ومما يدلك على أن ابن تيمية يتجاهل تماما العلماء والفقهاء حتى أئمة الحنابلة والذين ينتسب هو إليهم ننقل لك نصوص ثلاثة من علماء الحنابلة الأفذاذ ـ وكلهم قبل ابن تيمية بزمان ـ تدل على أن الدعاء قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو الأمر الطبيعى والشائع، وهم ابن عقيل صاحب أكبر كتاب للحنابلة ـ كتاب الفنون فى ثمانمائة مجلد. قال عنه الذهبى لم يؤلف فى الإسلام مثله ـ وابن قدامة المقدسى ـ صاحب كتاب المغنى وهو من أشهر كتب الحنابلة ـ وأبو عبد الله السامرى ـ صاحب كتاب المستوعب ـ ولو حشدنا كل نصوص العلماء ما كان ليهتدى من فى قلبه ريب إلا أن يشاء الله. قال ابن عقيل إمام الحنابلة فى زمنه - توفى قبل وفاة ابن تيمية بـ 213 سنة- فى كتابه الفنون ( فى التذكرة المحفوظة بظاهرية دمشق تحت رقم 87 فى الفقه الحنبلى ). " واجعل القبر تلقاء وجهك وقم مما يلى المنبر وقل السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخر ما تقوله فى التشهد الأخير ثم تقول اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذى وعدته، اللهم صل على روحه فى الأرواح وجسده فى الأجساد كما بلغ رسالتك وتلا آياتك وصدع بأمرك حتى أتاه اليقين ، اللهم إنك قلت فى كتابك لنبيك صلى الله عليه وآله وسلّم ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) (النساء 64) وإنى قد أتيت النبى تائبا مستغفرا فأسألك أن توجب لى المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه فى حياته، اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وآله وسلّم نبى الرحمة يا رسول الله إنى أتوجه بك إلى ربى ليغفر لى ذنوبى، اللهم إنى أسألك بحقه أن تغفر لى ذنوبى، اللهم اجعل محمدا أول الشافعين وأنجح السائلين وأكرم الأولين والآخرين،اللهم كما آمنا به ولم نره وصدقناه، ولم نلقه فأدخلنا مدخله واحشرنا فى زمرته وأوردنا حوضه واسقنا بكأسه مشربا صافيا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا غير خزايا ولا ناكثين ولا مارقين ولا مغضوبا علينا ولا ضالين واجعلنا من أهل شفاعته. ثم تقدم عن يمينك فقل السلام عليك يا أبا بكر الصديق السلام عليك يا عمر الفاروق، اللهم اجزهما عن نبيهما وعن الإسلام خيرا ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ) (الحشر 10) ". اهـ
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|