[poet font="Tahoma,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=white,strength=5)"]
أجل طرف اعتبارك في الزمان=تر عجب العجاب بلا توان
مشى متبهنسا ينساب لؤما= وجاوز لدغه طعن السنان
تلمظ بعد أن أكل الأعالي= بنضنضة وحال إلى الأداني
تعاتبه الخصال الغر عمن= أخاف وحقهم كل الأمان
فأعرض مثل ذي صلخ وبكم= فقيد السمع معقود اللسان
لحا الله الزمان فقد تعدى= ونام فلا غفت عين الزمان
رآى الرسل الكرام به البلايا= وضيق دونهم رحب المكان
مصيبة آدم لما تدلى= لعالمه مفارقة الجنان
وهرق دم ابنه وفراق حوا= غني لو فقهت عن البيان
وما دهم الخليل بيوم نار= من النمرود فصل في القرآن
وقصة يوسف وأبيه فيها= إشارات رقيقات المباني
وموسى من يدي فرعون ما قد= دهاه من الأذى والإمتحان
ومريم وابنها ما عاركاه= يكل لشرحه قلم البنان
وتاج الرسل من بالجسم وافى= مقاما فوق هام الزبرقان
وخاطبه الجليل على بساط= وأكرمه هنالك بالعيان
طوى الأيام وهو على حصير= وكسرى فوق عرش من جمان
على فرش من الديباج حيكت= بها قطع اليواقيت الثمان
يلقم وهو كلب النار زاداً= له اتخذت من الذهب الأواني
حفته الملوك بلا نزاع= كأن بناره نعم الجنان
وقاتل أحمدا قوم غلاظ= وصالوا بالرديني واليماني
وقد شجوه لا كانوا بسهم= ونالوا من ثناياه الحسان
دعاهم للهدى فبغوا عنادا= كذلك طبع ذي الغدر الجبان
لقد أحي ببعثته البرايا= وأعلى الدين في إنس وجان
ولاقى الله متعوبا بصبر= عليه تشهد السبع المثاني
وصاحبه أبو بكر توفي= على أخلاقه ثبت الجنان
رجاة همة وصحيح عزم= وقدر حط عنه النيران
وعقل ساس فيه الملك حتى=قضى والملك في سوح الأمان
وفضل دونه الأصحاب طرا= وبعد الرسل لم يعطي لثان
وظل على بساط الفقر بين= المسير والرسوب الهندواني
يعاني عبء أعداء لئام= وضيق يد وحسبك ما يعاني
ومولانا أبو حفص إمام الصحابة= شيخهم قاص ودان
أمير ذوي الهدى عمر المعالي= سراج المرسلين بكل آن
ومن شهدت بهمته البرايا= وقام الدين فيه بعنفوان
وآخر قيروان الغرب أهدت= بخطبته ثناه لأصفهان
وسار العدل منبسطا بشكل= كسا العدوان ثوب الزعفران
وسربل تحت منبر المعلى= عثور الظلم مقطوع البنان
وأراده بخنجره عبيد= لئيم قدتطيلس بالصنان
فمات وقد نعاه الغرب حزنا= وعن ألم بكاه المشرقان
ولم يجمع له أدمان يوما= رضاء بالحلال على خوان
وذو النورين من لمعت عليه= من الصهر الشريف الزهرتان
ومن جمع الكتاب بخير حفظ= وشأن عز عن إدراك شان
شهيد الدار محمود المزايا= رفيع القدر ممدوح المعاني
سقاه زمانه كأسا أليما= يرق له فؤاد القهرمان
وقد تركته والأسياف روح= دنت من مقعد الصدق المصان
وسيدنا علي ذو الأيادي= إذا دهم الوغا بالزعزعان
يخب بمكفر دم الأعادي= وحاصل ضربهم كالتهتهان
ويضحك إذ يلاقي الموت علما= بأن الموت يصرع في أوان
إذا ما قسطل نشرته زرق= الحوافر فوق أبطال الطعان
وثار عقنقل البيداء حتى= غشاها حين جلجل بالدخان
رأيت لدى الصفوف أبا حسين= عمود الصبح قام بطيلسان
أذل جحاجح الكفار حطما= بسيف هابه قلب الكيان
وفي الصفين من صفين سارت= مآثر بطشه للنهروان
فعلم جل عن حصر وعقل= يقاد للفظتيه العسكران
ومجد دونه الميزان حدا= وسبطاه بذاك الشاهدان
وقد ملأ البلاد هدى ورشدا= تعطر من شذاه العالمان
وجندله ابن ملجم وهو خبل= دني الأصل من حسب مهان
سقاه بسيفه كأس المنايا= وأردى الليث غدر الثعلبان
وصارت درة الرأس المفدى= مخضبة العناصر بالدهان
وعن سبطيه كوكبي المعالي= سل الزهراء أين الفرقدان
فقد كانت لنورهما مقاما= بتوليا محيطا كالقران
فهذا مات مسموما وهذا= بكته بكربلاء الشعريان
وكان أبوهما سهم التجلى= وأنهما لديه الأبهران
وما حفظ الزمان لهم عهودا= على الإيمان راسخة المباني
بهم سر النبوة قام قدما= وهم لنظامه كالترجمان
جرى حكم الكتاب على يديهم= وحكمته فطاب الخافقان
وكدر عيشهم زمن لئيم= به يعلو الغطارفة الغواني
وعدد بعضهم آلا وصحبا= وأتباعا مصابيح الأمان
ولا تنس الملوك الشوس من قد= أناخت تحت ظلهم الأماني
ترى أن الزمان بغى عليهم= وبانوا بين مقهور وعان
فكيف يؤمل الفضلاء في=ه غياثا من فلان أو فلان
وسيرته بأهل الفضل ما قد= رأيت وذا بديهي البيان
أجل إن المكارم والمساوي= لديه كما شهدنا ضرتان
وظلما طلق الأولى فأنى= يصح لأهلها منه التداني
فكن بالصبر مدرعاوسلم= أمورك للكريم المستعان
[/poet]
[align=center]من ديوان سيدي أبو الهدى الصيادي الرفاعي الحسيني (قدس الله سره)[/align]
_________________
ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته
|