"القوة في العقود القادمة في الجامعات وليس في الثكنات" جملة أطلقها الصهيوني "شمون بيريز" في كتابه "الشرق الأوسط الجديد"الصادر عام 93م وأكد عليها كثيراً مما يعد تلخيصاً مكثّفاً للاستراتيجية الصهيونية في اختراق مجال الثقافة والعلم ، وتقوم تلك الاستراتيجية على :
بناء قاعدة معلومات متكاملة عن البنية التحتية العربية سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية أو عرقية أو طائفية أو تاريخية، أو غيرها من الجوانب التي تساعد الصهيونية العالمية على تحديد نقاط الضعف والقوة عند تعامله مع تلك الأمة المسالمة , وذلك لتنفيذ المخططات الصهيو أمريكية لتفكيك وتفريغ العقل العربي وتقسيم الجسد العربي .
"تجريد الأمّة من ثقافتها لكي تصبح شبيهة بثقافة الكيان القائم في قلبها، أي من دون ثقافة موحّدة".
أي فرض الهيمنة الصهيونية على العرب، وجعلهم يستسلمون نهائياً تعبيراً عن الهزيمة الحضارية والانهيار القومي والانتحار الجماعي والبعد عن المسائل الجوهرية .
وهذا ما تسعي وتقوم به مراكز الأبحاث والمؤسّسات والهيئات (الإسرائيلية) والأمريكية ومؤسّسات وهيئات غربية كثيرة، في منطقتنا العربية تحت ستار البحث العلمي والتعاون الأكاديمي والتواصل الثقافي، وغير ذلك من الأقنعة والتمويهات لنشر ما يسمي " بـ ثقافة الفتنة ".
التي تظهر بوضوح وتجلي عند بحث ودراسة ظاهرة الطائفية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة وتفشت في الوطن العربي، بمعزل عن تأثيرات تلك الجهات والدوائر المشبوهة .
لذلك لم يكن مُستغرباً أن يكون العمل الأوّل الذي قام به أول سفير (إسرائيلي) في مصر، عقب تسلّم مهام عمله في 17 شباط، فبراير 1980، أنْ قدم "شيكاً" لتوفيق الحكيم، على أنه قيمة حقوقه الماديّة من ترجمة كتبه وطبعها في الكيان الصهيوني.