"شباب الثورة السودانية" بمصر ينددون بوحشية نظام البشير فى قمع المتظاهرين.. وعضو بالتنسيقية يؤكد: عدد القتلى وصل لـ400.. ونشطاء يرفضون وصف الحكومة للشباب بـ"الخارجين على القانون وأطفال شوارع"
الجمعة، 27 سبتمبر 2013 - 18:54
كتبت زينب عبد المجيد
نددت الناشطة حرم خليل، عضو بتنسيقية شباب الثورة السودانية، بالوحشية فى قمع المواطنين السلميين، كما نددت باستخدام الذخيرة الحية ضد الشباب العزل مما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى بالأعيرة النارية التى تركزت فى منطقتى الصدر والرأس ليصل إجمالى الشهداء إلى 400 شهيد، على حد قولها، منذ اندلاع المظاهرات حتى الآن فى كافة إنحاء السودان.
وأشارت خليل، فى حديثها "لليوم السابع"، إلى إن لجوء الحكومة لقطع شبكه الإنترنت واعتقال الصحفيين ومنع القنوات التلفزيونية من نقل الأحداث ما هو إلا تعتيم كامل لمنع العالم من معرفة حقيقة ما يحدث داخل السودان الآن.
وأضافت خليل أنها لا ترجو أى شىء من المعارضة ووصفتها بالسلبية وأنها لا تخدم مصالح الوطن بل أنها أشبه بالدعامة للنظام الحاكم، مشددة على أن الثورة فى السودان ثورة شبابية ولا تنتمى لأى من أحزاب المعرضة أو القوى السياسية.
وطالبت خليل الشباب القائمين بهذه الثورة بعدم ترك الأحزاب السياسية تسرق ثورتهم وتستولى عليها، مطالبة بتسليم البشير للمحكمة الدولية هو وأتباعه لمحاكمتهم على ما ارتكبوه من جرائم حرب ضد الشعب السودانى.
وكان المئات من المحتجين قد خرجوا فى العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان اليوم، الجمعة، فى مظاهرات دعا إليها ناشطون احتجاجا على قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات وما وصفوه بقمع الاحتجاجات التى وقعت خلال الأيام الماضية وسقط خلالها قتلى وجرحى.
وأسفرت المواجهات بين الشرطة والمحتجين خلال الأيام الماضية عن سقوط 29 قتيلا بحسب السلطات السودانية، بينما قالت جماعات معنية بحقوق الإنسان إن حصيلة القتلى تجاوزت المئة معظمهم قتلوا برصاص قوات الأمن.
وفى سياق متصل، أكد عبد الباقى على، سكرتير اللجنة السياسية بتنسيقية شباب الثورة السودانية بالقاهرة، "لليوم السابع" أن الوضع فى السودان أصبح متأزما جدا وجاء نتيجة لذلك عدد كبير من الوفيات لم يستدل عليه حتى الآن.
وندد على بوصف الحكومة شباب الثورة بأنهم "خارجين على القانون وأطفال شوارع " ونعتتهم بالـ(شماسة) وهو مقابل لكلمة "البلطجية".
وعن تداعيات الموقف الراهن، قال على إن الشعب السودانى خرج عن صمته بعد اكتفائه من الفساد والمحسوبية وضياع ثروات البلاد وتصور النظام أن الربيع العربى لا يمكن أن يصل السودان ولكننا نرد عليه "أن ربيع الهوت دوق والبيتزا قد حان أوانه" كما قال فى خطابه الذى استفز الشعب السودانى جدا وأثار غضب المواطنين.
وأضاف على أنه لا يمكن التوصل لإحصائية نهائية لأعداد الوفيات فى جميع الأقاليم والمدن وضواحى العاصمة، لأن معظم الإحصائيات مأخوذة من الجهات الحكومية التى تدعى أن عدد القتلى لا يتجاوز ال50 قتيلا.
وتابع على قائلا: "إن النظام لا يصلح لحكم السودان ولو لساعة واحدة لأنهم اتبعوا نهج دمج الدين مع السياسة والاتجار بالدين واستغلاله فى شؤون سياسية"، وحين خرج الناس للتعبير عن رأيهم بمنتهى الرقى والسلمية تم قمعهم بأساليب وحشيه وقمع واستخدام الغازات المسيلة للدموع بكثرة فى الأحياء السكنية التى أسفرت عن عدة حالات اختناق وحالات حرجة لمرضى الأزمة القلبية وضيق النفس، كما استخدمت قوات الأمن الرصاص الحى ضد المتظاهرين فى مشهد دموى بعيد عن الرحمة ضد الشباب الذى لا يتجاوز عمر بعضهم ال16 عاما.
كما أشار على أن التظاهرات هذه المرة مختلفة عن التظاهرات التى سبقتا والتى كانت تهدف لإسقاط النظام لأنها جاءت بصورة متزامنة وذلك عن طريق المظاهرات فى مدن مختلفة وعديدة فى جميع أنحاء البلاد وهى مدن لها وزنها كالعاصمة الخرطوم ومدنى ودارفور ونبالا وبور تسودان وغيرها.
كما ندد أيضا بدور القوى السياسية والأحزاب المعارضة التى لم تحرك ساكنا ويسعون للالتفاف على ثورة الشباب لضمان مقاعد فى حالة تغيير النظام الحالى، مطالبا الشعب السودانى بمواصله الاعتصام والتظاهر بصورة حضارية وسلمية.
وناشد على رجال الشرطة بعدم التواطؤ مع قيادات الحزب الحاكم والوقوف مع الشعب وعدم التعامل بوحشية وسفك دماء.
فيما قال طالب سودانى يدرس بالقاهرة، رفض ذكر اسمه، إن ما يحدث فى السودان عبارة عن إبادة جماعية، مؤكدا أن السودان لا بد أن يحكم بفكره ومنظور الدولة القومية ولكنه يحكمه مجموعة من الفاشيين تتاجر باسم الدين وهم المتمثلون فى الحركة الإسلامية أى ما يعرف بالـ"الإخوان" فى مصر كأمثال الرئيس البشير ونائبه على عثمان ومصطفى عثمان إسماعيل وغيرهم الذين وضعوا منهج الأخونة القائم على تفتيت الدولة السودانية وتقسيمها إلى عدة أقسام كما حدث مع جنوب السودان مؤخرا مع احتمالات انقسامات جديدة مع تفاقم الأوضاع فى البلاد.
وأشار على إلى أن موجة الربيع العربى طالت السودان أخيرا وأن الثورة فى السودان قامت لكى توقف نزيف الوطن الجريح الذى سلبت منه جميع خيراته من قبل النظام الحاكم.
وأضاف الطالب أنه لا يعول كثيرا على المعارضة السودانية المتمثلة فى حسن الترابى أو الصادق المهدى أو على عثمان الميرغنى الذين هم داعمون للحكومة ولو بشكل غير مباشر "لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس".
ويرى أن المعارضة لابد أن تتسع وتشتمل على أحزاب يترأسها شباب ونساء ويتم فصل الدين عن الدولة كمطلب أولى وأن يتم فصل الدولة عن حكم العسكر، وأن يحمى الجيش الشعب وأن يكون يدا واحدة معه وألا يتدخل فى الأمور السياسية، وأن ينصاع لرغبه الشعب، وفى الأخير نشكر مصر الشقيقة على الموافقة لنا بحرية التعبير والتظاهر السلمى كما نهنئها بثورتها العظيمة.
يذكر أنه بعد قيام السلطات السودانية بمصادرة صحيفتى "السودانى" و"المجهر السياسى" واستدعائها لمراسل قناة العربية لتغطيته المظاهرات فى الخرطوم. استمرت جموع الشعب السودانى فى الاحتجاج وهم يحملون شعارات وهتافات ضد الغلاء وإسقاط النظام، حيث خرج المتظاهرون فى أنحاء متفرقة من السودان.
كذلك تجددت المواجهات فى ود مدنى عاصمة ولاية الجزيرة فضلا عن خروج مظاهرات حاشدة وعنيفة فى جنوب العاصمة تم تفريقها بالرصاص الحى ومنع القنوات من تغطيتها.
رابط الخبر من موقع اليوم السابع :
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1270292&SecID=12