بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى أحمد الحلواني الخليجي رضي الله تعالى عنه
نفحة حسينية
رَاَعَيْتُ الله فِي سِرِيِ وَجَهْرِيِ
وَآثَرْتُ التَجَرُدِ فِي وِصَالِ
وَعِشْتُ ابْتَغِي بِالسَعِي رَبِي
وَأخَشَعُ فِي تَعَبُدِ فِي امْتِثَالِ
وَمَا بَقِي لِي أمَلٌ وَطَمَعٌ
وَرَغَبٌ فِي مَتَاعٍ فِي زَوَالِ
وَنِلْتُ تَفَضُلاً مِنْهُ وَوَهْبَاً
وَيُسْرَاً تَبَدَىَ بِكْلِ حَالِ
وَذَاكَ جَزَاءُ إِخْلَاصِي وَصْدِقِي
وَتَفْوِيضِي لَأمْرِي فِي اتِكَالِ
***
جَعَلْتُ العِلْمَ نِبْرَاسِي وَكَهْفِي
لِفْقِه للَشرِيِعَةِ فِي اعْتِدَالِ
تَصَانِيِفِي أبَانَتْ خَيْرَ هَدْيٍ
لِمَنْ يَبْغِي المَرَاشِدَ فِي اكْتِمَالِ
فَقِيهَاً عَالِمَاً بالله صِرْتُ
أُحَلِقُ فِي المَجَامِعِ فِي مَعَالِي
***
وَمَا تُغْنِي الشَرِيِعَةُ عَنْ مُرَبِي
يُنَقِي القَلْبَ مِنْ رَانِ اعْتِلَالِ
وَيَسْمُو بِالنُفُوسِ سَمَاءَ صَفْوٍ
وَحُسْنٍ فِي المَشَارِبِ وَالخِصَالِ
وَنَظَرُ الشَيْخِ للمَعْلُولِ بُرْئٌ
مِنَ الَأدْرَانِ وَهُمُومٍ ثِقَالِ
وَمِنْ دُنْيَا تُرَوُغُ بِكُلِ عَبْدٍ
بِأَلوَانِ المَفَاتِنِ وَالضَلَالِ
شُرُوقُ النُورِ فِي القَلْبِ يَسْطَعْ
سُطُوعَ البَدْرِ فِي ظُلَمِ الَليَالِي
وَيَمْضِي العَبْدُ فِي زُهْدٍ وَوَرَعٍ
وَيَدَعُ الشُبَهَ لِطَهُورٍ حَلَالِ
***
وَرَثْتُ السِرِ مِنْ قٌطْبٍ وَشَيْخٍ
بِمعْرَاجٍ وَمَرْقَىَ فِي المَجَالِ
وَلَمْ أرَ غَيْرَ الحُبِ نَهْجٌ
لِمَنْ يَرْجُو التَقَرُبِ فِي وِصَالِ
وَصَارَ الفَتْحُ وَالفَيْضُ وَهْبِي
بِعِظَمٍ فِي الفُتُوحِ وفِي النَوَالِ
أُجَافِي النَوُمَ فِي الأَسْحَارِ طَمَعَاً
وَرَهَبَاً مِنْ عَظِيمٍ ذِي جَلَالِ
وَأهْلُ الِذكْرِ فِي الَأْكْوَانِ نُجُمٌ
تَشِيعُ النُوُرَ فِي شَتَىَ المَجَالِ
يَفُوحُ الذِكْرُ كَالأَزْهَارِ عِطْرَاً
فِي دَوْحِ الذِكْرِ تَنْعَمُ بِالظِلَالِ
وَمَنْ لَمْ يَدُمْ لله ذِكْرَاً
شَرِيِدَاً عَاشَ فِي غَفْلِ الضَلَالِ
***
رَأَيْتُ الذُلَ للمَعْبُودِ شَرَفَاً
وَعِزَاً للِفحُولِ مِنَ الرِجَالِ
وَحُبُ رَسُولِنَا الهَادِي مَعِينٌ
وَوِرْدٌ للسِقَايَةِ مِنْ زُلَالِ
وَآلِ البَيْتِ فِي الَأمْجَادِ طُهْرٌ
تَعَالَتْ فِي المَوَاطِنِ وَالآجَالِ
لَهُمْ فِي القَلْبِ وَالوِجْدَانِ حُبٌ
وَوُدٌ فِي دَوَامٍ وَاتِصَالِ
***
حَمِدْتُ الله عَنْ سَاحَاتِ قُرْبٍ
بِهَا البَرَكَاتِ حَلَتْ فِي تَوَالِي
وَأَنْجَالِي بِهَا تَعْلُو نُجُومَاً
وَأَقْطَابَاً لَهْم فَيْضُ المَنَالِ
أَشَاعُوا النُورَ فِي الَأرْجَاءِ شَرْقَاً
وَغَرْبَاً فِي رُسُوخٍ وَاكْتِمَالِ
***
أُلَاقِي الرَبَ فِي رَغَبٍ وَشَوْقٍ
وَأَمَلٍ فِي رَجَاءٍ وَابْتِهَالِ
وَمَنْ أَوْفَى مِنَ الرَحْمَنِ عَهْدَاً
إِذَا الَأحْبَابُ سَارُوا للمَآلِ
***
وَصَلِ رَبَنَا دَوْمَاً وَأبَدَاً
عَلَىَ نُوُرٍ تَجَلَىَ فِي جَلَالِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ أهْلُ حَقٍ
وَشَرْعٍ فِي المَقَالِ وَفِي الِفعَالِ
مَا رَحَلَ لَيِلٌ وَأقْبَلَ فَجْرٌ
وَهَطَلَ غَيْثٌ بِسَفْحِ الجِبَالِ
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
صفر 1435 هـ نوفمبر 2013 م