرْقَانًا فَرَّقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلَالِكَ وحَرامِكَ،
وكِتابًا فَصَّلْتَهُ لِعِبادِكَ تَفْصِيلا، وَوَحْيًا أَنْزَلْتَهُ عَلى َقلْبِ َنبِيِّكَ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بالحَقِّ تَنْزِيلا،
وجَعَلْتَهُ نُورًا تَهْدي مِنْ ظُلَمِ الضَّلالِ باتِّباعِهِ، وَشَفِيعًا لِمَنْ أنْصَتَ بِفَهْمِ التَّصْدِيقِ إلى اسْتِماعِهِ،
وميزانَ قِسْطٍ لا يَحيفُ ولا يعدل عَنِ الحَقِّ منطقُ لِسانِه
[في الأصل "لا يحيف عن الحق لسانه" فزدنا ما تراه؛ لاقتضاء اللغة والمعنى والنسق إياه. ولا يحيف: أي لا يظلم]،
وضَوْءَ هُدًى لا تَخبي [لا تطفئ، من أخبيت النار أطفيتها] الشُّبُهاتُ نُورَ بُرْهانِهِ،
وعَلَمَ نَجاةٍ لا يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ،
ولا تَنالُ يَدُ الهَلَكَةِ مَنْ َتعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ فإذا بَلَّغْتَنَا خاَتِمَتَهُ، وحَبَّبْتَ إَليْنا تِلاوَتَهُ، وسَهَّلْتَ عَلَى حَواشي أَلْسِنَتِنا حُسْنَ إعادتِهِ،
فاجْعَلنا يا رَبِّ يا اللهُ مِمَّن يَتْلوهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ، ويَرْعاهُ حَقَّ رِعايَتِهِ،
ويَدينُ َلكَ باعْتِقادِ التَّصْديقِ بِمُحْكَمِ بَيِّناتِهِ، ويَفْزَعُ إلى الإقْرارِ بِمُتَشَابِهِ آياتِهِ،
والاعْتِرافِ بِأنَّهُ مِنْ عِنْدِكَ، لا ُتعارِضُنا الشُّكوكُ في تَصْديقِهِ، ولا يَخْتَلِجُنا الزَّيْغُ عَنْ َقصْدِ طَريقِهِ - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ وَكَمَا جَعَلْتَ ُقلوبَنَا مُذّلَّلَةً بِحَمْلِهِ، وعَرَّفْتَنَا مِنْكَ شَرَفَ فَضْلِهِ،
فاجْعَلْنَا يا رَبِّ يا اللهُ مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ،
ويأْوي مِنَ الشُّبُهاتِ إلى عِصْمَةِ مَعْقِلِهِ،
ويَسْكُنُ في ظِلِّ جَناحِ هِدايَتِهِ،
ويَهْتَدي بِبلَجِ إسْفارِ ضَوْئِهِ،
ويَسْتَصْبِحُ بِضَوْءِ شُعْلَةِ مِصْباحِهِ،
ولا يَلْتَمِسُ الهُدَى مِنْ غَيْرِه - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ وَكَمَا نَصَبْتَهُ عَلَمًا للدلالةِ عَلَيْكَ، وأْنهَجْتَ بِهِ سَبيلَ مَنْ نَزَعاتُهُ إَليْكَ،
فاجْعَلْهُ وَسِيلَةً لَنَا إلى أَشْرَفِ مَنازِلِ الكَرَامَةِ،
وسَبَبًا نَحْوِي به النَّجاةَ في غُرْبةِ القِيامَةِ،
وسُلَّمًا نَعْرُجُ فيهِ إلى مَحَلِّ السَّلامَةِ،
وَذريعَةً نَقْدُمُ بِها إلى َنعيم دارِ المُقامَةِ - يا كُريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ واجْعَلْهُ لَنَا في ظُلَمِ اللَّيالي مُؤْنِسًا،
ولأَقْدَامِنا عَنْ نَقْلِهَا إلى المَعاصِي حابِسًا،
ولألْسِنَتِنا عَنِ الخَوْضِ في الباطِلِ مِنْ غَيْرِ ما آفةٍ مُخْرِسًا،
ولِجَوارِحِنا عَن اجْتِراحِ السَّيِّئاتِ زاجِرًا،
ولِمَا طَوَتِ الغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ اعْتِبارِهِ ناشِرًا،
حَتَّى تُوَصِّل إلى قُلوبِنا فَهْمَ عَجائِبِ أمْثالِهِ،
وزَواجِرِ نَهْيِهِ التي ضَعُفَتِ الجِبالُ عَن احْتِمالِهِ - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ واجْبُرْ بِهِ خَلَّتَنا بالْغِنَى مِنْ عُدْمِ الإمْلاقِ،
وَسُقْ إلَيْنا بهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وخِصْبَ السَّعَةِ في الأرْزاقِ،
واعْصِمْنا بهِ مِنْ هَفْوَةِ الكُفْرِ ودَواعي النِّفاقِ،
وجَنِّبْنا بهِ الضَّرائِب [الضرائب: الطبائع. مفردها ضريبة، وهي الطبيعية والسجية] المَذْمُومَةَ ومَدانِئَ الأَخْلاقِ
[مدانئ الأخلاق: خسائسها ورذائلها، جمع مدنأ مصدر ميمي بمعنى الدناءة]،
حَتَّى تُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ بَتَطْهيرِهِ،
وَتقْفُوَ بِنا آثارَ الَّذينَ اسْتَصْبَحُوا بِنورِهِ،
وَلمْ يُلْهِهِمُ الأمَلُ فَيَقْتَطِعَهُمْ بِخَدائِعِ غُرورِهِ - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ وكما أكْرَمْتَنا بِخَتْم كِتابِكَ،
وَنَدَبْتَنا إلى التَّعَرُّضِ لِجَزيلِ ثَوابِكَ،
وحَذَّرْتَنا عَلَى لِسانِ وَعيدِهِ أليمَ عَذابِكَ،
فاجْعَلْنا يا رَبِّ يا اللهُ مِمَّنْ يُحْسِنُ صُحْبَتَهُ في مَوَاطنِ الخَلَواتِ،
ويُنَزِّهُ قَدْرَهُ عَنْ مَواقِفِ التُّهَماتِ،
ويَجِلُّ حُرْمَتَهُ عَنْ أماكِنِ الوُثوبِ عَلَيْهِ مِنَ المُنْكَرَاتِ،
حَتَّى يَكونَ لَنَا في الدُّنْيا عَنِ المَحارِمِ ذائِدًا،
وإلى النَّجاةِ في غُرْبَةِ القِيامَةِ قائِدًا،
وَلنا عِنْدَكَ بِتَحْليلِ حَلالِكَ وَتحْريمِ حَرامِكَ شاهِدًا،
وبِنَا عَلَى خُلودِ الأبَدِ في جَنَّاتِ عَدْنٍ وافِدًا - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ وَسَهِّلْ به عَلَى أَنْفُسِنا عِنْدَ المَوْتِ كرَبَ السِّياق،
وعَلَزَ [العلز - بالتحريك: الهلع الذي يصب المريض والمحتضر] الأنين إذا بَلَغتِ الرُّوحُ التَّراق،
وَتجَلَّى مَلَكُ المَوْتِ صَلَّى اللهُ عَلَى َنبِيِّنا وعَلَيهِ وسَلَّمَ لِقَبْضِها مِنْ حُجُبِ الغُيوبِ وقِيلَ مَنْ راق،
وزافَ [زاف - بالزاي: دفع. والذعاف - بالذال: السم] لها مِنْ ذُعافِ مَرارَةِ المَوْتِ كَأْسًا مَسْمومَةَ المَذاق،
ورَماها عَنْ قَوْس المَنايا بِسَهْم وَحْشَةِ الفِراق،
ودَنا مِنَّا الرَّحيلُ إلى الآخِرَةِ وصارتْ الأعْمالُ قَلائدَ في الأعْناق،
وكانَت القُبورُ هِيَ المَأْوى إلى ميقاتِ يَوْمِ التَّلاق - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ وبارِك لَنا في حُلولِ دارِ البِلَى [دار البلى: هي القبر]، وطولِ الإقامَةِ بَيْنَ أَطْباقِ الثَّرى،
واجْعَل الُقبورَ بَعْدَ فِراقِ الدُّنْيا خَيْرَ مَنازِلِنا، واْفسَحْ لنا بالقرآنِ العَظيمِ ضِيقَ مَداخِلِنا،
ولا تَفْضَحْنا يا مَولانا في حاضِري القِيامَةِ بِمُوْبِقاتِ [موبقات: مهلكات] الآثامِ، واعْفُ عَنَّا ما ارْتَكَبْنا مِنَ الحَرامِ،
وارْحَمْ بالُقرْآنِ العظيم في مَوْقِفِ العَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقامِنا، وَثبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرابِ جُسورِ جَهَنَّم يَوْمَ المَجازِ عَلَيْها زَلَّةَ أَقْدامِنا،
وَنجِّنا بِهِ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيامَةِ، وَشَدائِدِ أهْوالِ يَوْم الطَّامَّةِ، وبَيِّضْ وجوهَنا إذا اسْوَدَّتْ وجوهُ العُصاةِ في مَوْقِفِ الحَسْرَةِ والنَّدامَةِ - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ واصِلْ بِهِ صَلاحَ ظاهِرِنا،
واحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الوَساوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمائِرِنا،
واغْسِلْ بِهِ دَرَنَ ُقلوبِنا ومُوبِقاتِ جَرائِرِنا،
وانْفِ بِهِ وَحَرَ [الوحر - بالتحريك: الغش] الشُّكوكِ عَنْ صِدْقِ سَرائِرِنا،
واجْمَعْ بِهِ مُتَنائِياتِ [متنائيات: متباعدات ومتفرقات، من تناءى: بمعنى تباعد] أُمورِنا،
واشْرَحْ بِهِ صُدورَنا، ويَسِّرْ بِهِ أمورَنا، واكْسُنا بِهِ حُلَلَ الأمانِ في ُنشورِنا،
وأطِلْ بِهِ في مَوْقِفِ السَّاعَةِ جَذَلَنا وسُرورَنا - يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ واحْطُطْ بِهِ عَنَّا ثِقَلَ الأوْزارِ،
وَهَبْ لنا بِهِ حُسْنَ شَمائِلِ الأبْرارِ،
واقْفُ بِنا آثارَ الَّذينَ قاموا لَكَ بِهِ آناءَ اللَّيْلِ وأَطْرافَ النَّهارِ،
حَتى ُتوجِبَ لَنَا بِهِ فَوائِدَ غُفْرانِكَ، وَتُحَفَ بَوادِيَ إحْسانِكَ، ومَواهِبَ صَفْحِكَ ومَغْفِرَتِكِ ورِضْوانِكَ،
يا أكْرَمَ مَنْ سُئِلَ، وأوْسَعَ [في الأصل: "ووسع" والأولى ما أثبتنا ومن أسمائه تعالى "الواسع"]مَنْ جادَ بالعَطايا – ثلاثًا –
طَهِّرْنا بِكِتابِكَ الكَريمِ مِنْ دَنَسِ الخَطايا،
وهَبْ لنا الصَّبْرَ الجَميلَ عِنْدَ حُلولِ الرَّزايا،
وامْنُنْ عَلَيْنا بالاسْتِعْدادِ عِنْدَ نُزولِ المنايا،
وعافِنا مِنْ مَكْروهِ ما يَقَعُ مِنْ مَحْذورِ البَلايا – يا كَريمُ.
* * *
أتُراكَ تَغُلُّ [أتراك تغل الخ: أي أيظن بك أن تفعل هذا ! كلا ! فهو استفهام بمعنى النفي] إلى الأعناقِ أكُفًّا َتضَرَّعَتْ إليْكَ،
واعْتَمَدَتْ في صَلاتِها راكِعَةً وساجِدَةً بَيْنَ يَدَيْكَ،
أو ُتقَيِّدُ بأنْكالِ الجَحيم [أنكال الجحيم: قيودها في الأقدام. وأما أغلالها ففي الأعناق] أقدامًا سَعَتْ إليكَ،
وَخرَجَتْ مِنْ مَنازِلِها لا حاجَةَ لهَا إلاَّ الطَّمَعُ والرَّغْبَةُ فيما لَدَيْكَ،
مَنًّا مِنْكَ عَلَيْها - يا سَيِّدي - لا مَنًّا مِنْها عَلَيْك،
بَلْ َليْتَ شِعْري ! أُتراكَ تُصِمُّ بَيْنَ أَطْباقِها أسْماعًا تَلَذَّذَتْ بِحَلاوةِ تِلاوَةِ كِتابِكَ الَّذي أْنزَلْتَهُ،
أو تَطْمِسُ بالعَمى في ظُلَمِ مَهاويها أبْصارًا بَكَتْ إَليْكَ خَوْفًا مِنَ العِقابِ وَفزَعًا مِنَ الحِسابِ،
أمَا وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ،
ما أصْغَتْ الأسْماعُ حَتَّى صَدَّقَتْ،
ولا أَسْبَلَتْ العُيونُ واكِفَ العَبَراتِ حَتى أشْفَقَتْ،
ولا عَجَّتْ الأصْواتُ إليكَ بالدُّعاءِ حَتَّى خَشَعَتْ،
ولا تَحَرَّكَتْ الأَلْسُنُ ناطِقَةً باسْتِغفارِها حَتى نَدِمَتْ عَلى ما كان مِنْ زَلَلِها وعِثارِها،
فيا مَنْ أكْرَمَنا بالتَّصْديق، عَلَى بُعْدِ أعْمالِنا مِنْ شواهِدِ التَّحْقيق
- أيِّدْنا اللَّهُمَّ مِنْكَ يا رَبّ في هذهِ السَّاعَةِ الشَّريَفةِ المُبارَكَةِ المُعَظَّمَةِ عِنْدَ خَتْم الُقرآنِ بالعِصْمَةِ والتَّوْفيق -ثلاًثا- يا كَريمُ.
* * *
اللَّهُمَّ وآنِسْ وحْشَتَنا بِطاعَتِكَ يا مُؤْنِسَ الَفرْدِ الحَيْرانِ في مَهامِهِ القِفارِ،
وَتدارَكْنا بِعِصْمَتِكَ يا مُدْرِكَ الغَريقِ في ُلجَجَ البِحارِ،
وَخَلِّصْنا اللَّهُمَّ بِلُطْفِكَ مِنْ شَدائِدِ تِلْكَ الأهْوالِ والأَخْطار،
وصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ المُخْتارِ، وعَلَى آلهِ الطَّيِّبينَ الأَخْيارِ، صَلاةً يَغْبِطُهُمْ بِها مَنْ حَضَرَ المَوْقِفَ يَوْمَ الدِّينِ،
وصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى آبائِهِ وإخْوانِهِ مِنَ الأنْبِياءِ والمُرْسَلينَ،
وعَلى أتْباعِهِ وأشْياعِهِ مِنَ المُوَحِدينَ،
وعَلَى أزْواجِهِ الطَّاهِراتِ أُمَّهاتِ المُؤْمِنينَ،
وعَلَى أبينا آدمَ وأُمِّنا حَواءَ ومَنْ وَلدا مِنَ المُؤْمِنِينَ،
وعَلَى الصَّحابَةِ والتَّابِعينَ، وتابعي التَّابِعين، مِنْ يَوْمِنا هذا إلى يَوْمِ الدِّينِ، وعَلَيْنا مَعَهُمْ وفيهِمْ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ -ثلاًثا-.
* * *
وهَبَ اللهُ [الظاهر أن ما بين المربعين إنما يقال عند ختم الجمع من القراء في حضورهم، كما في المقارئ المعروفة] لَنَا وَلَكُمْ سَوالِفَ الآثامِ،
وعَصَمَنا وإيَّاكُمْ فيما بَقِيَ من الأيَّام،
وَتَقبَّلَ مِنَّا ومِنْكُم الصَّلاَةَ والقِراءَةَ والصَّدَقَةَ والدُّعاءَ والحَجَّ والصِّيام،
وأَحَلَّنا وإيَّاكُمْ بِرَحْمَتِهِ دارَ السَّلامِ،
ولا أرَانا وإيَّاكُمْ قبيحًا بَعْدَ هذا المقامِ،
وَتَلقَّى سادتنا وساداتكم، وأمواتَنا وأمواتَكم وأمواتَ المسلمين بالإتحاف والإجلال والإكرام والإعظام والإنعام.
وصلى الله عَلى سيدنا محمدٍ خيرِ الأنام،
وعلى آله الخيرَةِ البَرَرَةِ الكرام، مصابيح الظلام
أفضل التحية والسلام، وسلّم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله ربِّ العالمين
سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفونَ ١٨٠ وسَلامٌ عَلى المُرْسَلينَ ١٨١ والحَمْدُ لله رَبِّ العالمينَ ١٨٢ .
تم هذا الدعاء المبارك.
اهتم بهذا الدعاء وضبطه وشرح عليه السيد / أحمد عبد العليم البردوني من علماء الأزهر الشريف عفى الله عنه.
(منقول من كتاب مع القرآن الكريم للشيخ الحصري).
|
|