ومما قاله الشيخ عبد القادر البكري مادحاً القطب البدوي رضي الله تعالى عنه :
تهن قلبي فكل القصد وافاك
وذا حمى سيد الأقطاب بشراك
فمرغ الخد في أعتاب حضرته
لعله بالرضا والبشر يلقاك
وناد يا سيدي بالباب منكسراً
عسى يجيب بما ترجوه دعواك
مستمطراً فيض إحسان ومكرمة
من جود راحته أعطى وأرضاك
فهو الذي قد سما قدراً ومنزلة
وفاق بالجد عباداً ونساكا
فرع النبوة أصل طاب عنصره
ونوره للتقى والخير أهداك
قطب ولي ملاذ عارف سند
فخر الوجود لا شك في ذاك
ذو المنقبات التي أسرارها بهرت
والمكرمات التي يعطيك جدواك
يا أحمد الوصف والأفعال أجمعها
سبحان من في التقى والفضل انشاكا
ومن كؤوس التجلي وهي دائرة
بين الرجال وأهل الله انشاكا
قد شاع ذكرك بين العالمين وقد
أدركت طفلاً بلوغ المجد إدراكا
فيا مريد المعالي لذ بساحته
وناده فهو إن ناديت لباكا
هذا الذي تخشى الأبطال سطوته
وفيهم دام قتالاً وفتاكا
هذا أبو الفرحات السيد البدوي
لكل خير وخبر منه أولاكا
هذا الولي الشريف المرتقى رتباً
بمدحه ربنا الرحمن أغناكا
يا طفل حضرته ها قد نشأت وفي
حجر العناية بالإمداد رباكا
إن جئت ساحته ضيفاً تريد قرى
أو الإفادة في الحالين أقراكا
يا ابن النبي وتاج الأولياء معاً
قد فاز طرف امرئ يحظى برؤياكا
أنت الذي عمت الدنيا مآثره
أنت المجيب لمن في الكرب ناداكا
كم سرت خلصت أسرى المسلمين فيا
لله من سيد أكرم بمسراكا
وظبية فقدت قد جاء صاحبها
بغاية الذل يبكي حيث وافاكا
رددتها كرماً وسط المقام له
في ردها سرعة ما كان أقواكا
وباسمك الخاتم المقذوف في سمك
وافى لصاحبه والله أسماكا
ولو دعوت فتى في لحده بليت
عظامه باسم رب العرش ناجاكا
وكم حويت كرامات بلا عدد
وكان فوق أولي التحقيق ممشاكا
وعابد القادر البكري منكسر
من كان يعرفه في الناس لولاكا
فانظر له وأبيه والمحب له
فأنت بحر العطا عمت عطاياكا
ثم الصلاة مع التسليم يصحبها
على نبي رقى في العز أفلاكا
والآل والصحب ما ناحت مطوقة
وما محب من الأشواق حياكا
***