موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 196 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9 ... 14  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الجمعة يوليو 04, 2014 8:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وها هو ذا المولد المنسوب للإمام ابن الجوزي رحمه الله من مخطوط واضح ومقروء نسخ سنة 1248 هـ ولم يطبع على ما أعرف ، والمخطوط ليس به سقط ، ولكنه يغلب على ناسخه الخطأ لأن في العصر العثماني كانت أغلب الناس لا تتقن الكتابة باللغة العربية جيداً ..

الحمد لله الذي أبرز من غرة عروس الجمال شمساً وقمراً منيراً ، واختار في القدم سيد الكونين حبيباً وصفياً وسفيراً ، وأخذ له العهود على سائر مخلوقات الوجود تعظيماً له وتوقيراً ، وخلق لجلال جمال كمال طلعته بطوناً اختارها لحمله ظهوراً ، وجعلها لصون صدفة درة بهجة مهجة لؤلؤة نفسه النفيسة بحوراً ثم جعل منها ماء عذباً فراتاً ولم يجعلها ملحاً أجاجاً بل ذكرها عطفة منه وتقديراً ، وصانه وحماه من الدنس والرجس والنجس وطهره تطهيراً ونقله من الأنبياء من آدم إلى شيث ونوح وإبراهيم وإسماعيل وكل غدا به مستجيراً ، وما منهم إلا من أخذ عليه العهد ليؤمنن به ولينصرنه وكان ذلك في الكتاب مسطوراً ، فآدم لأجله تاب الله عليه وإدريس بسببه رفعه الله إليه ، ونوح في الفلك توسل وهود في دعائه عليه عول ، والخليل به تشفع وإسماعيل به تضرع ، وموسى بن عمران أعلم قومه بمولده وسأل ربه أن يكون من أمته ويكون له وزيراً وعيسى بن مريم بشر بوجوده وطلب المهلة إلى زمانه ليكون له نصيراً ، والأحبار به أخبرت والكهان بظهوره بشرت والجان برسالته آمنت والهواتف بذكره هتفت ونار فارس من نوره خمدت والآيات باسمه نطقت والأكاسرة بظهورها بملوكها تزلزلت والتيجان من أعلى رؤوس أربابها تساقطت لهيبة المبعوث بالحق بشيراً ونذيراً وبحيرة ساوى عند ظهوره غارت وانشق إيوان كسرى وشرفاته تناثرت والسماء شرفاً له حرست والشهب إكراماً له لمسترق السمع رجمت ، وإبليس لعنه الله خر وكف عنا وعنكم وعن المسلمين شره وأذاه صاح ونادى على نفسه ويلاً وثبوراً ، ورأت آمنة على رأسها فلكاً من الجمال مستديراً ، وأطلع الله ليلة ولادته لسيادته أقماراً وبدوراً ، وأمر الجليل جل جلاله جبرائيل أن ينادي في الكائنات أن يا أمة محمد طيبوا فرحاً وسروراً ، فنحمد الله الذي جعلنا من أمته وفضلنا باتباع سنته ورفعنا بكمال محبته حمداً طيباً كثيراً ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً قديراً ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي ولد مختوناً مدهوناً مسروراً ، وأخرج معه نوراً أضاءت به الأرض فرأت آمنة بالشام قصوراً ، وأقام إسرافيل على صوامع القدس للملائكة بشيراً ، وهنى إسرافيل لحملة العرش لما انتشق من شذاه عنبراً وعبيراً ، ورقص البيت الحرام فرحاً بمولده وملأ الحرم نوراً وأشرق الصفا بنور المصطفى وخرت الأصنام ذلاً وعاد كل من بعد عزه حقيراً ، فلما ولد صاحب الناموس بدء في حضرته كالعروس بوجه يحاكي القمر نوراً ، وشعر يشبه في سواده ديجوراً وجبين أطلع الله منه ضياء ونوراً وحاجب حررت وجنته نحريراً وطرف أمسى بالجمال قريراً وأنف أحسن من حد حسام غدا مشهوراً وخد كالعقيق جلل بهاء ونوراً وشفتين كالعقيق تلمع نوراً وثغر يحاكى لؤلؤاً منثوراً وصدر أضحى بالإيمان معموراً ويدين فجر منهما الماء تفجيراً وقدم صدق له في سعي السعادة مشكوراً ، واضطرب الكون عند ولادته فكأنه صار مخموراً وانتشر السعود على الوجود نشوراً وقرأ مقرئ الكرم " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً . وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً . وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً . ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً " .

صلوا عليه وسلموا تسليماً



شعر :

يا أمة بنبيها متفضلة

صلوا عليه وسلموا في الأولى


أمة محمد في القطوف دانية

صلوا عليه وسلموا في الثانية


أمة محمد بالعلوم متوارثة

صلوا عليه وسلموا في الثالثة


اجعل صلواتك على النبي متتابعة

صلوا عليه وسلموا في الرابعة


يا من تورق له الغصون اليابسة

صلوا عليه وسلموا في الخامسة


كل العلوم من الحبيب دارسة

صلوا عليه وسلموا في السادسة


الماء من بين الأصابع نابعة

صلوا عليه وسلموا في السابعة


جاء ابن عبد الله يبشر آمنة

صلوا عليه وسلموا في الثامنة


وهو الذي في حضرة القدس قد سعى

صلوا عليه وسلموا في التاسعة


أنوار محمد في جبينه ناشرة

صلوا عليه وسلموا في العاشرة


صلوا عليه وسلموا تسليماً



صبح الهدى ملأ الوجود سروراً

لما بدا وجه الحبيب منيراً


أطلعت يا شهر الربيع مشرفاً

بدراً يفوق مع الكمال بدوراً


وبدا النسيم مبشراًومعطراً

بقدوم أحمد للأنام نذيراً


والحور في غرف الجنان تباشرت

وقضت بميلاد النبي نذوراً


ورأته آمنة ساجداً

عند الميلاد إلى السماء مشيراً


وانشق إيوان كسرى جهرة

وغدا حزيناً في الأنام كثيراً


طفئت به نار المجوس تذللا

وغدا به صب الغمام مطيراً


وتساقطت الأصنام عند ولادته

وتصعد الكهان منه زفيراً


لما بدا وجه الحبيب تهللت

كل البقاع وقد نطقن شكوراً


بشراكم يا أمة الهادي به

يوم القيامة جنة وحريراً


فضلتم حقاً بأكرم مرسل

خير البرية بادياً وحضيراً


صلى عليه الله ربي دائماً

ما دامت الدنيا وزاد كثيراً



فصل في مولده صلى الله عليه وسلم

قال الله تبارك وتعالى : " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " ، قال الله تعالى : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وروي في مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وعن إمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله أخبرني عن نفسك ، قال : أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورأت أمي آمنة حين حملت بي خرج منها نور أضاءت لها قصور بصرى من أرض الشام ، مع عجائب كثيرة ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله عز وجل قسم الخلائق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً وذلك قوله تعالى " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين " فأنا من أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً وذلك قوله تعالى " والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم " فأنا من السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله تعالى " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم " فأنا أتقى أولاد آدم ولا فخر على إخواني ، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً وذلك قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " .
صلوا عليه وسلموا تسليماً



لي نبي اسمه محمد يا مولاي

لم يزل فضله عليا


هو حبيبي هو شفيعي يا مولاي

غداً من نار القويا


انطق النخل بفضله يا مولاي

خصه رب البريا


نوره أبهى من الشمس يا مولاي

وله وجه مضيا


قد رقى فوق السماء يا مولاي

وارتقى سبعاً عليا


قد نبع من كفه الماء يا مولاي

وسقى الجيش الحميا


شعره أدعج مسلسل يا مولاي

شبه ليل اعتميا


أنفه أقنى سيف يا مولاي

والحواجب أنوريا


خده كالورد الأحمر يا مولاي

والعيون أكحليا


فمه ضيق صغير يا مولاي

شبه خاتم جعفريا


جمه أبيض منعم يا مولاي

شبه فضة حجريا


عنكبوت عشعش وخيم يا مولاي

من كفور جاهليا


زاد شوقي لحبيب يا مولاي

وكوان الهجر كيا


فإن من صلى عليه يا مولاي

بالرضى والنجاة



قال ابن الجوزي رضي الله عنه قال : إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من نوره ثم قال لها كوني حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم فكانت فطافت حول العرش سبعين ألف سنة تسبح الله تعالى ثم نظر إلى القبضة بعين الهيبة والعظمة فقطر منها مائة ألف قطرة وأربعة وعشرين ألف قطرة ، قال : فخلق الله تبارك وتعالى من كل قطرة نبياً ثم ألهمهم الله أن يطوفوا حول العرش وهم يقولون سبحان العالم الذي لا يجهل سبحان الجواد الذي لا يبخل سبحان الحليم الذي لا يعجل ، قال : فأمر الله تعالى إلى تلك القبضة أن تنشق نصفين فنظر إلى النصف الأول بعين الهيبة والعظمة ونظر إلى النصف الثاني بعين الشفقة ، فأما النصف الذي نظر إليه بعين الهيبة والعظمة صار ماء جارياً وهو ماء البحار الذي لا ينام ولا يفتر من خشية الله تعالى ، وأما النصف الذي نظر إليه بعين الشفقة خلق الله منه أربعة أشياء : الأول : العرش ، الثاني : الكرسي ، الثالث : اللوح ، الرابع : القلم ، قال للقلم فلما خلق القلم أمره أن يجري على اللوح بما هو كائن إلى يوم القيامة فقال القلم إلهي وسيدي ومولاي ما أكتب ؟ قال اكتب علمي في توحيدي لا إله إلا الله محمد رسول الله ، قال : فخر القلم ساجداً لله تعالى ثم رفع رأسه وقال : إلهي وسيدي ومولاي علمت أنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك فمن محمد الذي قرنت اسمه باسمك ، قال الله تعالى : تأدب يا قلم وعزتي وجلالي لولا محمد ما خلقت ليلاً ولا نهاراً ولا جنة ولا ناراً وما خلقت جميع هذه الأشياء إلا لأجله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : فبقى سكراناً من حلاوة اسم محمد صلى الله عليه وسلم ثم ألهمه الله أن يقول السلام عليك يا محمد ، فقال عز وجل جواباً عن حبيبي محمد وعليك السلام ورحمتي وبركاتي فلهذا صار السلام سنة والرد فرضاً ، ثم أمر الله تعالى أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فاهتدى القلم إلى علم الله تعالى فكتب أولاد آدم من أطاع الله أدخله الجنة ومن عصى الله أدخله النار ، ثم اهتدى القلم إلى أمة إبراهيم من أطاع الله أدخله الجنة ومن عصى الله أدخله النار ، ثم اهتدى القلم إلى أمة موسى من أطاع الله أدخله الجنة ومن عصى الله أدخله النار ، ثم اهتدى إلى أمة عيسى من أطاع الله أدخله الجنة ومن عصى الله أدخله النار ، ولم يزل يكتب أمة بعد أمة حتى انتهى إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أطاع الله أدخله الجنة ومن عصى الله أراد القلم أن يكتب أدخله النار وإذا بالنداء من قبل العلي الأعلى : يا قلم تأدب ، فانشق القلم من هيبة الله تعالى ثم قطع بيد القلم لقدرة فصار سنة في القلم أن لا يكتب إلا مشقوقاً مقطوعاً ، قال الله تعالى للقلم : اكتب ، قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب أمة مذنبة ورب غفور .
صلوا عليه وسلموا تسليماً



شعر :

هو سيد الكونين سيد هاشم

ما في سيادته عليه خفاء


شرف المقام به وزمزم والصفا

ومنى وبيت الله والبطحاء


من نور رب العرش كون نوره

والناس في خلق التراب سواء


وبه توسل آدم من ذنبه

وتشفعت بمقامه حواء


وبه توسل نوح في طوفانه

فأجيب حين طغى عليه الماء


وبه دعى إدريس فارتفعت له

عند الجليل رتبة علياء


وبه الخليل نجا من النار التي

قد أضرمت من أجله الأعداء


وبه الذبيح فدي بذبح جاءه

لما أتى من الإله نداء


ووبعثه التوراة يشهد لفظها

بالمصطفى وبها عليه ثناء


إنجيل عيسى والزبور بفضله

شهدا وفي هذا الفخار علاء


الله أكبر ما أتم فخاره

في بعض ذا تتحير العلماء


من أنزل القرآن في أوصافه

ماذا تقول بشعرها الشعراء ؟


صلى عليه الله في السبع العلا

ما لاحت الأنوار والظلماء


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الاثنين يوليو 14, 2014 9:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ويقال خلق الله نوره محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن خلق الأشياء بسبعة آلاف سنة فجعل يطوف فلما بلغ الموضع الذي أمره الله تعالى بالسجود سجد فبقى في سجوده مائة عام ، ثم خلق الله تعالى من نوره جوهرة وخلق منها ماء عذباً وجعل فيه الحركة فجعل ذلك الماء يموج ألف سنة لا يستقر ثم قسم نوره على عشرة أجزاء ، فخلق من الجزء الأول العرش ، ومن الثاني الكرسي ، ومن الثالث اللوح ، ومن الرابع القلم ، ومن الخامس القمر ، ومن السادس الكواكب ، ومن السابع الملائكة ، ومن الثامن الكرسي ، ومن التاسع نور المبين للمؤمنين ، ومن العاشر نور محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقال خلق الله نور محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق الأشياء بثلثمائة ألف وعشر ألف سنة ، ثم خلق الله اثنى عشر حجاباً ، حجاب القدرة وحجاب العظمة وحجاب المنة وحجاب الرحمة وحجاب السعادة وحجاب الكرامة وحجاب المنزلة وحجاب الهداية وحجاب النبوة وحجاب الهيبة وحجاب الشفاعة ، ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وسلم في الحجاب الأول اثنى عشر ألف سنة ، وفي الحجاب الثاني إحدى عشر ألف سنة ، وفي الحجاب الثالث عشر ألف سنة ، وفي الحجاب الرابع تسعة آلاف سنة ، وفي الحجاب الخامس ثمانية آلاف سنة ، وفي الحجاب السادس سبعة آلاف سنة ، وفي الحجاب السابع ستة آلاف سنة ، وفي الحجاب الثامن خمس آلاف سنة ، وفي الحجاب التاسع أربعة آلاف سنة ، وفي الحجاب العاشر ثلاثة آلاف سنة ، وفي الحجاب الحادي عشر ألفين سنة ، وفي الثاني عشر ألف سنة ، ثم أظهر الله نوره على اللوح المحفوظ فكان عليه ألف سنة ، ثم نقله إلى العرش فكان عليه سبعة آلاف سنة إلى أن وضعه في صلب آدم ثم نقله إلى شيث ثم إلى إدريس ثم إلى نوح ، لم يزل ينقله من صلب إلى صلب إلى أن نقله إلى صلب عبد الله بن عبد المطلب ، فولد بمكة وتوفي أبوه وهو في بطن أمه آمنة فكفله عبد المطلب فتوفي جده عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين ، وكفله عمه أبو طالب حتى كبر ، وعن ابن عباس وابن الجوزي رضي الله عنهما قالا : إن الله تبارك وتعالى اصطفى آدم واصطفى من ولد آدم إبراهيم واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل بني كنانة ، واصطفى من بني كنانة بني قريش واصطفى من بني قريش بني هاشم ، واصطفى من بني هاشم محمداً صلى الله عليه وسلم فهو محمد أبو القاسم ، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل من ولد إبراهيم إلى هنا متفق عليه ، واسم أمه آمنة بنت وهب وتوفت وهو صلى الله عليه وسلم ابن ستة سنين ، وأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو ابن أربعين سنة ثم هاجر إلى المدينة وعاش في المدينة عشر سنين ثم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة .

صلوا عليه وسلموا تسليماً



قالوا : محمد

قلت : الباهي المنظر


قالوا : جبينه

قلت : الصبح حين أسفر


قالوا : وخده

قلت : من الورد أحمر


قالوا : وشعره

قلت : المسك والعنبر


قالوا : وريقه

قلت : أحلى من السكر


قالوا : وعنقه

قلت : أبيض من المرمر


قالوا : وقلبه

قلت : انشق واطهر


قالوا : وصدره

قلت : العلم له مصدر


قالوا : وظهره

قلت : الله له أظهر


قالوا : يمينه

قلت : بالكرم به يذكر


قالوا : شماله

قلت : كم دفع منكر


قالوا : وطبعه

قلت : قط ما تكدر


قالوا : وفخذه

قلت : على البراق أخضر


قالوا : أقدامه

قلت : غاصت بالحجر


قالوا : شفيعاً

قلت : غداً في المحشر


قالوا : القيامة

قلت : وأنت شاخص تبصر



صلوا على مصباح الظلام

وروي عن بعض الصالحين : أنه كان يتمنى أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فرآه ذات ليلة في المنام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما تتمنى علي يا عبد الله ؟ قال : اتمنى عليك أن أزورك في كل عام ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن أردت أن تزورني في كل عام ( يعني في المنام ) فاقرأ مولدي في كل عام ، قال : فألهمني الله تبارك وتعالى فقلت : يا رسول الله ما ثواب المولد في السنة ؟ قال : من قرأ مولدي خالصاً مخلصاً لوجه الله تعالى كفر الله عنه ذنوب السنة الماضية وبقي في بركته إلى السنة القابلة ويعطيه الله بكل لقمة تؤكل من طعام المولد حسنة وبكل درهم عشر حسنات ويجد نوراً في قلبه وصحة في بدنه وينزل الله البركة في رزقه وعلى المكان الذي يقرأ فيه المولد وعلى أربعين داراً حول البيت الذي يقرأ فيه مولدي ويبقى قارئه في أمان الله تعالى أربعين صباحاً .

وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلف البعير ويأكل مع الخادم ويطحن معه ويقم البيت ويخصف النعل ويرقع الثوب ويحلب الشاة ، وكان لا يمنعه الحياء في حمل حاجة من السوق إلى أهله ، وكان يصافح الغني والفقير ويسلم مبتدءاً ، وكان إذاً لا يستحي إذا دعي ولا يحقر ما دعي إليه ، وكان لين الخلق كريم الطبيعة جميل المعاشرة طليق الوجه ، بساماً من غير ضحك محزوناً من غير عبس متواضعاً من غير مذلة جواداً من غير سرف ، رفيق رحيم لكل مسلم ، ولا يمد يده إلى طمع ، وكان له قوة أربعين نبياً وكان لكل نبي قوة أربعين رجلاً ، وكان لم يطر عليه ذباب ، ولا ينام قلبه ، وكان كتفه أعلى من كتفاء جلسائه ، وكان يرى من ورائه كما يرى من أمامه ، ولا يقع منه ظل على الأرض ، ولم يكن طويلاً ولا قصيراً ، وكان قط ما احتلم ، ولا اختار ، ولم يبق له بول على الأرض ولا غائط ، وكان ينسب إلى أربعة أشياء : أزهر اللون أحسن الناس وجهاً لم يصفه الواصفون إلا شبه القمر ليلة تمامه ، واسع الجبهة واسع الظهر ادعج العينين طويل الزندين أصابعه كالفضة خلقاً ، ولد مختوناً وكان طويل الصمت وكان كل من دعاه يقول له : لبيك لبيك ، مكتوباً بين كتفيه بخ بخ منصور توجه إلى أينما ما شئت يا محمد فإنك معزوزاً منصوراً .

صلوا عليه وسلموا تسليماً



قم في الدجى واغتنم يا نائماً سحراً

الليل ولى وهذا الصبح قد ظهرا


ولا تخف وحرم النوم واللذات أجمعها

وقف على بابه إن كنت مفتقرا


ولا تخف من ذنوب أنت حاملها

لأن رب السماء للذنب قد غفرا


قد فاتك الوصل يا مغرور فابكي على

ما فات من زمن من فاته خسرا


لله قوم تولوا في محبته

فيما يرى للكرى حياً ولا أثرا


ناداهم الله يا خدام حضرتنا

بشراكموا قد قبلنا كل من حضرا


ولو تراهم وقد تاهوا به فرحاً

وكل عبد من الأشواق قد شكرا


يا سعد قم واغتنم منهم مشافهة

فمثل حالهم يا سعد ليس يرى


صلوا على بدر التمام


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الاثنين أكتوبر 13, 2014 6:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

فصل

في قصة آدم عليه السلام قال : فلما أراد الله تعالى أن يخلق آدم فنزل إبليس اللعين إلى الأرض وقال إني ناصح لكي أيتها الأرض ، قالت : وما نصيحتك يا رئيس العابدين ؟ قال : إن الله تعالى يريد أن يخلق منك خلقاً وأخاف أن يعصوه فيعذبهم بالنار ولا قدرة لكي على ذلك فإن أرسل إليك أحداً من الملائكة فاقسمي عليه أن لا يأخذ منك شيئاً ، قال : فلما أمر الله تعالى جبريل أن ينزل إلى الأرض ويأتيه بالقبضة من سائر ترابها وهي ستون لوناً أقسمت عليه الأرض أن يرجع ولا يأخذ منها شيئاً فأجابها ورجع فأرسل الله إليها ميكائيل وإسرافيل فرجعا بدون شيء لما أقسمت عليهما الأرض فأرسل الله إليها عزرائيل فأرادت أن تقسم فوكزها برجله وقال : اهدئي والله ما أخالف ربي وأطيعك فقبض منها كما أمر الله تعالى تراباً أبيضاً وأحمراً وأصفراً وأسوداً وأغبراً وأزرقاً وناعماً وخشناً ورخواً وصلباً لتكون الخلق على صفة التراب . فسبحان خالق كل مخلوق ثم أمر الله الملائكة أن يعجنوا ذلك التراب . فصبوا عليه ماء الرحمة وماء التسنيم فلم تلتم طينته فصبوا عليه ماء الحزن فعجنت . قال الله تعالى : بذلك سبق في علمي أن هذا وذريته يعيشون في الحزن إلى يوم القيامة . فمن صبر على مصائب الدنيا فله رحمتي ومن لم يصبر على قضائي ولم يشكر لنعمائي ، فينتقل من حزن إلى حزن أكبر منه ، قال : ثم أمر الله تعالى الروح أن تدخل في يا فوخه وكلما دبت بقي لحماً وعروقاً وعظاماً فلما فتح عيناه رأى مكتوباً على سرادق العرش وعلى أوراق الأشجار وأبواب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، قال آدم : يا رب ومن محمد الذي قرنت اسمه باسمك ؟ قال الله تعالى : هو سيد أولادك ولولاه ما خلقتك ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، قال الله تعالى هديت يا آدم ، من عاش عليها ومات عليها دخل الجنة ، ثم إن آدم اغتسل يوم الجمعة فمن اغتسل يوم الجمعة بقي طاهراً من الذنوب إلى الجمعة الأخرى ، وكان قد أمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس أدركه التكبر والحسد فلم يسجد ، قال الله تعالى : ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، قال الله تعالى : سبق في علمي أنه لا يدخل الجنة المتكبرون اخرج منها فإنك رجيم فمسخه الله على صورة الشيطان وضربوه الملائكة وهم يقولون : ملعون رجيم ، قال ثم إن آدم إتكأ فنام فسبحان الحي الذي لا ينام فخلق الله تعالى من ضلعه الأيسر وهو الأقصر حواء عليها السلام على صورة آدم غير أنها أرق منه بشرة وأصفى منه لوناً وأطول شعراً وألطف كفاً ، وأجلسها عند رأسه فانتبه آدم فرآها جالسة عند رأسه فنظر إليها ، فقال الله : مه يا آدم لا تنظرها حرام ، ففي الخبر من نظر أجنبية حرام أو أجنبية نظرت أجنبياً حرام إلا كوى الله عينيهما بمسامير من نار .
صلوا عليه وسلموا تسليماً


شعر :
يا عين عن نظرة العصيان فاقتصري

لا تطمعي فيجيبني نحوك الضررا


غفي جفونك لا تصغي لمعصية

فمعظم النار من مستصغر الشررا


كم نظرة فعلت من قلب صاحبها

فعل السهام بلا قوس ولا وترا


يسر ناظره ما ضر خاطره

لا مرحباً بسرور جاء بالضررا



قال آدم : يا رب بماذا استحلها ؟ قال : اخطبها مني ، قال : يا رب زوجني حواء ، قال الله تعالى : لأجلك خلقتها أي شيء مهرها ؟ قال : يا رب أنت أعلى وأعلم ، قال : هو أن تصلي على حبيبي محمد عشر مرات ، ففعل آدم ذلك فكتب الله جل جلاله كتابه عليها وشهدت الملائكة ، ثم دخل جبريل عليه السلام الجنة وأخرج لآدم فرساً ولحواء ناقة عليها قبة مسترة بالديباج والحلي والحلل فلما ركب آدم الفرس قال الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، قال الفرس : هديت يا آدم من قال عند الركوب ذلك بعث الله إليه ملائكة تحرسه حتى ينزل ومن لم يقل ذلك حوسب على الركوب ، ودخل آدم وحواء إلى الجنة في موكب عظيم من الملائكة تحت رايات من نور وزفاف وفرح ، فنظر آدم إلى الجنة فإذا أرضها قطعة من فضة وقطعة من ذهب ترابها مسك وحشيشها زعفران وأشجارها شجرة من فضة وشجرة من ذهب والورق كذلك والثمر بين الورق قدر البطيخ ، قال آدم : يا رب لمن هذا الملك ؟ قال لأجل المطيعين من أولادك ، فلما وصلوا إلى قبة الكرم فإذا هي قبة من المرجان ، قدام باب الأول جبل من المسك وقدام باب الثاني جبل من العنبر وقدام باب الثالث جبل من الزعفران ورياض وأنهار ، قال آدم : يا رب لمن هذا ؟ قال : لأولادك الصالحين ، وقباب من الفضة وقباب من الذهب وقباب من الزمرد وقباب من الزبرجد وقباب من الياقوت وقباب من البلور وقباب من الجوهر
صلوا عليه وسلموا تسليماً



الله الله


قباب من الياقوت والأرض فضة

وخيمات مرجان بها النور يزهر


ونخل ورمان وكرم معرش

على غير أعواد سقاهن كوثر


وخز وديباج وسندس أخضر

وما ثم بزاز على القوم ينشر


ومسك وكافور وند وعنبر

وما ثم عطار كذا الله يذخر


وروضات لا تحكي النواظر وصفها

تحير في أوصافها المتفكر


وقطعان غزلان فيهن رتع

ملاح براها الله جل المصور


وإن ركبوا للصيد في دار ملكهم

فلا الصيد ممنوع ولا الوحش ينفر


ورضوان يجلو الحور وسط قبابها

وجبريل والأملاك والحق ينظر


وسفن من الياقوت في بحر خمرة

ورضراضها اللؤلؤ ودر وجوهر


ومجلسهم في روضة مع محمد

إذا شاهدوا وجه المهيمن كبروا


صلوا عليه وسلموا تسليماً


شعر :
الهنا كل الهنا يا عاشقين

قد صدقتم ذلك الحق اليقين


جنة قد زخرفت للمتقين

ادخلوها بسلام آمنين


أدخلوا دار النعيم

منية القلب السقيم


نعمة الرب الرحيم

ذات أنهار وكأس من معين


من إلى الله مآب

ذاك يعطيه الثواب


ويذوق ذاك التراب

إن فيه لذة للشاربين


وحدوا المولى تفوزوا

وتنالوا ما تعوذوا


إنه مولاً عزيزاً

قد رحمنا وهو خير الراحمين


يا إلهي بالتهامي

المظلل بالغمام


الشفيع يوم الزحام

نجنا من شر كيد الحاسدين


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الاثنين أكتوبر 13, 2014 11:07 pm 
متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7988
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابَعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 14, 2014 8:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

قال آدم : يا حواء ما أنور صورتك وما أطيب رائحتك وما أظفر حليك وحللك وما أحسن الحور العين ، قال الله تعالى : يا حواء بناتك الحرائر الصابرات المصليات هن في الجنة أحسن من الحور العين وإني خلقت الحور جواري لبناتك ، قال : وأن آدم عليه السلام سأل الله أن يجمع بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : سأشرفك به وأجعله من ذريتك ، فبعث الله إلى الأرض فقبض قدر بيضة من تراب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك موضع قبره وألقى عليها نور النبي صلى الله عليه وسلم وأودعه في صلب آدم عليه السلام فكان يلمع نوره في جبين آدم عليه السلام كدوران الشمس المنيرة ، قالت الملائكة : يا آدم لقد شرفت إذ صار محمد صلى الله عليه وسلم من أولادك ، قال : وكانت الجنة من أحسن طيور الحية وكانت تتفرج في رياض الجنة وبساتينها وكان قد أحل الله لآدم وحواء كل شيء في الجنة إلا شجرة القمح فإنه حرمها عليهما ، وكان آدم يهرب منها من مكان إلى مكان وكان كل حبة منها بقدر بيض النعام ، قال : ولم يزل آدم وحواء حتى نفذا القضاء السابق بالقدر اللاحق ، خرجت الطاووس من الجنة تتمشى بر باب الجنة لقيها إبليس اللعين فقال لها : من أنت أيها الطائر الحسنة ؟ قالت : أنا الطاووس ، قال لها : عندي كلمات من قالها لا يفارق الجنة ولا يذوق الموت ، قالت له : علمني الكلمات ، قال : حتى تؤدين إلى الجنة ، قالت : أبعث لك الحية فإنها تدخلك الجنة وتفرجك في رياضها وبساتينها وعلمها الكلمات ، ولم تعلم أنه إبليس ، قال : فبعث الطاووس الحية إلى إبليس فقالت له : علمني الكلمات ، قال : حتى تؤدين إلى الجنة ، قالت : اركب على ظهري ، قال : أخاف من رضوان أن ينظرني ، قالت : أأنت إبليس ؟ قال : نعم ، قالت : ادخل في فمي ، فدخل وطبقت فمها فصار مكانه سماً ناقعاً إلى الأبد ثم دخلت به إلى الجنة حتى وصلت به إلى عند آدم وحواء خرج من فمها وجعل يبكي ، فقالت حواء : نحن في موضع الفرح والسرور فما هذا البكاء أيها الشيخ ؟! قال لها : أبكي على حسنك وجمالك كيف تذوقين البلاء وسكرات الموت ؟! قالت حواء : وما يكون الموت ؟ قال لها : إن الله تعالى خلق داراً تسمى الدنيا من يسكنها لابد أن يموت ، قالت : وكيف الحيلة حتى لا نفارق الجنة ولا نذوق الموت ؟ قال : كلي من شجرة القمح فإنها شجرة الخلد ، وأقسم بالله إنني لكما لمن الناصحين ، فأول من حلف بالله كاذباً إبليس ، ففي الخبر أن من حلف بالله كاذباً علق بلسانه في جهنم ألف عام ، قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ، فدخل مكر إبليس على حواء فأكلت من الشجرة وأطعمت لآدم فلما وصلت لفؤاد آدم طار التاج عن رأسه فطارت الخلع عن أكتافه واللباس عن وسطه ، فقال آدم للباس : أسترني بحق ربك ، قال : ما أقدر أسترك يا آدم ما في الجنة قطعة من الإبريسم إلا للمطيعين ، وقال القصر : أخرج عني فقد طال عزاك وبكاك وجرى لحواء مثل ما جرى لآدم وانتفض اللؤلؤ من ذوائبها والتفت بشعرها وبقى آدم هارباً من شجرة إلى شجرة فناداه الحق جل جلاله : أتفر مني يا آدم ؟ قال : يا رب وأين يفر العبد من مولاه ؟! قال : ما لي أراك هارباً من شجرة إلى شجرة ، قال : يا رب انهتك عني اللباس الذي ألبستني إياه فبدت عورتي ، قال الله تعالى : لعلك أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها ، قال : نعم ، قال : من أطعمك منها ؟ قال : حواء ، قال الله : يا حواء لم أطعمتيه ؟ قالت : يا رب لعب بعقلي إبليس اللعين وما ظننت أن أحداً يحلف باسمك كاذباً ، قال الله تعالى :يا ملعون من أدخلك الجنة ؟ قال : الحية ، قال الله تعالى : يا حية لما أدخلتيه الجنة ؟ قالت : الطاووس بعثني إليه ، قال الله تعالى : يا طاووس لم بعثت الحية إليه ؟ قال الطاووس : وعزتك يا رب وجلالك ما علمت إنه إبليس ولو عرفته ما كلمته ، قال الله تعالى : يا حية كما علمتي أنه إبليس وأدخلتيه الجنة لأنزعن زينتك وأقطع أربعتك وأمسحك حبلاً ممدوداً يدق رأسك بالحجر كل من لقيك ، فتساقطت قرناها وانتشر اللؤلؤ من ناصيتها وانقطعت أربعتها وضربوها الملائكة وضربوا إبليس اللعين وأخرجوهما من الجنة ، قال الله تعالى : يا جبرائيل أنزل أخرج آدم وحواء من جواري وعزتي وجلالي لا يجاورني من عصاني ، فنزل جبرائيل وجر الطاووس بعرفها وقال اخرجي يا طير الشؤم ، فقالت الطاووس : يا حسرتي على طردي وبعدي من الجنة فبعزتك يا رب حنن علي قلوب عبادك ليحبوني ولا يطردوني فإني طير ضعيف ، قال الله تعالى : قد علمت ذلك فأنا أحنن قلوب عبادي عليك وأجعل مسكنك الرياض والبساتين في دار الدنيا ، فقالت الطاووس : وأي رياض تسليني عن رياض الجنة فوا حزني على الجنة حزناً طويلاً وجعلت تبكي وتدق بمنقارها باب الجنة وطيور الجنة تبكي حولها ، ثم دخل جبرائيل إلى الجنة فأخرج آدم ، فقال آدم : يا أخي جبرائيل ترفق بي لعله يجود علي بعفوه فدفعه جبرائيل فقال : تدفعني يا جبرائيل وقد كنت علي حنون فما هذا الجفا في هذا اليوم ، قال : كنت أحن عليك لما كان الحق راض عنك فإذا غضب الحق على العبد فمن يقدر يحن عليه ؟ فبكى آدم حتى أغمى عليه ، فقال جبرائيل : يا آدم ما كفاك كل ما في الجنة حتى أكلت من الشجرة ما علمت أن من عصى مولاه أخرجه من الجنة ومن خرج من الجنة صار مصيره إلى النار إلا أن يعفو الله عنه ، أين أنت يا آدم من غضب مالك خازن النار على من عصى الملك الجبار فتبادره الزبانية بمقامع من حديد ويستقبلونه بعظائم التهديد ويسوقونه إلى العذاب الشديد ويسكنونه في قعر الجحيم ويقولون له ذق إنك أنت العزيز الكريم ، فيسكنوه داراً ضيقة لا رجاء لها مظلمة المسالك مبهمة المهالك يخلد فيها الأسير ويوقد فيها السعير ، شرابهم فيها الحميم ومستقرهم الجحيم ، الزبانية تقمعهم والهاوية تجمعهم ، أما أمانيهم فيها الهلاك وما لهم فيها فكاك ، قد شدت أقدامهم إلى النواصي واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي ، ينادون من أكنافها ويصيحون في نواحيها وأطرافها ، يا مالك قد حق علينا الوعيد يا مالك قد أثقلنا الحديد يا مالك قد نضجت منا الجلود يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود ، فيقول لهم بعد ألف عام : أمسكوا فإنكم خلود ، قال آدم : يا جبرائيل لا توبخني فعند قلبي ما كفاه ، فقال : إذا لم تطق تسمع توبيخي فكيف لو سمعت توبيخ مالك خازن النار ؟! قال : فجعل آدم يبكي ويقول شعر ( صلوا عليه وسلموا تسليماً )


لما ذكرت عذاب النار ازعجني

ذاك التذكر أهلي وأوطاني


فصرت في القفر راعي الوحش منفرداً

كما تراني على وجدي وأحزاني


قليل لمثله بعد جزاته

فما عصى الله عبد مثل عصياني


نادوا علي وقولوا في مجالسكم

هذا المسيء وهذا المذنب الجاني


فما رعوت ولا قصرت عن زللي

ولا غسلت بماء الدمع أجفاني


لكن ذكرت جواداً ماجداً صمداً

يعف ويصفح ذو عفو وإحسان


سبحانه ماجداً جلت عوارفه

فهو الجواد بعفو منه للجاني


يا رب عفواً فظني فيك متسع

فاعف بفضلك إسراري وإعلاني


هذا اعتقادي فإني لا أفارقه

حتى أوسد في لحدي وأكفاني


ثم الصلاة على المختار سيدنا

محمد المصطفى من نسل عدنان


شعر :

صلوا عليه وسلموا تسليماً


حاسبونا فدققوا

قيدونا فأرفقوا


على ذنوب تكاثرت

ثم منوا فأعتقوا


هكذا كل مالك

بالممالك يرفقوا


إن قلبي يقول لي

ولساني يصدق


إن من مات مسلماً

ليس بالنار يحرق


ثم دخل جبرائيل عليه السلام إلى حواء وقال لها : قومي أخرجي يا حواء ، قالت : كيف أخرج وأنا عريانة ، قال : أقطعي لكي ورقة فاستتري بها ، قالت : فبكت حواء وقطعت ورقة لتستر بها ، قال الله تعالى : أدميتي الشجرة لأدمين بناتك بالحيض في كل شهر ولأجعلن بناتك ناقصات العقل والدين والشهادة ولأربين الولد في حجرك وحجر بناتك حتى تذوقن سكرات الموت ولأجعلن بناتك في أيدي الرجال ، قال : فبكت حواء ومرغت وجهها في تراب الجنة وقالت : عظمت مصيبتي وأحاطت بي خطيئتي ولعب بعقلي إبليس اللعين وما ظننت أن أحداً يحلف باسمك كاذباً فإذا كسرتني فمن يجبرني يا مولاي لا تؤاخذني بخطيئتي ، قال الله تعالى : بعد أن ندمت وتبتي فرحمتي وسعت كل شيء وخرجت حواء ملفوفة بشعرها ، وبكى على آدم وحواء كل شيء في الجنة إلا شجرة العود والفضة والذهب ، قال الله تعالى للباكين : ما هذا البكاء ؟ قالوا : ربنا الفراق شديد وأنت تعلم ما حل بنا خوفاً من غضبك ومكرك ، قال الله تعالى : اسكنوا فقد آمنتكم غضبي ومكري ، قال الله تعالى للذهب والفضة وشجرة العود : لما لا تبكون على آدم وحواء ؟ قالوا : كيف نبكي لعبد عصاك ؟! قال تعالى : لو كان في بطونكم حرقة لبكيتم خوفاً من غضبي ومكري ، وعزتي وجلالي لا يصاغ منكم درهم ولا دينار إلا بالنار ، وأنت يا شجرة العود لا تبخر خشبك إلا بالنار في الفرح والأحزان إلى يوم القيامة ، قال : وأهبط الله تعالى آدم من باب التوبة فجلس يبكي أربعين صباحاً فنزل جبرائيل وقال : كيف حالك يا آدم ؟ قال آدم : كيف حال من نزل من دار العز إلى دار الذل ومن دار الهناء إلى دار العناء ومن دار البقاء إلى دار الفناء ؟ قال جبرائيل : بهذا قدر الله يا آدم ، ثم إن آدم أقسم على الله سبحانه وتعالى بالنور في جبينه وهو نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يغفر له خطيئته ، قال الله تعالى : يا ملائكتي قد أقسم آدم بحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم وما أقسم علي أحد به إلا أبررت قسمه ، ثم أمر الله آدم أن يغتسل بالماء الطهور ويصلي ركعتين ويقول في سجوده : لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فلما فعل آدم وحواء ذلك غفر الله لهما .


شعر :

صلوا عليه وسلموا تسليماً


نبي له في المرسلات الرضا نبا

ولكنه سيف من الحق ما نبا


أبا العقل إلا حب أشرف مرسل

وأزكاهم أماً وأشرفهم أبا


نبي نبيه كنز فضل ولم يزل

بتوشيح ترشيح العلوم مهذبا


وأظهر في التعجيز سحراً بلاغة

وبالنصر يوم الفتح أحزابهم سبى


حليم عظيم الخلق والخلق والحجا

بشير نذير جاء بالقول مجتبى


بمولده قد شرف الله مكة

كما بتربته قد شرف الله يثرب


تباشرت الأكوان يوم ولادته

وحفت به الأملاك شرقاً ومغربا


تفاخرت الأرض واسماء بأحمد

فأهلاً وسهلاً بالحبيب ومرحبا


هو المصطفى المبعوث للناس رحمة

عليه سلام الله ما هبت الصبا


قال : ثم نزل جبرائيل عليه السلام بالقمح وأمره أن يزرع ويحصد ويخرج منه الزكاة ثم أتاه بجمرة من مالك خازن النار قد غسلت سبع مرات حتى برد حرها ليصلح آدم عليها طعامه فتناولها آدم بيده فحرقته ، قال : قال آدم : يا جبرائيل ماهذا ؟ قال : هذه جمرة من جهنم قد غسلت سبع مرات حتى برد حرها واحمر لونها إلقي عليها الحطب واعمل عليها طعامك ، فبكى وبقي يحرس النار حتى لا تطفأ ثم أتاه جبرائيل بحديدة وقال له : إطفئ النار فقد أودع الله لك النار في قلب الحديدة وحجر الصوان ثم علمه كيف يقدح ، فقال له آدم : لو قدح بها كل من على وجه الأرض لم ينقص من وزنها شيء ولا من الحجر ، قال : ومكث آدم وحواء في الجنة إلى أن حضرته الوفاة فأخذ بيد شيث وأتى به إلى الحوض المكرم وأغمسه فيه وأدناه وأخبره بنور المصطفى وسناه وقال له يا نبي الله أنت المخصوص بالنور المضيء وأنت أبو النبي العربي ، فلما انتقل نوره إلى جبين إدريس فكان اسمه محمد يقرأ فانتقل نوره إلى جبين إبراهيم فكان يخرج منه زهراً وثمراً ثم انتقل نوره إلى جبين عدنان فركب البراق وقطع قفراً ثم انتقل نوره إلى جبين هاشم أخرج منه الجمال غصناً أخضراً ثم انتقل إلى جبين عبد المطلب آمن به أهل الأبطح بعد أن وجد عزاً ، قال : ولم يزل النور المحمدي ينتقل من بطن إلى بطن ومن صلب إلى صلب حتى انتهى إلى عبد المطلب بن هاشم إلى عبد الله فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إلى آخره ( متفق عليه ) .


صلوا عليه وسلموا تسليماً


نسباً به أضحى الجمال مكملا

وكساه فخراً باهراً رب العلا


نسب الذي حاز الجمال بأسره

ورقى يزف بجنة بين الملا


يا فوز آمنة التي حملت به

وتباشرت بقدومه وحش الفلا


جبريل فالنادي ينادي معلناً

هذا الذي في الناس أضحى مرسلا


صلى عليه الله ربي دائماً

ما دامت الدنيا وزاد تفضلا


شعر :

صلوا عليه وسلموا تسليماً


لا تعذلون عن زيارة أحمد

أخشى الممات ولم أرى عتباته


إن النياق إلى الحبيب تمايلت

وتحن من حسن النشيد لحداته


وتقولوا زوروا في ديار محمد

وأشاهد العالمين في روضاته


وأجيء من باب السلام مسلماً

وملبياً عند الضريح لغاته


يا روضة ضمت ضريح محمد

نلتي السعادة والهنا بصفاته


هذا الذي متصدق بقميصه

الجود والإحسان من عاداته


وإذا مشى في الرمل لا أثر له

ومؤثر بالصخر من خطواته


جاء المسيح مبشراً بمحمد

وكذا الكليم رواه في توراته


صلوا عليه بجمعكم يا حاضرين

فالرب يرحمنا على صلواته


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الخميس أكتوبر 16, 2014 10:24 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

قال : بلغ عبد الله مبلغ الرجال زوجه عبد المطلب آمنة بنت وهب وهي أفضل إمرأة في قريش حسباً ونسباً وموضعاً فلما دخل عليها عبد الله حملت بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكانت أم قتال قد عرضت نفسها على عبد الله فأبى لأنه كان مع والده فلما دخل على آمنة وفارقه النور ذهب إلى أم قتال فقال لها : أين ما عرضت نفسك علي بالأمس ؟ قالت : أين النور الذي كان في جبينك ؟ قال لها : انتقل إلى آمنة ، فقالت : لا حاجة لي بك وتأسفت على ذلك النور تأسفاً شديداً .
صلوا عليه وسلموا تسليماً


تنقلت إلى الأصلاب من صلب آدم

أيا خير مولود وأكرم مولد


بك الأنبياء قد التجوا بشفاعة

كذا اللوح والكرسي بفضلك يشهد


فأنت حبيب العالمين جميعهم

وأنت الذي سماك مولاك أحمد


فلولاك لم تخلق أرض ولا سما

ولا كانت الدنيا ولا شيء يوجد


ألا يا نياق الحي بالله بلغي

سلامي على خير الأنام ممجد


شعر :
يا ذا المكي يا ذا المكي

مديح محمد عزيز علي


حبيب قلبي ملكت لبي

أخي سر بي إلى المكي


وسر بليلي عسى بليلي

أشاهد ليلي وهي مجلية


وهي تجلي للعين تحلي

أطوف وأتملى على عيني


وسر بالأسحار لقبر المختار

كثير الأنوار جميل الضي


وقل ياهادي فؤادي صادي

وحبك زادي فانظر إلي


فموسى أصعد وعيسى أمجد

وأنت أسعد من الكلي


فاحمد له شان ونوره بان

أتى بالقرآن بصدق النية


مقام إبراهيم محل التعظيم

وأدعو الكريم بحسن النية


وأروح للمسعى وأطف لي سبعاً

وقصدي أسعى على عيني


قصدي أزوره أشاهد نوره

أدعو شكوره تشفع في


بحرمة الأصحاب والآل والأحباب

أقف بالأعتاب وأصح لبي



قال : فلما أراد الله إخراج هذا النور وتلك الوديعة من الأصلاب الرفيعة إلى كنز أحشاء آمنة المنيعة ، ظهر لانتقال نوره الآيات وتباشرت به جميع المخلوقات ونودي في أقطار الأرض والسموات ، يا عرش تبرقع بالأنوار ويا كرسي تدرع بالفخار يا سدرة المنتهى ابتهجي وبالأنوار تبلجي يا جنان تزخرفي يا حور من القصور أشرفي يا معشر الملائكة تمنطقي وبالعرش حفي يا رضوان إفتح أبواب الجنان يا مالك إغلق أبواب النيران فإن النور المكنون والسر المخزون الذي هو في خزائن القدرة في الأزل ففي هذه الليلة إلى بطن أمه قد انتقل ، فعند ذلك صفا يقينها وانطوت الأحشاء على جنينها .
صلوا عليه وسلموا تسليماً



يا آمنة بشراك

سبحان من أعطاك


بحملك بمحمد

رب السما هناك


بالمصطفى سعدك غلب

لما حملت في رجب


ولم ترين منه تعب

هذا نبي زاك


شعبان شهر ثان

به النبي العدنان


الثالث رمضان

وربك أعطاك


شوال جاك مسعداً

بحملك لمحمدا


ولم ترين منه ردى

أضت لك دنياك


ذو القعدة أتاك بالوفا

وشرفك بالمصطفى


وربك عنك عفا

وخصك وحماك


ذو الحجة سادس شهرك

يا آمنة يا بختك


الله يجمع شملك

وربك علاك


جاء المحرم بالهنا

وخص قلبك بالمنى


وما ترين منه عنا

هذا نبي زاك


وفي صفر يأتي الخبر

في ذا النبي المفتخر


من أجله انشق القمر

نور به يكفيك


وفي ربيع الأول

ولد النبي المرسل


يا آمنة تأملي

واحمدي مولاك


ولد النبي مختوناً

مكحلاً مدهوناً


بحاجب مقروناً

وحسنه وافاك


هذا نبي الأمة

قد جاءنا بالرحمة


نسكن بفضله الجنة

على رغم أعداك



قال : فأول شهر من الشهور تزلزل إيوان كسرى ، الشهر الثاني إمتلأت الأكوان بالبشرى ، الشهر الثالث غارت بحيرة ساوة ، الشهر الرابع فاض وادي سماوى ، الشهر الخامس وقفت بحيرة طبرية ، الشهر السادس مات أبوه عبد الله لأسرار خفية ، الشهر السابع خمدت النيران الشهر الثامن ذل كسرى وهان ، الشهر التاسع سقط عن رأسه التاج وعظم كربه وهاج وسأل عن ذلك الكهان والرهبان فقيل قد آن ولادة سيد ولد عدنان وهو نبي يأتي آخر الزمان المبعوث في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان الذي يظهر دينه على سائر الأديان ، فلما حملت آمنة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قالت آمنة : ففي صحبتي تلك الليلة بانت لي المعجزات وظهرت لي البركات والكرامات فقمت أمشي ساعتي والحجر يلين تحت أقدامي فنمت في الحر فجاءت غمامة ظللتني فجئت إلى البئر لأستقي ففاض الماء وجرى تحت أقدامي فدخلت إلى البيت الذي فيه الأصنام فتساقطت على وجوهها فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي : حملتي يا آمنة ؟ فقلت : لا أعلم ، فقال لي : أبشري فقد حملتي بسيد هذه الأمة وشفيعها فنادى مناد في السموات يا رضوان زخرف الجنان وزين الحور والولدان لأن النور المكنون قد انتقل إلى آمنة فأصبحت من المخاوف آمنة والأطيار تظلل من فوق حجرتها والأنبياء يأتون إلى زيارتها والملائكة تحف بها والأبصار عند رؤيتها حارت ، آدم يقول لها : حملتي بسيد المرسلين ، وإبراهيم يقول : حملتي بخير العالمين ، وموسى يخبرها بأنها تلده مطهراً من الدنس وأنه أشرف المرسلين ، وكانت آمنة تقول : لقد كنت في مدة حملي فما وجدت له تعباً ولا نصباً ولا تغير نفس مثل الحوامل غير أنكرت انقطاع الحيض بل كنت أرى له من المعجزات والكرامات ما لا نحصي ، قال ابن عباس رضي الله عنه : لما حمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أخصبت الأرض وحملت المواشي وكثرت الخيرات وزالت النزخات وظهرت البركات حتى سمي ذلك العام عام الفتح وكان كل شهر يمضي من مدة حمله صلى الله عليه وسلم ينادي أنه قد مضى من مدة أشهر حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، قالت آمنة : فلما كان ستة أشهر قال عبد المطلب لابنه : يا بني قد قرب من زوجتك ما تباعد انطلق إلى يثرب وأتنا بطعام لأجل نفاسها فانطلق عبد الله لذلك فأتاه الموت الذي لابد منه حتماً مقضياً فقضى نحبه ومات فضجت الملائكة في السموات وقالوا : ربنا بقي نبيك يتيماً لا أب له فقيراً له ، قال الله تعالى : يا ملائكتي أنا له ولياً وحافظاً وناصراً .


شعر :

صلوا عليه وسلموا تسليماً


ترى بعد هذا البعد عيني تراكم

وهل تسمح الأيام لي بلقاكم


وهل بعد بعد الدار شملي يلتقي

فو الله ما يحلو لقلبي سواكم


خذوا من عظامي محملاً أين سرتم

وأين حللتم فادفنوها حذاكموا


فيا ليتكم لا تنزلون بمنزل

ولا ترحلوا إلا وعيني تراكموا


حرام على عيني إن رأت غير شخصكم

ولا سمعت أذني لغير نداكموا


فلا علل المشتاق إلا بذكركم

ولا شذى إلا نسيم هواكموا


يهب الصبا من نحوكم فيلذ لي

كأن شذاه من جناب حماكموا



شعر من نظم الحسيني :

صلوا عليه وسلموا تسليماً


ودعتهم ودموع العين تنهمل

والنار في القلب والأحشاء تشتعل


قد ألبسوا جسدي سقماً لبعدهموا

فالجسم مضنى وقلبي خائف وجل


أحبتي ما هنا عيشي لفرقتكم

ولا كتاب لنا من عندكم يصل


تكسرت أقلامكم أم جف حبركم

أم أن قرطاسكم قد صار بلل


غبتم فأوحشتم الدنيا لغيبتكم

فاليوم لا عوض عنكم ولا بدل


ما كان أحسننا والدار تجمعنا

والهم منفصل والشمل متصل


حتى أتى الموت ما أبقى لنا أحداً

فما احتيالي وقد ضاقت بنا الحيل


أين الوجوه التي كنت أسر بها

قالت تودع فإن القوم قد رحلوا


قد كنت أرجو بأن تبقوا لنا سنداً

فاليوم خاب رجائي وانقطع أمل


أطوف شرقاً وغرباً في تطلبكم

وكلما جئت حياً قيل لي رحلوا


أنا الغريب الذي تاه الدليل به

كيف احتيالي ومالي في القضا حيل


وقفت في الدار أسألها وأندبها

يا دار أين أحبابي وما فعلوا ؟


قالت أتاهم غراب البين فرقهم

وخلفوني على الأطلال وارتحلوا


خلوا بدار الفنا والقبر مسكنهم

وعن جوابك يا مسكين قد شغلوا


حزني عليهم كيعقوب الحزين على

فراق يوسف طول الدهر ينتحل


الله يسكنهم عالي الجنان غداً

وجنة الخلد والمأوى بما فعلوا


يا طال ما أكلوا دهراً وما شربوا

فأصبحوا بعد ذلك الأكل قد أكلوا


صلى الإله على المبعوث من مضر

وعلى صحابته الذين به علوا


شعر :
خبرينا يا منازلنا

هل تعود الدار تجمعنا ؟


خبرتنا وهي قائلة

لعب البين المشت بنا


آه إن عاد الزمان لنا

وارتجعنا لمنازلنا


لافتح أبواب الهنا طربا

ونكيد الحاسدين بنا


خبرينا يا ذوي العلم

عن حبيب حل في الحرم


مزجت روحي به ودمي

جل رب العرش خالقنا


خبرينا يا مدينته

عن حبيب زان أمته


نارت الدنيا بطلعته

وملأ الأكوان والوطن


قل لجيران لنا رحلوا

قد جفونا الحي والمحل


وبقلبي النار تشتعل

وعلى الأحباب وآخرنا


ودعونا القوم وارتحلوا

وفؤادي صار منتحل


وضعوف القوم ترتحلوا

وخلت منهم منازلنا


رحلوا أحبابنا سحراً

ونسوا للربع والوطن


وقليبي يشتكي الحزن

وعيوني تشتهي الوسنا


سهرت عيني لأجلهموا

وبكينا من فراقهموا


وغلى قلبي بنارهموا

فمتى يا دهر تجمعنا


يا حداة العيس ما لكموا

إحملوني خلف ضعفكموا


فأنا المضنى لأجلكموا

فعسى الأيام توصلنا


سكنوا الألحاد والحفرا

وحداهم حادي السفر


ومنازلهم غدت قفرا

وحنين اليوم يفجعنا


يا إلهي اليوم منيتنا

من عذاب النار خلصنا


بحرمة المختار سيدنا

فإلى الجنات أدخلنا


وصلوات الله ما طلع

كوكب والبرق ما لمع


على نبي نوره سطع

فملأ الأكوان والوطن


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الأحد أكتوبر 26, 2014 9:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

قال الله تعالى : يا ملائكتي افتحوا لمولد حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم أبواب السموات وبشروا بقاع الأرض فإن المكنون قد قرب ظهوره شاهداً ومبشراً ونذيراً ، قال : ولم يزل صلى الله عليه وسلم يتقلب على أيادي دايات الكرام ويتغذى بطعام الإلهام حتى خرج موسم السعادة بأفراح الولادة نادى شاويش مملكته في الأكوان وأذن مؤذن نبوته في الإنس والجان ، قيل : يا معشر المخلوقين قد قرب ظهور سيد المرسلين ، قالت آمنة : فلما كانت ليلة ولادتي كنت في منزلي وحيدة فريدة فبينما أنا كذلك إذ أخذني الطلق ولم يعلم بي أحد من الخلق ثم سمعت وجمة عظيمة خفق لها فؤادي وغاب عني رشدي فرفعت بصري إلى السماء وإذا بديباج أخضر قد ملأ ما بين الأرض والسماء ورأيت رجالاً في الهوى بأيديهم أباريق من فضة فبينما أنا أنظر إليهم إذ سمعت قائلاً يقول : إذا وضع أخفوه عن أعين الناظرين وأكنفوه فهو حبيب رب العالمين ، ثم دخل علي نساء طوال حسبتهم من نساء بني عبد مناف فقلت لهم : كيف علمتن بقصتي وحالي وجئتم إلي في هذه الليلة ؟ قالت النساء : ما نحن من نساء الدنيا إنما نحن من الحور العين جئنا نحضر بزيارة قادم الذي يقدم هذه الليلة ، قالت آمنة : فجعلت استند إلى تلك النساء فبينما أنا كذلك وإذا بسحابة من الطيور قد أقبلن مناقيرهم حمر وأجنحتهم خضر فجعلوا ينشرون على رأسي مسكاً وكافوراً فقلت في نفسي : من أين أقبلت هذه الطيور ؟ فسمعت قائلاً يقول : هذه طيور جنة المأوى قد جاؤا يحضرون بزيارة الصادق الأمين ، قالت آمنة : ثم اشتد بي ألم الطلق وأخذني العطش وإذا بقائل من الهوى يقول : خذي واشربي يا آمنة وإذا بشخص من الهوى ومعه شربة بيضاء فناولني إياها فشربتها فلم أجد شيئاً ألذ منها فذهب عني ما كنت أجده من العطش والألم فبينما أنا كذلك وإذا بسقف البيت قد ارتفع والملائكة يدخلون علي أفواجاً يتباركون بي ويسجدون بين يدي الله سبحانه وتعالى فبينما أنا كذلك وإذا بملك قد نزل من السماء وبيده ثلاثة أعلام فنصب علماً بالمشرق وعلماً بالمغرب وعلماً على أسطح الكعبة فأشرقت الأرض بالأنوار ورأيت في ساعتي تلك مشارق الأرض ومغاربها ورأيت قصور بصرى من أرض الشام مع عجائب كثيرة فبينما أنا كذلك إذ ارتخت علي الستور وتجلى الملك الغفور وتولدت الولدان والحور وأطلقت الملائكة العود والند والبخور فوضعت ولدي محمداً صلى الله عليه وسلم أيسر وضع وأهونه .

صلوا عليه وسلموا تسليماً

الصلاة عليك السلام عليك من باب السلام
الصلاة عليك السلام عليك في جنح الظلام
الصلاة عليك السلام عليك يا نسل الكرام
الصلاة عليك السلام عليك يا مظلل بالغمام
الصلاة عليك السلام عليك طه يا حبيبي
الصلاة عليك السلام عليك يا عون الغريب
الصلاة عليك السلام عليك طه يا نصيبي
الصلاة عليك السلام عليك يا مسكي وطيبي
الصلاة عليك السلام عليك يا نسل الذبيح
الصلاة عليك السلام عليك ذي الوجه الصبيح
الصلاة عليك السلام عليك ذي النطق الفصيح
الصلاة عليك السلام عليك طه يا مؤيد
الصلاة عليك السلام عليك طه يا مؤبد
الصلاة عليك السلام عليك طه يا ممجد
الصلاة عليك السلام عليك أحمد يا محمد
الصلاة عليك السلام عليك يا مهدي وهادي
الصلاة عليك السلام عليك يا خير العباد
الصلاة عليك السلام عليك يا زين القيامة
الصلاة عليك السلام عليك يا مظلل بالغمامة
الصلاة عليك السلام عليك من باب السلام



ولد الحبيب وخده متورد

والنور من وجناته يتوقد


ولد الذي لولاه ما كان النقا

كلا ولا كان الحمى والمعهد


جبريل نادى في منصة حسنه

هذا مليح الوجه هذا السيد


هذا كحيل الطرف هذا المصطفى

هذا فريد الحسن هذا الأوحد


هذا الذي خلعت عليه ملابس

ونفائس فنظيره لا يوجد


قالت ملائكة السماء بأسرها

ولد الحبيب ومثله لا يولد


يا مولد المختار كم لك من ثنا

ومدائح تعلو وذكرك يوجد


إن كان يوسف فاق حسن جماله

تالله ذا المولود منه أزيد


هذا الذي لولاه ما ذكرت قبا

أبداً ولا كان المحصب يقصد


هذا هو المختار فينا كم له

من رتبة تعلو ومدح ينشد


يا عاشقين تولهوا في حبه

هذا هو الحسن المليح المفرد


وضعته مختوناً ومكحولاً كما

قد جاء يذكر في الحديث ويسند


فالوجه مبيض زهي في خده

ورد وذاك الشعر كليل أسود


قالت ترى ماذا نسميه وما

يسمى به هذا الجمال الأوحد


سمعت منادي ينادي جهرة

يا سيد السادات أنت محمد


أترى بنجد أسمع الحادي بنا

يذكر بأبيات القصيدة وينشد


ويقول للعشاق هذا المصطفى

ويشير للركبان هذا المشهد


يا ليت كل الدهر عندي ذكره

يا ليت طول العمر عندي مولد


هذا هو الحرم الشريف وحله

وبنوره للناظرين مشيد


صلى عليك الله يا من اسمه

بين الخلائق أحمد ومحمد



بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين مقرين غير جاحدين والحمد لله رب العالمين
اللهم انفعنا وانفعهم وارفعنا وارفعهم ببركة ما تلوناه من كتابك آتنا به حظاً وافراً من جزيل ثوابك آمنا اللهم به من سخطك ومن أليم عقابك يا سيدنا يا مولانا لا حول ولا قوة إلا بك
اللهم انفعنا وارفعنا ببركة ما تلوناه من كتابك المنزل على لسان نبيك المصطفى المرسل هدية منا واصلة ورحمة منك شاملة نازلة إلى ضريح محمد صلى الله عليه وسلم وإلى ضريح سادات ديننا الأخيار وصحابة النبي المختار وإلى ضريح من قرأ هذا المولد الشريف بسببه وأنت أعلم به منا وإلى ضريح آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وجميع أقاربنا وأصدقائنا ولمن حضرنا ولمن غاب عنا ولمن أوصانا بالدعاء وأوصيناه ولمن خاوانا في الله وخاويناه ولمشايخنا ومشايخ مشايخنا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وكما جعلته كفاء فاكفنا به شر أعدائنا يا شافي يا كافي إنك على كل شيء قدير .
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء لصدورنا وجلاء همومنا ونوراً في أبصارنا وسعة في أرزاقنا وفي الجنة وفي عليين منزلاً وعلى الصراط ستراً وحجاباً برحمتك يا أرحم الراحمين وادخلنا اللهم مع أهل الدار دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .
تقبل منا بحرمة الفاتحة
تم المولد الشريف على يد عبدك الضعيف المحتاج إلى رحمة رب الأرباب عمر إمام جامع الركن سنة 1248 هـ



تم مولد الإمام ابن الجوزي من المخطوطة وبه زيادات عن المولد المطبوع له رحمه الله تعالى ، واعتقد أن الدعاء الأخير إضافة من الناسخ والله تعالى أعلى وأعلم .
ويلي هذا المولد الشريف ، مولد السانحات الأحمدية لسيدي أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني رضي الله تعالى عنه.

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الأحد أكتوبر 26, 2014 9:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

قال الله تعالى : يا ملائكتي افتحوا لمولد حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم أبواب السموات وبشروا بقاع الأرض فإن المكنون قد قرب ظهوره شاهداً ومبشراً ونذيراً ، قال : ولم يزل صلى الله عليه وسلم يتقلب على أيادي دايات الكرام ويتغذى بطعام الإلهام حتى خرج موسم السعادة بأفراح الولادة نادى شاويش مملكته في الأكوان وأذن مؤذن نبوته في الإنس والجان ، قيل : يا معشر المخلوقين قد قرب ظهور سيد المرسلين ، قالت آمنة : فلما كانت ليلة ولادتي كنت في منزلي وحيدة فريدة فبينما أنا كذلك إذ أخذني الطلق ولم يعلم بي أحد من الخلق ثم سمعت وجمة عظيمة خفق لها فؤادي وغاب عني رشدي فرفعت بصري إلى السماء وإذا بديباج أخضر قد ملأ ما بين الأرض والسماء ورأيت رجالاً في الهوى بأيديهم أباريق من فضة فبينما أنا أنظر إليهم إذ سمعت قائلاً يقول : إذا وضع أخفوه عن أعين الناظرين وأكنفوه فهو حبيب رب العالمين ، ثم دخل علي نساء طوال حسبتهم من نساء بني عبد مناف فقلت لهم : كيف علمتن بقصتي وحالي وجئتم إلي في هذه الليلة ؟ قالت النساء : ما نحن من نساء الدنيا إنما نحن من الحور العين جئنا نحضر بزيارة قادم الذي يقدم هذه الليلة ، قالت آمنة : فجعلت استند إلى تلك النساء فبينما أنا كذلك وإذا بسحابة من الطيور قد أقبلن مناقيرهم حمر وأجنحتهم خضر فجعلوا ينشرون على رأسي مسكاً وكافوراً فقلت في نفسي : من أين أقبلت هذه الطيور ؟ فسمعت قائلاً يقول : هذه طيور جنة المأوى قد جاؤا يحضرون بزيارة الصادق الأمين ، قالت آمنة : ثم اشتد بي ألم الطلق وأخذني العطش وإذا بقائل من الهوى يقول : خذي واشربي يا آمنة وإذا بشخص من الهوى ومعه شربة بيضاء فناولني إياها فشربتها فلم أجد شيئاً ألذ منها فذهب عني ما كنت أجده من العطش والألم فبينما أنا كذلك وإذا بسقف البيت قد ارتفع والملائكة يدخلون علي أفواجاً يتباركون بي ويسجدون بين يدي الله سبحانه وتعالى فبينما أنا كذلك وإذا بملك قد نزل من السماء وبيده ثلاثة أعلام فنصب علماً بالمشرق وعلماً بالمغرب وعلماً على أسطح الكعبة فأشرقت الأرض بالأنوار ورأيت في ساعتي تلك مشارق الأرض ومغاربها ورأيت قصور بصرى من أرض الشام مع عجائب كثيرة فبينما أنا كذلك إذ ارتخت علي الستور وتجلى الملك الغفور وتولدت الولدان والحور وأطلقت الملائكة العود والند والبخور فوضعت ولدي محمداً صلى الله عليه وسلم أيسر وضع وأهونه .

صلوا عليه وسلموا تسليماً

الصلاة عليك السلام عليك من باب السلام
الصلاة عليك السلام عليك في جنح الظلام
الصلاة عليك السلام عليك يا نسل الكرام
الصلاة عليك السلام عليك يا مظلل بالغمام
الصلاة عليك السلام عليك طه يا حبيبي
الصلاة عليك السلام عليك يا عون الغريب
الصلاة عليك السلام عليك طه يا نصيبي
الصلاة عليك السلام عليك يا مسكي وطيبي
الصلاة عليك السلام عليك يا نسل الذبيح
الصلاة عليك السلام عليك ذي الوجه الصبيح
الصلاة عليك السلام عليك ذي النطق الفصيح
الصلاة عليك السلام عليك طه يا مؤيد
الصلاة عليك السلام عليك طه يا مؤبد
الصلاة عليك السلام عليك طه يا ممجد
الصلاة عليك السلام عليك أحمد يا محمد
الصلاة عليك السلام عليك يا مهدي وهادي
الصلاة عليك السلام عليك يا خير العباد
الصلاة عليك السلام عليك يا زين القيامة
الصلاة عليك السلام عليك يا مظلل بالغمامة
الصلاة عليك السلام عليك من باب السلام



ولد الحبيب وخده متورد

والنور من وجناته يتوقد


ولد الذي لولاه ما كان النقا

كلا ولا كان الحمى والمعهد


جبريل نادى في منصة حسنه

هذا مليح الوجه هذا السيد


هذا كحيل الطرف هذا المصطفى

هذا فريد الحسن هذا الأوحد


هذا الذي خلعت عليه ملابس

ونفائس فنظيره لا يوجد


قالت ملائكة السماء بأسرها

ولد الحبيب ومثله لا يولد


يا مولد المختار كم لك من ثنا

ومدائح تعلو وذكرك يوجد


إن كان يوسف فاق حسن جماله

تالله ذا المولود منه أزيد


هذا الذي لولاه ما ذكرت قبا

أبداً ولا كان المحصب يقصد


هذا هو المختار فينا كم له

من رتبة تعلو ومدح ينشد


يا عاشقين تولهوا في حبه

هذا هو الحسن المليح المفرد


وضعته مختوناً ومكحولاً كما

قد جاء يذكر في الحديث ويسند


فالوجه مبيض زهي في خده

ورد وذاك الشعر كليل أسود


قالت ترى ماذا نسميه وما

يسمى به هذا الجمال الأوحد


سمعت منادي ينادي جهرة

يا سيد السادات أنت محمد


أترى بنجد أسمع الحادي بنا

يذكر بأبيات القصيدة وينشد


ويقول للعشاق هذا المصطفى

ويشير للركبان هذا المشهد


يا ليت كل الدهر عندي ذكره

يا ليت طول العمر عندي مولد


هذا هو الحرم الشريف وحله

وبنوره للناظرين مشيد


صلى عليك الله يا من اسمه

بين الخلائق أحمد ومحمد



بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين مقرين غير جاحدين والحمد لله رب العالمين
اللهم انفعنا وانفعهم وارفعنا وارفعهم ببركة ما تلوناه من كتابك آتنا به حظاً وافراً من جزيل ثوابك آمنا اللهم به من سخطك ومن أليم عقابك يا سيدنا يا مولانا لا حول ولا قوة إلا بك
اللهم انفعنا وارفعنا ببركة ما تلوناه من كتابك المنزل على لسان نبيك المصطفى المرسل هدية منا واصلة ورحمة منك شاملة نازلة إلى ضريح محمد صلى الله عليه وسلم وإلى ضريح سادات ديننا الأخيار وصحابة النبي المختار وإلى ضريح من قرأ هذا المولد الشريف بسببه وأنت أعلم به منا وإلى ضريح آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وجميع أقاربنا وأصدقائنا ولمن حضرنا ولمن غاب عنا ولمن أوصانا بالدعاء وأوصيناه ولمن خاوانا في الله وخاويناه ولمشايخنا ومشايخ مشايخنا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وكما جعلته كفاء فاكفنا به شر أعدائنا يا شافي يا كافي إنك على كل شيء قدير .
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء لصدورنا وجلاء همومنا ونوراً في أبصارنا وسعة في أرزاقنا وفي الجنة وفي عليين منزلاً وعلى الصراط ستراً وحجاباً برحمتك يا أرحم الراحمين وادخلنا اللهم مع أهل الدار دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .
تقبل منا بحرمة الفاتحة
تم المولد الشريف على يد عبدك الضعيف المحتاج إلى رحمة رب الأرباب عمر إمام جامع الركن سنة 1248 هـ



تم مولد الإمام ابن الجوزي من المخطوطة وبه زيادات عن المولد المطبوع له رحمه الله تعالى ، واعتقد أن الدعاء الأخير إضافة من الناسخ والله تعالى أعلى وأعلم .
ويلي هذا المولد الشريف ، مولد السانحات الأحمدية لسيدي أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني رضي الله تعالى عنه.

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الاثنين أكتوبر 27, 2014 6:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وها هو ذا متن كتاب السانحات الأحمدية والنفثات الروعية في مولد خير البرية لمؤسس الطريقة الكتانية أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني الفاسي قدس الله سره ، أتشرف بكتابته في أكثر من مشاركة ، وأبدأه بترجمة مختصرة للشيخ من الويكيبديا وهي هذه :

محمد عبد الكبير بن محمد والمشهور ب أبو الفيض الكتاني وبمحمد الكتاني (ولد في ربيع الأول 1290 هـ 1873م، فاس - 13 ربيع الثاني 1327 هـ 1909م، سلا) فقيه متفلسف متصوف وشاعر من أهل فاس بالمغرب. مؤسس الطريقة الكتانية، ومعارض للوجود الفرنسي في المغرب. ترك من المؤلفات ما يزيد على ثلاثمائة كتاب، طبع منها حوالي 27 مؤلفا، كما ترك شعرا يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي.

مسيرته
والده هو العلامة عبد الكبير الكتاني الملقب بـ"جبل السنة"، وجده ،هو الشيخ أبو المفاخر الكتاني، ووالدته هي فضيلة بنت إدريس الكتانية؛ وهي من عالمات الفقه والسلوك. دخل الكتاب لتعلم القرآن، فحفظه وهو صغير. وأعطاه والده وردًا قبل احتلامه؛ وهو: سبعون ألفًا من الإسم المفرد "الله"، وستون ألفا من اسم رسول الله: -سيدنا محمد -. في كل يوم. والتحق بالقرويين وببعض مدارس فاس، فأخذ العلم عن كبار علماء زمانه. ظهرت عليه أمارات النبوغ مبكرا، فتولى التدريس وهو مازال شابا، ومارس الدعوة متنقلا بين مدن المغرب من فاس إلى الرباط وسلا مرورا بزرهون ومكناس وغيرها من مدن المغرب.

رحل إلى مراكش عام 1314 هـ لتوضيح موقفه للسلطان عبد العزيز، بعدما أشاع عنه خصومه بين الناس الانحراف عن العقيدة ومحاولة الانقلاب على السلطة، فبرأه السلطان من تهمة الانقلاب، وأحال قضية انحراف العقيدة إلى نظر العلماء، فكان الاتفاق على أن تكون بينه وبينهم مناظرة، استمرت عدة أشهر، انتهت بتبرئته مما نسب إليه، وأصبح بعد هذه المناظرة مستشارا للسلطان مولاي عبد العزيز. وأقام فيها زمنًا ثم أذن له بالرجوع إلى فاس فعاد.

الحركة الاصلاحية
سنة 1321 هـ حج إلى المشرق، حيث تعرف إلى الدعوات الإصلاحية السائدة آنذاك أيام الإمبراطورية العثمانية، والتقى زمرة واسعة من علماء الشرق، كالخديوي عباس باشا في القاهرة، والتقى بشريف مكة المكرمة، الشريف عون، كما زار الحجاز والشام، والتقى بكبار علمائها وزعمائها. وزار أثناء عودته من المشرق مدينتي مرسيليا ونابولي، ووقف على مدى تقدم أوروبا الصناعي والاقتصادي والاجتماعي.

ولما عاد إلى المغرب، طالب بمجموعة من الإصلاحات السياسية الكفيلة بمحاربة الاستعمار، ودعا إلى الجهاد وطرد المعمرين من البلاد، وألف رسائل عديدة تدعو لمقاومة المحتل. وشارك والده في هذه الحركة الجهادية، وحضر معه مؤتمر القبائل المغربية بمكناس عام 1326 هـ، الذي ألف وأصلح فيه الشيخ أبو الفيض بين قبائل المغرب، واتفقوا على جهاد المستعمر الفرنسي والإسباني.

تأزم العلاقة مع السلطان عبد الحفيظ
تم خلع السلطان عبد العزيز لموقفه المتهاون أمام المحتل الفرنسي، فأراد أهل فاس عقد البيعة للسلطان عبد الحفيظ تولى الكتانى إملاء الشروط وفيها تقييد السلطان بالشورى.

رفض الكتاني قتال عبد العزيز وأتباعه. وتورع عن ضرب المسلمين بالمسلمين، زيادة كما استنكر على السلطان عبد الحفيظ ما قام به من اعتقال لأنصار السلطان المخلوع عبد العزيز بمكناس، والتنكيل بهم، واستصفاء أموالهم، ورفض شفاعته فيهم. وقد طلب الكتاني من السلطان مرارا تطبيق شروط البيعة، وراسله في ذلك مراسلات كثيرة، وحذره والأمة من مخاطر تردي المغرب في مهاوي الاستعمار. كما أفتى بوجوب مجاهدة المستعمر، ودعا إلى سد طريق زعير على الجيش الفرنسي بقوة السلاح، وأهدر دم الخونة واعتبر قتلهم جهادا أكبر.

«ومن جليل ما جرى بين الرجلين من جدال، ما وقع بينهما في مجلس تكلم فيه السلطان عبد الحفيظ فحمل على الصوفية، وسفه أفكارهم، وطعن في حلقات الذكر وما يصاحبها من رقص. وكان الكتاني حاضرا فرد عليه، وقال: "لا يجب أن تنكر الرقص وحده، بل الواجب أن تقوم الآن فتبدأ بمجانات الذهب وظروف النشوى ومجادل الحرير فتزيلها [وكان بيد السلطان حك نشوى من الذهب وعليه مجانة ذهبية وحمالة حرير] ثم نخرج، فلا نمر بطريقنا على محل من محال البغي ولا مخمرة إلا سددناها، ثم لا نمر على صاحب دكان لا يعرف كيف يبيع ويشتري إلا أقمناه، فإذا وصلنا للزوايا بحثنا في بدعهم ومناكرهم كذلك. وأما إغضاء الطرف، وإحداث التوجيهات لكل محرم ومكروه إلا التصوف والصوفية، فتفرقة من غير مفرق، وتخصيص بدون مخصص". فقام السلطان غاضبا، وخرج الشيخ ساخطا.»وفاته[عدل]حقد السلطان عليه فساءت حاله وضاقت معيشته فخرج من فاس سنة (1327هـ) قاصدًا بلاد البربر فأرسل السلطان في أثره فرقة عسكرية ألقت القبض عليه وعقدت مناظرة بين الكتاني وبين السلطان يعضده جملة من العلماء دامت نصف ساعة ثم لم يلبث أن اعتقل وسجن هو ومن كان معه حتى النساء والصبيان.

وفي عشية السبت 17 ربيع الأول 1327 هـ / 1909م أمر السلطان عبد الحفيظ بجلد الشيخ ألفي جلدة في ساحة سجنه بقصر أبي الخصيصات قرب والده وولده وشقيقه عبد الحي الكتاني. فنفذ فيه ربع العدد المذكور. وكان يردد أثناء الضرب " اللهم إن كان هذا في رضاك فزدني منه". ثم لم يلبث إلا قليلا حتى توفي ـ متأثرا بما لحقه ـ صبيحة يوم الثلاثاء 13 ربيع الثاني من نفس السنة في سلا. ولم يناهز عمره السنة السابعة والثلاثين. وأخفي خبر وفاته عن الناس، ودفن بتكتم شديد، ثم طمس قبره حتى لا يبقى للجريمة أثر.

ثبت أن السلطان عبد الحفيظ ندم على فعلته مع الشيخ وعلى تسليمه المغرب لفرنسا، وقام بإعلان توبته وتجديد إيمانه بين يدي الشيخ محمد بن جعفر الكتاني أمام القبر النبوي. وأخبر الأستاذ عبد المنعم بن عبد العزيز بن الصديق، أن السلطان عبد الحفيظ سعى إلى لقاء جده سيدي محمد بن الصديق مرات كثيرة. فأبى لقاءه، وما قبل توبته. وخبر ذلك مبسوط في "سبحة العقيق" لأحمد الغماري، وهو مخطوط موجود بالخزانة العامة بالرباط.

مؤلفاته
ترك أبو الفيض الكتاني مؤلفات تزيد على ثلاثمائة كتاب، طبع منها حوالي 27 مؤلفا; كما ترك شعرا يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي، جمعه الدكتور إسماعيل المساوي في ديوان ضمنه حوالي 3400 بيتا في أطروحة للدكتوراه نوقشت بجامعة مراكش سنة 2001.

اللمحات القدسية في متعلقات الروح بالكلية
المواقف الإلهية في التصورات المحمدية
الكمال المتلالي والاستدلالات العوالي
"الأمالي في علم الأمهات"
لسان الحجة البرهانية في الذب عن شعائر الطريقة الأحمدية الكتانية
"أدل الخيرات في الصلاة على سيد الكائنات"
"هداية أهل الخصيصة بشرح حديث الخميصة"
"أسرار الاستعاذة"
"ختمة البخاري"
قصائد الكتاني
حياة الأنبياء'
"بيني وبين الرافعي"
"الجوهر الثمين في تراجم أمهات المؤمنين"
تقييد في أصل مواسم الصالحين
"وفيات القرن الرابع عشر الهجري"

متن السانحات الأحمدية والنفثات الروعية في مولد خير البرية



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى الله عَلَى قُطْبِ المَنَازِلِ وآلِهِ

[تمهيد]:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِه الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

أَحْمَدُ اللَّهَ بِاللَّهِ فِي مَهَامِهِ هُوِيَاتِ الإِطْلاَق،ِ المتْلُوِّ فِي نُقُوشِ {الحَمْدُ لِلَّهِ} بلسان اسْتِوَاءِ أَحَدِيَةِ الفَتْكِ عَلَى عُرُوشِ الأَنِيَاتِ. {رَبِّ العَالَمِينَ} فِي بِسَاطِ مُسَامَتَةِ العَاشِقِيَةِ وَالمَعْشُوقِيَةِ عَلَى نَعْتِ الكُلِّياتِ وَالجُزْئيَات، {وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} طَمْساً وَتَجْرِيداً، عَنِ الحَيْثِيَاتِ وَالتَّقْيِيدَاتِ. {الرَّحْمَنِ} بِصُورَةِ الرُّوحِ الكُلِّيةِ المُفَاضَةِ مِنْ بَحْرِ قُلْزُمِ الكُنْتِيَاتِ. {الرَّحِيمِ} بِنَعْتِ الهَيْكَلِ الجَامِعِ لأَشْتَاتِ الضِّدِّيَاتِ. {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بِأَرْجَاءِ أَعْمِدَةِ قَيُّومِيَةِ التَّعَيُّنَاتِ التَّشْكِيلِيَةِ مِنْ جَوْهَرِ أَصْلِ المَادِّياتِ. {إِيَاكَ نَعْبُدُ} عَلَى خِوَانِ: "وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِه" فِي جَنَّةِ عَدْنِ مَنِيعِ الطَّاماتِ. {وَإِيَاكَ نَسْتَعِينُ} بِتَلَقُّفَاتِ شَيْئِيَةِ أَشِعَّةِ مُقْتَضَيَاتِ الكَنْزِ الهَيُولاَنِي عَلَى أَتَمِّ خِيلاَنِ الغَزْلِيَاتِ. {اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} فِي نَفْسِ: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا}.[ القصص: 46]، يَاهُوِيَةَ الهُوِيَات. {صِرَاطَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} يَوْمَ اخْتُطِفُوا مِنْ قَاعَةِ: {أَلْهَيكُمُ التَّكَاثُرُ}.[التكاثر: 1]. إِلَى بَحْرِ سُرَادِقَاتِ الهَاءاتِ. {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} بِالنُّزُولِ إِلىَ حَضِيضِ الفَرْقِيَات. {وَلاَ الضَّالِّينَ}.[الفاتحة: 1 – 7]. بِانْمِحَاقِ الغَيْنِ فِي جَوْهَرِيَةِ الإِطْلاَقَات.

وَأَشْهَدُ أَنَّ إِنْسَانَ الوُجُودِ عَبْدَهُ الصَّالِحُ لِلشُّئُونِ الإِلَهِيَةِ وَالنُّعُوتِ الكَوْنِيَةِ، سَيِّدَنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهِ جَمْعاً وَجَمْعَ جَمْعٍ وَفَرْقَ فَرْقِ الكَمَالاَتِ التَّقْيِيدِيَةِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ المُنْتَخَبِينَ مِنْ مَادِّيَةِ الشَّيْئِيَةِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[1-كمون الجناب الأقدس في هوية الهويات]:

أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الجَنَابَ الأَقْدَسَ كَانَ كَامِناً فِي هُوِيَةِ الهُوِيَاتِ، كِنْزاً فِي لاَ شَيْءَ بِانْبِسَاطِ مُقْتَضَيَاتِ حَضْرَةِ العَمَا وَلاَ مُقْتَضَيَات، مُسْتَوِيَةً بِفَرْدَانِيَةِ رَهَبُوتِ حَرَارَةِ الدَّيْجِيَاتِ، عَلَى عَرْشِ البُطُونِ الذَّاتِي خَلْفَ أَصْدَافِ الفَيْهِيَاتِ، عَدَمٌ فِي وُجُودٍ، وَوُجُودٌ فِي عَدَمِِ النِّسَبِ وَالإِضَافَاتِ، لِاتقاء أَشِعَّةِ الذَّاتِ بِالذَّاتِ لِلذَّاتِ، أَحَدِيَةُ الجَمْعِ الكُلِّي المُطَمْطَمِ، وَبَحْرُ الأَنِيَةِ المُطَلْسَمِ، أَحَدِيُّ الأَضْدَادِ، المُسْتَبِدُّ بِالاِنْفِرَادِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[2- ضرورة إيجاد المعرف بالكون]:

ثُمَّ إِنَّهُ سَبَقَ فِي دِيوَانَةِ الأَزَلِ، مَا عَلاَ مِنْهَا وَمَا نَزَلَ، أَن لاَبُدَّ مِنَ التَّعْرِيفِ وَالمُعَرَّفِ وَالمُعَرِّفِ، وَلَيْسَ المُعَرِّفُ بِحَسَبِ مَدْلُولاَتِ الإِجْمَالِ وَالتَّفْصِيلِ، إِلاَّ رُوحَانِيَةَ حَقِيقَةِ حِقِّيَةِ مَجْلَى سُوَرِ التَّنْزِيلِ، فَكَانَتْ هِيَ العَارِفَةُ وَالمُعَرَّفَةُ وَالمُعَرِّفَةُ عَلَى سَبِيلِ نُعُوتِ الفُصُوصِ المُحَرَّفَةِ فِي بِسَاطِ المُحِبِّيَةِ بِلِسَانِ العَاشِقِيَةِ وَالمَعْشُوقِيَةِ، فَوَقَعَ التَّنَزُّلُ مِنْ حَضْرَةِ البُطُونِ الذَّاتِي بِهَذِهِ الحَقِيقَةِ الكُلِّيَةِ، وَانْبَسَطَتْ عَلَيْهَا كَمَالاَتُ حَقِيقَةِ الحَقَائِقِ بِطَرِيقِ مُسَمَّيَاتِ الأَسْمَاءِ الجُمَلِيَةِ، فَصَارَتْ حَقِيقَةً ثَانِيَةً مُتَفَرِّدَةً بِشَيْئِيَةِ الثُّبُوتِ، بَعْدَ أَنْ كَانَتْ فِي حَيْزِ {هَلَ اَتَى عَلَى الاِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْر}؛ لاِنْبِسَاطِ مُقْتَضَيَاتِ حَرَارَةِ الرَّهَبُوتِ، {لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَّذْكُوراً}.[ الإنسان: 1]. لاِنْعِدَامِهِ فِي كُلِّيَةِ إِطْلاَقَاتِ هُوِيَةِ: "كَانَ بَحْراً مَّسْجُورا" بِتَجَلِّياتِ تَسْطِير: "وَكَانَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً".

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[3- تشريف المعرف بالكون]:

ثُمَّ انْتُقِشَ فِي انْمُوذُجِ تَعَيُّنِ الرِّقِّ المَنْشُورِ، وَرُصِّعَ بِإِكْلِيلِ: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي}.[**: **] بِانْفِتَاكِ جَدَاوِلِ البَحْرِ المَسْجُورِ، وَدُبِّجَ بِتِيجَانِ: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}.[ يس: 12]، لِمُقَامِهِ فِي البَيْتِ المَعْمُورِ، فِي بِسَاطِ: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار} التَّوَجُّهَاتِ الإِرَادِيَةِ، لِكَوْنِهَا هَيُولَى مُتَمَنْطِقَةً بِالحَقِيقَةِ الثَّنَوِيَةِ، وَإِنْ كَانَتْ فِي الأَصْلِ {نُوراً عَلَى نُورٍ، يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِه}.[ النور: 35]. الثَّانِي مَنْ يَشَاؤُهُ لاِقْتِنَاصِ المَعَانِي.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[4- بروز الحقيقة الأحمدية]:

ثُمَّ إِنَّهُ لَمَّا أَبْرَزَهَا عَنْوَنَ عَنْهَا بِالحَقِيقَةِ الأَحْمَدِيَة؛ لِكَوْنِهَا حَقِيقَةً حَقِّيَةً، حَمِدَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ فِي عُنْوَانِ الطَّيِّ، وَوَجْهُ التَّسْمِيَةِ يُوجِبُهَا عِنْدَ مَنْ يَعْرِفُهَا.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[5-مرتبة الحقيقة الأحمدية ضمن مراتب الوجود]:

ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الحَقِيقَةِ الكُلِّيةِ هِيَ: الرُّتْبَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ التَّنَزُّلاَتِ العَمَائِيَةِ، فِي بِسَاطِ التَّفَاصِيلِ الجُزْئِيَةِ:

وَأَوَّلُهَا: البُطُونُ الذَّاتِي المُسْتَهْلَكُ فِيهِ جَمِيعُ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.

الثَّانِيةُ: رُتْبَةُ العَمَا؛ المُعَبَّرُ عَنْهَا بِالسَّاذِجِيَةِ.

الثَّالِثَةُ: الأَحَدِيَةُ، وَفِي حُكْمِهَا هَذِهِ الكُلِّيَة، لأَنَّهُمَا لاَ يَقْتَضِيَانِ ظُهُوراً أَصْلاً؛ فَقَدِ اشْتَرَكَتَا فِي الوَصْفِ العُنْوَانِي.

الرَّابِعَةُ: الوَاحِدِيَةُ.

الخَامِسَةٌ: الأُلُوهِيةُ الشَّامِلَةُ لِعَالِي الوُجُودِ وَأَسْفَلِهِ.

السَّادِسَةُ: الرَّحْمَانِيَةُ.

السَّابِعَةُ: الرِّبِّيَةُ.

الثَّامِنَةُ: الجِسْمُ الكُلِّي المُعَبَّرُ عَنْهُ بِالعَرْشِ.

التَّاسِعَةُ: القَلَمُ الأَعْلَى.

العَاشِرَةُ: النَّفْسُ الكُلِّيَةُ.

الحَادِيةُ عَشَر: العَقْلُ الكُلِّي.

الثَّانِيةُ عَشَرَةَ: الهَيُولَى.

الثَّالِثَةُ عَشَرَةَ: الهَبَاءُ.

الرَّابِعةُ عَشَرَةَ: فَلَكُ العَنَاصِرِ.

الخَامسةُ عَشَرَةَ: مُكَوْكِبُ الكَوَاكِبِ.

السَّادِسةُ عَشَرَةَ: فَلَكُ البُرُوجِ.

السَّابِعةُ عَشَرَةَ: فَلَكُ زُحَلْ.

الثَّامِنةُ عَشَرَةَ: فَلَكُ المُشْتَرِي.

التَّاسعةُ عَشَرَةَ: فَلَكُ المُرِّيخ.

العِشْرُون: فَلَكُ الشَّمْس.

الحَادِيةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ الزُّهْرَةِ.

الثَّانِيةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ عُطَارِد.

الثَّالِثةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ القَمَر.

الرَّابِعَةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ الأَثِيرِ.

الخَامِسَةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ النَّارِ.

السَّادِسَةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ الهَوَاءِ.

السَّابِعةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ المَاءُ.

الثَّامِنةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ التُّرَابِ.

التَّاسِعةُ وَالعِشْرُون: فَلَكُ المُوَلَّدَاتِ.

الثَّلاَثُونَ: فَلَكُ البَسِيطَةِ.

الحَادِيةُ وَالثَّلاَثُون: فَلَكُ الجَوْهَرِ الكَوْنِي.

الثَّانِيةُ وَالثَّلاَثُون: فَلَكُ المَعَادِنِ.

الثَّالِثَةُ وَالثَّلاَثُون: فَلَكُ النَّبَاتَاتِ.

الرَّابعَةُ وَالثَّلاَثُون: فَلَكُ الحَيَوَانَاتِ.

الخَامِسَةُ وَالثَّلاَثُون:الإِنْسَانِ.

السَّادِسةُ وَالثَّلاَثُون: عَالَمُ الصُّوَرِ مِنْهُ تُلْحَقُ بِهِ الدُّنْيَا.

السَّابِعَةُ وَالثَّلاَثُون: عَالَمُ المَعَانِي مِنْهُ يُلْحَقُ البَرْزَخُ.

الثَّامِنَةُ وَالثَّلاَثُون: عَالَمُ الحَقَائِقِ يُلْحَقُ بِهِ يَوْمُ الدِّين.

التَّاسِعَةُ وَالثَّلاَثُون: المَحْشَرُ وَالجَنَّةُ وَالنَّارُ.

الأَرْبَعُون: الكَثِيبُ الأَبْيَضُ الذِي يَخْرُجُ إِلَيْهِ أَهْلُ الجَنَّةِ وَتَقَعُ فِيهِ الرُّؤْيَةُ يَوْمَ: "أَتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ؟". قَالُوا: "لاَ". قَالَ: "كَذَلِكَ تَرَوْا رَبَّكُمْ".

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الاثنين أكتوبر 27, 2014 7:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[6- بروز الموجودات من الحقيقة الأحمدية]:

ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ مَرَاتِبَ المَوْجُودَاتِ، وَمَناهِلَ أَوَّلِيَاتِ الأوَّليَات؛ هِيَ: عَدَدُ "مِيم" التَّفْصِيلِ المُحَمَّدِي وَجُزْئِيَاتِ مَكَامِنِ "الهُوِّ" الأَحْمَدِي، فِيهِ بَرَزَتِ المَوْجُودَاتُ عَلَى سَاقِ الظُّهُورِ، وَانْتَشَرَتْ فِي مَيَادِينِ الرِّقِّ المَنْشُورِ، وَلَوْلاَهُ لَبَقِيَتْ شَعْشَعَانِيةُ الذَّاتِ مُطَلْسَمَةً عَلَى عَهْدِ كَنْزِيَةِ الكَنْزِيَاتِ؛ لأَنَّ رُتْبَةَ الأَحَدِيَةِ {لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ. لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ}.[المدثر: 29]، بَلْ جَمِيعُ مَرَاتِبِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ فِيهَا بِحُكْمِ بُطُونِ الذَّات؛ لأَنَّهَا حَضْرَةُ سَحْقٍ وَمَحْقٍ، وَلَمَّا كَانَتِ الحَضْرَةُ حَرَارَةً صِرْفَةً غُرِفَ مِنْ فَوْقِهَا غَرْفَةً، وَانْتَشَرَتْ عَلَيْهَا شُؤونُ الكَافُورِ المُحَمَّدِي مُتَّحِداً بِالنَّعْتِ الأَحْمَدِي، هُنَالِكَ أَعْطَتْ لِلاِنْتِشَارِ فِي قَالَبِ الإِظْهَارِ وَالإِضْمَارِ.
[ الطويل ]:
فَمِنِّي تَبَدَّى الكُلُّ مِنْ بَسْطِ نُقْطَتِي

هُنَالِكَ اتَّحَدَ الشَّمْسُ وَالقَمَر، وَغَنَّى الهَزَر.


[ الطويل ]:
أَلاَ غَنِّيَا لِي قَبْلَ أَنْ نتفرَّقا

فَقَدْ كَادَ ضَوْءُ الصُّبْحِ أَنْ يفْضَحَ الدُّجَا


وَهَاتِ اسْقِنِي صِرْفاً شَرَاباً مُرَوَّقَا

وَكَادَ قميصُ اللَّيْلِ أَنْ يَتَمَزَّقَا



وَلأَجْلِ مَعْرِفَةٍ شَمَّةٍ مِنْ عظَائِم مِقْدَارِهِ خَرَجَتْ، وَمِنْ طَمْطَامِ العَدَمِ انْتَشَرَتْ.
[ البسيط ]:
أَلْقَى بِمِرْءاتِ فِكْرِي شَمْسَ صُورَتِهِ

هَلْ تَشْتَفِي مِنْكَ عَيْنٌ أَنْتَ نَاظِرُهَا


مَاذَا تَرَى فِي مُحِبٍّ مَا ذُكِرْتَ لَهُ

يَرَى خَيَالَكَ فِي المَاءِ الزُّلاَلِ إِذَا


فَعَكْسُهَا شَبَّ فِي أَحْشائِي اللَّهَبَا

قَدْ نَالَ مِنْهَا سَوَادُ اللَّيْلِ مَا طَلَبَا


إِلاَّ شَكَا أَوْ بَكَا أَوْ حَنَّ أَوْ طَرِبَا

رَامَ الوُرُودَ فَيرْوَى وَهْوَ مَا شَرِبَا



وَهُوَ إِنْسَانُ الوُجُودِ وَعَيْنُ الوَجْدِ وَالتَّوَاجُدِ وَالوِجْدَانِ وَالوُجُودِ.



اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[7- انطباع الحقيقة الأحمدية في جميع الصور]:

ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الحَقِيقَةَ الكُلِّيةَ مِنْ يَوْمِ بَرَزَتْ وَتَعَدَّدَتْ فِي نَفْسٍ تَأَحَّدَتْ وَهِيَ تَنْتَقِلُ مِنْ رُتْبَةٍ إِلَى مَنْهَلٍ إِلَى مِعْرَاجٍ إِلَى حَضْرَةٍ إِلَى بُسْتَانٍ، وَتَسْجُدُ فِي غُيُوبَاتِ كُلِّ مَا لاَ يُحْصَى مِنَ السَّنَوَاتِ إِلَى أَنْ تَسْتَكْمِلَ التَّخَلُّقَ بِمَعَانِي مُقْتَضَيَاتِهِ وَشُؤُون كَمَالاَتِهِ، هُنَالِكَ صَارَتْ عُيُوناً قَابِلَةً لِلاِنْطِبَاعِ فِي جَمِيعِ الأَشْكَالِ وَالصُّوَرِ، وَالمَعَانِي وَالمَبَانِي وَالمَثَانِي وَفَوَاتِحِ السُّوَرِ؛ لأَنَّهَا نُسْخَةً ذَاتِيَةً لاَ صِفَاتِيَةً: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ}.[ المائدة: 15]، {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْض}.[النور: 35].

فَطَوْراً تَرْفُلُ فِي مَظْهَرِ ثِيَابِ عَظَمَتِهَا، وَآوِنَةً تَلْتَحِفُ بِرِدَاءِ كِبِرِيَاءِ لُطْفِهَا وَنُقْطَةِ شَكْلَتِهَا، وَحِيناً تَعْرُجُ فِي مَيَادِينِ سُرَادِقَاتِ الأَرْوَاحِ، وَوَقْتاً تَتَلَذَّذُ بِنَعِيمِ مَعِينِ مَاءِ مُدَامِ الأَقْدَاحِ، وَزَمَناً تَطِيرُ بِأَجْنِحَتَيِ الشَّوْقِ وَالاِشْتِيَاقِ فِي مَجَالِ: {طه}.[طه: 1]، وَتَكْرَعُ بِقُوَاهَا فِي سُرَادْقَات: {طسم}.[الشعراء، القصص: 1]، وَتَتَلَثَّمُ بِوُسْعِهَا خِيلاَنِ غَزْلِ: {حم}، وَتَقْتَطِفُ بِعَقْلِهَا الفيَاضِ أَزْهَارَ الكَمَالاَتِ الإِلَهِيةِ مِنْ شَجَرَةِ كَثْرَةِ: {وَلَقَدْ رءاهُ نَزْلَةً اُخْرَى}.[النجم: 13]، وَتَقْتَنِصُ بِسَرَيانِ رُوحِهَا الجُزْئِيَةِ مِنْ أَبْكَارِ أَفْكَارِ الغُيُوبَاتِ مَا يَحْجُبُ الكُلَّ عَنِ الطَّيَرَانِ لِوَكْرِهَا وَيَنْقَطِعُ، وَتَسْتَنْشِقُ مِنْ أَرِيحِ نَوَافِحِ مِسْكِيَاتِ القُرْبِ الذَّاتِي، مَا لاَ يُعْثَرُ عَلَى جُزْئِيَاتِهِ بَعْدَ الصَّعْقِ وَالدَّكِّ الصِّفَاتِي.
[ الكامل ]:
وَسَأَلْتُ مَعْسُولَ الرُّضَابِ فَقُلْتُ هَلْ

فَأَجَابَنِي وَالثَّغرُ فِيهِ بَاسِمٌ


مِنْ رَشْفةٍ تَشْفِي الفُؤَادَ لِجَائِهَا

مَا كُلُّ بَارِقَةٍ تَجُودُ بِمَائِهَا


وَصَبَاحاً قَائِمَةَ الشَّكْلِ فِي مِحْرَابِ جَمْعِ الجَمْعِ الجمْعِي: سَامِعَةً ادْن مِنِّي وَاقْتَرِبِي وَاسْمَعِي.


[الطويل]:
سَمِعْتُ النِّدَا مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ مَرْحَباً

وَأَهْلاً بِمَعْشُوقِي لِسرِّ هُوِيَتي


فَإِذَا بِالنِّدَاءِ مِنْ خَلْفِ الأَسْتَارِ

وَالنَّوْبَةُ قَدْ ضُرِبَتْ أَلْحَانُهَا عَلَى نَغَماتِ الأَوْتَارِ


[ الطويل ]
وَدُونَكَ حُسنِي فَاشْهَدَنْهُ مُجَرَّداً

تَذَلَّلْ بِأُنْسِ البَسْطِ فِي حَضْرَةِ المُنَا


عَلَى نَعْتِ فَرْقِ الجَمْعِ مِنْ قَافِ قُوَّتِي
عَلَى عِزَّةٍ تَبْدُو بِكهْفِ هُوِيَتِي

فَأَنْتَ أَيُّهَا النُّسْخَةُ الذَّاتِيَةُ مَبْنَى فَوَاتِحِ السُّوَرِ وَمَعْنَاهَا، وَمَكْنُونُ بَاطِنِ اللاَّمِ وَمَغْنَاهَا، وَفِيكَ انْتَهَى مَا بَيْنَ البَاءِ وَالسِّينِ، {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}.[يس: 12].



اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[8 -إمدادت الحقيقة الأحمدية لكل فرد من أفراد الموجودات]:

ثُمَّ إِنَّ جَوْهَرَةَ رُوحِهِ كَانَتْ لَهُ تَوَجُّهَاتٌ، بِحَسَبِ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ المَوْجُودَاتِ، فَكَانَتْ تَمُدُّ النَّوْعَ الإِنْسَانِي كُلٌّ عَلَى قَدْرِ قَابِلِيَتِهِ وَوُسْعِهِ وَإِشْرَاقِهِ فِي نُعُوتِهَا، وَتُفِيضُ عَلَى عَالَمِ النُّبُوءةِ مَا تَسْتَضِيءُ بِهِ حَضَرَاتُهَا، وَتَسْتَمِدُّ مِنْهُ سَائِرُ عَوَالِمِهَا وَجُزْئِيَاتِهَا، وَتُرْسِلُ عَلَى مَعَالِمِ حَضْرَةِ وِلاَيَةِ الرَّسُولِ مَا تَتَّحِدُ بِهِ نُعُوتُهَا بِحَضْرَةِ إِجَمَالِ الإِجْمَالِ، وَتُنْثِرُ أَنْدِيَتَهَا عَلَى كُرَةِ الأَثِيرِ مَا تَسْتَقِيمُ بِهِ فِي أَمْنِهَا، وَتَرُومُ حَضَرَاتِ المَعْدِنِ فَتَخْرُجُ مِنْ وَدْقِهَا مَا تَتَمَاسَكُ بِهِ جَوَاهِرُهُ، وَتَمُدُّ عَالَمَ الجَمَادَاتِ وَعَالَمَ النَّبَاتَاتِ، وَعَالَمَ الحَيَوَانَات؛ كُلٌّ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَتِهِ وَتَوَغُّلِهِ فِي حَضَرَاتِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.

فَهِيَ العَرْشُ المُحِيطُ الذِي سَائِرُ كُرَةِ العَالَمِ قَائِمَةٌ مِنْ قَوَائِمِ هَيْكَلِهِ الكُلِّي؛ لأَنَّهُ العَالَمُ الكَبِيرُ وَغَيْرُهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ عَالَمٌ صَغِيرٌ، فَهُوَ الخَلِيفَةُ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسَيِّدُنَا آدَمُ الجَسْمَانِي خَلِيفَةٌ فِي الأَرْضِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[9- اصطحاب روحانيته بجسمانيته وجملة من مزاياها]:

ثُمَّ إِنَّ جَوْهَرِيَةَ رُوحَانِيَتِهِ تَرَبَّتْ فِي حِجْرِ: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}.[طه: 41]، وَتَغَدَّتْ بِلَباَنِ: "إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي؛ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين"، وَتَأَدَّبَتْ بِآدابِ: " أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي"، وَتَعَلَّمَتْ فِي مَكْتَبِ: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيما}.[النساء: 113]، فِي لَوْحِ: {بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ}.[ البروج].

وَتَفَقَّهَتْ فِي طُرُوسِ سُطُورِ: "كَانَ خُلُقُهُ القُرْءانُ"، فِي جَوَامِعِ: "كُنْتُ نَبِيئاً وَآدَمُ مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ"، وَتَهَذَّبَتْ فِي مَفَاتِيحِ: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}.[النجم: 8]، وَتَمَذْهَبَتْ بِإِمْدَادَاتِ قُوَى: {مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى}.[النجم: 17]، وَتَمَنْطَقَتْ بِمَنْطَقَةِ: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ}.[الشعراء: 193، 194]، وَالْتَحَفَتْ بِلِحَاف " مَنْ رَآنِي فَقَدْ رأى الحَقّ"، وَتُوِّجَتْ بِتَاج: {حَسْبُكَ اللَّه}.[الأنفال: 64]، وَانْتَعَلَتْ بِنِعَالِ: "ادْنُ مِنِّي يَا مُحَمَّد بِنَعْلَيْكَ"، وَأُلْبِسَتْ حُلَلَ {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}.[المائدة: 54].

وَعُمِّمَتْ بِعِمَامَةِ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} عَنْ مَعْرِفَتِكَ وَهُوِيَتِكَ وَمَاهِيَتِكَ؛ {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ}.[التوبة: 129] عَرَفَنِي وَأَحَاطَ بِجُمَلِي وَتَفَاصِيلِي. وَعُصِّبَتْ بِعِصَابَةِ: {لَقَدْ رَأَى مِنَ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى}.[النجم: 18]، وَنُشِرَتْ عَلَيْهَا أَلْوِيَةُ: {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيد}.[ق: 15]، وَتَقَدَّمَهَا: "أَنَا لَهُمْ مَا مَاتُوا"، وَتَأَخَّرَهَا: "أَنا لَهُم مَا عَاشُوا"، وَتَوَسَّطَهَا: "أَنا لَهُم فِي القُبُورِ"، وَأَحَاطَ بِهَا: {وَهُوَ مَعَكُمُ أَيْنَ مَا كُنْتُم}.[الحديد: 4].

[10- رموز تعبر عن تلقي المؤلف من الحقيقة الأحمدية] )

فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي المُنَادَمَةِ؛ إِذْ حَضَرَتِ الأَكْوَابُ، مَمْلُوءةً بِثُغُورِ الرُّضَابِ، فَئَاوِنَةً تَبْدُوا كَالكُؤُوسِ عَلَى حَسَبِ الأَنْفُسِ، وَطَوْراً تَبْدُوا كَالقَوَارِيرِ، عَلَى شَكْلِ المَنَابِرِ، وَوَقْتاً كَالأَبَارِيقِ، مُصْطَفَّةً عَلَى مَجَرَّةِ النَّمَارِيقِ، وَحِيناً كَالسِّوَارِ، وَسَاعَةً كَالمِزْمَارِ...وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ لِلتَّشَكُّلِ، فِي مَقَامِ التَّنَزُّلِ، مَمْزُوجَةً بِزَنْجَبِيلِ: {ص}، وَكَافُورِ: {ق}، فِي سِرِّ: {ن}.

فَلَمَّا ضُرِبَتْ دَيَاجِ الغدَائِرِ، عَلَى كَهْفِ غَارِ الدَّوَائِرِ؛ انتُزِعَ السِّرُّ لِلْمُحَادَثَةِ، وَالرُّوحُ لِلْمُبَاحَثَةِ، وَالفُؤَادُ لِلْكِفَاحِ، وَالعَقْلُ لِلرَّاح، وَالنَّفْسُ لِلْمُنَازَلَةِ، فِي قَابِ قَوْسَيْ مَهَامِهِ المُغَازَلَةِ، وَقَامَ وُرْقُ الحَضْرَةِ سَاجِعاً، وَبَازُ نَغَمَاتِ الأَوْتَارِ رَاتِعاً، فَلَبَّى وَحَمِدَ وَكَتَبَ: "أَيُّهَا التِّبْيَانُ المَقْرُوُّ بِخُضَابِ البَنَانِ، الفَاتِكُ بِالسِّنَان، القَائِمُ بِالجِنَانِ؛ مَا الوَصْفُ وَالوَسْمُ، وَمَا الاِسْتِقَرَارُ والاسم، وَمَا الطَّوَاسِيمُ وَالحَوَامِيمُ، وَالبَرْنَامِجُ وَالأُنْمُوذُجُ وَالرَّقِيمُ، وَالبَدْءُ وَالخَتْمُ، وَعَنْقَاءُ مُغْرِبِ الرَّسْمِ، والاسم البَاطِنُ، وَمَعنَى الخَازِن؟!".

فَانْتَصَبَ عَلَى سَاق، بِنَعْتِ: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}.[القيامة]، وَكَتَبَ: "الحَمْدُ لِي مِنْ حَيْثُ الاِصْطِحَاب، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى جَوْهَرَةِ حُسْنِ النِّقَابِ؛ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الطَّوَاسِيمَ وَالحَوَامِيمَ، وَالبَرْنَامِجَ وَالأُنْمُوذُجَ وَالرَّقِيم؛ فَقَدْ يَعْثُرُ عَلَيْهِ الأُدَبَاءُ، وَيَتَنَسَّمُ عَرْفَ أَرِيجِهِ الغُرَبَاء. وَأَمَّا البَدْءُ وَالخَتْم؛ فَالأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ. وَأَمَّا المُسْتَقَرُّ؛ فَفِي المَنْزِلِ السَّادِسِ مِنَ القَمَرِ، حَيْثُ إِلاَّ الذّوَائِبَ وَالخُضَابَ، وَالغَدَائِرَ وَالدَّوْلاَبَ!".

فَقُلْتُ: "لَمْ أَفْهَم بِالرَّمْزِ وَالتَّلْوِيحِ، بَلْ وَلاَ بِالبَيَانِ وَالتَّصْرِيحِ!".

فإِذَا بِطَيْرٍ أَخْضَرَ، قَدْ طُوِّقَ بِالتَّضَادِّ مَا صَيَرَهُ عَنْقَاء أَشْقَرَ، وَنُونٌ عَرْشِي وَقَافٌ فَرْشِي وَقَدْ قَلَّدَتْهَا نُجُومَهَا الجَوْزَاء، وَطَوَّقَتْ حِلْيَهَا دُرَارُ السَّمَاء، فَتَلاَ: {هَلَ اَتَى عَلَى الاِنْسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَّذْكُوراً}.[الإنسان: 1]، وَعَلَى الجَنَاحِ الأَيْمَنْ: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا}.[القصص: 46]، وَعَلَى الجَنَاحِ الأَيْسَرِ: {إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ}.[ الإسراء: 60]، فَكَانَ الرَّسْمُ وَالإِسْمُ، وَالفَدْلَكَةُ وَالوَسْمُ، {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ}.[الصافات: 164]، وَعَلَى خَالِه:ِ {هُوَ اللَّهُ أَحَدُ}.[الإخلاص: 1]، وَعَلَى عَيْنِهِ: {أِنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}.[ الزلزلة: 5]، وَعَلَى بَاطِنِهِ: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى القُرْءانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ}.[النمل: 6]، وَعَلَى ظَاهِرِهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِينا}.[الفتح: 1].

بَلْ إِنْسَانُ عَيْنِ الأُنْمُوذُجِ، وَنُقْطَةُ بَاءِ سِرِّ نُورِ رَقَائِقِ الهُوِيَةِ، عَلَى نُورِ الإِنْسَأَنِيَةِ العَبْدِيَةِ، المُلَثَّمَةِ بِمَعَانِي الغَزْلِيَاتِ، الدَّالَّةِ عَلَيْهِ بِهِ فِي سَائِرِ الحَيْثِيَاتِ، المُتَمَثِّلِ بِصُورَةِ "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ"، فَأَنَا خَرِيدَةُ العَجَائِبِ وَجَرِيدَةُ الغَرَائِبِ، وَكَهْفُ الذَّاتِ، وَعَيْنُ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، مَنْهَلُ {كهيعص}.[مريم: 1]، وَجَدْولُ: {حم. عسق}.[ الشورى: 1، 2]، وَمُحِيطُ: {يس}.[يس: 1]، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى: "أَرُفِعَ قَبْلِي أَمْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللَّهُ؟"، "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَم يوم القيامة وَلاَ فَخْر"، فَلاَ أَفْتَخِرُ بِهَذَا، بَلْ شِنْشَنَتِي وَدَأْبِي وَمَسْقِطُ رَأْسِي: "أُوِتيتُ جَوَامِعَ الكَلِم"، "فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفِي فَلاَ زِلَتُ أَجِدُ بَرْدَهَا؛ فَعَلِمْتُ عِلْمَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِين"، وَمِنِّي إِلَيَ الختَامُ...وَالسَّلاَمُ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 28, 2014 2:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[10- ولادة الرسول عليه السلام]:

ثُمَّ إِنَّ الحَقَّ لَمَّا كَانَ مُرَادُهُ مِنْ إِبْرَازِنَا لِعَالَمِ الكَوْنِيَاتِ هُوَ: إِبْرَازُ عَالَمِ مُقَتَضَيَاتِ الحِكَمَةِ، وَأَمَّا لَوْ كَانَ مُرَادُهُ عَالَمُ المَعْنَى؛ لأَوْدَعَ حَقَائِقَنَا بِكُهُوفِ الأَزَلِ وَالأَبَدِ إِلَى أَنْ تَنْسُجَ عَلَيْنَا عَنَاكِبُ الدَّهْرِ يَدَهَا؛ رَاجَتْ رِيَاحُ القُدْرَةِ الإِلَهِيَةِ فِي جُزْئِيَاتِ سَيِّدِنَا عَبِدِ اللَّهِ إِلَى أَنْ تَزَوَّجَ، هُنَالِكَ صَارَ النُّورُ المُحَمَّدِي فِي كُلِّ كُلِّهِ فَصَارُوا لَهُ كَالعَرْشِ مَمْحُوقِينَ فِي غَيْبِ رَحْمَانِيتِهِ، فَصَارَ هُوَ الحَامِلُ وَالمَحْمُولُ وَالمَحْمُولُ فِيهِ وَالمَحْمُولُ لَهُ، {إِنَّا عَرَضْنَا الاَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}.[ الأحزاب: 82]، وَكَيْفَ لاَ؛ وَقَدْ أُنْزِلَتَ مَنْزِلَةَ الوُجُودِ الحَقِّي فِي قَوْلِهِ: }إِنَّ الذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}.[الفتح: 10]، "مَا وَسِعَنِي أَرْضِي وَلاَ سَمَائي، وَإِنَّمَا وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي المُومِن"؟. {وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ}.[ الأحزاب: 72]. فَبِتِلْكَ الخِصِّيصَة العُظْمَى جُبِرَ كَسْرُ المُومِنَاتِ فِي قَوْلِهِ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}.[النساء: 34]، وَمَا ظَفَرَتْ بِهَا حَوَّاءُ وَعَثَرَتْ عَلَيْهَا ءامِنَةُ، وَذَلِكَ عَدْلٌ إِلَهِي. وَأُنْشِدَ لِلاِسْتِرْوَاح.
[الكامل]:
أَرْخَتْ ثَلاَثَ دَوَائِبٍ مِنْ شَعْرِهَا

وَاسْتَقْبَلَتْ قَمَرَ السَّمَاءِ بِوَجْهِهَا


مِنْ لَيْلَةٍ؛ فَرَأَتْ لَيالِيَ أَرْبَعَا

فأَرَتْنِيَ القَمَرَيْنِ فِي وَقْتٍ مَعَا



وَالحَقَائِقُ الإِلَهِيَةُ لاَ تَتَبَدَّل.



[الوافر]:

رَأَتْ قَمَرَ السَّمَاءِ فَأَذْكَرَتْنِي

كِلاَنَا نَاظرٌ قَمراً وَلَكِنْ لَيَالِيَ


وَصْلِهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ

رَأَيْتُ بِعيْنِهَا وَرَأَتْ بِعَيْنِي



وَلاَ زَالَ الدَّوْرُ يَنْتَهِي إِلَى أَنْ وَلَدَتْ سَيِّدَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهِ



[11- في السلام على رسول الله ]:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إِسْرَاءَ هَيَاكِلِ المُلاَقَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَرْشَ رَحْمَانِيَةِ المُنَاجَاتِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّم

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَيَا عَرُوسَةِ الحَضَرَاتِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سِدَرَةَ مُنْتَهَى وَصْلِ الرُّوحَانِياتِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سُطُورَ طُرُوسِ الكَائِنَاتِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عِقْدَ جَوْهَرَةِ تَلاَقِ المَعْشُوقِيَاتِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّم

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مِحْرَابَ صَلاَةِ رُوحِ الهُويَاتِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَوْنَقَ مُحَيَا ذَاتِ الإِطْلاَقَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا كَعْبَةَ تَحْقِيقِ الكَمَالاَت، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَجْلَى صُورَةِ مَوَارِدِ التَّلَقِّيَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّم

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَعْشُوقَ الحَضَرَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَحْبُوبَ السُّلاَفَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا كَهْفَ مَنِيعِ الطَّامَّات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَمِيرَ أَشْوَاقِ أَرْبَاب اللَّهَفَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّم

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَنِيسَ مَنْ هَامَ مِنْ أَلَمِ الزَّفَرَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُبْدِعَ تَنْمِيقِ الاِخْتِرَاعَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَنِيسَ مُطْرِبِ مَنْ غَابَتْ عَنْهُ اللَّحَظَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ رُوحِ الرُّوحِ لِلرُّوحِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّم

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ لِلْحَقِّ يَلُوح، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْكَ إِلَيْكَ لَدَيْك، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ بِكَ لَكَ عَلَيْكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ فَلَكِ أَطْلَسِ الأَفْلاَكِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّم

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قُطْبِ سِرِّ سِرِّ الأَمْلاَك، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنَ الكُلِّيَاتِ وَالجُزْئِيَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنَ البَسَائِطِ وَالمُرَكَّبَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ

السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنَ الحَيَوَانَاتِ وَالعَجْمَاوَاتِ وَسَائِرِ البَرِّيَات، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَسَلَّمْ.



فَرُكِّبَتِ الرُّوحُ الكُلِّيَةُ، فِي هَيْكَلِ العُنْصُرِيَةِ، وَمِنْ يَوْمِ خَرَجَ، لَمْ يَبْقَ بَيْنَهُمَا حَرَجٌ، فَاصْطَحَبَتِ الخَمْرُ بِالأَوَانِ، وَبَقِيَ مَا كَانَ عَلَى مَا كَانَ، وَلَمْ يَبْقَ بَيْنَهُمَا سِتْرٌ، مُذْ انْمَحَتْ نُقْطَةُ الأَسْرِ، {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَاَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}.[البقرة: 187]، فَوَقَعَ الاِصْطِحَابُ، وَامْتَزَجَتِ العُقَارُ بِالْحُبَابِ، وَذَاكَ بِتَزْوِيجِ الخَمَّار، بَعْدَ مَا أَزَاحَ بُرْقُعُ الخِمَارِ، فَأَنْشَدَ الكَاسْ، مُحَلاًّ بِالوَرْدِ وَالآسْ:

زُوِّجْتهَا وَالزَّمَانُ طِفْلٌ لاَ كَرْمَ فِيهِ وَلاَ غُرُوسُ



اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[12- شرح صدر النبي ]:

ثُمَّ إِنَّ طَلْعَةَ الحَقِّ لَمَّا خَرَجَ مِنْ بُطْنَانِ الأَزَلِ لِعَالَمِ الحِكْمَةِ؛ حَصَلَ لَهَا وَحْشَةٌ بِالنِّسْبَةِ لِمَا كَانَتْ تَعْهَدُهُ مِنَ التَّجْرِيدِ وَالتَّفْرِيدِ، مَعَ مَا أَثْقَلَ ظَهْرَهَا مِنْ رِقِّ الحَدَثَانِ وَالحُدُوثِيَةِ، وَمُفَارَقَةِ الرِّبِّيةِ مُجَرَّدَةً إِلَى الرَّبِّيَةِ وَالمَرْبُوبِيَةِ.

وَلَمَّا وَقَعَ ذَلِكَ الدَّهَشُ؛ أُزِيلَ بِخِطَابِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}.[الشرح: 1]، بِتَفَرُّدِنَا بِمَعْرِفَةِ كنْهِ إِحَاطَةِ مَرَاتِبِ مَكْنُونَاتِهِ، وَجَعَلْنَا لَهُ غَيْباً مِنْ غُيُوبِ غُمُوضِ سِرِّ سِرِّنَا بَلْ مِنْ نُقْطَةِ هُوِيَةِ هُوِيَاتِهِ.

أَوْ تَقُولُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، بِجَعْلِهِ مِرْآةٌ أُرَى فِي مِرْءاةِ نِقَابِه،ِ وَأَتَجَلَّى فِي لِثَامِ مُحَيَا حُسْنِ سَحَابِهِ؛ بِحَيْثُ لاَ أرَى حَقِيقَةً إِلاَّ فِي مِحْرَابِ مُصَلاَّكَ، وَلاَ يَسْتَنْشِقُنِي نَدِيمٌ إِلاَّ فِي مَطَالِعِ مُحَيَاكَ؛ فَأَنْتَ الكَأْسُ وَأَنَا الخَمْرُ، وَأَنْتَ المِرْآةُ وَأَنَا البَدْرُ، وَأَنْتَ المَجْهُولُ وَأَنَا المَعْلُومُ، وَأَنْتَ الهِلاَلُ وَأَنَا النَّجْمُ، وَأَنْتَ عَرْشُ التَّجَلِّي، وَفِيكَ التَّرَقِّي وَالتَّدَلِّي، وَلاَ مَرْمىً دُونَ مَرْمَاكَ، وَلاَ اطِّلاَعَ عَلَى بَعْضِ جُزْءِ بَاطِنِ مُحَيَاكَ؛ فَأَنْتَ المَعْرُوفُ وَالمَجْهُولُ، وَالمَوْصُولُ وَالوُصُولُ، لاَ تُدْرِكُ أَبْصَارُ الحَوَادِثِ حَقِيقَةَ كُنْهِكَ.

أَوْ تَقُولُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، بِرُؤْيَةِ جَمَالَ حُسْنِي، وَإِزَاحَةِ البَيْنِ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِي.

أَوْ تَقُولُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، بِجَعْلِكَ بَرْزَخاً بَيْنِي وَبَيْنِي، وَمَرْكَزاً لإِحَاطَةِ أَفْلاَكِ مَرَاتِبِ عَيْنِي.

أَوْ تَقُولُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، بِعُكُوفِكَ فِي حَضَرَاتِ الجَمْعِ وَرَفْعِ السُّتُورِ، دَائِماً عَلَى مَمَرِّ اللَّيَالِي وَالدُّهُورِ، لاَ يَشْغَلُكَ مَرْبُوبٌ عَنْ رَبٍّ، وَلاَ قِشْرٌ عَنْ لُبٍّ، قَائِمٌ عَلَى الشُّرْبِ وَالاِصْطِحَابِ، وَالمُنَادَمَاتِ وَالكِفَاحِ، فِي قُرْبِ القُرْبِ وَغَيْبِهِ؛ بَلْ مَطْوِيٌّ فِي غُمُوضِ الفَيْضِ الأَقْدَسِ وَجَيْبِهِ، أَمَعَ هَذَا - يَا مَحْبُوبُ - تَبْقَى لَكَ وَحْشَةٌ أَوْ تُتْلَى عَلَيْكَ - يَا مَعْشُوقُ – دَهْشَةٌ؟!!. وَكَأَنِّي بِكَ قَائْلٌ:

لاَ أَكْتَفِي بِوِصَالِهِ لَوْ دَانَ دَهْرُ الدَّهْرِ زَائِرُ



أَوْ تَقُولُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، بِجَعْلِكَ عَرُوسَ المَمْلَكَةِ الإِنْسَانِيَةِ وَإِنْسَانَ عَيْنِ الوُجُودِ، وَإِمَامَ الحَضْرَةِ وَمُنْتَهَى سِدَرَةِ الشُّهُودِ، هَيُولَى الهَبَاءِ وَالأَرْوَاحِ المهَيَمَةِ، وَعُنْصُرَ المُجَرَّدَاتِ وَيَعْسُوبَ المَرَاتِبِ المُسَوَّمَةِ، مَوْضُوعَ كُرَةِ العَالَمِ، وَمَحْمُولَ أَسَاسِ مَبَانِي النِّظَامِ، أُسِّ المَرَاتِبِ وَمَعْنَاهَا، وَمَبْنَى الحَضَرَاتِ وَمَغْنَاهَا؛ بَلْ لَوْلاَكَ مَا عُرِفْتُ، وَلَبَقِيتُ مَجْهُولاً كَمَا عُرِفْتَ أَنْتَ، فَأَنْتَ المَعْرُوفُ وَالمُعَرَّفُ، وَالفَصُّ المَجْهُولُ المُحَرَّفُ، فَمَا بَقِيَ لِلدَّهْشَةِ - يَا حَبِيبُ يَا مُقَرَّبُ - أَثَرٌ، وَلاَ لِلْوَحْشَةِ مَقَرٌّ، وَكَأَنِّي بِكَ لَمَّا اسْتَشْعَرْتَ لِثَامَكَ بِالعَبْدِيَةِ، وَلِحَافَكَ بِإِزَارِ العُنْصُرِيَةِ، وَحَصَلَ الاِنْغِمَاسُ فِي مَعْنَى الرِّبِّيَةِ، اسْتَوْحَشْتَ مِمَّا ذُكِرَ؛ لِكَوْنِكَ مَخِيطاً بِخَطِّ الإِنْسِيَةِ.
[ الوافر ]:
أَرَى آثَارَهُمْ فَأَذُوبُ شوْقاً

وَأَسْأَلُ مَنْ قَضى بِفِرَاقِ حِبِّي


وَصَلَتْ صَحِيفَتُكُمْ فَهَزَّتْ مِعْطَفِي

وَكَأَنَّهَا لَيلُ الأَمَانِي لِخَائِفٍ


وَرُبَّ حَمَامَةٍ فِي الدَّوْحِ بَاتَتْ

قَاسِمُهَا الهَوَى مَهمَا اجْتَمَعْنَا


إِذَا جَنَّ لَيْلِي هَامَ قَلْبِي بِذِكْرِكُمْ

وَفَوْقِي سَحَابٌ يُمْطِرُ الهَمَّ وَالأَسَى


سَلُوا أُمَّ عَمْرٍو كَيْفَ بَاتَ أَسِيرُهَا

فَلاَ هُوَ مَقْتُولٌ فَفِي القَتْلِ رَاحَةٌ


وَقَائِلَة:مَا بَالُ دَمْعِكَ أَسْوَدَا

فَقُلْتُ لَهَا إِنَّ الدُّمُوعَ تَجَفَّفَتْ


وَأَسْكُبُ مِنْ تَذَكُّرِهِمْ دُمُوعِ

يَمُنُّ عَلَيَ مِنهُمْ بِالرُّجُوعِ


فَكَأَنَّمَا أَهْدَتْ كُؤُوسَ القَرْقَفِ

أَوْ وَصْلُ مَحْبُوبٍ لِصَبٍّ مُسْعِفِ


تُجيدُ النَّوْحَ فَنّاً بَعْدَ فَنِّ

فَمِنْهَا النَّوْحُ وَالعَبَرَاتُ مِنِّي


أَنُوحُ كَمَا نَاحَ الحَمَامُ المُطَوَّقُ

وَتَحْتِي بِحَارٌ بِالجَوَى تَتَدَفَّقُ


تَفُكُّ الأَسارَى دُونَهُ وَهْوَ مُوَثَّقُ

وَلاَ هُوَ مَمْنونٌ عَلَيْهِ فَيُعتقُ


وَجِسْمِكَ مُصْفَرّاً وَأَنْتَ نَحِيلُ

وَهذَا سَوَادُ المُقْلَتَيْنِ يَسِيلُ



وَأَتَمَثَّلُ وَأَقُولُ.[الكامل]:

يَا مَنْ نَفتْ عَنِّي لَذِيذَ رُقَادِي

فَبِأَيِّ ذَنبٍ أَمْ بِأَيَّةِ حيلَةٍ


وَصَدَدْتِ عَنِّي حِينَ مُذْ مَلَكَ الهَوَى

وَمِنَ المُنَى لَوْ دَامَ لِي فِيكِ الضَّنَى


وَأَقُولُ: ما شِئْتِ اصْنَعِي يَا مُنْيَتِي

إِلاَّ مَدِيحَ المُصْطَفَى هُوَ عُمْدَتِي


وَلَوْ أَنَّ كُلَّ العَالَمينَ تَأَلَّفُوا

وَرُبَّ سُكوتٍ كَانَ فِيهِ بَلاَغَةٌ


مَالِي وَمالَكِ قَدْ أَطَلْتِ سُهَادِي

أَبْعَدتِّنِي وَلقَدْ سَكَنْتِ فُؤَادِي


رُوحِي وَقَلبِي وَالحَشَا وَقِيَادِي

يَا حَبَّذَا لاَ أَرَاكِ منْ عُوَّادِي


مَا لِي سِوَاكِ وَلَوْ حُرِمْتُ مُرَادِي

وَبِهِ سَأَلْقَى اللَّهَ يَوْمَ معَادِي


عَلَى مَدْحِهِ لَمْ يَبْلُغُوا عُشْرَ وَاجِبِ

وَرُبَّ كَلاَمٍ فِيهِ عَتْبٌ لِعاتِبِ



وَلاَ زَالَ يَتَرَقَّى فِي مَيَادِينِ العُبُودِيَةِ إِلَى أَنِ اسْتَكْمَلَ مَرَاتِبَهَا، ثُمَّ انْتَقَلَ لِبِسَاطِ الإِطْلاَقِ: {وَالتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاق. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاق}.[القيامة: 29، 30].

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا أَحْمَد. الذِي جَعَلْتَ اسْمَهُ مُتَّحِداً بِاسْمِكَ وَنَعْتِكَ. وَصُورَةَ هَيْكَلِهِ الجِسْمَانِي عَلَى صُورَةِ أُنْمُوذُجِ حَقِيقَةِ خَلَقَ اللَّهُ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. وَفَجَّرْتَ عُنْصُرَ مَوْضُوعِ مَادَّةِ مَحْمُولِهِ مِنْ أَنِيَةِ أَنَا اللَّهُ. بَلْ حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ. وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

[13- غلبة حقيقة الرسول الباطنية على حقيقته الظاهرية]:

ثُمَّ إِنَّ هَيْكَلهُ الجَامِعَ المُحَمَّدِي؛ هَبْ أَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ جَوْهَرٍ لَطِيفٍ وَكَثِيفٍ، لَكِنْ لَمَّا كَانَ لَوْنُ المَاءِ لَوْنُ إِنَائِهِ؛ لَمْ يَكُنْ حُكْمٌ لِجَوْهَرِهِ العُنْصُرِي عَلَى هُوِيَةِ مَاهِيَتِهِ الإِطْلاَقِيَةِ الأَمْرِيَةِ، فَكَانَ الحُكْمُ لِلْعُنْصُرِ الفَيَاضِ الأَوَّلِ. وَلأَجْلِ هَذَا؛ كَانَ لاَ يُرَى لَهُ ظِلٌّ، وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَانَ يَسْتَغْنِي عَنِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ لِتَخَلُّقِهِ بِالصَّمْدَانِيَةِ، وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ لِغَلَبَةِ الجَوْهَرِ الإِطَلاَقِي عَلَى الجوْهَرِ التَّقْيِيدِي: "إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ".
وَهَاهُنَا قُلْتُ.[الكامل]:
مَعْنًى بَدَا بِتَمَاثُلِ العَبْدِ المُتَلَثِّمٌ بِعَنَاصرِ

التَّنْزِيهِ في مُضَافِ لِمَائِهِ المقروِّ بِالقُرآن


تشبِيه أَيْنِ جواهر البُستَان

مُتَمَنْطِقٌ بِرَقَائِقِ الإِطلاَقِ مُل


سِرٌّ بَدَا فِي اللَّوْحِ أُعْجمَ حَرْفُهُ

إِن رُمْتَ نَاسُوتاً وَجَدْتَ مَهَامِهَ


تُنْبِيكَ عَنْ أَحَدِيَةِ التَّنْزِيهِ فِي

فَثَنَتْ وَسَلَّتْ مِنْ غِمَادِ لِحَاظِهَا


هِيَ غَادَةٌ تَخْتَالُ فِي دَيْجُورِهَا

يَا مَنْ غَدَتْ تسْبِي بِظِلِّ جَمَالِهَا


تَحِفٌ بِسِرِّ لَطَائِفِ الأَكْوَانِ

مَعْنَاهُ دَقَّ عَنِ الأَدِيبِ الدَّانِ


اللاَّهُوتِ تَنْبُوا عَنْ سَنَى الإِمْكَانِ

صُبْحِ التَّكَاثُرِ مُستَوَى الرَّحْمَانِ


جَفْناً أَذَابَ مَعَالِمَ الأَشْجانِ

تَسْطو عَلَى العشَّاقِ بِالتِّيهَانِ


مَهْلاً فقدْ ذَابَتْ حُشَاشَةُ فَانِ

يَكْفِيهِ مَا قَدْ قَاسى مِنْ أَلَمِ النَّوا


ئِبِ وَالشَّدَائِدِ مِنْ عَنَا الأَجْفَانِ

كَمْ ضَاقَ ذَرْعاً بِالخُطُوبِ وَقَدْ غَدَا


أَبْلَتْ حَوَادِثُهَا الزَّمَانَ وَمَا لَهَا

مُتَمَنْطِقاً بِذَوَائبِ النِّيرَانِ


عَنْهُ مَنَاصٌ مزِّجَا بِتَوَانِ

فَتَكَتْ جيُوبَ الصَّبْرِ فَانْفَلَقَتْ


قُوَاهُ المُرْسَلاَتُ عَلَى القُلَيْبِ الفَانِ

مَا بِثَّ شَكْوَى لِلزَّمَانِ فَلاَ لَهُ


أَرْجُوا لَدَيْكَ مئَارِباً فِي النَّفْسِ قَدْ

حِبّي وَكَأْسِي والرُّضَابُ وَرَاحَنَا


مِنْهُ يَغارُ البَدْرُ عِنْدَ تَمَامِهِ

مَا ذَاكَ إِلاَّ أَنَّ حُسْنَ بَهَائِهِ


مَا إِنْ لَهُ فِي الكَوْنِ مِنْ شَبَهٍ وَلاَ

رَوْضُ العُقُولِ إِذَا دَنَتْ تَخْتَالُ


فِي حُكْمٌ عَلَى الرُّجْحَانِ وَالنُّقْصَانِ

نِيطَتْ وَمِنْكَ الكَشْفُ دُونَ توَانِ


فِي غَيْهَبِ الأَكْمَامِ وَالقيعَانِ

وَالشَّمْسُ مِنْهُ تَحَارُ فِي الدَّوَرَانِ


أَرْبَى عَلَى الغزْلاَنِ وَالأَكْوَانِ

فِي الدَّيْرِ مِنْ كفْإٍ وَلاَ مِنْ ثَانِ


حُلَلِ الطَّوَاسِمِ فِي جَوَاهِرِ بَانِ

كَمْ بِتُّ أَرْشُفُ ظَلْمَهُ تَحْتَ الغَسَقِ


وَالخَالُ مِسْكٌ مِنْ جَنَا التِّيجَانِ

فَاخْلعْ ثِيَابَكَ وَاطَّرِحْ تَدْنُوا إِلَى


تَلْقَى جَمالَ الحَقِّ يَلْمَعُ مِنْ هَيُو

وَتَدُورُ بَيْنَ مَعالِمِ الغزْلاَنِ فِي


وَتَرُوجُ نَحْوَ كَوَاعِبٍ تَسْطُوا عَلَى

تَلْقَاكَ غِيدُ الحُسْنِ ثَغْرُ وِصَالِهَا


وَادِ المُقَدَّسِ عَنْ دُجَا الحَدَثَانِ

لاَهُ عَلَى التَّجْرِيدِ وَالتبيَانِ


دَيْجُورِ وَصلِ سَوَالِفِ الفَتَّانِ

العُشاقِ بِالتِّيهَانِ فِي الأَجْفَانِ


أَشْهى مِنَ الصَّهْبَاءِ فِي الكِيزَانِ

وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفَتَاتِ عَلَى الكَتِبِ


البِيضِ نَحْوَ مَرَاسمِ الأَوْطَانِ

فَاشْرَبْ عَلَى الصَّوْتِ القَدِيمِ زُجَاجَةَ


قَدْ نَاوَلتْ كَفِّي بِظِلِّ شُعَاعِهَا

فَرَأَيْتُ مَعْنَى جَمَالِهِ فِي الكَأْسِ


مِنْ الوِجَنَاتِ مِنْ أَحَدِيَةِ الكِتْبَانِ

كَأْساً تضَاحكَ عَنْ ثُغُورِ غِوَانِ


دُونِ البَرَاقِعِ وَالحسَانُ حِسَانِ

يَا لَيْتَ رَشْفَ أُقاحِهَا أَضْحَى


سَمِيرَ الوَجْدِ فِي الأَدْوَاحِ وَالأَفْنَان



اِنْتَهَى بِحَمْدِ اللَّهِ وَحُسْنِ عَوْنِهِ وَتَوْفِيقِهِ الجَمِيلِ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم.

ويليه بمشيئة الله سبحانه مولد العلم الأحمدي لسيدي أحمد الحلواني رضي الله تعالى عنه


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الأحد نوفمبر 23, 2014 7:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
دخلنا في صفر ، وبذلك يكون قد آن الآوان للاستعداد لشهر المولد الشريف شهر ربيع الأول العظيم ، وها هي إحدى نفحات شيوخنا الصوفية رضوان الله عليهم أجمعين ، وها هو كتاب العلم الأحمدي في المولد المحمدي المطبوع عام 1305 هـ قبل انتقال مؤلفه إلى الرفيق الأعلى بثلاث سنوات ، وقد تشرفنا بكتابة هذا المولد الجليل بإذن من أحد أحفاد صاحب هذا المولد الجليل ، ونبدأ المولد بترجمة مختصرة لمؤلفه وجامعه رضي الله تعالى عنه ..

هو الشيخ أحمد بن أحمد بن إسماعيل الحلواني الخليجي الشافعي الخلوتي ( 1249 - 1308 هـ) ( 1833 - 1890 م) .
ولد في قرية رأس الخليج (محافظة الغربية - مصر) وبها توفي.
بعد النشأة القروية طلب العلم بالمسجد الأحمدي بمدينة طنطا، ثم ارتحل إلى الأزهر، وحصل على إجازته عام 1270هـ - 1853م.
عمل بالتدريس الديني، ورفض تولي القضاء.
بويع شيخاً للطريقة الخلوتية الشاذلية (الصوفية) عام 1874م وظل في موقعه حتى وفاته.
كان زاهداً في المناصب والمظاهر.
وله العديد من الكتب المتميزة والتي يظهر فيها الطابع الصوفي الجليل رضي الله تعالى عنه ، وله أكثر من مولد نبوي شريف ، أسأل الله سبحانه أن يمن علي فأكتبهم جميعاً في هذا التجميع ..

وفي غلاف هذا الكتاب تقريظ من إنشاء الشاب النجيب سلالة الأماجد السيد عبد الرحيم القصبي ( كان وقتها شاباً صغير السن كبير المقدار )

بنفسي من تهدى إليه المراتب

وتثني عليه المطريات الغرائب


هو الفاضل النحرير أفضل جهبذ

فيا حبذا هذا الطراز المذهب


هو الحلواني مفرد العصر وحده

إمام همام كامل ومقرب


حبانا وحيانا بمولد من به

وجود الورى وهو الأمين المحبب


فعرج أخي واقطف ثمار رياضه

فآياته عنها الكمالات تعرب



متن المولد الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه الهداة وعلى سائر من اقتدى بهديه واهتدى بهداه وعلى من رفع أكف الضراعة لمولاه متوسلاً بمن جاهه أعظم جاه ، أن يبلغ الفقير أحمد بن أحمد بن إسماعيل الحلواني في دنياه وأخراه مناه ، وأن يفيض قطرة صيبه من سحاب البركة الندي ويفيح نفحة طيبة من روض القبول السرمدي على كتابه هذا الذي سماه العلم الأحمدي في المولد المحمدي ، فإنه وإن وافق أمنية الأرخ الروض لا يجيء قطرة في ذلك الحوض فإنه نزر صغير والشرف المحمدي كثير كبير ، ولكن الروض اشتهى أن يكون درساً واحداً وألح في ذلك إلحاحاً زائداً ثم بالغ في استنجازه قائماً قاعداً ، حتى توكلت على من بيده أزمة الملك والملكوت والتقطت من كتابي المواكب وغيره شذوراً من الدر والياقوت قوت لا يموت ، إلا أنه جاء في قدر درسين لإحياء ليلتين كليلتي العيدين ، وفصلته في فصول على عدد أبواب دار النعيم التي نرجو منها الدخول وذلك لسهولة الوصول إلى المأمول والمسئول من كرم من يبلغ السول أن يرزقني وإياه وسائر الأحبة القبول بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم .

الفصل الأول

اعتاد أسلافنا رضي الله عنهم أن يتكلموا هنا أولاً على قوله عز وجل : " لقد جاءكم رسول .. " الآية ، فلنشر إليها اقتداء بهم فكل خير في اتباع من سلف فنقول : الخطاب فيها للعرب أو لخصوص قريش أو أهل مكة أو للثقلين أو لخصوص الإنس أو لخصوص المؤمنين ، والرسول هو نبينا صلى الله عليه وسلم بالإجماع ، ومن أنفسكم قريء بفتح الفاء أي من أشرفكم نسباً وصهراً وحسباً والقراءة المشهورة بضمها جمع نفس بمعنى الأخ والمثل كما في آية : " فسلموا على أنفسكم .. " أي إخوانكم ، وآية : " ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم إلا أنفسهم .. " أي إخوانهم وأمثالهم في التهود على أحد تفسيرين ، فالمراد هنا من إخوانكم وأمثالكم في أنه عربي أو قرشي أو مكي أو إنسي أو مؤمن وذلك ليسهل أخذكم عنه ، وعزيز عليه ما عنتم من عز إذا شق أي شاق عليه ، عنتكم أي مشقتكم في الدارين حتى لا يشاك أحدكم بشوكة إلا وهو واجد ألمها ، وحريص عليكم شديد العناية بهدايتكم حتى لا ينالكم ما يشق عليه من مشقتكم ، بالمؤمنين رؤوف أي شديد الرحمة لأنه رحيم أي رقيق القلب شفيقه بكل أحد فكيف بالمؤمنين فرحيم كالتعليل أو أنه أردف به الأول إلا بلغ إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم إن لم يصبهم وابل من رؤفيته فطل من رحيميته ولكن ذاك الطل والله وابل .



تعطفوا وارحموا محباً

قليلكم عنده كثير



ولا يمكن أن يحوم الإحصاء حول تفاصيل رحمته صلى الله عليه وسلم بهم لكن لابد من إشارة ، إذا لم تمكن العبارة فمن رحمته صلى الله عليه وسلم ورأفته بهم اهتمامه بأمرهم في الدارين ففي الآخرة بتفرغه لإنقاذهم من جحيمها وإيصالهم إلى نعيمها وفي الدنيا بتلطفه في تعليمهم إصلاح المعاش والمعاد وفي كشف ما وقع أو عسى أن يقع في الدنيا أو الآخرة لهم من الآلام والكروب حتى لقد روى مسلم أنه صلوات الله وسلامه عليه تلا قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام فمن تبعني فإنه مني ، وعن عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك ثم رفع يديه فقال اللهم أمتي وبكي فقال تعالى : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم : أشفع لأمتي حتى ينادى أرضيت ؟ فأقول رضيت ، وعن علي كرم الله وجهه قال : لما نزل ولسوف يعطيك ربك فترضى قال صلى الله عليه وسلم : إذن لا أرضى وواحد من أمتي في النار ، وقال صلى الله عليه وسلم : سألت ربي أن لا يعذب اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم ، قيل : هم الأطفال ، وقيل : البله الغافلون ، وقيل : الذين لم يتعمدوا الذنوب ، وقال صلى الله عليه وسلم : سألت ربي في أبناء العشرين من أمتي فوهبهم لي ، وقال صلى الله عليه وسلم : سألت ربي في أبناء الأربعين من أمتي فقال : يا محمد قد غفرت لهم ، قلت فأبناء الخمسين قال : إني قد غفرت لهم ، قلت فأبناء الستين قال : قد غفرت لهم ، قلت فأبناء السبعين قال : يا محمد إني لأستحي أن أعمره سبعين سنة لا يشرك بي شيئاً أن أعذبه بالنار ، فأما أبناء الأحقاب أبناء الثمانين والتسعين فإني واقفهم يوم القيامة فقائل لهم : أدخلوا من أحببتم الجنة .
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم ورأفته بهم ما جاء عن العباس بن مرداس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة وأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل : إني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضاً ، فأعاد فقال : يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيراً من مظلمته ، فلم يكن تلك العشية إلا ذا ، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته ، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم فقال بعض أصحابه ( أي وهو أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كما في رواية ) : بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها فما أضحكك ؟ قال : تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله تعالى أجابني في أمتي وغفر المظالم أهوى يدعو بالثبور والويل ويحثو التراب على رأسه ، وفي رواية : أن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه ، رواه جماعة منهم الإمام أحمد وابن ماجة وأبو داود ، ومن رحمته صلى الله عليه وسلم ورأفته بهم ما جاء أنه صلى الله عليه وسلم قال يوماً لعائشة رضي الله عنها : ما هذا ؟ يشير إلى صور العرائس المعروفة بلعب البنات ، فقالت : بناتي ، قال : فما هذا الذي أرى في وسطهن ؟ قالت : فرس ، قال : ما هذا الذي عليه ؟ قالت جناحان ، قال : فرس له جناحان !! قالت : أو ما سمعت أنه كان لسليمان بن داود عليهما السلام خيل لها أجنحة ، فضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، وفي رواية : ما هذه يا عائشة ؟ فقالت : خيل سليمان بن داود ، فضحك وطلب الباب فابتدرته واعتنقته ، فقال : مالك يا حميراء ( أي يا بيضاء اللون ) ؟ فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ادع الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، فرفع يديه حتى رؤي بياض ابطيه فقال : اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنباً ولا تكسب بعدها خطيئة ولا إثماً ، ثم قال صلى الله عليه وسلم أفرحت يا عائشة ؟ فقالت : أي والذي بعثك بالحق ، فقال : أما والذي بعثني بالحق ما خصصتك بها من بين أمتي وإنها لصلاتي لأمتي بالليل والنهار فيمن مضى منهم ومن بقي ومن هو آت إلى يوم القيامة وأنا أدعو والملائكة يؤمنون على دعائي .

ومن رحمته صلى الله عليه وسلم ورأفته بهم ما في خبر سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي لئلا تفتضح عند الأمم فأوحى الله إلي : يا محمد أنا أحاسبهم فإن كان منهم زلة سترتها عنك لئلا تفتضح عندك ، وما في خبر لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً .

تنبيه عظيم لمن هو على شيء من الأمور الموروثة لسوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى وهي كثيرة منها : الأمن من سلب الإيمان ، قال أبو الدرداء رضي الله عنه : والله الذي لا إله إلا هو ما أمن أحد على إيمانه أن يسلب إلا سلب ، وفي التنزيل : أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ، ومن هنا قال الحنفية بأن أمن مكره تعالى كفر ، قلت : وأما التعلل بأنه تعالى كريم إذا أعطى نعمة الإيمان أحداً لا ينتزعه منه فصحيح لو صح القطع بأنه عطية ، ومن أين يقطع بذلك ؟! فإذا لم تقطع بأنه عطية جاز أن يكون وديعة وللمودع أن يأخذ وديعته متى شاء ، فهذا وجه الخوف المذيب للأكباد ، قال عبد الرحمن بن مهدي : لما اشتد الموت بسفيان الثوري جعل يبكي فقال له رجل : يا أبا عبد الله أتراك كثير الذنوب ؟! فرفع رأسه وأخذ شيئاً من الأرض فقال : والله لذنوبي أهون عندي من هذا إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت ، ومنها التهاون بالصلاة بأن تركها ، ففي الخبر بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ، رواه مسلم ، ولذا ذهب الإمام أحمد في جماعة إلى كفر تارك الصلاة وإباحة دمه ، أو أخرها عن وقتها ، ففي التنزيل : " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ، قال جماعة من المفسرين : المراد بذكر الله هنا الصلوات الخمس فمن اشتغل عنها عنها في وقتها بما له كبيعه أو صنعته أو ولده كان من الخاسرين أهـ ، أو أحجف بشيء من واجباتها فقد جاء بسند حسن أنه صلى الله عليه وسلم كان جالساً في المسجد فدخل رجل فصلى فلم يتم ركوعه ولا سجوده ، فقال صلى الله عليه وسلم نقر كنقر الغراب لئن مات هذا وصلاته هذه ليموتن على غير ديني ، رواه أبو جعفر الطوسي ، ومنها بغض أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرب الخمر وإيذاء المسلم والتشبه بالكفرة فيما نهينا عنه والزنا والربا والرياء والوطء في الدبر وفي الحيض والتهاجر بالمعصية وتصديق الكاهن والعراف والمنجم والطوارق بالحصا وملازمة البدعة والخيانة في الأمانة وإخلاف الوعد بلا عذر حاجز والكذب والإعراض عن إجابة المؤذن بالتكلم حال الآذان وتأخير الحج بلا عذر إلى أن يفوت بموته والاشتغال بالغيبة وتعييب الخلق .



ولو نظر العياب في عيب نفسه

لكان له شغل من الناس شاغل



إلى غير ذلك مما ذكروه ، ومن رحمته صلى الله عليه وسلم ورأفته بهم أنه قال عند موته لجبريل عليه السلام : من لأمتي بعدي ؟ فأوحى الله تعالى إلى جبريل أن بشر حبيبي أني لا أخذله في أمته وبشره بأنه أسرع الناس خروجاً من الأرض إذا بعثوا وسيدهم إذا جمعوا وأن الجنة محرمة على الأمم حتى تدخلها أمته ، فقال : الآن قرت عيني .

ومن رحمته صلى الله عليه وسلم ورأفته وصيته بنا إلى الله تعالى ووصيته بإبلاغ سلامه الشريف إلى من دخل في دينه بعده في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وسأتلوه عليكم وأبلغ سلامه صلى الله عليه وسلم إليكم لأخرج من عهدة ما عسى أن يكون قد لزمني من تبليغه وإن كان الخطاب في الحديث الشريف لبعض أصحابه فقد قال العلماء أن خطاب المشافهة يعم المتأخرين إلا أن يقوم دليل على التخصيص ولذا قال المفسرون في آية كنتم خير أمة أخرجت للناس أنها تشمل أعقاب الأمة كأوائلها ، فإذا تمهد هذا فاعلموا أن عرف زماننا أن يلتقي الإنسان ما يبلغه من سلام العظماء بل تحية الإخوان في نحو الصباح والمساء بالإجلال وربما قام على قدميه مبالغة في الإعظام ، ولا يخفى أن مقامه صلى الله عليه وسلم فوق كل مقام وتعظيمه أوجب من كل تعظيم فإذا أبلغتكم بعد الحديث الشريف سلامه صلى الله عليه وسلم عليكم فتلقوه بما يناسبه من القيام والإعظام عملاً بالعرف المطرد .

فالعرف في الشرع له اعتبار

لذا عليه الأمر قد يدار



قائلين عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا رسول الله ، ولفظ الحديث المشار إليه على ما في إحياء الإمام الغزالي قال : قال ابن مسعود رضي الله عنه : دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أمنا عائشة رضي الله عنها حين دنا الفراق فنظر إلينا فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم ثم قال : مرحباً بكم حياكم الله آواكم الله نصركم الله وأوصيكم بتقوى الله وأوصي بكم الله إني لكم منه نذير مبين أن لا تعلوا على الله في بلاده وعباده وقد دنا الأجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى وإلى الكأس الأوفى فاقرأوا على أنفسكم وعلى من دخل في دينكم بعدي مني السلام ورحمة الله ، هذا لفظ الحديث الشريف كما في الإحياء ، ثم رأيته بلفظ آخر فيما أخرجه أبو الشيخ بإسناد حسن كما في شرح العلامة السحيمي على عبد السلام عن ابن مسعود أيضاً قال : جمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة ونحن ثلاثون رجلاً فودعنا وسلم علينا ودعا لنا ووعظنا وقال اقرأوا على من لقيتم من أمتي بعدي السلام الأول فالأول إلى يوم القيامة ، ثم رأيت السيوطي أورده في الجامع بهذا اللفظ وقال أخرجه الشيرازي في الألقاب عن أبي سعيد ، وقال المناوي في شرحه فيندب فعل ذلك أهـ ، وهذا يدل على أن ذلك تكرر منه صلى الله عليه وسلم فمرة في بيت ميمونة ثم مرة في بيت عائشة لأنه توفي في بيتها ، وقوله اقرأوا على من لقيتم من أمتي بعدي السلام الأول فالأول إلى يوم القيامة صريح فيما استنبطناه أولاً من أن الخطاب الشريف شامل لأمثالنا من المتأخرين ، فيا أهل هذا النادي سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقرأ عليكم السلام ورحمة الله بل يا كل ناظر في كتابي هذا بل يا جميع من يمكن إبلاغه من المؤمنين سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقرأ عليكم السلام ورحمة الله ، وهذه السنة الشريفة لا أعلم أن أحداً سبقني إليها وإن كان الظن بالسلف أنها تفهم فلله الحمد ، وهل جاء سلام رب العزة على أحد سوى من أوحى إليهم ؟! نعم ورد أنه تعالى يسلم على العبد عند نزوله إلى الدنيا وعند خروجه منها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : إذا ولدت الجارية بعث الله إليها ملكاً يزف البركة زفاً يقول ضعيفة خرجت من ضعيف القيم عليها معان إلى يوم القيامة ، وإذا ولد الغلام بعث الله إليه ملكاً من السماء فقبل عينيه وقال : الله يقرئك السلام ، رواه الطبراني في الأوسط ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا أراد الله قبض روح المؤمن أوحى إلى ملك الموت أقرئه مني السلام فإذا جاء ملك الموت يقبض روحه قال ربك يقرئك السلام ، رواه ابن منده ، وقال البراء بن عازب رضي الله عنه في آية تحيتهم يوم يلقونه : يوم يلقون ملك الموت سلام ، رواه الحاكم .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الاثنين نوفمبر 24, 2014 1:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الفصل الثاني

من المقرر المكرر أن نوره صلى الله عليه وسلم أول المخلوقات وأن كل مخلوق مستمد منه على ما فصله حديث جابر وغيره ، والتقسيم فيه غير حقيقي وإنما وزانه وزان مصباح عظيم أسرج منه من المصابيح ألوف كثيرة وهو باق على كمال ضيائه لم ينقص منه شيء كما أشار إليه الغوث الدباغ رضي الله عنه في تحقيق طويل في النور الكريم ذكر من جملته أنه من العظم بحيث لو وضع على العرش الذي هو أكبر المخلوقات لذاب بل لو جمعت الخلائق كلها ووضع عليها لتهافتت وتساقطت لأنها لا تطيق حمل أسراره وأنه قد ملأ العالم كله فما من موضع إلا وفيه منه ، قلت : وهذا أذكرني قول البرعي فيه صلى الله عليه وسلم :


يا من نناديه فيسمعنا على

بعد المسافة سمع أقرب أقرب



وأنه ترتسم فيه صورته صلى الله عليه وسلم على أشكال متعددة بعدد الأنبياء والأولياء من زمنه إلى يوم القيامة فلذا كان يراه صلى الله عليه وسلم مناماً ويقظة أقوام لا يحصون في أماكن مختلفة في آن واحد إلا أن منهم من يرى ذاته الشريفة حقيقة بأن تجيئه في موضعه فيراها أو يتبع ببصيرته الصورة التي ارتسمت له في النور الشريف فيخرق بنورها إلى محل ذاته الشريفة فيراها ، ومنهم من يرى مجرد الصورة التي ترتسم له في النور الشريف وأنه هو الحاجب للنار عن أهل الدنيا فلا تخرج إليهم حتى يسير إلى الجنة وأنه لولاه ما ظهر سر من أسرار الأرض فلولاه ما تفجرت العيون ولا جرى نهر من الأنهار وأنه يفوح في شهر مارس وهو مدخل فصل الربيع ثلاث مرات على الزروع والأشجار فتثمر ببركته ولولا تفوحه ما أثمرت وأن وجودات المخلوقات كلها إنما تقوم وتصلح به وأن أهل الكشف يرون المادة سارية منه إلى كل مخلوق مخلوق من الأنبياء والملائكة وغيرهم من المخلوقات خيوطاً من نور ممتدة منه إلى ذواتهم وأن بعض المخذولين والعياذ بالله تعالى ادعى أنه ليس منه صلى الله عليه وسلم إلا الهداية أي الدلالة وأما نور إيمانه فمن الله عز وجل فقال له بعض العارفين : أرأيت أن قطعنا ما بين نور إيمانك ونوره صلى الله عليه وسلم وأبقينا لك الهداية التي ذكرت أترضى بذلك ؟ فقال : نعم رضيت ، فما أتم كلامه حتى سجد للصليب ومات على كفره والعياذ بالله تعالى أهـ ، وبالجملة فنوره صلى الله عليه وسلم هو سبب انتظام المناظم العلوية والسفلية الدنيوية والأخروية من أول النشأة إلى الأبد .



والخلق تحت سما علاه كخردل

والأمر يبرمه هناك لسانه


والملك والملكوت في تياره

كالقطر بل من فوق ذاك مكانه



وجاء أنه صلى الله عليه وسلم سأل جبريل فقال : يا جبريل كم عمرت من السنين ؟ فقال : يا رسول الله لست أعلم غير أن في الحجاب الرابع نجماً يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة رأيته اثنين وسبعين ألف مرة ، فقال : يا جبريل وعزة ربي جل جلاله أنا ذلك الكوكب ، ويضارعه ما روي أنه صلى الله عليه وسلم حين عرج به رأى ملائكة في موضع بمنزلة سوق بعضهم يمشي تجاه بعض فسأل : أين يذهبون ؟ فقال جبريل : لا أدري إلا أني أراهم منذ خلقت ولا أرى واحداً منهم قد رأيته قبل ذلك ، ثم سأل واحداً منهم مذ كم خلقت ؟ فقال : لا أدري غير أن الله تعالى يخلق كوكباً في كل أربعمائة ألف سنة فخلق مثل ذلك الكوكب منذ خلقني أربعمائة ألف مرة ، وهذا مع ذاك يشعر أن النور المحمدي كان يتراءى مثل الكوكب في كل أربعمائة ألف سنة مرة فظنه الملك كجبريل كوكباً ، وفي الحديث : كنت نوراً بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، وفي الحديث : كنت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أنواراً على يمين العرش قبل أن يخلق آدم بألف عام فلما خلق أسكنا ظهره ولم تزل تنتقل في الأصلاب الطاهرة حتى نقلني الله تعالى إلى صلب عبد الله ونقل أبا بكر إلى صلب أبي قحافة ونقل عمر إلى صلب الخطاب ونقل عثمان إلى صلب عفان ونقل علياً إلى صلب أبي طالب ثم اختارهم لي أصحاباً فجعل أبا بكر صديقاً وعمر فاروقاً وعثمان ذا النورين وعلياً وصياً فمن سب أصحابي فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى ومن سب الله أكبه في النار على منخريه ، رواه الشافعي ، وفي الحديث : لما خلق الله آدم جعل ذلك النور في ظهره فكان يلمع في جبينه فيغلب على سائر نوره ، ويروى أن الله تعالى لما خلق آدم ألهمه أن قال : يا رب لم كنيتني أبا محمد ؟ فقال : يا آدم ارفع رأسك فرفع رأسه فرأى نور محمد في سرادق العرش ، فقال : يا رب ما هذا النور ؟ فقال : هذا نور نبي من ذريتك اسمه في السماء أحمد وفي الأرض محمد ولولاه ما خلقتك ولا خلقت سماء ولا أرضاً ، وهذا قد يشكل على كونه أودع في آدم ويجاب بأنه يجوز أن يكون النور الذي في سرادق العرش هو صورة النور الشريف المودع في آدم فإن لكل شيء صورة في العرش على ما حدث به الإمام جعفر الصادق عن أبيه عن جده رضوان الله عليهم قال : في العرش تمثال جميع ما خلق الله في البر والبحر ، قال : وهو تأويل : وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ، وفي رواية أوردها صاحب عجائب المخلوقات عن الصادق أيضاً قال : ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش فإذا اشتغل بالركوع والسجود فعل مثاله مثل فعله فعند ذلك تراه الملائكة فيصلون عليه ويستغفرون له وإذا اشتغل العبد بمعصيته أرخى الله تعالى على مثاله ستراً لئلا تطلع الملائكة عليها ، قال : وهذا تأويل قوله صلى الله عليه وسلم : يا من أظهر الجميل وستر على القبيح أهـ ، وبهذا يجاب عما يشبه ما مر من الأخبار والآثار .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الاثنين نوفمبر 24, 2014 7:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الفصل الثالث

وهل نوره صلى الله عليه وسلم هو روحه الكريمة أو حقيقة أخرى ؟ احتمالان وبكل منهما قيل في المراد من الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم : " كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد " زاد في رواية : حين أخذ مني الميثاق ، فقيل الضمير إشارة إلى نوره الكريم وقيل إشارة إلى روحه الزكية وثم قول ثالث أنه إشارة إلى ذرته الشريفة .

قلت : ويحتمل أن ذرته الشريفة اشتملت على نوره وروحه فصارت متحدة وأفرغت عليها النبوة وأخذ عليها ميثاقها الخاص بربوبيته تعالى قبل الميثاق العام يوم ألست بربكم فقد قيل بنظيره في الميثاق العام أنه أخذ على الذرات بأرواحها ثم لما أخذ حل عقال الأرواح فطارت إلى مكامنها في الملكوت وأعيدت الذرات إلى صلب آدم عليه السلام بدونها ، وقيل : أعيدت بها إليه إلا روح عيسى فأمسكت حتى أرسلت إلى مريم ، هذا وقد قيل أن الذرات حقائق مخلوقة من الأرض كآدم وأن كل ذرة مقدر فيها هيئة صاحبها بجميع أشكال أعضائه وإن كانت صغيرة دقيقة كالذرة التي هي النملة الصغيرة ولذا سميت باسمها وأنها تنبسط في أعضائه على قدر جثته .

قلت : وفي الأخبار ما يشير أن الذرة هي قبضة التراب التي تذر على الماء الذي ينعقد منه الولد ولا تنافي فهما ذرتان .

ومما يشير إلى الثانية خبر ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته ، رواه أبو نعيم ، قال أبو عاصم النبيل : ما نجد لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فضيلة مثل هذه لأن طينتهما من طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن سيرين : لو حلفت حلفت صادقاً باراً غير شاك ولا مستثن أن الله تعالى ما خلق نبيه صلى الله عليه وسلم ولا أبا بكر ولا عمر إلا من طينة واحدة ثم ردهم إلى تلك الطينة ، وعن عطاء الخراساني قال : إذا وقعت النطفة في الرحم انطلق الملك الموكل به فأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق الله النسمة من النطفة والتراب جميعاً فذلك قوله تعالى منها خلقناكم .

قلت : وصريح هذا أن وقت مجيء الملك بالقبضة التي تذر على النطفة هو وقت وقوع النطفة في الرحم ، وقد جاء أن قبضته صلى الله عليه وسلم قبضت قبل وقت الحمل به بكثير فقد روى غير واحد عن كعب الأحبار قال : لما أراد الله سبحانه أن يخلق محمداً صلى الله عليه وسلم أمر جبريل أن يأتيه بالقبضة التي هي قلب الأرض وبهاؤها ونورها فهبط في ملائكة الفردوس وملائكة الرقيع الأعلى بالقاف لا بالفاء أي السماء العليا سميت السماء رقيعاً لترقعها بالنجوم ولذا يقال لها أيضاً الجرباء ويقال للسموات الأرقعة السبعة ، قال : فقبض قبضة رسول الله صلى الله عليه وسلم من موضع قبره الشريف وهي بيضاء منيرة فعجنت بماء التسنيم وغمست في معين أنهار الجنة حتى صارت كالدرة البيضاء لها شعاع عظيم ثم طافت بها الملائكة حول العرش والكرسي وفي السموات والأرض والجبال والبحار فعرفت الملائكة وجميع الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم وفضله قبل أن تعرف آدم أبا البشر ، وأشار بقوله التي هي قلب الأرض إلى أنها مكية فإنها من الكعبة كما قاله ابن عباس وبقوله من موضع قبره الشريف إلى أنها مدنية وذلك لأن الماء الذي كان عليه العرش تموج بها إليه كما في العوارف فهي مكية البداية مدنية النهاية ، وفي العرائس أن هذه القبضة الشريفة عجنت بعد طينة آدم عليه السلام ، وفي كلام بعضهم أنها ادخرت إلى أن تزوج السيد / عبد الله السيدة / آمنة وحان حملها منه به صلى الله عليه وسلم فزجت بمائه وأنزلت مع النور الكريم في رحمها فحملت به صلى الله عليه وسلم .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 25, 2014 10:53 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الفصل الرابع

وظهر للحمل به صلى الله عليه وسلم آيات ، روى الخطيب البغدادي عن سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه قال : لما أراد الله خلق محمد صلى الله عليه وسلم في بطن أمه ليلة رجب أي أوله قال : وكانت ليلة جمعة .

قلت : وفي ذلك من البركة ما لا يخفى فليلة الجمعة مشهورة الفضل وكذا أول ليلة من رجب ، قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : عليك بأربع ليال من السنة فإن الله تبارك وتعالى يفرغ فيها الرحمة إفراغاً وهي : أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتا العيدين أهـ ، قال : أمر الله تعالى في تلك الليلة رضوان خازن الجنان أن يفتح باب الفردوس وأن ينادى مناد في السموات والأرض ألا إن النور المخزون المكنون الذي يكون منه النبي الهادي في هذه الليلة يستقر في بطن آمنة الذي يتم فيه خلقه ويخرج إلى الناس بشيراً ونذيراً ، وفي رواية كعب الأحبار أنه نودي تلك الليلة في السماء وصفاحها والأرض وبقاعها أن النور المكنون الذي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقر الليلة في بطن أمه فيا طوبى لها ثم يا طوبى أي يا فرحها وقرة عينها فهو فعلي من الطيب بهذا المعنى أو هي الشجرة التي أصلها في قصر النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وفروعها منقسمة على جميع منازل أهل الجنة كما انتشر منه الإيمان والعلم على جميع أهل الدنيا وهي من شجر الجوز كما جاء بسند صحيح أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شجرة طوبى فقال له : هل أتيت الشام فإن فيها شجرة يقال لها الجوزة ثم وصفها ثم أن الأعرابي سأل عن عظم أصلها ، فقال له : لو ركبت جذعة من إبل أهلك ثم طفت أو قال درت بها حتى تندق ترقوتها هرماً ما قطعتها ، رواه ابن عبد البر في التمهيد ، وأما سدرة المنتهى فمن السدر أي النبق وأصل هذه في السماء السابعة وقيل السادسة ، قال : وأصبحت يومئذ أصنام الدنيا منكوسة وكانت قريش في جدب شديد وضيق عظيم فاخضرت الأرض وحملت الأشجار وأتاهم الرفد بكسر الراء من كل جانب فسميت تلك السنة التي حمل فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الفتح والابتهاج ، وفي رواية الزبير بن بكار : وأتاهم الوفد بفتح الواو من كل جانب بذلك ، قال : وعبد المطلب وهو يومئذ صاحب أحكام قريش وسائر العرب يخرج كل يوم متوشحاً يطوف بالبيت ويقول : يا معشر قريش إني أنظر إلى تمثال شخص ممثلاً بين السماء والأرض كأنه قطعة نور لا أمل رؤيته وتجحد قريش رؤيته لذلك حسداً أو عمى ، ويروى أنه تعالى أذن تلك السنة لنساء الدنيا أن يحملن ذكوراً كرامة له صلى الله عليه وسلم وفي كلام بعضهم أن إبليس رن حين حمل به صلى الله عليه وسلم على جبل أبي قبيس فاجتمعت إليه الشياطين فقالوا : ما الذي أصابك ؟ قال : قد استقر محمد في بطن أمه ، يبعثه الله بالسيف القاطع فيغير الأديان ويكسر الصلبان ، وروى أبو نعيم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان من دلالة حمل آمنة بمحمد صلى الله عليه وسلم أن كل دابة لقريش نطقت تلك الليلة وقالت حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة وهو أمان الدنيا ( بالنون ) وفي لفظ إمام الدنيا ( بالميم ) وسراج أهلها ولم يبق كاهنة في قريش ولا في قبيلة من قبائل العرب إلا حجبت عن صاحبها وانتزع علم الكهانة منها ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً وأصبح كل ملك أخرس لا ينطق يومه ذلك ، ومرت بالميم وفي لفظ وفرت بالفاء وحش المشرق إلى وحش المغرب بالبشارات وكذلك أهل البحار يبشر بعضهم بعضاً وله في كل شهر من شهور حمله نداء في الأرض ونداء في السماء أن أبشروا فقد آن أن يظهر أبو القاسم ميموناً مباركاً وهو كما في المواهب شديد الضعف ، وجاء عن غير ابن عباس ولم يبق في تلك الليلة دار إلا أشرقت ولا مكان إلا دخله النور ولا دابة إلا نطقت ، وروى ابن اسحق أن آمنة كانت تحدث أنها أتيت أي في المنام حين حملت به صلى الله عليه وسلم فقيل لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة ، وفي رواية عنده قالت : ما شعرت بأني حملت به ولا وجدت له ثقلاً ولا وحماً وأتاني آت وأنا بين النوم واليقظة أو قالت : بين النائمة واليقظانة ، فقال : هل شعرت بأنك قد حملت بسيد الأنام ثم أمهلني حتى إذا دنت ولادتي أتاني فقال : قولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سميه محمداً ، وفي رواية أبي نعيم : فإذا ولدتيه فسميه محمداً واكتمي شأنك أي توقياً من الحسد فكل ذي نعمة محسود ، وروى الحاكم مرفوعاً : أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور ، وفي لفظ سراج وفي لفظ شهاب ، أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ، وفي رواية للطبراني : رأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها أنه خرج من بين يديها نور أضاءت منه قصور الشام ، قال : ورأت ذلك مرتين أو ثلاثاً ، وفي رواية : كنت بكر أبي وأمي وإنها حملتني كأثقل ما تحمل النساء وجعلت تشتكي إلى صواحبها ثقل ما تجد ثم إن أمي رأت في منامها أن الذي في بطنها خرج نوراً ، قالت : فجعلت أتبع بصري النور والنور يسبق بصري حتى أضاءت له مشارق الأرض ومغاربها ، والروايات تشير أن الملك جاءها ثلاث مرات مرة في المنام ومرة بين النوم واليقظة ومرة في اليقظة وأنها رأت النور ثلاثاً أيضاً ، وكونه صلى الله عليه وسلم بكر أبويه يقتضي أنها حملت بعده بغيره وليس مراداً إذ الحق أنها لم تحمل بغيره ولم تتزوج غير أبيه ولم يتزوج غيرها وكونها حملته كأثقل ما تحمل النساء وجعلت تشتكي مخالف لسائر الروايات أنها لم تجد والجمع بينهما مشهور ، وهل حملت به ليلاً أو نهاراً ورد ما يشهد لكل ، وكانت مدة الحمل به تسعة أشهر على الأصح المشهور .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 196 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9 ... 14  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط