موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 35 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 11, 2005 11:46 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نتابع الحديث عن ملوك وخلفاء بنى العباس , ونذكر الخليفة الثانى وهو :

المنصور

قلنا فى المشاركة أنه لما تولى المنصور الخلافة ولم تكن قد توطدت دعائمها , لم يكن يخاف عليها من الدولة البائدة دولة الأمويين, لأنه لم تبق لهم بقية وإنما كان الخوف ينتاب المنصور من ثلاث جهات – وإن شئت قلت ثلاثة رجال - وهم :

عمه عبد الله بن على – وأبو مسلم الخراسانى - وبنو عمه اَل على بن ابى طالب الذين لا يزال لهم فى قلوب الناس مكان مكين وأخصمهم محمد بن عبدالله بن حسن بن زيد ين حسن بن على بن أبى طالب

ونعرض الآن لهم واحدا تلو الآخر :

عبد الله بن على :

أرسل عيسى بن موسى إلى عبدالله بن على بيبعة المنصور وعبدالله فى غزوة .
فانصرف بمن معه من الجيوش قد بايع لنفسه حتى بلغ حران وقد علم بذلك المنصور وقد نزل الأنبار وجمع بها خزانته ودواوينه .

فاستحضر المنصور أبا مسلم وسيره لحرب عبدالله , فسار أبو مسلم نحو عبدالله بحران وقد جمع إليه الجنود والسلاح والطعام والعلوفة ومايصلحه , وخندق حول معسكره .

وكان جنده مؤلفاً من أهل الشام والجزيرة وأهل خراسان , فخاف ألا يناصحه أهل خراسان إذا رأوا أبا مسلم مطلاً فقتل منهم نحو سبعة عشر ألفاً أمر صاحب شرطته فقتلهم

وربما كان هذا العدد مبالغاً فيه , ولكنه على كل حال قتل منهم عدداً كبيراً فضعضع من قوته وجلل نفسه من العار مالا يمحوه الزمان باعتدائه الفظيع على جزء عظيم من جنده لم يظهر لهم جرم.

ومما دل على قلة حزمه أنه كان من ضمن القواد الذين معه حميد بن قحطبة - وهو من كبار القواد فى الدولة العباسية - فأراد أن يستريح منه , ولكنه لم يجرؤ أن يقتله فى المعسكر خوفاً من تغير الجند فكتب له كتاباً ووجهه إلى حلب وعليها زفر بن عاصم.
وفى الكتاب ( إذا قدم عليك حميد فاضرب عنقه)

ولما كان حميد ممن لاتغرقهم هذه الخدعة فك الكتاب فى الطريق وقرأه , ولما علم مافيه دعا أناساً من خاصته فأخبرهم الخبر , وأفشى إليهم أمره وشاورهم وقال : من أراد منكم أن ينجو ويهرب فليس معى فإنى أريد أن اَخذ طريق العراق , ومن يرد منكم أن يحمل نفسه على السير , فلا يفشين سرى وليذهب حيث أحب.
فاتبعه على ذلك ناس من أصحابه وبذلك فقد عبدالله قائداً محنكاً مثل حميد .

ترك عبدالله مدينة حران وأقبل على نصيبين فاتخذها معسكراً وحصنها .
فأقبل إليه أبو مسلم - وكان داهية قد مارس الحروب - ومعه جند مدرب لا يفصد عليه بالعصيان تدبيره , فأراد أن يحتل موقع عبدالله لحصانته فكتب إليه :
( لم أومر بقتالك ولم أوجه له , ولكن أمير المؤمنين ولانى الشام , وإنما أريدها )

ولم تكن هذه الحيلة لتنطلى على عبدالله , لأنه يعرف مكايد خصمه , ولكن جند الشام الذين معه قالوا له :كيف نقيم معك وهذا يأتى بلادنا وفيها حرمنا فيقتل من قدر عليه من رجالنا ويسبى ذرارينا , ولكنا نخرج إلى بلادنا فنمنع حرمنا وذرارينا ونقاتله إن قاتلنا .

فقال لهم عبدالله : والله مايريد الشام. فارتحل عبدالله متوجها إلى الشام , وحينئذ تحول أبو مسلم حتى نزل معسكر عبد الله بن على ,

ولما بلغ ذلك عبدالله علم أن الحيلة قد تمت عليه وعاد فنزل معسكر أبى مسلم.

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 14, 2005 11:49 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نتابع مع حضراتكم ماكان من أبى مسلم الخراسانى وخطته فى التخلص من عبد الله بن على عم الخليفة أبى جعفر المنصور ... فنقول :

كان أهل الشام أكثر فرساناً وأكمل عدة , ولكن المركز الحصين الذى احتله أبو مسلم عوض عليه كثرة عدوه وبذلك استمر القتال بين الفريقين نحو ستة أشهر , والحرب بينهما سجال إلا أن القوة راجحة فى معسكر أهل الشام .

حتى إذا كان يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الاَخرة (سنة 137) كانت بينهما الموقعة الفاصلة , وقد استعمل فيها أبو مسلم دهاءه الحربى فاكتسب الظفر

وذلك أنه أرسل إلى الحسن بن قحطبة وكان على الميمنة أن أعر الميمنة وضم أكثرها إلى الميسرة وليكن فى الميمنة حماة أصحابك , فلما رأى ذلك عبدالله أعرى ميسرته لمقاتلة ميمنة أبى مسلم وضم أكثر جنودها إلى الميمنة بإزاء ميسرة أبى مسلم

ثم أرسل أبو مسلم إلى الحسن أن مر أهل القلب فليحملوا مع من يبقى فى الميمنة على ميسرة أهل الشام , فحملوا عليها فحطموها وجاء أهل القلب والميمنة وركبهم أهل خراسان فكانت الهزيمة .

وهنالك قال عبدالله لأحد قواده : ماترى ؟ فقال : أرى أن تصبر وتقاتل حتى تموت فإن الفرار قبيح بمثلك , وقبل عبت على مروان , فقلت : قبح الله مروان جزع من الموت ففر
فلم يعجبه هذا الرأى وفر إلى العراق تاركاً معسكره فاحتواه أبو مسلم فأمن الناس ولم يقتل أحداً وأمر بالكف عنهم .

أما عبدالله فإنه سار إلى البصرة وكان أميرها أخاه سليمان بن على فاَواه وأقام عنده مدة متوارياً ,
ولماعلم المنصور بذلك أرسل إلى سليمان يأمره بإشخاص عبدالله بن على إليه وأعطاه من الأمان لعبدالله مارضيه ووثق به

فخرج به سليمان حتى قدم به إلى المنصور (سنة 139) فأمر بحبسه وحبس من كان معه , ثم أمر بقتل بعضهم وأرسل اَخرين منهم إلى خراسان فقتلوا هناك

واستمر عبدالله فى محبسه حتى مات (سنة 147).

هذه كانت خاتمة حياة ذلك البطل الذى كان على يده أكبر عمل فى تأسيس الدولة العباسية كما كان على يده أكبر الفظائع فى إهلاك البقايا من بنى أمية

ولله فى خلقه شؤون .

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 21, 2005 5:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نتابع مع حضراتكم ماكان من أبى جعفر المنصور وخطته فى التخلص من عمه عبد الله بن على , ثم حلن الدور على عدوه الثانى وهو ... :

أبو مسلم الخراسانى

استراح المنصور من عبد الله بن على على يد أبى مسلم , فوجه الهمة إلى الراحة من هذا العدو الثانى الذى لا يطمئن على ملكه وهو حى , لأنه أصبح صاحب الصولة والسلطان فى الدولة , وليس المنصور ممن يمكنه الصبر على ذلك .

والذى زاد الأمر عنده أنه قد ألقى إليه أن أبا مسلم لايحترم كتبه ويستهزئ بها إذا وردت إليه , فصمم على الفتك بأبى مسلم .

حصلت حادثة أوقعت الريبة فى قلب أبى مسلم , وذلك أنه بعد تمام الهزيمة أرسل المنصور من قبله رسولاً ليحصى المغانم التى غنمت من عبدالله ,

فلما ورد الرسول المعسكر غضب أبو مسلم وكاد يقتل الرسول لولا أن قيل له : ماذنبه إنما هو رسول فخلى سبيله ولم يمكنه مما جاء له جاء له وقال : أأكون أميناً على الدماء غير أمين على الأموال ؟؟!

فعاد الرسول وأخبر المنصور ,
فكر المنصور وأحب أن لا تدخل أبا مسلم أقل ريبة منه لخوفه أن يمضى إلى خراسان, وبذلك لايتمكن منه إلا بعد معاناة شدائد يريد اختصارها

وليأمن من ذلك كتب إلى أبى مسلم :
( إنى قد وليتك مصر والشام فهى خير لك من خراسان , فوجه إلى مصر من أحببت وأقم بالشام حتى تكون بقرب أمير المؤمنين , فإن أحب لقاءك أتيته من قريب)

فلما جاء الكتاب أبا مسلم غضب وقال : هو يولينى الشام ومصر وخراسان لى .. وصمم على المضى إلى خراسان.

رأى المنصور أنه لم يبق إلا استعمال الدهاء لإيقاع أبى مسلم فى فخ ينصبه له حتى لا يثير حرباً شعواء لا تعلم نتيجتها
فتوجه إلى المدائن وكتب إلى أبى مسلم بالمصير إليه , فكتب إليه أبو مسلم :
(إنه لم يبق لأمير المؤمنين أكرمه الله عدو إلا أمكنه الله منه , وقد كنا نروى عن ملوك اَل ساسان أن أخوف مايكون الوزراء إذا سكنت الدهماء , فنحن نافرون من قربك , حريصون على الوفاء لك بعهدك ماوفيت , حريون بالسمع والطاعة غير أنها من بعيد حيث تقارنها السلامة , فإن أرضاك ذلك كنا كأحسن عبيد , فإن أبيت إلا أن تعطى نفسك إرادتها نقضت ماأبرمت من عهدك ضناً بنفسى)

وهذا الكتاب مما زاد النار اشتعالاً فى قلب المنصور , لأنه كتاب رجل مدل بما له من القوة حتى وضع نفسه قرناً للخليفة إدلالاً بمركزه وسابقته فى إقامة دعائم الخلافة العباسية فكتب إليه المنصور :

(قد فهمت كتابك وليست صفتك صفة أولئك الوزراء الغششة ملوكهم , الذين يتمنون اضطراب حبل الدولة لكثرة جرائمهم , فإنما راحتهم فى انتشار نظام الجماعة , فلم سويت نفسك بهم , فأنت فى طاعتك ومناصحتك واضطلاعك بما حملت من أعباء هذا الأمر على ماأنت به وليس مع الشريطة التى أوجبت منك سماع ولا طاعة , وحمل إليه أمير المؤمنين عيسى بن موسى رسالته لتسكن إليها أن أصغيت إليها , وأسال الله أن يحول بين الشيطان ونزعاته وبينك , فإنه لم يجد باباً يفسد به نيتك أوكد وأقرب من طلبه من الباب الذى فتحه عليك).

أرسل هذا الكتاب مع عيسى بن موسى , ووجه معه أبا حميد المروزى وأمره أن يكلم أبا مسلم بألين مايكلم به أحدا وأن يمنيه فإن أبى قال له :

يقول لك أمير المؤمنين ( لست للعباس وأنا برئ من محمد إن مضيت مشاقاً ولم تأتنى إن وكلت أمرك لأحد سواى , وإن لم أل طلبك وقتالك بنفسى , ولو خضت البحر لخضته ولو اقتحمت النار اقتحمتها وراءك اقتلك أو أموت قبل ذلك ).

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 21, 2005 5:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نتابع مع حضراتكم ماكان من أبى جعفر المنصور وخطته فى التخلص عدوه الثانى وهو .. أبو مسلم الخراسانى

فبعد أن أرسل المنصور كتابه مع عيسى بن موسى , ووجه معه أبا حميد المروزى وأمره أن يكلم أبا مسلم بألين مايكلم به أحدا وأن يمنيه فإن أبى قال له :

يقول لك أمير المؤمنين ( لست للعباس وأنا برئ من محمد إن مضيت مشاقاً ولم تأتنى إن وكلت أمرك لأحد سواى , وإن لم أل طلبك وقتالك بنفسى , ولو خضت البحر لخضته ولو اقتحمت النار اقتحمتها وراءك اقتلك أو أموت قبل ذلك .

سار أبو حميد حتى ورد على أبى مسلم فكلمه كلاماً رقيقاً فيه نصيحة , وتذكير بحقوق الإمام , وتخويف من تفريق الكلمة

فاستشار أبو مسلم مختصيه فأشاروا عليه بألا يقدم على المنصور, لأنه لم يعد يأمنه بعد أن وقع فى نفسه ماوقع فقال لأبى حميد :
( ارجع إلى صاحبك فليس من رأيي أن اَتيه )

وحينئذ بلغه أبو حميد الرسالة الأخيرة – التى فيها وعيد المنصور - فوجم لها أبو مسلم , لأن هؤلاء الجبابرة يعتريهم طائف من الجبن إذا هم وصلوا إلى قمة علوهم

فمثل هذه الكلمات القاسية من المنصور جعلته يخنع ويلين , والذى زاده حيرة وارتباكاً ما فعله المنصور من التدبير العظيم الذى يضعف اَمال أبى مسلم من خراسان وجنودها

وذلك أنه كتب إلى خليفة أبى مسلم على جند خراسان يعطيه إمامة خراسان ماعاش .. ولاشئ أكبر من ذلك يقطع صلته بأبى مسلم

فكتب إليه قائد الجند بخراسان .. حين بلغته الأخبار بقرب مجيئه إلى خراسان :
(إنا لم نخرج لمعصية خلفاء الله وأهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم , فلا تخالفن إمامك ولاترجعن إلا بإذنه)

فوافاه هذا الكتاب حين مجئ رسالة المنصور فزاده ذلك رعباً ولم يجد بدا من أن يحول وجهه عن خراسان ويقصد المنصور.

كان المنصور مصمماً على قتل أبى مسلم ولكن اجتهد أن يكون الرجل اَمنا لايحس بشئ من الجفاء , فلما قارب أبو مسلم المدائن أمر الناس وبنى هاشم فتلقوه , حتى إذا دخل على المنصور وسلم عليه سلاماً لا يشوبه شئ مخيف أمره أن ينصرف ويزيل وعثاء السفر ويستريح ليلة.

ولما جاء الغد أمر عثمان بن نهيك رئيس الشرطة فجاء بأربعة رجال من الحرس وأمرهم أن يكونوا خلف الرواق فإذا هو صفق خرجوا فقتلوا أبا مسلم.

ثم دعاه فدخل عليه فأقبل يحدثه. ومن تمام تدبيره أنه شرع يسأله عن نصلين أصابهم فى متاع عبدالله بن على فقال : هذا أحدهما للذى هو معه , فقال المنصور : أرنيه فانتضاه وناوله إياه فهزه أبو جعفر ثم وضعه تحت فراشه

وإنما فعل ذلك ليأمل على نفسه أن يفتك به أبو مسلم إذا أحس بالشر

ثم صار يسأله عن أشياء أخذها عليه وأخيراً سأله عن سبب قصده خراسان مراغما ً, فقال ( دع هذا فما أصبحت أخاف أحداً إلا الله )

فصفق حينئذ المنصور بيديه فخرج أولئك الحرس الأربعة فضربوه بسيوفهم حتى ذهبت أنفاسه ومات .

ثم أراد أن يفرق الجمع الذى أقبل مع أبى مسلم فأعطاهم جوائز ألهتهم عن التفكير فى الخلاف

ثم أرسل إلى القواد الذين فى جيش أبى مسلم جوائز سنية وأرضى جميع الجند حتى رضوا.

وبقتل أبى مسلم عرف المنصور أنه ابتدأ سلطانه الحقيقى الذى لا يشارك فيه .. ولا يأس على أبى مسلم , لأنه رأى أمام نظره كثيرين من القواد يقومون مقامه.

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 28, 2005 5:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نتابع مع حضراتكم ماكان من أبى جعفر المنصور وخطته فى التخلص عدوه الثانى وهو ..

أبو مسلم الخراسانى
ونقول :

من الضرورى أن ننبه الأفكار إلى أن نوابغ القواد الذين خدموا الخلفاء وأسسوا ملكهم انتهت حياتهم فى الغالب بمثل ماانتهت به حياة أبى مسلم .

وسبب ذلك أن هؤلاء القواد يكونون فى بادئ الأمر ذوى الكلمة المسموعة والسلطان الواسع بين جنودهم , لأنهم هم المباشرون للحروب والوقائع , وهم الذين يقدمون للجند أعطياتهم
فإذا ساعدهم الحظ وتمت على أيديهم الانتصارات الباهرة وقامت الدولة ببأسهم وشدة حزمهم, لم يكن لنفوذهم فى الدولة حد يقفون عنده , لأنهم يرون الأمر إنما جاء لصاحبهم بفضل مجهودهم الذى بذلوه

فإذا كان الخليفة بعيد الهمة ذكى الفؤاد لم يسعه أن يحمل كل هذا , وإذا ألجأته الضرورة حمله على مضض وإذا أمكنته الفرصة لم يتأخر عن انتهازها.

وليس من طبيعة القائد الفاتح أن يضرب صفحاً عن عماله وما تركوا من الاَثار ويتنازل عن اجتناء الثمرة وقت إدراكها.

ومع ما بدا من أبى مسلم من العسف الشديد لا نبخسه حقه ونتأخر عن الاعتراف بأنه كان من نوابغ الرجال الذين أسسوا الدول العظام

ولو كانت الضحايا التى ذهبت فى تأسيس الدولة أقل مما ضحى لعددناه من كبار السواس , إلا أنه سفك دماء كثيرة , وكانت التهمة فى نظره كافية لإزهاق نفس المتهم
فمثل هذا نصفه بالقوة والعزيمة والثبات والدهاء , ولكن لا نصفه بحسن السياسة

وما كان أعجب من أبى مسلم فى قدومه على المنصور بعد ما أحتج به على سليمان بن كثير شيخ الدعوة بقوله أتذكر قول الإمام لى من اتهمته فاقتله .

فإذا كانت هذه قاعدة يرى العمل بها واجباً أفلا يكون فيما صنعه مع أبى جعفر مايدعو إلى الريبة فيه واستحقاقه القتل .

فهو إذا كان قادماً على القتل بمقتضى أصل كثيراً مانفذه ولذا لايكون قتله محلاً للنظر والاستغراب

وصدق الله إذ يقول

(وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) { الأنعام 129}.

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 35 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 21 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط