المستشارون لما ظهر محمـد وإبراهيم استشار أبو جعفر المنصور دهاة العرب منهم: عمه عبد الله بن على ( وهو محبوس عنده ) وبديل بن يحيى وجعفر بن حنظلة البهرانى فى كيفية مواجهة هذا الحدث. فأما عمه عبد الله بن على فقال: فما ترون ابن سلامة صانعا يعنى أبا جعفر قالوا لا ندرى والله قال إن البخل قد قتله، فمروه فليخرج الأموال فليعط الأجناد فإن غلب فما أوشك أن يعود إليه ماله، وإن غلب لم يقدم صاحبه على درهم واحد،ثم أوصاه قائلا: ارتحل الساعة حتى تأتى الكوفة فاجثم على أكبادهم فإنهم شيعة أهل هذا البيت وأنصارهم، ثم احففها بالمسالح فمن خرج منها إلى وجه من الوجوه أو أتاها من وجه من الوجوه فاضرب عنقه، وابعث إلى سلم بن قتيبة ينحدر عليك وكان بالرى واكتب إلى أهل الشأم فمرهم أن يحملوا إليك من أهل البأس والمجدة ما يحمل البريد، فأحسن جوائزهم ووجههم مع سلم. وأما بديل بن يحيى، فكان السفاح يشاوره، فأرسل إليه، وقال له: إن محمدا قد ظهر بالمدينة! قال: فاشحن الأهواز بالجنود، قال: إنه إنما ظهر بالمدينة، قال: قد فهمت، وإنما الأهواز الباب الذى تؤتون منه، فلما ظهر إبراهيم بالبصرة قال له المنصور ذلك، قال: فعاجله بالجنود واشغل الأهواز عليه. وأما جعفر بن حنظلة البهرانى فقال: وجه الجند إلى البصرة، قال: انصرف عنى حتى أرسل إليك، فلما صار إبراهيم إلى البصرة أرسل إليه، فقال له ذلك فقال: إياها خفت، بادره بالجنود، قال: وكيف خفت البصرة؟ قال: لأن محمداً ظهر بالمدينة وليسوا أهل حرب، بحسبهم أن يقيموا شأن أنفسهم، وأهل الكوفة تحت قدمك، وأهل الشام أعداء آل أبى طالب، فلم يبق إلا البصرة. وقال له أيضا: " فاحمد الله ظهر حيث لا مال ولا رجال ولا سلاح ولا كراع ابعث مولى لك تثق به فليسر حتى ينزل بوادى القرى فيمنعه ميرة الشأم فيموت مكانه جوعا , ففعل المنصور ذلك ". لِـمَ لم ينزل النفس الزكية على أمان أبى جعفر المنصور ؟ لأن أبا جعفر المنصور أمن ابن هبيرة ثم قتله, وأمن عمه ثم حبسه, وقتل حفص بن سليمان الخلال أحد وزرائه حدثته نفسه بأن يبايع علويا ويدع العباسيين حينما وجد البيعة لهم وليست لأولاد فاطمة الزهراء عليها السلام، وشرع يعمى أمرهم على قواد شيعتهم، فبادر كبارهم وبايعوا السفاح وأخرجوه فخطب الناس فما وسع حفص بن سليمان إلا المبايعة فاتهموه ثم قتلوه . ثم غدر المنصور بأبى مسلم الخراسانى الذى قامت على أكتافه الدولة العباسية بحيث أنه قتل حوالى ألفى ألف (2 مليون إنسان) , فقتله سنة 137هـ .
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|