موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الرَّدِّ عَـلَى ابنِ زَفـِيـل (ابن القيم الجوزية)
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 12, 2007 3:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله بجميع المحامد الأصلية القديمة والفرعية
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على آله الطيبيين الطاهرين حق قدره و مقداره العظيم و رضي الله عن اصحابه الغر الميامين
[/align]


[align=center]السَّيفُ الصَّقِـيـلُ في الرَّدِّ عَـلَى ابنِ زَفـِيـل[/align]

تصنيفُ
الإمام الحافظ الحجة الأصولي المجتهد الرباني الولي الصالح العَـلَم
أبي الحسن تقي الدين عليّ بن عبد الكافي السُّبْكي الخزرجي الأنصاري

رحمه الله تعالى
(683 - 756 هـ)



[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الإمام الكوثري

رحمه الله تعالى



الحمد لله القدوس المتعال، المنـزه عن النظير والمثال، جلَّت ذاته وعَلَت صفاته عن أن يحوم حول اكتناهها وهْمٌ أو خيال، والعقولُ عن إدراك تلك المطالب في عقال.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث للتتميم مكارم الخلال، منقذاً لهذه الأمة من مخالب الوثنية وصنوف الضلال، وهادياً إلى مراضي مولاه ذي الجلال والجمال، وعلى آله خير الآل، وأصحابه أصحابِ كرائم الخصال.
[/align]


[align=center][ انقشاع ظلمات الجاهلية بمبعثه صلى الله عليه و سلم ][/align]


وبعد...
فلا يخفي على من دَرَسَ تاريخ الدين الإسلامي أنَّ الله سبحانه بعث خاتم رسله في بيئة عريقة في الوثنية، وقد أحدقت بتلك البيئة أمم يدينون بالإشراك والتشبيه وأنواع من التخريف والتمويه، فبمبعثه صلى الله عليه و سلم انقشعت تلك الظلمات الجاهلية، واستنارت بصائر الذين آمنوا به بأنوار التعاليم الإسلامية، حتى داسوا تحت أرجلهم تقاليد الوثنية، ونبذوا تلك الأساطير الهمجية، وخمدت عزائمُ أعداءِ الدين، وفترتْ مُواصَلتُهم العَداء إلى حين.




[align=center][ تَحَيُّن الأعداء الفرص للكيد بالمسلمين ][/align]



لكنهم كانوا يتحينون الفرص لتفريق كلمة المسلمين، وتشويه تعاليم هذا الدين في الأخلاق والعمل والاعتقاد، حتى تذرعوا بعد وفاته صلى الله عليه و سلم بشتى الوسائل إلى بَذْر بذور الفساد كلَّما ظنوا أن الفرصة سانحة.
يلبسون في كل عصر ما يرونه أنجع في مخادعة الجمهور، وأغشى على بصائر الخاصة والدهماء، وأشد فتكاً بهم في صميم دينهم، إلى أن تمكنوا من إضلال طوائف في الأطراف، ورغم هذا بقيت بيضة الإسلام -بحمد الله جل شأنه- مصونة الجانب تحت كِلاءةِ الله سبحانه ورعايته، حيث لم يُمَكِّنهم من إبادة خضراء الملة، ولا من إحداث أحداث جوهرية في صميم الدين الإسلامي تشتت شمل الجماعة، بل بقى الإسلام في جوهره -بفضل الله جل جلاله- وَضَّاءَ المنار واضح المِنْهاج، نَيِّرَ الطريقة باديَ المعالم لمن ألقى إلى تعاليمه السمع وهو شهيد.
وغاية ما تخيل الأعداء أن يتمكنوا منه أن يوقِفوا نموَّه العظيم الذي كان ظهر في الصدر الأول، ويُعرقلوا رُقِيَّ معتنقيه السريعَ بعد أن بهر أبصار أولى الأبصار في أوائل انتشاره، لكن أبي الله إلا أن يتم نوره.
وكان أخطرُ هؤلاء الأعداء على الدَّهْمَاء وأبعدهم غوراً في الإغواء أناساً ظهروا بأزياء الصالحين، بعيونٍ دامعةٍ كحيلةٍ، ولحى مسرحة طويلة، وعمائم كالأبراج، وأكمام كالأخراج، يحملون سُبْحات كبيرة الحبات، ويتظاهرون بمظهر الدعوة إلى سنة سيد السادات، مع انطوائهم على مخازٍ ورثوها عن الأديان الباطلة، والنحل الآفلة.
وكان من مكرهم الماكر أن خلطوا الكذب المباشر بالتزيد في تفسير مأثور أو في حديث صحَّ أصله عند الجمهور، باعتبارهم ذلك أنجع في إفساد دلالة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم على أفهام أناس قرب عهدهم من الجاهلية ولم تتكامل بعد عقولهم ولا نضجت أفكارهم.
وكم أضلَّ رواةٌ من هذا القبيل طوائف من سذج المسلمين منذ عهد التابعين، حيث اندسوا بين الصالحين من رواة الأعراب ومواليهم لإدخال ما اختلقوه من الأخبار بين مرويات هؤلاء الأخيار، حتى يتم إفساد دين المسلمين عليهم !!
ولكن أبي الله إلا أن يردَّ كيدهم في نحرهم حيث أقام جهابذةً يسعون في إبعاد مختلقاتهم عن مرتبة الاعتداد في جميع الطبقات، على أنَّ في عقول الذين أسلموا إسلاماً صحيحاً من النور ما يشق لهم الطريق إلى تعرف دخائل المرويات من نفس تلك الرِّوايات، وإن لم تخل طبقةٌ من طبقات الرواة من أغرار انخدعوا بها تعصبوا لها، لأن الفاتنين كانوا رَاعَوا في رواياتهم عقول هؤلاء ومداركهم في جاهليتهم؛ تيسيراً لزلل أقدامهم وتدهورهم في هاوية إغوائهم.




[align=center][ انخداع سذج الرواة ][/align]


فالرُّواة السذج إذا انخدعوا بمثل هذا التمويه يكون عندهم بعض عذر، ومن الذي لا ينخلع قلبه إذا سمع السنة والدعوة إلى السنة من متقشف متظاهر بالورع الكاذب على تقدير جهل السامع بما وراء الأكمة ؟! فيجب أخذ هؤلاء بالرفق لتدريجهم إلى الحق من باطلٍ تورَّطوا فيه باسم السنة.
ومِنْ محققي أهل السنة من يشير إلى أنَّ العامي إذا بدر منه ما يوهم ظاهره التشبيه يُرجى من فضل الله أن يسامحه حيث يعلو التنـزيهُ من الجهة ونحوها عن مداركه.
وأمَّا من جمع بين الرواية والدراية على زعمِه، وألَّف في ذات الله وصفاته، وصدر منه مثلُ هذا، فلا يوجد بين علماء أهل السنة من يعذر مثله، بل أطبقت كلماتهم على إلزامه مقتضى كلامه، وليس لعالم عذرٌ في الميل إلى شيء من التشبيه والقرمطة؛ لظهور سقوطهما لكل ناظر.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في القواصم والعواصم: (ما لقيت طائفة إلا وكانت لي معهم وقفة عصمني الله منها بالنظر- بتوفيقه- إلا الباطنية والمشبهة فإنهما زَعْنَفَةٌ تحققتُ أنه ليس وراءهما معرفة، فقذفت نفسي كلامهما من أول مرة) اهـ.
بل لا يتصور أن يميل إلى أحدهما عاقل إلا إذا كان له غاية إلحادية، وأنَّى يستعجم على عالِمٍ باللسان العربي المبين ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم من الدلالة على تنـزيه الله جل شأنه من الجسمية والجسمانيات والمادة والماديات، بخلاف العامي الذي هو قريب العهد من الجاهلية.




[align=center][ فضل علماء أصول الدين في حراسة الدين ][/align]



جزى الله علماء أصول الدين عن الإسلام خيراً، فإنَّ لهم فضلاً جسيماً في صيانة عقائد المسلمين بأدلة ناهضة مدى القرون أمام كل فرقة زائغة، وإنما يكون التعويل في كل علمٍ على أئمته دونَ مَن سواهم؛ لأنَّ من يكون إماماً في عِلْمٍ كثيراً ما يكون بمنـزلة العامي في علم آخر، فإذاً لا يُعَوَّلُ في العقائد إلا على أئمة أصول الدين لا على الرواة البعيدين عن النظر، وكم بينهم من يُرْثَى لمداركه حيث يقل عقله عن عقول الأطفال، وإن بلغ في السن مبلغ الرجال. ومن طالع ما ألَّفه بعض الرواة على طول القرون من كتب في التوحيد والصفات والسنَّة والردود على أهل النظر، يشكر الله سبحانه على النور الذي أفاضه على عقله حتى نبذ مثل تلك الطَّامات بأول نظرة.



[align=center][ محاولة ابن تيمية بعث الحشوية من مرقدها ][/align]



وقد استمرت فتن المخدوعين من الرواة على طول القرون مجلبة لسخط الله تعالى ولاستسخاف العقلاء، من غير أن يخطر ببال عاقل أن يناضل عن سخافات هؤلاء، إلى أن نبغ في أواخر القرن السابع بدمشق حرَّانيٌ تجرَّدَ للدعوة إلى مذهب هؤلاء الحشوية السخفاء، متظاهراً بالجمع بين العقل والنقل على حَسَبِ فهمه من الكتب، بدون أستاذ يرشده في مواطن الزلل.
وحاشا العقل الناهض والنقل الصحيح أن يتضافرا في الدفاع عن تخريف السخفاء، إلا إذا كان العقل عقل صابئ والنقل نقل صبي !!
وكم انخدع بخزعبلاته أناسٌ ليسوا من التأهل للجمع بين الروية والدراية في شيء، وله مع خلطائه هؤلاء موقف في يوم القيامة لا يغبط عليه، ومن درس حياته يجدها كلّها فتناً لا يثيرها حاظٍ بعقله غيرُ مصاب في دينه.
وأنَّي يوجد نصٌ صريحٌ منقول، أو برهان صحيح معقول يثبت الجِهَة والحركة والثِّقل والمكان ونحوها لله سبحانه !!؟
وسيمرُّ بك سردُ بعض مخازيه مع نقضها إن شاء الله تعالى.
وكلُّ ما في الرجل أنَّه كان له لسان طلق، وقلمٌ سيَّال، وحافظةٌ جيدة، قلَّبَ -بنفسه بدون أستاذ رشيد- صفحات كتب كثيرة جداً من كتب النحل التي كانت دمشق امتلأت بها بواسطة الجوافل من استيلاء المغول على بلاد الشرق، فاغتر بما فهمه من تلك الكتب من الوساوس والهواجس، حتى طمحت نفسه إلى أن تكون قدوةً في المعتقد والأحكام العملية، ففاه في القبيلين بما لم يفه به أحد من العالمين، مما هو وصمة عار وأمارة مروق في نظر الناظرين، فانفض من حوله أناس كانوا تعجلوا في إطرائه بادئ بدء قبل تجريبه، وتخلوا عنه واحداً إثر واحد على تعاقب فتنه المدونة في كتب التاريخ.
ولم يبق معه إلا أهل مذهبه في الحشو من جهلَةِ المقلِّدة، ومن ظنَّ أن علماء عصره صاروا كلهم إلباً واحداً ضده حَسَداً من عند أنفسهم فليتَّهِم عقله وإدراكه قبل اتهام الآخرين، بعد أن درس مبلغ بشاعة شواذه في الاعتقاد والعمل وهو لم يزل يُستتاب استتابه إثر استتابة، وينقل من سجن إلى سجن إلى أن أفضى إلى ما عمل وهو مسجون، فقبر هو وأهواؤه في البابين بموته وبردود العلماء عليه وما هي ببعيدة عن متناول رواد الحقائق.




[align=center][ مسايرة ابن القيم لابن تيمية في فتنته ][/align]


وكان ابن زفيل الزرعي المعروف بابن القيم يسايره في شواذه كلها حياً وميتاً، ويقلده فيها تقليداً أعمى في الحق والباطل، وإن كان يتظاهر بمظهر الاستدلال لكن لم يكن استدلاله المصطنع سوى ترديد منه لتشغيب قدوته دائباً على إذاعة شواذ شيخه، متوخياً في غالب مؤلفاته تلطيف لهجة أستاذه في تلك الشواذ، لتنطلي وتنفق على الضعفاء، وعمله كله التلبيس والمخادعة والنضال عن تلك الأهواء المخزية حتى أفنى عمره بالدندنة حول مفردات الشيخ الحراني.
تراه يثرثر في كل واد، ويخطب بكل ناد بكلام لا محصل له عند أهل التحصيل، ولم يكن له حظ من المعقول، وإن كان كثير السرد لآراء أهل النظر، ويظهر مبلغ تهافته واضطرابه لمن طالع (شفاء العليل) له بتبصر، ونونيَّته وعزوَه من الدلائل.
على أنه لم يكن ممن له علم بالرجال ولا ينقد الحديث حيث أثنى فيهما على أناس هلكى، واستدل فيهما بأخبار غير صحيحة على صفات الله سبحانه، وقد ذكره في المعجم المختص بما فيه عبرة، ولم يترجم له الحسيني ولا ابن فهد ولا السيوطي في عداد الحفاظ في ذيولهم على طبقات الحفاظ.
وما يقع من القارئ بموقع الإعجاب من أبحاثه الحديثية في زاد المعاد وغيره فمختزل مأخوذ مما عنده من كتب قيمة لأهل العلم بالحديث، (كالمورد الهني شرح سير عبد الغني للقطب الحلبي) ونحوه .
ولولا محلي ابن حزم وإحكامه ومصنف ابن أبي شيبة وتمهيد ابن عبد البر لما تمكن من مغالطاته وتهويلاته في أعلام الموقعين.
وكم استتيب وعزر مع شيخه وبعده على مخاز في الاعتقاد والعمل تستبين منها ما ينطوي عليه من المضي على صنوف الزيغ تقليداً لشيخه الزائغ وسيلقي جزاء عمله هذا في الآخرة- إن لم يكن ختم له بالتوبة والإنابة كما لقى بعض ذلك في الدنيا.




[twh][align=center]نماذج من أقوال أصحاب
ابن القيم وأضاده والمتحايدين
[/align][/twh]


قال الذهبي في المعجم المختص عن ابن القيم هذا:
عُني بالحديث بمتونه وبعض رجاله، وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره، وفي النحو ويدريه، وفي الأصلين، وقد حبس مدة لإنكاره على شد الرحيل لزيارة قبر الخليل (إبراهيم عليه السلام) ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم لكنه معجب برأيه جرئ على الأمور اهـ.


قال ابن حجر في الدرر الكامنة: غلب عليه حبُّ ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه .. واعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروباً بالدِّرَّة، فلما مات أفرج عنه، وامتحن مرة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية وكان ينال من علماء عصره وينالون منه اهـ.


قال ابن كثير:
كان يقصد للإفتاء بمسألة الطلاق حتى جرت له بسببها أمور يطول بسطها مع ابن السبكي وغيره.. وكان جماعاً للكتب فحصَّل منها ما لا يحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهراً طويلاً سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم.. وهو طويل النفس في مصنفاته يتعاني الإيضاح جهده، فيسهب جداً، ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك، وله في ذلك ملكة قوية، ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها.. وجرت له محن مع القضاة منها في ربيع الأول طلبه السبكي بسبب فتواه بجواز المسابقة بغير محلل فأنكر عليه وآل الأمر إلى أنه رجع عما كان يفتي به من ذلك. اهـ.


وقال التقى الحصني:
كان ابن تيمية ممن يعتقد ويفتى بأن شد الرحال إلى قبور الأنبياء حرام لا تقصر فيه الصلاة، ويصرح بقبر الخليل وقبر النبي صلى الله عليهما وسلم، وكان على هذا الاعتقاد تلميذه ابن قيم الجوزية الزرعي وإسماعيل بن كثير الشركويني، فاتفق أن ابن قيم الجوزية سافر إلى القدس الشريف ورقى على منبر في الحرم ووعظ وقال في أثناء وعظه بعد أن ذكر المسألة: وها أنا راجع ولا أزور الخليل. ثم جاء إلى نابلس وعمل له مجلس وعظ وذكر المسألة بعينها حتى قال: فلا يزور قبر النبي صلى الله عليه و سلم فقام إليه الناس وأرادوا قتله فحماه منهم وإلى نابلس، وكتب أهل القدس وأهل نابلس إلى دمشق يعرفون صورة ما وقع منه فطلبه القاضي المالكي فتردد وصعد إلى الصالحية إلى القاضي شمس الدين بن مسلم الحنبلي وأسلم على يديه فقبل توبته وحكم بإسلامه وحقن دمه ولم يعزره لأجل ابن تيمية.. ثم أحضر ابن قيم الجوزية وادعى عليه بما قاله في القدس الشريف وفي نابلس فأنكر، فقامت عليه البينة بما قاله فأدب وحمل على جمل ثم أعيد في السجن ثم أحضر إلى مجلس شمس الدين المالكي وأرادوا ضرب عنقه فما كان جوابه ألا أن قال إن القاضي الحنبلي حكم بحقن دمي وبإسلامي وقبول توبتي، فأعيد إلى الحبس إلى أن أحضر الحنبلي فأخبر بما قاله فأحضر وعزر وضرب بالدرة وأركب حماراً وطيف به في البلد والصالحية وردوه إلى الحبس – وجرسوا ابن القيم وابن كثير وطيف بهما في البد وعلى باب الجوزية لفتواهم في مسألة الطلاق اهـ.


قال ابن رجب:
قد امتحن وأوذي مرات وحبس مع الشيخ تقي الدين في المدة الأخيرة بالقلعة منفرداً ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ اهـ.




وقد سقت هنا نماذج من كلمات أصحابه وأضداده والمتحايدين في حقه في هذا الكتاب، وأرجو أن الحق لا يتعدى ما دللت عليه في حقه فيما كتبناه.



[align=center]يتبع إن شاء الله تعالى[/align]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 17, 2007 5:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 1:53 pm
مشاركات: 1070
وجرسوا ابن القيم وابن كثير وطيف بهما في البد وعلى باب الجوزية لفتواهم في مسألة الطلاق اهـ.

جزاك الله خيراً يا أخي استمر على بركة الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 18, 2007 1:57 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
شكراً لك أخي الكريم ذو الفقار

و بارك الله فيك

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 19, 2007 2:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[twh][align=center](تابع مقدمة الإمام الكوثري (رحمه الله تعالى) لكتاب "السَّيفُ الصَّقِـيـلُ في الرَّدِّ عَـلَى ابنِ زَفـِيـل" )
[/align][/twh]




[align=center]أحق الناس بالرثاء[/align]


وأحق الناس بالرثاء وأجدرهم بالترحم من أفنى عمره في سبيل العلم منصاعاً لمبتدع يرديه من غير أن يتخير أستاذاً رشيداً يهديه، ومثله إذا دون أسفاراً لا يزداد بها إلا بعداً عن الله وأوزاراً، وهو الذي يصبح متفانياً في شيخه الزائغ بحيث لا يسمع إلا بسمعه ولا يبصر إلا ببصره في جميع شئونه، ويبقى في أحط دركات الجهل من التقليد الأعمى، ولو فكر قليلاً لكان أدرك أن من السخف بمكان وضعه لشيخه في إحدى كِفتي الميزان ليوازن به جميع العلماء والفقهاء من هذه الأمة في كفته الأخرى فيزنهم ويغالبهم به فيغلبهم في علومهم!
وهذا ما لا يصدر من حاظ بعقله، ولا سيما بعد التفكير في تلك المخازي من شواذه.
نعم يمكن أن يكون عنده أو عند شيخه بعض تفوق في بعض العلوم على بعض مشايخ حارته أو أهل خطته أو قريته أو مضرب خيام عشيرته، لكن لا يوجب هذا أن يصدق في ظنه في حق نفسه أو جو هذه يضيق عن واسع فهومه، وعرض هذه البحار لا يتسع لزاخر علومه.



[align=center]أخطر ما يطغى من صنوف الاستغناء[/align]


ومن الآفات المردية التي تعتري الإنسان وتقذف به إلى هاوية الخسران طغيانه حينما يرى نفسه على شيء من الاستغناء بمال أو جاه أو علم، لكن المال عرض زائل والجاه الدنيوي قلما يدوم على حال، وعلم الإنسان مهما اتسع فما أوتى من العلم إلا قليلاً، وتلك الخلال لو روعيت حدودها لكانت أكبر عون للمرء على إحراز مرضاة الله سبحانه، وأما إذا اتخذها أداة طغيان فإذ ذاك تنقلب تلك النعم مجلبة لسخط الله عز وجل ومقت الخلق، فيصبح ذلك الطاغي من الأخسرين أعمالا في الدارين، وليعلم أن ضرر العلم- إذا زاغ صاحبه- دونه كل ضرر، فإن الطاغي بالمال يزول ضرره بزوال ماله، كصاحب الجاه الذي لا يدوم جاهه، وأما صاحب العلم الذي لعب به الشيطان وخلد كتبا فيما طغى به فهمه وطاش قلمه، فيدوم ضرره ويتضاعف وزره ما دامت آثاره دارجة يضل بها أناس، فإذا هي أخطر تلك الآفات، ولا يخفف عن مؤلفها العذاب إلا بإعراض الناس عن كتبه المغوية بتنبيه أهل العلم المهتدين على ما حوته من صنوف الزيغ والضلال، فكيون في الكشف عن مواطن الغواية من أمثال تلك الكتب تخفيف لعذاب مؤلفيها، وصون للأمة عن الوقوع في مهاويها، وقد عنى الموفقون من علماء هذه الأمة بنقض أمثال تلك الكتب لتلك الغاية النبيلة قديماً وحديثاً ومن هلك بعد ذلك فلا يلومن إلا نفسه.







[align=center]ردود السبكي على ابن تيمية
والكلام في رده على نونية ابن القيم
[/align]

وللحافظ التقي السبكي فضلٌ مشكورٌ وعمل مبرور في الرد على ابن زفيل وشيخه في شواذهما المردية، ومن جملة مؤلفاته في هذا الصدد (رده على نونية ابن القيم).
وقد نقل السيد محمد المرتضى الزبيدي في شرح الإحياء عند الكلام على إمامي أهل السنة عن هذا الرد المسمى (السيف الصقيل في الرد على ابن وفيل) جملة نافعة من مقدمته.
والتقي السبكي أوجز في رده مكتفياً بلفتِ النظر إلى كلمات الناظم الخطرة في الغالب بدون أن يناقشه فيها كثيراً، باعتبار أن الاطلاع عليها يكفي بمجرده في نبذها وتضليل قائلها، ولو كان السبكي يرى ابن القيم يستأهل المناقشة لأوسع في الرد عليه، لأنه كان أنظر أهل عصره- كما قال الأسنوي وغيره من المحققين- لكنه كان يعده في غاية من الغباوة فاكتفى في غالب الأبحاث بلفت نظر عامة العلماء إلى أهوائه البشعة.
والتقي السبكي من ألطف أهل العلم لهجة وأنـزههم لساناً مع من يرد عليهم، لكن حيث إن الناظم أسرف في ضلاله وإضلاله اضطر التقي في رده عليه إلى بعض إغلاظ في يحقه صونا لمن عسى أن ينخدع بتلبيساته، وقرعاً للعبد بالعصا، وهو معذور في ذلك بل إغلاظه ليس بشيء في جنب ما تقول به ابن القيم في حق جمهور أهل الحق.
ودونك نونيته التي رد عليها السبكي وهي أصدق شاهد لما قلنا.
ونونية ابن القيم هذه من أبشع كتبه وأبعدها غوراً في الضلال وأشنعها إغراء للحشوية ضد أهل السنة، وأوقحها في الكذب على العلماء كما ترى إيضاح ذلك في مقدمة (السيف الصقيل) فلا نـزاحم السبكي في شرح بشاعة طريقته فيها إلا أنا نشير هنا إلى أن ابن القيم كلما تراه يزداد تهويلا وصراخاً باسم السنة في كتابه هذا يجب أن تعلم أنه في تلك الحالة متلبس بجريمة خداع خبيث وأنه في تلك الحالة نفسها في صدد تلبيس ودس شنيعين، وإنما تلك التهويلات منه لتخدير العقول عن الانتباه لما يريد أن يدسه في غضون كلامه من بدعه المخزية كما يظهر من مطالعة النونية بتبصر ويقظة.
وإنما اختار طريق النظم في ذلك ليسهل عليه أن يهيم في كل واد، ولولا أنها طبعت مراراً وتكراراً ممن لا بغية له من طبعها غير عدد من القرش يملأ به الكرش, قام بذلك الدين أم قعد، بدون أن يقوم أحد من العلماء المعاصرين بالرد عليها، لكان إهمال الرد عليها أنسب، لكن لم يبق بعد تكرر طبعها مع تقاعس أهل العلم عن ردها مساغ للإهمال، فوجب تقويض دعائمها بنشر كتاب السبكي مع تعليق كلمات عليه في مواضع رأيناها في حاجة إلى التعليق، وقد سميت ما علقته (تكملة الرد على نونية ابن القيم).
والله سبحانه ولي النفع وعليه توكلت وإليه أنيب…

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 01, 2007 2:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الكتاب للمؤلف

قال الإمام الحجة أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي :
[/align]


يا عالماً بكل شيء، قادراً على كل شيء، أرحم عبداً جاهلاً بكل شيء، عاجزاً عن كل شيء، خُلِق ضعيفاً تنتوشه الآفات من جميع الجهات ويستغرقه احتياجه على ممر الأنفاس واللحظات، مدته في الدنيا قصيرة لو صرفها كلها في طاعة ربه، وعلم نافع به سلامة قلبه كان موفقاً يقتصر على خويصة نفسه وهذا يحتاج إلى مدد إلهي في دنياه في صحة جسمه وكفايته وكفاية من يتعلق به في القوت وما يتعلق به ودفع الأذى عنه، وفي دينه بسلامة قلبه من العقائد الفاسدة، وإقباله على الله تعالى وسلامة جوارحه من المعاصي وقيامها بما افترض الله عليها، وسلامته في قلبه وجسمه من شياطين الإنس والجن ونفسه وهواه وفي علمه فلا يشتغل من العلوم إلا بما ينفع وهو القرآن والسنة والفقه وأصول الفقه والنحو ويأخذها عن شيخ سالم العقيدة ويتجنب علم الكلام والحكمة اليونانية، والاجتماع بمن هو فاسد العقيدة أو النظر في كلامه.

وليس على العقائد أضر من شيئين: علم الكلام والحكمة اليونانية، وهما في الحقيقة علم واحد، وهو العلم الإلهي، لكن اليونان طلبوه بمجرد عقولهم، والمتكلمون طلبوه بالعقل والنقل معاً.

وافترقوا ثلاث فرق إحداها غلب عليها جانب العقل وهم المعتزلة

والثانية غلب عليها جانب النقل وهم الحشوية

والثالثة ما غلب عليها أحدهما بل بقى الأمران مرعيين عندها على حد سواء وهم الأشعرية

وجميع الفرق الثلاث في كلامها مخاطرة إما خطأ في بعضه وإما سقوط هيبة، والسالم من ذلك كله ما كان عليه الصحابة والتابعون وعموم الناس الباقون على الفطرة السليمة. ولهذا كان الشافعي ينهي عن الاشتغال بعلم الكلام ويأمر بالاشتغال بالفقه فهو طريق السلامة، ولو بقى الناس على ما كانوا عليه في زمن الصحابة كان الأولى للعلماء تجنب النظر في علم الكلام جملة، لكن حدثت بدع أوجبت للعلماء النظر فيه لمقاومة المبتدعين ودفع شبههم حذراً من أن تزيغ بها قلوب المهتدين.




[align=center]الأشعرية أعدل الفرق[/align]


والفرقة الأشعرية هم المتوسطون في ذلك وهم الغالبون من الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة وسائر الناس.

وأما المعتزلة فكانت لهم دولة في أوائل المائة الثالثة ساعدهم بعض الخلفاء ثم انخذلوا وكفى الله شرهم.

وهاتان الطائفتان الأشعرية والمعتزلة هما المتقاومتان وهما فحولة المتكلمين من أهل الإسلام، والأشعرية أعدلهما لأنها بنت أصولها على الكتاب والسنة والعقل الصحيح.

وأما الحكمة اليونانية فالناس مكفيون شرها، لأن أهل الإسلام كلهم يعرفون فسادها ومجانبتها للإسلام.

وأما الحشوية فهي طائفة رذيلة جُهَّال ينتسبون إلى أحمد

وأحمد مبرأ منهم.

وسبب نسبتهم إليه أنه قام في دفع المعتزلة وثبت في المحنة، نقلت عنه كليمات ما فهمها هؤلاء الجهال فاعتقدوا هذا الاعتقاد السيئ وصار المتأخر منهم يتبع المتقدم، إلا من عصمه الله وما زالوا من حين نبغوا مستذلين ليس لهم رأس ولا من يناظر وإنما كانت لهم في كل وقت ثورات ويتعلقون ببعض أتباع الدول ويكفي الله شرهم، وما تعلقوا بأحد إلا كانت عاقبته إلى سوء , وأفسدوا اعتقاد جماعة شذوذ من الشافعية وغيرهم ولا سيما بعض المحدثين الذين نقصت عقولهم أو غلب عليها من أضلهم فاعتقدوا أنهم يقولون بالحديث. ولقد كان أفضل المحدثين في زمانه بدمشق ابن عساكر يمتنع من تحديثهم ولا يمكنهم أن يحضروا مجلسه وكان ذلك أيام نور الدين الشهيد وكانوا مستذلين غاية الذلة.


ثم جاء في أواخر المائة السابعة

رجل له فضل ذكاء وإطلاع

ولم يجد شيخا يهديه

وهو على مذهبهم وهو جسور متجرد لتقرير مذهبه

ويجد أموراً بعيدة فبجسارته يلتزمها

فقال بقيام الحوادث بذات الرب سبحانه وتعالى

وأن الله سبحانه ما زال فاعلا

وأن التسلسل ليس بمحال فيما مضى ما هو فيما سيأتي,

وشق العصا، وشوَّش عقائد المسلمين وأغرى بينهم ,

ولم يقتصر ضرره على العقائد في علم الكلام

حتى تعدى وقال إن السفر لزيارة النبي(صلى الله عليه و سلم) معصية

وقال إن الطلاق الثلاث لا يقع وإن من حلف بطلاق امرأته وحنث لا يقع عليه طلاق.

واتفق العلماء على حبسه الحبس الطويل فحبسه السلطان ومُنع من الكتابة في الحبس وأن يدخل إليه أحد بدواة ومات في الحبس.

ثم حدث من أصحابه من يُشِيع عقائده ويعلم مسائله ويلقي ذلك إلى الناس سراً ويكتمه جهراً فعم الضرر بذلك,

حتى وقفت في هذا الزمان على قصيدة نحو ستة آلاف بيت يذكر ناظمها فيها عقائده وعقائد غيره ويزعم بجهله أن عقائده عقائد أهل الحديث

فوجدت هذه القصيدة تصنيفاً في علم الكلام الذي نهى العلماء عن النظر فيه لو كان حقاً، فكيف وهي تقرير للعقائد الباطلة وبوح بها وزيادة على ذلك وهي حمل العوام على تكفير كل من سواه وسوى طائفته فهذه ثلاثة أمور هي مجامع ما تضمنته هذه القصيدة.

فالأول من الثلاثة حرام لأن النهي عن علم الكلام إن كان نهي تنـزيه فيما تدعو الحاجة إلى الرد على المبتدعة فيه فهو نهي تحريم فيما لا تدعو الحاجة إليه فكيف فيما هو باطل.

والثاني من الثلاثة: العلماء مختلفون في التكفير به إذا لم ينته إلى هذا الحد, أما مع هذه المبالغة ففي بقاء الخلاف فيه نظر.

وأما الثالث فنحن نعلم بالقطع أن هؤلاء الطوائف الثلاثة الشافعية والمالكية والحنفية وموافقيهم من الحنابلة مسلمون ليسوا بكافرين، فالقول بأن جميعهم كفار وحمل الناس على ذلك كيف لا يكون كفراً وقد قال(صلى الله عليه و سلم) : (إذا قال المسلم لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) فالضرورة أوجبت العلم بأن بعض من كفرهم مسلم والحديث اقتضى أن يبوء بها أحدهما فيكون القائل هو الذي باء بها.





[twh][align=center]مجامع الزيغ في نونية ابن القيم[/align][/twh]

وها أنا أذكر مجامع ما تضمنته القصيدة ملخصا من غير نظم.

وناظمها أقل من أن أذكر كلامه

لكني تأسيت في ذلك بإمام الحرمين في كتابه المسمى بنقض كتاب السجزي، والسجزي هذا كان محدثا له كتاب مترجم بمختصر البيان وجده إمام الحرمين حين جاور بمكة شرفها الله، اشتمل كتاب السجزي هذا على أمور منها أن القرآن حروف وأصوات.

قال إمام الحرمين: وأبدي من غمرات جهله فصولا وسوى على قصبة سخافة عقله نصولا، ومخايل الحمق في تضاعيفها مصقولة وبعثات الحقائق دونها معقولة.
وقال إمام الحرمين أيضاً: وهذا الجاهل الغر المتمادي في الجهل المصر، يتطلع إلى الرتب الرفيعة بالدأب في المطاعن في الأئمة والوقيعة. وقال إمام الحرمين أيضاً: صدر هذا الأحمق الباب بالمعهود من شتمه فأفِّ له ولخرقه ,فقد والله سئمت البحث عن عواره وإبداء شَنَاره،
وقال الإمام أيضاً: وقد كسا هذا التيس الأئمة صفاته.
وقال الإمام أيضاً: أبدي هذا الأحمق كلاماً ينقض آخره أوله في الصفات وما ينبغي لمثله أن يتكلم في صفات الله تعالى على جهله وسخافة عقله.
وقال الإمام أيضاً: قد ذكر هذا اللعين الطريد المهين الشريد فصولا, وزعم أن الأشعرية يكفرون بها,فعليه لعائن الله تترى واحدة بعد أخرى، وما رأيت جاهلا أجسر على التكفير وأسرع إلى التحكم على الأئمة من هذا الأخرق،
وتكلم السجزي في النـزول والانتقال والزوال والانفصال والذهاب والمجئ

فقال الإمام: ومن قال بذلك حل دمه , وتبرَّم الإمام كثيراً من كلامه معه.

وها أنا أيضاً أقتدي بالإمام في كلامي مع هذا الجاهل متبرماً لكن خشية على عقائد العوام تكلمت.

والسجزي الذي رد عليه الإمام أعرف ترجمته محدث لا يصل ناظم هذه القصيدة إلى عشره في الحديث, ولكن الإنسان يضطر إلى الكلام مع الجهال والمبتدعين صيانة لعقائد المسلمين وليت كلامي كان مع عالم أو مع زاهد أو متحفظ في دينه صيِّن في عرضه قاصد للحق,ولكنها بلوى, نسأل الله حسن عاقبتها.وبعد أن كنت قصدت الاقتصار على اختصار مجامعها عنَّ لي هنا أن استوعب كلماتها لأطفئ جمراتها



[twh][align=center]يتبع بإذن الله تعالى[/align][/twh]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 01, 2007 9:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
ما امس الحاجة لمثل هذا الموضوع فلكم كل شكر على هذا الجهد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 02, 2007 12:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
شكرأ لك أخي الكريم

و بارك الله فيك

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 07, 2007 10:14 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[twh][align=center](تابع)[/align][/twh]

[align=center]فصل
مناظرة خيالية بين المشبه والمنـزه … الخ
[/align]


قال:
(جمع مجلس المذاكرة بين مثبت للصفات والعلو ومعطل)
إلى أن قال:
(من كلام المثبت أن كهيعص وحمعسق وق ون كلام الله حقيقة وأن الله تكلم بالقرآن العربي الذي سمعه الصحابة).


مراده بذلك أن كلام الله حرف وصوت وهذا الجاهل لا يفرق بين كلام الله واللفظ الدال عليه.


ثم قال: (ومن قال ليس لله في الأرض كلام فقد جحد رسالة محمد (صلى الله عليه و سلم)

هذا الكلام يحتمل وجهين لا نطول بهما،


ثم قال: (إن الله فوق سمواته)

أقول له: أين قال الله أو رسوله إنه فوق سمواته؟
وأنت قلت في صدر كلامك (نقول ما قاله ربنا)
وأين قال ربنا: إنه بأئن من خلقه ,
ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، فقد نسبت إلى قول الله ما لم يقله، ومن هو المعطل الذي عنيته فإنا لا نعرف اليوم أحداً معطلا يتظاهر بين المسلمين بل ولا معتزليا ولا فيلسوفا يتظاهر بقول الفلاسفة فلعلك عنيت الأشعرية فإنهم القائمون اليوم من أكثر المذاهب



ثم قال:
(فلما سمع المعطل منه ذلك أمسك ثم أسرها في نفسه وخلا بشياطينه وبنى جنسه وأوحى بعضهم إلى بعض أصناف المكر والاحتيال وراموا أمراً يستحمدون به إلى نظرائهم من أهل البدع والضلال وعقدوا مجلساً بيتوا فيه ما لا يرضاه الله من القول وراموا استدعاء المثبت ليجعلوا نـزله ما لفقوه من الكذب وتمموه فلم يتجاسروا وخذلهم المطاع فمزق ما كتبوه من المحاضر، فسعى في عقد مجلس عند السلطان فلم يذعنوا فطالبهم بإحدى ثلاث: مناظرة فأبوا، فدعاهم إلى مكاتبة فأبوا، فدعاهم إلى المباهلة بين الركن والمقام فلم يجيبوا فحينئذ عقد المثبت لله مجلساً بينه وبين خصمه وما كان أهل التعطيل أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون).


هذا كله مقصوده به والله أعلم طوائف الأشعرية الشافعية والمالكية والحنفية الذين كانوا مقاومين لابن تيمية فهم الذين يسميهم المعطلة، وكان مراده بالمثبت ابن تيمية,
والعاقد للمجلس فيما بينه وبين خصمه
إما ابن تيمية
وإما هذا النحس
المتشبع بما لم يعط






[align=center]فصل

أمثال مضروبة للمعطل والمشبه والموحد
[/align]


قال: (وهذه أمثال حسان مضروبة للمعطل والمشبه والموحد).

مقصودة بالمعطل الجماعة الأشعرية، وبالموحد نفسه وطائفته، والمشبه لا وجود له عنده.

ومقصود غرمائه بالمشبه هو وطائفته وبالموحد أنفسهم،والمعطل لا وجود له الآن عندهم، لأن المعطل هو المنكر للصانع،
والمشبه هو الذي شبهه بخلقه وهذا على ظاهره لا يوجد من يقول به لكن بما يلزم عنه، ولا شك أن لزوم التشبيه له أظهر من لزوم التعطيل لغرمائه،
وإذا امتحن الإنسان نفسه قطع بأن الأشعري ليس بمعطل

وأن هذا النحس مشبه

ولا ينجيه إنكاره باللسان وقد اعترف على نفسه بأن من شبه الله بخلقه فقد كفر.
واندفع في ضرب الأمثلة بما لا نطول به.






[align=center]فصل

من قصيدته النونية
[/align]

قال في قصيدته التي أهدت الجري إليه وفرقت سهام النبال عليه:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(إن كنت كاذبة الذي حدثتني = فعليك إثم الكاذب الفتان

جهم بن صفوان وشيعته الألى= جحدوا صفات الخالق الديان

بل عطلوا منه السـماوات العلـى=والعرش أخلوه مــن الرحمـن)
[/poet]

أما جهم فمضى من سنين كثيرة ولا يعرف اليوم أحد على مذهبه
فعلم أن مراد هذا الناظم بالجهمية الأشعرية من الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة,فليعلم اصطلاحه وكل ما ينسبه إلى الجهمية فمراده بها هؤلاء، والمعتزلة يشاركون الأشعرية في ذلك,لكن ما منهم أحد موجود في هذه البلاد وإن كان موجوداً فلا ظهور له، فكل ما قال هذا الناظم عن جهم في هذه القصيدة فمراده، الذي مذهبه مذهب الأشعري.






[align=center]فصل
تخيل الناظم في أفعال العباد.. الخ
[/align]


قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
والعبد عندهم فليس بفاعل = بل فعـله كتحـرك الرجفان
[/poet]

كذب هذا الجاهل في قوله: إن العبد عندهم ليس بفاعل.
ولكن مراده بذلك قولهم: إنه لا يخلق فعله، وليس بخالق والله سبحانه هو خالق أفعال العباد.
فاعتقد هذا الجاهل بسبب ذلك أنهم يقولون إنه ليس بفاعل.

وكون العبد ليس بخالق حق، وكونه ليس بفاعل باطل، والفاعل من قام به الفعل والفعل قائم بذات العبد ، والخالق من أوجد الفعل ولا يوجده إلا الله.



وقوله: كتحرك الرجفان

جهل منه
فإنه لم يفرق بين الجبر ومذهب الأشعري



ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
والله يصليه على ما ليس من = أفعـاله حر الحميـم الآن
[/poet]

استمر هذا الجاهل على جهله وكذبه.



وكذلك قوله: (لكن يعاقبه على أفعاله)


ثم قال: (والظلم عندهم المحال لذاته)

نعم إن الله لا يظلم مثقال ذرة {وما ربك بظلام للعبيد}
وكيف يتصور الظلم والكل ملكه




ثم قال: (أني ينـزه عنه ويكون مدحاً ذلك التنـزيه)

قلنا يا جاهل اجترأت على الله وعلى عباده فلم تفرق بين الفعل والخلق وظننت بجهلك أنهما سواء وأنه لا يعاقب على فعله،



وقلت: (ما هذا بمعقول لذي الأذهان)

وأي ذهن لك حتى تعقل به وأنت عن تعقل أحكام الربوبية بمعزل؟ وهل مثلك ومثل من هو أكبر منك إلا كمثل الخفاش بالنسبة إلى ضوء النهار؟





[align=center]فصــــــــل[/align]


قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وكذاك قالوا ما له من حكمة= هي غايـة للأمر والإتقـان
[/poet]

انظر هذه الجراءة والكذب والبهت على العلماء وما قال إنهم نسبوه إلى الله


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(ما ثم غير مشيئة قد رجحت = مثــلا على مثل بـلا رجحان)
[/poet]

أبصر هذا الفدم البليد الفهم, ساء سمعا فساء إجابة, كأنه سمع كلام الأشعرية فما فهمه وظن أنهم يقولون إن الأفعال كلها سواء بالنسبة إلى كل شيء وإن المشيئة رجحت بعضها على بعض مع تساويها وإنه ما ثم غير المشيئة وجعل المشيئة هي المرجحة ولم يذكر القدرة والتبس عليه الرجحان الحاصل في الفعل بالرجحان الذي هو موجب للفعل أو باعث عليه، ومن لا يكون اشتغل بشيء من العلوم كيف يتكلم في هذه الحقائق؟


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(هذا وما تلك المشيئة وصفه = بل ذاتـه أو فعــله قـولان)
[/poet]

ليتني ما شرعت في الكلام مع هذا … ينبغي أن يطالب بالقولين على هذه الصورة وبالقول بأنه ما تلك المشيئة وصفه وإنما سمع كلاماً إما من كلامهم وإما من شيخه فما فهمه هو أو ما فهمه شيخه وعبر عنه بهذه العبارة الرديئة، وإن أراد بهذا البيت المعتزلة فقد خلط كلام المعتزلة بكلام الأشعرية.



ثم قال: وكلامه مذ كان غيراً كان مخلوقاً به.

هذا بالنسبة إلى المعتزلة


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(قالـوا وإقـرار العبـاد بأنه = خلاقهم هو منتهى الإيمان)
[/poet]

لم يقولوا كذلك،
أما أولا فلأنه لابد من الشهادتين،
وأما ثانيا فمنتهى الإيمان يشعر بالإيمان الكامل ولم يقل بهذا أحد،
وأما ثالثا فقوله (فالناس في الإيمان شيء واحد) ليس مما يحسن
وأما رابعاً فكما ذكره عن أبي جهل وغيره أنه لم يكن فيهم منكر للخالق،

يكفي في الرد عليه أن كل من سمعه يتخذه ضحكة






[align=center]فصـــــــــل[/align]


قال:
(وقضى- يعني جهما- وشيعته -الذين هم الأشعرية بزعمه- بأن الله كان معطلا، والفعل ممتنع بلا إمكان ثم استحال وصار مقدوراً له من غير أمر قام بالديان)

مقصوده أن الله ما زال يفعل وهذا يستوجب القول بقدم العالم وهو كفر.





[align=center]فصل
استنكار الناظم إعادة المعدوم … الخ
[/align]


قال: (وقضى الله بأن يجعل خلقه عدما ويقلبه وجوداً ويعيد ذا المعدوم. هذا المعاد وذلك المبدأ لذي جهم وقد نسبوه للقرآن هذا الذي قاد ابن سينا والألى قالوا مقالته إلى الكفران لم تقبل الأذهان ذا، وتوهموا أن الرسول عناه بالإيمان، هذا كتاب الله أنى قاله أو عبده أو صحبه أو تابع، بل صرح الوحي بأنه مغير الأكوان وتحدث الأرض وتشهد أفيشهد العدم).

أجمع المسلمون على أن الله قادر على أن يعدم الخلق ثم يعيده وعلى أن إنكار ذلك كفر وجمهور المسلمين على أن الواقع ذلك لقوله تعالى {كل من عليها فان } و {كل شيء هالك إلا وجهه} وقيل إن الأجسام تتفرق ثم تعاد


وقوله (أفيشهد العدم)

أنحن قلنا تشهد وهي عدم إنما تشهد بعد الإعادة فانظر كلام هذا الجاهل


وقوله (لم تقبل الأذهان ذا)

إن كان ينكر إمكانه (وكونه مقدوراً لله) فهو كافر وإن لم ينكر إلا وقوعه فهو مذهب ضعيف.


ثم قال (هذا الذي جاء الكتاب وسنة الهادي به، ما قال إن الله يعدم خلقه طراً كقول الجاهل الحيران)

أقول: قد قال تعالى {كما بدأنا أول خلق نعيده}
ولو كانت الإعادة جمع الأجزاء بعد تفريقها أو الإتيان بغيرها لم تنطبق على الآية، فإن الآية تقتضي أن جميع ما بدأ به الخلق يعيده وإنما يكون كذلك إذا أعدمه ثم أعاده بعينه، والله قادر على ذلك وقال تعالى {وهو أهون عليه} وإنما كان أهون بالنسبة إلى الشاهد لأن الإعادة في الشاهد فعل على مثال وهو أهون من الابتداء لأنه فعل على غير مثال مع اشتراكهما في الإخراج من العدم إلى الوجود.
وعند هذا المتخلف ما أخرج المعاد من العدم إلى الوجود بل من صفة إلى صفة يتعالى الله عن قوله، فهذا القول منه بما دل عليه من أن الإبراز من العدم إلى الوجود في الإعادة غير مقدور، كفر إلا إذا تأول على الوقوع مع الموافقة على الإمكان وليس ظاهر الكلام ففي قبول قوله إذا ادعاه نظر لأن هذا يتكرر وتكرير هذه الأمور يشبه الزندقة.






[align=center]فصــل

زعم الناظم قيام الحوادث بالله
[/align]


قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(وقضى بأن الله ليس بفاعل= فعلا يقوم به بلا برهان)
[/poet]

مقصود الناظم أن الله يفعل فعلا في ذاته فيكون محلا للحوادث، تعالى الله عن قوله،
فنسب إلى جهم خلاف قوله وأنه قول بلا برهان، وهذا الناظم لا يعرف حقيقة البرهان ثم قال: (والجبر مذهبه) إن أراد نفس جهم فهو ليس بموجود والكلام معه ضياع، وإن أراد الأشعري فقد كذب في قوله (إن الجبر مذهبه) ثم قال: (لكنهم حملوا ذنوبهم على رب العباد) هذا كذب أيضاً عليهم فإن الجبرية يقولون إن الله تعالى يعذب من يشاء بذنب وبغير ذنب، له ذلك {لا يسأل عما يفعل}



وقوله:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(وتبرأوا منها وقالوا إنها= أفعاله ما حيلة الإنسان)
[/poet]

ما يتبرأ منها على هذه الصورة إلا ملحد، والذي يعتقد ذلك يقول إنه تعالى يفعل ما يشاء وأطال الناظم في هذا كثيراً بجهل وصبية أو تقليد لمن هو مثله


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وكذاك أفعال المهيمن لم تقم = أيضاً به خوفاً من الحدثان
فـإذا جمعـت مقـالتـيه أنتـجا =كذباً وزوراً واضح البهتـان
[/poet]

يعني أن فعل العبد فعل الله وفعل الله ما هو في ذاته أنتجا بجهله ما يقوله
وهو قوله:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(فهناك لا خلق ولا أمر ولا=وحي ولا تكليف عبد فان)
[/poet]

ما هذه إلا قحة وبلادة يأخذ ما يتوهمه لازما فيستنتج وينكر على الناس إلزامه التجسيم اللازم،


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(فانظر إلى تعطيله الأوصاف والـ = أفعـال والأســماء للرحمن)
[/poet]

يا جاهل من قال بحدوث الأفعال كيف يلزمه التعطيل؟


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(ماذا الذي في ضمن ذا التعطيل = نفي ومــن جحد ومـن كفران)
[/poet]

إذا رجعنا إلى الخلاف بينك وبينه وجدناك كاذباً عليه ليس في القول بحدوث الأفعال لا نفي ولا جحود ولا كفران،


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(لكنه أبدى المقالة هكذا = في قالب التنـزيه للرحمن)
(وأتى إلى الكفر العظـيم فصاغه = عجــلا ليفــتن أمـة الثيران)
[/poet]

الله عند لسان كل قائل.
الرجل إنما قال ذلك في قالب التنـزيه ولم نعلم نحن باطنه فمن أين لك أنه قصد خلافه وصاغ الكفر عجلا



ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(فرآه ثــيران الــورى فأصابهم كمصاب إخوتهم قديم زمان)
[/poet]

إن أراد طائفة لا وجود لها فما في ذكرها من فائدة، وإن أراد خصماءه من الأشعرية ونحوهم فيا لها من مصيبة جعلهم ثيراناً إخوة اليهود


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(عجلان قد فتنا العباد بصوته = إحداهما وبحــرفه ذا الثــاني)
[/poet]

وذكر أبياتا إلى آخرها، والله أعلم أنه يقصد بها ربط قلوب الناس على أنه لا مسلم إلا هو وطائفته وسائر الناس كفار كاليهود الذين عبدوا العجل.

فيا ترى من أحق بشبه من عبد العجل؟

المجسم أم غيره؟




[twh][align=center]يتبع بإذن الله تعالى[/align][/twh]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 21, 2007 9:37 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[twh][align=center](تابع)[/align][/twh]

[align=center]فصـــــل[/align]

ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(يا أيها الرجل المريد نجاته= (اسمع مقالة ناصح معوان)
واضرب بسيف الوحي كل معطل= ضرب المجاهد فوق كل بنان
(من ذا يبـارز فليقـدم نفـسه= أو من يسابق يبد في الميدان)
[/poet]

ويلك من أنت؟. أو أنت تعرف المبارزة أو حضرت قط مبارزة أو ميداناً؟


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(لا تخش من كيد العدو ومكرهم= فقتالهم بالكذب والبهتان
فجنـود أتبـاع الرسول ملائك = وجنودهم فعساكـر الشيطان)
[/poet]

انظر كيف يقول عن خصومه وهم هداة العالمَ إنهم عساكر الشيطان وإن قتالهم بالكذب والبهتان ثم قال: (فإذا رأيت عصابة الإسلام قد وافت) يعني عصابة طائفته فانظر دلالته على كفر غيره (فإذا دعوك لغير حكمهما) يعني الكتاب والسنة (فلا سمعا لداعي الكفر والعصيان) فانظر إلى إيهامه العوام أن خصومه يدعون إلى غير الكتاب والسنة.


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(واسمع نصيحة من له خبر بما= عند الورى من كثرة الجولان
مــا عندهم والله خير غير ما= أخذوه عمـن جاء بالقرآن)
[/poet]

نعم ولكنهم فهموه وأنت ما فهمته


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(والكل بعد فبــدعة أو فرية = أو بحث تشكيك ورأى فلان)
[/poet]

كأنه يصف طائفته.





[align=center]فصــــــــل
عقد مجلس خيالي.. كلامه في وحدة الوجود
[/align]

وهذا أول عقد مجلس التحكيم


قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
واحكم إذاً في رفقة قد سافروا= يبغون فاطر هذه الأكوان
فترافقوا في سيرهم وتفارقوا=عند افتراق الطرق بالحيران
فأتــى فريق ثم قال وجدته=هـذا الوجود بعينه وعيــان
[/poet]
فهو السماء بعينها وهو الغمام بعينه وهو الهواء بعينه، هذى بسائطه ومنه تركبت هذى المظاهر يلبسها ويخلعها وتكثر الموجود كالأعضاء في المحسوس أو كالقوى في النفس. هذه مقالة، أو كتكثر الأنواع في جنس فيكون كلياً وجزئياته هذا الوجود فهذان قولان الأول نص الفصوص وما بعده قول ابن سبعين وما القولان عند العفيف التلمساني الذي هو غاية في الكفر إلا من الأغلاط في حس وفي وهم وتلك طبيعة الإنسان والكل شيء واحد)

وأطال في أقوالهم.




[align=center]فصــــــــل[/align]

قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(وأتى فريق ثم قال وجدته= بالذات موجوداً بكل مكان
هو كالهواء بعينه لا عينه= ملأ الخلاء ولا يرى بعيان
والقوم ما صانوه عن بئر ولا= قبر ولا حش ولا أعطان
وعليهم رد الأئمة أحمد= وصحابه من كل ذي عرفان
فهم الخصوم لكل صاحب سنة= وهم الخصوم لمنـزل القـرآن)
[/poet]

فهؤلاء أيضا ًليس علينا منهم.






[align=center] فصــــــــل[/align]

[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(وأتى فريق ثم قارب وصفه= هذا ولكن جد في الكفران
فأسر قول معطل ومكذب= في قالب التنـزيه للرحمن
إذ قال ليس بداخل فينا ولا= هو خارج عن جملة الأكوان
بل قال ليس ببائن عنها ولا= فيها ولا هو عينها ببيان
كلا ولا فوق السموات العلى= والعرش من رب ولا رحمان
والعرش ليس عليه معبود سوى= العدم الذي لا شيء في الأعيان
بل حظه من ربه حظ الثرى= منه وحظ قواعد البنيان
لو كان فوق العرش كان كهذه الـ= أجسام سبحان العظـيم الشان)
[/poet]

يعني أن هذا من قولهم،


ثم قال:
[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]

(ولقد وجدت لفاضل منهم مقا = ماً قامـه في النـاس منــذ زمان)
[/poet]
في قوله (صلى الله عليه و سلم): (لا تفضلوني على يونس) قد كان يونس في قرار البحر ومحمد صعد السماء وجاوز السبع الطباق، وكلاهما في قربه من ربه سبحانه إذ ذاك مستويان.

[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
فاحمد إلهك أيها السني إذ= عافاك من تحريف ذي بهتان
والله ما يرضى بهذا خائف= من ربه أمسى على الإيمان
هذا هو الإلحاد حقاً بل= هو التحريف محضاً أبرد الهذيان
والله ما بلي المجسم قط ذى الــ= بلوى ولا أمسى بذي الخذلان
أمثال ذا التأويل أفسد هذه الــ= أديان حين ســرى إلى الأديان)
[/poet]
والفاضل الذي أشار إليه… وتفسيره للحديث المذكور بما قاله صحيح، وقد سبقه إليه إمام دار الهجرة نجم العلماء أمير المؤمنين في الحديث، عالم المدينة أبو عبد الله مالك بن أنس ؛حكى ذلك الفقيه الإمام العلامة قاضي قضاة الإسكندرية ناصر الدين بن المنير المالكي الفقيه المفسر النحوي الأصولي الخطيب الأديب البارع في علوم كثيرة في كتابه (المقتفى في شرف المصطفى) لما تكلم على الجهة وقرر نفيها؛ قال: ولهذا المعنى أشار مالك رحمه الله في قوله (صلى الله عليه و سلم): (لا تفضلوني على يونس بن متى) فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنـزيه لأنه (صلى الله عليه و سلم) رفع إلى العرش، ويونس عليه السلام هبط إلى قابوس البحر، ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحق جل جلاله نسبة واحدة! ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه الصلاة والسلام أقرب من يونس بن متى وأفضل مكانا، ولما نهى عن ذلك. ثم أخذ الفقيه ناصر الدين يبدي أن الفضل بالمكانة لأن العرش في الرفيق الأعلى، فهو أفضل من السفل، فالفضل بالمكانة لا بالمكان، فانظر أن مالكا(رضي الله عنه)- وناهيك به- قد فسر الحديث بما قال هذا المتخلف النحس، إنه إلحاد، فهو الملحد عليه لعنة الله ما أوقحه وما أكثر تجرأه ؟! أخزاه الله.





[align=center]فصـــل
الفوقية الحسية … الخ
[/align]

ثم قال:

[poet font="Tahoma,4,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
(وأتى فريق ثم قارب وصفه= هذا وزاد عليه في الميزان
قال اسمعوا يا قــوم لا تلهيكم= هذي الأماني هن شر أماني)
[/poet]

أتعبت راحلتي وفتشت، ما دلني أحد عليه إلا طوائف بالحديث تمسكت تعزي مذاهبها إلى القرآن، قالوا: الذي تبغيه فوق عباده فوق السماء وفوق كل مكان وهو الذي حقا على العرش استوى وإليه يصعد كل قول طيب وإليه يرفع سعى ذي الشكران، والروح والأملاك منه تنـزلت وإليه تعرج وإليه أيدي السائلين توجهت، وإليه قد عرج الرسول (صلى الله عليه و سلم) وإليه قد رفع المسيح حقيقة وإليه يصعد روح كل مصدق، لكن أولو التعطيل منهم أصبحوا مرضى بداء الجهل والخذلان.



[align=center] تسمية الناظم أهل الحق بحزب جنكز خان[/align]

فسألت عنهم رفقتي أصحاب جهم حزب جنكسخان مَن هؤلاء؟
قال مشبهة مجسمة فلا تسمع قولهم والعنهم وأحكم بسفك دمائهم فهم أضل من اليهود والنصارى، واحذر تجادلهم بـ (قال الله وقال الرسول) وهم أولى به، فإذا ابتليت بهم فغالطهم على التأويل للأخبار والقرآن، وعلى التكذيب للإحاد.
هذان أصلان أوصى بهما أشياخنا أشياخهم، وإذا اجتمعت بهم في مجلس فابدأ بإيراد وشغل زمان؛ لا يملكوه عليك بالآثار وتفسير القرآن، فإن وافقت صرت مثلهم، وإن عارضت صرت زنديقا كافراً، وإن سكت يقال جاهل، فابدأ ولو بالفشر والهذيان هذا الذي – والله - وصانا به أشياخنا فرجعت عن سفري وقلت لصاحبي: عطل ركابك ما ثم شيء غير ذي الأكوان، لو كان للأكوان رب خالق كان المجسم صاحب البرهان أو كان رب بائن عن ذا الورى، كان المجسم صاحب الإيمان. فدع التكاليف واخلع عذارك ما ثم فوق العرش من رب، ولم يتكلم الرحمن بالقرآن لو كان فوق العرش رب لزم التحيز ولو كان القرآن عين كلامه حرفاً وصوتاً كان ذا جثمان، فإذا انتفيا ما الذي يبقى من إيمان؟ فدع الحلال مع الحرام لأهله، فهما السياج فاخرقه ثم أدخل واقطع علائقك التي قد قيدت هذا الورى لتصير حراً لست تحت أوامر ولا نهي ولا فرقانا، لكن جعلت حجاب نفسك إذا ترى، فوق السماء من ديان، لو قلت ما فوق السماء مدبر والعرش تخليه من الرحمن، والله ليس متكلما بالقرآن لحلك طلسمه وفزت بكنـزه وعلمت أن الناس في هذيان، لكن زعمت أن ربك بائن من خلقه وأنه فوق العرش والكرسي وفوقه القدمان وأنه يسمع خلقه ويراهم من فوق وأن كلامه منه بدا وإليه يعود ووصفته بالسمع والبصر والإرادة والقدرة وكراهة ومحبة وحنان، وأنه يعلم كل ما في الكون، وأنه كلم موسى، والنداء صوت بإجماع النحاة، وأن محمداً (صلى الله عليه و سلم) أسري به (ليلا إليه) فهو منه داني وأنه يدنيه يوم القيامة حتى يرى قاعداً معه على العرش وأن لعرشه أطيطا وأن الله أبدى بعضه للطور، وأن له وجها وله يمين، بل زعمت يدان، وأن يديه للسبع العلى والأرض (يوم الحشر) قابضتان وأن يمينه ملأى من الخير، وأن العدل في الأخرى وأن الخلق طرا عنده يهتز فوق أصابع الرحمن وأن قلب العبد بين اثنتين من أصابعه، وأنه يضحك عند تقابل الصفين من عبده أتي فيبدي نحره لعدوه، ويضحك عندما يثب الفتى من فرشه لقراءة القرآن، ومن قنوط عباده إذا جدبوا، وأنه يرضى ويغضب، وأنه يُسمع صوته ويشرق نوره يوم الفصل ويكشف ساقه ويبسط كفه ويمينه تطوي السماء وينـزل في الدجى في الثلث الأخير والثلث الثاني وأن له نـزولا ثانياً يوم القيامة للقضاء وأنه يبدو جهرة لعباده حتى يرونه ويسمعون كلامه وأن له قدماً وأنه واضعها على النيران وأن الناس كل منهم يخاصر ربه، بالخاء والصاد والحاء والضاد وجهان محفوظان في الترمذي والمسند وغيرهما من كتب التجسيم، ووصفته بصفات حي فاعل بالاختيار، وذلك الأصلان أصل التفرق في الباري فكن في النفي غير جبان أو لا فلا تلعب بدينك تثبت بعض الصفات وتنفي بعضها فأنكر الجميع أو فرق بين ما أثبته ونفيته، فذروا المراء وصرحوا بمذاهب القدماء وانسلخوا من الإيمان أو قاتلوا مع أمة التشبيه والتجسيم تحت لواء ذي القرآن أو لا فلا تتلاعبوا بعقولكم وكتابكم وبسائر الأديان، فجميعها قد صرحت بصفاته وكلامه وعلوه والناس بين مصدق أو جاحد أو بين ذلك أو حمار، فنـزه وانف الجميع ولقب مذهب الإثبات بالتجسيم واحمل على الأقران، فمتى سمحت لهم بوصف واحد حملوا عليك فصرعت فلذاك أنكرنا الجميع مخافة التجسيم إن صرنا إلى القرآن ولذا خلعنا ربقة الأديان من أعنقانا ولنا ملوك قاوموا الرسل في آل فرعون وقارون وهامان ونمروذ وجنكسخان ولنا الأئمة أرسطو وشيعته ما فيهم من قال: إن الله فوق العرش، ولا إن الله يتكلم بالوحي، ولهذا رد فرعون على موسى إذ قال موسى ربنا متكلم فوق السماء وأنه ناداني، وكذا ابن سينا لم يكن منكم ولا الطوسي قتل الخليفة والقضاء والفقهاء إذ هم مجسمة، ولنا الملاحدة الفحول أئمة التعطيل ولنا تصانيف مثل الشفاء ورسائل إخوان الصفاء والإشارات قد صرحت بالضد مما جاء في التوراة والإنجيل والفرقان، وإذا تحاكمنا فإليهم لا إلى القرآن، يا ويح جهم وابن درهم ومن قال بقولهما، بقيت من التشبيه فيه بقية ينفي الصفات مخافة التجسيم ويقال: إن الله يسمع ويرى ويعلم ويشاء وإن الفعل مقدور له والكون ينسبه إلى الحدوث ويصرخ بنفي التجسيم والله ما هذان متفقان، لكننا قلنا محال كل ذا حذراً من التجسيم والإمكان) أهـ.




[align=center]
تصوير الناظم أهل الحق أسوأ تصوير
[/align]


انتهى كلام هذا الملحد تبّاً له وقطع الله دابر كلامه، انظر هذا الملعون كيف أقام طوائف الشافعية والمالكية والحنفية الذين هم قدوة الإسلام وهداة الأنام في صورة الملاحدة والزنادقة المقرين على أنفسهم باتباع فرعون وهامان وأرسطو وابن سينا، المقدمين كلامهم على القرآن، وأنهم أتباع أصحاب جنكسخان، وأن رائده، لعنه الله ولعنه، سألهم عما يقوله أهل الحديث فنسبوهم إلى ما نسبوهم إليه، وأنه لذلك انحل عن الأديان وخلع ربقة الإيمان؛ وأبرز ذلك في صورة مقامة وخيال ليرتسم به في ذهن من يقف عليه من العوام والجهال أن الطوائف المذكورة، على هذه الصفة.
وإذا كانت علماء الشريعة وقادة الأمة بهذه الصفة كيف يقبل قولهم في الدين؟ أو ماذا تكون قيمة فتاويهم عند المسلمين؟ فما أراد هذا إلا أن يقرر عند العوام أنه لا مسلم إلا هو وطائفته التي ما برحت ذليلة حقيرة، وما أدري ما يكون وراء ذلك من قصده الخبيث، فإن الطعن في أئمة الدين طعن في الدين وقد يكون هذا فتح باب الزندقة ونقض الشريعة ويأبى الله ذلك والمؤمنون.
وجماعة من الزنادقة يكون مبدأ أمرهم خفياً حتى تنتشر ناره ويشتعل شناره، نسأل الله العافية.
فينبغي لأئمة المسلمين وولاة أمورهم أن يأخذوا بالحزم ويحسموا مادة الشر في مبدئه قبل أن يستحكم فيصعب عليهم رفعه. ثم إن هذا الوقح لا يستحي من الله ولا من الناس، ينسب إلى طوائف المسلمين ما لم يقولوه فيه وفي طائفته، وأن شيوخهم وصوهم بذلك، وهو يزعم بكذبه أنه متمسك بالقرآن وأين قال الله في القرآن (إنه فوق السماء) وأين قال (إنه بائن من خلقه) وأين قال (إنه فوق العرش) بهذا اللفظ وأين قال (إن القدمين فوق الكرسي) وأين قال (إنه يسمع خلقه ويراهم من فوق) وأين قال (إن محمداً قاعد معه على العرش) إلى بقية ما ذكره جميعه.
والمتبع للقرآن لا يغيره ولا يغير لفظه بل يتسمك به من غير زيادة ولا نقصان، وكذلك الأحاديث الصحيحة يقف عند ألفاظها ولا يزيد في معناها ولا ينقص.




[align=center] كذب الناظم على الله ورسوله (صلى الله عليه و سلم) [/align]

وهكذا أكثر ما ذكره لم يجيء لفظه في قرآن ولا سنة،

بل هو زيادة من عنده قد كذب فيها على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه و سلم)

وفهمها على خلاف الحق

ونسب إلى علماء المسلمين البرآء من السوء كل قبيح،

وجعل ذلك طريقا للخروج من الدين والانسلاخ من الإيمان وانتهاك الحرام، وعدم اعتقاد شيء

فهل وصلت الزنادقة والملاحدة والطاعنون في الشريعة إلى أكثر من هذا؟ بل هذا،

وإيهامه الجهال أنه هو المتمسك بالقرآن والسنة،

لينفق عندهم كلامه ويخفي عنهم سقامه.






[twh][align=center]يتبع بإذن الله تعالى[/align][/twh]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 08, 2007 3:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[twh][align=center](تابع)[/align][/twh]

[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

قال: (في قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن)
قال: (وأتى فريق ثم قال: ألا اسمعوا قد جئتكم من مطلع الإيمان.
من أرض طيبة، من مهاجر أحمد. سافرت في طلب الإله فدلني الهادي عليه، ومحكم القرآن مع فطرة الرحمن وصريح عقل شهدوا بأن الله منفرد بالملك والسلطان وهو الإله الحق . )


هذا صحيح.


ثم قال: (لا معبود إلا وجهه)

هذا عندنا صحيح وأما عنده فالوجه غير الذات فكيف يصح؟


ثم قال: (والناس بعد فمشرك أو مبتدع وكذلك شهدوا بأن اله ذو سمع وذو بصر هما صفتان. )


هذا نحن نقوله لكن لو طولب بالشهادة بأنه ذو سمع وذو بصر أين يجدها في ألفاظ القرآن والسنة ولو كان كذلك لم يكن بيننا وبين المعتزلة نـزاع فيه.




قال: (وعموم قدرته يدل بأنه هو خالق الأفعال للحيوان )

اعتقادنا أنه سبحانه خالق أفعال الحيوان ولكن كيف يدل عموم القدرة على ذلك بل لذلك أدلة أخر. واستدلال هذا الفدم بعموم القدرة من عدم شعوره.



ثم قال: (هي خلقه حقاً وأفعال لهم حقا ولا يتناقض الأمران)

عجب قد تقدم إنكار على جهم وشيعته قولهم: إن العبد ليس بفاعل فما هذا التناقض؟!
ولعله نقل الكلامين تقليداً ولم يفهم معناهما فلذلك وقع التناقض بينهما؛ ويكونان من كلامين.


ثم قال: فحقيقة القدر الذي حار الورى في شأنه هو قدرة الرحمن، واستحسن ابن عقيل ذا من أحمد وقال شفى القلوب بلفظه.)


وقال الناظم: (إن الجبرية والمكذبين بالقدر نظروا نظر الأعور)


والكلام في ذلك يطول, وليس هذا من أهله, ولا هو متعلق به؛ بل كلامه فيه فضول فيما لا يعنيه.




[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

قال: (أيكون أعطى الكمال وما له ذاك الكمال أيكون إنسان سميع مبصر متكلم وله الحياة والقدرة والإرادة والعلم والله قد أعطاه ذاك وليس وصفه فاعجب من البهتان بخلاف نوم العبد وجماعه وأكله وحاجة بدنه إذ تلك ملزومات كون العبد محتاجاً وتلك لوازم النقصان وكذا لوازم كونه جسداً نعم، ولوازم الأحداث والإمكان يتقدس عنها وعن أعضاء ذي جثمان.)

[align=center][عدم تمييز الناظم بين اللازم والملزوم][/align]

الجسدية والحدوث والإمكان يلزم منها ثلاثتها الاحتياج والنقص، فالنوم والجماع والأكل لوازم لذلك لا ملزومات وتقديسه عن الأعضاء مع إثباته قدمين كيف يجتمعان.



[align=center][تخبط الناظم في الصوت][/align]

قال: (والله ربي لم يزل متكلماً، هو قول ربي كله لا بعضه لفظا ومعنى، ما هما خلقان).


أمّا كونه لم يزل متكلما وقوله مع ذلك إنه لفظ وإنه غير مخلوق فكلام من لا يدري ما يقول.



قال: (لكن أصوات العباد مخلوقة، فإذا انتفت الوساطة كتكلم الله لموسى فالمخلوق نفس السمع لا المسموع، هذى مقالة أحمد (يعني ابن حنبل) ومحمد (يعني البخاري).)


قلنا نعم نوافقه على ذلك على قول الأشعري إن الكلام النفسي يسمع ولا يلزم أن يكون هناك حرف وصوت. ومن اعترف بكلام الله تعالى وأن موسى سمعه ولم يقل إنه حرف أو صوت أو غير ذلك بل وقف عند حده وعجزه وجهله ونـزه الله تعالى عن صفات خلقه، سَلِم.


ثم قال في بيت الأخطل:
يا قوم قد غلط النصارى في الكلمة
ونظير هذا من يقول كلامه معنى قديم غير محدث والشطر مخلوق وتلك حروفه ناسوته.


أبصر هذه الجراءة وتشبيهه أقوال العلماء بأقوال النصارى وجهله وكذبه بأن الحروف كالناسوت. والمعنى قائم بذات الرب سبحانه وتعالى والألفاظ بالقارئ لا يتحد أحدهما بالآخر ولا يحل فيه كما يقول النصارى تعالى الله عن قولهم.




[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

قال: (الكلام قيل بغير مشيئة، وإنه معنى إما واحد وإما خمسة معان، وقيل: إنه لفظ مقترن فالسين مع الباء، والذين قالوا بمشيئة صنفان أحدهما جعله خارج ذاته وهو قول الجهمية ومتأخري المعتزلة والثانية في ذاته وهم الكرامية، وهم نوعان أحدهما جعله مبدوءاً به حذراً من التسلسل فلذلك قالوا له أول والأخرون كأحمد ومحمد قالوا: لم يزل متكلما بمشيئة وإرادة وتعاقب الكلمات.)


هذا هو الذي ابتدعه ابن تيمية والتزم به؛ حوادث لا أول لها، والعجب قوله مع ذلك إنه قديم، وحين النطق بالباء لم تكن السين موجودة؛ فإن قال النوع قديم وكل واحد من الحروف حادث عدنا إلى الكلام في كل واحد من حروف القرآن، فيلزم حدوثها وحدوثه، فالذي التزمه من قيام الحوادث بذات الرب لا ينجيه بل يرديه؛ وهذا آفة التخليط, والتطفل على العلوم, وعدم الأخذ عن الشيوخ.




[align=center][كلام واف في أحاديث الصوت][/align]

ثم قال: (وأذكر حديثا في صحيح محمد ذاك البخاري فيه نداء الله يوم معادنا بالصوت.)


اللفظ الذي في البخاري (فينادى بصوت) وهذا محتمل لأن يكون الدال مفتوحة والفعل لم يسم فاعله وأن يكون مكسورة فيكون المنادي هو الله تعالى فنقله عن البخاري نداء الله ليس بصحيح، والعدالة في النقل أن ينقل المحتمل محتملا، وإذا ثبت أن الدال مكسورة فلم يقول إن الصوت منه؟ فقد يكون من بعض ملائكته أو من يشاء الله.



ثم قال: (أيصح في عقل وفي نقل نداء ليس مسموعاً لنا.)


أما العقل فلا مدخل له في ذلك وأما النقل فقد قال تعالى (( إذ نادى ربه نداء خفياً ))



ثم قال: (والله موصوف بذاك حقيقة هذا الحديث ومحكم القرآن).


ليس في الحديث ومحكم القرآن أنه حقيقة.



قال: (ورواه عندكم البخاري المجسم بل رواه مجسم فوقاني).


هذا بهت لنا في أن البخاري مجسم عندنا والله ما اعتقدنا فيه ذلك ولا في أحمد الذي عناه بالفوقاني ولكن هذا بهت لنا وإساءة على البخاري ومن فوقه.



ثم قال: (واذكر حديثا لابن مسعود صريحا إنه ذو أحرف).

هو حديث في الترمذي: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة وقال حسن صحيح؛ ووقفه بعضهم على ابن مسعود. وعلى كل تقدير الحرف في قراءة القارئ، وقد تقدم من هذا الناظم أن الصوت فعل القارئ فلا وجه لاحتجاجه هنا، ولابن مسعود حديث آخر أنه على سبعة أحرف، والمراد نـزوله بها.


ثم قال: (وانظر إلى السور التي افتتحت بأحرفها لم يأت قط بسورة إلا أتى في أثرها خبر عن القرآن).


هذا منتقض بسورة (كهيعص) والعنكبوت والروم و (ن).


[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

قال: (إنه يلزم من نفي صفة الكلام نفي الرسالة.)


وهو جهل منه وإنْ كنا لا ننفي صفة الكلام.


[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

وقال: (إنه يلزمهم تشبيه الرب بالجماد الناقص.)

وهذا بلادة.


[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

قال: في إلزامهم أن كلام الخلق حقه وباطلة عين كلام الله سبحانه بخلقه أفعال العباد.)


ما هذا إلا…


[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

في التفريق بين الخلق والأمر قال: (وكلاهما عند المنازع واحد.)

المنازع هم المعتزلة، ولسنا منهم، لكن قوله: إنهما عندهم واحد ليس بصحيح.


[align=center]فصــــــــــــــل[/align]

قال: (والله أخبر في الكتاب بأنه منه.)

قلنا: الذي في الكتاب (( تنـزيل الكتاب من الله)) ونحوه وليس فيها الكتاب منه.


ثم قال: (والمجرور بـ (من) نوعان: عين ووصف قائم بالعين، فالعين خلقه والوصف قام بالمجرور)


قوله قائم بالعين ليس بصحيح قد يكون قائماً بنفسه ؟.



[twh][align=center]يتبع إن شاء الله تعالى[/align][/twh]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط