*( مشهد السيدة سكينة زين العابدين )*
ّّّّّّّّّّّّّّّّّ

ولهذا المناسبة نذكر ما وصل إليه بحثنا فى مشهد السيدة سكينة بنت الإمام زين العابدين (نقل) شمس الدين محمد بن الزيات المتوفى فى يوم الحد غرة ذى القعدة سنة 814هـ الموافق 14 فبراير سنة 1412م * فى كتابه الكواكب السيارة ص 30 (عن ) مؤرخ مصر فى القرن الرابع للهجرة ، الحسن بن إبراهيم بن زولاق الليثى المصرى المولود بمصر سنة 306 هـ 918 م ولمتوفى بها سنة 387هـ *977م * إن أول من دخلمصر من ولد عل كرم الله وجهه وسكينة بنت الحسين بن على رضى اله عنهما وذلك أنها حملت إلى الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان ليدخل بها فوجدته قد بغى فرجعت إلى المدينة * وقيل غير ذلك * (قال) وبهذا المشهد السيد الشريف أبن بللوه النسابة وأسمه إبراهيم بن يحيى المعروف بابن بللوه وبهذا المشهد أيضا شريف يقال له حيدرة وبه جماعة من الأشراف وهو الآن مشهور على يسار السالك إلى المحجر فى طريق مصر مكتوب عليه مشهد السيدة سكينة * (وقال) فى ص 93 فى ترجمة أسماء بنت عبد العزيز بن مروان ومن نساء التابعين فى طبقتها رقية ابنة عقبة بن نافع وقبرهما مما يلى المصلى الى جانب سكينة أبنة زين العابدين بن الأمام الحسين وسيأتى الكلام عليها عند ذكر بيان قبرها * ثم ذكر بيان قبرها ص 105 فى التعريف عن مقبرة الصدفيين المجاورة لمشهد الإمام الليث من الجهة القبلية ( فقال ) وبالمقبرة أيضا قبر سكينة بنت زين العابدين بن الإمام الحسين بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه (وقد تقدم الكلام على سكينةالمذكورة)وقد غلط من قال إن السيدة سكينة المتقدم ذكرها صاحبة المشهد الذى بظاهر جامع طولون بنت زين العابدين وإلى جانبها قبر رقية بنت عقبة وقبر أختها عند المزنى يذكرها القرشى قال هو مما يللى المصلى بحرى المفضل بن فضالة على يسار السالك وقبر المفضل المذكور باق الى هذا التاريخ معروف وسنذكره فتحصل من هذا الخبر أن سكية المذكورة ( بنت زين العابدين ) دخلت مصر وماتت بها بلا خلاف وما ذكره بعض مؤرخى المزارات الشامية من أنها مدفونة بالشام 8 وما ترجمه عثمان مدخون فى العدل الشاهد فيما ظهر له * أن فى هذا المشهد سكينة المذكورة وكلاهما ليس بشىء ونستصوب ما ذكر لثبوته * ونر والله أعلم أن هذا المشهد القائم فى المنطقة المذكورة فيه جثمان السيدة ( سكينة بنت الإمام لحسين بن على بن أبى طالب ) وكان فى الأصل دارا لها انتقلت اليها من منية الأصبغ بعدما كان من أمرها مع الأصبغ اولا ثم مع إبراهيم الزهرى فأقامت بها إلى أن توفيت فى التاريخ المتقدم وعرف المكان بها قديما وحديثا * وما حصل من هذه الاختلافات فى صحة هذه النسبة فمن تضارب أقوال المؤرخين 8 لكن الشواهد التاريخية وغن كان ينقصها الاثبات فقد أيدت ذلك (( ونختم )) هذا البحث بحديث شريف من جوامع كلمة صلى الله عليه وسلم فى محبة آل البيت التى فى ميزان للأيمان الكامل ( أخرج ) الطبرانى والترمذى عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبونى لحب الله واحبو أهل بيتى لحبى )
( مشهد الشريف الطاهر حيدرة )
******************
وكان بالمشهد السكينى قديما قبل حدوث العمارة الأخيرة بعض مقابر تزار لجماعة من العلماء والأشراف وغيره ، منها .
( قبر الشريف الطاهر الفاطمى )
حيدرة بن ناصر بن حمزة بن الحسن بن سليمان المتنى بن سليمان الأول بن الحسن الأصغر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين عليه السلام ورضى الله تعالى عنهما .
وهو من الأشراف الفواطم ( السليمانيون بنو الحسين ) شرفاء صنهاجة ( ببلاد المغرب) (1)
(1) صنهاجة قبيلة عظيمة تتفرع عنها العديد من القبائل المنتشرة شمال
المغرب ووسطه وجنوبه وتمتد الى الجزائر وموريطانيا.وما يهمنا نحن
هي القبائل الجبلية.فكما هو معلوم فالقبائل الجبلية منها ما هو مصمودي
الاصل كاغزاوة وبني احمد ومصمودة وسوماتة وبني يسف وبني كرفط
ومنها ما هو صنهاجي كصنهاجة بشطريها الشمس والظل وبني زروال
وبني مزكلدة وبني مسارة وبني وريا كل ورهونة وبني عروس كل هذا
على سبيل المثال فقط.وحينما نقول ان هذه القبائل صنهاجية فاننا نقصد
سكانها الاصليين اما الذين انضافوا اليها فانه لا ينطبق عليهم هذا الوصف
ففرقة بني قرة مثلا ليست صنهاجية الا بالاقامة اما الاصل فعربي وكذلك
الشأن بالنسبة لفرقتي اولاد عمران واولاد كنون ببني مسارة والشرفاء
العلميون ببني عروس وهكذا فهؤلاء من عرب الشمال اي الحجاز
لكن الصنهاجيين الاصليين هم الآخرون عرب ولكنهم من عرب
الجنوب اي يمانيين وهذا ما يجمع عليه كل النسابة والمؤرخين العرب
وان كان الباحثون الاوربيون لا يتفقون معهم في ذلك.ونورد هنا نصا
مقتطفا من كتاب (البدور الضاوية)لسليمان الحوات في الموضوع:
وقال ابن حزم فى جمهرة الأنساب والأزورقانى فى بحر الأنساب والقادرى فى لمحة البهجة العلية * ويجد بالمغرب طائفة سليمانية من سليمان بن الحسين الأصغر * والجد القادم لها هو الحسن بن سليمان المذكور فتدير صنهاجة وملك بها قطعية * وانتهى عقبه الى ستة رجال لكل منهم عقب كثير منتشر بالمغرب ** ومنهم الشريف حمزة المنسوب إليه سوق حمزة ولده الشريف الطاهر حيدرة الفاطمى مات بمصر * وفى عمدة الطالب ص 277 وعقب سليمان بن سليمان فى نسب القطع ** قال الشيخ أبو الحسن العمرى * وهم عدة كثيرة ببلاد مصر وغيرها * يقال لهم بنو الفواطم * فمن ولد الحسن بن سليمان بن سليمان * الشريف الطاهر الفاطمى واسمه حيدرة ورد من المغرب فمات بمصر وصلى عليه العزيز الاسماعيلى * والعزيز المقصود بالذكر هنا هو العزيز نزار بن المعز ثانة خلفاء الفاطميين مؤسسى مدينة القاهرة بويع له بعد وفاة أبيـــــــــــــــــــــــه فى سنة (365هـ - 975م) وتوفى سنة ( 386هـ - 996م ) فيكون دخول الشريف المذكور الى القاهرة فى خلال هذه المدة * وقد ذكر دفنه بهذه المنطقة كثير من مؤرخى المزارات المصرية كابن الزيات وابن الناسخ والسخاوى وعلى مبارك باشا وغيرهم بيد أنهم لم يعرفوا عنه ولا ذكرو له خبرا وقد سبقت معنا عبارة ابن الزيات التى ذكرها بخصوصه ونقلها عنه السخاوى وعنه على مبارك باشا وقد اثار لنا سبيل البحث عما ذكر وفوق كل ذى علم عليم *****يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية جزء5 ص 16


جامع السيدة سكينة هذا المسجد بخط الخليفة عن شمال الذاهب من الصليبة الى القرافة الصغرى أنشأه الامير عبد الرحمن كتخدا لسنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ثم أجرى فيه المرحوم عباس باشا رحمه الله تعالى عليه عمارة وله ثلاثة أبواب غير باب الميضأة إثنان على الشارع مكتوب على وجه أحداهما
حرم بنت الحسين مؤرخ * سكينة تصب المواهب كلها
-----------------------------
542 492 85 56 1175
وعلى واجهة الباب الآخر *
ذا مسجد باآل طه مؤرخ * شمس هدى بنت الحسين سكينة
----------------------------------
400 19 452 159 145 1175
والباب الثالث المقبول فى الجهة القبلية يفتح على درب الأكراد مكتوب عليه
لك مظهر بنت الحسين مؤرخ لج ههنا التابوت فيه سكينة
----------------------------------
33 61 840 95 145 1174
وهو مقام الشعائر ويشتمل على ستة أعمدة من الرخام ومنبر من الخشب النقى ودكة وفيه خلوتان يسكنها الخدمة ومدفن قديم لصاحب البحر أخيه صاحب النهر الحنفيين المشهورين وبجوار القبلة شباك مكل على الضريح للسيدة سكينة رضى الله عنها وهو ضريح مجلل بالبهاء والتور عليه تابوت من الخشب من داخل مقصورة كبيرة من النحاس الاصفر متقن الصنعة من أنشاء المرحوم عباس باشا وبأعلى على باب المقصورة بيتان منقوشان فى النحاس وهما *
مقصورة تقنت لله صنعهـا *تستوجب الشكر عند الله والناس
ذيع همة منشيها مؤرخ *** من يعض كيب أحسان لعباس
ويحيط بذلك قبة جليلة مرتفعة بها اربعة أعمدة من الرخام وايوان صغير يجلس عليه القراء فى ليلى الحضرة وبأسفلها أزار من الخشب ارتفاعه نحو متر وبأعلاها نقوش وعلى وجه بابها رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد وحضرتها كل ليلة خميس ولها مولد سنوى قبل مولد السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنهما وفى اسعاف الراغبين فى أهل البيت للشيخ الصبان أن السيدة سكينة رضى الله تعالى عنها هى بنت الحسين رضى الله عنه وان المشهور فى اسمها انه مكبر بفتح السين وكسر الكاف لكن فى القاموس وشرح أسماء رجال المشكاة فى طبقات المناوى انها مدفونة بالماغة وكذا سيرة الشامى والحلبى وقال الشعرانى لما دخلت
السيدة نفيسة مصر كانت عمتها السيدة سكينة المدفونة قريبا من دار الخلافة مقيمة بمصر قبلها ولها الشهرة العظيمة فجعلت الشهرة والنذور عليها وفى الفصول المهمة فى فضائل الائمة للأبن الصباغ ان الحسن بن الحسن بن على رضى الله عنه خطب من عمه الحسين احدى ابنتيه فاطمة أو سكينة وقال أخترلى أحداهما فقال أخترت لك ابنتى فاطمة فهى أكثرهما شبها بأمى فاطمة رضى الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أما فى الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار وما فى الجمال فتشبه الحور العين وأما سكينة لغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل وفى كلام غير واحد أن سكينة رضى اللله عنها تزوجت بابن عمها عبد الله بن الحسن فقتل عنها باللطف ثم تزوجت بعدة أزواج * وأعلم أن ما منن الشعرانى الكبرى مخالف لما مر فان فيها ان سكينة المدفونة بالمحل المتقدم أخت الحسين وتعقب بأن المعروف أن سكينة بنته لا أخته وقد عد الصباغ فى الفصول المهمة أولا على الذكور والأناث سبعة وعشرين ولم يذكر فيهم سكينة وعلق بعض مشايخنا على ما فى المنن وايده بتصريح النووى فى تهذيب الاسماءواللغات بأن الصحيح وقول الأكثر ان سكينة بنت الحسين تووفيت بالمدينة وعبارة النووى سكينة بنت الحسين اسمها أميمة وقيل أمينة وثيل آمنة قدمت دمشق مع أهلها ثم خرجت إلى المدينة ويقال عادت ال دمشق وقبرها بها ودفع التعقب المتقدم ما ذكره السيوطى فى رسالته الزينبية ان اولاد على تسعة وثلاثون الذكور احد وعشرون والاناث ثمانية عشر وفى ابن خلكان ان السيدة سكينة بنت الحسين بن عه على بن أبى طالب رضى الله عنهما كانت سيدة نساء عصرها ومن أجمل النساء وأطهرهن وأظرفهن وأحسنهم خلقا وتزوجها مصعب بن الزبير فهلك عنها ثم تزوجت من عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له قريبا ثم تزوجت الاصبع بن عبد العزيز بن مروان وفارقها قبل الدخول بها ثم تزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان رضى الله عنه فامره سلميان بن عبد الملك بطلاقها ففعل والطرة لسكينة منسوبة اليها ولها نوادر وحكايات مع الشعراء وغيرهم ثم قال وكانت وفاة سكينة رضى الله عنها بالمدينة لخمس خلون من ربيع الاول سنى سبع عشرة ومائة وثيل اسمها آمنة وثيل أمينة وقيل اسمها سكينة لقب لقبتها به أمها الرباب ابنة أمرىء القيس ابن عدى وفى تحفة الاحباب للسخاوى ان سكينة اول علوية قدمت مصر وسبب قدومها ان الاصبغ بن عبد العزيز أمير مصر خطبها من أخيها وبعص مهرها الى المدينة فحملها أخوها إلى مصر فقالت له واللخ لا كان لى بعل فلما وصلت ال أبواب مصر مات الاصبغ فماتت بكرا بمصر وهى أقدم وفاة من نفيسة والله أعلم ** وعلى باب المشهد قبر الشريف ابراهيم ين يحيى النسابة وهناك قبر حيدرة وجماعة من الاشراف منهم الشريفة زينب بنت حسن بن ابراهيم بن ملول النسابة واما صاحبا البحر والنهر فهما مقبوران هناك بلا ريب وفى حاشية ابن عابدين على الدار المختارات صاحب البحر هو الشيخ زين بن ابراهيم بن نجيم ( أنتهى )
( قبر الشريف ابن بللوه)
وكان على مقربة من قبر الشريف حيدرة على باب المشهد ، قبر أخر يعرف بقبر الشريف بن بللوه * ذكره السخاوى وابن الزيات وصاحب المصباح وغيرهم وقد حذوا فيه حذو الشريف حيدرة واستطعنا ان نعرف عنه أنه ابراهيم بن يحيى المعروف بن بللوه بن احمد بن موسى بن أبى تميم بن ابراهيم من موسى بن محمد الملقب بالكحول بن بحيى بن اسماعيل المثلث احمد بن اسماعيل المثنى بن محمد بن اسماعيل الأول الإمام بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين كان من أبرز علماء النسب فى مصر وله فيه مصنفات وتقاييد * وكانت إقامته بالمشهد السكينى ولذا كان يلقب بالمشهدى كما جاء عنه فى الطالع السعيد فى ترجمة محمد ابن عبد الظاهر الجعفرى ص 297 ووفاته فى اواخر القرن السابع الهجرى وقد ذكره ابن عنبة فى عمدة الطالب ص 213 وما بعدها فى الكلام على فروع جده الإمام المذكور ( قال ) وأعقب إسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الثانى من أربعة رجال وهم أبو جعفر محمد ومن ولده موسى المكحول بن أبى جعفر محمد ويقال لولده بنو المكحول منهم نور الدين ابراهيم بن بللوه النسابة بمصر ثم ذكر نسبه ال حجه المكحول وقد دفن معه فى هذا القبر طائفة من ذريته واحفاده منهم ولده السيد حسن المشهدى وابنته الشريفة زينب * توفيت فى أواسط شوال من أوائل القرن الثامن الهدرى وقد ترجم على مبارك باشا لمسجد السيدة سكينة ما ذكرناه