موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 20 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 21, 2009 3:27 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19600
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

نكمل بإذن الله ما سبق

وأما الحديث الذى أشرت إليه فيما تقدم فهوما رواه عبدالله بن مسعود
رضى الله عنه , صلى الله عليه وسلم وهو :
قوله صلى الله عليه وسلم :

( إن للشيطان لمة بإبن آدم وللملك لمة , فأما لمة الشيطان فإيعاذ بالشر
وتكذيب بالحق , وأما لمة الملك فإيعاذ بالخير وتصديق بالحق , فمن وجد
ذلك فليعلم أنه من الله سبحانه وتعالى فليحمد الله , ومن وجد الأخرى
فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ثم قرأ :

( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) . انتهى

وذلك لأن أفعال بنى آدم تابعه لإرادتهم , وأرادتهم تابعه لاعتقادهم النفع
فى الطلب والضرر فى الهرب , والاعتقاد قد يكون صحيحا بأن يكون
ما أعتقد نفعه نافعا فى الدين والدنيا أو الدين وحده , وكذا ما أعتقد ضره
وقد يكون فاسداً .

والتمييز بين النفع الصحيح والضر الصحيح وغيرهما لا تفى به القوة
البشريه , بل لابد من قوة خارجية إما ملكية تريه الشىء كما هو
أو شيطانية تلبس عليه , وإنما قلنا أن القوة البشرية لا تفى بذلك
لآن إدراكه بالحواس يقصر على الأمور الظاهرة, وبالعقل لا يخلو عن
قصور مالم يتجرد العقل عن العلائق الظلمانية بالتأييد بنور البصيرة
على ما يشهد به الوجدان
فلابد من قوة خارجية بشرية مناسبة للشيطان من حيث إنه مخلوق
من النار وهى فى خلق الإنسان من حيث هو مخلوق من صلصال كالفخار
فإنه يفهم منه أن النار دخلت فى خلقه كدخول النار فى الفخار .

وكذا لابد من مناسبة للملك , وتلك المناسبة من حيث قلب الإنسان
أو روحه لآن كلا منهما من عالم الأمر

ثم ذكر صلى الله عليه وسلم أثر لُمّتيهما ليستدل على الأثر بالمؤثر
وهو أن لمه الشيطان تؤثر بإيعاذه الشر بأن يخوف الشيطان بالفقر عند
السخاء وبفوات اللذات الحاضرة عند ترك المشتهيات والإفضاء إلى التلف
والعجز أو الذل عند عدم إمضاء الغضب , ويخوف بالتعب عند العبادات
أو عند ترك الدنيا
وأما تأثيرها بالتكذيب فهو بإنكار الصانع والأنبياء والأولياء والأمور الأخروية
التى يترك لها إمضاء المشتهيات والغضب .

وقدم بحث لمته على بحث لمة الملك ليتطهر منه حتى يتحقق بمعرفة
لمة الملك , وارشدنا صلى الله عليه وسلم الى أن لمة الملك تؤثر
بإيعاذها الخير ما يوجب انتظام أمور الدارين والتقرب من رب العالمين
والتخلق بأخلاقه والتعرض لثوابه والهرب من عقابه فى ترك الشهوة والغضب .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 17, 2009 6:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19600

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

نكمل بإذن الله ما سبق

وأرشدنا أن لمة الملك تؤثر بالتصديق بالحق سبحانه وتعالى
المُجازى على ذلك التصديق بالتصديق بالنبوة والولاية والأمورالأخروية
وإثبات كل واحد من هذه المذكورات بالأدلة العقلية أو الكشفية
وإزالة الشُبهة عنها , ثم قال عليه السلام :

(فمن وجد ذلك ) الخاطر الملكى فليعلم أنه من الله تعالى
لآن الملك واسطة بين الرب والعبد فى إيصال العبد إلى مراضى الرب
والتجليات الجمالية , وليحمد الله ليكون شاكراً على هذه النعمة
فتنمو عليه ويستزيد منها
قال تعالى : ( لئن شكرتم لأ زيدنكم ) .

ومن وجد الخطرة الاخرى – أى الشيطانة – ليتعوذ بالله من الشيطان
فأنه الكلب المتسلط من جهة الله على العبد فلا يندفع إلا بالتعوذ بالله
منه لعجز القوة البشرية عن دفعه بالمجادلة فى أكثر الاوقات
لكن إنما تفيد استعاذتك بالله من الشيطان إذا فعلت ما يحبه الله
وهو صدك خطرة الشيطان عندما تظهر فى الحين , والإغراض عنها
بالكلية لا بمجرد قولك : أعوذ بالله من الشيطان .

فإن من قصده سبع ليفترسه أو عدو ليقتله فقال : أعوذ منك بذلك
الحصن الحصين وهو ثابت فى مكانه لا ينفعه ذلك , بل لابد من
تبديل المكان , وقس على ذلك فى جميع أحوالك مع الشيطان
خطرات أو غيرها .

ثم قرأ عليه السلام الآيه للاستدلال على اللمتين مع بيان أن
اللمة الملكية من الله تعالى

قال بعضهم رحمه الله تعالى :

ويفهم من الآيه أن الشيطانية من النفس من بعض الوجوه أيضاً
ويفهم من الآيه أثر اللمتين أيضاً .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 02, 2009 2:20 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19600

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيراً

نكمل بإذن الله ما سبق

أما اثر لمة الشيطان فهو المشار إليه بقول الله عزوجل :

(الشيطان يعدكم الفقر ) أى فوات المال واللذات من غير تعقيب عوض
على ذلك , فهو إيعاذ بالشر وتكذيب بالحق
(ويأمركم بالفحشاء ) أى بالتكذيب بالحق مع كثرة الدلائل , وبإمضاء
الشهوات والغضب فى غير الأمر المشروع مع أن لهما أثراً فاحشاً فى
العاقبة وفى تخريب أمور الدارين لمن تفكر

وأما أثر لمة الملك فهو المشار إليه بقوله عزوجل :

(والله يعدكم مغفرة منه ) أى ستراً لأن فيه الموجب للقرب منه وستر
الصفات الذميمة , وفضلا بتعقيب ماهو خير مما أخذ بتعقيب التجلى الخاص
الجمالى , فهو إيعاذ بالخير وتصديق بالحق .

وإنما جعل لمة ملكية لان لمة الملك موجبة للتجرد الملكى وهو أقرب إلى
الإطلاق الإلهى وأبعد من العلائق الجسمانية , وإنما فهم من الأية
أن الشيطانية من النفس من وجه لان الشيطان إنما يفعل بواسطة
هوى النفس وغضبها , فيرى ما تهواه نافعا حقيقياً وما تغضب عليه
ضاراً حقيقياً من غير نظر الى ما يعقب الضرر والنفع المذكورين
(انتهى والله اعلم بحقائق الامور ) .

وأما العقل فهو يكون مع خاطر النفس والشيطان تارة ليتميزا عن الخاطر
الربانى والخاطر الملكى , فيؤثر ذلك فى إثبات الحجة على العبد لدخوله
فى الشىء بوجود عقل , إذ لو فقد العقل سقط العقاب والعتاب
ويكون مع خاطر الحق والملك تارة أخرى ليوقع العبد الفعل مختاراً
ممتثلاً للامر فيتنج له ذلك الرضا والثواب .

وقد قال بعض العارفين : إن مما يفيد انصباب الخواطر الإلهية والملكية
قراءة سورة : (قل هو الله احد )
وان مما يفيد قطع الخواطر النفسانية والشيطانية قراءة سورة :
(قل يا ايها الكافرون ) .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 12:37 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19600

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيراً

نكمل بإذن الله ما سبق


تنبيه له تعلق بما في التعليقة:

ليكن في ذهنك أيها الطالب الراغب أنا كلما ذكرنا في تعليقتنا هذه
الروح فمرادنا الروح الذي هي من عالم الأمر لا الروح الحيواني الذي
هو من عالم الخلق , وهو الذي نعبر عنه في هذه التعليقة بالنفس
وهذا الروح الحيواني موجود عند جميع الحيوانات
إذ هو منبع القوي المدركة: السمع والبصر والشم والذوق واللمس
وهذه موجودة في سائر الحيوانات فمنبعها موجود فيها , وتكون هذا
الروح يكون من البخار اللطيف الأرضي , أي لأنه من الغذاء الذي أصله
التراب, وهو منبعث من القلب المعروف عند العامة, وينشر هذا الروح
الحيواني في طريق تجاويف العروق والضوارب الذاهبة إلي سائر البدن.

وهذا الروح الحيواني لكونه من الأغذية يتصرف فيه بعلم الطب بدلالة
حركته في النبض باعتدال مزاج الأخلاط وعدم اعتدالها بحسب حركته
وهذا الروح الحيواني يكون في الجنين وهو مضغة بعد تهيئة أسباب
تصرفه في البدن, وبعد حصول القلب اللحمي له والعروق , ثم يخلق الله
المضغة عظاما فيكسوا العظام لحما ثم ينفخ فيه الروح الذي يختص بالإنسان.

وكذلك إذا أطلقنا القلب في هذه التعليقة فمرادنا به اللطيفة الإنسانية
التي هي من عالم الأمر, وهي المسماة بالنفس الناطقة عند الحكماء
وليس مراد القلب المتعارف عند العامة: وهو المضغة اللحمية المعروفة
بالشكل الصنوبري المودعة في الجانب الأيسر من الجسد, وهي تحت
الثدي الأيسر بنحو أصبعين.
وجعله صلي الله عليه وسلم المضغة هي القلب كما ورد أن في جسد
ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر
الجسد, ألا وهي القلب, إنما كان علي سبيل المبالغة
وناط صلي الله عليه وسلم صلاح الجسد وفساده بصلاحها وفسادها
فيحصل لهذه المضغة ما يحصل للقلب الحقيقي وإن كان علي سبيل
الخلافة والنيابة, لأن لتلك اللطيفة الإنسانية بهذه المضغة اتصالا ما وتعلقا
خاصا كأنها عشها ومسكنها ومأواها وبينها نوع اتحاد كأن الامتياز مفقود.

وقد يشتركان في بعض الأحكام, ويظهر التحرك في المضغة من فكر القلب
الحقيقي, وإلي القلب الحقيقي الإشارة بقوله تعالي:

" إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب"

ولوكان المراد بالقلوب هو اللحم الصنوبري الشكل فذلك موجود لكل أحد
حتى البهائم والموتي.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 15, 2009 9:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19600
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيراً

نكمل بإذن الله ما سبق

أما الروح الحيواني المتقدم ذكره فهو وإن كان في الأصل عاما
إلا إنه صار بورود الروح الأمري العلوي عليه كأنه جنس آخر مباين
لجنس أرواح سائر الحيوانات, لأنه اكتسب من تعلق الروح الأمري
العلوي به صفة أخري من كمال التسوية واعتدال المزاج حتي صار
في غاية اللطافة حتي أشبه القلب الذي هو النفس الناطقة
فصار نفسا محلا للنطق أي محلا لظهور القوة المفكرة التي تتعلق
بالقوة العاقلة التي هي قوة القلب, وصار محلا للإلهام أي إلقاء
المعاني من غير طريق الحواس حتي صار محلا للقسم الإلهي في
قوله تعالي:

{ ونفس وما سواها }

أقسم بالروح الحيواني عند تسويته باعتدال المزاج لصيرورته نفسا
قابلة لإلهام الفجور والتقوي الذين هما مظهر إجلاله وجماله
وإلهامهما إلقاء داعيتهما, فتسويتها بورود الروح الإنساني العلوي
الأمري عليها إذ قبل وروده كانت كسائر أرواح الحيوانات بعيدة
عن الاعتدال جدا.

فلما ورد عليها الروح حصل لها اعتدال اقتطعت به عن جنس أرواح
الحيوانات حتي صارت قابلة لتجلي الجلال والجمال معا, بحيث أقسم
بها خالقها حتي كأنه يقسم بذاته لاشتباه المظهر بالمظهر..

وعن أبي هلال رضي الله عنه ونفع به أن رسول الله صلي الله عليه
وسلم كان إذا قرأ هذه الآية { قد أفلح من زكاها } وقف ثم قال:

" اللهم آت نفسي تقواها , أنت وليها ومولاها, وزكها أنت خير من زكاها "

فهو صلي الله عليه وسلم مع كمال حاله كان يهتم بأمر النفس
لما رأي وقوف الفلاح علي تزكيتها ولم يكن له تزكيتها بنفسه بل بربه
بإفاضة التقوي عليه , فمن ثم قال :

" اللهم آت نفسي تقواها ", أي ما يقيها من المهلكات والنقائص.

ثم قال أنا ضعيف عن ذلك كالصبي: " أنت وليها" – بل عاجز بالكلية –
لأني متصف بالعبودية وأنت مولاها , ثم بعد اتصافها بالتقوي زكها
عنها وعن كل ما سواك بك, أنت خير من زكاها.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 20 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 29 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط