2- تحديد يوم المجيء الثاني وساعته!!
وكما حدد البعض السنة التي سيأتي فيها السيد المسيح ثانية فقد حددت بعض الآراء اليوم الذي سيتم فيه ذلك وقالت انه يوم الأحد، يوم الرب، كما حددت الوقت من اليوم وقالت أنه سيأتي ليلا، ثم حددت الساعة بالضبط، فى منتصف الليل، وفي الساعة الثانية عشرة ليلاً! وحدد البعض الأخر تاريخ ذلك اليوم!!
1 - تحديد تاريخ اليوم: نقل بعضهم ما جاء في سفر حجى النبي " هي مرة بعد قليل فأزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهي كل الأمم... فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدا من اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع (كسلو / ديسمبر) من اليوم الذي فيه تأسس هيكل الرب (أي الذي فيه ولد الرب حسب الجسد) اجعلوا قلبكم (حجي 2: 6، 18).
ويعلقون بالقول مما تقدم يتضح أن اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع العبري (كسلو/ ديسمبر) هو يوم المجيء الأول لمشتهى كل الأمم يسوع المسيح أبن الله، وهو نفس اليوم الذي يجيء فيه الرب وتكون نهاية العالم! ثم يحاولون
تأكيد هذا القول بما جاء في (عب26: 12).
ولكن هؤلاء اقتطفوا آيات من السفر لا علاقة لها ببعضها وحذفوا ما بينها من آيات وفسروها بعيداً عن سياق الكلام وأعطوها معنى لم تقصده ولا صلة لها به وألفوا يوما لا صلة له لا بالمجيء الأول ولا الثاني!! وإليك نص الآيات كما وردت في السفر " في الشهر السابع في الحادي والعشرين من الشهر كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا: كلم زربابل بن شالتيئيل والي يهوذا ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وبقية الشعب قائلا: من الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول وكيف تنظرونه الآن أما هو في أعينكم كلا شيء. فالان تشدد يا زربابل يقول الرب وتشدد يا يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وتشددوا يا جميع شعب الأرض يقول الرب واعملوا فأني معكم يقول رب الجنود 000 لأنه هكذا قال رب الجنود هي مرة بعد قليل فازلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة، وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم فأملا هذا البيت مجدا قال رب الجنود 000 في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلا: هكذا قال رب الجنود اسأل الكهنة عن الشريعة قائلا 000 فاجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدا من اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع من اليوم الذي فيه تأسس هيكل الرب اجعلوا قلبكم. هل البذر في الاهراء بعد والكرم والتين والرمان والزيتون لم يحمل بعد فمن هذا اليوم أبارك " (حج2).
من سياق الآيات يتضح لنا أن يوم " الرابع والعشرين " لا صلة له بالنبوة المقصود بها المسيح وأنما هو تاريخ يوم " تأسيس الهيكل " والحديث فيه عن الهيكل الثاني الذي بناه يهوشع رئيس الكهنة في أيام حجى وزكريا النبيان، والمقارنة بينه وبين هيكل سليمان من جهة الحجم، وبينه وبين هيكل العهد الجديد من جهة المجد.
2 - تحديد اليوم من الأسبوع: أعتقد بعض آباء الكنيسة القبطية في العصور الوسطى، من القرن العاشر، مثل ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونيين، أن الرب سيأتي ثانية،في مجيئه الثاني يوم الأحد اعتمادا على أن الاسم المستخدم في اليونانية لهذا اليوم هو " يوم الرب " (رؤ1: 1)، كما أن الكتاب يقول أن الله بدأ خليقة العالم يوم الأحد، وهذا اليوم خلق فيه السماء وجميع من فيها، وفيه خلق النور، وفيه أيضا خلق الأرض، وكل ما خلقه بعد ذلك كان مما خلقه في ذلك اليوم. وفي يوم الأحد دخل المسيح أورشليم كالملك الموعود، وفيه قام من الأموات، وفيه ظهر للتلاميذ أكثر من مرة، وفيه حل الروح القدس على التلاميذ، وفيه رأى القديس يوحنا رؤياه.
وهناك تقاليد تقول أن الملاك جبرائيل بشر العذراء بميلاد المسيح يوم الأحد، وفيه أيضا ولد المسيح، وفيه سيأتي ليدين الأحياء والأموات.
3 - تحديد الساعة من اليوم: يعتمد بعض الآباء على الآيات التالية للتأكيد على أن السيد المسيح سيأتي في منتصف الليل " ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل " (مت25: 6)، " لأنكم انتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء " (1تس5: 2)، " ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب " (2بط3: 10)، " في تلك الليلة (ليلة المجيء الثاني) يكون اثنان على فراش واحد فيؤخذ الواحد ويترك الآخر " (لو17: 34).
وكذلك على ما جاء في صلوات نصف الليل " ها هو ذا العريس يأتي في منتصف الليل، طوبى للعبد الذي يجده متيقظا".
ولكن السيد يقول أيضا " اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت امساء أم نصف الليل أم صياح الديك أم صباحا " (مر13: 35). ومن الواضح أنه يركز على السهر الروحي بمعنى الاستعداد أكثر من التركيز على تحديد الوقت " أن لم تسهر اقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة اقدم عليك " (رؤ3: 3).
ومع ذلك فقد حدد البعض مؤخراً السنة واليوم والساعة التي سيأتي فيها السيد المسيح ثانية!! وقالوا أنه سيأتي الساعة الثانية عشر من ليلة الرابع والعشرين من شهر (ديسمبر /كسلو) سنة 2001م أو سنة 2014م!!.
متجاهلين بذلك قول السيد نفسه " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبى وحده " (مت24: 36)، " فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان (مت 25: 13)!!
هامش :
(1) أستخدم في هذا الفصل العديد من الملفات الموجودة على شبكة الإنترنت Internet تحت عناوين كثيرة أهمها " Second Coming , Rapture , End times , End of the World , Bible Prophecy & Eschatology وفيما يلى بعض الملفات والكتب التي استعنا بها واقتبسنا منها مباشرة :
(2) Knowing The Day and Hour
(3) End Time Predictions
(4) Another gospel & Seventh Day Adventist Encyclopedia
(5) Miller &The End of The world
(6) إلين هوايت " الصراع العظيم " و " فانس فارل " نبية الأيام الأخيرة ".
(7) جمعية برج المراقبة ( شهود يهوه ) " الحق يحرركم " , " لتكن مشيئتك " واعداد مجلة برج المراقبة لسنة 1995م.
(8) الأنبا ديسقورس الأسقف العام " بحث في تفسير المعادلات الحسابية في سفر دانيال ".
(9) مجدي صادق " المجيء الثاني ".
(10) ساويرس ابن المقفع "الدر الثمين في إيضاح الدين ".
(11) الأغنسطس إبراهيم عياد جرجس " تحديد نهاية العالم باليوم والساعة والثانية ".
(12) القمص بيشوى كامل " دانيال صديق الملائكة ".
(13) " دانيال وحرية الشعوب " المؤلف مجهول.
(14) القس عبد المسيح بسيط أبو الخير " أعجاز الوحي والنبوة في سفر دانيال ".