من جيوزاليم بوست: 10/11/2013 17:42 بواسطة: وكالة رويتيرز
http://www.jpost.com/Middle-East/Analysis-Egypts-message-to-Obama-Keep-your-aid-328508
تحليل: رسالة مصر إلى أوباما " احتفظ بمساعداتك "
تواجه الولايات المتحدة خطر توجه مصر إلى دولة منافسة للحصول على مساعدات
القاهرة – إن القرار الأمريكي بتقليص المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر بهدف تعزيز الديمقراطية قد يأتي بنتائج عكسية ، فقد يدفع بالقاهرة إلى طلب المساعدة في أي مكان آخر، ويقلل من تأثير واشنطن في تحقيق الاستقرار في بلد في قلب الشرق الأوسط.
تواجه واشنطن مأزقا في التعامل مع حليفتها الاقليمية الرئيسية: فمصر تسيطر على قناة السويس، ولديها معاهدة سلام مع جارتها إسرائيل، لكن جيشها أطاح بأول رئيس إسلامي منتخب بحرية " محمد مرسي". وقالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء أنها ستوقف تسليم الدبابات والطائرات المقاتلة والمروحيات والصواريخ إلى القاهرة بالإضافة إلى 260 مليون دولار من المساعدات النقدية لدفع الحكومة المدعومة من الجيش لتوجيه الأمة نحو الديمقراطية .
وقالت الحكومة المصرية، ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية بعد إسرائيل ، إنها لن ترضخ للضغوط الأمريكية؛ فالقوات المسلحة في البلاد ـ والتي قادت الحملة ضد الإخوان المسلمين التابعين لمرسي ـ تستطيع أن تكون أكثر تحديا .
فقد قتل مئات من أعضاء جماعة الإخوان واعتقل حوالي 2000 من النشطاء الإسلاميين و قادة الإخوان ، بما في ذلك مرسي .
وبرز قائد الجيش عبد الفتاح السيسي بوصفه الشخصية العامة الأكثر شعبية في مصر ، وهو يدرك تماما أن كثير من المصريين قد تحولوا بشكل حاد ضد الإخوان وأصبحوا يشعرون بمرارة حيال دعم واشنطن لتلك الحركة؛ بينما يعتقد العديد من أعضاء جماعة الإخوان أن إدارة أوباما كانت وراء ما تسميه انقلاب عسكري .
بالتالي أصبحت فرص واشنطن ضئيلة لدفع الجانبين لحل وسط والمشاركة في عملية سياسية ديمقراطية شاملة؛ حتى الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكثر حيادية لم يحرز تقدما يذكر .
التطلع إلى روسيا
أكثر ما يثير قلق الولايات المتحدة هو إمكانية تحول الجيش المصري - وهو أكبر جيش في العالم العربي – تجاه دولة منافسة للحصول على مساعدات بعد عقود من العلاقات الوثيقة مع واشنطن؛ فقد استمرت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في تقديم مساعدات سنوية لمصر تقدر بنحو 1.55 مليار دولار منها 1.3 مليار دولار للجيش .
وقال مسئولون عسكريون لرويترز أن الجنرالات في البلاد لم يعودوا يثقون في الولايات المتحدة بسبب الأزمة السياسية التي اندلعت بعد الإطاحة مرسي ؛ وأنهم بدأوا يشعرون بالغضب منذ ألمحت الولايات المتحدة إلى إمكانية اتخاذها إجراءات لإثبات استياء واشنطن بسبب الإطاحة بمرسي . وأضافوا أنهم لم يتفاجأوا بتقليص المساعدات. وقال مصدر عسكري أن لدينا قول مأثور " من يتخذ أمريكا غطاء هو في الحقيقة عاري "، فالأميركيين يغيرون مواقفهم على أساس مصالحهم وليس لديهم مبادئ؛ ولكننا نعرف أيضا أنهم مهما قالوا أو لمحوا لما سيفعلوه ، فإنهم في النهاية لا يريدون أن يفقدوا مصر . الجيش المصري يدرس خياراته ؛ وصرح المصدر العسكري دون الخوض في تفاصيل أن الجيش لديه بالتأكيد خطط لتنويع مصادر الأسلحة التي تشمل الاتجاه إلى روسيا . كما نقلت صحيفة الوطن ـ القريبة من الجيش ـ عن مصدر عسكري قوله أن مصر ستعلن قريبا عن صفقات السلاح من " أسواق جديدة غير أمريكا " على نفس مستوى أسلحة الولايات المتحدة.
الجهود الأمريكية للترويج للديمقراطية في مصر و عودة الإخوان إلى السياسة عمقت الشعور طويل الأمد بانعدام الثقة تجاه الولايات المتحدة .
نظريات المؤامرة
انتشرت نظريات المؤامرة حول الخطط الأمريكية لتقسيم مصر والشرق الأوسط الكبير ، وذلك بعد نشر الرسوم البيانية للمخططات في الصحف .
"طز في المعونة الأمريكية " كان عنوان باللون الأحمر لإحدى الصحف ؛ بينما يظهر ملصق في أحد أحياء القاهرة الرئيس الأمريكي بلحية بيضاء ومكتوب عليه " أوباما الإرهابي " .
يتقبل المسئولون العسكريون بعض نظريات المؤامرة ، بما في ذلك نظرية أن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تريد الإسلاميين في السلطة لتبقى منطقة الشرق الأوسط غير مستقرة . وقال عقيد في الجيش أن حكم الإسلاميين للعرب هو ضمان كاف لبقاء إسرائيل أكبر قوة في المنطقة.
إن دعم دول الخليج العربي ، مثل المملكة العربية السعودية التي سعدت بالإطاحة بمرسي لبغضها للإخوان المسلمين، يوفر لمصر فرصة للمناورة إذا ما قررت الابتعاد عن الولايات المتحدة. فالمساعدات التي قدمتها كل من السعودية والكويت والإمارات أبقت الاقتصاد واقفا على قدميه وربما أعطت مصر بعض المرونة السياسة .
وقال عبد الله عسكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي (برلمان معين يتمتع بصلاحيات استشارية فقط): إن المعونة الأمريكية لا تذكر إذا ما قورنت بالمساعدات الخليجية ،وأنها لن تؤثر ماليا على مصر حيث يمكن تعويضها بسهولة من قبل دول الخليج؛ وأضاف أن الناس في الخليج لا يرون (قطع المساعدات ) كرسالة ديمقراطية ، وإلا فلماذا تسمح أميركا للنظام السوري بالاستمرار في قتل الناس يوميا ؟
تشعر مصر والمملكة العربية السعودية وهما أهم حلفاء للولايات المتحدة في العالم العربي ، بخيبة الأمل بسبب سياسة الولايات المتحدة وبسبب رؤية واشنطن كقوة عظمى غير حاسمة.
وقال مسئول حكومي أن موقف الولايات المتحدة ليس واضحا وغير مفهوم، وجاء في وقت تحتاج فيه مصر للمساعدة ، ومن المؤكد أن الولايات المتحدة ستفقد تأييد الشعب المصري ، ومن الطبيعي أن الفراغ الذي ستتركه بخسارتها الشعب المصري ستستفيد به قوة أخرى في العالم.
إسرائيل أيضا لديها تختلف مع النهج الأمريكي في مصر؛ فقد رحبت إسرائيل بشكل غير معلن بسقوط مرسي ، كما حثت واشنطن من خلف الكواليس على تقديم الدعم الكامل للحكومة الجديدة المدعومة من الجيش في القاهرة .
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر لراديو إسرائيل إنني لن أتفاجأ إذا بدأ السعوديون أو غيرهم غدا أو بعد غد بإجراء محادثات سرية مع الروس لضمان وجود مظلة واقية عند الحاجة.
وقد وعد السيسي أن خارطة الطريق السياسية تضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة؛ فهو ليس تحت أي ضغط حقيقي من المصريين لتسريع هذه العملية، كما أن المسئولين المصريين لن يتسامحوا مع استمرار الولايات المتحدة في الضغط على الجيش .
وأضاف المسئول الحكومي قائلا : أي شبر أوباما يخسره ستكسبه قوة أخرى، ونحن لن نمانع.
_________________ " الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "
|