محمد بن قرقماش ( جان بلاط )
هذا الجامع خلف مستشفى الجمهورية أنشأه الشيخ ناصر الدين محمد بن قرقماس أحد علماء الحنفية بالقاهرة فى سنة 879هـ/1475 م برسم مدرسة للحنفية وللحديث
( محمد ) بن قرقماس بن عبد الله ناصر الدين الآقتمرى القاهرة الحنفى ويعرف بابن قرقماس ، ولد فى سنة اثنتين وثمانمائة تقر يبا بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن على الجمال محمود بن الفوال المقرىء وتعانى فى أول أمره الحبك وفاق فيه ثم أعرض عنه وأخذ القراآت السبع إفرادا عن مؤدبه المذكور والفقه عن العز بن عبد السلام البغدادى وعنه أخذ طرفا من العربية والصرف والمنطق والجدل والاصلين وغيرها وكذا أخذ عن غيره ممن هو فى طبقاته وقبلها بيسير بل ذكر أنه حضر دروس العز بن جماعة وهو ممكن ، وتعانى الادب وعلم الحرف فصار له ذكر فيهما ونظم كثيرا وخاض فى بحور الشعر وربما قصد بالاسئلة فى الحرف واقرائه بل وصنف فيه وكان اذا سئل عن شىء من الضمائر يخرج فيه نظما ، وكان خيرا متواضعا كريما ذا خط فائق وشكل نضر بهج رائق وشيبة نيرة وسكينة وصمت ومحبة فى الفقراء واعتقاد حسن حتى كان هو ممن يقصد بالزيارة للتبرك به ، ومحاضرة حسنة لولا ثقل سمعه ؛ منقطعا علن الناس ملازما للكتابة بحيث أن أكثر رزقه منها ويقال ان أكثر كتابته فى الليل وان ما فقده من سمعه ممتع به فى بصره حتى أنه يكتب فى ضوء القمر وأنه يتهجد فى الليل ويتلو كثيرا متوددا للطلبة مقبلا عليهم باذلا نفسه مع قاصده متزييا بزى أبناء الجند تعللى مدة ثم مات فى اواخر شوال سنة اثنتين وثمانين ودفن بمدرسته رحمه الله وإيانا ومما كتبته عنه من نظمة
يا خليلى أصاب قلبى المعنى يوم سار الظعون والركبان
ظاعن طاعن برمح قوام قد علاه من مقلتيه سنان
( الضوء اللامع للسخاوى ج 8 ص 292 – المزارات الاسلامية لحسن قاسم )