موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: فى قلب العاصفة "سنواتى فى الـ سي . آي . إيه"
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 12, 2015 4:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14758
مكان: مصـــــر المحروسة

وفي العاشر من يوليو 2001 ، وبفعل تلال التقارير التي لا تقبل الدحض ، والأخطار والتهديدات ، التي لا تخطئها العين ، ويشيب لها شعر الرأس ،

بادرت بدوري إلى التقاط سماعة الهاتف ، في إصرار من جانبي على لقاء فوري مع رايس لإطلاعها على تهديد القاعدة. وبدأت الاجتماع بجملة استهلالية هي: "هناك هجوم إرهابي كبير سيقع في الأسابيع أو الشهور المقبلة ".

وكان من المستحيل تحديد يوم بعينه سيقع فيه هذا الهجوم. وخلال هذا الاجتماع تم عرض رسم توضيحي يشير إلى تجمع سبع معلومات استخبارات محددة خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة ، وكلها تتنبأ بهذا الهجوم الوشيك.

ومن المؤشرات في هذا الصدد توجه عناصر إرهابية بأعداد كبيرة إلى أفغانستان ، ومغادرة أعداد كبيرة من أفراد عائلات عناصر أخرى إلي اليمن ، بالإضافة إلى دلائل ومؤشرات حول وجود تهديدات جديدة للمصالح الأميركية في لبنان والمغرب وموريشيوس.


وتعددت المؤشرات الأخرى إلى هجوم وشيك وصف بأنه سيكون هجوماً مدوياً ومعداً لإيقاع خسائر هائلة في تسهيلات ومصالح أميركية.

وقال ريتش بي إن الاستعدادات للهجوم قد تمت بالفعل ، وأن الهجمات يمكن أن تكون متعددة ومتزامنة ، وبدون تحذير مسبق أو محدد ، وأن القاعدة تنتظر ، وتبحث عن نقطة ضعف لاستغلالها.
ولخص ريتش جهود السي. آي. ايه للحيلولة دون استهداف أهداف معينة من قبل تنظيم القاعدة ، وأوضح أن هدف الوكالة ليس ترهيب من يستعدون للهجوم أو إيقافهم ، وإنما حملهم على الاعتقاد بأن خططهم معرضة للخطر، وذلك على أمل أن يتم دفع التنظيم لتأجيل الهجمات على الأقل ، لكسب لوقت حتى يتم استئصال التنظيم ومن ثم انهاء تهديداته.

وهنا انتقل ريتش من الوضعية الدفاعية إلى الوضعية الهجومية في مواجهة تنظيم القاعدة ، مطالباً بضرورة نقل المعركة إلى أفغانستان والاستفادة من سخط بعض القبائل هناك على طالبان والاستعانة بالمقاومة الأفغانية المسلحة.

وهنا طرحت رايس السؤال المتوقع: وماذا يتعين علينا أن نفعل ؟.. وهنا رد كوفر على الفور بقوله : هذا البلد بحاجة الآن إلى الانتقال لوضعية الحرب.

ومرة أخرى عادت رايس تسأل : إذن ما الذي يمكننا عمله للانتقال إلى وضعية الهجوم ؟.

وجاء الرد، ولا اتذكر ما إذا كان قد جاء على لساني أم على لسان كوفر: علينا أن نحصل علي الصلاحيات التي سبق وتقدمنا للمطالبة بها في شهر مارس الماضي.

ولكن قبل ذلك كان يتعين على الرئيس الأميركي تعديل سياسته بما يتوافق مع الوضع الجديد ، وهو ما أكدت رايس أنه سيحدث.

واثناء مغادرتي مكتب رايس رحت أتبادل التهاني مع مساعدي الاثنين على أننا قد حصلنا أخيراً على الانتباه الكامل من جانب إدارة بوش. ومع ذلك ، فقد ذهبت الآمال إدراج الرياح ، حيث حالت بيروقراطية الإدارة دون منحنا الصلاحيات التي طالبنا بها في شهر مارس إلا في 17 سبتمبر 2001!!
و توالت التقارير والمعلومات الاستخباراتية ، التي تؤكد أن هجوماً كبيراً سيقع ، واستمرت في التوالي حتى العاشر من سبتمبر، وبعد أربع وعشرين ساعة توالت الأحداث التي اعتقد الجميع أنه لا مجال للتفكير في وقوعها ، والتي لم أكن أنا وكذلك جميع أفراد وكالتي نفكر في أي شيء آخر غيرها.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فى قلب العاصفة "سنواتى فى الـ سي . آي . إيه"
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 2:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14758
مكان: مصـــــر المحروسة

هذا هو ما حدث يوم 11 سبتمبر.

يتناول تينيت في هذا الجزء من كتابه ، الذي حمله عنوان: "11 سبتمبر" أسرار ذلك اليوم الذي غير وجه أمريكا والعالم ، وأصبح الحد الفاصل بين تاريخ ما قبل وتاريخ ما بعد هذا الزلزال .

ويكشف تينيت ، من خلال معايشته أحداث ذاك اليوم المشهود ، النقاب عما حدث في كواليس البيت الأبيض والـ " سي .آي . إيه " ، ورد فعل الرئيس بوش ، وما كان عليه هو وموظفي وكالته ، في ضوء تحذيراتهم من مثل هذه الهجمات دون أن يجدوا من الرئيس وأفراد إدارته آذاناً صاغية .

ويرصد تينيت هنا أيضاً ما شهدته ساعات يوم الهجمات من تغييرات جذرية في سياسة بوش ، وكذلك ً في شخصيته !!

ترجمة / مجدي كامل.

في صبيحة يوم 11 سبتمبر .. ذلك اليوم الذي غير كل شيء في حياتنا ، التقيت السيناتور السابق ديفيد بورين لاتناول فطوري معه في فندق سانت ريجس بواشنطون ، وكان ذلك في الساعة الثامنة والنصف .

وكان الرئيس بوش في تلك اللحظة خارج العاصمة في جولة بولاية فلوريدا ، مما كان يعنى إعفائي من تقديم الموجز اليومي للرئيس كالمتبع . وكان ديفيد قد التقطني من العدم في عام 1987 ، لكي أخدم كرئيس أركان لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ التي كان يرأسها .

وقد كنت ملهوفاً ذاك الصباح للقائه كعادتي دائماً .

وما كدت ألتقيه حتى رأيت تيم وورد المسئول عن حراستي الخاصة يهرع إلي حيث مكاني ، وملامح القلق ترتسم علي وجهه .

و كما تتطلب مهام منصبه ، كان تيم يتمتع برباطة الجأش ، شخص لا يمكن استثارته بسهولة ، ولكن ما بدا عليه هذا الصباح كان ينم علي أن هناك أمراً عاجلاً ، حيث قاطعنا ، فأدركت أن هناك بدون شك أمرأً مهماً يريد إطلاعي عليه ، فما كان مني إلا أن قمت وتنحيت به جانباً ، ليبلغني أن طائرة اقتحمت البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي .

ولم يحدثني عن الضحايا ، حتي أشرت إليه بأنني اتفهم ما حدث لهم . مؤكداً أن هذا التصادم الأول هو حادث مأساوي .

ولم يستغرق الأمر الكثير ، حتي ضربت الطائرة الثانية البرج الثاني ليتبين لهم أن أنه لا يزال هناك الأسوأ .. وهذه لم تكن القضية بالنسبة لي فقد كنت وزملائي نتعايش عن قرب مع احتمال التعرض لهجوم إرهابي ضد الولايات المتحدة .

وأدركت علي الفور أن هذه الهجمات قام بها تنظيم القاعدة .

و عندما أبلغت بورين بهذه الأخبار ، تذكر تحذيراتي من بن لادن ، وتساءل بصوت عال عما إذا كان زكريا موسوي متورطاً في هذه الهجمات .

الهجمات قلبت عالمنا الأمريكي الآمن رأساً علي عقب و رغم توقعاتنا إلا أن الفرق شاسع بين توقعها ووقوعها !!

وتركت تيم بورين وهرعت إلي سيارتي وعدت بسرعة لمكتبي في سي آي إيه . وفي هذه الدقائق الأولي كاد رأسي ينفجر .

ورحت أستدعي في مخيلتي جميع النقاط العشوائية التي قمنا بتجميعها ، وتذكرت مؤامرة " بيونكا " لتفجير 12 طائرة ركاب أمريكية فوق مياه المحيط الهادي ، وما أعقبها من إحباط خطة لمهاجمة مقر السي آي إيه بطائرة ركاب صغيرة في عام 1994 .

لقد انقلب عالمنا الأمريكي الآمن رأساً علي عقب ، ووصلت الحرب علي الإرهاب إلي شواطئنا .

وكانت الدقائق الإثني العشر التي أعقبت سماعي انباء الهجمات هي الأطول في حياتي . وفي الطريق اتصلت برئيس أركاني جون موسيمان ، وطلبت منه جمع كبار ضباط الأركان في قاعة الاجتماعات بالوكالة المتاخمة لمكتبي .

وكان هاتفي المؤمن يتعرض لنوبات توقف أثناء الطريق ، وعندما وصلت مكتبي ، علمت أن طائرة أخري ضربت مبنى البنتاجون (مقر وزارة الدفاع الأمريكية ) .

و الآن وحتى بعد مرور خمس سنوات علي الهجمات ، لا أستطيع أن أصف الأجواء النفسية التي وجدتها تسيطر علي هذا الاجتماع عند وصولي في الساعة التاسعة والنصف علي ما أتذكر .

ولا أعتقد أن شخصاً واحداً من بين من حضروا هذا الاجتماع كانت تساوره ذرة شك في أن هذه الهجمات الواسعة النطاق من تدبير القاعدة .

و رغم أننا لطالما توقعنا ما جري إلا أن هناك اختلاف كبير للغاية بين أن تتوقع أمراً وبين أن تراه وهو يقع بالفعل ، كما شهدنا مثلاً انهيار مركز التجارة العالمي .

وفي الساعة التاسعة وأربعين دقيقة انضم إلينا جون ماجلوغلين وكوفر بلاك وديك كلارك من البيت الأبيض عبر دائرة تليفزيونية مؤمنة .

وفي هذه اللحظة لم يتوقف رنين التيلفونات سواء من المسئولين أو الأصدقاء أو حتي الأهل والأقارب للتأكد من صحة الأنباء والشائعات التي راحت تتردد ، ومنها أن قنبلة سقطت علي الجناح الغربي من البيت الأبيض ، وأن النيران اشتعلت في مبني الكونجرس ووزارة الخارجية الأمريكية ، والحقيقة أننا في تلك اللحظة لم يكن لدينا أي فكرة عما هو حقيقي وما هو كاذب !.

و لم نكن نعرف أيضاً ماذا ينتظرنا فيما بعد ، ونحن الذين كان قد نما إلي علمنا أن القاعدة تنوي ضرب مقر وكالتنا بطائرة ، علماً بأننا كنا نجتمع في تلك اللحظة في الطابق السابع عشر ( الأخير ) من مقر " سي . أي . آيه " .

و اتذكر أنني سالت مايك هولفيلدر رئيس حرسي الخاص عما يوصي به في هذا الصدد فبادرني قائلاً : " هيا نخرج من هنا .. دعنا نخلي المكان .

والحقيقة أنني كنت متردداً ، فلم أكن أريد العاملين بوكالتي ، أو العالم ككل أن يعتقد بأننا نقفز من السفينة ، في نفس الوقت الذي لم أكن أريد فيه أيضاً أن أخاطر دون داع بحياة رجالي .

وهنا قال أحد الحضور من رجالي : إننا في حاجة إلي أن تكون قيادتنا آمنة لا يمسها سوء ، وقادرة علي اتخاذ القرارات .

في حوالي الساعة العاشرة طلبنا من موظفينا بالوكالة والذين يقدر عددهم بعدة آلاف بالعودة إلي منازلهم ، لينخرطوا في زحمة المرور غير المسبوقة التي كانت تشهدها واشنطون في تلكم الأثناء .

وكان قد تم إخلاء البيت الأبيض قبل 15 دقيقة ، بعد ضرب البنتاجون مباشرة .

كما كان قد بدأ إخلاء مبني الأمم المتحدة من موظفيه البالغ عددهم 12 ألف موظف منذ الساعة العاشرة وثلاثة عشرة دقيقة .

وبعد دقائق بدأ إخلاء وزارتي الخارجية والعدل والبنك الدولي .

أول سؤال لبوش فور وقوع الكارثة: تفتكر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي منفذة هذه الهجمات !!

وتم نقل كبار ضباطي من قاعة الاجتماعات إلي الطابق الأول الآمن نسبياً وإن كان عرضة للانهيار حال مهاجمة المبني بطائرة .

ثم غادرنا جميعاً المبني حيث اتخذنا أماكننا في مبني وحدة الطباعة البعيدة وجهزناها كغرفة عمليات .

و كان المكان يعج بالفوضى ، وحاولنا الاتصال بـ مايك موريل الذي كان مسئولاً عن استقبال موجزي الاستخباراتي للرئيس عندما لا يكون الأخير بواشنطون ، ولكنه لم يكن موجوداً ، حيث كان برفقة الرئيس في ولاية فلوريدا عندما ضربت الطائرة الأولي مركز التجارة العالمي .

وقد أبلغني مايك فيما بعد بالقصة .. قال إنه ومستشار بوش كارل روف والمتحدث باسم البيت الأبيض آري فليتشر كانوا يركبون سيارة الجولف الصغيرة عندما تلقي آري مكالمة هاتفية تسأله عم إذا كان يعرف أي شيء عن أن طائرة قد ضربت مركز التجارة العالمي .

وعلي الفور طلب مايك مركز عملياتنا فرد عليه بأن الطائرة لم تكن صغيرة . وبينما كان مايك ينتظر انتهاء الرئيس بوش من لقائه مع تلاميذ واساتذة المدارس الايتدائية ، شاهد مايك الهجوم علي البرج الثاني .

وعلي متن طائرة الرئاسة سأل الرئيس مايك عما إذا كانت جماعة فلسطينية تطلق علي نفسها اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي فعلاً مدبرة الهجمات كما أعلنت مسئوليتها عن الهجوم في الصحافة ، ورد عليه مايك بقوله : " ليس محتملاً ، فالجبهة الشعبية ليس لديها الإمكانيات لعمل هذا " .

وهنا قال بوش لمايك إذا كان لدي سي آي إيه أيه معلومات بخصوص الهجمات فأنا أريد أن أكون أول من يعرفها .

وبمجرد فتح قنوات الاتصال مع الرئيس وفريقه ، أخذنا نلملم كل ما نستطيع من معلومات ، وانتقل رجالنا إلي مدينة نيويورك .

وعلي سبيل المثال فقد أكتشفنا كيف أن الخاطفين تمكنوا من التشويش علي راداراتنا بارسال إشارات معينة حتي لا يتم اقتفاء آثار الطائرات ، وهم في طريقهم لشن الهجمات .

منتهى البيروقراطية : طلبنا قوائم ركاب الطائرات يوم الهجمات فقالوا لنا : ليس من حق " سي . آي . إيه " الحصول عليها !!

ورغم تأكدنا من أن القاعدة وراء الهجمات إلا أننا كنا في حاجة إلي دليل ، لذا طلب مركز مكافحة الإرهاب لدينا إدارة الطيران المدني بموافاتنا بقوائم ركاب الطائرات التي تحولت إلي أسلحة هجومية هذا الصباح .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فى قلب العاصفة "سنواتى فى الـ سي . آي . إيه"
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 3:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14758
مكان: مصـــــر المحروسة

و يا للغرابة ، فقد كان الرد الأول علي طلبنا هذا – في إطار البيروقراطية المعهودة – أنه ليس من حق الـ سي آي إيه تقاسم هذه المعلومات معنا !!

ولكن مع إجراء بسيط وصلت القوائم وعكف رجالنا في مركز مكافحة الإرهاب الذين كانوا يعملون من وحدة الطباعة علي فحصها .

ليكتشفوا كما جاء في تقرير رئيس المركز " أن بعض أولئك الخاطفين ممن كانوا علي إحدي الطائرات هم أنفسهم الذين كنا نبحث عنهم خلال الأسابيع القليلة التي سبقت الهجمات " .

واشار رئيس المركز إلي اسمين علي وجه التحديد : خالد المحضار ونواف الحازمي .

وكانت هذه هي المرة الأولي ، التي كان لدينا فيها دليلاً قاطعاً لا يقبل الدحض مطلقاً ، يؤكد ما توصلت إليه منذ اللحظة الأولي التي علمت فيها بالهجمات: نحن في وسط مؤامرة للقاعدة .

و في تلك اللحظة اتصل بي ديك تشيني نائب الرئيس يسألني عما إذا كنا نتوقع المزيد من الهجمات .

وفي تلكم الأثناء ، كانت طائرة رابعة مختطفة قد وصلت إلي شانكسفيل بولاية بنسلفانيا . وقد أجبت على سؤال نائب الرئيس بالنفي .

وقلت له أن تجربتنا مع القاعدة تشير إلي أنها تنفذ الهجمات بالتزامن أي في وقت واحد ، وأنها ستكتفي بهذا القدر في ذلك اليوم .

وأننا لا نتوقع أية هجمات أخري ، وأن هذا هو ما تعلمناه من هجمات القاعدة ضد سفاراتينا في إفريقيا (ملاحظة للقارئ : لم يشر تينيت في هذا الجزء من كتابه لا من قريب ولا من بعيد إلي مصير أو طبيعة أو أية تفصيلات خاصة بالطائرة الرابعة).

و قد غادرت أنا ورجالي مبني وحدة الطباعة ، وعدنا للمبني المقر للوكالة حوال الساعة الواحدة مساءً . .

وكان الخطر قد زال علي الأقل لهذا اليوم. وبعد سلسلة من الاجتماعات مع رجالي ، كان هناك اجتماع آخر ، ولكن مع الرئيس عبر دائرة تيلفزيونية مؤمنة .

و يسجل التاريخ أن الرئيس بوش الذي كان قد هبط في قاعدة أوفوت الجوية في ولاية نبراسكا ، أثناء طيرانه عائداً إلي واشنطون ، بخط سير متعرج ، لا يمكن تتبعه ، تحدث معي من مقر القيادة الاستراتيجية الأمريكية تحت الأرض .

و أتذكر الرئيس بوش وهو يسألني عمن نفذ - في اعتقادي - هذه الهجمات . فأجبته بنفس الكلمات ، التي أجبت بها ، عن نفس السؤال ، الذي طرحه نائبه تشيني قبل عدة ساعات من مكالمته : القاعدة .

وعنما أبلغت الرئيس عن المحضار والحازمي صرخ في وجه مايك موريل : كان من المفترض أن أكون أول من يعلم بهذا .

وقد كان الرئيس أثناء هذا اللقاء عبر الدائرة التليفزيونية رابط الجأش ، ومحتفظاً بتركيزه ، وعندما التقيته ليلة نفس اليوم وجدته يؤكد انطباعي الأول عنه .

وأتذكر أنني وجدت لدي للقاء الرئيس تلك الليلة ، ربما بعد الساعة التاسعة ، وجدت البيت الأبيض ، وقد تحول لحصن منيع . وهناك كان الرئيس ومعه نائبه تشيني ومستشارته للأمن القومي كوندوليزا رايس ، ووزير خارجيته كولين باول ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد والجنرال هوف شيلتون رئيس هيئة الأركان المشتركة ، وعدد قليل آخر بينهم لين تشيني ولورا بوش .

11 سبتمبر " صنفرت " بوش ومنحت "سي . آي . إيه " لأول مرة موارد وصلاحيات حقيقية لطالما طالبنا بها !!

وكان الرئيس قد ألقي خطاباً للأمة في الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم ضمن فيه ما أصبح يعرف – فيما بعد - بـ " مبدأ بوش " : لقد وجهت كل موارد مخابراتنا وجميع أجهزتنا المكلفة بفرض القانون للبحث عن هؤلاء المسئولين عن الهجمات وإحضارهم أمام العدالة .

وسوف لن نميز بين الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الأفعال ، وهؤلاء الذين يحتضنونهم .

وبالنسبة لنا في سي .آي . إيه فإن مبدأ بوش الجديد هذا كان يعني بالنسبة لنا أن القيود التي لطالما فرضت علينا وغلت أيدينا قد رفعت أخيراً .

وقد كانت لدينا بالفعل خطة موضوعة علي الأرفف بوكالتنا لتعقب كل من القاعدة وحماتها (طالبان) في أفغانستان ، والآن نستطيع البدأ في تنفيذها .

ووسط مشاعر الأسي التي صاحبت ذلك اليوم ، أدركنا أننا سنحصل أخيراً علي تفويض وموارد لكي نقوم بالمهمة التي كنا نعرف أنه لا بد من القيام بها .

ولا شك أن 11 سبتمبر كانت لحظة " صنفرت " أو " صقلت " رئاسة بوش . فقد حولته بطريقة لم يكن أحد منا ليتنبأ بها .

وقد شهدت قيادته للبلاد خلال الأشهر التالية اختلافاً هائلاً عما كان عليه الحال قبل الهجمات.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فى قلب العاصفة "سنواتى فى الـ سي . آي . إيه"
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 3:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14758
مكان: مصـــــر المحروسة

يتهم تينيت في هذا الجزء من كتابه كبار مسئولي إدارة الرئيس بوش بأنهم كانوا يبيتون النية لغزو العراق حتى من قبل تولي بوش السلطة ، رغم حقيقة أن المعلومات الاستخبارية - حينئذ - لم تكشف عن أي دليل يشير إلي تورط صدام في هجمات 11 سبتمبر..

وفي مقدمة لائحة اتهامه يأتي نائب الرئيس ديك تشيني ومنظر المحافظين الجدد ريتشارد بيرل ونائب وزير الدفاع بول وولفويتز, الذين ربطوا بخبث قرار حرب العراق بهجمات 11 سبتمبر لتبريرها , مشيرا الى أن التحقيقات التي أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية لم تثبت حيازة نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل , ولكن خطة الإطاحة بصدام كانت جاهزة حتي من قبل هجمات 11 سبتمبر

ترجمة/ مجدي كامل.

في اليوم التالي لهجمات 11سبتمبر, التقيت بالمسؤول السابق في وزارة الدفاع وأحد أبرز مفكري المحافظين الجدد ريتشارد بيرل , بينما كان خارجًا من البيت الأبيض.

وقد فوجئت ببيرل , الذي لم يكن يشغل منصبًا رسميًا في الإدارة الأميركية , يقول : على العراق أن يدفع ثمن ما حدث بالأمس. إنه يتحمل المسؤولية. وقد صدمني ما سمعت , فالتفت إلى الخلف سائلاً نفسي: " ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل بحق الجحيم ".

كما رحت أتساءل عن سبب وجود بيرل في البيت الأبيض في أولى ساعات صباح ذاك اليوم تحديدًاً ؟!.

بوش وصقوره وصلوا البيت الأبيض والنية مبيتة لغزو العراق !! و استغلوا أجواء سبتمبر لغسل مخ الأمريكيين وكسب تأييدهم للحرب !!

سيظل الموعد المحدد ، الذي أصبح فيه غزو العراق أمراً حتمياً ، أحد أكبر الألغاز بالنسبة لي. فقد كنت في الفترة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، والشهور أيضاً التي سبقتها ، مشغولاً إلى حد الهوس بالحرب على الإرهاب.

و لم تكن الليالي الطويلة التي جافاني فيها النوم في تلك المرحلة لها أي صلة بصدام حسين ، وإنما كانت القاعدة هي التي تسيطر علي الكوابيس التي كانت تداهمني في نومي ، ولم يكن السؤال هو : ماذا لو ضربت ؟ ".. وإنما كان حول الشكل الذي ستتخذه ضربتها المقبلة بمعنى : كيف ستضرب ؟.

وكنت أقدح زناد تفكيري حول ما يمكننا عمله لتعطيل وعرقلة ومنع مثل هذا الهجوم.

وعندما أعود بذاكرتي للوراء ، فإنني أتمنى لو كان بمقدوري أن أعطي مجهوداً واهتماماً مماثلاً للعراق.

ففي ضوء جميع الأخطاء الفادحة التي قدر للإدارة الأميركية الوقوع فيها ، كان العراق يستحق مساحة أكثر من وقتي.

ولكن عذري هو أن ما كان لدينا في تلكم الفترة من حقائق مجردة ، لم يكن ليجعلني أتصور أن هناك أي داع أو ضرورة لتحرك قطار الغزو وبمثل هذه السرعة.

فكثير من أفراد إدارة بوش كان العراق يمثل شغلهم الشاغل حتي من قبل وصولهم معه للسلطة ، ولدى وصولهم كان العراق يسيطر علي تفكيرهم.

فبعد إعلان بوش رئيساً ، وقبل توليه الفعلي للسلطة بوقت قصير ، كان ديك تشيني قد طلب من ويليام كوهين وزير الدفاع الذي كان يغادر منصبه تقديم تقرير شامل وكامل عن العراق ، والخيارات المتاحة فيما يتعلق بهذا البلد.

وبالنسبة لي كان الأمر يبدو طبيعياً أن يتم إحاطة الرئيس الجديد وبسرعة بكل ما يتعلق بالقضايا محل اهتمام الولايات المتحدة.

فقد كانت أطقم مقاتلاتنا الجوية تحرس المنطقة المحظور الطيران فوقها شمال العراق وسط مخاطر كبيرة ، في الوقت الذي كانت فيه العقوبات المفروضة ضد صدام تتآكل بخطى منتظمة.

رجال بوش ومنظروهم حاولوا مداراة فشلهم في سبتمبر بفبركة علاقة وهمية بين العراق والقاعدة وأسلحة الدمار !!

وكان هناك ومنذ البداية ثمة دليل علي أن نائب الرئيس ديك تشيني لديه نية مبيتة للتدخل في توجيه مسار عمل وكالة المخابرات المركزية وما تقوم به من جمع معلومات وإعداد تقارير.

وقد تركت قضية لويس ليبي ( مدير مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الذي أدانته المحكمة بتهمة تسريب اسم فاليري بليم ويلسون العميلة السرية بوكالة الاستخبارات المركزية "سي.آي.ايه " الى الصحافة ) تركت هذه القضية وما أثير خلال المحاكمة من أن اعتراف ليبي بأن تشيني هو الذي أمره بأن يكشف للصحفيين اسم فاليري ، انطباعاً بأن هناك شكل ما من أشكال الحرب تدور بين " سي. آي. إيه " ومكتب نائب الرئيس. ولو كانت هناك حرب فهي من جانب واحد ( مكتب تشيني ) فنحن بهذا المعنى لسنا بمقاتلين.

وحتى هذه اللحظة ، رأيت تشيني مهتماً بأحوال الوكالة ، ومستمراً في طرح الأسئلة الصعبة ، وكنت أرحب بأسئلته ، ما دمت أجيب بما لدي من حقائق ومعلومات ، وليس ما يود الطرف الآخر سماعه.

ولكن حدث ما أثار حفيظة العاملين بوكالتي.. فقد بات مسئولو إدارة بوش لا هم لهم سوي العراق وبالتحديد علاقة العراق بتنظيم القاعدة ، وكلما أكدنا لهم أن معلوماتنا لا تظهر أي صلة بين الطرفين ، لا يستسيغوا الرد.

وقد جاءت إلي في أحد أيام عام 2002 جامي ميسيك التي تشغل منصب كبير محللينا في الوكالة تشكو من أن عدداً من صانعي السياسات بإدارة بوش حددت منهم سكوتر ليبي وبول وولفويتز يظهرون الامتعاض وعدم الرضا عن ردودنا علي أسئلتهم المتكررة فيما يتعلق بتورط العراق في علاقات مع تنظيم القاعدة.

وما كان مني إلا أن قلت لها قولي لمحللينك أن يردوا عليهم في المرة القادمة بعبارة مقتضبة هي : ردنا هو نفسه كما المرة السابقة.

والحقيقة أن التركيز علي العراق بواسطة كبار المسئولين في إدارة بوش كان هو شغلهم الشاغل ومنذ البداية.

ولم لا وقد كان بول وولفويتز وريتشارد بيرل ودوجلاس فيث من بين ثمانية عشرة شخصاً وقعوا علي رسالة علانية صادرة عن جماعة أطلقوا عليها اسم " مشروع القرن الأمريكي الجديد " ويطالبون فيها بإسقاط صدام حسين.

و غالباً ما يُنسى أيضاً أن تغيير النظام في العراق كان سياسة رسمية معلنة أيضا ً لإدارة الرئيس بيل كلينتون ، وكان الهدف من قانون تحرير العراق الذي أعلنه الكونجرس في عام 1998.

وقد تم تخصيص 100 مليون دولار لوزارة الخارجية لاستخدامها في عملية السعي لوضع نهاية لنظام صدام.

وفي بداية عمل إدارة بوش اقترح وزير الخارجية كولين باول تخفيف العقوبات الدولية علي العراق ، واستبدالها بما اصطلح علي تسصميته بـ " العقوبات الذكية ".. وفي أوائل عام 2001 ، تحدث عن أن أمريكا يتم اغتيالها سياسياً أمام محكمة الرأي العام العالمي لوجود انطباع في العالم بأن أطفال العراق يموتون جوعاً بسبب هذه العقوبات.

و اقترح باول من أجل تحسين صورتنا في العالم أن يتم استبدال العقوبات القائمة بأخري " ذكية " تتركز أكثر علي المشتروات العسكرية.

ولكن باقي أفراد الإدارة رفضوا قائلين بأن هذا سيسمح لصدام بالمراوغة واستعادة برامج أسلحته ولكن مع تمسك باول باقتراحه ، وافقوا علي " العقوبات الذكية " ، ولكن أيضاً اطاحوا بها بسرعة كأن لم تكن !


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فى قلب العاصفة "سنواتى فى الـ سي . آي . إيه"
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 3:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14758
مكان: مصـــــر المحروسة

وفي يوم 7 فبراير عام 2001 ، وبعد أقل من اسبوعين علي تولي الإدارة الجديدة ، ترأست كوندوليزا رايس ( كوندي ) اجتماعاً للجنة كبار المسئولين الأمنيين في البيت الأبيض وتركز حول العراق.

وكان معي في ذلك الاجتماع نائبي جون ماجلوغين.

وكما جرت العادة في العديد من الاجتماعات التي تمت في بداية عهد إدارة بوش ، فقد بدا أن الهدف منه هو جمع المعلومات ، وتحديد المهام البيروقراطية ، حتي تتمكن الحكومة فيما بعد من رسم سياستها العامة في هذا الصدد.

وكان موضوع العراق قد انزوى بعيداً عن بؤرة الاهتمام في ربيع وصيف ذلك العام – علي الأقل بالنسبة لي – حيث استرعت الكثير من القضايا الملحة اهتمامي ، ومن هذه القضايا أو الأحداث التي تم نسيانها الآن - تماماً - إجبار الصين مقاتلة البحرية الأمريكية إي بي -3 علي الهبوط في إبريل ، مما تسبب في توترات رهيبة عشناها على مدى 11 يوماً.

وتمضيتي جزءاً كبيراً من شهر يونيو في الشرق الأوسط اتنقل ما بين اسرائيل والأراضي الفلسطينية للمساعدة في استقرار الموقف الأمني هناك.

ولكن ذلك لا يعني أننا تجاهلنا صدام.

فقد كانت في إدارة عمليات " سي. آي. إيه " مجموعة عملياتية خاصة بالعراق تخطط لجميع العمليات السرية التي قد يطلب منها تنفيذها داخل العراق ، أو عند حدوده. وفي شهر أغسطس 2001 ، قمنا بتعيين رئيس جديد لهذه المجموعة ليس باستطاعتي الافصاح عن اسمه ، لأن الكشف عنه لا يزال قيد الحظر ، وكان هذا الضابط الذكي والمنظم الفكر أمريكي من أصل كوبي ، وكان دائماً يقول في الاجتماعات أنه لولا الإخفاق الأمريكي في عملية " خليج الخنازير " التي قامت بها الولايات المتحدة ضد كوبا ، لما قد رحل عن بلاده كوبا وجاء للإقامة في أمريكا.

ويقول إن أهم الدروس المستفادة من هذه العملية ، ومن تاريخ عملياتنا غير السعيد ضد العراق منذ نهاية حرب الخليج عام 1991 أو الرسالة التي يجب أخذها في الاعتبار هي أنه لا يمكن إزاحة صدام بعمليات سرية فقط.

و قد توصل عدد من كبار مسئولي إدارة بوش أتفهم دوافعهم ، ومعهم مجموعة من منظريهم في وسائل الإعلام في أوائل عام 2002 إلي أن سي آي إيه غير مستعدة للقيام بمهمة إسقاط صدام الصعبة.

ولكن القضية لم تكن كذلك على الإطلاق ، فبغض النظر عن تحليلاتنا التي تؤكد وجود عدة مستويات أمنية لحماية صدام والتي لا يمكن اختراقها بسهولة للوصول إليه ، كانت القضية بالنسبة لنا هي أننا حتى لو استطعنا الإطاحة بصدام ، يظل هناك احتمال قائم بتولي جنرال سني مكانه ، وبذل نستبدل صدام بآخر.

ولكن استنتاجاتنا هذه لم تحظ برضا الإدارة التي كان هدفها أن تجعل من العراق نموذجاً للديمقراطية يُحتذى به في الشرق الأوسط.

إدارة بوش لم تجر أية نقاشات جادة حول قرار الحرب ولم تبحث احتواء العراق و وولفويتز أصر من البداية علي إدراج صدام ضمن من يشملهم الانتقام الأمريكي!!

ولأن كل شيء تغير بعد 11 سبتمبر فقد حاول معظم مسئولي بوش إخفاء ومداراة فشلهم في التعامل مع تحذيرات سي. آي. إيه " من القاعدة باختلاق صلة تربط العراق واسلحة دماره الشامل بهذا التنظيم الإرهابي.

واستغلوا تأثر الأمريكيين عاطفياً بالهجمات للتأسيس لهذه الصلة نفسياً من خلال رسالة ركزوا عليها مفادها : " نحن لن نسمح أبداً بأن يفاجئنا أحد كما حدث في 11 سبتمبر. وأننا في حالة العراق وإذا ما تآكلت العقوبات واستمر صبر المجتمع الدولي علي صدام فسوف نستيقظ ذات يوم لنجد بحوزته سلاحا نوويا ولن نكون في وضع يسمح لنا باحتواء تهديداته ".

والحقيقة أن إدارة بوش لم تجر أبداً أية نقاشات جادة حول قرارها بغزو العراق. ولم تركز إلا علي الغزو باعتباره أمراً واقعاً ، ولم تبحث ما إذا كان صدام يمثل تهديداً عاجلاً لأمن الولايات المتحدة ، وإنما كانت تعتبره كذلك ، حتي في ضوء حقيقة عدم وجود ما يدل علي ذلك.

وعلي عكس ما جرت عليه العادة في هذه الأحوال لم يكلف رجال الرئيس وفي مقدمتهم نائبه تشيني نفسه حتي بإثارة احتمالات احتواء العراق.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فى قلب العاصفة "سنواتى فى الـ سي . آي . إيه"
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 3:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14758
مكان: مصـــــر المحروسة

ضابط عسكري كبير قال لـ " فيث " يوم 12 سبتمبر 2001 : لا بد من مهاجمة القاعدة في أفغانستان.. فرد عليه : يجب أن نتوجه بحملتنا العسكرية فورا لبغداد ً !!

وبغض النظر عما ذكرته آنفاً في بداية الكتاب من أنني التقيت صدفة ريتشارد بيرل في ساعة مبكرة من يوم 12 سبتمبر ، أي بعد الهجمات بيوم واحد خارجاً من البيت الأبيض ، وصدمتي لسماعه يقول لي : علي العراق أن يدفع ثمن ما فعله بالأمس ..

بغض النظر عن بيرل وما قاله ، هناك حادث آخر يبين كيف أن النية كانت مبيتة لحرب العراق.

فقد أبلغني مؤخراً ضابط عسكري كبير حدث أن كان برفقة دوجلاس فيث في أوربا وقت وقوع هجمات 11 سبتمبر، وأثناء عودته معه علي متن طائرة عسكرية اليوم التالي للهجمات ، قال هذا الضابط الكبير لفيث إن القاعدة هي المسئولة عن هجمات اليوم السابق ، وأنه لا بد من القيام بحملة عسكيرة كبري ضد معاقلها في أفغانستان.

وكم كانت صدمة هذا الضابط – كما روى لي – لدي سماعه فيث يرد عليه قائلاً الحملة يجب أن تتجه على الفور إلي بغداد.

رامسفيلد لم يكن متحمساً للحرب كنائبيه " فيث " و" وولفويتز " و رايس أبلغت هاس في يوليو 2002 أن قرار الحرب اتخذ بالفعل !!

وفي اجتماعاتنا مع الرئيس في كامب ديفيد فور وقوع هجمات سبتمبر كان لدى بول وولفويتز إصرار غريب علي أن يتم إدراج صدام علي لائحة من تشملهم عملية الرد الأمريكي علي هذه الهجمات.

وفي هذه الاجتماعات لم يظهر علي رامسفيلد وزير الدفاع تأييده لهذا الربط بين صدام والهجمات ، علي عكس نائبيه المتحمسين بصورة غريبة.

و بالنسبة لكوندوليزا رايس فقد كانت تشارك هؤلاء تحمسهم للحرب. وقد أبلغني ريتشارد هاس مدير التخطيط السابق في وزارة الخارجية ( رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في الوقت الراهن )..

أبلغني أن رايس قالت له في يوليو عام 2002 إن القرار تم اتخاذه بالفعل ، وما لم يخضع العراق لكل شروطنا وطلباتنا فإن الحرب ستقع لا محالة.

فوجئت بتشيني يقفز علي عمل سي. آي. إيه يمهد في خطاب للحرب متهماً صدام بحيازته سلاحاً نووياً في القريب العاجل سيضرب به أمريكا وحلفاءها !!

لم يقف الأمر عند هذا الحد ، فكم شعرت بالغرابة أيضاً عندما فوجئت بخطاب ألقاه نائب الرئيس تشيني في 26 اغسطس 2002 أمام حشد من المحاربين القدامى قال فيه :

«ليس هناك أدنى شك في أن صدام حسين لديه الآن أسلحة دمار شامل ، وهو يحشدها الآن لكي يستخدمها ضد أصدقائنا وحلفائنا وضدنا ".

كما قال تشيني في نهاية خطابه : " هناك كثيرون منا علي قناعة بأن صدام سيمتلك سلاحاً نووياً في أقرب وقت ".

وهكذا اقتحم تشيني مجال عملنا ، وجافى الحقيقة ، وتحدث دون الرجوع لنا لكي ننفي ما وصل إليه من خلال تحليله الاستخباراتي الخاص ، حيث تجاوز فيما وصل إليه ما يمكن لتحليلات الوكالة أن تدعمه وقد كان ينبغي علي أن أبلغ تشيني بذلك ، ولو في لقاء يقتصر علينا نحن الاثنين ولكنني لم أفعل.

وفي مساء يوم الجمعة 6 سبتمبر عام 2002 ، اجتمع فريق عمل الرئيس للأمن القومي وبمشاركة سي آي إيه في اجتماعات لبحث ما سنفعله مع العراق ، وقدم فريق رايس تقارير كثيرة تؤسس للحرب وتضع تصورات لما يمكن أن تجري عليه.

حذرتهم كتابياً من كل ما يجري الآن في العراق ولكنهم لم يستمعوا لي و أكدت لهم أن الفوضى ستعم والإرهاب سيتصاعد ضد الأمريكيين !

وكنت قد قدمت في اجتماع سابق في 13 أغسطس 2002 ، ورقة بالغة الأهمية بتاريخ بعنوان " العاصفة الكاملة ـ الاستعداد للنتائج السلبية لغزو العراق ".

وتطرح هذه الورقة السيناريوهات الأسوأ التي يمكن أن تقابلنا أثناء محاولتنا تغيير النظام في العراق.

وينص ملخص الورقة على أنه في أعقاب غزو تقوده أميركا للعراق ، فإنها ستواجه نتائج سلبية فيما يتعلق بالعراق نفسه ، وبالمنطقة ، وما يتجاوزها ، وهذه النتائج تشمل مايلي:

•الفوضى وتمزق وحدة أراضي العراق
•فقدان للاستقرار يهدد الأنظمة في الدول العربية الرئيسية.
•اتساع هائل في نطاق الإرهاب العالمي ضد المصالح الأميركية يغذيه العداء الديني المتزايد للولايات المتحدة.
•انقطاعات كبرى في الإمداد بالنفط وتوترات شديدة في التحالف الأطلسي.. هكذا كان تحذيري لهم من العديد من المصاعب التي برزت فيما بعد غزو العراق.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط