موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 56 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

الطوائف الرئيسة في الإسلام

هناك طائفتان رئيستان في الإسلام: السُّنَّة والشِّيعة. وهما منقسمتان حول ترتيبات الأئمة (القادة السياسيين للمسلمين) بعد موت النبي محمد في عام ٦٣٢ م.

•يتبع أهل السنة خلافة معاوية صهر محمد, الذي أسَّس الخلافةَ الأموية عام ٦٦١ م، وقد شملت الدولة الأموية إيران.

•يتبع الشِّيعَة خلافة عليٍّ صهر محمد (زوج ابنته) الذي استشهد ابنه الحسين عام ٦٧٠ م, وهو يحاول الإطاحة بالأمويين. ويعتبر الشيعة سلالة الأئمة رمزًا للسلطة الدينية، بالإضافة إلى كونهم قادة سياسيين.

وعلى الرغم من أن المذاهب الإسلامية الرسمية ظهرت فقط في القرن الحادي عشر الميلادي, إلا أن هذين الفصيلين انقسمَا عن بعضهما البعض منذ أوائل الدولة الأموية.

ولتسهيل المناقشة سنستخدم الاسميْنِ:

سُنَّة وشيعة. بصورة خارج عصر نشوئهما للإشارة إلى كِلا الفئتيْنِ. وفي نهاية المطاف, اتبع معظم العرب أهل السُّنة، بينما معظم الإيرانيين اتبعوا الشِّيعة، وعارضوا الحكم العربي السُّني.

أطاح العباسيون العربُ – بمساعدة الإيرانيين والشيعة من وسط آسيا الذين قادهم أبو مسلم - بالأمويين العربَ في ٧٥۰ م.

ورغم أن الحكم العباسي الجديد دعم الإسلام الشيعي في البداية، إلا أنه ما لبث أن نبذه، فاغتال أبا مسلم، وعاد إلى الإسلام السني.

وقد استمر العباسيون العرب في المحافظة على عدم الثقة تجاه الشيعة الإيرانيين وشيعة وسط آسيا، الذين أعلن الكثيرون منهم أن الشهيد أبا مسلم هو المَهْدِيُّ، وحاربوا لإسقاط الحكم العربي السُّني.

وفي عام ٧٦٢ م بنى العباسيون بغداد لتكون عاصمتهم الجديدة، فلقد استخدموا المهندسون والمعماريون الهنود لتصميم المدينة، وبغداد في الحقيقة اسم سنسكريتي "باغا – دادا" وتعني "هدية الرب".

وهكذا فإن تعيين بغداد بالاسم في التانترا ليس أمرًا مفاجئًا, طالما أن المدينة كانت معروفة على نطاق واسع بين الطبقات المتعلمة من الهنود.

فضلاً عن ذلك يُشير ذِكرها إلى أن المرجعية للغزاة غير الهنود لا بد أن تعود إلى مجموعات وُجدَت بعد عام ٧٦٢ م.

ولذلك، فإن أولى المجموعات التي يجب تناولها هي السُّنة والتيار الشيعي العام لتلك الفترة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

قائمة الأنبياء لا تطابق الاعتقادات السنية أو التيار الشيعي المركزي

إن كُلاًّ من المسلمين السُّنة والتيار الشيعي المركزي – الذي بات يُعرف لاحقًا بالتيار الشيعي الاثني عشري – يقبلان قائمة الخمسة وعشرين نَبيًّا الواردة في القرآن، كما أن كليهما يقبلان أن محمدًا هو آخر الأنبياء، ورغم أن السُّنة يقبلون بالمَهْدِيِّ على أنه مسيح وإمام، وسيعيد تنصيب طهارة الإسلام، ولكنهم لا يشددون عليه كثيرًا.

أما الشيعة فيشددون بقوة على المَهْدِيِّ، ويقولون بأنه سينتقم لمقتل الحسين مظلومًا.

ولكن السنة والتيار الشيعي المركزي لا يعتقدان أن المَهْدِيَّ نبيٌّ.

وبذلك، واعتمادًا على دليل قائمة الأنبياء الوارد ذكرهم في فقرة التانترا، فإن تعبير الغزاة غير الهنود لا يشير إلى العباسيين السنة، ولا إلى التيار الشيعي المركزي الذي عارضهم.

ويمكن عمل حجة مضادة معتمدة على الاقتباس من "نور بدون شوائب"، وهو تعليق على الكلاتشاكرا تانترا الموجزة.

وطبقًا للتقاليد فإن كِلا النَّصَّيْن كُتِبا في الشمبالا، وهي التانترا الخاصة بالحاكم الكلكي الأول مانجوشري ياشاس، والتعليق قد كتبه ولده الحاكم الكلكي الثاني بونداريكا.

يشير التعليق إلى محمد باعتباره "معلم الدارما للغزاة غير الهنود, معلم وسيد المليتشا تاييس". والتاي السنسكريتية هي النسخ الصوتي للكلمة العربية أو الأرامية طي ( والجمع طيايا, طيايي) أو الشكل الفارسي لها: تازي.

الطيايا كانوا أقوى القبائل العربية في الجاهلية، وهم الطائيون، وبالتالي استخدمت كلمة "طيايا" في السريانية والعبرانية اسمًا مُعَمَّمًا للعرب منذ القرن الأول. النصارى السيريانيون بدورهم استخدموا المصطلح للمسلمين الأوائل، بينما الشكل الفارسي الحديث تازي هو المصطلح الذي استُخدم للإشارة إلى الفاتحين العرب لإيران، فعلى سبيل المثال، من قِبَلِ آخر الحكام الساسانيين يزدجرد الثالث (حكم من عام ٦٣٢ إلى عام ٦٥١ م).

ولقد قدَّم الصينيون صوتِيًّا الكلمة الفارسية نفسها ك"داشي"، واستخدموه أيضًا للعرب.

وهكذا فاعتمادًا على المصطلح "طاي" يمكن للمرء أن يجادل بأن الغُزاةَ غير الهنود سيكونون عربًا، وتحديدًا عرب السُّنَّة العباسيين.

إن ظهور مصطلح "طاي" في أدب الكلاتشاكرا للإشارة إلى الغزاة غير الهنود مع ذلك لا يُرَسِّخُ الغزاة بوصفهم عرب السنة العباسيين، ناهيك عن العرب أصلاً.

ويمكن أن يشير أيضًا إلى أن الغزاة سيكونون من منطقة ثقافية إيرانية، أو أي منطقة غير عربية أخرى؛ حيث حُكْم العباسيين، وليس بالضرورة المسلمين السنيين. فالتبتيون – على سبيل المثال – ترجموا "طايي" إلى "ستاغ-زيغ" وتنطق "تازي"، وهي بلا شك مشتقة من الكلمة الفارسية الوسطى"تازي"، أو البارثيانية "تازيغ".

وهذا يُشِير إلى أن التبتيين كانوا على دراية فِعلاً بالمصطلح تازيغ قبل ظهوره بلفظ: "تاي" في أدب الكلاتشكرا.

وهذا بسبب أن التبتيين يستخدمون أيضًا "تاغزيغ" للموطن الأصلي لديانتهم الأصلية قبل البوذية (البونية) – وهي المنطقة الثقافية الإيرانية قبل الإسلام بآسيا الوسطى غرب شانغ – شُنغ (غرب التبت).

لاحظ أن الطاجيك اليوم يتحدثون لغة إيرانية، ولا علاقة لهم بالعرب.

وبدلاً من ذلك، فإن مصطلح تاي يمكن أن يشير إلى أن مؤلفي أدب الكلاتشاكرا لم يُفَرِّقوا بوضوحٍ بين الخلفيات العِرقِيَّة للمجموعات الدينية المختلفة في أزمانهم.

ونستمد تأييد الدليل على هذه النتيجة من حقيقة أن المعلقين التبتيين على الكلاتشاكرا تانترا الموجزة، مثل بوتون (١٢٩٠ – ١٣٦٤ م) وكايدروبجي (١٣٨٥-١٤٣٨) استخدموا "تاي" كـ: "سوغ-بو" و"أرض مكة" كـ: "سوغ-يول" (أرض الـ "سوغ-بو") في تعليقاتهم على نصوص الكلاتشاكرا.

وفي زمن هذين المعلقين من التبت أشارت كلمة "سوغ-بو" أساسًا إلى مجموعات مغولية متباينة، ففي زمن بوتون, وعلى الرغم من أن الحكام المغوليين لمنغوليا والصين تبعوا البوذية التبتيَّة, فإن معظم الحكام الصينيين لمقاطعات أخرى من العالم المغولي دخلوا في الإسلام.

فقد قَبِل الإسلامَ آلُ كيبتشيك خان فيما يسمى اليوم بكازاخستان ووسط روسيا حوالي عام ١٢٦٠ م, وأسرة خان الثانية قرابة عام ١٣٠٠ م، وآل خان في جغتاي الغربية فيما يسمى اليوم بأوزبكستان وأفغانستان عام ١٣٢١ م.

وفي زمن كايدروبجي فإن المغول الذين تبعوا البوذية التبتية لم يعودوا يحكمون الصين؛ ومع هذا فإن التواصل التبتي مع المغول في حياة كلٍّ من معلقِي الكلاتشاكرا هذين كان مع المغول البوذيين لا المغول المسلمين.

وعلى أية حال, فقد أضحى المغول قوة عظمى في آسيا الوسطى, فقط على مشارف القرن الثالث عشر الميلادي, بينما نصوص الكلاتشاكرا السنسكريتية نفسها سبقت هذا الحدث بعدة قرون.

وهكذا, فإن استخدام مصطلحي سوغ-بو وسوغ-يول في سياق شروح الكلاتشاكرا لا يمكن أن يكون إشارة للمغول أنفسهم.

ولذا فنحن بحاجة لفحص المجموعات الدينية والإثنية قبل المغولية والتي طَبَّق أهل التبت اسم سوغ-بو عليها.

وفي بعض النصوص خارج الكلاتشاكرا فإن مصطلح سوغ-بو مقترنا بـ ستاغ-زيغ أشار إلى أهل السُّنة من العرب، لكن ليس بالضرورة إلى أهل السنة العرب في العصر العباسي.

فعلى سبيل المثال، فالمؤرخ التبتي تاراناثا في أوائل القرن السابع عشر الميلادي يشير في كتابه "تاريخ البوذية في الهند" إلى الحَجَّاج بن يوسف الثقفي حاكم الأقاليم الشرقية للدولة الأموية بوصفه "ستاغ-غزيغ سوغ-بو ها-لا-لو"، أي تابعًا لدين المليتشا، وقد شمل حكم الحجاج أصلاً ما يُعرف بشرق إيران اليوم وبلوشستان (مكران) وجنوب أفعانستان.

لكن في عام ٧١٧ م مَدَّ ابن أخيه وصهره محمد بن القاسم هذا الحكم إلى السند وسوراشترا.

لقد ذكر تاراناثا حكم الحَجَّاج بوصفها الفترة التي وصل فيها حكم المليتشات أول ما وصلوا إلى الهند. لقد كان الأمويون من العرب السنة.

ويظهر الالتباس التاريخي عند تاراناثا بوضوح، رغم ذلك حينما ذكر أيضًا أن الحجاج جاء من مدينة با – جا – دا (بغداد) في أرض مول – تا – نا (مولتان)، وهي شمال السند وتعرف بباكستان اليوم.

لقد بنى العباسيون بغداد عام ٧٦٢ م بعد سقوط الخلافة الأموية.

وقد نتذكر أن فقرة الكلاتشاكرا التي تُعَدِّدُ أسماءَ أنبياء المليتشا ذكرت أن محمدًا جاء إلى بغداد في أرض مكة.

وتاريخيًّا فإن التبتيين طبقوا اسم سوغ-بو والمشتق من "سغديا" (وهي أوزبكستان الحالية)، على كل أواسط آسيا، وليس على المغول أو العرب السُّنة فقط.

وإبَّان القرن الثامن والنصف الأول من القرن التاسع الميلادي حارب الحكام العرب والصينيون والترك والتبتيون بعضهم البعض من أجل السيطرة على سغديا (أوزبكستان) والمناطق المجاورة لآسيا الوسطى.

إن اسم سوغ-بو لم يكن بالضرورة يشير إلى العرب السُّنة فقط في هذه الأيام والمناطق، بل ربما شمل أيضًا السغديين وسكان آسيا الوسطى الذين التحقوا بالجيش العربي أيضا.

وعلاوة على ذلك، فبالرغم من أن العديد من السغديين دخلوا في الإسلام زمن الخلافة العباسية، فإن العديد منهم بقوا على دياناتهم القديمة، بوذيةً كانت أو مانوية.

وهكذا كما في حالة مصطلح "تاي"، فإن مصطلح سوغ-بو يمكن أن يشير إما إلى المنطقة الثقافية في آسيا الوسطى، أو إلى تمييز غير دقيق للمجموعات الدينية أو الإثنية.

فعلى سبيل المثال، ففي مكان سابق على النص المذكور آنفًا يتحدث تاراناثا أيضًا عن أهل ستاغ-زيغ سوغ-بو ودينهم المليتشا في منطقة ملتان.

غير أنه في هذه الحالة فإن الإشارة ليست للعرب السُّنة في محيط ملتان، ولكن بطريقة أكثر وضوحًا إلى الهون البيض من المغول.

إن المناقشة هنا تشير إلى هارشا إمبراطور غوبتا، وهو الراعي الكبير للبوذية، الذي غزا المنطقة التي حكمها الهونيون البيض.

ولقد حكم هارشا من عام ٦٠٦ إلى عام ٦٤٧ م، وهكذا فإن دين المليتشا الذي أشار إليه تاراناثا لا يمكن أن يكون الإسلام، فالأديرة البوذية في المنطقة حول ملتان دَمَرها الحاكم الهوني الأبيض ميهيراكولا عام ٥١٥ م، ولقد استمرَّ حكام الهيفثاليين في حكم المنطقة حتى غزاها هارشا.

وعلى الرغم من أن الحكام الهياطلة الأوائل كانوا رعاة للبوذية فإن ميهيراكولا كان معاديًا لها، وكانت هجماته على الأديرة من المفترض أن من آثاره عليها هم قساوسة النصارى النسطوريين والمانويون.

ومن غير الواضح ماذا كانت سياسة الحكام الهياطلة ما بعد ميهيراكولا تجاه البوذية، لكن يمكننا أن نخمن أن دين المليتشا في إشارة تاراناثا كان على الأرجح المانوية، وهو أحد الأديان الرئيسة للسغديين.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

ولكي نضيف إلى عدم دقة المصطلحات في النصوص نفسها فلقد استخدم تاراناثا أيضًا اسم توروشكا، ويعني الأتراك بالتبادل مع ستاغ-زيغ.

ولقد كان هذا الاستخدام رغم ذلك للإشارة إلى تدمير أديرة أودانتابوري وفيكراماشيلا في الهند بواسطة الأتراك الغوريين عام ١٢٠٠ م.

ولقد استخدمت الكلمة السنسكريتية توروشكا، وهي مستخدمة في النسخ الصوتي باللغة التبتية في الأعمال السنسكريتية بصورة تقليدية للإشارة إلى الشعوب التركية الأولى المختلفة، مثل الكوشانيين والهون البيض والأتراك الشاهيين.

ومع هذا فتاراناثا لم يذكر حتى غزو الأتراك الغزنويين للهند في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي – الذي كان قريبًا من وقت ظهور تعاليم الكلاتشاكرا في الهند – فضلاً عن الإشارة للغزنويين بوصفهم أتراكًا.

إن عدم دقة تاراناثا في استخدام المصطلحات الإثنية، وخلطه فيما بتعلق بالأديان الأجنبية، يظهر بطريقة أكثر جلاءً في وصف مُؤسِّس دين المليتشا، وهو هنا الإسلام.

فلقد ذكر أن المؤسِّس كان أساسًا راهبًا بوذيًّا من ساوترانتيكا اسمه كوماراسينا، والذي تركها وقرر أن يُؤسِّس دينًا ينافس البوذية.

وقد اتخذ اسم ما-ما-ثار (محمد؟)، وألَّف نصوص المليتشا، وقد خبَّأ هذه النصوص في مكان اسمه بي-سلي-ملي (بسم الله؟)، ولقد اكتشفها باي-كام-با (؟)، والذي درس معانيها مع ماماثار وأصبح حكيمًا للمليتشات. باي-كام-با عندئذ ذهب إلى مدينة ما-كا (مكة) ونتيجةً لتعليمه هناك نشأت الأسر الحاكمة لساي – د ا (العباسيين؟) و تو-رو-شكا. باي-كام-با عندئذ عُرِف باسم أر-دو (آدم).

وباختصارٍ فإن المصطلحات العامة المليتشات وتاي وسوغ-بو وتوروشكا بلغت من الغموض مبلغًا يتعذَّر معه أن تكون دليلاً قاطعًا على هوية الفاتحين غير الهنود، الذين علَّمَهم محمد, والمذكورون في نصوص الكلاتشاكرا.

إن الدليل المقدَّم في قائمة الأنبياء يحدد الغزاة بطريقة أكثر دقة، ولذا فهو موثوق به بدرجة أكبر في تحديد هوية هذه المجموعة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

الطوائف الشيعية العباسية الأولى

انشقت عن الشيعة المنشقَّة عن عامة المسلمين فئة أخرى في عام ٧٦٥ م فشكلت الطائفة الإسماعيلية، وقد أكَّد الإسماعيليون أن الإمام السابع إسماعيل، الذي اختفى وهو طفل في عام ٧٦٢ م، سيعود في المستقبل بصفة المَهْدِيِّ.

وبالتالي شدَّد الإسماعيليون بصورة كبيرة على العدد سبعة، فقائمة أنبيائهم تحتوي على سبعة أشخاص:

آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد والمَهْدِيُّ.

وهذه القائمة تطابق قائمة الغزاة الواردة في الكالاتشاكرا، عدا ماني.

وقد وصَمهم العباسيون بالزندقة واضطهدوهم.

والفئة الأخرى التي تفرَّعت داخل الإسلام الشيعي ونشأت في تلك الفترة كانت المانوية الإسلامية؛ إذ دَمجت تعاليم ماني بالإسلام الشيعي، واعتنقها الكثير من المفكرين الإيرانيين في صدر الدولة العباسية في نهاية القرن الثامن الميلادي.

فلقد خاطبت عقول أولئك المفكرين؛ لأنها قدمت تعاليمَ فلسفية أوسع وأعمق من تلك الموجودة في الإسلام السُّني آنذاك.

وقد عَدَّ الحكام العباسيون السُّنة الأفكار المانوية تهديدًا لسلطتهم، فوصموا الشيعة المانويين بالزندقة، ولم يضطهدوهم وحدهم فحسب، بل اضطهدوا كذلك التيار المانوي العام.

وعلى النقيض، فقد تحمَّل العباسيون كل المجموعات الدينية الأخرى داخل نطاق سلطتهم، وهم المسيحيون النساطرة واليهود والزرداشتيون والبوذيون والهندوس على حد سواء، شريطة أن يدفعوا الجِزْيَة.

قد تكون العلاقة بين العباسيين وفئات متمردة عينية من بين العوامل المساهمة الإضافية لتعصب العباسيين تجاه الشيعة المانويين.

ولقد حاربت مجموعتان رئيستان منشقتان ضد العباسيين في إيران وآسيا الوسطى – الشيعة الإيرانيون مثل أتباع أبي مسلم، والقبائل التركية مثل الأتراك الأرخون، وقد ارتدى المتمردون رداءً أبيض ليُظهروا معارضتهم للعباسين الذين ارتدوا السواد، وارتدى المانويون كذلك الرداء الأبيض.

وبذلك عُدَّ المسلمون الشيعة المانويين مع المنشقين تهديدًا خطيرًا من الناحية الفكرية والناحية السياسية.

كان يمكن أن يكون هذا هو الحال فقط بسبب ارتباطهم بالمانويين, بغض النظر عن لون الملابس التي ارتداها الشيعة المانوية أنفسهم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

الصلة بين تدمير معابد جين والأديرة البوذية في فالابي

في أوائل العقد الثامن من القرن الثامن الميلادي هاجم حكام السند (جنوب باكستان) العباسيون معابد جين والأديرة البوذية في فالابي, وفي سوراشترا (جنوب غوجارات بالهند)، وكان ذلك إبان حملتهم للسيطرة على الموانئ السوراتية، كما حققوا آنفا في الموانئ السندية عند مصب نهر السند.

كان هدفهم الرئيس هو السيطرة على التجارة مع الدولة البيزنطية وأوربا، وفرض ضرائب على التجارة المارة من هناك.

كانت فالابي المركز الروحي للشفيتامبارا؛ وهم طائفة من الجين يرتدون البياض، وربما ظنهم العباسيون المنشقين المتشحين بالبياض من مانوية وشيعة مانوية، ولكن لا يُحتمَل أن قواد العباسيين بذلوا مجهودًا في التعرف على الفروق الدينية بين هذه المجموعات.

وهكذا فإن طائفة الجاينيين المتشحة بالبياض كانوا الهدف الرئيس في فالابي، وليس البوذيين. هذه الحقيقة يؤيدها أن العباسيين تركوا الأديرة البوذية فقط في السند التي بدءوا منها هجومهم، مفضلين فرض ضرائب عليهم بدلاً من ذلك.

ولقد ظلت الأديرة البوذية في الهند تؤدي وظيفتها، وتؤدي عملها في السند تحت الحكم العباسي عدةَ قرون بعد تدمير فالابي.

ومع ذلك فليس هناك أي من المجموعات السابقة المتِّشحة بالبياض – متمردي أبي مسلم والأتراك الأرخون المانيين والجاينيين – يمكن أن تكون الغزاة غير الهنود الذين تنبأت بهم الكلاتشاكرا.

فلقد بدأ قواد مجموعة أبي مسلم المتمردة طائفة المسيلمية، وليس من بين شعائرهم الصلوات الخمس في اتجاه الكعبة.

وتحدد "الكلاتشاكرا تانترا الموجزة" مثل هذه الصلاة على أنها سمة من سمات غزاة الدارما.

والممارسات الدينية لمتمردي الأتراك الأرخون ليست واضحة، لكنهم لم يكونوا مسلمين.

وأول قبيلة تركية تعتنق الإسلام رسميًّا كانت القرخانيين الغربية في كاشغار أواخر العقد الثالث من القرن التاسع الميلادي.

ولا تتوافق المعتقدات المانية والجاينية أيضًا مع المعايير المحددة المذكورة في النص.

وعلاوة على ذلك, فإن كتاب "نور بدون شوائب" يشير في العديد من المقاطع إلى الغزاة غير الهنود باعتبارهم "أولئك الذين يلبسون البياض".

وهذه الصفة لا تدل على التعميم المنطقي، فليس كل الغزاة سيلبسون بالضرورة البياض، وليس كل من يلبس البياض بالضرورة يكونون الغزاة.

وفي تعليق على قطعة في "الكلاتشاكرا تانترا الموجزة"، التي تذكر أن: "أولئك الذين يرتدون اللون الأحمر والذين يرتدون البياض" يذكر كتاب "نور بدون شوائب" أن البوذيين يرتدون اللون الأحمر، والغزاة غير الهنود يرتدون الأبيض.

(هذا إشارة لـ) المتقشفين. أصحاب البيوت (بينهم) ليسوا متأكدين بخصوص (لون الملابس التي يرتدونها).

القبول بمحمد نبيًّا وبالمهدي يجعل الغزاة الهنود طائفةً إسلامية.

فالحجاج المسلمون من كل حَدَب يلبسون البياض أثناء الحج في مكة.

ولذا فإن الحجاج الغرباء (النُّسَّاك) يلبسون البياض أثناء الحج، لكن ليس كل من يلبس البياض في الحج هم حجاج غرباء.

وهكذا فإن الجملة التي تشير إلى أن أصحاب البيوت الغرباء لا يلبسون بالضرورة البياض هي دليل إضافي يستبعد مجموعات متمردي أبي مسلم من أصحاب البيوت من أن يكونوا الغزاة غير الهنود.

ولنستكشف حالة الشيعة المانوية والإسماعيلية بصورة أكبر.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

باحثون أفغان وهنود بوذيون في بغداد في خدمة العباسيين

الحاكم العباسي الذي أمر بالهجوم على فالابي هو الخليفة المَهْدِيُّ (حكم من ٧٧٥ – ٧٨٥ م).

وعلى الرغم من أن الخليفة يحمل نفس اسم آخر نبي في قائمة الكلاتشاكرا, فإنه لم يعلن نفسه نبيًّا أو المهدي المنتظر، فقد منحه أبوه – الخليفة المنصور – هذا الاسم ليحشد له العرب في منافسة مع قائد آخر بمكة سمَّى نفسَه أيضا المهدي.

دعا الخليفة العباسي المَهْدِيُّ باحثين بوذيين من الهند وأفغانستان إلى بغداد للعمل في "بيت المعرفة" المبني حديثًا، وذلك لترجمة المؤلفات إلى العربية، وهو دليل إضافي على عدم تعصبه ضد البوذية.

وعملوا هناك من نهاية القرن الثامن حتى بداية القرن التاسع. وغالبًا علِم الباحثون البوذيون بأمر الشيعة المانويين، وتعصُّب العباسين تجاههم؛ لكونهم يُشكِّلون خَطرًا على المجتمع.

اعتنق الكثير من الشيعة المانويين الإسلام الشيعي الإسماعيلي بعد أن اضطهدهم العباسيون، وهو الذي كان خصمًا أكثر قوة للحكم العربي العباسي.

ورغم أني لم أجد أي تدوين عن قائمة الأنبياء الخاصة بالشيعة المانويين، فإن انضمامهم إلى الإسماعيليين يمكن أن يُشير إلى عدة استنتاجات مُحتملة:

•كان للشيعة المانويين في الأصل قائمة الأنبياء نفسها التي لدى الإسماعيليين، عدا ماني.
•تبنَّى الشيعة المانويون القائمة الإسماعيلية بعد انضمامهم إلى الإسماعيليين، لكنهم حافظوا على هويتهم من خلال إضافة ماني إليها.
•وباتساقٍ مع عادة التحول الإسماعيلي التي أتاحت الالتصاق والتوفيق بين المعتقدات لتكون خطواتٍ وسيطة, فإن الإسماعيليين سمحوا للمانويين وللشيعة المانوية الذين تحوَّلوا بإضافة ماني إلى القائمة الإسماعيلية القياسية للأنبياء السبعة.

والالتصاق: هو إضافة عناصر من نظامَين معتقدين دون تغييرٍ في أيهما. وبينما التوفيق بين المعتقدات هو مزجُ نظامين في مركب جديد. وهذا يُنْبِئ بالتكتيك الذي اتبعه الإسماعيليون بعد ذلك في التحول الهندوسي الذي تعرَّف على عليٍّ الإمام الأول طبقًا للشيعة والإسماعيلية، وعدَّه كالكي التجسد العاشر لفيشنو.

وعلى كل حال لم يشمل الإسماعيليون أنفسُهم ماني في قائمة أنبيائهم أبدًا، فضَمُّ نبيٍّ ثامن سيخالف تشديدهم على الرقم "سبعة" المقدس عندهم.

هناك استنتاجان مُحتملان قد يتبعان ذلك:

•الغزاة غير الهنود هم نسل المعتنِقين المانويين والشيعة المانويين داخل المجتمع الإسماعيلي، باعتبار أن هذه الأقلية لم تحظَ أبدًا بسلطة سياسية أو عسكرية، وهذا الاستنتاج بعيد الاحتمال جدًّا.
•افتقر الأفغان والهنود البوذيون إلى تواصل مستمر مع الإسماعيليين فور توقف نشاطات ترجمتهم في بغداد، وبالتالي نشأ تصورهم للشيعة المانوية مع تصور الشيعة الإسماعيلية.

الاستنتاج الثاني يبدو أكثر احتمالاً، خاصَّةً على ضوء ما يلي:

•اعتناق حاكم ملتان – شمال السند وباكستان – الشيعية الإسماعيلية في عام ٩٥٩ م.
•حضور المانويين في المنطقة، خاصة في المناطق الجبلية للشمال.
•سياسة الاندماج الخاصة بالاعتناق الإسماعيلي.

فقرتان في كتاب "تاريخ البوذية في الهند" لتاراناثا ذُكِرَتا آنفا يضيفان وزنًا إضافيًّا لهذه الفرضية من قائمة الكلاتشاكرا للأنبياء، وكونها مزجًا مشوشًا بين الإسماعيلية والمانوية.

وفي سياق تأسيس الإسلام ذكر تاراناثا أن بغداد كانت أرض ملتان، بينما في سياق غزو الإمبراطور هارشا للهون البيض, الذين ربما كانوا أتباعًا للمانوية, ذكر أيضًا أن هؤلاء الهون البيض عاشوا في منطقة ملتان.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

التواصل مع المسيحية النسطورية

كان الفرع النسطوري من الكنيسة الأرثوذكسية السريانية، وهي أكثر المذاهب المسيحية انتشارًا في الإمبراطورية العباسية، من سوريا حتى آسيا الوسطى، بدأت في القرن الخامس الميلادي وأسسها نسطور بطريرك القسطنطينية.

وعلّمت أن المسيح ولد بطبيعة بشرية وأن طبيعته الإلهية دخلته بعد ذلك.

واعتبرها مجمع كالدونيا هرطقة عام ٤٣١ م.

وكانت الصيغة المسيحية التي عَرَفها محمد.

ويؤكد الإسلام على أن عيسى رسول من بني البشر، وأن تعاليمه بشرت بتلك التي أُوحِيَ بها إلى محمد.

وفي عام ٧٢٦ م في العصر الأموي كتب عالم اللاهوت النسطوري يوحنا الدمشقي أن محمدًا أنذر بقُدوم المسيح الدجال.

وقد تغيَّر الموقف النسطوري – ونتيجةً لذلك الاستجابة الإسلامية تغيرت – رغم ذلك في العصر العباسي حينما اتصل البوذيون بكلتا الديانتين.

وفي بداية الثمانينيات من القرن الثامن الميلادي دعا الخليفة المَهْدِيُّ البطريَركَ النسطوري تيموثي الأول إلى بغداد لمناقشة الخلافات العقائدية بين المسيحية والإسلام، وكان الحوار مُهذَّبًا ووَدودًا؛ حيث مجَّد كِلا الجانبين كُلاًّ مِن محمد ويسوع.

وكما شاهد الباحثون البوذيون الذين كانوا يعملون في بغداد في ذلك الوقت حساسية العباسيين ضد الشيعة المانويين، فإنهم بالمثل شاهدوا توجه العباسيين الودود تجاه المسيحية النسطورية.

ومن الصعب تحديد تأقلمهم مع هذه التوجهات من عدمه، ولكن كَوْنُ النسطورية لا تحتوي على أي ذِكرٍ لمحمد أو المَهْدِيِّ بوصفهم أنبياء حقيقة تزيد من عدم أهلية المسيحيين في أن يكونوا الغزاة غير الهنود الذين حذرت منهم تعاليم الكالاتشاكرا.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

الاختلاط العباسي مع البوذيين الأفغان

ألحق الغزاة الضرر بالأديرة البوذية في أفغانستان مرتيْنِ خلال قرنيْنِ من الزمان، وفي كِلتا المرتيْن أُعِيد تصليح الأديرة سريعًا، ولم تُهاجَم الأديرة البوذية في شبه القارة الهندية نفسها، بما في ذلك كشمير، خلال تلك الفترة.

نفَّذ العباسيون أنفسهم الهجوم الأول (٨١٥ – ٨١٩ م)، وذلك عندما انضَمَّ حُكَّام كابول من الشاهيين الأتراك (بوذيون)، مع حُلفائهم التبتيين إلى المجموعات المنشقة من آسيا الوسطى في محاولةٍ للإطاحة بالعباسيين، ولكنهم خسروا، وكان الضرر ضئيلاً، واستعاد الشاهيون الأتراك السيطرة بعد فترة قصيرة.

وفي النصف الثاني من القرن التاسع ضعُف حكم إمبراطوريتهم العباسية، ونشأت عدة إمارات ذات حكم مستقل وولاء رمزي فقط تجاه العباسيين.

أمَّا الاضطهاد الثاني (٨٧۰ – ٨٧٩ م) فصاحبه حاكم إحدى هذه الإمارات المستقلة، وهم الصفاريون الموجودون في إيران، فقد ألحقوا ضررًا أكبر من الضرر الذي ألحقه الهجوم السابق، فقد أطاح الصفاريون بالشاهيين الأتراك، بينما كالّار – الوزير البراهمي لآخر شاه تركي - قد هرب إلى غندهارا (بنجاب الباكستانية اليوم)، وأسس هناك وفي أوديانا (وادي سوات) أسرة الشاهي الهندوسية الحاكمة.

شاهية الهندو حكموا غندهارا وأوديانا من سنة ٨٧٠ إلى سنة ١٠٥١ م.

ولم يحكم الصفاريون أفغانستان الشرقية طويلا؛ فسَرعان ما سلبتهم إياها أسرة الشاهي وحكمتها من سنة ٨٧٩ إلى سنة ٩٧٦ م، وقد دعم حكام شاهية الهندو الهندوسية والبوذية على حدٍّ سواء.

صعود الإسماعيليين منافسي العباسيين

كان حُكَّام السلالة الفاطمية الحاكمة (٩١٠ -١١٧١ م) الموجودون في مصر منذ عام ٩٦٩ من أتباع الشيعة الإسماعيلية، وقد حكموا إمبراطورية مترامية الأطراف، ولكونهم المنافسين الأساسيين للعباسيين السُّنَّة، فقد أرادوا توحيد العالم الإسلامي كافة تحت راية طائفتهم الإسماعيلية، ووعدهم بالمسيح المَهْدِيِّ.

فأرسلوا العديد من الدعاة والدبلوماسيين إلى الشرق، في محاولةٍ منهم لكسب معتنقين لدعوتهم.

الشيعة الإسماعيلية كانوا موجودين بالفعل في سجستان (جنوب غرب إيران وجنوب أفغانستان اليوم) وخُراسان (شمال غرب إيران, وجنوب تركمنستان, وشمال أفغانستان اليوم ) منذ أوائل القرن العاشر الميلادي.

ومع حلول عام ٩٥٩ م اعتنق حاكم ملتان المذهب الإسماعيلي، وفي ٩٦٨ م أصبحت ملتان ولاية تابعة للفاطميين.

وفي عام ٩٧٦ م احتل الأتراك الغزنويون أفغانستان الشرقية من شاهية الهندو، وأقاموا ولاية ذات حكم مستقل تحت حكم العباسيين.

وقد انسحب شاهية الهندو إلى إمارات غندهارا وأوديانا الواقعتيْنِ في نطاق حكمهم في الجانب الباكستاني لممر خيبر إلى شمال ملتان.

وفي تلك المرحلة حاصر المنشقون الفاطميون العباسيين وأتباعهم الغزنويين، لقد خافوا هجومًا وشيكًا من جبهتيْن، فلن يحتاج إسماعيليو ملتان لمهاجمة الغزنويين إلا العبور عبر منطقة الشاهيين الهنود أعداء الغزنويين.

كان الحاكم الغزنوي محمود الغزنوي (حكم من ٩٩٧ – ١٠٣٠ م) مُؤيدًا قويًّا للإسلام السُّنِّي، ورغم تسامحه مع البوذيين في ظل حكمه في أفغانستان، فقد اكتفى بفرض الضرائب عليهم وعلى أديرتهم، ولم يضطهدهم، ولكنه كان متعصبًا ضد المذاهب الإسلامية الأخرى، خاصة الشيعة الإسماعيلية، وكان على رأس أولوياته مواجهة التهديد السياسي الفاطمي الإسماعيلي، وإثبات تأييده الكبير لسادته العباسيين.

وفي عام ١۰۰١ م هاجم محمود الشاهيين الهنود في غندهارا وأوديانا، ورغم أن أوديانا كانت مركزًا أساسيًّا للتانترا البوذية، فإنها لم تحتوِ على أية أديرة بوذية مزدهرة.

ومن جهة أخرى كانت معابدها الهندوسية ثرية جِدًّا، فسلبها محمود ودمَّرها، وقد انسحب الشاهيون الهنود إلى الشرق، وعقدوا حِلفًا مع ملتان.

وخلال العِقديْنِ التالييْن لم يكتفِ محمود بمهاجمة ملتان والاستيلاء عليها، بل إنه توجه ليحارب حلفًا آخر للشاهيين الهنود، وهذه المرة مع حكام راجبوت الهندية، أو ما يُعرف اليوم ببنجاب الهندية وهيماتشال براديش.

وخلال السنوات التالية سلبَ محمود ودمَّر المعابد الهندوسية الثرية والأديرة البوذية في مناطق راجبوت.

وفي عام ١۰١٥ أو ١۰٢١ م – يتعلق الأمر بالمصدر الذي يعتمده المرء – لاحق محمود ما تبقَّى من الشاهيين الهنود، الذين كانوا يدعمون قواتهم في جبهة لوهارا في تلال كشمير الغربية، لكنَّ محمودًا لم يكن قادرًا على احتلال الحصن أو غزو كشمير، وكما ذكرت المصادر التاريخية البوذية فقد أوقف الرهبان البوذيون الحاكم الغزنوي.

وإجمالاً يبدو أن غزو محمود الغزنوي لغندهارا وأوديانا وشمال غرب الهند كان نتيجةً لدافع أولي في الرغبة في مواجهة التهديد الذي شكله الإسماعيليون الفاطميون تجاه السلطة العباسية السُّنِّية بوصفهم مؤيدين للإسلام، ولمتابعة تدمير أعداء والده الشاهيين الهنود الذين دعَموا ملتان. وأثناء عملية تحقيق هذيْنِ الهدفيْنِ أسَّس محمود أكبر قاعدة اقتصاد وسُلطة استطاع تأسيسها، وذلك من خلال سلب المعابد الهندوسية الثرية والأديرة البوذية في المنطقة وتدميرها، ومع أخذ المُناخ السياسي داخل العالم الإسلامي في الحسبان في تلك المرحلة من التاريخ، يبدو أنه من غير المحتمل أن تكون دوافع محمود الرئيسة تعصبًا دينيًّا لإبادة كل العقائد الهندية، وتحويل الهنود إلى الإسلام السُّني.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

تجميع الكالاتشاكرا تانترا الموجزة

إن الكالاتشاكرا تانترا الموجزة – من وجهة نظر بحثية غربية – وتفسيرها الرئيس "نور بدون شوائب" عبارة عن مجموعات من أجزاء مكتوبة في أماكن مختلفة وأزمانٍ مختلفة، ولكن من الصعب معرفة تاريخ تجميعها بالسنسكريتية في صيغتها الكاملة الحالية.

تنص الكالاتشاكرا تانترا الموجزة (٢٧/١) بأنه قبل ٤٠٣ سنوات من تأسيس حلقة تقويم البرابهافا التي تضم ستين سنة، كانت سنة سيد المليتشات، أي محمد، وعليه فالستون سنة الأولى من حلقة الكالاتشاكرا بدأت في عام ١۰٢٧ م.

ويَعُدُّ التقليد التنجيمي التبتي تلك السنة أنها السنة التي قُدِّمَت فيها تعاليم الكالاتشاكرا إلى التبت من الهند، ويعود هذا التوكيد إلى تقويم الكالاتشاكرا وحسابات تحضيرها.

ولكنَّ باحثين تبتيين آخرين عَدُّوا سنة ١۰٢٧ م السنةَ التي دخلت فيها تعاليم الكالاتشاكرا إلى الهند.

ولكن كايدروبجي – بعد الاستشهاد بهذا الرأي وتحليل النص – استنتج أنه من الصعب القول بكل تأكيد أن تلك السنة كانت السنة التي دخلت فيها الكالاتشاكرا إلى الهند؛ فنصوص الكالاتشاكرا تنصُّ أن حلقة الـ ٦۰ سنة الأولى تبدأ آنذاك.

وأخيرًا، فالمكان الوحيد الذي يمكن لتعاليم الكالاتشاكرا أن تكون موجودة فيه عام ١۰٢٧ م هو كشمير، وذلك مع نهاية القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر الميلادي، كانت كشمير مركزًا للبوذيين والتانترا الشافيتية الهندوسية على حد سواء.

والدليل على وجود تعاليم الكالاتشاكرا هناك في ذلك الوقت هو ظهور نقد هندوسي لنظام تأمل الكالاتشاكرا البوذية في "إضاءة التانترات"، وهو النص السادس عشر من نص تانترا شافيتي كشميري كتبه أبينافاغوبتا في فترة ما بين عام ٩٩۰ و عام ١۰١٤ م. و تُوفِّي عام ١٠٢٥ م.

إنَّ وجود تعاليم الكالاتشاكرا في كشمير قبل عام ١۰٢٧ م يمكن أن يشير إلى أن بعض التفاصيل حول المعركة بين الغزاة غير الهنود قد أُضيفَت لاحقًا إلى مرحلة تاريخية سابقة.

وهكذا، رغم تنبؤ نصوص الكالاتشاكرا بالغزو غير الهندي الذي سيحدث في عام ٢٤٢٤ م، فإن النصوص كانت تبني وصفها للمعركة المستقبلية على الغزو السابق لكشمير على يد محمود الغزنوي في عام ١۰١٥ أو عام ١۰٢١ م وهزيمته بوسائل التانترا – كما يدعون – على يد الرهبان البوذيين.

وبما أن الغزنويين قد استولوا على ملتان في ذلك الوقت، فمن الممكن أن يكون مجمعو الكالاتشاكرا قد خلطوا بين الاعتقادات الإسماعيلية واعتقادات الإسلام السُّنِّي.

واعتمادًا على مثل هذه البلبلة سيكونون قد نسبوا قائمة أنبياء إسماعيلية معدلة إلى الغزاة السُّنة، وسيكونون قد اعتقدوا خطأً أن محمود الغزنوي قد أعلن أنه المَهْدِيُّ، وهو ما لم يفعله أبدًا.

بالإضافة إلى ذلك، وبحسب نصوص الكالاتشاكرا، سينطلق الغزاة غير الهنود من دلهي.

و"دلهي" هنا لا يمكن أن تُشير إلى المدينة الحقيقية التي تحمل ذلك الاسم، والتي لم تُبنَ سوى في القرن الثاني عشر الميلادي، أي بعد فترة طويلة من ظهور أدب الكالاتشاكرا في الهند.

ولكن الاسم يظهر في الأدب الهندي في القرن الأول قبل الميلاد – على أقصى تقدير – ليُشير إلى منطقة أكبر حول ما أصبح يُعرف لاحقًا بمدينة دلهي شرقي بنجاب. وحقيقةً فقد انطلق هجوم محمود على قلعة لوكارا وكشمير آنذاك من دلهي.

علاوة على ذلك، تبدو كشمير النموذج الأرجح المطابِق للوصف الجغرافي لشمبالا. ومثل شمبالا وادي سرينغار الكشميري الذي يُحاط بحلقة من الجبال الثلجية، وفي وسطه بحيرة دال المقسمة إلى قسميْنِ.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 18, 2015 4:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

الخلاصة

بصرف النظر عن أهمية عام ١۰٢٧ م، والتاريخ الدقيق لتجميع نصوص الكالاتشاكرا، فمن الواضح أن قائمة أنبياء الغزاة غير الهنود الواردة فيها هي تعديل للقائمة الإسماعيلية.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه من المرجح أن المرجعية التاريخية لغزو شمبالا هو دمج بين التهديد الإسماعيلي الفاطمي في ملتان للغزنويين السُّنَّة في شرقي أفغانستان، وبين هجمات محمود الغزنوي ضد شاهية الهندو في غندهارا وأوديانا والمنطقة المجاورة لكشمير.

وهذه بعض النقاط الإضافية التي تدعم هذه الفرضية:

•خلال الجزء الأخير من القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر الميلادي كان التواصل شائعًا – إلى حد ما – بين بوذيي أوديانا وكشمير، وذلك عبر طريق الحج البوذي من غربي التبت حتى أوديانا عبر كانغرا وكشمير.

•رغم أنه لا يبدو أن التانترا البوذية قد مورسَت في شرقي أفغانستان، فإن بعض الملامح في تعاليم الكالاتشاكرا قد وُجدت هناك. وخاصَّةً أن علامات التنجيم الاثنتي عشرة لدائرة الأبراج قد رُسمَت حول جدران القاعات الرئيسة للأديرة البوذية في كابول. وقد عُثِر على هذا الرسم المتكرر في القصور الملكية الإيرانية وفي الكالاتشاكرا ماندالا على حد سواء؛ حيث تحيط الرموز اللاهوتية التي تمثل الاثنتي عشرة علامة بالمكان. فهذه الأديرة لم يدمرها محمود الغزنوي.

•كان شرق أفغانستان وغندهارا وأوديانا جميعها تحت حكم الشاهيين الهنود قبل حملات محمود، وهكذا، رغم أن السفر بينها لا بد أن يكون مقيدًا خلال أيام تلك الحملات، فلا بد أن البوذيين الأوديانيين كانوا مدركين للصور التي عُثر عليها في الأديرة البوذية في كابول.

•كان في أوديانا وكشمير في ذلك الوقت مجموعات سكانية هندوسية وبوذية في ظل الحكام الهندوس، كما كان الوضع في شمبالا. بالإضافة إلى ذلك، كان المانويون موجودين في ذلك الوقت في كلٍّ منهما.

•لا بد أن البوذيين في شرقي أفغانستان وأوديانا – على حدٍّ سواء – كانوا مدركين للتهديد الإسماعيلي الفاطمي من ملتان.

•وغالبًا كان البوذيين في أوديانا قلقين حيال التحالف بين حكام الشاهيين الهنود وملتان، والتحذير الذي وجَّهه حاكم شمبالا مانجوشري ياشاس إلى معاقل الهندوس، بعد اعتناق نسلهم مذهب الدارما الخاص بالغزاة، قد يكون انعكاسًا لهذا القلق.

•الغزوتان الغزنويتان الأخيرتان على الشاهيين الهنود وكشمير انطلقتا من ملتان.

غير أن هناك نقطة واحدة – إن لم يكن أكثر – لا تزال تبدو مشبوهة حيال هذا الدمج بين هجوم فاطميي ملتان الإسماعيليين المثير للتهديد، والذي لم يحدث قط، وبين غزوات محمود الغزنوي التي حدثت بالفعل.

وحسب نصوص الكالاتشاكرا فإن التنبؤ بغزوات مليتشا أوردها مانجوشري ياشاس في القرن الثاني قبل الميلاد؛ حيث كان التنبؤ أن الغزو سينطلق في عام ٢٤٢٤ م، بعد ١٨۰۰ سنة من تأسيس مذهب الدارما الخاص بالغزاة.

وفي عام ١۰٢٧ م، بعد ٤٠٣ سنوات من تأسيس مذهب الدارما الخاص بالغزاة، لم تكن بضع سنوات قد مضت فحسب بعد وقت الغزوات الغزنوية، ولكنَّ التنبؤ المتعلق بتلك السنة لا علاقة له بغزوٍ مستقبلي، بل إن التنبؤ يتعلق بالسنة التي تبدأ فيها أول حلقة باربهافا، المؤلفة من ٦۰ سنة في تقويم الكالاتشاكرا.

يتبع إن شاء الله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 19, 2015 12:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

٣ تحليل النبوءة

مجيء المَهْدِيِّ والمعركة مع الدجال ويوم الحساب


إن إدراك قيمة التهديد الذي شعر السُّنة أن الإسماعيليين يشكلونه، والذي لا بد أن البوذيين الأفغان والأوديانيين قد تشاركوا فيه، يَتطلَّب فَهمَ المفهوم الإسلامي لمجيء المَهْدِيِّ بصفته مسيحًا.

إن التنبؤ بمسيحٍ يقود معركة نهاية العالم – حيث يكون الخير ضد الشر، يليها عهدٌ ذهبي في نهاية الزمان ويوم الحساب – ظهر بدايةً في الديانة الزرداشتية في إيران القديمة، وقد حدث هذا في القرن الرابع قبل الميلاد تقريبًا.

وقد انتشرت رواياتٌ مختلفة بشأن التنبؤ إلى الحضارات المحيطة بإيران. ففي الغرب انتقلت إلى اليهودية، ومنها إلى المسيحية، ومن المسيحية النسطورية إلى الإسلام، وانتشرت في إيران والعراق وآسيا الوسطى إلى المانوية، وإلى شرق إيران انتقلت إلى الهندوسية.

وفي الإسلام توافقت الأشكال الأولى للنبوءة مع الروايات النصرانية النسطورية في التأكيد أولاً على مجيء المسيح الدجال، ثم المهدي الحقيقي, ومعركة مروعة يهزم المهدي فيها الدجال، ثم يتبع ذلك عصرٌ ذهبيٌّ للإسلام، يتبعه نهاية العالم ويوم القيامة.

والأخير وهو الشكل الشيعي الكامل الذي ظهر أولاً في شكله الإسماعيلي منذ البداية في الفترة العباسية أضاف عدة عناصر.

وقد آمن معظم المسلمين من الشيعة في ذلك الوقت أن عمر العالم كان ٥٥۰۰ سنة خلال حياة محمد، وأنه لن يتجاوز ٦۰۰۰ سنة. وبذلك اقتربت نهاية العالم، والتي ستحدث في بداية القرن الثاني عشر.

ووفقًا للنبوءات الإسماعيلية فالإمام السابع – الذي اختفى من الأرض في عام ٧٦٢ م – سيعود من جديد بصفته المَهْدِيَّ فترةً قصيرة قبل نهاية العالم، وهكذا فإن اسمًا آخر للمهدي هو القائم. وسيكون الإسلام وقتَ عودته قد تفرَّق إلى طوائف منشقة، وستُترَك الشريعة الإسلامية؛ وسيتصرف جميع المسلمين مثل البرابرة المتوحشين، ويحارب بعضهم البعض.

أمَّا المَهْدِيُّ، الذي سيولد من عائلة محمد، فسيأتي قائدًا سياسيًّا وروحيًّا، أي (إمام)، وسيعلن نفسه المسيح في مكة، وسيقود جيشًا إلى القدس؛ حيث سيثبت نفسه حاكمًا للعالَم، وسيعيد الشريعة والنظام والسلام.

ولن يدوم حكم المَهْدِيِّ من القدس أكثر من عقدٍ واحد، فسينبذه الناس، ويعتبرونه مسيحًا محتالاً دجَّالاً ("المضلِّل")، وهو النظير الإسلامي الأعور لعدو المسيح، الذي سيدَّعِي كذلك أنه قام من جديد بعد أن اختفى في الماضي، وسيُشرِّع الدجَّال طرقًا سلبية محرمة حسب الشريعة، وسيمنح الناسَ ثروة مادية، وسيشفي المرضى، وبالتالي فسيشعر الناس أنهم لا يحتاجون الله.

وقبل خسارة كل المؤمنين سيحدث المجيء الثاني للمسيح، وهو ما يوازي اختفاء الإمام وظهوره من جديد بصفته المَهْدِيَّ، وعيسى – وهو نبي عند المسلمين – سيعود مثل المَهْدِيِّ إلى الأرض بعد اختفائه، وسيأتي إلى دمشق، ويصلي بجانب المَهْدِيِّ، وعندها سيهزم عيسى – بدلَ المَهْدِيِّ – الدجالَ. هذه المعركة – المعروفة بنهاية العالم – ستحدث في مجِدُّون في فلسطين.

وسوف يكسر عيسى بعد انتصاره كل الصُّلْبان؛ لأنها عُبِدت كالأوثان، ويقتل كل الخنازير، ويُسقط الجِزْيةَ التي فُرضت على غير المسلمين "أهل الكتاب"، لأنهم سوف يُسلمون جميعًا، وسيحكم الأرض في عهدٍ ذهبي إسلامي، وستستمر فترة السلام اللاحقة أربعين عامًا، ثم يُدمِّر الله بعدها الأرض ويبعث الموتى ويأتي يوم الحساب، ثم يذهب الأخيار إلى الجنة خالدين فيها، والأشرار إلى الجحيم خالدين فيه.

والروايات الإسلامية تتوافق أساسًا مع الكتاب المقدس بالسريانية للنصارى النسطوريين، الذي روجع عام ٥٠٨ م. الذي أضاف الرؤية التنبُّئِية إلى النسخة البيشتا (أي البسيطة) السريانية السابقة. الفروق الأساسية هي في وجود المهدي وكون عيسى نبيًّا مسلمًا.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 19, 2015 12:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

منذ أن مضى على نهاية العالم – حسب التنبؤ – نحو ١١۰۰ سنة ادَّعى الكثير من الزعماء المسلمين المنشقين، الذين يرغبون في حُكْمِ العالم الإسلامي كله، أن كل واحد منهم هو المَهْدِيُّ مباشرة خلال القرن والنصف السابقين.

ومثل هذه الادعاءات قد تساعدهم على الفوز بدعم سياسي وديني من الجماهير، وكانت هذه الظاهرة بارزة بصورة خاصة بين الشيعة.

فلم يكن الإسماعيليون فقط يتوقعون بنشاط الوصول الجوهري للمهدي, وإنما الشيعة الاثنا عشرية أيضًا. فإمامهم الثاني عشر – وهو العسكري – اختفى وهو طفل عام ٨٧٣ م, ويتوقعون أيضًا عودته بوصفه المهدي.

ولأن الشيعة رأوا المهدي سوف يكون منتقمًا لاستشهاد الحسين على أيدي الفصيل الذي أصبح من العرب السُّنة، فلقد شعر العباسيون وأتباعهم بالتهديد، خاصةً من هجوم شيعي.

ولأن الاثنا عشرية داخل الإمبراطورية العباسية كانوا ضعفاءَ سياسيًّا، وبذلك كان الفاطميون الإسماعيليون المرشحين المرجَّحين للغزو.

تحذير كالاتشاكرا من غزوٍ لقوات غير هندية يقودها ا لمَهْدِيُّ إذًا يردِّد صدى خوف العباسيين من مثل هذا الغزو، وهو يعكس الهاجس المهيمن على الشعب في تلك الأيام.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 19, 2015 12:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

التنبُّؤ بمسيحٍ في الهندوسية

انتشر التنبؤ بمسيح في الهندوسية عبر التواصل الهندي مع الثقافة الإيرانية خلال فترة سلالة كوشان الحاكمة في القرنيْنِ الأوليْن بعد الميلاد، فقد ظهرت أولاً بشكل موجزٍ في جزء ماركاندييا بارفان المُقحَم في الماهاباراتا.

ولكن روايتها الكاملة تظهر في الفينشو بورانا، التي يؤرخها الباحثون إلى القرن الرابع الميلادي.

وتصف الفينشو بورانا الولادة الزمنية لكل كَوْنٍ وعبوره من خلال حلقة ذات مراحل أربع، وتُناقَش في هذا السياق في علم الفلك وعلم التنجيم. الكاليوغا الحالية (عهد النزاعات) ستنتهي مع مجيء الكالكي، وهو التجسُّد الإلهي الثامن والأخير النزول والتجسد لفينشو، وسيُولَد في شمبالا لعائلة براهمان فيشو-ياشاس، وسيدمر المليتشات واللصوص وكل الذين يتصرَّفون بشكلٍ هدَّام.

ويحدِّد النص المليتشات على أنهم اليافانيون (اليونانيون المقدونيون) والشاكيون والهون والتوروشكايون (الكوشانيون)، وكل المجموعات غير الهندية التي سبق أن غزت شمال غرب الهند وحكمته.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 19, 2015 1:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

تجاوب الكالاتشاكرا مع تنبُّئِها بمسيح

تجاوب البوذيون – بواسطة الكالاتشاكرا – مع الخوف العام من الغزو، من خلال التأكيد بتنبُّئِهم الخاص بمسيح، وخلال اتباع سياسات اعتمدها سابقًا كلٌّ من الهندوس والمسلمين آنذاك.

وكانت السياسة هي العثور على نقاط التشابه، سواء أكانت فعلية أم تحتمل الجدل، وتتيح لأتباع الديانات الأخرى إيجاد مكانٍ ملائم تحت مظلة دين يحكم الطائفة.

ومن وجهة نظر اجتماعية-سياسية أتاحت مثل هذه السياسة وجود مجتمع مندمج متعدد الثقافات،

وهو شرط جوهري لنجاح مواجهة تحديات الغزو. ومن وجهة نظرٍ دينية أرست تلك السياسة القواعد بالنسبة للتابعين المتقبلين لاعتقادات أخرى رؤيةَ دين الحكام على أنه حقيقةٌ أعمق لاعتقاداتهم الشخصية. وهكذا، وبأسلوبٍ بارع وغير عدواني، فتحت تلك السياسة باب التحول إلى دينٍ آخر.

ظهرت المنهجية أيضًا في مظاهر أخرى للبوذية. ففي كتاب "الانخراط في بسلوك بوذيساتفا" فسَّر المعلم الهندي شانتيديفا في القرن الثامن الميلادي أنه لكي تقود خصمًا في مناظرة إلى فهم أعمق، فالمرء بحاجةٍ لاستخدام أمثلة مشتركة.

وعليه استخدم البوذيون – مدفوعين برغبة تشكيل جبهة موحدة مع الهندوس، وبواسطة الكالاتشاكرا – موضوعات وأسماء معروفة أصلاً لدى جمهور الهندوس من الفيشنو بورانا. فحسَب رواية الكالاتشاكرا في التنبؤ بمسيح، تمر الأكوان – بشكلٍ دوري – عبر حلقاتٍ من أربعة عصور، استنادًا إلى قوانين عِلمَيِ الفلك والتنجيم.

وقبل سبعة قرونٍ من نهاية العصر الرابع الحالي (الكاليوغا) سيُوحِّد ملك شمبالا جميع رعاياه من الهندوس والبوذيين ضمن طائفة واحدة لمواجهة الغزو المستقبلي الذي سيُنهي العصر، أمَّا الملِك الموحِّد فسيكون مانجوشري-ياشاس، الذي سيحصل على لقب كالكي، وسيكون أول شخصٍ في صف من خمسةٍ وعشرين حاكم كالكي لشمبالا.

وفي الـ "فيشنو بورانا" يشتق اسم كالكي من الكلمة السنسكريتية "كالكا"، وتعني "القَذَر" أو "شيء كريه"، وصيغت "كالكا فيناسانا" "مُدَمِّر الكريه".

تستخدم الكلاتشاكرا الاسم السنسكريتي نفسه: كالكي، لكنها تتخذه بديلاً لـ "كوليكا" (من "كولا" بمعنى طائفة) لتعني "صاحب الطبقات"، لتدل على أن مانجوشري – ياشاس سيوحد كل الطوائف ويجعلها تتماسك معًا.

ومِن ثَمَّ تأتي الترجمة التبتية "ريغس-لدان" لكلٍّ من "كالكي" و"كوليكا" (التي هي أيضًا اسم ناغا).

وبعد سبعة قرون سيكون المسيح البوذي الفعلي هو راودراتشاكرين، وهو الحاكم الكالكي الخامس والعشرون، وهو مثل الكالكي الأول سيكون انبثاقًا للمانجوشري، وفي عهده سيُعلن كرينماتي ملك دلهي نفسَه "المَهْدِيَّ" مسيح المليتشات، وهم الغزاة غير الهنود.

ومن دلهي ستحاول القوات غير الهندية غزو شمبالا، ولكن راودراتشاكرين سيهزم المهدي، قبل أن يصل أرض الشمال. ويشير ذلك إلى نهاية الكاليوغا وبداية عهدٍ ذهبي جديد.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من علامات آخر الزمان في البوذية الهندوسية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 19, 2015 1:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14761
مكان: مصـــــر المحروسة

نقاط تشابه بين التنبؤات الهندوسية والبوذية

نقاط التشابه بين الروايتيْنِ الهندوسية والبوذية حول مسألة التنبؤ واضحة؛ ففي كليهما مسيحٌ قادم من شمبالا ("بلاد البرَكة")، يهزم المليتشات، ويُنهي الكاليوغا، ويقود إلى عهدٍ ذهبي جديد.

وفي التفسير الهندوسي كالكي هو التجسُّد الإلهي الأخير لفينشو، وهو كذلك ابن فينشو-ياشاس.

أما في التفسير البوذي فالكالكي الأول هو مانجوشري-ياشاس، إضافةً إلى كونه هو والكالكي راودراتشاكرين الأخير انبثاقيْنِ لمانجوشري.

ويرتبط مانجوشري بشكلٍ كبير بالكالاتشاكرا من خلال "جوقة أسماء مانجوشري".

وبإشارةٍ إلى هندوس شمبالا في كوْنِ الكالكي البوذي – المفهوم على الصعيديْنِ التاريخي والروحاني – هو حقيقةً المعنى الأعمق للكالكي الهندوسي؛ فإنَّ البوذيين كانوا يتبعون الطرق نفسها التي اتبعها الهندوس في الماضي.

والقوائم الأولى لتجسدات الفينشو الإلهية لا تحتوي إلا على ثمانية أعضاء.

فعلى سبيل المثال, تحذف الفيشنو بورانا من قائمة العشر فامانا القزم الرمزي وبوذا، وقد أضيف بوذا لاحقًا حينما ظهر تصوير للعشر أول ما ظهر في بداية القرن الخامس الميلادي.

وبالنسبة لبوذا – بوصفه تجسُّدًا إلهيًّا لفيشنو – فيمكن للبوذيين أن يجدوا لهم مكانًا داخل المجتمع الهندوسي دون ترك البوذية.

وعلى نحوٍ مشابه، يمكن للهندوس أن يجدوا لهم مكانًا داخل المجتمع البوذي من خلال انضمامهم إلى طبقة كاست فاجرا واحدة، دون أن يتركوا الهندوسية.

وبالنتيجة، وحسَب تفسير البادماني، كانت التجسدات الإلهية الثمانية الأولى المذكورة في الفقرة السابقة مباشرة من الكلاتشاكرا تانترا الموجزة في الحقيقة عبارة عن انبثاقات لبوذا؛ وتشمل قائمة الكلاتشاكرا ثمانية، ومن بينهم بطريقة معبرة القزم الرمزي، لكنها تخلو من الكالكي.

ولذلك فإنَّ الهندوس – الذين لا يجدون مشكلة في قبول بوذا بوصفه تجسُّدًا إلهيًّا تاسعًا للفينشو – لا يجدر بهم الشعور بالاضطراب في اتباع الملك الكالكي المستقبلي لشمبالا بصفته التجسد الإلهي العاشر.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 56 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط